أحدث الأخبار مع #عبداللهالأولبنالحسين

الدستور
منذ 5 ساعات
- سياسة
- الدستور
نفاع تكتب: في عيد الإستقلال .. عهد وفاء وراية لا تنكس
كتبت: هدى نفاع - مساعد رئيس مجلس النواب في اليوم الأغرّ، الخامس والعشرين من أيار، تتعانق في قلوب الأردنيين مشاعر الفخر والوفاء، وتنبض أرواحهم اعتزازًا بأغلى المناسبات، ذكرى استقلال المملكة الأردنية الهاشمية، هذا اليوم الذي غيّر مجرى التاريخ، ورسم ملامح السيادة الوطنية بكل فخر وإباء . في مثل هذا اليوم من عام 1946، وقف الأردن شامخًا، يطوي صفحة الانتداب، ويفتح أبواب المجد على مصراعيها، بقيادة الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين – طيب الله ثراه – الذي أعلن استقلال الدولة الأردنية، ليبدأ عهدًا جديدًا من الحرية، والسيادة، والنهوض. إن الاستقلال ليس حدثًا عابرًا، ولا محطة تُطوى مع الزمن، بل هو روحٌ تسري في وجدان الأمة، وهو عهدٌ متجدد في ضمير كل أردني وأردنية، عهد بالوفاء للوطن، وبالإخلاص للقيادة، وبالعطاء في سبيل الرفعة والتقدم. الاستقلال هو المعنى الأسمى للحرية، وهو التعبير الصادق عن سيادة القرار، وهو ثمرة كفاح الأحرار الذين بذلوا الأرواح والمهج من أجل أن يحيا الأردن عزيزًا، مرفوع الراية، مستقل الإرادة. ومنذ ذلك اليوم، شرع الأردن في بناء دولته الحديثة، مستندًا إلى ثوابت راسخة، وقيم دستورية، ومبادئ وطنية لا تلين. لقد شهد الأردن منذ الاستقلال نهضةً شاملة في كافة المجالات؛ أُقيمت المؤسسات، وازدهرت البنية التحتية، وتعززت دعائم الأمن والاستقرار، في ظل قيادة هاشمية حكيمة، حملت الأمانة، وحافظت على العهد، وصانت المكتسبات، ومضت بالوطن نحو آفاق التقدم والازدهار، رغم ما أحاط بالمنطقة من أزمات وما واجهته الأمة من تحديات. اليوم، ونحن نحتفل بهذه الذكرى الغالية، لا نستحضر الماضي لنمجّده فحسب، بل لنستلهم منه العبرة والدافع، لنستلهم من بطولة الآباء والأجداد عزمًا يليق بالأحفاد. إن مسؤوليتنا في هذا العصر لا تقل شرفًا عن مسؤوليات الرواد الأوائل؛ فصون الاستقلال، وتعظيم منجزاته، يتطلب منا العمل الدؤوب، والبذل المخلص، والانتماء العميق لهذه الأرض الطيبة. فالوطن لا يُبنى بالشعارات الرنّانة، ولا تُصان كرامته بالتمنيات، بل بالعمل المنتج، والانتماء الصادق، والتفاني من أجل رفعته ومكانته. إن الأردن يستحق منا أن نكون أوفياء لترابه، وحُماته في الشدة والرخاء، وحراسًا لمسيرته ومنجزاته. وإننا، ونحن ننعم اليوم بالأمن والاستقرار، مدينون بقيادتنا الهاشمية، ممثلة #بجلالة_الملك_عبدالله_الثاني_بن_الحسين – حفظه الله ورعاه – وولي عهده الأمين، اللذين يقودان هذا الوطن بعزيمة القادة، ورؤية الحكماء، وثبات المخلصين. فلنُجدد في هذا اليوم المجيد عهد الولاء والانتماء، ولنجعل من هذه المناسبة منارة نستضيء بها في درب المستقبل، ولتكن أفعالنا امتدادًا لما رسمه الأوائل من تضحيات وإنجازات، نبني، ونعمل، ونعلي راية الوطن عالية خفاقة بين الأمم. حفظ الله الأردن، وحفظ قيادته الهاشمية الحكيمة


خبرني
منذ 6 أيام
- سياسة
- خبرني
الوسطية والاعتدال في فكر الدولة الأردنية
تقوم فلسفة الدولة الأردنية منذ تأسيسها على نهج الوسطية والاعتدال، هذا النهج الذي يشكل حجر الزاوية في بنائها السياسي والاجتماعي والثقافي، وهو ليس مجرد خيار مرحلي أو تكتيك سياسي، بل هو منهج أصيل ينبع من رؤية القيادة الهاشمية التي استمدت شرعيتها من الإسلام الحنيف ومبادئه السمحة التي تدعو إلى التوازن ونبذ الغلو والتطرف. فمنذ عهد الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين وحتى عهد الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ظل الأردن وفيًّا لهذا النهج، واضعًا نصب عينيه مصلحة الوطن والمواطن في بيئة إقليمية تتسم بالتحولات الحادة والصراعات المتعددة. وقد تمثل هذا النهج في سلوك الدولة الأردنية الداخلي، من خلال حرصها على بناء منظومة سياسية معتدلة تراعي الخصوصية الأردنية وتحتكم إلى القانون وتعزز من قيم التعددية والانفتاح والتسامح، مع الحفاظ على الأمن والاستقرار المجتمعي. فالأردن بتعدديته السكانية والمذهبية والدينية، استطاع أن يقدّم نموذجًا فريدًا في العيش المشترك، قائمًا على احترام الآخر، وتقدير الاختلاف، والانخراط في الحياة العامة بروح المسؤولية والانتماء. أما على صعيد السياسة الخارجية، فقد اتسم موقف الأردن بالاتزان والحياد الإيجابي، فكان صوت الحكمة والعقل في محيطه، وسعى دومًا إلى دعم الحلول السلمية للنزاعات، وإعلاء لغة الحوار على حساب الصدام، مؤمنًا بأن الاستقرار الإقليمي لا يتحقق إلا عبر احترام سيادة الدول وتحقيق العدالة والكرامة للشعوب. وقد تجسدت هذه الرؤية في مبادرات عالمية أطلقها الأردن لتقريب المسافات بين الأديان والثقافات، وفي مقدمتها "رسالة عمان" و"أسبوع الوئام بين الأديان"، وهي مبادرات أكدت الدور الريادي للأردن كحاضنة للسلام الإنساني. كما أن الدولة الأردنية كانت وما زالت في طليعة الدول التي تصدت لآفة التطرف والإرهاب، منطلقة في ذلك من فهمها العميق لخطورة هذا الفكر على النسيج الوطني والإنساني، فجمعت بين الحزم الأمني والتوعية الفكرية، وعملت على بناء خطاب ديني عقلاني يعزز مناعة المجتمع ويرسخ ثقافة الاعتدال. لقد أدركت القيادة الأردنية أن البناء الحقيقي للدولة لا يكون بالقوة وحدها، بل بالحكمة والتوازن والعدل، وأن المستقبل لا يُبنى على الإقصاء والإفراط، بل على التشارك والاحترام المتبادل، ولهذا فإن الوسطية والاعتدال ليست مجرد مفردتين في القاموس السياسي الأردني، بل هما نهج حياة، وثقافة وطن، ومشروع دولة تسعى لأن تكون واحة أمان واستقرار ونموذجًا يحتذى به في محيطها المأزوم.