logo
#

أحدث الأخبار مع #عبدالواحدبلقصري

دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في ترسيخ ثقافات التنمية
دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في ترسيخ ثقافات التنمية

كواليس اليوم

time٢٠-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • كواليس اليوم

دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في ترسيخ ثقافات التنمية

عبد الواحد بلقصري باحث في علم الاجتماع السياسي *المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كخطة استراتيجية رائدة* شكلت المبادرة الوطنية التي أعلن فيها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بتاريخ 18 ماي 2005 مشروعا اجتماعيا تنمويا وورشا ملكيا خاصا خلاقا ومبدعا و مفتوحا باستمرار وفلسفةر رائدة تهدف الى معالجة اشكاليات الفقر والإقصاء الاجتماعي والهشاشة ضمن استراتيجية شمولية ترتكز على البعد التراثي والمقاربة التشاركية مع مختلف الفاعلين المعنيين بالحقل التنموي ، وقد جاءت المبادرة لتغيير أنماط العمل الاجتماعي في البلاد من خلال فتح أفق جديد يرتكز على تطوير القدرات البشرية ، فبناءا على التجارب السابقة و معرفة أفضل بظواهر الاقصاء والفقر ، فإن هذه المبادرة تعكس إرادة سياسية على أعلى المستويات في الدولة لترسيخ سياسة سريعة وفعالة في مكافحة الهشاشة والفوارق الاجتماعية، وقد جاءت لتقدم أيضا تغييرا نوعيا في الاسلوب ، لأنها ترتكز على مبادئ أساسية من قبل تحديد جيد للأهداف والمناطق والمستفيد ين أو ادماج سوسيواجتماعي للتدخلات والبرامج عبر مبادرة تستفيد من تمويل خاص ذو طابع مؤسسي. وجاءت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كخطة تنموية استراتيجية مختصة من طرف الملك محمد السادس نصره الله. لتجعل من تنمية العنصر البشري الهدف الاسمى من خلال أهداف استراتيجية نجملها فيما يلي: – الحد من الفقر و الهشاشة؛ – تحقيق العدالة الاجتماعية عبر الرفع من مؤشر الدخل؛ يتمثل التوجه العام للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية استراتيجية كما ذكرنا سابقا في ما يلي: – تقسيم ترابي متماسك؛ – تنمية البنيات التحتية؛ – التمكين الاقتصادي للمرأة؛ – خلق التقائية بين الفاعلين المحليين لبناء سياسات عمومية محلية معقلنة؛ وبالإضافة الى هاته العناصر الاساسية هناك محاور فرعية تستند عليها هاته المقومات ولعل أهمها نجد. أ- التصدي للعجز الاجتماعي الذي تعرفه مختلف الجماعات الترابية المهشمة والجماعات الحضرية الفقيرة، عن طريق استفادتها من المرفق ( الخدمات والتجهيزات الاجتماعية). ب- تشجيع الانشطة المدرة للدخل والمنتجة لفرص الشغل عبر الإدماج الاقتصادي للشباب. ت- بناء الرأسمال البشري عبر الاهتمام بالطفولة المبكرة وصحة الام والطفل وتقوية دعائم الصحة المدرسية هـ – تجويد العملية التربوية عبر تدعيم المنظومة التربوية بمختلف برامج الدعم الاجتماعي والتربوي وجائت فلسفة المبادرة انطلاقا من قيم مركزية وهي : – الكرامة -الثقة – المشاركة – الاستمرارية – الحكامة وعلى مقاربة غير متمركزة تعتمد على المبادئ التالية : – القرب – التشاور – التعاقد – الشفافية وأهدافا تعتمد على مايلي : – دعم الانشطة المذرة للدخل – تحسين شروط الولوج إلى الخدمات الأساسية – إدماج المراة والشباب في التنمية كماأن برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الاولى والثانية خلقت دينامية مهمة ساهمت من خلال إجراءاتها ومشاريعها النموذجية في خلق اقتصاد محلي بالإضافة الى مجال تدخلها في المجال الاجتماعي عبر التأسيس لمجموعة من المراكز الاجتماعية مثل مراكز الرعاية الاجتماعية ، ومدارس جما عاتية وبنيات تحتية ، لكن بالرغم من ذلك كانت هناك مجموعة من النواقص نجد ها من جهة أولى أن العديد من المصالح الخارجية اعتبرت أن المبادرة سياسة عمومية تحل محل القطاعات وليست رافعة وهو على العكس من ذلك المبادرة هي مشروع اجتماعي يروم تحقيق الالتقائية ويعتبر رافعة لتحقيق التنمية المحلية والرفع من مؤشرات التنمية بالمغرب وتحسين مرتبة المغرب في هذا المجال ومن جهة ثانية بالرغم من العدد الاجمالي الكبير للمشاريع التي أنجزت إلا أن ضعف المواكبة والتقييم أثرت على سير وتدبير هاته المشاريع، ومن جهة ثالثة اعتبر ضعف التكوين والتواصل لدى الفاعلين المحليين وكذا تسييس العديد من المشاريع حيث نجد باعتبار أن رئيس اللجنة المحلية في أجهزة الحكامة على المستوى المحلي كان هو رئيس الجماعة ، حيث أن شرعية إنجازات مشاريعها كانت ذات نظرة سياسية وليست نظرة تنموية بالنسبة لبرنامج محاربة الفقر انذاك مما أثر على السير العادي للمبادرة ،كما أن المرجلة الثالثة الذي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله انطلاقتها يوم 19 شتنبر 2018 ترتكز على مقاربة متجددة تهدف إلى تحصين وتعزيز المكتسبات مع إعادة توجيه البرامج سعيا للنهوض بالرأسمال البشري ودعم الفئات الهشة وتنمية العالم القروي بالإضافة إلى اعتماد جيل جديد من المبادرات المذرة للدخل والمجددة لفرص الشغل. مما سبق ننستتج على أنه بالرغم من نواقص المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الاولى والثانية إلا أنها على استطاعت أن ترسخ ثقافة المبادرة من خلال برامجها وثقافة المشروع والتربية على ثقافات التنمية المبنية على إعطاء الناس الفرص وتعزيز قدراتهم حيث نجد انه مع تأسيس المبادرة ازداد عدد الجمعيات وبحكم أن المجتمع المدني كان فاعلا أساسيا في تفعيل برامج ومحاور المبادرة ،وبالرغم مع أن العديد من الجمعيات فشلت في تدبير العديد من المشاريع بسبب ضعف حكامتها الداخلية وضعف التكوين وفق الحاجيات ،إلا ان العديد من الجمعيات حققت تراكمات إيجابية لمجموعة من المشاريع سواء في ميدان العمل الاجتماعي أو الأنشطة المذرة للدخل واستطاعت أن تخلق لنا مشاريع تنموية متميزة كان لها أثر اجتماعي مهم ،وبالرغم مع أنه في حديثنا عن مؤشرات التنمية البشرية نجد أن رتب المغرب مازالت لم ترقى إلى مصاف الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة ،لأنه لايمكن أن نعتمد على المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لأن المبادرة لاتحل محل السياسات العمومية إضافة إلى أن مسالة النواقص المرتبطة بالتشخيص الترابي ومعرفة الجغرافية الاجتماعية أثرت بشكل كبير على نجاح المرحلة الأولى والثانية ،كل هذا تم تداركه في المرحلة الثالثة . وفي الحديث عن ثقافات التنمية لابد ان نعالج جدلية العلاقة بين الثقافة والتنمية. **جدلية العلاقة بين الثقافة والتنمية* شكلت جدلية العلاقة بين الثقافة والتنمية إحدى أهم القضايا التي طرحت إبان اهتمام العالم بالتنمية بمفاهيمها الشاملة (البشرية والانسانية والمستدامة ) وإذا كانت علاقة الثقافة بالتنمية علاقة عضوية بحكم أننا لايمكن أن نتحدث عن مشروع تنموي بدون حضور البعد الثقافي حيث أن التنمية لايمكن تحقيقها إلابأبعادها الثلاثة البعد الاجتماعي والبعد الاقتصادي والبعد الثقافي ،وإذا كانت أطروحات التنمية لم تركز على البعد الثقافي فإن المنظمات الدولية التي تعنى بالتربية والثقافة (اليونيسكو ،الإيسيسكو ..)لا تكاد تؤكد في اجتماعاتها ومؤتمراتها على أهمية الثقافة كعنصر محدد لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية و السياسية ،وقد لانبالغ إذا ما قلنا أن هناك توافق في الرأي بين علماء الاجتماع حول العلاقة بين الثقافة والتنمية وكما أكد المفكر محمد سيد محمد في كتابه الاعلام والتنمية أن للثقافة في التنمية الشاملة دورا مميزا وموازيا للبعد الاجتماعي والاقتصادي وأن الثقافة تعتبر ركيزة مهمة من ركائز التنمية الشاملة ،حيث وإذا كان الانسان هو محور وهدف التنمية في ان واحد وأن التنمية هي إعطاء الناس الفرص والقدرات فإن الثقافة كما أكدها إعلان مكسيكو أثناء انعقاد مؤتمر اليونسكو للثقافة سنة 1982 هي التي تمنح الانسان قدرته على التفكير في ذاته وهي التي تجعل منه كائنا يتميز بالإنسانية المتمثلة في القدرة على النقد والالتزام الأخلاقي وعن طريق الثقافة نستطيع تحقيق قيم مركزية بواسطتها يستطيع الانسان التعبير عن نفسه والتعرف على ذاته والبحث عن مدلولات الإبداع ، وقد اكد بيانات المؤتمر العالمي للتربية لسنة 1992 ان التنمية تقاس بالتغير من الحالة القائمة ،التقدم ،الاغتناء والتمتع بل تقاس و ليس بازدياد الإنتاج كما ونوعا بل أيضا بالتحسن الذي تحمله إلى الإنسان وإلى طريقة حياته . نخلص في الاخير الى الخلاصات التالية: *الخلاصة الأولى* : أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية استطاعت ترسيخ ثقافة المبادرة التي تعتبر إحدى أهم ركائز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بحكم أن الازمات المالية التي عرفها العالم بسبب تضخم الرأسمالية المالية وهيمنة الشركات المتعددة الجنسيات جعلت هذا النموذج هوالحل والمخرج من هاته الأزمات وتحقيق هاته الثقافة لن يتأتى إلا عن طريق التمويل بل بخلق فرص العمل ودعم المشاريع الصغرى وترسيخ ثقافة داعمة للمبادرة عبر تربية النشئ وذلك لترسيخ مداخل هاته الثقافات.بالاضافة الى الاهتمام بالراسمال البشري الذي يعد مدخلا اساسيا للرفع من النمو الاقتصادي *الخلاصة الثانية:*أنه بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية استطعنا كذلك الانتقال من المقاربة الاحسانية للتنمية الى مقاربة مبنية على الادماج المهني وتحسين مؤشرات التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية.

السيــــاسة والثقـــة
السيــــاسة والثقـــة

كواليس اليوم

time٢٥-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • كواليس اليوم

السيــــاسة والثقـــة

إعداد :عبد الواحد بلقصري باحث في علم الاجتماع السياسي بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة أضحى الحديث اليوم عن إشكالية السياسة ومدى ثقة المجتمع في فاعليها إحدى أهم الاشكاليات التي تستأثر باهتمام الرأى العام العالمي والوطني بالنظر إلى العديد من الاعتبارات يمكن إجمالها فيما يلي: الاعتبار الاول :هو ظغيان الشعبوية وهيمنة الأحزاب اليمينية المتطرفة وتراجع الاحزاب السياسية ذات البرامج التي تحمل في طياتها مشاريع مجتمعية تنموية وديمقراطية الاعتبار الثاني :انه في زمن كورونا هيمنة الثقافة الدولتية ذات القرارات السياسية التسلطية في العديد من الدول وتراجعت التسييس واصبحت اللامبالات والممانعة هي الفكر السائد عبر العالم الاعتبار الثالث : هيمنة الفكر الاحادي الذي تتزعمه الولايات المتحدة الامريكية الذي يستقي مخططاته من الجماعات الصهيونية الظاغطة والتي أصبحت تظغط بقراراتها الاقتصادية والسياسية على العديد من الدول بل وتصنع مشهدها السياسي كل هذا سحب ثقة المواطنين في السياسة الاعتبار الرابع :أن عولمة العولمة التي ساهمت في انتشار نظام التفاهة وتراجع أدوار الدول وفاعليها السياسيين وتسطيح المجتمعات ساهم في ظهور أغلبيات صامتة لا تؤمن بالمشاريع المجتمعية للأحزاب السياسية بقدر ما تتبنى الفكر العولمي الاستهلاكي. كل هاته الاعتبارات ساهمت في تراجع ثقة المواطنين في السياسة وتختلف نسب الثقة حسب اختلاف الانظمة السياسية والفعل السياسي من بلد الى اخر الوضع في البلدان المتقدمة ليس كما هو عليه الحال في الدول العالمثالثية. وقد أكد المفكر الموسوعي يورغن هابرماس أن إنتاج عقلانية بديلة للعقلانية الأداتية وللأنشطة التقنوية عقلانية كفيلة بتطوير المجتمع دون إخضاعه لقوانين السوق حيث المنطق السائد هو منطق الربح والفعالية والانتاجية والرغبة في كل مجالات الحياة وفي ارادة السيطرة والتحكم . ومن الضروري أن تحظى فلسفة الوعي أو فلسفة الذات التي سيطرت على الفكر الغربي منذ ديكارت والانتقال الى فلسفة الانفتاح والتواصل والتفاعل داخل الفضاء العمومي المشترك بين الذوات ،وقد اشارهابرماس الى دور الفضاء العمومي مما يتضح معه البعد السياسي وهو البعد الحاضر في كتاباته المتأخرة حول الفلسفة السياسية ،إذ تعتبر الديمقراطية بالنسبة له حل لجميع مشاكل المجتمع المعاصر ، من خلال ديمقراطية تشاورية قائمة على الحوار العقلاني في فضاء عمومي خال من العنف والهيمنة والسيطرة .*1* إن الثقة السياسية تشير الى تصورات المواطنين اتجاه المؤسسات والاحزاب السياسية ،إن الحفاظ على الثقة لا يتاتى إلا من خلال الحفاظ على الموارد والقنوات التي تصلح علاقة الثقة المفقودة ،هذه القنوات ومصادر بناء الثقة هي الأعمال الجماعية التطوعية والأنشطة التي تنشئ معارف قريبة وشبكات اجتمناعية مثل الأسرة والجمعيات والمؤسسات ..*2* وتاتي أهمية الثقة في أنها تؤدي بالمجتمع للتجاوب والامتتثال للقرارات العامة والاقتناع والعمل على تنفيذها ،كما أنها تعزز المشاركة السياسية والتماسك الاجتماعي وعلى المدى البعيد فوجودها يبني شرعية مؤسسية قوية ويسهم في حل التحديات المجتمعية بشكل أكثر فعالية وهو مايسمى بالثقة التعاقدية ،وتبنى الثقة عبر الوفاء بالوعود ،ويلعب المناخ السياسي دورا كبيرا في إشاعة التواصل الفعال ،حيث أن الثقة تخفف التوتر وتساهم في تحقيق التنمية والرفع من مؤشر الرفاه الانساني وحل المشاكل المجتمعية المعقدة . لائحة المراجع والهوامش : 1-انظرمقال حسام حموم باحث في علم الاجتماع حول يورغن هابرماس النظرية السياسية وفق البراديغم التواصلي ،مجلة الباحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية المجلد 13 العدد 1 /2022 ص208 . 2- انظر د .اماني البرت 'الثقة في السياسات العامة 'مقال نشر بجريدة الاهرام بتاريخ 25 مارس 2024 العدد 50148

اليوم العالمي للمرأة وإشكالية التمكين الاقتصادي
اليوم العالمي للمرأة وإشكالية التمكين الاقتصادي

كواليس اليوم

time٠٦-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • كواليس اليوم

اليوم العالمي للمرأة وإشكالية التمكين الاقتصادي

إعداد :عبد الواحد بلقصري باحث في علم الاجتماع السياسي بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة قال الشاعر الكبير الراحل محمود درويش في حديثه عن المراة في إحدى أبياته لن أسميك إمراة سوف أسميك كل شيء إهداء : إلى زوجتي الغالية: نجاة إلى الأمــــــــهات الأبـــــــطال :حبيبـــــة ،حـــــــــــــدوم ،فاطنا ،ليلى ، فاطمة ،بشرى ،رجاء ،نفيسة عواطف ،زهرة ،نهلة ،خديجة ،نجمة الى الاخوات المكافحات :سعيدة ،زينب إلى المناضلة المقتدرة :إيمان يحتفل العالم يوم السبت 08 مــارس 2025باليوم العالمي للمرأة ،هذا الاحتفال الذي جــاء نتيجة التراكمات الإيجابية والمطالب التي ناضلت من أجلها البشرية لكي تنعم المرأة بالحرية والإنصاف ،هذا اليوم الذي يذكرنا بالنضالات العمالية التي خاضتها المرأة من أجـــل تحقيق مكاسب تجـــعلها تنعم بالمساواة وإنعدام التمييز ،وهو يوم ليس ككل الأيام باعتباره يكرم إحدى ركائز المجتمع بجميع أشكاله . إن الاحتفال بهذا اليوم الذي يعتبر أقل ما يمكن أن يقدم لسند المجتمع وأمه وركيزته يجعلنا نقف وقفة تأمل حول وضعية النساء في زمن معولم مليء بالتناقضات والحـــروب والتعـــــسفات والممارسات اللاإنسانية التي ما زالت تقام في حق المرأة ،فالبرغم من الأدوار المتقدمة التي أصبحت تقوم بها المرأة (أدوار سياسية واقتصادية وتنموية واجتماعية ……) إلى جانب الدور الإنجابي فإن التقارير الدولية تشير إلى أرقام كارثية بخصوص وضعية تمكين النوع وأشكال التمييزالتي تمارس في حق المرأة وقد أكدت العديد من الدراسات أن المرأة تساهم بنسبة كبيرة في تدبير ونجاح المشاريع التنموية وأصبح لها دور كبير في تحقيق التنمية بشتى أشكالها التنمية المحلية ،التنمية البشرية والانسانية ،التنمية المستدامة ،و في المنطقة العربية ما زالت التحولات السياسية الصعبة، والتحديات الأمنية، وتدهور أسعار النفط، والصراعات الإقليمية التي طال أمدها تؤثر بشكل كبير على المرأة. وتشير التقديرات إلى أن النمو الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد تباطأ بشكل حاد ،وهناك تنوع محدود في الاقتصادات. وفي حين أن أقل من 3% من السكان يعيشون في فقر مدقع، ما زال الضعف شديدًا نظرًا لكون 53% من السكان يعيشون على 4 دولارات في اليوم أو أقل. واحتلت المنطقة المرتبة الأخيرة في المؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين لعــــــــام 2017 عند المقارنة بعام 2006، وقد لوحظت أعلــــــــــــــى التحسّنات في المؤشر الفــــــــرعي للتحصيل التعليمي، بينما حظت المؤشرات الفرعية للمشاركة والفرص الاقتصـــادية والتمكين السياسي بأدنى التحسّنات. ويعد التمكين الاقتصادي في المغرب من المداخل الأساسية لإرساء المساواة بين النساء والرجال، ويستمد هذا المجال أهميته من المقتضيات الدستورية التي أولت أهمية بالغة لتمكين النساء اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا كمحدد أساسي لتدعيم دولة القانون،أعطت الخطة الحكومية للمساواة 'إكرام' بنســـختيها الأولى والثانية، من خلال مـــحاورها، أبعادا استراتيجية وحقوقية واستشرافية للنهوض بوضعية المرأة وإدماجها اقتصاديا، وذلك سعيا إلى رفع التحديات التي تطـــــــــــرحها مــؤشرات الوضعية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتعلقة بالنساء، ومن خلال تفعــــــيل مضامين البـــــــــرنامج الحكومي 2017 -2021 الذي دعا إلى تقـــــــوية الإدماج الاقتصادي للمرأة والتمكين لها في الحقل التنموي؛ وتنزيل المحور الأول من الخطة 'إكرام 2' الذي أكد على أهمية تقوية فرص عمل النساء وتمكينهن اقتصاديا، عبر وضع إطار للتمــــكين الاقتصادي للنساء ذي أبعاد متعددة،وتولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية اهتماما خاصا للتأهيل والتكوين المهني لفائدة النساء، بــــاعتبارهما عاملا مساهما في توفير فرص العـــــــمل والتشغيل الذاتي.كما ساهمــــت برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إدماج المرأة القروية في التنمية ،دون أن ننسى بعض البرامج التي تعني بتقوية قــــــدرات النساء كصندوق تشجيع دعـــــم تمثيلية النساء الذي تعنى بتنفيده وزارة الداخلية بشـــــراكة مع الأحزاب السياسية والجمعيات الوطنية والإقليمية والمـــحلية التي تعنى بتقوية قدرات النساء . ونظرا لأن المرأة تمثل في الوقت الراهن 40 في المائة من القوى العاملة على المستوى العالمي وأكثر من نصف طلبة الجامعات حول العالم، سوف تزداد الإنتاجية الكلية إذا ما تم استثمار مهار ات المرأة ومواهبها على وجه أكمل، إذ أن من شأن تمكين المرأة في االات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية أن ، حيث أن تحقيق الذات يؤدي إلى تغير الخيارات المتعلقة لسياسات وزدة تمثيل المؤسسات لشريحة أكبر والإحساس لإنتماء يعتبر من أهم الحاجات التي يرغب ويطمح إنسان على اختلاف نوعه البيولوجي (ذكر، أنثى) إلى تحقيقها، إضافة إلى اختلاف مستواه الإجتماعي أو التعليمي أو اختلاف الأوضاع السياسية والإقتصادية التي يعيش فيها، فمن هنا تظهر أهمية الذات، حيث أن وضع الرجل والمرأة لطالما كان مجالا للبحث والنقاش في قضايا المساواة الإجتماعية والإقتصادية بين الإثنين، وكذا المساهمة في عملية التنمية الإجتماعية والإقتصادية، مما أدى إلى ظهور عدة مفاهيم ومصطلحات عديدة أعطت بعدا جديدا للنهوض وضاع المرأة، إذ نذكر من بينها موضوع التمكين من جانبه الإقتصادي.*1* وقد أكد 'ابرهام لنكولن'، يمكنك تمكين الناس في بعض الأحيان ويمكنك تمكين بعض الناس في كل الأوقات ولكن من الصعب تمكين كل الناس في كل الأحيان والأوقات. من خلال ذلك يمكننا بناء تصور أولي مفاده أن التمكين عبارة عن استراتيجية أو سياسة تتبع خلال فترة زمنية محددة، ويمكن القول ببساطة أن التمكين الاقتصادي هو إيجاد حزمة من الخدمات المالية وغير المالية التي تساعد المرأة على إيجاد مصدر دخل خاص ، وبناء على ذلك أصبحت عملية تمكين المرأة تشكل سلسلة الحلقات المتداخلة التي تبدأ من تحفيز المرأة وتوعيتها ومن تم تدريبها للبحث عن مشاريع مذرة للدخل .*2* ويعد مجال التمكين الاقتصادي للنساء من المداخل الأساسية لإرساء المساواة بين النســــــــــاء والرجال، ويستمد هذا المجال أهميته من المقتضيات الدستورية التي أولت أهمية بالغة لتمكين النساء اقتصـــاديا واجتماعيا وسياسيا كمحدد أساسي لتدعيم دولة القانون.*3* وقد أعطت الخطة الحكومية للمساواة 'إكرام' بنسختيها الأولى والثانية، من خلال محاورها، أبعادا استراتيجية وحقوقية واستشرافية للنهوض بوضعية المرأة وإدماجها اقتصاديا، وذلك سعيا إلى رفع التـــــــحديات التي تطرحها مؤشرات الوضعية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتعلقة بالنساء. ومن خلال تفعيل مضامين البرنامج الحكومي 2017 -2021 الذي دعا إلى تقوية الإدماج الاقتصادي للمرأة والتمكين لها في الحقل التنموي؛ وتــــــنزيل المحور الأول من الخطة 'إكرام 2' الذي أكد على أهمية تقوية فرص عمل النساء وتمكينهن اقتصــــاديا، عبر وضع إطار للتمكين الاقتصادي للنساء ذي أبعاد متعددة. وقد سعت برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تعتبر ورشا ملكيا ضخما ، ذو أبعاد اجتماعية واقتصادية ومجالية متعددة، والذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 18 ماي من سنة 2005، يروم تعزيز تنمية المجالات الترابية للمملكة بكيفية منصفة، تقوم على تقليص معدلات الفقر ومحاربة الهشاشة في صفوف فئات متنوعة من المواطنين، وتشجيع انخراط الساكنة المحلية في مشاريع مدرة للدخل، تشكل رافعة للتنمية المحلية،الى تجسيد هذه العناية الخاصة بالعنصر النسوي عبر تعزيز مهارات وقدرات النساء وتكوينهن، والنهوض باستقلاليتهن المالية، وهو ما تكلل بوضع حزمة من المشاريع المندمجة والمذرة للدخل بالنسبة للفئات المستهدفة،حيث أن المرأة تعتبرفاعلا أساسيا في سيرورة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سواء كحاملة أو كمستفيدة من مشروع، أو أيضا كعضوة نشيطة في لجن الحكامة الترابية. ويعد النهوض بوضعية المرأة وتحسين معيشتها خيارا استراتيجيا للمبادرة الوطنية، كما يتضح جليا من خلال جميع المشاريع المنجزة في هذا الإطار. فبفضل تعبئة وإشراك جميع الجهات الفاعلة المعنية، وتولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية اهتماما خاصا للتأهيل والتكوين المهني لفائدة النساء، باعتبارهما عاملا مساهما في توفير فرص العمل والتشغيل الذاتي. وإذا كانت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مراحلها الثلاثة ركزت على إشراك و إدماج النساء في التنمية المحلية ،فإن المرأة استطاعت بفضل إرادتها ان تساهم في نجاح العديد من المشاريع التنموية المرتبطة ببرامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية . إن العالم في حاجة إلى تحقيق تضمينية و مساواة حقيقية ،حيث ولى زمن الكوطا لأن تحقيق التقدم والرفاه الإنساني للجميع لا يمكن أن يتم دون مساواة ومناصفة حقيقية بين المرأة والرجل للجميع كما أكد برنامج الأمم المتحدة للإنماء الاقتصادي والاجتماعي في تقريره حول تمكين النوع لسنة 2003 حول التنمية الانسانية في العالم العربي . انطلاقا مما سيق نخلص إلى مايلي : الخلاصة الأولى : أن برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية استطاعت ادماج المراة في المجال الاقتصادي كل هذا كان له انعكاس ايجابي على الادماج والتضامن الاجتماعي للاسرة والمجتمع . الخلاصة الثانية :أنه ان المبادرة الوطنية للتنمية البشرية استطاعت العمل على العمل على توفير الخدمات التي تساعد على إحداث التوازنات في مسؤوليتها ودورها التنموي. الخلاصة الثالثة :ان العديد من البرامج الحكومية فشلت في ادماج المراة في التنتمية وضيعت زمنا تنمويا كانت بعض عواقبه وخيمة على المرأة المغربية . الخلاصة الرابعة : أن الوعي المجتمعي بأدوار المراة مازال تشوبه العديد من الاختلالات مما يؤثر بشكل كبير على تحقيق قيم المواطنة الفاعلة في المجتمع المغربي . لائحة المراجع والهوامش : 1- انظر الموقع الالكتروني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية 2- انظر فاطمة لمحرحر، حثة دكتوراه، كلية الحقوق، فاس، المغرب'التمكين الاقتصادي للمرأة في عالم متغير: المرأة المغربية نموذجا،مجلة مدارات سياسية،المجلد 1 ،العدد 4 ،مارس 18 1825 – 2588: ISSN 3- نفسه

أطروحة التنمية الإنسانية عند المفكر الهندي أماتياسن
أطروحة التنمية الإنسانية عند المفكر الهندي أماتياسن

كواليس اليوم

time١٤-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • كواليس اليوم

أطروحة التنمية الإنسانية عند المفكر الهندي أماتياسن

إعداد :عبد الواحد بلقصري باحث في علم الاجتماع السياسي بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة نبذة عن المفكر الهندي اماتياسن اماتياكوماسن الحاصل على جائزة نوبل للاقتصاد سنة 1998 هومفكر اقتصادي هندي يدرس في المملكة المتحدة والولايات المتحدة منذ سنة 1972 ،ولد في دكا ببنغلاديش 3نوفمبر 1933 وقدم وسن إسهامات شكلت ثـــــــورة معرفية في مجاالات متعددة : -اقتصاد الرفاه – نظرية الخيار الاجتماعي – العدالة الاقتصادية والاجتماعية – النظريات الاقتصادية للمجاعة والفقر – اقتصاد التنمية – الصحة العامة – معايير الرفاه للبلدان وقد كتب العديد من الكتب في هذا المجال (التنمية حرية ،الخيار الاجتماعي والرفاه ،الأخلاق والاقتصــــاد ،الحرية والعقلانية ،الخيار الاجتماعي والسلام والمجتمع الديمقراطي ) وترجمت معظمها للعديد من اللغات ومن أشهر أقواله 'إن إنسانيتنا المشتركة تتعرض لتحديات وحشية عندما توجد التقسيمات المتنوعة في العالم في نظام تصنيف واحد مزعوم يعتمد على الدين أو الجالية أو الثقافة أو الأمة أو الحضارة' . التنمية الانسانية في كتابات اماتياسن : ظهر مصطلح التننمة الإنسانية سنة 1998بفضل المفكر الاقتصادي البنغلادشي أماريا سن ومـــــــؤسس أول جمعية للاقتصاد القياسي في الولايات المتحدة الأمريكية الذي قام بالعديد من الدراسا ت حول الفقر في بنغلاديش وصاحب أطروحة التنمية حرية ويعد أول مفكر جمع بين الأطروحة النظرية الحرية والتنمية وأول من أدخل المؤشرات القياسية إلى التنمية الإنسانية ،حيث وإذا كان برنامج الأمم المتحدة للإنماء الاقتصادي والاجتماعي قد وضع أول تقرير للتنمية البشرية لسنة 1990وفق مؤشرات اقتصادية واجتماعية تعتمد على مؤشر العمر المتوقع عند الميلاد ومؤشر القراءة والكتابة فإن امارياسن صاحب نظرية الحرية الذي أكد أنه لايمكن لبلد يتمتع بالحرية بجميع أنواعها أن يعيش تحت ذيل الفقر ،وقد قام بتطوير هذا المفهوم ليصبح أكثر شمولا وأصبحنا امام مفهوم التنمية الانسانية ، والتي عرفها pnud بكونها هي توسيع خيارات الناس الاقتصادية والاجتماعية والسياسية عبر مؤشرات تعتمد على مايلي : – مؤشر العمر المتوقع عند الميلاد – مؤشر تقانات المعلومات – مؤشر الدخل أي الناتج القومي الإجمالي والناتج الوطني الإجمالي – مؤشر التمثيل والمساءلة – مؤشر فعالية القانون – مؤشر ثاني اوكسيد الكاربون وأصبحنا أمام مفهوم يحمل خيارات شاسعة واقتصادية واجتماعية وسياسية وبيئية ،حيث أن التنمية الإنسانية هي تنمية الناس من أجل الناس وذلك عبر إعطاء الناس الفرص والقدرات ،وفي حديثنا عن تقارير التنمية الإنسانية نجد ا نهاته التقارير ساهم فيها كذلك العـــــــــديد من المفكرين العرب كنادر الفرجاني رئيس الفريق الرئاسي لتقرير التنمية نجد أن هاته ساهم فيها كذلك العديد من المفكرين العرب ،حيث بفضل هؤلاء تم إصدار تقارير التنمية الإنسانية العربية منذ ســــنة 2002 و 2003و2004حول مواضيع مرتبطة بالحكم الصالح وتمكين النوع والمعرفة ،هاته التقارير أكدت على أن العالم العربي يعاني من نقص تمكين النوع ونقص المعرفة ونقص في الحكم الصالح ،وقد استثمرت العديد من البحوث الميدانية في هذا الشأن وأعطتنا العديد من الأرقام والدلالات على تخلفنا وتأخرنا في مجالات التنمية الإنسانية وفق منهج مقارن يقارن بين بلدان العالم التي راكمت تجارب تنموية جعلت مؤشراتها التنموية ترتفع ،وكما أكد تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2002 إلى ضرورة أن تعمل البلدان العربية على إعادة تأسيس المجتمعات العربية على الاحترام القاطع للحقوق والحريات الأساسية باعتبارها حجر الزاوية في البلدان العربية وذلك عبر: – تمكين المرأة العربية عبر إتاحة جميع الفرص الممكنة في بناء القدرات البشرية للبنات والنساء على قدم المساواة مع اشقائهن من الذكور. – تكريس اكتساب المعرفة وتوظيفها في بناء القدرات البشرية في جميع صفوف النشاط البشري وصولا إلى تحقيق مؤشرات الرفاه الإنساني في المنطقة. وبوصف تقارير التنمية الانسانية العربية أدوات لقياس تقدم الإنسانية وبدء العمل من أجل الغير فهي تثري البيانات والتحليلات الواردة ،وقد ساعدت هاته التقارير في التعبير عن التصورات والأولويات في المنطقة وقد صدرت ثمانية تقارير حول التنمية الإنسانية وهي : – تقريرسنة 2002 حول التنمية الإنسانية في العالم العربي بعنوان خلق فرص للأجيال القادمة – تقرير سنة 2003 حول المعرفة بعنوان نحو إقامة مجتمع المعرفة – تقرير سنة 2004 بعنوان نحو الحرية والحكم الصالح – تقرير سنة 2005 نحو نهوض المرأة في الوطن العربي – تقريرسنة 2009 تحديات أمن الإنسان في البلدان العربية – تقرير سنة 2011 بعنوان الشباب وآفاق التنمية في واقع متغير – تقرير سنة 2019 بعنوان المواطنة الشاملة في البلدان العربية وقد أكدت جل هاته التقارير أن قصور التنمية الإنسانية في العالم العربي يشكل عائقا أمام تحديات مواجهة العولمة ،وبأن بناء التنمية الإنسانية قد أصبح ضرورة بقاء في عصر العولمة وان التشخيص الدقيق للمشكلة هو جزء من حلها . مما سبق نستتج أن تقارير التنمية الانسانية العربية هي بمثابة علم اجتماعي ناقد كما أكد رئيس الفريق الرئاسي الدكتور نادر الفرجاني لكونها تحمل في طياتها ثقافة أكاديمية وطلك عبر استخدامها لمناهج ومؤشرات إجرائية مهمة ومعاصرة ،وإذا كانت هاته التقارير قد حققت تراكمات بالنسبة للبحث العلمي ،فإن مسألة الالتزام العلمي والصريح أي الحس النقدي لدى الباحث الأكاديمي يجب أن يكون حاضرا حيث يجب طرح وتقديم القوة الاقتراحية التي تبقى أنجع الحلول لخلق نقاش عمومي للحوار والتفكير الإيجابي من أجل حل مشاكلنا وقضايانا المعقدة. التنمية حرية في نظر اماتياسن : كتاب 'التنمية حرية' الذي صدر عن عالم المعرفة العدد 303 مايو 2004، هو كتاب للمفكر الاقتصادي الهندي أمارتيا صن. وقام بترجمة هذا الكتاب المترجم شوقي جلال. هذا الكتاب الغني بالأطروحات الفكرية، يعتبر الكتاب الأول في تاريخ الفكر الإنساني الذي جمع في أطروحته بين التنمية والحرية. هاته الأطروحة التي حاز بها المؤلف على جائزة نوبل للاقتصاد سنة 1998. وقبل الدخول في تفاصيل الكتاب وأفكاره، لا بد من إعطاء نظرة عن المؤلف لغاية أساسية، هو إن هذا الكتاب حصيلة لتجارب أكاديمية وفكرية ميزت المفكر العالمي أمارتيا صن، العالم في الرياضيات والشاعر البنغالي والمفكر الاقتصادي، وهو أول هندي وأول آسيوي حصل على جائزة نوبل للسلام في الاقتصاد، مفكر يتجنب تقديم المشورة للحكومات، مفضلا ان يعرض آراءه على الملأ للمناقشة، وقد أكد في مجلة التمويل والتنمية، سبتمبر 2004 إني أجب المناقشة والجدل أكثر من توزيع المشورة على ذوي الحظوة، ولكني أظن أيضا أن التغيير الاجتماعي يكون أفضل إذا قام على المناقشات (2) بالإضافة إلى حصوله على جائزة نوبل في الاقتصاد، فهو أستاذ قام بالتدريس في أكثر الجامعات حظوة (كمبردج، أوكسفورد، لندن…) للعلوم الاقتصادية، وهو رئيس لجمعية الاقتصاد القياسي بجامعة هارفارد. يصعب الحديث بعجالة عن تجاوز تجاربه كلها، بالنظر إلى عنائها وتعددها، لكن كتاباته وأطروحاته وأفكاره ومقالاته، نابعة من مختلف هاته التجارب وهذا الكتاب الذي يعد أول كتاب يقارب التنمية والحرية، يمثل إحدى الرؤى الإبداعية بامتياز للعالم الثالث إزاء قضية الساسة ولاقتصاديين. كما جاء على لسانه وكما أكد كذلك أن هذا الكتاب هو حصاد تجربة جذورها وامتدادها في العالم الثالث، بلاد الأطراف، مع تفاعل خصب إبداعي بفكر علوم حضارة العصر في بلدان المركز(3) ويتضمن الكتاب بالإضافة إلى المدخل الذي عنونه باسم التنمية حرية اثنى عشر فصلا، بداها (4) بالتعريف بمقاربات التنمية ووسائلها وغاياتها (الفصل الثاني) والحرية وأس العدالة (الفصل الثالث) والفقر كحرمان من القدرة، والأسواق والفرصة الاجتماعية (الفصل الرابع والخامس) بالإضافة إلى أهمية الديمقراطية (الفصل السادس) والمجاعات والأزمات الأخرى وفعالية المرأة والتغيير الاجتماعي (الفصل السابع والثامن) والسكان والغذاء والحرية (الفصل التاسع) وختم المفكر أطروحاته بأطروحة الاختيار الاجتماعي والسلوك الفردي وأطروحة الحرية الفردية التزام اجتماعي (الفصلين 11-12). بالإضافة إلى هوامش متنوعة يصعب مناقشة أفكار وأطروحات جميع فصول الكتاب بالنظر إلى تشعبها وغناؤها، لذا سوف أحاول أن أبرز أهمها ولو بشكل عام على الأقل إعطاء صورة مقتضبة عامة لكتاب. تجمع أفكار هذا الكتاب بين ثلاث أطروحات ناقش بواسطتها المفكر قضاياه التي حددها في فصول هذا الكتاب. الأطروحة الأولى: تؤكد أن الحرية السياسية جزء من الحرية الإنسانية بصفة عامة وأن ممارسة الحقوق المدنية والسياسية لجزء هام في الحياة الجيدة للأفراد ككائنات اجتماعية، إذ المشاركة السياسية والاجتماعية قيمة جوهرية في رفاهية الإنسانية. الأطروحة الثانية: تؤكد أن الديمقراطية قيمة فعالية في تحسين مستوى الإنصات الذي يجعل الناس في تعبيرهم وتدعيمهم لمتطلباتهم بالاعتبار السياسي ومن ضمنها متطلبات الاقتصاد. الأطروحة الثالثة: إن ممارسة الديمقراطية تعطي للمواطنين فرصة لنتعارف وتساعد الفرد على تشكيل قيمه وأولوياته، ففكرة الحاجات الاقتصادية تتطلب هي الأخرى المناقشة الشعبية وتبادل المعلومات والآراء والتحليلات. هاته الأطروحات الثلاث تعتبر بمثابة عنها أطروحات ثانوية ناقش بها المفكر قضاياه المختلفة، حيث مثلا في تحليله للمجاعة والأزمات الأخرى، أكد على أنه لم تقع المجاعة في أي بلد تجري فيه الانتخابات بشكل منتظم، ولديه أحزاب معارضة، تعتبر بصراحة عن انتقاداتها، ويسمح بصحافة حرة تكتب بحرية ومن دون أي رقابة. وفي حديثه عن الدور الوقائي للديمقراطية أكد على أن الحركات القومية مناهضة للاستعمار ولكنها لم تكن دائما متجهة وبإصرار نحو الديمقراطية. وفي حديثه عن أهمية الديمقراطية على أهمية عملية تطوير وتعزيز نظام ديمقراطي تعددي كعنصر جوهري في عملية التنمية. وتمثل أهمية الديمقراطية في طبيعتها الجوهرية وفي إسهاماتها الأداتية وفي دورها البنائي في ابتكار قيم ومعايير. كما أن الديمقراطية يمكن أن يكون نطاقها أكثر شمولا وذلك بحكم صلتها بالموضوع، ودورها الوقائي وأهميتها البنائية. بالإضافة إلى إشارته المتميزة إلى علاقة الديمقراطية بالنمو الإقتصادي، حيث تساءل هل نظام الحكم لاستبدادي مثمر فعلا بالدرجة نفسها. وأكد أن الحقوق السياسية والمدنية من ناحية، والحيلولة دون وقوع كوارث كبيرة مثل المجاعات تهيئ فرصة للانتباه بقوة إلى الاحتياجات العامة وإلى المطالبة بنشاط عام ملائم. حيث أكد في تحليله للأهمية الأداتية للحرية السياسية على أنه لم تقع المجاعة أبدا في بلد تجري فيه الانتخابات بشكل منتظم. وفي حديثه عن سياسات صندوق النقد الدولي أكد على أن غياب الانفتاح والصراحة ووجود روابط غير أخلاقية في قطاع الأعمال، هي سبب فشل هاته السياسات. وفي مجمل أطروحاته أكد على أن تحدي التنمية يتضمن كلا من القضاء على الحرمان المزمن والحرمان الناجم عن فقر مفاجئ قاس. لكن الأطروحة النظرية الحرية تعد من أهم الركائز التي أكدها المفكر الهندي اماتياسن واعتمدتها مؤسسة كاوفمان في تقاريرها المتعلقة بالأنظمة السياسية . حيث أن الغاية الأساسية للتنمية الإنسانية كما أكد على ان الهدف المتوخى من الحرية هو القضاء على انعدام الحريات ،والحرية كمفهوم قديم تطور مع تطــــــــــور الأفكار السياسية ،ويمــــــــــكن تعريفها على جميع المستويات : على المستوى السياسي : الحرية السياسية هي مختلف الفرص والقدرات ،فالفرص هي إعطاء التاس الحرية لكي يقرروا مصير من يحكمهم والمبادئ التي يحكمهم بها ،والقدرات هي اعطاء القدرة للناس لكي يراقبوا السلطات وإعطائهم حرية التعبير وخلق صحافة حرة. على المستوى الاقتصادي : هي مختلف الطرق التي توفر للناس توزيع عادل للثروة وبالتالي إعطاءالفرد الحرية ليعيش حياة أفضل . على المستوى الاجتماعي : هي مختلف الأساليب التي يضعها المجتمع لخلق تعليم قوي ورعاية صحية جيدة ،إضافة إلى ضمان الشفافية والأمن الاجتماعي المتمثل في مختلف التفاعلات الاجتماعية بين الأفراد ،اضافة الى حماية الناس بواسطة شبكات للأمن الاجتماعي . إن التنمية وحقوق الإنسان يدعم كل واحد منهما الاخر وعلى العكس من ذلك الفقر والحرمان والإقصاء والتهميش والقمع عوامل تؤدي الى انكماش الحرية ولقياس الحرية ساهم اماتياسن في صياغة جملة من المؤشرات ،كمؤشر الثمثيل والمساءلة الذي يعتمد جملة من النقط من بينها : – جوانب العملية السياسية – الحريات السياسية – الحقوق السياسية – استقلال الاعلام – قدرة المواطنين في اختيار الحكومات – مراقبة أصل السلطة ومسائلتهم ومؤشر فعالية الحكومة الذي يعتمد على نوعية الموظفين المدنيين واستقلال الادارة المدنية عن الظغوط السياسية ومصداقية الحكومة في التزاماتها السياسية . ومؤشر الاستقرار السياسي الذي يعتمد على مدى الشعولر بإمكانية تفويض الاستقرار ومدى إسقاط الحكومة بطرق شرعية . ومؤشر حكم القانون الذي يعتمد على مدى قياس فئة حكم القانون وذلك بقياس شعور المواطنين بالقواعد القانونية التي يطبق ومدى ثقتهم بها هذا من جهة ومن جهة أخرى أي ما يلاحظه الناس وما يشعرون به من فساد إضافة الى دراسته لمدى شيوع الجريمة وكفاءة القضاة والاجراءات المتوقعة . في الأخير يمكن القول إن اطروحات وكتب المفكر الاقتصادي والفيلسوف الهندي اماتياسن تطرح حلولا لمختلف القضايا السياسية والتنموية لعالمنا المعولم ،حيث أن قراءتها ومناقشتها من شأنها ان تكون احى المداخل الاساسية لتحقيق التنمية والديمقراطية . لائحة المراجع والهوامش : 1- للمزيد من المعلومات انظر مجلة التمويل والتنمية سبتمبر 2004. ص 5. تعريف عن المفكر الاقتصادي أمارتيا صن انظر موقعها الإلكتروني 2- نفس العدد السابق. ص 4. 2- انظر تقارير التنمية الانسانية العربية التي يصدرها برنامج الامم المتحدة للانماء الاقتصادي والاجتماعي .لسنوات 2002و2003و2004 بالموقع الالكتروني التالي org . 3- انظر كتاب التنمية حرية من تاليف المفكر الهندي اماتياسن ،ترجمة شوقي جلال سلسلة عالم المعرفة مايو 2004.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store