logo
#

أحدث الأخبار مع #عبدوالمراكشي

حكايات رمضانية مع طاكسي مراكش. 'عرصة معاش' (الحلقة 12)
حكايات رمضانية مع طاكسي مراكش. 'عرصة معاش' (الحلقة 12)

LE12

time١٣-٠٣-٢٠٢٥

  • LE12

حكايات رمضانية مع طاكسي مراكش. 'عرصة معاش' (الحلقة 12)

عرصة المعاش، الرابعة والنصف عصرا.. من خلال '… مراكش- عبدو المراكشي عرصة المعاش، الرابعة والنصف عصرا.. من خلال '… بجلبابي الصوفي وطاقيتي السوداء، سرت ببطء، مثل 'بوهاليّ' من أزمنة الماضي، حتى نهاية الصف وانشغلتُ عن النظرات بتشغيل شاشة هاتفي 'الخلوي '.. واستقبلتتي أخبار الحرب، حرب الطرق المُكلّفة : ' حادث مروري خطير في مراكش '.. أطفأتُ 'الخلوي' واقتربتُ منها، من إحدى الشّجرتين الباقيتين في هذا الجانب من عرصة المعاش.. ويا لها من شجرة!.. هي بالنسبة إلى مرتفقي المحطة وسائقيها ومنظميها وباعتها الجائلين ومتسوليها ولصوصها ليست أكثر من شجرة فاصلة بين طاكسيات 'المصلى' ونظيرتها التي تنطلق صوب'قارة المحاميد'، لكنها بالنسبة إلي شيء آخر، شيء مختلف تماما، عالَم قائم بذاته من الشّخوص والأطياف والأشباح والظلال تتعاقب على مسرحها المفتوح في ساعات النهار وبليل … فجأة، انتبهت إلى حركة غير عادية على يميني. أطفأت 'الخلوي' ودلّيته في جيب جلبابي واستعددتُ لهذا الطارئ … كانتا ثلاث نسوة يجرين في اتجاهي.. في الوهلة الأولى لم أستوعب ما يجري.. فكدتُ أ'كفّض' أطراف جلابتي وأنطلق في الجري بدوري.. لكنْ لمحتُ، في الجهة اليسرى، الطاكسي قادما في اتجاهي تماما … وفقط تراجعتُ خطوتين إلى الوراء ومددتُ يدي لأفتح باب المقعد الأمامي، وما أدراك ما المقعد الأمامي !.. جرى كلّ شيء بسرعة.. كانت مُتزعّمة النساء الثلاث شابة على أعتاب الثلاثين، قصيرة وسمراء و… مؤدّبة! حين نظرت إلي وعرفت أنني ذاهب بدوري إلى 'المحاميق'، أبعدت يمناها عن مقبض الباب الأمامي وتفرّغت لتأمين مجالس لهنّ معا في المقاعد الخلفية في ظل 'الهجوم' الكاسح على الناقلة بمجرد توقفها … وإن هي إلا دقائق حتى كان 'الصرف' في طاسة السائق الشاب، الذي بدا لي فيه شبَه بشخص أعرفه أو لقيته في سياق ما وزمن ما، ربما بعيد … في أول تقاطع طرق، في محيط 'البوسطة' والقصر الملكي (مدخل سيدي ميمون) ظهر سائق دراجة نارية من العدم و'راوغ' سيارة الأجرة في آخر لحظة وهو يبرطم بكلمات عير مفهومة، لحسن الحظ، أرفقها بنظرة جانبية 'خاسرة' وحركة سريعة بيسراه، قبل أن يبتعد مواصلا مراوغاته … ووجدتُني أغمغم أيضا بكلمات ما للسائق بنيّة مبيّتة (الله يسمح ليّ): أن 'أجرّه' إلى الحديث : – أودي غير خليه ألشريف .. قال مُول الطاكسي (الذي يبدو أنه تجاوب مع تعليقي 'المُبيّت') وتابع، مُتأفّفا : – والله كن شافْ واحد الكسيدة غير دابا خليتها فطريق أوريكا حتى يعدف راسو ويعدف الحديد والطريق … – فين، طريق الشريفية؟ .. قاطعته صاحبتنا التي أركبت مرافقتيها وخاضت معهما في حديث جانبي، قبل أن تقطعه وتقاطع السائق، الذي رد عليها : – لا، فطريق أوريكا، غير هنا، جهة الهْنا… نقل مزدوج وكاميو وشي مُوطور.. المهمّ داكشي ما فيه ما يتشاف، الطايح اكثر من النايض.. والطريق تّحبسات تمّ والروينة… ما عارف هاد الناس فين غاديين ب … – السلامة أسيدي، اسمح ليّ ما قاطعت كلامك حيت حتى طريق الشريفية وقعت فيها كسيدة دابا نيت، الله يحضّر السلامة … – واراه حتى دوك السطوبات اللي خارجين من دوار الهنا والكواسم والهبيشات وسيدي موسى خاصهوم رومبانات يهرّسو السرعة .. قال راكب لم أتبيّنه من الجالسين في الصف الخلفي، ثم أضاف، متحسرا : – حتى واحد ما كيوقف فيهم.. وانت كتسنى حتى يشعل الأخضر ملي كتبغي تدخل للطريق كتلقى الماطر دايزين طايرين حارقين الضّو الاحمر.. مشكلة مْع هاد الناس، الله يهديهم ويهدينا .. حرب الطرق (علاش 'الطرقات'؟) إذن تواصل حصد أرواح مغاربة وعطب أطراف أو أدمغة آخرين وأعصابهم… هي حربنا التي نخوض، يوميا، كما لو كانت 'واجبا وطنيا' نتجنّد من أجل تأديته على أكمل وجه: بضحايا ومصابين ومشوّهين .. ترى، ماذا لو أننا، بدل أن نعلن 'الحرب' بعضُنا على بعض في طرقنا (أو طرقاتنا) أعلنّاها حربا ضروسا على أعدائنا الحقيقيين: الجهل والتخلف والفساد والإقصاء والتهميش وضعف الأداء في مجالات التعليم والتطبيب والتشغيل… وهلمّ أعداء بالعشرات، بدل أن نواصل… قتلنا . -شي بلاصة حدا القواس، عافاك..

حكايات رمضانية مع مول طاكسي مراكش.. الطفلة 'جيداء' (الحلقة 11)
حكايات رمضانية مع مول طاكسي مراكش.. الطفلة 'جيداء' (الحلقة 11)

LE12

time١٢-٠٣-٢٠٢٥

  • LE12

حكايات رمضانية مع مول طاكسي مراكش.. الطفلة 'جيداء' (الحلقة 11)

في الطاكسي (وغيره من وسائل النقل المشتركة) بدأ يلاحظ، منذ فترة، غلبة ' مراكش- عبدو المراكشي نهار اليوم مرّ مليئا بالأخبار من المفجعة، بدءا بالطفلة 'جيداء'، التي لم يجُد عليها الكبار سوى بهذه … وفي تفاصيل الفاجعة أن مصالح الدرك الملكي تمكنت من توقيف المشتبه في قتله الطفلة جيداء، التي عثر عليها صباح الثلاثاء جثة هامدة وسط حاوية أزبالأزبال في منطقة 'سيدي الطيبي' في إقليم القنيطرة . وبحسب ما أوردت الصحافة الإلكترونية، فإن المشتبه في ارتكابه هذه الجريمة المروعة ليس سوى عم الطفلة، موردة أنه قام بإنهاء حياة الصغيرة بعدما قام باغتصابها . وأَضاف المصدر ذاته أن رجال الدرك الملكي تمكنوا توقيف المشتبه فيه في وقت قياسي، ووضعه تحت تدابير الحراسة النظرية، تحت إشراف النيابة العامة، وذلك لمعرفة كافة ملابسات وحيثيات هذه الجريمة المروعة .. التاسعة وست وعشرون دقيقة.. السائق انتهى من جمع 'الصرف' ليدير مفتاح محرك سيارته وينطلق بنا في هذه الرحلة الليلية التي فرضتها إكراهات العمل في شهر 'تنقلب' فيه مواعد الأكل والعمل والسهر … سبقني إلى المقعد الأمامي شخص وصل، مثلي متأخرا ببضع ثوان على الطاكسي الأول، الذي 'ردخ' الباب على آخر راكب صعد ناقلته، وهو يشير لنا جهة الطاكسي التالي .. إلى يساري جلس رجل بقامة طويلة وجد صعوبة في 'حشر' رجليه في المسافة الضيّقة بينه وبين كرسي السائق، لكنْ ما باليد حيلة.. سأنزل قبل 'الترمينيس'، لذلك انتظرت حتى يصعد أولا . ثم سرعان ما امتلأت الكراسي الثلاثة في الصف الخلفي.. يبدو أن توقيت اليوم هو الأنسب للناس للخروج، إذ كانت المحطة 'عامرة' والطاكسيات لا تتأخر في ملء مقاعدها والانطلاق نحو وجهاتها، باب دكالة الداوديات،، المصلى، المْدينة… المدينة ! في الطاكسي (وغيره من وسائل النقل المشتركة) بدأ يلاحظ، منذ فترة، غلبة 'الصمت' الجماعي.. كلّشي ضارب الطمّ، بخلاف ما كان عليه الأمر طوال السنوات الماضية.. هل بدأ 'بهجاوة' يتخلّون عن أجواء المرح والنشاط التي عرفوا بها؟.. ما سبب/ أسباب ذلك؟ … أيضا كفّ سائقو ااطاكسيات عن أنهم 'يديرو الحسّ' من خلال تشغيل أغان مختارة أو حتى ضبط المؤشر على أمواج محطة إذاعية… كل هذه الأجواء بدأت 'تنقرض' في وسائل نقلنا المشتركة.. فما الذي حدث كي يصير المراكشيون (والمغاربة عموما) أكثر ميلا إلى 'التصنّت لعظامهم'، بدل الموسيقى أو البرامج الإذاعية؟ !… بالنسبة إليّ، من المؤكد أنّ تزايد وتيرة الاحتقان والعنف في المجتمع بهذا التغوّل المخيف مردّه العديد من الأسباب الموضوعية النفسية والسوسيولوجية والدينية… إلخ. لكنّ الموسيقى مسؤولة عن هذا أيضا .. فحيث توجد الموسيقى لا توجد شياطين، بخلاف الفكرة السائدة المستمَدّة من أحاديث وفتاوى مُلفّقة ما أنزل الله بها من سلطان، لكنّ بعض 'الوسطاء' أوجدوا فتاوى لتحريم كلّ شيء!.. والعياذ بالله .. شي بلاصة غير هنا، عافاك.

حكايات رمضانية مع طاكسي مراكش.  الصّرف (الحلقة السابعة)
حكايات رمضانية مع طاكسي مراكش.  الصّرف (الحلقة السابعة)

LE12

time٠٨-٠٣-٢٠٢٥

  • LE12

حكايات رمضانية مع طاكسي مراكش. الصّرف (الحلقة السابعة)

حكايات رمضانية مع طاكسي مراكش. الصّرف (الحلقة السابعة) في رحلة طاكسي مراكش، لم يُجب السائق الزبونة، فقط أخرج بعض الأوراق المالية من جيب سترته الباهتة وراح يبحث بينها عن 'الصرف' ديال المائة درهم التي دفعتها له. – عبدو المراكشي le12 ظاهرة لافتة من الظواهر الشاذة التي تطبع هذه مدينة مراكش: التسوّل.. وأنا في 'القواس بعد العصر'، تخ في طريقي إلى البيت حيث أستريح قليلا (وربما غفوت أحيانا، ولو 'بعد العصر') في انتظار أن يؤذن المؤذن، رمقت شابا من ذوي الاحتياجات 'ملقى'أرضا في وضعية استجداء للمارة، الذين لم يهتمّ كثيرون لحاله ولا لوضعه.. بعد الإفطار، وأنا في طريقي إلى البحث عن ' توقّفت ثم اقتربت.. فهمتُ من الرجل أن الشاب قد'تركته' عائلته وذهبت إلى أكادير، 'مُتخلصة' منه بذلك، فلم يجد بدّا من 'امتهان' هذه 'الحرفة'.. فهمتُ من الرجل أيضا (وكان برفقة بنت له صغيرة) أنّ هذا الشاب المريض والعاجز عن الوقوف على رجليه اعتاد 'التسول' في محيط مسجد الكتبية، قبل أن تُشنّ عليه وعلى 'زملائه' حملة من السلطات المعنية، فتشتّتوا في أرض مراكش الواسعة، ووجد هو نفسه هنا في 'القواس'. -دعك من قصص وحكايا التسول والمتسولين، فهي كثيرة وهم كثير.. الله يْعفو على الجميع ويْرزقنا العفاف والكفاف والغنى عن الناس.. لفظني 'القوسان' اللذان يشكّلان هذا المنفذ المسمّى 'القواسْ' فإذا بي في الشارع الصّاخب الكبير (طريق مزدوج) الذي لا تكاد تتوقف فيه حركة السير بالنهار كما بالليل. وحثثتُ خطوي في اتجاه الهياكل الحديدية الصفراء الرابضة غير بعيد، في جزء من هذا 'الخلاء' الممتدّ المسمّى 'قارّة' المحاميد. في المقعد الأمامي شاب إفريقي في مكالمة مُطوّلة … في الحال شدّتني لكنته الغريبة، مثل معظم إخواننا هؤلاء، الذين يبدو أنهم صاروا 'منّا' ما دام الكثيرون منهم قد تخلّوا عن فكرة 'العبور' وعوّضوها بـ'المُقام' بيننا، كأننا… حْنا زعما مْطفّرينو فهاد البْلاد باش يْتّزاد علينا البرّاني! في المقعدين أمامي شابّتان (يبدو أنهما أختان) تتناقشان بحدة إثر دفعهما 'الصرف' للسائق، الذي سألته إحداهما (الأصغر): -الشريف، عندك الصرف؟… (…) لم يُجبها، فقط أخرج بعض الأوراق المالية من جيب سترته الباهتة وراح يبحث بينها عن 'صرف' المائة درهم التي دفعتها له. فهمت مما دار بعد ذلك من حديث بين الشّقيقتين المفترضتين أن الأمر شأن عائلي حول 'المصروف'.. -عندي الصّرف؟.. واش كتْضحكي عليّ ولا كيفاش؟.. ياك داكشي اللي عندي صرفتو.. ونزيدك داكشي اللي تْقضّيت أنا غير اللي كيتسناك انت تتقضّايه.. أنا هاد المرة تقضّيت غير الحوايج البْساط، انتِ اللي غادي تتكلّفي هاد المْرّة بداكشي الثقيلْ.. إيوا باراكا ما تضحكي عليّ، عافاك.. -أويلي، راه هير بيتْ نضحك معك.. -لا، ڭولي نيتْ كتضحكي عليّ بهاد الهضرة ديال والو… الأخرى تُشيح عنها بوجهها مستسلمة للأمر الواقع الذي يبدو أن مُخاطبتها (وقد فهمتُ كما فهم جميع الركاب) أنها أختها الكبرى… في خضمّ ذلك، وطوال مدة الرحلة تواصلت مكالمة صاحبنا الإفريقي مع شخص آخر يُسمع صوته أيضا بوضوح من الطرف الآخر… والطريف في هذه المكالمة أنّني شخصيا لم أفهم منها ولو كلمة واحدة لكنْ رغم ذلك تابعتها باهتمام كموسيقى تصويرية لما أنا بصدد تسجيله من رؤوس أقلام لوقائع هذه الرحلة الرمضانية المباشرة، التي دامت أزيد من عشر دقائق لم يتوقف فيها صاحبنا عن الكلام أبدا… قدرة بعض الأشخاص على مواصلة الكلام فتراتٍ طويلةً يصيبني بالاستغراب والدهشة.. ماذا يمكن أن يقوله شخص لآخر في مدة عشر دقائق كاملة أو أكثر؟ . شخصيا، حين أكمل دقيقتين أو ثلاثا في إحدى المكالمات 'المُهمّة' أشعر وكأنني قد سجّلتُ رقما قياسيا في الكلام…

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store