أحدث الأخبار مع #عرسالجليل


جريدة الايام
منذ 7 أيام
- ترفيه
- جريدة الايام
(بطيخ +).. منصة أفلام تسعى كي تكون "موطناً للأفلام الفلسطينية وصانعيها"
بيروت - لبنان - أ ف ب: تسعى منصة أُطلِقَت أخيرا إلى أن تشكّل "موطنا" لأفلام الفلسطينيين وإلى أن تتيح "إسماع صوتهم"، على ما أفاد مؤسساها بعد إعلانهما عنها، أول من أمس، ضمن مهرجان كان السينمائي، فيما يلاحظ باحث أصدر كتابا عن الفن السابع الفلسطيني أنه يواكب حقبات سياسية أساسية في النزاع مع إسرائيل. وتجمع منصة "واترملون +" (بطيخ +) للبث التدفقي التي أطلقتها شركة "واترملون بكتشرز" في الولايات المتحدة نحو 60 فيلما من بينها أعمال لأبرز المخرجين الفلسطينيين، بعضها نال جوائز وشارك في مهرجانات عالمية، وتدور أحداث الكثير منها في قطاع غزة الذي يواصل الجيش الإسرائيلي قصفه منذ انطلاق الحرب الأخيرة ضد حركة حماس قبل عام ونصف العام. يقول الأميركي من أصل فلسطيني حمزة علي الذي أسس المنصة مع شقيقه بديع لوكالة فرانس برس ردا على سؤال وجهته إليه بالبريد الإلكتروني من بيروت، "نسعى إلى أن تشكل هذه المنصة موطنا للأفلام الفلسطينية وصانعيها". أما شقيقه بديع فيرى في تصريح لوكالة فرانس برس خلال وجوده في مهرجان كان في جنوب غربي فرنسا أن "شيئا لن يتغير ما لم نُسمِع صوت الفلسطينيين". ويضيف، "تصوير الفلسطينيين وكأنهم مجرّدون من الإنسانية وحجبهم هو ما يغذي الإجراءات" ضدهم. ويشّدد على ضرورة جعل الأصوات الفلسطينية "المُتجاهَلة" مسموعة في الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل. ويؤكد حمزة علي أن هذه المنصة التي تضم أيضا الأميركية من أصل فلسطيني ألانا حديد، الأخت غير الشقيقة للعارضتين جيجي وبيلا حديد، "هي الوحيدة راهنا التي تُركّز على الأفلام الفلسطينية بعدما خضعت هذه الأعمال "لتقييد شديد" على المنصات المعروفة عقب هجوم 7 أكتوبر2023. واختيرت الأفلام الفلسطينية التي تعرضها المنصة "بعناية فائقة بناء على قيمتها الفنية ونجاحها ومدى توافرها"، وهي أعمال "من العقود الأخيرة"، وفق ما يوضح حمزة علي. وفي كتاب "سيرة لسينما الفلسطينيين" الصادر أخيرا عن "مؤسسة الدراسات الفلسطينية"، يحلل الكاتب والناقد السينمائي الفلسطيني سليم البيك خصائص سينما الفلسطينيين من خلال أفلامهم الروائية الطويلة، من "عرس الجليل" (1987) لميشيل خليفي إلى "الأستاذ" لفرح النابلسي الذي أطلق قبل شهرين من اندلاع حرب غزة العام 2023، وهو العمل الروائي الطويل الأول للمخرجة الفلسطينية البريطانية التي سبق أن رُشحت للأوسكار عن شريطها القصير "الهدية". وإذا كان فيلم "عرس الجليل" تمحوَر على الوضع الذي كان يعيشه الفلسطينيون خلال الانتفاضة الأولى بين عامي 1987 و1993، فإن البيك يُدرج الأفلام التي أعقبته ضمن ما يصفه بـ"سينما أوسلو"، في إشارة إلى اتفاقات أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في مطلع تسعينيات القرن العشرين. ويشير في حديث لوكالة فرانس برس إلى أن "الشخصيات في سينما أوسلو تتسم بالبؤس وتفتقر إلى الأمل وروح المقاومة والتغيير، وتسلّم بالأمر الواقع". ويوضح البيك أن هذه الأفلام، ومن بينها أعمال لميشيل خليفي ورشيد مشهراوي وإيليا سليمان، هي "بمثابة ذاكرة حية لمرحلة في تاريخ الفلسطينيين المعاصر ومرجع لنفسية الفلسطينيين في تلك الحقبة". ويصف الأفلام ما بعد العام 2000 بأنها "أكثر واقعية (...) وهي متأثرة بالانتفاضة الثانية" أو "انتفاضة (المسجد) الأقصى" بين عامي 2000 و2005، "ولدى شخصياتها رغبة في المقاومة أو تعبّر عن غضب وتمرد". ويلاحظ أن السينما الفلسطينية من العام 2000 إلى اليوم، "تركّز على الموضوع الاجتماعي والخلافات الفلسطينية الفلسطينية المتمثلة في الاقتتال بين حركتي فتح وحماس العام 2007، فيما تراجعت مواضيع المواجهة مع اسرائيل". وإضافة إلى "عرس الجليل" و"الأستاذ"، تشمل قائمة أعمال منصة "واترملون +" أفلاما من بينها "عمر" لهاني أبو اسعد و"خمس كاميرات محطمة" من إخراج عماد برناط والإسرائيلي غاي دافيدي، و"المطلوبون الـ18" لعامر شوملي، ويتناول قصة حقيقية عن إخفاء سكان بلدة بيت ساحور في الضفة الغربية 18 بقرة لإنتاج الحليب في مزرعة جماعية أعلن الجيش الإسرائيلي أنها تشكّل تهديدا للأمن القومي. وأدرجت المنصة كذلك "من المسافة صفر" الذي يمثل فلسطين في الأوسكار هذه السنة، وهو مشروع توثيقي سينمائي أُنتِج العام 2024، أداره المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي ويضمّ 22 فيلماً قصيراً لمجموعة من السينمائيين والفنانين في قطاع غزة وثقوا قصصهم خلال فترة حرب غزة. ويرى البيك أن وطأة الواقع الفلسطيني تنعكس "بشكل ثقيل على السينما الفلسطينية وهذا الانعكاس يسبب محدودية المساحات والشخصيات. فالشخصية لا تستطيع أن تجتاز إلى الطرف الثاني بسبب الجدار أو الحاجز أو الجندي الإسرائيلي الذي يدفع الفلسطيني إلى العودة من حيث أتى أو يزجه في السجن". ويلاحظ أن ثمة جوامع مشتركة بين الأفلام الفلسطينية "هي السوداوية (..) والمشهد الأخير هو نفسه المشهد الأول، إذ تعود الشخصية إلى النقطة التي بدأ فيها الفيلم من دون أن تكون أنجزت شيئا".


العربي الجديد
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- العربي الجديد
"سيرة لسينما الفلسطينيين"... مساحات وشخصيات وحدود
مع تعدد أشكال الإنتاج الثقافي والفنيّ، وتطور أدوات هذه الصناعة، تترسّخ أهمية الكتب وثيقة ومرجعاً، ومن هذا المنطلق ولدت فكرة كتاب "سيرة لسينما الفلسطينيين: محدودية المساحات والشخصيات"، للكاتب الفلسطيني سليم البيك. نال مشروع الكتاب منحة من مؤسسة آفاق في بيروت عام 2021، وصدر حديثاً عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت في 295 صفحة من القطع الكبير. يستعرض العمل سيرة الأفلام الروائية الطويلة التي صنعها فلسطينيون وفلسطينيات في الانتفاضة الأولى عام 1987، مروراً بمرحلة تأسيس السلطة الفلسطينية وتوقيع اتفاقيات أوسلو في التسعينيات، والانتفاضة الثانية أوائل الألفية الجديدة، وحتى عام 2024. في حديث إلى "العربي الجديد"، يقول البيك إن حاجته إلى مراجع عربية يستند إليها في كتاباته وأبحاثه هي أبرز الدوافع وراء إنجاز هذا المشروع الذي لا يكتفي بتوثيق المراحل التاريخية لسينما الفلسطينيين، بل يقدّم كذلك نقداً لهذه الأفلام في سياقها السياسي والاجتماعي فترة إنتاجها. يضيف البيك أن الإطار الزمني لهذا الكتاب يبدأ مع فيلم "عرس الجليل" لميشيل خليفي (1987)، وينتهي بفيلم "الأستاذ" لفرح نابلسي (2024)، ما بين حدثين محوريين في التاريخ الفلسطيني: الانتفاضة الأولى و الإبادة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ، مؤكداً أنه من المستحيل فصل وطأة الحدث السياسي في فلسطين عن الفرد والمجتمع ما ينعكس على الإنتاج الثقافي ويلزمه أن يكون منطلقاً من الواقع. موقف التحديثات الحية في أنّ مُشاهدة "لا أرض أخرى" ضرورية ما بين فيلمي خليفي ونابلسي يمر الكتاب على تاريخ 55 فيلماً روائياً. يتطرق البيك إلى الانعطافات الرئيسية التي مرّت بها صناعة هذه الأفلام، مشيراً إلى أنه يعتبر مرحلة أوسلو انتكاسة لسينما الفلسطينيين، فيصفها بالسينما البائسة من حيث تصدير شخصيات القصّة، رغم بعض الجماليات التي اتصفت بها هذه الأعمال، على حد تعبيره، معتقداً أن أوسلو عطّلت ما يمكن أن يُصنَّف بـ"سينما الانتفاضة" في ذلك الوقت استكمالاً لدرب خليفي في "عرس الجليل". تستدرك سينما الفلسطينيين مسارها، برأي البيك، بعد الانتفاضة الثانية من خلال أفلام آن ماري جاسر وهاني أبو أسعد وإيليا سليمان ونجوى النجار، إذ يستعيد المقاوم مكانته في سردية أفلام هؤلاء المخرجين وغيرهم. لكنّ البيك يرى أن محدودية المساحات، التي أفرد لها مساحة في عنوان الكتاب ومتنه، تمثّل جزءاً مهماً من هوية هذه الأفلام، فبرأيه أن المقاوم ظهر في عدة أفلام بموقع فشل، قد تكون محدودية المساحات أحد أسبابه، وصنّفها البيك في خمس جيمات: الجندي والجيب والحاجز والسجن والجدار. يقول البيك: "إن اجتمعت الجيمات الخمس أو بعض منها في أحد الأفلام، فإنها عوامل تتحكم بالشخصيات السينمائية الفلسطينية ومساحات حركتها، وتمنع الشخصية الدرامية من استغلال مساحاتها، وبالتالي تحدّها من الوصول إلى غايتها المقصودة وذلك بالطبع بسبب سياق الاستعمار". يشير البيك إلى أن كتابه، بوصفه عملاً نقديّاً، يتأثر بطبيعة الحال بتفضيلات وأولويات ومعارف واهتمامات المؤلف، مؤكداً أن آراءه غير ملزمة للعاملين في القطاع، لكنها تفتح باب النقاش وتثير الأسئلة، وتؤسس للنقد المفقود في المنطقة العربية. وفي سياق إجابته عن الجدوى من الإنتاج الثقافي والفنّي في ظل الإبادة التي يمارسها الاحتلال في قطاع غزة والانتهاكات في الضفة الغربية والقدس، وهو سؤال ما انفك يتردد في الأوساط الثقافية الفلسطينية منذ بداية الحرب، يؤكد البيك أنه ضدّ نفي الجدوى عن الثقافة، مسترشداً بفترتي الثورة الفلسطينية وما قبل النكبة وسنوات الستينيات والسبعينيات في التاريخ الفلسطيني، وأهمية التأريخ الثقافي الذي منح العصر الحالي صورة عن الماضي من خلال الأدب والشعر والمجلّات والسينما، فشكّلت جميعها مصادر ومراجع مهمة لا غنى عنها.