أحدث الأخبار مع #علمالأنثربولوجيا


الدستور
١٣-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- الدستور
جلابية "حكيم باشا".. وخطيئة وزارة الثقافة
وقف حكيم باشا بجلبابه الصعيدي الأنيق على باب الفندق الراقي.. كان الرجل في طريقه إلى الداخل قبل أن يستوقفه أحدهم معتذرًا بأن الجلباب ليس زيًا مسموحًا به في فندقهم.. ليسأله "حكيم باشا" عن وظيفته من يكون؟.. فرّد الرجل بكثير من الغطرسة أنه مدير أمن الفندق. حكيم: "أهو أبو جلابية ده اللي مشغلك مدير أمن الفندق". مشهد مبدع من مسلسل حكيم باشا الذي تنتجه شركة سينرچي للإنتاج الفني.. كثير من الإبداع والإنصاف والتقدير في مشهد واحد.. فرغم أن الدولة تؤكد على أهمية الحفاظ على الثقافات المختلفة لمجتمعاتنا، وضرورة الاعتزاز بها، إلا أن هناك مِن بيننا مَنّ يتجاهلون أي ثقافة تُخالفهم.. بل وينالون منها. يبقى من الجهل ألا يحترم الإنسان ثقافات الآخرين، فلكل مجتمع دستوره الداخلي الذي يُحدد آلية الحياة التي يعيشها.. هكذا يرتدي.. وهكذا يجلس.. وربما به يتحدث، ومنه يحكم تعاملاته مع الآخرين.. عالم آخر في كل مجتمع يستحق الاهتمام والدراسة والاحترام. يقولون في علم الأنثربولوجيا إن مفتاح الدخول إلى مجتمع هو معرفة ثقافته.. يجب عليك احترامها، ومن المحظورات أن تُحاول النيل منها، أو قياسها وفقًا لمعتقداتك وثقافتك أنت.. فأنت لست دستورًا للحياة، ولا هم أيضًا.. لكن لكلٌ منا دستوره الداخلي الذي يُناسب مجتمعه وجُغرافيته. هكذا هي المحاذير للأفراد من التقليل من ثقافات غيرهم.. لكن ماذا إن كانت وزارة الثقافة نفسها هي التي لا تحترم الثقافات المختلفة!.. الحقيقة أنه يحدث.. فعلى الرغم من كونها الوزارة المسئولة عن حِفظ التراث والثقافات المختلفة، بل وإبرازها والاعتزاز بها من خلال فِرق الفنون الشعبية، إلا أنها هي نفسها التي ترتكب خطيئة في حق "الجلابية". صدمة كبيرة تلقيتها وأنا أقرأ في تعليمات حضور حفلات دار الأوبرا أنه ليس مسموحًا بالحضور سوى بالزي الرسمي "البدلة الكاملة".. سرحت ببالي قليلًا وتساءلت "ماذا لو أراد ابي يومًا أن ينال حقه في دخول الأوبرا".. تساءلت وأجبت على نفسي أنه أبدًا لن يرتدي غير الجلباب مهما كانت هذه الرغبة، ومهما كانت أهمية الزيارة. ليس أبي فقط الذي سيُحرم من حقه.. فملايين ممن يحترمون ثقافاتهم ويعتزون بها من سكان الأرياف والصعيد والقبائل العربية؛ لن يستبدلوا الجلباب بملابس أخرى.. هكذا هي ثقافاتهم، وهذه هي حياتهم التي كان يجدر على وزارة الثقافة أن تحافظ عليها.. لكنها أصدرت قرارًا غير عادلًا بحرمانهم من حقهم. تمنيت أن يُشاهد مسؤولي وزارة الثقافة مشهد مسلسل "حكيم باشا" في الفندق.. حتى يعرفوا أن الجلباب ليس زيًا يستحق منهم ألا يحترموه هكذا.. وأن يعي هؤلاء أن الثقافة يجب أن تبدأ في وزارة الثقافة.


الاتحاد
١٩-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- الاتحاد
حرف شعبية تروي حكايات في «أيام الشارقة التراثية»
الشارقة (الاتحاد) حرف كثيرة جاءت من جمهورية مصر العربية، لتشارك في فعاليات أيام الشارقة التراثية، تروي كل منها تاريخاً من الزمن عن أجيال من الحرفيين، وأنواع من المشغولات التي تأسر العيون بفنها ودقتها وطابعها المميز، وبصمتها التي تصوّر طبيعة الحياة بأهلها منذ عهد الفراعنة إلى اليوم.الدكتورة نهاد حلمي الباحثة في علم الأنثربولوجيا بكلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، رئيسة وفد الحرفيين المصريين، اصطحبتنا في جولة لنتعرف إلى حرف التلي الصعيدي، وكليم فوّة، والخيامية، والفركة النقادي، والخرز، والتطريز، والنحت، والفوانيس النحاسية، كانت جولة في واقع الحرف على أرض الواقع، زادها استعراض المهن بهجة وجمالاً. وعن حرفة التلي الصعيدية، ذكرت شيماء النجار القادمة من سوهاج، أنها حرفة تطريز بخيوط الذهب والفضة، تأتي خاماتها من ألمانيا أو الهند، ويمكن تنفيذها على أقمشة الحرير والكتان والقطن، مبينة أن استعمال هذا النوع من التطريز على اللباس المصري قد توسَّع من مناسبة العرس إلى جميع مناسبات الأفراح الأخرى في المجتمع لجماله المعبّر اللافت. وعن حرفة «كليم فوّة» و«فوّة من مدن كفر الشيخ» تحدّث مبروك محمد أبو شاهين عن استعمال صوف الغنم والنسج به على القطن، مستعرضاً أنواعه مثل «البارز» و«السادة»، لافتاً إلى تعدد مصنوعاته بين حقائب ومفارش وأثاث بيوت، كاشفاً أن تميزه في هذه الصنعة يعود لكونها موروثة منذ 200 عام. أما الفنان التشكيلي محمد جابر المتخصّص في حرفة تشكيل الخشب، فقد استعرض عدداً من الفوانيس التراثية، التي برع في توظيفها من تصاميم الهلال والمحاريب والمساجد بشكل مثير للإعجاب. نسرين أحمد عطية تحدثت عن حرفة الخيامية، وهو القماش الكرنفالي الشهير الذي يستعمل في خيام المناسبات المستعملة في المفارش والجداريات بتنوع زخارفها، التي حملت أشكال اللوتس، والمحمل، والهودج، وعين حورس، والنقش الفرعوني والقبطي والإسلامي. وقد أضاف الفنان توفيق سليم بهجة على موقع الحرفيين المصريين، وهو يستعرض بمهارة منحوتاته التي تصور الحرف التراثية المصرية ومجسمات أشهر الشخصيات الفنية والأدبية والاجتماعية. مهن أخرى شاركت في رسم ملامح التراث الشعبي المصري المشارك في «أيام الشارقة التراثية» كمشغولات الخرز، التي برعت فيها الدكتورة منار عبدالرزاق، والتطريز الذي أبدعته أنامل آية حسن، وحمدية عطية، التي صورت جمالية الفركة النقادي المعروف في اليونسكو بحرفة «النسيج الصعيدي» وأشكاله: «الريشة»، و«المثلث»، و«الكرسي»، و«الملكية» وسواها. وأوضحت نوال إبراهيم العطية، الحرفية المتخصّصة في السدو، ضمن الجمعية الكويتية للتراث، والتي تعمل في هذا المجال منذ أكثر من 3 عقود، أن المرأة العربية تبدأ ممارسة حرفة السدو منذ سن السابعة، حيث تكون قد بلغت مرحلة الإدراك والوعي، وخلال فترة قصيرة، يمكنها حياكة خيمة الشَعَر الكبيرة، التي تقي من حرارة الشمس وبرد الصحراء. ويتميّز السدو، بحسب تعبيرها، بعدة أنواع، منها: «السدو المسطح»، «السادة»، «المضلّع»، «العوينة»، «الحبيبة»، «ضروس الخيل»، و«المذخر العويرجان». وقالت: تواجه المرأة العربية العديد من المواقف والظروف ومصاعب الحياة القاسية، لا سيما في البادية، وقد كان السدو بمثابة وسيط نفسي لها، حيث تقوم بنسج رموز أثناء الحياكة، تعبّر من خلالها عن همومها وأحاسيسها، وهي رموز لا يفهمها سواها. والنقوش والزخارف في السدو، تحمل بين خيوطها حكايات عن مشاعر المرأة، وما يختلج في نفسها من شجون وهموم. وتتمكن الحرفية في السدو من التعرف على إنتاجها وتمييزه، حتى لو كان ضمن مئات القطع، وذلك من خلال إدراج خطأ بسيط ودقيق جداً أثناء النسج، بحيث لا يستطيع أحد ملاحظته سواها. ولا يؤثر هذا الخطأ على جودة العمل، ولكنه بمثابة بصمة خفية تتيح لها تمييز عملها عن بقية الأعمال الأخرى.