أحدث الأخبار مع #عودة_هذالين


الميادين
منذ يوم واحد
- سياسة
- الميادين
"972+": "إسرائيل" تحتجز جثمان الشاب عودة هذالين.. وقاتله يتجول بحريّة
مجلة "972+" الإسرائيلية تنشر مقالاً يتناول قضية مقتل الناشط الفلسطيني عودة الهذالين برصاص مستوطن إسرائيلي، وما تلاها من تبعات إنسانية وقضائية ومجتمعية داخل قريته "أم الخير" في الضفة الغربية المحتلة. أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية: بالأمس، بعد أسبوع واحد فقط من إطلاق النار على الناشط الفلسطيني عودة هذالين ، عاد المستوطن الإسرائيلي ينون ليفي إلى مسرح الجريمة في قرية أم الخير الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة. كان ليفي يُوجّه فريق الحفر بهدوء على الأرض الفلسطينية الخاصة نفسها التي أطلق النار عليها، وكأن شيئاً لم يكن. يوم الاثنين الماضي، احتُجز ليفي لفترة وجيزة ثم وُضع قيد الإقامة الجبرية. لكن بحلول يوم الجمعة، أُطلق سراحه: ففي جلسة المحكمة بشأن اعتقاله، حكم القاضي شافي توكر في محكمة الصلح بالقدس بأن ليفي "منع فعالية شارك فيها عشرات الفلسطينيين يلقون الحجارة"، بينما زعمت الشرطة أنّ الرصاصة التي اخترقت رئة هذالين لم يُعثر عليها قط. كان ذلك كافياً للمحكمة لإصدار أمر بالإفراج الفوري عن ليفي. قال طارق هذالين، ابن عم عودة: "جاء القاتل ووقف بجوار منازلنا مباشرة ليشرف على استمرار العمل الذي كان جارياً عندما أطلق النار على عودة". أضاف: "هذا يُشعرني بالغثيان. هذه ذروة القمع، شيء لم نشهده من قبل"، معتبراً "لو أن ينون قتل كلباً، لكان قد واجه عواقب أشد". بعد يوم من إطلاق النار، أقامت العائلة خيمة عزاء أمام المركز المجتمعي الذي قُتل فيه هذالين. لكن الجنود اقتحموا الخيمة، وطردوا المعزين والناشطين والصحافيين، واعتقلوا اثنين منهم. في غضون ذلك، اعتُقل 20 قروياً فلسطينياً خلال الأسبوع الماضي، بمن فيهم عزيز، شقيق هذالين، الذي اعتُقل فور إطلاق النار عندما أشار إليه ينون ليفي للجنود، ولا يزال ثلاثة منهم رهن الاعتقال. وكأن القتل نفسه، والمضايقات والاعتقالات، وعودة ليفي إلى القرية لم تكن كافية، فقد رفضت السلطات الإسرائيلية تسليم جثمان هذالين للدفن. وقد أدخل هذا القرار القرية بأكملها في حالة من الحزن السريالي من دون أي نهاية. في 31 تموز/يوليو، أعلنت نحو 60 امرأة من سكان القرية، تراوح أعمارهن بين 13 و81 عاماً، إضراباً عن الطعام لإجبار السلطات الإسرائيلية على إعادة جثمان هذالين؛ كما تنظر المحكمة العليا الإسرائيلية في التماس من العائلة هذا الأسبوع. وأوضحت إحدى النساء: "يطالبون بشروط مهينة للإفراج عنه، ألا يتجاوز عدد الحضور في الجنازة 15 شخصاً، وأن يُدفن في يطا بدلاً من أم الخير (قريته الأم)". قالت هنادي هذالين، زوجة هذالين: "منذ حادثة القتل، تفاقمت آلامنا. لن ننهي إضرابنا حتى يُسلّم جثمانه ونتمكن من إقامة جنازة تليق بعودة". إيمان هذالين، جارة هذالين وزميلته السابقة في الدراسة، تحدثت أيضاً إلى "+972" عن الإضراب عن الطعام. قالت: "كان عودة هو من روى للعالم قصص أم الخير والانتهاكات التي نواجهها. والآن، أصبح هو القصة". وأضافت: "قوات الاحتلال تعتقل الناشطين المحليين وتطرد الصحافيين والمتضامنين من القرية لمواصلة قمعها. لذلك قررنا إبراز دورنا كنساء والاحتجاج على هذا الظلم، عسى أن يسمع صوتنا أحد، سواء من الصحافيين أو من المنظمات الدولية. كما أننا نشعر بمسؤولية تجاه أطفال عودة، فوالدهم كان صوتنا في القرية. والآن، جاء دورنا للوقوف معهم ودعمهم". من يرى هؤلاء النساء يومياً يعلم أن معظمهن توقفن عن الأكل حتى قبل بدء الإضراب. ببساطة، لا يستطعن الأكل من شدة الحزن والخوف، ومن إدراكهن المُقزز أن الرجل الذي أطلق النار على هذالين لا يزال طليقاً. وقد شُلّت حياتهن من القلق على أبنائهن وإخوتهن وأزواجهن في السجون الإسرائيلية. في هذه الأثناء، يقطع حزنهم ضجيج حفارة المستوطنين المستمر، مصدر هذا الكابوس الأخير. علم القرويون أنّ المستوطنين الإسرائيليين يعتزمون إنشاء بؤرة استيطانية جديدة بجوار المركز المجتمعي في أم الخير، حيث قُتل هذالين. خلال النهار، تجلس نساء القرية على فرش أرضية مرتبة بشكل مستطيل، يرددن أسماء الله الحسنى في هدوء. يخيم حزن لا يلين على المكان. يتحدثن عن مشيئة الله، يحاولن مواساة بعضهن بعضاً، لكن كل يوم يحمل معه الأسئلة نفسها التي لا إجابات لها: ماذا يحدث في المحكمة؟ متى سنتمكن من إقامة الجنازة؟ متى سيعود المعتقلون؟ 7 اب 12:21 5 اب 13:54 يتوافد الأقارب والجيران والأصدقاء في موجاتٍ متواصلة، يكاد عناقهم وتعازيهم أن يفوقا احتمالهم. هنادي، أم سالم، والدة هذالين، وأخواته يلجأن مراراً إلى أسرّتهنّ، يتوقون للحظةٍ للبكاء والوحدة. ابنة أخيه تجلس على الأريكة، تُشاهد فيديوهاته القديمة مراراً وتكراراً. يبتسم، يضحك، يتحدث، وهي تبكي أمام الشاشة. هنادي تُمسك بقميصه، ولا تزال رائحته تفوح منه. لكن الليالي هي التي لا تُطاق حقاً. كل مساء يُثير الجدل المُخيف نفسه: "هل أنام بكامل ملابسي، وأغطي رأسي، تحسباً لاقتحام الجنود والمستوطنين الإسرائيليين للقرية مرة أخرى من دون سابق إنذار؟" كانت ليلة الثلاثاء عندما اقتحم جنود مسلحون منزل هنادي للمرة الأولى، بعد يوم واحد فقط من فقدانها زوجها، والد أطفالها الثلاثة الصغار. وبحسب التقاليد، لا يُسمح إلا لأقارب الدرجة الأولى الذكور برؤية الأرملة خلال الأشهر الأربعة الأولى من الحداد. لكن ذلك لم يكن يعني شيئاً للجنود. لذا، من الأفضل أن تنامي مستعدة، أوضحت النساء. فأي ضجيج قد يُنذر بمداهمة أخرى أو موجة اعتقالات أخرى. السؤال الوحيد هو: من سيكون هذه المرة؟ بحلول مساء الأربعاء، لم يبقَ في القرية سوى عدد قليل من الشباب - ١٢ منهم كانوا محتجزين لدى "إسرائيل" آنذاك. لذا، عندما بدأت طائرات استطلاع عسكرية صغيرة بالتحليق في سماء القرية، وتجمع الجيش عند بوابة المستوطنة المجاورة، ازدادت همسات النساء الخائفة. تمنى لها إجديع، شقيق هنادي البالغ من العمر تسعة عشر عاماً، ليلة سعيدة قبل أن تتمكن أخيراً من النوم، للمرة الأولى منذ أيام. بعد ساعة، ورد خبر اعتقاله. لم نكن نحن المقيمين مع العائلة نعرف هل نوقظها أم نتركها ترتاح. بحلول الصباح، تأكد الخبر: اعتقل الجيش الإسرائيلي ثلاثة من إخوة هنادي وابن عمها في تلك الليلة. تجولت زوجة أحدهم داخل المنزل في حالة ذعر، تحاول معرفة كيفية الحصول على بطاقة هويتها في منتصف الليل - على الجانب الآخر من القرية، بجوار سياج المستوطنة - لتتمكن من إرسال معلومات زوجها إلى المحامي. ومن بين الفلسطينيين الذين جرى اعتقالهم الأسبوع الماضي عيد الهذالين ، ابن عم الهذالين وهو فنان معروف وقيادي مجتمعي في أم الخير، والذي اعتقله جنود الاحتلال من منزله في ساعات الصباح الأولى من يوم الأربعاء. قال عيد لـ "+972": "في الساعة الثالثة من صباح الأربعاء، كنت نائماً. طرق أربعة جنود الباب وسألوا: هل أنت عيد؟ أحضر هاتفك وهويتك". عندما وصلنا إلى المركبات العسكرية، كان أخي الأكبر عادل وأخي معتصم هناك. قيدونا ووضعونا في مركبة عسكرية. أربعة رجال آخرين من أم الخير، اقتيدوا إلى مستوطنة عتنئيل القريبة، قبل أن يُنقلوا بالحافلة شمالاً إلى مركز شرطة في مستوطنة غوش عتصيون. روى عيد: "جلسنا في الخارج لعشر ساعات معصوبي الأعين. إذا نطق أحد بكلمة، كان الجنود يصرخون: اصمت!". "من الصباح حتى الظهر، أخبرناهم أننا جائعون، لكنهم قالوا: لا يوجد طعام. حوالى الساعة السادسة والنصف مساءً فقط أحضروا لنا القليل من الخبز والزبادي، وطلبوا منا أن نأكل ونحن مقيدين." شهد عيد أنه أُبلغ هو والرجال الآخرون بأنه سيُفرج عنهم بعد التحقيق، حيث اتُهموا بمهاجمة مستوطنين وإلقاء الحجارة يوم مقتل الهذالين. لكن الأسوأ لم يأتِ بعد. قال: "وضعونا في حافلة واقتادونا إلى سجن عوفر . وهناك، صعد الحراس إلى الحافلة، وقيدوا أيدينا خلف ظهورنا بأصفاد معدنية، وأجبرونا على خفض رؤوسنا. وإن لم نفعل، كانوا يضربوننا بالعصي ويهينوننا: "امشِ يا كلب! يا ابن العاهرة! هل أنتَ من حماس؟ هل أنتَ من فتح؟ هل أنتَ من حزب الله؟" عندما نزلنا من الحافلة، قيدوا أقدامنا وعصبوا أعيننا، قبل أن يأخذونا إلى غرفة وأجبروني على خلع ملابسي بالكامل، حتى ملابسي الداخلية. هددوني بإحضار كلب إن لم أذعن، تابع عيد. سمعتهم بالعبرية يطلب بعضهم من بعض تجهيز جهاز الليزر. ثم أجبروني على الجلوس عارياً وهم يضحكون - ربما كانوا يسجّلون. طلبوا مني أن أسعل. ثم أعطوني ملابس السجن ، وملابس داخلية، ونعالاً. لا أعرف إن كانت الملابس نظيفة أم لا. قضى عيد ليلته في زنزانة مع 11 معتقلاً آخر، وفي اليوم التالي، أُحضروا إلى غرفة أخرى لحضور جلسة محكمة عن بُعد. أمر القاضي بالإفراج عنهم بكفالة قدرها 500 شيكل للشخص الواحد، ومنعهم من الاقتراب لمسافة 100 متر من مستوطنة الكرمل - المجاورة لأم الخير - أو مناقشة الحادثة لمدة 60 يوماً. في أم الخير، ربما كانت ليلة الخميس الأسوأ على الإطلاق. انتشرت شائعاتٌ مجدداً عن جولة اعتقالات جديدة. ومرة أخرى، ذهب الجميع إلى فراشهم بملابسهم، منهكين، يتساءلون عمن سيأتي بعدهم. لكن هذه المرة، لم يكن الجيش هو من أيقظ عائلة هذالين، بل كان صوت الطفل محمد عودة هذالين. لم يبلغ الثالثة من عمره بعد، وقد شهد والده يلفظ أنفاسه الأخيرة. "بابا! بابا!" صرخ مراراً وتكراراً. أمه، المحطمة واللاهية، احتضنته وسألته بهدوء عما يحتاجه، وما الذي يمكنها فعله. صرخ قائلاً: "أريد أبي!". حاولت عمته تشتيت انتباهه بعرض العصير عليه. قال من بين دموعه: "لا أنتِ! أبي سيحضر لي العصير!". استمر في البكاء لعشرين دقيقة حتى غلبه النعاس. في صباح اليوم التالي، استيقظ على الحال نفسها، يصرخ منادياً على أبيه. بجانبه، كان أخوه الأكبر وتان يرقد في صمت، يراقبه بنظرة عجز وتفهم، نظرة ينبغي ألّا يمتلكها أي طفل. وتان، الذي لم يبلغ الخامسة بعد، يعلم أن والده لن يعود، وأنه من أجل أمه، لا يستطيع الانهيار والصراخ كأخيه الصغير. في النهاية، هدأ محمد. مع بزوغ الفجر، في خيمة العزاء، جلس يلعب بعصيّ الالتقاط مع الأطفال الآخرين. للمراقب العادي، قد يبدو كأي ولد آخر في عمره. لكن من راقبه عن كثب استطاع أن يرى كيف كان الأولاد الآخرون يعاملونه: الكبار يُحضرون له الآيس كريم كلما طلبه، والأصغر سناً لا يتجادلون معه على الألعاب. نقلته إلى العربية: بتول دياب.


الشرق الأوسط
منذ 3 أيام
- سياسة
- الشرق الأوسط
القاتل حر طليق... والقتيل محتجز
بعد أسبوع واحد فقط من قتله الناشط الفلسطيني، عودة هذالين، في «مسافر يطا» بالضفة الغربية، عاد المستوطن ينون ليفي الذي قتله على الهواء مباشرة، إلى المكان حراً طليقاً يواصل نشاطه الاستيطاني، فيما لا يزال جثمان هذالين محتجزاً لدى إسرائيل. وقال موقع (+972)، الذي يديره صحافيون إسرائيليون وفلسطينيون، إن ليفي عاد إلى مسرح الجريمة في قرية أم الخير ليوجه فريق الحفر بهدوء على الأرض الفلسطينية الخاصة نفسها التي وقعت فيها الجريمة، كأن شيئاً لم يكن، بعد أن احتُجز لفترة وجيزة، ثم وُضع تحت الإقامة الجبرية، قبل أن يُطلق سراحه. وأظهر فيديو مصور ليفي، الموضوع على قائمة العقوبات الغربية، وهو يطلق النار الأسبوع الماضي على مجموعة كان يقف بينهم هذالين، فيما كان الفلسطينيون العزل يحتجون على أعمال سيطرة وتوسيع مستوطنات في المنطقة. وهذالين كان ناشطاً معروفاً ووجهاً بارزاً في النضال الشعبي ضد السيطرة على الأرض في مسافر يطا جنوب الخليل بالضفة الغربية، وكان أستاذاً للغة الإنجليزية، وهو أحد المشاركين في إنتاج فيلم «لا أرض أخرى» الفائز بجائزة الأوسكار لأفضل وثائقي طويل عام 2025. وقال طارق هذالين، ابن عم عودة للموقع: «جاء القاتل ووقف بجوار منازلنا مباشرة ليشرف على استمرار العمل» الذي كان جارياً عندما أطلق النار على عودة. وأضاف: «هذا يُشعرني بالغثيان. هذه هي ذروة القمع. إنه شيء لم نشهده من قبل». وأضاف: «لو أن ينون قتل كلباً، لكان قد واجه عواقب أشد». وبعد انتشار الفيديو الذي أظهر ينون يطلق النار على هذالين، اعتُقل المستوطن المعروف بعنفه، وتم تحويله لاحقاً للإقامة الجبرية، ثم أطلقت المحكمة سراحه يوم الجمعة الماضي. ورفضت محكمة الصلح في القدس طلباً من الشرطة بتمديد الإقامة الجبرية حتى التاسع من الشهر الحالي. وقالت القاضية، خافي توكر، إن «الشبهة المعقولة» ضد ليفي قد ضعفت، وإن الادعاء بأنه يشكل خطراً بات ضعيفاً أيضاً. كما أشارت إلى أن ادعاءاته بالدفاع عن النفس قد تعززت كذلك بالأدلة. وأضافت: «لا جدال في منع حادثة رَشَق فيها عشرات المشاركين المدعَّى عليه بالحجارة». وبحسب «تايمز أوف إسرائيل»، فإنه في أثناء استجواب محامي ليفي، قال ممثل الشرطة في المحكمة إنه لم يُعثر على الرصاصة التي قتلت هذالين. مع ذلك، أصرّ ممثل الشرطة على أنه بما أن التهمة المحتملة ضد ليفي هي القتل غير العمد، فإن هناك حاجة إلى مزيد من التحقيقات لتحديد ما إذا كان ليفي قد أطلق النار بشكل قانوني. وليفي من بين العديد من مستوطني الضفة الغربية الذين فرضت عليهم إدارة الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، عقوبات اقتصادية لارتكابهم أعمال عنف ضد الفلسطينيين، وهي عقوبات رفعها الرئيس الحالي دونالد ترمب. لكن العقوبات التي فرضتها كندا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي لا تزال سارية. أسس ليفي، ويدير بؤرة زراعية غير قانونية يُطلق عليها «مزارع ميتاريم»، في منطقة تلال جنوب الخليل حيث تقع قرية أم الخير. كما يمتلك شركة بناء وهدم متعاقدة مع الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عمليات هدم في الضفة الغربية للمباني الفلسطينية غير القانونية. يعمل ليفي أيضاً في مدينة غزة، حيث يقوم بأعمال هدم لصالح الجيش هناك. ويتهم الفلسطينيون ومنظمات حقوق الإنسان ليفي بالمسؤولية عن العنف الشديد والمضايقات ضد الفلسطينيين المحليين، مستخدماً مزارع ميتاريم قاعدةً له وللمستوطنين المتطرفين لتخويف ومهاجمة المجتمعات المحلية، مثل خربة زنوتة، التي فرّ سكانها في نهاية المطاف من منازلهم في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، هرباً من هذه المضايقات. ومسافر يطا التي وقعت فيها الحادثة هي منطقة مهددة بالهدم وتهجير أهلها، وتضم العديد من التجمعات السكانية التي أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلية أنها «مناطق إطلاق النار» وخصصتها لإجراء التدريبات العسكرية. وبينما ظهر ليفي حراً طليقاً، تنتظر عائلة عودة تسليم جثمانه. وبعد يوم من إطلاق النار، أقامت العائلة خيمة عزاء أمام المركز المجتمعي الذي قُتل فيه، لكن الجنود اقتحموا الخيمة، وطردوا المعزين والنشطاء والصحافيين، واعتقلوا اثنين منهم. وفي غضون ذلك، اعتُقل 20 قروياً فلسطينياً خلال الأسبوع الماضي، من بينهم عزيز، شقيق عودة، الذي اعتُقل فور إطلاق النار عندما أشار ليفي للجنود عليه. ولا يزال ثلاثة منهم رهن الاعتقال. وتُضرب نساء بالقرية عن الطعام منذ 31 يوليو (تموز)، احتجاجاً على استمرار احتجاز جثمان هذالين. وقالت إحداهن: «وضعوا شروطاً مهينة للإفراج عنه - ألا يتجاوز عدد الحضور في الجنازة 15 شخصاً، وأن يُدفن في يطا بدلاً من أم الخير»، وهي قريته الأم. وقالت زوجته هنادي هذالين: «منذ حادثة القتل، تفاقمت آلامنا. لن ننهي إضرابنا حتى يُسلَّم جثمانه ونتمكن من إقامة جنازة تليق به». ويقول القرويون إن المستوطنين يعتزمون إنشاء بؤرة استيطانية جديدة بجوار المركز المجتمعي في أم الخير، حيث قُتل هذالين.


الجزيرة
منذ 3 أيام
- سياسة
- الجزيرة
إسرائيل تحتجز جثة عودة هذالين وقاتله حر طليق بقريته
قال موقع 972 إن المستوطن الإسرائيلي ينون ليفي عاد إلى مسرح الجريمة في قرية أم الخير في الضفة الغربية المحتلة بعد أسبوع واحد من إطلاق النار على الناشط الفلسطيني عودة هذالين الذي تحتجز السلطات الإسرائيلية جثمانه. وأشار الموقع -في تقرير بقلم سحر فاردي وباسل عدرا- إلى أن ليفي عاد يوجه فريق الحفر بهدوء على الأرض الفلسطينية الخاصة نفسها التي أطلق النار عليها، كأن شيئا لم يحدث، بعد أن احتجز لفترة وجيزة يوم الاثنين ثم وضع تحت الإقامة الجبرية، وأطلق سراحه يوم الجمعة. وأشار التقرير إلى أن قاضية المحكمة التي نظرت في اعتقال ليفي حكمت بأنه "منع وقوع حادثة شارك فيها عشرات الفلسطينيين كانوا يلقون الحجارة"، وزعمت الشرطة أن الرصاصة التي اخترقت رئة الهذالين لم يعثر عليها قط، وكان ذلك كافيا لإصدار أمر بالإفراج الفوري عن ليفي. وقال طارق الهذالين، ابن عم عودة، إن "القاتل جاء ووقف بجوار منازلنا مباشرة للإشراف على استمرار العمل الذي كان جاريا عندما أطلق النار على عودة". وأضاف "يشعرني هذا بالغثيان. هذه ذروة القمع، شيء لم نختبره من قبل. لو قتل ينون ليفي كلبا لواجه عواقب أشد". إضراب عن الطعام بعد يوم من إطلاق النار، نصبت العائلة خيمة عزاء أمام المركز المجتمعي الذي قتل فيه هذالين، لكن الجنود اقتحموا الخيمة وطردوا المعزين والناشطين والصحفيين، واعتقلوا اثنين منهم، بعد أن اعتقل 20 قرويا الأسبوع الماضي، بينهم عزيز، شقيق هذالين، الذي اعتقل فور إطلاق النار عندما أشار ينون ليفي إليه للجنود. وإلى جانب ذلك، رفضت السلطات الإسرائيلية تسليم جثمان هذالين لدفنه، مما أغرق القرية بأكملها في حالة من الحداد والحزن، وأعلنت عائلة القتيل إضرابا عن الطعام، وقالت إحدى النساء "إنهم يطالبون بشروط مهينة للإفراج عنه، أن لا يحضر الجنازة أكثر من 15 شخصا، وأن يدفن في يطا بدلا من أم الخير". وقالت هنادي هذالين، زوجة القتيل: "منذ حادثة القتل ضاعفوا آلامنا. لن ننهي إضرابنا حتى يفرج عن الجثمان ونتمكن من إقامة جنازة تليق بعودة"، وقالت جارتها إيمان هذالين "كان عودة هو من روى للعالم قصص أم الخير والانتهاكات التي نواجهها. والآن أصبح هو القصة". وأضافت إيمان أن "قوات الاحتلال تعتقل الناشطين المحليين وتطرد الصحفيين والمتضامنين من القرية لمواصلة القمع". وأوضحت "لهذا السبب قررنا إبراز دورنا كنساء والاحتجاج على هذا الظلم أملا في أن يسمع أحد صوتنا، سواء من الصحفيين أو المنظمات الدولية. نشعر بمسؤولية تجاه أطفال عودة، فوالدهم كان صوتنا في القرية. والآن، جاء دورنا للوقوف معهم ودعمهم". ومع ذلك لا يزال ضجيج مصدر هذا الكابوس، أي حفارة المستوطنين، يتصاعد في وقت علم فيه القرويون أن المستوطنين الإسرائيليين يريدون إنشاء بؤرة استيطانية جديدة مجاورة لمركز أم الخير المجتمعي، حيث قتل هذالين. ليال لا تطاق وفي النهار، تجلس نساء القرية على فرش أرضية، يرددن أسماء الله الحسنى بهدوء، وفي جو من الحزن يتحدثن عن مشيئة الله، ويكررن الأسئلة نفسها التي لا إجابة لها: ماذا يحدث في المحكمة؟ متى سنتمكن من إقامة الجنازة؟ متى سيعود المعتقلون؟ ولكن الليالي هي التي لا تطاق -كما يقول التقرير- وكانت من أشدها ليلة الثلاثاء عندما اقتحم جنود مسلحون منزل هنادي بعد يوم واحد من فقدانها زوجها، والد أطفالها الثلاثة الصغار، مع أنها أرملة لا ينبغي أن يراها الأجانب خلال الأشهر الأربعة بعد وفاة زوجها. وفي هذه الأثناء، كان 12 من أبناء القرية محتجزين، ويروي عيد الهذالين ابن عم القتيل، وهو فنان معروف وقيادي مجتمعي في أم الخير، أن 4 جنود طرقوا عليه الباب فجرا، وعندما وصلوا به إلى المركبات العسكرية، كان أخوه الأكبر عادل وأخوه معتصم هناك، فقيدوهم ووضعوهم في مركبة عسكرية. ومع 4 رجال آخرين من أم الخير، نقلوا إلى مركز شرطة في مستوطنة غوش عتصيون، حيث يقول عيد "جلسنا في الخارج 10 ساعات معصوبي الأعين، وهناك اتهمونا بمهاجمة المستوطنين وإلقاء الحجارة يوم مقتل الهذالين، ثم "وضعونا في حافلة واقتادونا إلى سجن عوفر. وهناك، صعد الحراس إلى الحافلة، وقيدوا أيدينا خلف ظهورنا بأصفاد معدنية، وأجبرونا على خفض رؤوسنا. وإذا لم نفعل كانوا يضربوننا بالعصي ويهينوننا. امش يا كلب هل أنت حماس؟ هل أنت فتح؟ هل أنت حزب الله؟". وعندما نزلنا من الحافلة -يقول عيد- قيدوا أقدامنا وعصبوا أعيننا، قبل أن يأخذونا إلى غرفة وأجبروني على خلع ملابسي بالكامل، ثم أجبروني على الجلوس عاريا وهم يضحكون، ربما كانوا يسجلون. طلبوا مني أن أسعل. ثم أعطوني ملابس السجن، وملابس داخلية، ونعالا. لا أعرف هل كانت الملابس نظيفة. أمضى عيد ليلته في زنزانة مع 11 معتقلا، وفي اليوم التالي أحضروه إلى جلسة محكمة عن بعد، فأمر القاضي بالإفراج عنهم بكفالة قدرها 500 شيكل للشخص الواحد، ومنعهم من الاقتراب لمسافة 100 متر من مستوطنة الكرمل المجاورة لأم الخير أو مناقشة الحادثة لمدة 60 يوما.