أحدث الأخبار مع #غيداءشمسانغوبر


ساحة التحرير
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- ساحة التحرير
السديس… صوت الخنوع من منبر الحق!غيداء شمسان غوبر
السديس… صوت الخنوع من منبر الحق! غيداء شمسان غوبر* في زمنٍ تاهت فيه البوصلة، واختلطت فيه الأصوات، وبات الحق غريباً والباطل مألوفاً، يرتفع صوتٌ من مكانٍ كان يُفترض أن يكون منارةً للهدى، ومصدحاً بالحق، وملاذاً للمستضعفين. إنه صوتٌ نعرفه، يتردد صداه في الآفاق، لكنه ليس صدىً للوحي الذي نزل، ولا للعدل الذي أمر به، ولا للرحمة التي تجسدت في سيرة النبوة. إنه ويا للأسف، صوت الخنوع من منبر الحق. من على منبرٍ طاهرٍ، شُيّد ليُعلي كلمة الله، ويُذكّر الأمة بعزّتها وكرامتها، ويُحاسب الظالم ويُنصف المظلوم، يأتينا صوتٌ مُهادنٌ، مُبرّرٌ، مُزيّنٌ لوجه القبح. إنه صوت السديس، الذي تحوّل من قارئٍ للقرآن يُبكي القلوب بخشوعه، إلى بوقٍ للسلطان يُدمي القلوب بخنوعه. لقد باع قدسية الكلمة بثمنٍ بخس، ورهن هيبة المقام في دهاليز السياسة الضيقة، وصار يُفتي بما يُرضي الحاكم، لا بما يُرضي الخالق. يا لها من مأساةٍ تتجسد في رجلٍ! أن ترى من يُفترض فيه أن يكون حارساً على الشريعة، يصبح أداةً لتطويعها وتكييفها لتخدم أهواء السلطة. أن ترى من يُفترض فيه أن يكون ناصحاً أميناً للأمة، يصبح مُضللاً يُبرّر القمع ويُشرّع الاستبداد. أن ترى من يُفترض فيه أن يكون صوتاً للمستضعفين، يصبح صدىً لصوت القويّ الذي يبطش ويُفسد. هذا الصوت الذي يخرج من منبر الحق، ليس صوتاً حراً، بل هو صوتٌ مُكبّلٌ بقيود الخوف أو الطمع أو كليهما. إنه ليس صوتاً ينبع من قلبٍ يخشى الله وحده، بل من قلبٍ يخشى زوال النعمة أو غضب السلطان. إنه ليس صوتاً يُعلي شأن الأمة وكرامتها، بل صوتاً يُكرّس تبعيتها ويُبرّر إذلالها. لقد أصبح المنبر، في حضرة هذا الصوت، مجرد خشباتٍ صماء، لا روح فيها ولا حياة. وأصبحت الكلمات التي تُقال عليه، مجرد حروفٍ ميتة، لا تُحرّك ساكناً ولا تُوقظ ضميراً. لأن الروح قد غادرت، والضمير قد صمت، حين اختار صاحب الصوت أن يكون خادماً للباطل، لا شاهداً على الحق. إن السديس، بهذا الصوت الخانع الذي يصدح من منبر الحق، ليس مجرد شخصٍ أخطأ أو انحرف. بل هو رمزٌ لانحطاطٍ مُريع، وتجسيدٌ لكارثةٍ كبرى أصابت الأمة في مقتل. كارثةٌ تمثلت في تحويل الدين من قوةٍ مُحرّرةٍ ومقاومةٍ للظلم، إلى أداةٍ لتكريس الاستبداد وتخدير الشعوب. متى يُدرك الناس أن الصوت الذي يخرج من منبر الحق يجب أن يكون صوتاً للحق، حتى لو كان مُراً؟ متى يُميّزون بين الشيخ الربانيّ الذي يصدع بالحق ولا يخشى في الله لومة لائم، وبين المسخ السلطانيّ الذي يبيع دينه بدنياه ودنيا غيره؟ إن صوت الخنوع من منبر الحق هو وصمة عارٍ لا تُمحى بسهولة. وهو جرحٌ غائرٌ في جسد الأمة. ويبقى الأمل معقوداً على أن تُنجب الأمة من جديد أصواتاً حرةً، صادقةً، لا تخشى إلا الله، لتعيد للمنبر هيبته، وللكلمة قدسيتها، وللحق صولته، وللأمة عزّتها وكرامتها التي سُلبت منها على مرأى ومسمع من أصواتٍ اختارت الخنوع على الصدع بالحق. #اتحاد_كاتبات_اليمن 2025-05-12 The post السديس… صوت الخنوع من منبر الحق!غيداء شمسان غوبر first appeared on ساحة التحرير.


ساحة التحرير
١١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- ساحة التحرير
لا تراجع عن إسناد غزة!غيداء شمسان غوبر
لا تراجع عن إسناد غزة! غيداء شمسان غوبر* في لحظة ظن فيها الطاغوت أنه أحكم قبضته على العالم، وبات يصول ويجول في دماء الشعوب وأشلائها، وحيث خيم صمت القبور على ضمائر الأمة، تاركًا غزة تئن تحت وطأة الإبادة من أرض اليمن، من مهد الإيمان الذي أبى أن يركع، انطلقت صرخة لم تكن في حسبان الجبروت لم تكن مجرد كلمات، بل كانت زلزالاً يهز عروش المستكبرين، ورسالة من السماء تُتلى على الأرض، تُعلن أن زمن الخنوع قد ولى، وأن زمن البراءة قد بدأ صوت يتردد صداه في كل شبر، ويقول للعدو الذي يرتعد: إن فلسطين ليست وحدها، إنها قطعة من هذا الجسد اليمني الأبي، ولأجلها لا تراجع عن إسناد غزة مهما كان الثمن! هذا ليس خياراً يمكن التخلي عنه، ولا هو موقف يمكن التراجع عنه أمام التهديدات إنه واجب شرعي، ومسؤولية إنسانية، وعهد قطعناه على أنفسنا أمام الله والتاريخ الثمن قد يكون باهظاً، قد يكون دماء تسفك، وأرواح تزهق، وحصاراً يشتد، وتحديات تتفاقم.. ولكن، أي ثمن هذا أمام ثمن الصمت على إبادة شعب كامل؟! أي ثمن هذا أمام ثمن التخلي عن مسرى نبينا وقبلة المسلمين الأولى؟! إن الثمن الذي تدفعه غزة أعظم بكثير، وإسنادها هو أقل ما يمكن أن نقدمه للتخفيف من هذا الثمن الجلل. لقد ظن العدو أن إسنادنا لغزة سيكون مجرد كلمات أو تهديدات جوفاء لكن الميدان شهد غير ذلك وما حصل يثبت أن ضرباتنا مؤلمة لقد وصلت حيث لم يتوقعوا، وأصابت حيث لم يحتسبوا.. لقد أربكت حساباتهم، وهزت أمنهم، وكشفت زيف قوتهم، هذه الضربات ليست نهاية المطاف، بل هي بداية مرحلة جديدة إنها رسالة واضحة للعدو ومن يقف خلفه بأن هذا الإسناد ليس مؤقتا، وأن هذا الموقف ليس عابرا وستستمر هذه الضربات، وسيستمر الضغط، وسيستمر الإسناد، حتى يتحقق النصر لغزة وفلسطين. لمن لا يفهم سر هذا الإصرار، لمن يتعجب من هذا الموقف الذي يتجاوز الجغرافيا والسياسة الضيقة، نقولها بكل وضوح ويقين: فلسطين قطعة من اليمن.. ليست مجرد أرض بعيدة؛ بل هي جزء لا يتجزأ من وجداننا، من تاريخنا، من عقيدتنا.. دمها من دمنا، وجرحها من جرحنا، ومصيرها من مصيرنا هذا الارتباط ليس وليد اليوم، بل هو متجذر في أعماق التاريخ والإيمان هي مسرى نبينا، وهي الأرض المباركة التي بارك الله حولها، وهي قضية كل مسلم حر وشريف. وفي كل مرة يظن فيها العدو أنه بعدوانه وحصاره وقصفه لليمن سيضعف من عزيمتنا أو يثنينا عن موقفنا، يحدث العكس تماما. وعدوانكم يزيد إصرارنا على إسناد غزة! كل قطرة دم تسفك على أرضنا، وكل بيت يدمر، وكل طفل يقتل، لا يزيدنا إلا يقينا بصواب موقفنا، وإصرارا على مواجهة هذا العدو الذي لا يعرف إلا لغة القوة والبطش. عدوانكم هو الوقود الذي يشعل فينا نار المقاومة، وهو الدليل على أننا نسير في الطريق الصحيح الذي يؤلمكم ويقلقكم. هكذا هو موقف شعب الإيمان، موقف لا يتزعزع، ولا يعرف التراجع. إسناد غزة ليس خيارا، بل هو قدر اختاره هذا الشعب بإرادته الحرة، مستمدا قوته من الله وكتابه ضرباتنا مؤلمة وستستمر؛ لأن فلسطين قطعة من وجداننا، وعدوانكم لا يزيدنا إلا إصراراً فليعلم القاصي والداني أن هذا العهد باق، وأن هذا الموقف ثابت، حتى يشرق فجر النصر على غزة وكل فلسطين، بإذن الله وقوته التي لا تقهر. #كاتبات_وإعلاميات_المسيرة 2025-05-11


ساحة التحرير
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- ساحة التحرير
اليمانيون تجارة رابحة في سوق الكرامة!غيداء شمسان غوبر
اليمانيون تجارة رابحة في سوق الكرامة! غيداء شمسان غوبر* في زمن تباع فيه الأوطان بأبخس الأثمان، وتشترى فيه الذمم بفتات موائد الطغيان، وحيث يعلن الباغي حربه الشاملة على الحق والإنسان، متسلحا بجبروت مادي أعمى، وبشرعية غاب تبيح القتل والدمار من قلب هذا الظلام الدامس الذي يطبق على أنفاس الأمة، ومن أرض أبت أن تركع أو تستكين لأعتى العواصف، من اليمن، مهد العروبة والإيمان، ينبع إعلان يعيد تعريف القوة في زمن الضعف، ويغير موازين الصراع بمنطق إلهي، ويبشر بفجر قادم لأمة طال ليلها: نحن اليمانيون… تجارة رابحة! ليست تجارة في أسواق الدنيا الفانية، ولا هي صفقات تبرم على موائد الذل والخنوع إنها تجارة مع الله، صفقتها الحياة أو الشهادة، وكلا الطرفين ربح لا يقدر بثمن أن عشنا فنحن عظماء، وأن متنا فنحن شهداء هذه هي المعادلة التي لا يفهمها أعداء الحياة، ولا يدرك كنهها من باع نفسه للشيطان في قاموسنا، لا وجود لخسارة فيما نسير عليه من درب الحق والكرامة كل خطوة نخطوها هي ربح، وكل تضحية نقدمها هي استثمار في الآخرة التي هي خير وأبقى. وحين تقرع طبول الحرب، وحين يهددنا الباغي بجبروته، لا نرتجف خوفا ولا نلوذ فرارا أن أتتنا الحروب فنحن لها وقود نشعلها بإيماننا، ونغذيها بعزيمتنا، ونحول نيرانها إلى نور يضيء درب التحرير وحين يطل الموت بوجهه الكالح، لا ندبر عنه، بل أن أتانا الموت فنحن له قادمون نقبل عليه بصدور عارية، بقلوب ملؤها اليقين، نرى فيه بوابة إلى جنات النعيم، لا نهاية للحياة. في مواجهة هذا اليقين المطلق، وهذا الاستعداد للبذل والعطاء، تتهاوى كل محاولات الأعداء لإرهابنا أو كسر إرادتنا لا يهمنا شيء مما يعملون أمريكا وإسرائيل! لا تقلقنا تهديداتهم، ولا ترهبنا ترساناتهم، ولا تثنينا مؤامراتهم ولا يرعبنا قصفهم وتدميرهم لأننا نعلم أن قوتهم زائلة، وأن جبروتهم إلى ضعف، وأن سندهم واهن كبيت العنكبوت قوتنا ليست في عددنا ولا في عتادنا، بل في إيماننا بالله، وفي تمسكنا بكتابه، وفي يقيننا بوعده. هذا هو معنى قوة الله والقرآن التي تتجسد في صمود هذا الشعب قوة لا تقاس بالمقاييس المادية، ولا تفهم بالعقول التي لا تؤمن بالغيب إنها قوة تنبع من اتصال مباشر بالخالق، من استمداد لا ينضب من نور الوحي القرآن ليس مجرد كتاب يتلى، بل هو منهاج حياة، ودستور عزة، ومصدر قوة لا تقهر هو الذي يعلمنا كيف نحب الحياة الكريمة، وكيف نقبل على الموت في سبيلها. وفي قلب هذه المعركة، تظل فلسطين هي البوصلة، هي القضية التي لا تساوم لن نترك فلسطين مسرى قرة العين! إنها ليست مجرد أرض، بل هي جزء من عقيدتنا، هي مسرى نبينا، هي الأرض المباركة التي بارك الله حولها التخلي عنها هو تخل عن الدين، وتنازل عن الكرامة، وخيانة للتاريخ إنها قرة عين المؤمنين، ورمز عزتهم، ومفتاح نصرهم. هذا هو موقف شعب الإيمان موقف إيمان ودين هذا الشعب الذي أثبت أنه السند والمدد إنه امتداد لتاريخ طويل من العزة والإباء، من التضحية والفداء لقد ورثوا حب فلسطين والدفاع عنها كابرا عن كابر إنهم يجسدون اليوم معنى اليقين المطلق، والاستعداد للبذل والعطاء حتى آخر رمق قالها الشعب اليمني ماننثني من دونها لو مابقي منا ولد هذه ليست مجرد كلمات، بل هي عهد مقدس، وقسم غليظ، يعلن للعالم أجمع أن هناك شعبا آمن بقوة الله والقرآن، ووضع فلسطين في سويداء قلبه، ولن يتخلى عنها مهما كانت التحديات والتضحيات. إن جبروت أمريكا وشرعية الغاب الزائفة تتكسر اليوم على صخرة الإيمان واليقين الذي تجسد في هذا الموقف القرآني الأصيل لم يعد العالم كما كان قبل هذا الموقف لقد اهتزت عروش الطغاة، وتهاوت هيبة المستكبرين، وبات صوت الحق يسمع مدويا في كل مكان، رغم محاولات الإسكات والتضليل إنها معركة ليست بين جيوش بعددها وعتادها فحسب، بل هي معركة إرادات، معركة يقين في وجه شك، معركة نور في وجه ظلام. وها هو وعد الآخرة يتجلى، لا في نهاية الزمان فحسب، بل في كل لحظة يثبت فيها المؤمنون صدق إيمانهم، ويجاهدون في سبيل الله، ويقاومون الباطل بكل ما يملكون إن تهاوي قوى الشر، وتكشف زيفها، وتشرذم صفوفها أمام صمود المستضعفين، هو مصداق لوعد الله الذي لا يخلف الميعاد إنها بداية النهاية لجبروت أمريكا أم الإرهاب، وبداية فجر جديد لأمة استعادت وعيها، وتمسكت بكتاب ربها، ووضعت فلسطين في قلب معركتها. فيا أيها الأحرار في كل مكان، ويا من تؤمنون بفلسطين قضية وعقيدة، ويا من تدركون معنى قوة الله والقرآن اثبتوا على الحق، وتمسكوا بالبراءة من أعداء الله، وقاطعوا بضائعهم، وادعموا المقاومة بكل ما تستطيعون إن النصر قريب، والفجر آت، وفلسطين ستعود حرة عربية، بإذن الله، وبفضل صمود شعبها، وبمدد شعب الإيمان، وبقوة الله التي لا تقهر إنها حكاية تجارة رابحة في سوق الكرامة، ووعد يتحقق على أرض الواقع، لتثبت أن الحق يعلو ولا يعلى عليه، وأن الباطل كان زهوقا. #اتحاد_كاتبات_اليمن 2025-05-10 The post اليمانيون تجارة رابحة في سوق الكرامة!غيداء شمسان غوبر first appeared on ساحة التحرير.


ساحة التحرير
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- ساحة التحرير
كابوس البحر الأحمر…الإنقاذ والتخلي!غيداء شمسان غوبر
كابوس البحر الأحمر…الإنقاذ والتخلي! غيداء شمسان غوبر* في خضم معركة تتلاطم أمواجها في البحر الأحمر، معركة لم تعلنها الجيوش ببياناتها الرسمية فحسب، بل صاغتها إرادة شعب آمن بقضيته، وربط مصيره بمصير إخوانه في غزة وفلسطين. في هذه الساحة المائية التي تحولت إلى ميدان اختبار للقوى الكبرى، دخل لاعب ظن أنه قادر على تغيير قواعد اللعبة بمجرد إعلانه. دخل ترامب المعركة، لا لأجل مصالح أمريكا المعلنة دائما، بل لهدف صريح لم يخفه: ليحمي السفن الإسرائيلية. كان الدخول بغطرسة القوي الذي لا يقهر، بمنطق من يملك القوة المطلقة ويملي شروطه على الجميع كان الهدف واضحا: تأمين شريان حياة للكيان الذي بات يعاني من ضربات المقاومة وصمود غزة كان وعدا لإسرائيل بأن الراعي الأكبر لن يتخلى عن قطيعه في لحظة الشدة. لكن أمواج البحر الأحمر لم تذعن لأوامر واشنطن، ولم تبال بجبروت حاملات الطائرات لقد واجه ترامب إرادة صلبة، ويقينا لا يتزعزع، وقوة لا تقاس بالعدد والعتاد، بل بالإيمان والبصيرة لم تكن الضربات مجرد أفعال عسكرية، بل كانت رسائل مزلزلة تعيد تعريف القوة في هذا العالم كانت تؤلم، وتربك، وتهدد المصالح الأمريكية بشكل مباشر. لم يمض وقت طويل حتى تبدلت الصورة لم يعد الهدف حماية سفن الآخرين، بل بات الهدف الأسمى هو حماية السفن الأمريكية نفسها خرج ترامب من المعركة، لا منتصرا لأجل إسرائيل، بل مضطرا لصفقة مذلة، صفقة لم تعلن بشكل رسمي كامل، لكن نتائجها كانت أبلغ من أي بيان: وخرج منها بمقابل عدم استهداف السفن الأمريكية. يا للمفارقة! دخل ليحمي سفن حليفه، فخرج بصفقة لإنقاذ سفنه هو، بشرط واضح: لا تستهدفونا وسنبتعد عنكم وتأكيدا لهذا التراجع، جاء إعلانه الصريح الذي كان كالصاعقة على من راهن عليه: وأكد: لم يعد لنا علاقة بأي شيء آخر. لم يعد يعنينا ما يحدث للسفن الإسرائيلية، لم يعد يعنينا ما يحدث في غزة، لم يعد يعنينا سوى تأمين سفننا ومصالحنا المباشرة. لهذا، وفي تل أبيب، ارتفعت صرخات الخذلان والمرارة لم يكن الأمر مجرد تحليل سياسي، بل كان شعورا عميقا بالتخلي. لهذا قال الإسرائيلي: ترامب تخلى عنا. الراعي الذي وعد بالحماية، والذي كان ينظر إليه على أنه السند الذي لا يميل، تراجع أمام قوة لم يحسب لها حسابا، وترك قطيعه يواجه مصيره وحده في مياه باتت ملتهبة. هذا المشهد لم يكن مجرد حدث عسكري عابر في البحر الأحمر إنه درس قاس لمن ظن أن جبروته لا يقهر، وأن مصالحه فوق كل اعتبار، وأن دماء الشعوب لا قيمة لها إنه يثبت أن قوة الإيمان، حين تترجم إلى فعل وموقف، قادرة على تغيير المعادلات، وعلى إجبار الأقوياء على التراجع، وعلى كشف زيف هيبتهم. وهكذا، في مياه البحر الأحمر، كتب فصل جديد في حكاية الصراع، فصل يبين أن أمريكا أم الإرهاب، وشرعية الغاب التي تمنحها لأدواتها، ليست بالقوة التي تدعيها فصل يثبت أن من دخل لحماية إسرائيل، خرج بصفقة لإنقاذ نفسه، تاركا حليفه يواجه مصيره، فصل يعلن بصوت عال أن وعد الله بالنصر للمؤمنين آت، وأن جبروت الباطل إلى زوال، وأن فلسطين، رغم كل شيء، لن تترك وحدها. اتحادكاتبات اليمن 2025-05-09


ساحة التحرير
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- منوعات
- ساحة التحرير
حين تتلاشى الأكتاف… يشرق نور السند الأبدي!غيداء شمسان غوبر
حين تتلاشى الأكتاف… يشرق نور السند الأبدي! غيداء شمسان غوبر* في دروب الحياة المثقلة، حيث تتلاقى الخطى المنهكة بهم الزمن، وحيث تلقي التحديات بضلالها الكئيبة على النفوس، يأتي على المرء حين يشعر فيه بثقل الحمل، وبمرارة الوحدة، وبالحاجة الماسة لكتفٍ يستند إليه، ليدٍ تمتد لتمسك به قبل أن يسقط. في تلك اللحظات الفارقة، حين تبلغ الحاجة ذروتها، وحين يشتد الضيق حتى يكاد يخنق الأنفاس… هناك، في قلب العاصفة، تحدث المفارقة الأشد إيلاما: تتلاشى الأكتاف من حولك تدريجيا كلما ازدادت حاجتك للإسناد. يا لمرارة هذا المشهد! الأكتاف التي ظننتها سندا، والوجوه التي حسبتها عونا، والوعود التي بنيت عليها آمالك تتوارى، تتبخر، تتلاشى كسراب في صحراء الحاجة. ليس عن قصد دائما، وليس عن سوء نية بالضرورة، ولكنها طبيعة البشر، ضعفهم، انشغالهم، محدودية قدرتهم على حمل أثقال الآخرين، خاصة حين تكون هذه الأثقال عظيمة. ولكن، في قلب هذا الألم، وفي عمق هذا الشعور بالوحدة والخذلان، تكمن حكمة إلهية عميقة، ودرس رباني لا ينسى. يحدث ذلك عندما يريد الله تذكيرك بأنه وحده لن يخذلك متى احتجته. إنها ليست نهاية الطريق، بل هي بداية الرحلة الحقيقية، رحلة العودة إلى المصدر الأبدي للقوة والسند. حين تغلق الأبواب البشرية في وجهك، وحين تتوارى الأكتاف التي كنت تستند إليها، فإن باب السماء يبقى مفتوحا، ويد الله ممدودة، وعونه قريبا لمن لجأ إليه بصدق. وأشد أنواع هذا الابتلاء قسوة وأكثرها إيلاما للنفس، هو حين يأتي التخلي من أقرب الناس إليك، من أحبهم إلى قلبك، من كنت تظنهم جزءا من روحك. فيبتلي الله العبد بأحب الناس إليه ليعلمه أن البشر أحيانا يتخلون عمن يحبون. نعم، قد يتخلون، قد يقصرون، قد تعيقهم ظروفهم، أو تغيرهم الحياة، أو يظهر الابتلاء حقيقة ضعفهم البشري. هذا الألم المضاعف، هذا الجرح العميق، ليس عبثا، بل هو ليزيل عن قلبك كل تعلق بغير الله، ليزرع فيه حقيقة راسخة كالجبال: ولكن الله لا يتخلى عمن يحب…! يا لعظمة هذه الحقيقة! يا لروعة هذا اليقين! البشر يتخلون، الأكتاف تتلاشى، الأيدي قد ترتخي، ولكن الله… الله الذي خلقك وسواك، الله الذي يعلم سرك ونجواك، الله الذي هو أرحم بك من نفسك، لا يتخلى عمن يحب. حبه أبدي، سنده لا يميل، عونه لا ينقطع، رحمته لا تنضب. هو السند حين لا تجد سندا، هو القوة حين يخور البدن، هو النور حين تشتد الظلمة، هو الأمان حين يحيط الخوف. فحين تتلاشى الأكتاف من حولك، لا تيأس. وحين يبتليك الله بأحب الناس إليك، لا تحزن حزن من فقد كل شيء. بل ارفع رأسك إلى السماء، وامدد يدك بالدعاء، واعلم أن الله يريدك لنفسه، يريدك أن تعتمد عليه وحده، أن تلجأ إليه وحده، أن تؤمن بأنه وحده القادر على حمل ثقلك، وعلى إزالة همك، وعلى إنجلاء كربك. إن هذا الابتلاء هو دعوة لإعادة ترتيب الأولويات في القلب، لإعادة توجيه البوصلة نحو القبلة الحقيقية للسند والقوة. هو لتدرك أن كل قوة بشرية هي إلى زوال، وأن كل سند بشري هو إلى ضعف، وأن السند الوحيد الذي لا يميل، والقوة الوحيدة التي لا تضعف، هي قوة الله وسنده. فيا أيها المبتلي، ويا من تلاشت من حوله الأكتاف، ويا من خذله القريب قبل البعيد… لا تحزن. إنها رسالة من السماء، لتعلمك أن الله يحبك، ويريدك أن تعود إليه، لتجد عنده ما لم تجده عند أحد. هناك، في رحاب الألوهية، تجد السند الذي لا يميل، والحب الذي لا يتغير، والقوة التي لا تقهر. هناك، وحده، تجد السند الأبدي. #اتحاد_كاتبات_اليمن 2025-05-08 The post حين تتلاشى الأكتاف… يشرق نور السند الأبدي!غيداء شمسان غوبر first appeared on ساحة التحرير.