
لا تراجع عن إسناد غزة!غيداء شمسان غوبر
لا تراجع عن إسناد غزة!
غيداء شمسان غوبر*
في لحظة ظن فيها الطاغوت أنه أحكم قبضته على العالم، وبات يصول ويجول في دماء الشعوب وأشلائها، وحيث خيم صمت القبور على ضمائر الأمة، تاركًا غزة تئن تحت وطأة الإبادة من أرض اليمن، من مهد الإيمان الذي أبى أن يركع، انطلقت صرخة لم تكن في حسبان الجبروت لم تكن مجرد كلمات، بل كانت زلزالاً يهز عروش المستكبرين، ورسالة من السماء تُتلى على الأرض، تُعلن أن زمن الخنوع قد ولى، وأن زمن البراءة قد بدأ صوت يتردد صداه في كل شبر، ويقول للعدو الذي يرتعد: إن فلسطين ليست وحدها، إنها قطعة من هذا الجسد اليمني الأبي، ولأجلها لا تراجع عن إسناد غزة مهما كان الثمن!
هذا ليس خياراً يمكن التخلي عنه، ولا هو موقف يمكن التراجع عنه أمام التهديدات إنه واجب شرعي، ومسؤولية إنسانية، وعهد قطعناه على أنفسنا أمام الله والتاريخ الثمن قد يكون باهظاً، قد يكون دماء تسفك، وأرواح تزهق، وحصاراً يشتد، وتحديات تتفاقم.. ولكن، أي ثمن هذا أمام ثمن الصمت على إبادة شعب كامل؟!
أي ثمن هذا أمام ثمن التخلي عن مسرى نبينا وقبلة المسلمين الأولى؟!
إن الثمن الذي تدفعه غزة أعظم بكثير، وإسنادها هو أقل ما يمكن أن نقدمه للتخفيف من هذا الثمن الجلل.
لقد ظن العدو أن إسنادنا لغزة سيكون مجرد كلمات أو تهديدات جوفاء لكن الميدان شهد غير ذلك وما حصل يثبت أن ضرباتنا مؤلمة لقد وصلت حيث لم يتوقعوا، وأصابت حيث لم يحتسبوا..
لقد أربكت حساباتهم، وهزت أمنهم، وكشفت زيف قوتهم، هذه الضربات ليست نهاية المطاف، بل هي بداية مرحلة جديدة إنها رسالة واضحة للعدو ومن يقف خلفه بأن هذا الإسناد ليس مؤقتا، وأن هذا الموقف ليس عابرا وستستمر هذه الضربات، وسيستمر الضغط، وسيستمر الإسناد، حتى يتحقق النصر لغزة وفلسطين.
لمن لا يفهم سر هذا الإصرار، لمن يتعجب من هذا الموقف الذي يتجاوز الجغرافيا والسياسة الضيقة، نقولها بكل وضوح ويقين: فلسطين قطعة من اليمن.. ليست مجرد أرض بعيدة؛ بل هي جزء لا يتجزأ من وجداننا، من تاريخنا، من عقيدتنا..
دمها من دمنا، وجرحها من جرحنا، ومصيرها من مصيرنا هذا الارتباط ليس وليد اليوم، بل هو متجذر في أعماق التاريخ والإيمان هي مسرى نبينا، وهي الأرض المباركة التي بارك الله حولها، وهي قضية كل مسلم حر وشريف.
وفي كل مرة يظن فيها العدو أنه بعدوانه وحصاره وقصفه لليمن سيضعف من عزيمتنا أو يثنينا عن موقفنا، يحدث العكس تماما. وعدوانكم يزيد إصرارنا على إسناد غزة! كل قطرة دم تسفك على أرضنا، وكل بيت يدمر، وكل طفل يقتل، لا يزيدنا إلا يقينا بصواب موقفنا، وإصرارا على مواجهة هذا العدو الذي لا يعرف إلا لغة القوة والبطش. عدوانكم هو الوقود الذي يشعل فينا نار المقاومة، وهو الدليل على أننا نسير في الطريق الصحيح الذي يؤلمكم ويقلقكم.
هكذا هو موقف شعب الإيمان، موقف لا يتزعزع، ولا يعرف التراجع. إسناد غزة ليس خيارا، بل هو قدر اختاره هذا الشعب بإرادته الحرة، مستمدا قوته من الله وكتابه ضرباتنا مؤلمة وستستمر؛ لأن فلسطين قطعة من وجداننا، وعدوانكم لا يزيدنا إلا إصراراً فليعلم القاصي والداني أن هذا العهد باق، وأن هذا الموقف ثابت، حتى يشرق فجر النصر على غزة وكل فلسطين، بإذن الله وقوته التي لا تقهر.
#كاتبات_وإعلاميات_المسيرة
2025-05-11

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اذاعة طهران العربية
منذ 4 ساعات
- اذاعة طهران العربية
ستحرر فلسطين بمنطق المقاومة كما في خرمشهر
إن قول الإمام الخميني بأن الله هو من حرّر خرّمشهر يعني أنه إن جاهدتم فإن القدرة الإلهية ستساندكم. لن يُهزم جيش تكون ذخيرته وسنده القدرة الإلهية. ستُحرّر فلسطين أيضا بهذا المنطق. لن يظل أي شعب مستضعفا بهذا المنطق. ~ الإمام الخامنئي في مراسم تخريج دفعة من الطلبة الجامعيين الضباط في جامعة الإمام الحسين (عليه السلام) 2016/05/23.


وكالة أنباء براثا
منذ 13 ساعات
- وكالة أنباء براثا
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن السنين الخداعة عشية الظهور الشريف… أغنام تثور على الرعاة نصرة لأنياب الذئاب وأضراس الضباع
التعليقات علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ... الموضوع : وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي ----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ... الموضوع : تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41) منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ... الموضوع : النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ... الموضوع : الحسين في قلب المسيح ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ... الموضوع : محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ... الموضوع : مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !! ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ... الموضوع : المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!! م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!


موقع كتابات
منذ 14 ساعات
- موقع كتابات
مستقبل حزب الله
في قلب العاصفة اللبنانية، ومع تصاعد رياح التحولات الإقليمية، يقف حزب الله أمام مفترق طرق تاريخي. لم تعد المسألة متعلقةً فقط بخطاب المقاومة، بل باتت مسألة بقاءٍ، وهويةٍ، وشرعيةٍ داخل بيتٍ يتصدّع من الداخل وتحيط به الشكوك من الخارج. في سبتمبر 2024، سقطت قامة الحزب الكبرى، حسن نصر الله، ثم تبعه اغتيال هاشم صفي الدين، الرجل الذي وُصف بالظلّ الثقيل لخليفة الأمين العام. ومع هذا الغياب القيادي المفاجئ، تفجّرت الخلافات، وبرزت الانقسامات التي كانت تختبئ طويلاً خلف خطاب الوحدة والانضباط. تَشظّى الحزب إلى جناحين متصارعين: الجناح الأول تمثّله شخصيات متجذّرة في العقل العسكري والأمني للحزب، وعلى رأسها 'الشبح' طلال حميّة، رجل الظلّ الذي قاد 'الوحدة 910' المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني. هذا الجناح يتمسّك بصلب العلاقة مع إيران، يرى في طهران ليست فقط الداعمة، بل المرجعية، والمصدر العقائدي والمالي والاستراتيجي. الجناح الثاني يقوده الشيخ نعيم قاسم، الرجل الذي ارتدى عباءة القيادة بعد نصر الله، لكنه لم يرث كاريزماه ولا صلابته. قاسم يدفع نحو براغماتيةٍ سياسية، ينادي بتقليص التورط الإقليمي، ويدعو لتقاربٍ محسوبٍ مع بعض الدول العربية، علّه يخفف عزلة الحزب ويُنعش بيئته المنهكة. بين هذين الجناحين، يقف وفيق صفا، رجل العلاقات المعقّدة، الذي يعرف كيف يدير الأمن والسياسة في آن. يحاول أن يوازن بين التوجهين، لكنه لا يملك بعدُ قوة الحسم. أما البيئة الحاضنة، فلم تعد كما كانت. فالدخان المتصاعد من حرب 2024 لم يُخمده وعدٌ بالمقاومة. الضاحية الجنوبية، صور، النبطية، والهرمل بدأت تُعبّر عن ضجرها. النسبة المتدنية في الانتخابات، الاحتجاجات التي خرجت من داخل المعاقل، والتذمّر من الخدمات والفساد… كلها رسائل واضحة: الصمت لم يعد ولاءً، والتذمّر لم يعد خيانةً. فأيّ مستقبلٍ ينتظر حزب الله؟ هل يعود إلى الداخل اللبناني، حزباً سياسياً له جمهور، ومكانٌ في البرلمان لا في الجبهات؟ أم يُعيد الاصطفاف مع محوره الإقليمي، ويُغلق أذنيه عن أصوات أهله؟ هل تتغلب لغة البندقية، أم لغة البراغماتية؟ وهل الحزب الذي اعتاد القيادة من فوق، قادرٌ على قبول صوتٍ من القاعدة؟ الجواب، كما هو الحال في لبنان، ليس قراراً استراتيجياً فقط… بل معركةُ بقاءٍ.