أحدث الأخبار مع #ـKpop


الإمارات اليوم
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الإمارات اليوم
اللهجة الإماراتية..قوتنا الناعمة
هل شاهدتم تلك الإعلانات الأخيرة على منصات التواصل الاجتماعي، التي يتسابق فيها المؤثرون للظهور بعباءات ومخاوير، متكلّفين لهجة إماراتية مشوّهة، بحثاً عن «الترند» ومضاعفة الأرباح؟ مشاهد جعلت اللهجة الإماراتية والزي الوطني مجرد أدوات تسويقية، تُستغل لغايات أبعد ما تكون عن احترام الهوية. لكن يبدو أن هذا «الكرنفال الإعلامي» لن يستمر طويلاً، إذ صدر قرار واضح بحصر استخدام اللهجة الإماراتية والزي الوطني في الإعلانات على الإماراتيين وحدهم، خطوةٌ جريئة أعادت الاعتبار للرموز، بعد أن كادت تذوب تحت سطوة المنصات. في الماضي القريب، شاهدنا كيف أثرت الموجة الكورية والتركية واليابانية في ثقافات العالم. الشباب أصبحوا يلبسون ملابس مستوحاة من نجوم الـK-pop، ويتحدثون بكلمات كورية، ويتناولون الرامن والكيمتشي والسوشي، بسبب مشاهداتهم المتكررة للدراما والأنمي. الدراما التركية كذلك جعلت المشاهدين العرب يتبنون أسماء أبطالها وأسلوب حياتهم، حتى أصبحت إسطنبول وجهة سياحية يتوافد إليها ملايين المشاهدين العرب سنوياً. كل هذا يقودنا إلى تساؤل: لماذا لا تكون لدينا موجة ثقافية إماراتية قوية تُبرز هويتنا للعالم، وتستفيد من وجود أكثر من 200 جنسية وعرق في بلادنا؟ أليس الوقت مناسباً ليبادر مسؤولونا الإعلاميون بخلق تظاهرة إماراتية حقيقية تكون مصدر إلهام وتفاعل عالمي؟ إن قرار حماية اللهجة والزي الوطني، حتماً سيحرك الفضول لدى المقيمين والخارج، للتعرف أكثر إلى ثقافتنا، لكن هل لدينا الإنتاج الإعلامي الكافي والقادر على التعبير عن هذه الثقافة الثرية وإيصال صورتها الصحيحة؟ لسنا بحاجة إلى إنتاج ضخم، بل إلى رسالة صادقة تصل كما نحن. هنا تظهر الحاجة لزيادة الزخم الإعلامي الإماراتي داخلياً وخارجياً. الهوية لا تُفرض بالقوة، بل تتسلل بالحب والصدق والانتماء. والإعلام هو سلاحها الأذكى. روما غزت اليونان بحد السيف، لكن اليونان غزتها بالفكر والفن. وهنا الدرس: القوة الناعمة تبدأ من صورة، من لهجة، من قصة تُروى جيداً. الإعلام ليس طرفاً في معادلة الهوية، بل هو مركزها. من لا يدرك هذه الحقيقة، فسيتعامل مع الهوية كديكور، ومع الرسالة كإعلان. ونحن لا نملك رفاهية التعامل الخطأ بعد اليوم، لأن العالم لا يرحم من ينسى صوته. ختاماً، نرفع قبعة الاحترام لمسؤولي الإعلام على هذه الخطوة الجريئة، ونقول لهم: أمامكم مهمة أكبر.. أن تجعلوا كل صوت وصورة تحمل روح الإمارات. وعساكم على القوة. *إعلامي، وكاتب صحفي لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه


ET بالعربي
١٩-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- ET بالعربي
aespa أول فرقة فتيات كورية تؤدي في مهرجان موازين 2025
في سابقة هي الأولى من نوعها، تستعد فرقة الفتيات الكورية الشهيرة aespa للصعود على مسرح مهرجان "موازين – إيقاعات العالم" في دورته العشرين، لتصبح أول فرقة كي-بوب تؤدي في هذا الحدث الموسيقي العالمي، الذي يُقام سنويًا في العاصمة المغربية الرباط. ومن المرتقب أن تُحيي الفرقة عرضها المنتظر في 24 يونيو على مسرح OLM السويسي، أحد أبرز منصات المهرجان، والذي يستضيف عادةً نخبة من ألمع نجوم الموسيقى في العالم. من سيول إلى الرباط.. بصمة عالمية جديدة تأتي مشاركة aespa ضمن جولة الفرقة العالمية، التي لاقت نجاحاً واسعاً في آسيا وأميركا وأوروبا، لتضيف المغرب إلى قائمة محطاتها، وتُرسّخ حضور الـK-pop على الساحة العربية والإفريقية. وتُعد هذه المشاركة لحظة تاريخية بكل المقاييس، حيث أنها المرة الأولى التي تقف فيها فرقة فتيات كورية على خشبة موازين، والثانية لفرقة كورية بعد مشاركة فرقة ATEEZ في نسخة العام الماضي، التي فتحت الباب أمام نجوم الكيبوب للدخول بقوة إلى الفعاليات الموسيقية الكبرى في العالم العربي. فرقة aespa.. مزيج من الواقع والعالم الإفتراضي منذ بدايتها عام 2020 تحت إشراف وكالة SM Entertainment، لفتت aespa الأنظار بتجربتها الفريدة التي تمزج بين الأداء الواقعي والعوالم الافتراضية، عبر مفهوم الـ'آفاتار' الذي أصبح بصمة الفرقة. ومع إصدارات ناجحة مثل 'Next Level' و 'Spicy' و 'Drama'، أصبحت الفرقة ترمز للوجوه الصاعدة في موجة الكيبوب الجديدة. ويُعد مهرجان موازين من أبرز المهرجانات الموسيقية في العالم، إذ يستقطب أكثر من 2.5 مليون متفرج سنوياً، ويجمع نخبة من الفنانين من مختلف أنحاء العالم. ويُقام هذا العام من 20 إلى 28 يونيو، احتفالًا بمرور 20 عامًا على انطلاقه، ما يجعل من مشاركة aespa حدثًا محوريًا ضمن برنامج هذه النسخة الخاصة. مشاركة هوليوودية في موزاين 2025 أجواء المهرجان هذا العام تَعِد بأن تكون إستثنائية في برنامج الدورة العشرين، الذي بدء الكشف عن نجومه تدريجيًا مع تواجد أسماء محلية وعربية وعالمية. وبالنسبة للفنانين الأجانب، فإن جمهور "موازين" سيكون على موعد مع ويل سميث، الذي يُقدّم عرضًا أسطوريًا يوم الأربعاء في 25 يونيو/حزيران بقاعة OLM السويسي، بالإضافة إلى حفل آخر مع الممثل الأمريكي كيد كودي، يوم الإثنين 23 يونيو/حزيران 2025. كما يُحيي أفروجاك حفلًا في 20 حزيران/يونيو 2025، بالإضافة لمشاركة نجوم آخرين مثل "Ans T Crazy"، و "Julian Marley"، و "Becky G" وغيرهم. شاهد تقرير سابق : حفل رومانسي لمروان خوري في موازين وتكريم من سفير لبنان


العربية
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- العربية
الاقتصاد الإبداعي... حين تصبح الفكرة ثروة والمحتوى صناعة
في عالم لم تعد فيه الثروات الطبيعية كالنفط والغاز المصدر الوحيد لقوة الاقتصادات، برزت صناعات قائمة على الإبداع البشري كمحركات جديدة للنمو. فالإبداع أصبح المورد الأكثر قيمة في العصر الحديث، حيث تتحول الأفكار إلى أصول اقتصادية تولد فرصاً غير محدودة. ولم يعد الإبداع مقتصراً على مجالات فنية بحتة، بل أصبح ركيزة أساسية لصناعات مزدهرة تسهم في الناتج المحلي، وتخلق ملايين الوظائف. والثقافة ليست مجرد موروث يُحفظ في المتاحف، ويعرض بين أروقة المعارض، بل باتت قطاعاً اقتصادياً يُنتج ويُصدَّر إلى العالم، والمهارات الإبداعية ليست مجرد هوايات، بل تحولت إلى وظائف تدر مليارات الدولارات سنوياً. هذا هو جوهر «الاقتصاد الإبداعي»، الذي بات أحد المحركات الرئيسية لاقتصادات القرن الـ21، حيث تسهم صناعاته - من السينما والموسيقى إلى الألعاب الإلكترونية والتصميم - بأكثر من 3.1 في المائة من الناتج المحلي العالمي، وتوظف أكثر من 50 مليون شخص. تشهد بعض الصناعات الإبداعية نمواً يفوق العديد من القطاعات التقليدية؛ إذ تجاوزت قيمة سوق الاقتصاد الإبداعي عالمياً 2.25 تريليون دولار سنوياً؛ ما يعادل تقريباً الناتج المحلي الإجمالي لدول كبرى مثل إيطاليا أو البرازيل. هذا الرقم يوضح أن الصناعات الإبداعية لم تعد هامشية، بل أصبحت في حجم اقتصادات دول كاملة، ما يعكس تصاعد أهميتها بوصفها محركاً حيوياً للاقتصاد العالمي. يدرك العديد من الدول الإمكانيات الهائلة للاقتصاد الإبداعي، ويسعى إلى تبني استراتيجيات واضحة لدعمه وتحفيز نموه... هل كنت لتصدق، قبل عقدين فقط، أن لغة يتحدث بها 75 مليون نسمة ستغزو العالم بأعمالها الدرامية وألحانها الآسرة؟ ومن كان يظن أن مسلسلاً كورياً مثل «لعبة الحبار» سيشاهده الملايين في أكثر من 90 دولة، ليتحول من مجرد عمل فني إلى ظاهرة اقتصادية عالمية؟ كيف تحولت كوريا الجنوبية، من دولة رائدة في تصدير الإلكترونيات، إلى قوة خلاقة تصدّر الإبداع والخيال؟ وما الذي جعل فرقة موسيقية واحدة تتحدى عمالقة الصناعة وتنافسهم في تحقيق العائدات؟ يكمن السر في رؤية استراتيجية جريئة تؤمن بأن الإبداع ليس ترفاً، بل رافعة اقتصادية، تستثمر في بناء بنية تحتية ثقافية متكاملة، وتدمج الفن بالتكنولوجيا، وتحوّل الأحلام إلى خطط عمل مدروسة. والنتيجة؟ تُدرّ صناعة الـK - pop وحدها على اقتصاد كوريا أكثر من 10 مليارات دولار سنوياً، وتخلق آلاف الوظائف، وتصدّر الثقافة والهوية الكورية للعالم. اليوم، لم يعد المطلوب أن نصدّق فقط... بل أن نواكب. علينا أن ننخرط في سباق الاقتصاد الإبداعي، وإلا فاتنا قطار المستقبل. المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لا تنتظران المستقبل، بل تصنعانه اليوم، حيث يقود البلدان تحولاً استراتيجياً في المنطقة نحو ترسيخ الاقتصاد الإبداعي بوصفه أحد محركات التنمية المستقبلية. في السعودية، تدفع رؤية 2030 نحو جعل الصناعات الإبداعية ركيزة لتنويع الاقتصاد من خلال مبادرات مثل هيئة الأفلام، والهيئة العامة للترفيه التي طورت بنية تحتية متقدمة مثل استوديوهات الحصن Big Time ودعمت إنتاجات نوعية، ما رسّخ مكانة السعودية كوجهة عالمية لصناعة المحتوى. يقود هذه المنظومة شباب سعوديون يصنعون نموذجاً فريداً في الإبداع، ولا يقتصر الأمر على هذا الحد بل هناك أيضاً مراكز الإنتاج في نيوم والرياض، وشركة «سافي» للاستثمار في قطاع الألعاب الإلكترونية، ما يعزز مكانة المملكة بوصفها مركزاً إقليمياً للإنتاج والتقنيات الإبداعية. في المقابل، تواصل الإمارات، عبر بيئة استثمارية مرنة وحوافز مبتكرة، مضاعفة مساهمة القطاع الإبداعي في الناتج المحلي. وتُعد أبوظبي نموذجاً بارزاً من خلال المنطقة الإبداعية - ياس التي تُعد مركزاً رائداً لصناعة الإعلام والمحتوى، حيث تحتضن مئات الشركات العالمية والمحلية العاملة في مختلف قطاعات الإعلام، ومبادرات دعم إنتاج الأفلام العالمية في أبوظبي، ومشروع «تيم لاب فينومينا أبوظبي»، الذي يجمع بين الفنون والتقنية والابتكار الثقافي، إلى جانب مبادرة أبوظبي للألعاب، التي تستهدف بناء منظومة متكاملة تضم شركات تطوير ونشر الألعاب وتحتضن المواهب المحلية، بالإضافة لاستضافة فعاليات الرياضات الإلكترونية. لا يمكن لأي اقتصاد أن يزدهر دون أن يضع الإبداع في قلب استراتيجيته، فالدول التي تسعى إلى تحقيق أقصى استفادة من الاقتصاد الإبداعي يجب أن تستثمر في تطوير المواهب، وتوفر بيئة تنظيمية مرنة تحمي حقوق الملكية الفكرية، إلى جانب تصميم بنية تحتية رقمية متقدمة تتيح للمبدعين الوصول إلى الأسواق العالمية بسهولة. فكلما كانت البيئة حاضنة للإبداع، زادت الفرص أمام الاقتصادات الوطنية لتحقيق النمو والازدهار. بينما يشهد الاقتصاد الإبداعي نمواً غير مسبوق، يتصدر الذكاء الاصطناعي المشهد العالمي بوصفه عامل تغيير رئيسياً. لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع أو نقرأ خبراً جديداً عنه، وسط جدل واسع حول تأثيره على الإبداع البشري. هل هو تهديد للمبدعين أم فرصة لتمكينهم؟ في حين يخشى البعض أن يحل محل العقول المبدعة، يرى آخرون أنه أداة قوية لتعزيز الإنتاجية ودفع حدود الإبداع إلى آفاق جديدة. فقد أصبح بإمكان مصمم واحد، باستخدام أدوات مثل MidJourney، إنجاز أعمال كانت تتطلب فريقاً كاملاً، مما يغير معادلات الإنتاج التقليدية. وهنا، تبرز الحاجة إلى دمج الذكاء الاصطناعي في منظومة الاقتصاد الإبداعي، لا كمجرد تقنية مساندة، بل كمسرّع رئيسي يرفع الكفاءة ويتيح للمبدعين التركيز على جوانب الإبداع في أعمالهم. التحول نحو الاقتصاد الإبداعي لم يعد خياراً، بل ضرورة لضمان مكانة الدول في خريطة القوى الاقتصادية الصاعدة. فالرهان لم يعد على تقليد النماذج العالمية، بل على ابتكار نموذج متفرد، يستند إلى الإرث الثقافي العميق، ويستثمر في تقنيات العصر لبناء اقتصاد مستدام. الإبداع لم يعد ترفاً فكرياً، بل أصبح عملة اقتصادية حقيقية. ومن يراهن عليه اليوم، يمتلك مفاتيح اقتصاد الغد.*متخصصة في الصناعات الإبداعية.


الشرق الأوسط
١١-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الشرق الأوسط
الاقتصاد الإبداعي... حين تصبح الفكرة ثروة والمحتوى صناعة
في عالم لم تعد فيه الثروات الطبيعية كالنفط والغاز المصدر الوحيد لقوة الاقتصادات، برزت صناعات قائمة على الإبداع البشري كمحركات جديدة للنمو. فالإبداع أصبح المورد الأكثر قيمة في العصر الحديث، حيث تتحول الأفكار إلى أصول اقتصادية تولد فرصاً غير محدودة. ولم يعد الإبداع مقتصراً على مجالات فنية بحتة، بل أصبح ركيزة أساسية لصناعات مزدهرة تسهم في الناتج المحلي، وتخلق ملايين الوظائف. والثقافة ليست مجرد موروث يُحفظ في المتاحف، ويعرض بين أروقة المعارض، بل باتت قطاعاً اقتصادياً يُنتج ويُصدَّر إلى العالم، والمهارات الإبداعية ليست مجرد هوايات، بل تحولت إلى وظائف تدر مليارات الدولارات سنوياً. هذا هو جوهر «الاقتصاد الإبداعي»، الذي بات أحد المحركات الرئيسية لاقتصادات القرن الـ21، حيث تسهم صناعاته - من السينما والموسيقى إلى الألعاب الإلكترونية والتصميم - بأكثر من 3.1 في المائة من الناتج المحلي العالمي، وتوظف أكثر من 50 مليون شخص. تشهد بعض الصناعات الإبداعية نمواً يفوق العديد من القطاعات التقليدية؛ إذ تجاوزت قيمة سوق الاقتصاد الإبداعي عالمياً 2.25 تريليون دولار سنوياً؛ ما يعادل تقريباً الناتج المحلي الإجمالي لدول كبرى مثل إيطاليا أو البرازيل. هذا الرقم يوضح أن الصناعات الإبداعية لم تعد هامشية، بل أصبحت في حجم اقتصادات دول كاملة، ما يعكس تصاعد أهميتها بوصفها محركاً حيوياً للاقتصاد العالمي. يدرك العديد من الدول الإمكانيات الهائلة للاقتصاد الإبداعي، ويسعى إلى تبني استراتيجيات واضحة لدعمه وتحفيز نموه... هل كنت لتصدق، قبل عقدين فقط، أن لغة يتحدث بها 75 مليون نسمة ستغزو العالم بأعمالها الدرامية وألحانها الآسرة؟ ومن كان يظن أن مسلسلاً كورياً مثل «لعبة الحبار» سيشاهده الملايين في أكثر من 90 دولة، ليتحول من مجرد عمل فني إلى ظاهرة اقتصادية عالمية؟ كيف تحولت كوريا الجنوبية، من دولة رائدة في تصدير الإلكترونيات، إلى قوة خلاقة تصدّر الإبداع والخيال؟ وما الذي جعل فرقة موسيقية واحدة تتحدى عمالقة الصناعة وتنافسهم في تحقيق العائدات؟ يكمن السر في رؤية استراتيجية جريئة تؤمن بأن الإبداع ليس ترفاً، بل رافعة اقتصادية، تستثمر في بناء بنية تحتية ثقافية متكاملة، وتدمج الفن بالتكنولوجيا، وتحوّل الأحلام إلى خطط عمل مدروسة. والنتيجة؟ تُدرّ صناعة الـK - pop وحدها على اقتصاد كوريا أكثر من 10 مليارات دولار سنوياً، وتخلق آلاف الوظائف، وتصدّر الثقافة والهوية الكورية للعالم. اليوم، لم يعد المطلوب أن نصدّق فقط... بل أن نواكب. علينا أن ننخرط في سباق الاقتصاد الإبداعي، وإلا فاتنا قطار المستقبل. المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لا تنتظران المستقبل، بل تصنعانه اليوم، حيث يقود البلدان تحولاً استراتيجياً في المنطقة نحو ترسيخ الاقتصاد الإبداعي بوصفه أحد محركات التنمية المستقبلية. في السعودية، تدفع رؤية 2030 نحو جعل الصناعات الإبداعية ركيزة لتنويع الاقتصاد من خلال مبادرات مثل هيئة الأفلام، والهيئة العامة للترفيه التي طورت بنية تحتية متقدمة مثل استوديوهات الحصن Big Time ودعمت إنتاجات نوعية، ما رسّخ مكانة السعودية كوجهة عالمية لصناعة المحتوى. يقود هذه المنظومة شباب سعوديون يصنعون نموذجاً فريداً في الإبداع، ولا يقتصر الأمر على هذا الحد بل هناك أيضاً مراكز الإنتاج في نيوم والرياض، وشركة «سافي» للاستثمار في قطاع الألعاب الإلكترونية، ما يعزز مكانة المملكة بوصفها مركزاً إقليمياً للإنتاج والتقنيات الإبداعية. في المقابل، تواصل الإمارات، عبر بيئة استثمارية مرنة وحوافز مبتكرة، مضاعفة مساهمة القطاع الإبداعي في الناتج المحلي. وتُعد أبوظبي نموذجاً بارزاً من خلال المنطقة الإبداعية - ياس التي تُعد مركزاً رائداً لصناعة الإعلام والمحتوى، حيث تحتضن مئات الشركات العالمية والمحلية العاملة في مختلف قطاعات الإعلام، ومبادرات دعم إنتاج الأفلام العالمية في أبوظبي، ومشروع «تيم لاب فينومينا أبوظبي»، الذي يجمع بين الفنون والتقنية والابتكار الثقافي، إلى جانب مبادرة أبوظبي للألعاب، التي تستهدف بناء منظومة متكاملة تضم شركات تطوير ونشر الألعاب وتحتضن المواهب المحلية، بالإضافة لاستضافة فعاليات الرياضات الإلكترونية. لا يمكن لأي اقتصاد أن يزدهر دون أن يضع الإبداع في قلب استراتيجيته، فالدول التي تسعى إلى تحقيق أقصى استفادة من الاقتصاد الإبداعي يجب أن تستثمر في تطوير المواهب، وتوفر بيئة تنظيمية مرنة تحمي حقوق الملكية الفكرية، إلى جانب تصميم بنية تحتية رقمية متقدمة تتيح للمبدعين الوصول إلى الأسواق العالمية بسهولة. فكلما كانت البيئة حاضنة للإبداع، زادت الفرص أمام الاقتصادات الوطنية لتحقيق النمو والازدهار. بينما يشهد الاقتصاد الإبداعي نمواً غير مسبوق، يتصدر الذكاء الاصطناعي المشهد العالمي بوصفه عامل تغيير رئيسياً. لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع أو نقرأ خبراً جديداً عنه، وسط جدل واسع حول تأثيره على الإبداع البشري. هل هو تهديد للمبدعين أم فرصة لتمكينهم؟ في حين يخشى البعض أن يحل محل العقول المبدعة، يرى آخرون أنه أداة قوية لتعزيز الإنتاجية ودفع حدود الإبداع إلى آفاق جديدة. فقد أصبح بإمكان مصمم واحد، باستخدام أدوات مثل MidJourney، إنجاز أعمال كانت تتطلب فريقاً كاملاً، مما يغير معادلات الإنتاج التقليدية. وهنا، تبرز الحاجة إلى دمج الذكاء الاصطناعي في منظومة الاقتصاد الإبداعي، لا كمجرد تقنية مساندة، بل كمسرّع رئيسي يرفع الكفاءة ويتيح للمبدعين التركيز على جوانب الإبداع في أعمالهم. التحول نحو الاقتصاد الإبداعي لم يعد خياراً، بل ضرورة لضمان مكانة الدول في خريطة القوى الاقتصادية الصاعدة. فالرهان لم يعد على تقليد النماذج العالمية، بل على ابتكار نموذج متفرد، يستند إلى الإرث الثقافي العميق، ويستثمر في تقنيات العصر لبناء اقتصاد مستدام. الإبداع لم يعد ترفاً فكرياً، بل أصبح عملة اقتصادية حقيقية. ومن يراهن عليه اليوم، يمتلك مفاتيح اقتصاد الغد.*متخصصة في الصناعات الإبداعية