أحدث الأخبار مع #فاراداي


الشرق السعودية
منذ 6 أيام
- علوم
- الشرق السعودية
بريطانيا تكثف جهودها لاستقطاب العلماء الفارين من الولايات المتحدة
تُكثّف المؤسسات العلمية في بريطانيا، خططها الاستثمارية، في أعقاب قيود إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الجامعات وتمويل الأبحاث، كاشفةً عن ضمانات تمويل رسمية لمدة 10 سنوات، وزمالات متاحة للعلماء والباحثين الفارين من الولايات المتحدة، حسبما أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز". وستعزز المبادرات التي ستكشف عنها الحكومة البريطانية والجمعية الملكية والأكاديمية الملكية للهندسة خلال أيام، الجهود المبذولة لاستقطاب الكفاءات الدولية، وتوفير استقرار مالي إضافي للمشروعات طويلة الأجل في مجالات سريعة التطور مثل الحوسبة الكمومية ومقاومة البكتيريا. وتُمثّل هذه الإجراءات، جهداً لحماية العلوم البريطانية من سياسات ترمب، في مواجهة التخفيضات المفاجئة في التمويل والقمع الأيديولوجي للأبحاث الذي تشهده الولايات المتحدة. ومنذ تولي ترمب السلطة في يناير الماضي، سعت إدارته إلى فرض تخفيضات كبيرة على تمويل العلوم، كما أمرت بإلغاء العمل البحثي في مجالات تشمل التنوع واللقاحات وتغير المناخ. برامج زمالة لمدة 10 سنوات وستعلن الجمعية الملكية عن برنامج "زمالة فاراداي" (Faraday Fellowship) جديدة للباحثين الدوليين، بدعم يصل إلى 30 مليون جنيه إسترليني (نحو 39 مليون دولار)، إذ سيُستخدم هذا المبلغ لمنح ما يصل إلى 4 ملايين جنيه إسترليني (5 ملايين و300 ألف دولار تقريباً)، أو أكثر في الظروف الاستثنائية، لعلماء فرديين أو فرق عمل، لمدة تتراوح بين 5 و10 سنوات. وسيأتي ثلثا مبلغ الـ 30 مليون جنيه إسترليني من برنامج قائم بتمويل حكومي تديره الجمعية، يهدف إلى جذب الباحثين في منتصف مسيرتهم المهنية المهتمين بالانتقال إلى بريطانيا، أما الباقي فسيكون تمويلاً جديداً من الجمعية نفسها، وسيُركز على العلماء في مراحل مهنية أخرى. وفي الوقت نفسه، ستطلق الأكاديمية الملكية للهندسة، مساراً مُسرّعاً، لتسهيل قدوم الباحثين والمخترعين الدوليين المتميزين للعمل في لندن. وستمنح الأكاديمية الوطنية للعلوم، المتقدمين الناجحين ما يصل إلى 3 ملايين جنيه إسترليني على مدى 10 سنوات، لتطوير وتوسيع نطاق حلول مناخية رائدة، كجزء من برنامج زمالة "المستقبل الأخضر" الحالي الذي تبلغ قيمته 150 مليون جنيه إسترليني. وتُضاف هذه المبادرات إلى برنامج مماثل بقيمة 54 مليون جنيه إسترليني (71 مليون و800 ألف دولار تقريباً)، أعلنته وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا هذا الشهر، إذ ستُغطي هذه الأموال تكاليف الانتقال وتمويل مشاريع لحوالي 10 فرق بحثية في مجالات ذات أولوية حكومية، مثل علوم الحياة والذكاء الاصطناعي والطاقة الخضراء. ترحيب من المؤسسات العلمية وفي الإطار، قال أدريان سميث، رئيس الأكاديمية الوطنية للعلوم في بريطانيا: "يشهد العلم الدولي حالة من التقلب، حيث أصبحت بعض حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية موضع تساؤل". وأضاف: "مع تعرّض مصادر التمويل والحرية الأكاديمية للتهديد، ستبحث أفضل المواهب العلمية عن الاستقرار. ويمكن للمملكة المتحدة أن تكون في طليعة الدول التي تسعى لاستقطاب هذه المواهب". بدوره، قال اللورد باتريك فالانس، وزير العلوم والمستشار العلمي السابق للحكومة، إن المنح التي تمتد 10 سنوات قد تُمثل حوالي ملياري جنيه إسترليني من إجمالي الإنفاق الحكومي السنوي على البحث والتطوير والبالغ 20.4 مليار جنيه إسترليني. وأكد فالانس، إيمانه الراسخ بأن الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا "مسعى وطني، وليس مسعى سياسياً حزبياً"، رغم إقراره بإمكانية قيام أي إدارة مستقبلية، نظرياً، بعكس تغييرات التمويل. وأقرّ فالانس، بوجود "خطر دائم" يتمثل في إمكانية إلغاء مصادر تمويل الأبحاث طويلة الأجل القائمة من قِبَل حكومة مستقبلية ذات نهج جذري في سياسات العلوم. ويهدف التمويل الموسع إلى منح المؤسسات مزيداً من الثقة للتوظيف والتعاون الدولي، وبناء البنية التحتية اللازمة، وإقامة شراكات مع القطاع الخاص. ولاقت هذه المبادرة ترحيباً من المؤسسات العلمية، على الرغم من أن الكثيرين أعربوا أيضاً عن مخاوفهم بشأن التأثير الرادع المحتمل لارتفاع تكاليف التأشيرات على الجهود الأوسع نطاقاً للتوظيف الدولي.


الجزيرة
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- الجزيرة
مايكل فاراداي.. الرجل الذي عرف العلم بالله!
"كتاب الطبيعة الذي يجب أن نقرأه مكتوبٌ بأصابع الله". (مايكل فاراداي) نشأ "مايكل فاراداي" طفلا في أسرة فقيرة بأحد أحياء لندن، كان بطيئا في تعلُّمه ولم يكمل دراسته بسبب أنه لم يتمكّن من نطق بعض الحروف بسهولة، وحتى حينما وجد فاراداي ضالّته في مُكتشف الصوديوم والبوتاسيوم عالِم الكيمياء الشهير وقتها "همفري ديفي"، وظهرت علامات نبوغه، كان يسافر معه كخادم لا كطالب، وعملت زوجة السيد ديفي على تذكير فاراداي بقدر انحطاط تلك الوظيفة التي يشغلها كلما سنحت لها الفرصة. بلا خبرة في الفيزياء أو الرياضيات، وبلا ثروة أو وظيفة في نطاق البحث العلمي، وقف وحيدا قبالة عالم موحش، ومهما كان سخاء التوقعات والأمنيات في ظل الظروف التي كانت تحيط به، فإن موهبة فاراداي لا محالة ستقف به عند حدود الهواية، لكنه لم يفعل. نتحدث هنا عن أحد أعظم علماء القرن التاسع عشر، أبو الكهرومغناطيسية، والذي لا يمكن لأي طالب في مراحل التعليم المختلفة إلا أن يمر باسم هذا الرجل الذي اقترن بقوانين وكميات وابتكارات متنوعة جعلت من اسمه حالة فارقة فيما نعرفه اليوم عن الفيزياء. يكفيك أن تعرف أنه من دون إنجازات هذا الرجل لم تكن لتتمكَّن من قراءة هذا الكلام الآن. لهذا السبب أثارت حياة فارادي انتباه الكثير من الكُتّاب، حتّى إنك ستجد قصّته في كل كتاب فيزياء قُدِّم للعامة تقريبا، لكن الأكثر إثارة للانتباه في كل حياة هذا الرجل كانت -بلا شك- سبع سنوات، بين عمر الثالثة عشرة والعشرين، قضاها في ورشة لتجليد الكتب بعد أن ترك المدرسة، وهي المرحلة التي هُمّشت من سيرة فارادي الذاتية رغم أهميتها، إذ تعلم في تلك الفترة من حياته بشكل ذاتي. السندماني المخلص يتميز هذا النوع من التعلُّم عن المنظومة المنهجية بأنه يسمح لشغفك أن يقودك، لا حاجة إلى أن تستمر في تعلُّم أشياء لا تحبها لمجرد أنها في المنهج الدراسي، خذ فصول اللغة مثلا أو الأدب أو الجغرافيا بالنسبة لطالب في المرحلة الثانوية يهوى الفيزياء، فاراداي كان متحررا من كل ذلك وانطلق ليقرأ فقط فيما يحب من كتب بهذه الورشة، لكن ما سبق هو نصف القصة فقط. في أثناء عمله بالورشة، كان أكثر الكتب تأثيرا في فاراداي هو "تحسين العقل" للمؤلف وعالم اللاهوت والفيلسوف التجريبي الشهير في الأوساط المسيحية "إسحاق واتس"، في هذا الكتاب يُقدِّم واتس نصائح مهمة لآلية التعلُّم ويعرض أفضل السُّبُل للاستفادة من المحاضرات والقراءة والمحادثات وكيفية كتابة الملاحظات، في الواقع فإن نصائح واتس كانت السبب في انتقال فاراداي من مهنة تجليد الكتب إلى العمل مع هامفري ديفي. حيث نصح واتس قُرَّاءه بالاحتفاظ بمفكِّرة للتدوين، وكذلك أشار إلى أهمية حضور المحاضرات وتبادل الرسائل مع الأشخاص ذوي الاهتمامات المشتركة، كان ذلك هو السبب في قبول فاراداي الشاب في أوائل العشرينيات من عمره بدعوة لمحاضرات "همفري دايفي"، في أثنائها سجّل كل ما قاله الرجل بتنظيم، وحينما أراد أن يعمل لدى الرجل أرسل إليه تلك التدوينات الرائعة هدية، وما إن رآها ديفي حتى طلبه للعمل مساعدا، ومن هنا بدأ طريق فاراداي ناحية الإبداع العلمي. كان فاراداي مسيحيا متدينا، متبعا لطائفة تُدعى "الغلاسية"، وقد تأسَّست نحو عام 1730 على يد قس مسيحي يُدعى "جون غلاس"، الذي بنى أفكاره على أساس يقول إن ملكوت المسيح روحاني، بالتالي فإن الكنيسة المسيحية لا يمكن بناؤها أو دعمها بأسلحة سياسية أو تحرُّكات على أي أساس آخر سوى كلمة المسيح وروحه. من هنا اهتم غلاس بالتطبيق الحرفي الملتزم لكلمات الكتاب المقدس، وحينما خُلِع بسبب معتقداته من كنيسة اسكتلندا أسَّس كنيسته الخاصة وانتشرت أفكاره بعد ذلك في جميع أنحاء أوروبا، في بريطانيا نشرها "روبرت ساندمان" وسُمِّيَ أتباع الحركة بـ "الساندمانيين"، ومنهم كانت أسرة فاراداي، الذي تربى على تلك التعاليم. القارئ في كتاب الطبيعة لكن أتباع هذه الكنيسة كانوا قليلين نسبيا، وكان يُنظر إليهم بدرجة من الاحتقار في أوساط المسيحيين، ربما لهذا السبب لم يهتموا كثيرا بأمر التبشير بأفكارهم، وهي النقطة التي أثَّرت كثيرا في فاراداي الشاب بالتبعية، حيث لم يكن حريصا على الجدل لإثبات صحة منهجه الديني، وبالتالي لم يكن ليستخدم العلم ليؤكد صحة طريقه لله، الأمر الذي فرَّغه لشيء آخر أكثر أهمية بالنسبة له، وهو أن يستخدم الحديث عن الله ليؤكد له صحة طريقه في العلم! لفهم مدى عمق تلك الفكرة وتأثيرها على فاراداي، دعنا نتأمل اقتباسا شهيرا يقول فاراداي فيه: "كتاب الطبيعة الذي يجب أن نقرأه مكتوبٌ بأصابع الله"، يستخدم فاراداي هنا مجاز الكتابين (كتاب الطبيعة والكتاب المقدس)، فالأول يقول إن الله كشف عن نفسه من خلال "كتاب الطبيعة" بقوانينه المنظمة، و"الكتاب المقدس" في سرده التاريخي وللمعجزات. تصوَّر فاراداي أن الحقائق العلمية هي كلمات الله في كتاب الطبيعة، حتى إنه قال ذات مرة إن "الحقائق لا تخذلنا أبدا، ودليلها صحيح دائما"، وكانت وظيفته هي استخدام التجريب للوصول إلى تلك الحقائق، والتجريب في مدرسة فاراداي هو أهم شيء في العلم، وكان يهتم بالإنتاج النظري لكنه دائما ما كان يميز بدقة ووضوح بين الحقائق التجريبية والتفسيرات النظرية. وعلى الخُطى نفسها، انطلق فاراداي لتفسير قوانين الطبيعة، فطالما أن الحقائق هي لغة الطبيعة، فإن قوانين الطبيعة هي القواعد النحوية الثابتة لهذه اللغة، والتي تربط الكلمات على نحو صحيح معا في جمل مفيدة، وكتب فاراداي ذات مرة قائلا: "تعامل الله في خلقه المادي بقوانينه"، واعتقد فاراداي أن خلق الله للكون تضمَّن خلق القوانين التي تعمل معا في تناغم للحفاظ على توازن مكوناته، وبالتالي فإنها قوانين ثابتة لا تتغير. في كتابه "مايكل فاراداي.. الساندماني والعالم"، يقول جورج كانتور، أستاذ تاريخ العلم بجامعة ليدز البريطانية، إن مبادئ مثل "تناغم الطبيعة" و"البساطة على تعقُّدها الظاهر" و"وحدة الطبيعة" لم تكن محطات النهاية في طريق فاراداي، أي إنه لم يتوصل إليها عبر عمله في نطاق البحث العلمي، بل العكس، كانت النقاط التي انطلق منها ناحية البحث العلمي، وبالتالي فإن جهود فاراداي لتوحيد الكهرباء والمغناطيسية والضوء كانت متسقة مع قناعاته الميتافيزيقية. بل وينتقل الأمر إلى ما هو أعمق من ذلك، حيث كان فاراداي قد طوَّر نموذجا يقوم على ما يشبه -إلى حدٍّ ما- القانون الأول للديناميكا الحرارية "قانون بقاء الطاقة"، الذي يقول إن الطاقة لا تفنى ولا تُستحدث من عدم ولكن يمكن تحويلها من صورة إلى أخرى. وفي مجموعة من المحاضرات ألقاها سنة 1846 قال صراحة إن الله قد وضع قدرا محددا من القوة في خلق الكون، لذلك لا يمكن أن تنقص من الكون أو تزيد، لأن البشر غير قادرين على التحكُّم في خلق الله، سواء تلك القوة أو القوانين التي خلقها لتحكمها. فالكون من منظور فاراداي إذن هو منظومة دقيقة مُصمَّمة وفق خطة إلهية استخدمت القوانين لتنظيمه، تلك القوانين الأصلية التي لا تزال سارية إلى الآن، بسبب كمال خطة الله، وهي أيضا قوانين بسيطة على تعقُّد الطبيعة، ومُتسقة مع بعضها بعضا لأنها تخدم هدفا واحدا، وتصلح لكل زمان ومكان لأنها كونية بطبيعتها، ويمكن للعلماء رصد الطبيعة وجمع الحقائق بحكمة عن طريق فهم العدد القليل من القوانين التي تحكم الظواهر الكونية، هذا هو الكون الذي دخل فاراداي به إلى نطاق العلم. العلم والدين قد يرى البعض تناقضا في تلك الأفكار مع المنهجية العلمية التي قد تتطلَّب خلوا تاما من الأفكار السابقة قبل الدخول إلى منطقة البحث عن الحقائق، لكن ذلك غير واقعي، فنحن عادة ما نكون مُحمَّلين بالافتراضات السابقة أيًّا كان مصدرها قبل إقدامنا على البحث، وقد تؤكد هذه الأفكار نتائجنا العلمية أو قد تناقضها. وكما يُوضِّح كارل بوبر، فيلسوف العلم الشهير، فإن موضوعية التقدُّم العلمي و عقلانيته لا ترجعان إلى الموضوعية الشخصية وعقلانية العالِم نفسه، بل قد يُكتشف البرهان الرياضي أو النظريات العلمية بمحاولات لا واعية، مسترشدة بإلهام ذي طبيعة جمالية (أو دينية مثلا) بدلا من التفكير العقلاني، لكن بوبرمثله مثل فاراداي وإن اختلفا جذريا في فلسفة العلم التي يتبناها كل منهما، اتفقا أن هذا الكشف يجب أن يخضع لمجهر التمحيص العقلاني. في كل الأحوال، فإن حالة فاراداي تفتح الباب لتأمُّل أحد أشهر النماذج التي تشرح العلاقة الممكنة بين الدين والعلم، إنه "نموذج الحوار" الذي يفترض وجود أرضية مشتركة بين النطاقين في افتراضاتهما السابقة وأساليبهما ومفاهيمهما. على سبيل المثال، ربما شجعت العقيدة الدينية على العلم، بافتراض أن الخلق -كونه نتاجا مُصمما- هو أمر منظم وقابل للتعامل العقلاني، لذلك يمكن للمرء أن يتوقع وجود قوانين يمكن اكتشافها من جرّاء هذه الفكرة، وهو ربما ما حدث في حالة فاراداي. ويعتقد إيان باربور، الفيزيائي الأميركي والمتخصص في نطاق العلاقة بين العلم والدين، أن الدين يمكن أن يدفع إلى ما هو أعمق من ذلك، فباعتبار أن خليقة الله بطبعها محدود القدرة مقارنة بقدرات الله الكلية، فإن قوانين الطبيعة لا يمكن التوصل لها تلقائيا، بل يجب بذل بعض الجهد في تفسيرها، الأمر الذي يمكن أن يحث على ضرورة إجراء تحقيق تجريبي أو العمل على بناء نظريات، خاصة أن الحصول على المعرفة الدينية نفسها قد يتطلب بعضا من المنطق أو خلق النماذج الفكرية أو الاستعارات، إلخ. في حالة فاراداي، فإن أفكاره السابقة المستمدة من عقيدته قادت -بجانب النتائج المفيدة- إلى مشكلات علمية كبيرة في فكره، على سبيل المثال فإنه كان قد عارض المدرسة الذرية بناء على الأفكار نفسها، كذلك كانت له تحفُّظات على تعريف "الطاقة" وتحديدها، الأمر الذي منع من تقدُّمه في فهمها، منبع هذه التحفظات له علاقة بأنه اعتقد بـ "كون مليء بالطاقة"، وأن الله وحده على علم بماهيتها، انطلق فاراداي من تلك النقطة لرفض الفلسفة الميكانيكية من الأساس. من جانب آخر فإنك لن تجد الكثير من التعليقات لفاراداي حول قضية خلق الكون، وكان تديّنه حرفيا لا يُفسِّر عدد أيام خلق الكون بطريقة تأويلية. وفي هذا السياق نجد اتجاها عريضا، يرى ضرورة، الحرص على الفصل أو التمييز بين النطاقين الديني والعلمي، وعدم الزج بالدين في الصراعات العلمية، أو الزج بالعلم في الصراعات الدينية، ربما لسبب بسيط وهو أنهم يعرفون أن قناعات الدين إذا كانت تقود إلى الأفكار العلمية فإنها لا تفعل ذلك بشكل حَرفي، أي إنها تقبع في خلفية العالِم كونها نموذجا إرشاديا، لا حقائق علمية مسجلة في الكتب الدينية. ولكن تظل سيرة بعض العلماء من أمثال فاراداي ملهمة، وجديرة بالفحص، في لقاء الدين بالعلم، وهو ما ينسحب أيضا على كثير من العلماء المسلمين الذي انطلقوا من النص الديني بوصفه موجها للسير في الأرض، والنظر والتفكر والتدبر في خلق الله.


الوكيل
٠٩-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- الوكيل
اكتشاف ثقب أسود فائق الكتلة بمجال مغناطيسي هائل
الوكيل الإخباري- اضافة اعلان كشف علماء الفيزياء الفلكية الروس أن الثقب الأسود فائق الكتلة الموجود في مركز المجرة NRAO 530 ينتج مجالًا مغناطيسيًا قويًا للغاية، مما يؤدي إلى "التواء" الحزمة النفاثة الناتجة عنه.وهي حزمة ضيقة من المادة يتم تحريكها بسرعات قريبة من سرعة الضوء، بحسب مركز العلاقات العامة في جامعة موسكو للفيزياء والتكنولوجيا.وقالت يفغينيا كرافتشينكو، الباحثة الرئيسية في الجامعة: "لقد حصلنا لأول مرة على صورة مفصلة للعمليات الفيزيائية التي تحدث بالقرب من الثقب الأسود فائق الكتلة، واكتشاف المجال المغناطيسي القوي وقياس دوران "فاراداي" على مثل هذه الترددات العالية في الكوازار NRAO 530 يفتح فرصًا جديدة لاختبار النظريات الحالية حول تشكّل الحزم النفاثة وسقوط المادة في الثقوب السوداء.وأشارت كرافتشينكو والفريق البحثي إلى أن مركز المجرة NRAO 530 يحتوي على أحد أكبر الثقوب السوداء فائقة الكتلة التي توجه نفثاتها نحو الأرض، مما يجعلها تبدو ساطعة بشكل خاص. وهذا الجرم السماوي مثير للاهتمام لأن حزمته النفاثة لها بنية معقدة تتغير كثيرًا مع الابتعاد عن الثقب الأسود، كما أن الانبعاثات الراديوية لهذا الثقب الأسود تتزايد وتضعف بشكل دوري، مما يشير إلى عمليات غير عادية جارية داخل الحزمة النفاثة أو المادة المحيطة بالثقب الأسود.وتمكن العلماء الروس والأجانب لأول مرة من الحصول على معلومات مفصلة عن المجال المغناطيسي وهيكل هذه الحزمة النفاثة، حيث قام الفريق بدمج البيانات التي تم الحصول عليها من أربع تلسكوبات راديوية عاملة على خمسة أطوال موجية مختلفة. وتم دمجها جميعًا في ما يسمى بـ"التداخل الراديوي" - وهي تلسكوبات تتمتع بحساسية وقدرة تحليلية فائقة على مستوى الكوكب.وقد ساعد استخدام البيانات الواردة على ترددات مختلفة في تحديد موقع "القاعدة" التي تنطلق منها الحزمة النفاثة، بالإضافة إلى القياس الدقيق لقوة المجال المغناطيسي، وتحديد شكل الحزمة النفاثة وتقييم كثافة البلازما داخلها. وأظهرت هذه القياسات أن الحزمة النفاثة لها شكل حلزوني، وهو ما يرجع على الأرجح إلى أن "فوهتها" تدور في دائرة بفترة تتراوح بين 6 إلى 10 سنوات.كما اكتشف الباحثون أنه على مسافة صغيرة جدًا من أفق حدث الثقب الأسود تبلغ شدة المجال المغناطيسي حوالي 3-30 ألف غاوس. وهذه القيمة أعلى بعشرات الآلاف من المرات من القيمة المقابلة لسطح الأرض، وهي أعلى بكثير من نتائج القياسات المماثلة للثقوب السوداء فائقة الكتلة في مجرات أخرى. ويأمل العلماء أن تساعد هذه المعلومات في تضييق نطاق النظريات التي تصف آليات تشكّل الحزم النفاثة وسلوك الثقوب السوداء فائقة الكتلة.


الوكيل
٠٩-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- الوكيل
اكتشاف ثقب أسود فائق الكتلة بمجال مغناطيسي هائل
الوكيل الإخباري- اضافة اعلان كشف علماء الفيزياء الفلكية الروس أن الثقب الأسود فائق الكتلة الموجود في مركز المجرة NRAO 530 ينتج مجالًا مغناطيسيًا قويًا للغاية، مما يؤدي إلى "التواء" الحزمة النفاثة الناتجة عنه.وهي حزمة ضيقة من المادة يتم تحريكها بسرعات قريبة من سرعة الضوء، بحسب مركز العلاقات العامة في جامعة موسكو للفيزياء والتكنولوجيا.وقالت يفغينيا كرافتشينكو، الباحثة الرئيسية في الجامعة: "لقد حصلنا لأول مرة على صورة مفصلة للعمليات الفيزيائية التي تحدث بالقرب من الثقب الأسود فائق الكتلة، واكتشاف المجال المغناطيسي القوي وقياس دوران "فاراداي" على مثل هذه الترددات العالية في الكوازار NRAO 530 يفتح فرصًا جديدة لاختبار النظريات الحالية حول تشكّل الحزم النفاثة وسقوط المادة في الثقوب السوداء.وأشارت كرافتشينكو والفريق البحثي إلى أن مركز المجرة NRAO 530 يحتوي على أحد أكبر الثقوب السوداء فائقة الكتلة التي توجه نفثاتها نحو الأرض، مما يجعلها تبدو ساطعة بشكل خاص. وهذا الجرم السماوي مثير للاهتمام لأن حزمته النفاثة لها بنية معقدة تتغير كثيرًا مع الابتعاد عن الثقب الأسود، كما أن الانبعاثات الراديوية لهذا الثقب الأسود تتزايد وتضعف بشكل دوري، مما يشير إلى عمليات غير عادية جارية داخل الحزمة النفاثة أو المادة المحيطة بالثقب الأسود.وتمكن العلماء الروس والأجانب لأول مرة من الحصول على معلومات مفصلة عن المجال المغناطيسي وهيكل هذه الحزمة النفاثة، حيث قام الفريق بدمج البيانات التي تم الحصول عليها من أربع تلسكوبات راديوية عاملة على خمسة أطوال موجية مختلفة. وتم دمجها جميعًا في ما يسمى بـ"التداخل الراديوي" - وهي تلسكوبات تتمتع بحساسية وقدرة تحليلية فائقة على مستوى الكوكب.وقد ساعد استخدام البيانات الواردة على ترددات مختلفة في تحديد موقع "القاعدة" التي تنطلق منها الحزمة النفاثة، بالإضافة إلى القياس الدقيق لقوة المجال المغناطيسي، وتحديد شكل الحزمة النفاثة وتقييم كثافة البلازما داخلها. وأظهرت هذه القياسات أن الحزمة النفاثة لها شكل حلزوني، وهو ما يرجع على الأرجح إلى أن "فوهتها" تدور في دائرة بفترة تتراوح بين 6 إلى 10 سنوات.كما اكتشف الباحثون أنه على مسافة صغيرة جدًا من أفق حدث الثقب الأسود تبلغ شدة المجال المغناطيسي حوالي 3-30 ألف غاوس. وهذه القيمة أعلى بعشرات الآلاف من المرات من القيمة المقابلة لسطح الأرض، وهي أعلى بكثير من نتائج القياسات المماثلة للثقوب السوداء فائقة الكتلة في مجرات أخرى. ويأمل العلماء أن تساعد هذه المعلومات في تضييق نطاق النظريات التي تصف آليات تشكّل الحزم النفاثة وسلوك الثقوب السوداء فائقة الكتلة.