أحدث الأخبار مع #فتحالله


الدستور
منذ 2 أيام
- أعمال
- الدستور
بتخفيضات تبدأ من 2000 جنيه.. إعلان أسعار أضاحي العيد بوزارة الزراعة (خاص)
قال الدكتور حسن فتح الله رئيس قطاع الانتاج لوزارة الزراعة واستصلاح الاراضي، إن القطاع استعد لعيد الأضحى بتوفير جميع أنواع الأضاحي من العجول الأبقار والجاموس والأغنام والماعز بأوزان مختلفة ويبدأ الحجز رسميا اعتبارا من غدا السبت لجميع المستويات الاقتصادية للمواطنين في قطاع الإنتاج التابع لوزارة الزراعة في مبنى تحسين الأراضي بمقر وزارة الزراعة في شارع نادي الصيد بالدقي ويتم الحجز بتخفيضات عن السوق وخلال الحجز يتم دفع مبلغ من سعر الذبيحة واستلام إيصال الحجز ورقم الأضحية لاستلام الأضحية فيما بعد قبل العيد بـ4 أيام بتخفيضات تبدأ من 2000 جنيه في الذبيحة يزداد الخصم مع زيادة الوزن. بيع الأضاحي للمواطنين وقال فتح الله في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إنه يتم بيع الأضاحي للمواطنين وسكان القاهرة الكبرى في المناطق التي تم تجميع الأضاحي بها في مزرعتين أحدهما في منطقه قها والأخرى في مشتهر بالقليوبية وهو أقرب مكان لسكان القاهره الكبرى لسهولة النقل والتسليم وأن باقي المحافظات تستلم الأضاحي من مقار مديريات الزراعة في المحافظات التابعة لها. وأضاف "فتح الله" أنه تم اعتماد الأسعار بالنسبة للعجول البقري بـ 178 جنيها الكيلو وزن قائم، وأسعار العجول الجاموسي من 150 إلى 155 جنيها للكيلو وزن القائم، والخراف الحية وزن قائم 220 جنيها للكيلو وزن قائم والماعز وزن قائم بـ 240 جنيها للكيلو واأن الأوزان تتراوح بين 30 كيلو و40 كيلو فما أكثر بالنسبة للخراف والماعز بينما تصل الأوزان لعجول الأبقار والجاموس ما بين 300 كيلو و450 كيلو وتزداد الأوزان في الجاموس العقول الجاموس إلى أكثر من 450 كيلو. وذكر أنه سيتم الحجز للأضاحي في مبنى تحسين الأراضي في مقر قطاع الإنتاج بشارع نادي الصيد في منطقة الدقي بالجيزة ويتم سداد 25،000 جنيه من ثمن الأضحية أو العجل الجاموسي أو البقري بينما يتم سداد 3000 جنيه للأغنام والماعز بإيصال يحتفظ به المشتري لتسلمه عند استلام الأضحية وسداد باقي الثمن عند الاستلام قبل عيد الأضحى بـ4 أيام وحسب رغبة المشتري.


الأيام
منذ 3 أيام
- سياسة
- الأيام
يوم قال الملك الحسن الثاني لفتح الله ولعلو: 'ستفقد شعبيتك'
تعززت الخزانة الوطنية بمولود جديد عبارة عن مذكرات أصدرها الوزير والقيادي الاتحادي السابق فتح الله ولعلو، طافحة بالعديد من الأحداث التي عاشها خلال مساره السياسي والأكاديمي على عهد ملكين، الملك الراحل الحسن الثاني ووارث عرشه الملك محمد السادس. هي مذكرات رجل استثنائي، كان لعقود واجهة الاتحاد الاشتراكي البرلمانية، التي ظلت تهز الرأي العام المتعطش للديمقراطية والعدالة الاجتماعية. كان فتح الله ولعلو خطيبا مفوها شاء القدر أن تتطابق قدراته البرلمانية مع الوزن السياسي لحزب القوات الشعبية. هذه هي الصورة التي يحفظها جيلان على الأقل عن هذا الرباطي ذي الملامح الطفولية، وهي مغايرة نسبيا للصورة التي خلفها الرجل نفسه وهو أول وزير للمالية في حكومة التناوب سنة 1998. وإضافة إلى أنه اقتصادي بارز وثاني مغربي يحصل على الدكتوراه من باريس في هذا التخصص بعد الراحل عزيز بلال، فإن من سيقرأ مذكراته التي نزلت يوم الخميس 24 أبريل 2025 في المعرض الدولي للكتاب بالرباط، سيكتشف رجلا آخر، وسيخلق بالتأكيد حميمية مع رجل لا يمكن أن تميز في سيرته بين ما هو خاص وما هو عام، بين حياته ونضاله. وربما لهذا أعطى هذه المذكرات عنوان «زمن مغربي» وهو يرجح العام على الخاص وهذا مفهوم عموما، ولكنه سيفهم أكثر عندما يبحر القارئ في الصفحات الطويلة والغنية في مجلدين بالتمام والكمال. يبدأ ولعلو مذكراته منذ الولادة حين تزوج والده بنعيسى ولعلو بنت خاله غيثة الجزولي، وسكن دار أبيها بالسويقة في المدينة القديمة بالرباط، ليفتح عينيه في أسرة ليست أرستقراطية ولكنها أسرة «عمل وكد واجتهاد» كما يصفها. وأما عن جده من والده، فيقول إنه كان بائع خضر صغيرا قرب زنقة القناصل، ولكن من بيت جده لأمه مصطفى الجزولي سيبني ولعلو كل عالمه في بيت كبير سيتحول إلى قبلة للوطنيين إلى أن يقرر والده الرحيل إلى حي العكاري ويواصل الفتى دراسته وينخرط في العمل النضالي. المذكرات طويلة جدا، ونحن هنا سنقوم بانتقاء، هو على أية حال تعسفي، وما نتمناه أن يكون هذا التعسف مهنيا نابها. وأن نقرب القارئ من حياة هذه الشخصية المغربية الوازنة وهي تقدم روايتها للتاريخ بمرافقة الزميل لحسن العسيبي، الذي أعد المذكرات للنشر، وخصنا بهذا السبق، فشكرا على ثقة الرجلين. إليكم الجزء الثالث عشر من الصفحات الساخنة التي ارتأت 'الأيام 24' نشرها: عندما قال لي الملك: ستفقد شعبيتك التقيت جلالته أيضا بالقصر الملكي بالرباط (قبل ذلك بمدة)، في إطار التهييئ للمناظرة الوطنية للجماعات المحلية. كنتُ رفقة وزير الداخلية إدريس البصري بصفته الجهة المنظمة للمناظرة، وكان لقاءً إخباريًّا فقط وقوفا، لم يدم سوى دقائق. التفتَ نحوي جلالة الملك الحسن الثاني وقال: – عليكما أن تعرفا أنه في كل دول العالم، يفقدُ وزيرا الداخلية والمالية شعبيتهما بسرعة عندما يقومان بمهامهما أحسن قيام. هذه ضريبة مسؤوليتهما. ابتسمنا وودعنا جلالته حيث التقيت مباشرة بعدها بالأستاذ عبد الرحمان اليوسفي ووضعتُهُ في الصورة، مثلما أخبرتُهُ بجملة جلالة الملك، فرد علي ضاحكا: – لا تخف، شعبيتك أنت لن تتأثر. لكن أعرف أنها تأثرت فعلا، خاصة (وهذا مصدر التناقض) عندما تتخد إجراءات إيجابية لصالح البلد، لأنها في كثير من الأحيان لا تكون شعبية. ترأس جلالته عمليا ثلاثة مجالس وزارية في عهد حكومة اليوسفي، طلب منا في آخرها، (وكان في فصل الصيف)، أن لا نَحضُرَ مرة ثانية في حرارة مُماثلة باللباس الرسمي القاتم، بل اعتبر أن من حقنا الحضور بلباس خفيف. حيث قدمتُ في ذلك الإجتماع بصفتي وزيرا للإقتصاد والمالية قانون إصلاح قطاع التأمينات، الذي كان مُحضَّرًا من قبل، مع دعمٍ مُصاحبٍ لذلك الإصلاح في شكل قرضٍ من قبل البنك العالمي بقيمة 200 مليون دولار. كان عمليا يُصادقُ على ذلك القانون في مجلس الحكومة فقط، بعدها يقوم البنك العالمي بتنفيذ قرار الدعم المصاحب. بالتالي صادقنا عليه بداية في مجلس للحكومة قبل عرضه على المجلس الوزاري بغاية صدوره في الجريدة الرسمية، والمسؤول عن عرض التفاصيل كالعادة في كل نص قانون وإخبار الملك قبل المجلس الوزاري هو الأمين العام للحكومة. بعد انتهاء عرضي لمشروع قانون إصلاح قطاع التأمينات، سألني الملك الحسن الثاني إن كنا نحن من أعددنا النص. أجبته أنه قانون إصلاحٍ مُنجزٌ من قبل أطر الوزارة بالتنسيق مع المتدخلين في القطاع وأن البنك الدولي قرر تقديم دعم مصاحب لتنفيذ ذلك الإصلاح. فرد جلالته: – إن البنك الدولي هو البنك الدولي وإن المغرب له قراره السيادي، بالتالي فإنه لا أرى ضرورةً للإسراع بصدور هذا القانون الآن. كنا قد توصلنا عمليا بدعم البنك العالمي. لكن القانون لم يصدر في الجريدة الرسمية بسبب عدم مصادقة المجلس الوزاري عليه. فهمتُ حينها أن جلالة الملك يريد أن يمارس علينا كفريق حكومي جديد، نوعا من الإمتحان الذي يمارس على كل داخل جديد إلى مسؤولية مماثلة (بيزوتاج). بقيتُ بعدها، أتصلُ بالأمين العام للحكومة لتمرير نص قانون الإصلاح، خاصة أننا توصلنا ب 200 مليون دولار من البنك العالمي، لكنه ظَلَّ ينصحُني بالتريث والصبر، حتى توفي الملك الحسن الثاني رحمه الله، حيث قُدِّمَ ذلك القانون في أول مجلس وزاري ترأسه جلالة الملك محمد السادس، فصُودق عليه ونشر بالجريدة الرسمية ونُفِّذَ قانون إصلاح قطاع التأمينات.


الأيام
منذ 5 أيام
- سياسة
- الأيام
يوم غنى الملك الحسن الثاني بصوت مسموع في مصر
تعززت الخزانة الوطنية بمولود جديد عبارة عن مذكرات أصدرها الوزير والقيادي الاتحادي السابق فتح الله ولعلو، طافحة بالعديد من الأحداث التي عاشها خلال مساره السياسي والأكاديمي على عهد ملكين، الملك الراحل الحسن الثاني ووارث عرشه الملك محمد السادس. هي مذكرات رجل استثنائي، كان لعقود واجهة الاتحاد الاشتراكي البرلمانية، التي ظلت تهز الرأي العام المتعطش للديمقراطية والعدالة الاجتماعية. كان فتح الله ولعلو خطيبا مفوها شاء القدر أن تتطابق قدراته البرلمانية مع الوزن السياسي لحزب القوات الشعبية. هذه هي الصورة التي يحفظها جيلان على الأقل عن هذا الرباطي ذي الملامح الطفولية، وهي مغايرة نسبيا للصورة التي خلفها الرجل نفسه وهو أول وزير للمالية في حكومة التناوب سنة 1998. وإضافة إلى أنه اقتصادي بارز وثاني مغربي يحصل على الدكتوراه من باريس في هذا التخصص بعد الراحل عزيز بلال، فإن من سيقرأ مذكراته التي نزلت يوم الخميس 24 أبريل 2025 في المعرض الدولي للكتاب بالرباط، سيكتشف رجلا آخر، وسيخلق بالتأكيد حميمية مع رجل لا يمكن أن تميز في سيرته بين ما هو خاص وما هو عام، بين حياته ونضاله. وربما لهذا أعطى هذه المذكرات عنوان «زمن مغربي» وهو يرجح العام على الخاص وهذا مفهوم عموما، ولكنه سيفهم أكثر عندما يبحر القارئ في الصفحات الطويلة والغنية في مجلدين بالتمام والكمال. يبدأ ولعلو مذكراته منذ الولادة حين تزوج والده بنعيسى ولعلو بنت خاله غيثة الجزولي، وسكن دار أبيها بالسويقة في المدينة القديمة بالرباط، ليفتح عينيه في أسرة ليست أرستقراطية ولكنها أسرة «عمل وكد واجتهاد» كما يصفها. وأما عن جده من والده، فيقول إنه كان بائع خضر صغيرا قرب زنقة القناصل، ولكن من بيت جده لأمه مصطفى الجزولي سيبني ولعلو كل عالمه في بيت كبير سيتحول إلى قبلة للوطنيين إلى أن يقرر والده الرحيل إلى حي العكاري ويواصل الفتى دراسته وينخرط في العمل النضالي. المذكرات طويلة جدا، ونحن هنا سنقوم بانتقاء، هو على أية حال تعسفي، وما نتمناه أن يكون هذا التعسف مهنيا نابها. وأن نقرب القارئ من حياة هذه الشخصية المغربية الوازنة وهي تقدم روايتها للتاريخ بمرافقة الزميل لحسن العسيبي، الذي أعد المذكرات للنشر، وخصنا بهذا السبق، فشكرا على ثقة الرجلين. إليكم الجزء الرابع عشر من الصفحات الساخنة التي ارتأت 'الأيام 24' نشرها: الملك الحسن الثاني ينشد في مصر بصوت مسموع أغاني محمد عبد الوهاب سافر في خضم تلك الأجواء الواعدة (قبل تقديم القانون المالي الجديد) جلالة الملك الحسن الثاني إلى مصر لترؤس اجتماع اللجنة المشتركة العليا بين البلدين (وهي اللجنة الوحيدة التي يترأسها رئيسا الدولتين وليس رؤساء الحكومة كما هو معمول به في باقي اللجن المشتركة العليا). كنتُ ضمن الوفد المرافق لجلالته الذي ضم وزير الخارجية محمد بنعيسى ووزير الإتصال محمد العربي المساري. أثناء الرحلة عبر الطائرة، بعد ساعة من الإقلاع من الرباط، جاء عندي مدير التشريفات عبد الحق المريني وأخبرني أن الملك ينتظرني في مكانه المخصص له بالطائرة. توجهتُ إليه فوجدته وحده واقفا. سألني إن كانت الأمور عادية في الوزارة وسألني عن المراحل التي بلغناها في إعداد قانون المالية، مُتسائلا إن لم يكن فيه جديد خاص. أخبرته أن الحكومة السابقة هيأت عمليا قانون المالية لكننا نحن بصدد إدخال جديد عليه، ذلك أن عملية التطهير السابقة قد «كان لها ما لها وعليها ما عليها». فابتسم الملك، وقال لي: – هذه عبارة كنت في حاجة إلى سماعها فأكدتُ لجلالته أنه مهمٌ أن نخلق أسباب مُصالحةٍ مع رجال الأعمال بقواعدَ جديدة تتأسس على الشفافية وقيم المواطنة. لهذا السبب قررنا اقتراح عفو سنُسميه «التأهيل الضريبي». أوقفني جلالته وقال لي: – هل أنت مؤمن ومقتنع بهذه المبادرة؟. كان ضمنيا كما لو أنه يقول لي «أنت الإشتراكي تقترح ذلك». فأجبته: – جلالة الملك في الظروف الراهنة نعم. فأجابني بالحرف: – طيب، الله يعاونكم. سلمتُ على جلالته وغادرتُ متوجها إلى مكاني في الطائرة، وأنا بالكاد أصلُ إلى الباب، ناداني مجددا قائلا: «سي ولعلو»، عدتُ إلى جلالته فسألني: – هل تعرف لماذا أنت وزير الإقتصاد والمالية؟ سكتتُ ولم أُجِبْ جلالته، فبادر وقال لي عبارة من عمق الثقافة المغربية: – بسبب أنك ولد الناس. شكرتُهُ وغادرت إلى مقعدي في الطائرة وبقيت أتأمل في عبارته تلك، حيث استعدت شريط حياتي النضالية كله. شعرتُ أنها كلمةٌ صدرت من فؤاده بصدق إنساني كبير. كان ذلك بالنسبة لي سندا هائلا للتقدم بصلابة في تقديم ذلك المقترح أمام البرلمان. ولم أكن أقوم بأية خطوة دون أن أطلع عبد الرحمن اليوسفي عليها، بالتالي فقد كان على علم بكل التفاصيل. وصلنا القاهرة ليلا ومصر تعاني من تبعات الإعتداء الإرهابي على السياح الأجانب في منطقة الأقصر (وقع ذلك الإعتداء يوم 17 نونبر 1997) فتم نقلُنا إلى قصر القبة. كان هناك قبل حفل العشاء حفلٌ موسيقي لعازفين يؤدون الأغاني الخالدة لكل محمدعبد الوهاب وأم كلثوم وكان الملك يتابعها باهتمام خاص، بل يُنشدُ بصوت مسموع أغاني عبد الوهاب . كان إلى جانبي لاعتبارات بروتوكولية وزير الخارجية المصري عمرو موسى. كنتُ قبل مغادرة المغرب قد اتصل بي كل من مدير مكتب المطارات بالمغرب أحمد البياز، وكذا وزير التجارة مصطفى المنصوري وأخبراني بتوقف الأشغال بمطار الناظور بسبب مشكل مع شركة «المقاولون العرب» المصرية. بالتالي أثناء تناول العشاء حول مائدة دائرية طويلة، حيث يجلس فيها الملك الحسن الثاني والرئيس المصري حسني مبارك، جلس إلى جواري السيد عمرو موسى الذي فاتحني حول نفس الموضوع مُتمنيًّا حل المشكل. توجهتُ في الصباح رفقة الوفد الوزاري المغربي في زيارة حرة إلى حي خان الخليلي قرب جامع الأزهر فوجدنا المكان فارغا من السياح (مع استثناء طريف يتمثل في تواجد مضيفات الطائرة الملكية بين أزقة ذلك الحي العتيق)، فأدركنا حجم أثر العملية الإرهابية بالأقصر. أثناء رجوعنا في الطائرة دعانا الملك إلى غذاء معه (المساري وبنعيسى وعبد ربه)، فسألنا عن ارتساماتنا إثر زيارة مصر. أجبتهُ أنهم يُعانون من أزمة اقتصادية خانقة (ضحك عندما أخبرته بحضور المضيفات في السوق)، فأجابني أنه لا خوف عليهم، لأنهم يتوفرون على أغنياء يملكون المليارات وهو أمر غير متحقق عندنا في المغرب. بعدها أثرتُ مع جلالته قضية مطار الناظور وأخبرتُهُ بالتماس عمرو موسى لحل المشكل، فأجابني بأنه مطار موضع جدل وخلاف بين الجهات الأمنية العسكرية بالمغرب، أولا لقربه من مطار وجدة وأيضا من الحدود مع الجزائر، لكنه رغم ذلك يجب أن يُنجز. فكان ذلك قرارا داعما مما سهَّلَ عملية إنجاز مطار الناظور، الذي باشرتُ أمور تنفيذه ماليا بالتعاون مع وزارة التجهيز مباشرة بعد العودة من مصر. سنوات بعد ذلك، كلما التقيت السيد عمرو موسى سواء داخل المغرب أو خارجه، يُبادرني دوما بالقول أمام الجميع باللكنة المصرية الخفيفة: – أنت رجل. كما أن المسؤولين المغاربة من أصل ريفي (المنصوري وأخوه) كانوا يذكرون دائما بأن تدخلي لدى الملك هو الذي فتح الباب لبناء مطار الناظور.


الأيام
١٨-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الأيام
القصة المثيرة لتسمية شارع المهدي بنبركة بالرباط
تعززت الخزانة الوطنية بمولود جديد عبارة عن مذكرات أصدرها الوزير والقيادي الاتحادي السابق فتح الله ولعلو، طافحة بالعديد من الأحداث التي عاشها خلال مساره السياسي والأكاديمي على عهد ملكين، الملك الراحل الحسن الثاني ووارث عرشه الملك محمد السادس. هي مذكرات رجل استثنائي، كان لعقود واجهة الاتحاد الاشتراكي البرلمانية، التي ظلت تهز الرأي العام المتعطش للديمقراطية والعدالة الاجتماعية. كان فتح الله ولعلو خطيبا مفوها شاء القدر أن تتطابق قدراته البرلمانية مع الوزن السياسي لحزب القوات الشعبية. هذه هي الصورة التي يحفظها جيلان على الأقل عن هذا الرباطي ذي الملامح الطفولية، وهي مغايرة نسبيا للصورة التي خلفها الرجل نفسه وهو أول وزير للمالية في حكومة التناوب سنة 1998. وإضافة إلى أنه اقتصادي بارز وثاني مغربي يحصل على الدكتوراه من باريس في هذا التخصص بعد الراحل عزيز بلال، فإن من سيقرأ مذكراته التي نزلت يوم الخميس 24 أبريل 2025 في المعرض الدولي للكتاب بالرباط، سيكتشف رجلا آخر، وسيخلق بالتأكيد حميمية مع رجل لا يمكن أن تميز في سيرته بين ما هو خاص وما هو عام، بين حياته ونضاله. وربما لهذا أعطى هذه المذكرات عنوان «زمن مغربي» وهو يرجح العام على الخاص وهذا مفهوم عموما، ولكنه سيفهم أكثر عندما يبحر القارئ في الصفحات الطويلة والغنية في مجلدين بالتمام والكمال. يبدأ ولعلو مذكراته منذ الولادة حين تزوج والده بنعيسى ولعلو بنت خاله غيثة الجزولي، وسكن دار أبيها بالسويقة في المدينة القديمة بالرباط، ليفتح عينيه في أسرة ليست أرستقراطية ولكنها أسرة «عمل وكد واجتهاد» كما يصفها. وأما عن جده من والده، فيقول إنه كان بائع خضر صغيرا قرب زنقة القناصل، ولكن من بيت جده لأمه مصطفى الجزولي سيبني ولعلو كل عالمه في بيت كبير سيتحول إلى قبلة للوطنيين إلى أن يقرر والده الرحيل إلى حي العكاري ويواصل الفتى دراسته وينخرط في العمل النضالي. المذكرات طويلة جدا، ونحن هنا سنقوم بانتقاء، هو على أية حال تعسفي، وما نتمناه أن يكون هذا التعسف مهنيا نابها. وأن نقرب القارئ من حياة هذه الشخصية المغربية الوازنة وهي تقدم روايتها للتاريخ بمرافقة الزميل لحسن العسيبي، الذي أعد المذكرات للنشر، وخصنا بهذا السبق، فشكرا على ثقة الرجلين. إليكم الجزء الثاني عشر من الصفحات الساخنة التي ارتأت 'الأيام 24' نشرها: القصة المثيرة لتسمية شارع المهدي بنبركة بالرباط وصلتني عبر عدد من النواب الإستقلاليين بالبرلمان (ضمنهم رئيس الفريق السابق عبد الحق التازي)، تخوفاتهم داخل حزب الإستقلال من الكاتب الأول الجديد للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية عبد الرحمان اليوسفي أثناء الإعداد لتأسيس الكتلة الديمقراطية. فهم لم ينسوا قط أنه ابتعد عن حزب الإستقلال في السنوات الأولى لحصول المغرب على استقلاله، وأنه لعب دورا محوريا مؤثرا في انفصال الإتحاد الوطني للقوات الشعبية عنهم. لكن ما حسم في أمر هذا التَّحَوُّطِ الإستقلالي من اليوسفي، الذي كان لهم منه موقف سلبي مُشَكِّكٌ، هي طبيعة العلاقة الشخصية الحميمة التي كانت تجمع بين كل من اليوسفي والأمين العام للإستقلاليين الأستاذ امحمدبوستة، كونهما أصدقاء منذ فتوتهم الأولى حين كانا زميلي دراسة في إحدى إعداديات مراكش في الأربعينات من القرن العشرين. دون إغفال ما يمتلكهُ بوستة من ذكاءٍ وفطنةٍ سياسية، جعلته يقرأُ اللحظة المغربية حينها بموازين ما تفرضه التطورات من تحالفات. طَلَبْنَا في خضم ذلك الجو السياسي الحيوي الهام، الذي خلقته الكثلة، وفي أفق الإستعداد المشترك للإنتخابات سواء الجماعية أو البرلمانية لسنة 1993، نحن مجموعةٌ من منتخبي الرباط (من الإتحاديين)، رفقة رئيس جماعة حسان عبد الفتاح سباطة لقاء مع وزير الداخلية إدريس البصري لنستعجِلَهُ في أمور تتعلق ببعض القضايا البلدية، حيث حضر معه والي المدينة آنذاك عمر بنشمسي. كان الإخوة في جماعة حسان قد اتخدوا قرارا بتسمية شارع جون جوريس الذي يتواجد به مقر نقابة الإتحاد المغربي للشغل، باسم المهدي بنبركة وربطه بشارع بروكسيل الذي ينتهي في حي المحيط جنوبا، وتمديده حتى الكنيسة التي أُسمِيَتْ في ما بعد بالمركز الثقافي المهدي بنبركة شمالا. راسلوا طبعا الوزارة الوصية التي هي الداخلية ولم يتلقوا أي جواب. في نهاية ذلك الإجتماع مع وزير الداخلية إدريس البصري، الذي حَسَمْنَا فيه معه بخصوص مشاريع تهم أحياء اليوسفية وأكدال طلبتُ الكلمة، دون أن أكون قد استشرت من قبل مع أي أحد (لا في المكتب السياسي ولا مع المستشارين الحاضرين معي)، وخاطبتُ وزير الداخلية البصري قائلا له: – يحضرُ معنا هنا والي المدينة السيد عمر بنشمسي، الذي هو واحدٌ ممن وَقَّعُوا على عريضة المطالبة بالإستقلال، وممن يعرفون تاريخ الحركة الوطنية ربما أكثر من الكثيرين من الحاضرين هنا، وسيتفق معي أن هناك رجلا جَدَّرَ الوطنية في مدينة الرباط، هو المهدي بنبركة. لذلك، نُريدُ منك أن ترفع إلى جلالة الملك أننا نُطالبُ بتخصيص شارع باسم بنبركة في الرباط. فوجئ الجميع بتدخلي، كما لو أنني سَكبتُ سطل ماء بارد على الوزير الذي امْتَقَعَ لونُه واصْفَرَّ وجهه. عقد في الغد اجتماعٌ للمكتب السياسي، أخبرتُهُم فيه بالمبادرة التي قمت بها. فتدخل اليوسفي وقال تعليقا وحيدا: – أحسنت. بعد ثلاثة أيام اتصل بي إدريس البصري، وأخبرني أن جلالة الملك الحسن الثاني موافقٌ على طلبك، وسنقترحُ عليه ثلاثة شوراع ليختار واحدا منها (ضمنها شارع ابن سينا وشارع بني يزناسن)، لكنه يُخبركُم أن شارع جون جوريس الذي سبق أن طلبتم تحويله إلى شارع المهدي بنبركة يجبُ أن يبقى جون جوريس، لأنه جون جوريس. اختار الملك الحسن الثاني في النهاية شارع بني يزناسن الكبير والطويل بحي الرياض، فأقمنا حفلا عموميا تاريخيا، لتدشين ذلك الشارع الذي ترأسه عبد الرحمان اليوسفي وحضرته كل قيادة الحزب. ألقى كلمة فيه خالد عليوة بصفته حينها رئيس المجلس الإقليمي للرباط. تأسفتُ بعدها لردة فعل عائلة المهدي اتجاه اليوسفي (تلك العائلة الكريمة التي حرصتُ دوما على الإرتباط بها رغم أنها كانت مستقرة في فرنسا)، لأنها لم تستوعب كل السياقات المرتبطة بذلك المنجز، الذي أعتز أنني كنت سببا فيه. وهو اليوم من أهم شوارع الرباط المحورية الذي يربط عمليا بين شارع محمد السادس ومدينة تمارة، ويضُمُّ عشرات السفارات والمصالح الإدارية الهامة حيث أصبحت له جمالية جاذبة بعد 2014. قبولُ مطلب تسمية شارع بذلك الحجم وفي ذلك الموقع الإستراتيجي باسم المهدي بنبركة من قبل جلالة الملك الحسن الثاني، الذي اعترف في مذكراته أن لشخصية المهدي أثرا كبيرا عليه، وأن له دورا حاسما في استقلال المغرب وعودة الملك الشرعي محمد بن يوسف إلى عرشه رفقة عائلته الملكية المنفية بمدغشقر، مندرجٌ في سياق التحولات العالمية التي بدأت تُسجَّلُ منذ سقوط جدار برلين وانهيار المعسكر الشرقي في نهاية الثمانينات. مثلما جاء في سياق التهيئ للتحول الإصلاحي مغربيا، كنوعٍ من المصالحةِ مع ذاكرة الوطنيين التقدميين المغاربة، الذي سيَتَعَزَّزُ مع بدايات تحرك ملف حقوق الإنسان وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وصدور العفو العام عنهم وعن المنفيين وبداية عودتهم إلى وطنهم المغرب. من هنا أهمية هذه التسمية لشارع باسم المهدي بنبركة بالعاصمة الرباط. مثلما أُشيرُ إلى رسالة جلالة الملك محمد السادس إلى التجمع الذي بادر بتنظيمه عبد الرحمان اليوسفي سنة 2015 بمناسبة الذكرى الخمسينية لاختطاف الشهيد المهدي بنبركة بالمكتبة الوطنية بالرباط، وهي الرسالة التي أشاد فيها جلالته بدوره الوطني وعلاقته المتميزة مع العائلة الملكية.


الأيام
١٨-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الأيام
عندما ربحت حكومة اليوسفي 1.1 مليار درهم وفرح الملك الحسن الثاني
تعززت الخزانة الوطنية بمولود جديد عبارة عن مذكرات أصدرها الوزير والقيادي الاتحادي السابق فتح الله ولعلو، طافحة بالعديد من الأحداث التي عاشها خلال مساره السياسي والأكاديمي على عهد ملكين، الملك الراحل الحسن الثاني ووارث عرشه الملك محمد السادس. هي مذكرات رجل استثنائي، كان لعقود واجهة الاتحاد الاشتراكي البرلمانية، التي ظلت تهز الرأي العام المتعطش للديمقراطية والعدالة الاجتماعية. كان فتح الله ولعلو خطيبا مفوها شاء القدر أن تتطابق قدراته البرلمانية مع الوزن السياسي لحزب القوات الشعبية. هذه هي الصورة التي يحفظها جيلان على الأقل عن هذا الرباطي ذي الملامح الطفولية، وهي مغايرة نسبيا للصورة التي خلفها الرجل نفسه وهو أول وزير للمالية في حكومة التناوب سنة 1998. وإضافة إلى أنه اقتصادي بارز وثاني مغربي يحصل على الدكتوراه من باريس في هذا التخصص بعد الراحل عزيز بلال، فإن من سيقرأ مذكراته التي نزلت يوم الخميس 24 أبريل 2025 في المعرض الدولي للكتاب بالرباط، سيكتشف رجلا آخر، وسيخلق بالتأكيد حميمية مع رجل لا يمكن أن تميز في سيرته بين ما هو خاص وما هو عام، بين حياته ونضاله. وربما لهذا أعطى هذه المذكرات عنوان «زمن مغربي» وهو يرجح العام على الخاص وهذا مفهوم عموما، ولكنه سيفهم أكثر عندما يبحر القارئ في الصفحات الطويلة والغنية في مجلدين بالتمام والكمال. يبدأ ولعلو مذكراته منذ الولادة حين تزوج والده بنعيسى ولعلو بنت خاله غيثة الجزولي، وسكن دار أبيها بالسويقة في المدينة القديمة بالرباط، ليفتح عينيه في أسرة ليست أرستقراطية ولكنها أسرة «عمل وكد واجتهاد» كما يصفها. وأما عن جده من والده، فيقول إنه كان بائع خضر صغيرا قرب زنقة القناصل، ولكن من بيت جده لأمه مصطفى الجزولي سيبني ولعلو كل عالمه في بيت كبير سيتحول إلى قبلة للوطنيين إلى أن يقرر والده الرحيل إلى حي العكاري ويواصل الفتى دراسته وينخرط في العمل النضالي. المذكرات طويلة جدا، ونحن هنا سنقوم بانتقاء، هو على أية حال تعسفي، وما نتمناه أن يكون هذا التعسف مهنيا نابها. وأن نقرب القارئ من حياة هذه الشخصية المغربية الوازنة وهي تقدم روايتها للتاريخ بمرافقة الزميل لحسن العسيبي، الذي أعد المذكرات للنشر، وخصنا بهذا السبق، فشكرا على ثقة الرجلين. إليكم الجزء الحادي عشر من الصفحات الساخنة التي ارتأت 'الأيام 24' نشرها: عندما ربحنا 1.1 مليار درهم والملك يطمئن اليوسفي بالمشفى أرْبَكتْ تلك الحملةُ إذن مسلسل الإصلاح الذي انطلق شهورا قبل ذلك، من خلال مبادرات إدريس جطو والقوانين الجديدة المقدمة مما جعلهُ يفقد أهميته. كان ذلك واحدا من النقط الإيجابية لتسريع وتيرة تنفيذ التناوب ومنحها ملفات مهمة للإشتغال، حتى تحقق شروط تجاوز الأزمة الكبيرة التي وقعت بين رجال الأعمال والدولة، وهي أزمةُ ثقةٍ، جعلت بعض رجال الأعمال يَبْرُزُونَ من خلال مواقفَ شجاعة انتقادية مثل رئيس اتحاد مقاولات المغرب عبد الرحيم الحجوجي وبعده حسن الشامي. حين جاءت حكومة التناوب إذن وبفضل مشروع الإعفاء الضريبي والتأهيل المؤسساتي الذي قررناه ضمن أول قانون للمالية قدمناه أمام البرلمان (والسنة الفلاحية سنة جفاف موسم 1999 و 2000) تمكنا من استخلاص ما مجموعه 3.5 مليار درهم بينما كنا نعول فقط في حساباتنا الأولية على 1.5 مليار درهم، حيث أفادت تلك المداخيل الميزانية العامة للدولة. تحقَّقَ ذلك النجاح ونحن نُهيِّئُ لبيع الرخصة الثانية للاتصالات الهاتفية تطبيقا لقانون التحرير. كان مقررًّا أن تبيع الحكومة السابقة لوصولنا كراسي المسؤولية تلك الرخصة بحوالي 350 مليون درهما لشركة «دايو» الكورية، التي فاوضت المغرب حول ثلاثة أمور: – إنشاء معمل لها للسيارات بالنواصر بضواحي الدارالبيضاء، – شراء فندق هلتون بالرباط، – شراء الرخصة الثانية لاتصالات المغرب. كان إدريس جطو بصفته وزيرا للتجارة هو الذي تتبع معهم تفاصيل تلك المفاوضات. لكن من حسن الحظ أن تلك الشركة الكورية قد أفلست حينها في ظروف الأزمة المالية الآسيوية (1997)، فباعت فندق هلتون للإماراتيين وتوقف مشروع شراءها للرخصة الثانية للإتصالات، مثلما تخلت عن مشروع معمل السيارات رغم أنه دُشِّنَ من طرف ولي العهد حينها. لابد من التنويه هنا بالدور الذي لعبه الإطار المغربي مصطفى التراب، الذي كان حينها على رأس الوكالة الوطنية لتقنين الإتصالات (ANRT)، حيث كانت بيننا علاقات احترام وثقة. وكذا الدور الذي لعبه الوزير الإتحادي العربي عجول المكلف بالبريد والتقنيات الحديثة والإتصالات. اشتغلنا ثلاثتنا (الوكالة، وزارة البريد والإتصالات، وزارة المالية) لخلق جوٍّ شفاف وتناغُمٍ مؤسساتي بيننا. حيث اتصلنا بأبناك الأعمال دوليا ووضعنا كل الشروط الواجبة للشفافية المُطلقة في دفاتر التحملات والنزاهة في التعامل مع المترشحين. كنا نُعوِّلُ ضمن القانون المالي الذي وضعناه على مداخيل من تلك الرخصة الثانية في حدود 400 مليون درهما. لكن مع توالي الأسابيع بدأ يتضح أنه ممكن رفع السقف أعلى حتى بلغ في النهاية 1.1 مليار درهما، أي بزيادة بلغت 700 مليون درهما. كان لعبد الرحمن اليوسفي عطفٌ خاص على مصطفى التراب، ربما لأنه حفيد شيخ الإسلام محمد بلعربي العلوي، ومع ذلك دخل من منطلق مسؤوليته على رأس وكالة الضبط تلك في تناقضات مع أحمد الحليمي الوزير المكلف بالشون العامة للحكومة، انتهت إلى تقديم استقالته ومغادرة المغرب للعمل بالبنك العالمي بواشنطن. كان عبد الرحمان اليوسفي في مستشفى ابن سينا بالرباط بسبب الجلطة التي أصابته أثناء اجتماع للجنة المركزية للحزب بالرباط، فذهبتُ لزيارته وأنا أحملُ إليه بُشرى الرقم المالي الجديد حيث كان أول من أخبرتُهُ بذلك. وأنا أُغادرُ الطابق حيث الغرفة التي يرقد بها، وجدتُ جلبةً كبيرةً، فإذا بجلالة الملك الحسن الثاني يصعدُ لزيارته والإطمئنان عليه. كانت تلك الزيارةُ دالَّةً بكل المقاييس ونُشرت صورة تاريخية حولها. في تلك الزيارة طمأن الملك اليوسفي أن وضعية البلاد جيدة وأن الحكومة تعملُ بشكل طيب وأنه عليه أن يتعافى بسرعة للعودة لمهامه، وأنه يُبشِّرُهُ أن الحكومة نجحت في بيع الرخصة الثانية لاتصالات المغرب ب 1.1 مليار درهما. لم يُخبر اليوسفي الملك أنني وضعته في الصورة على اعتبار أن المجال غير موات. سافر بعدها بأسابيع جلالة الملك الحسن الثاني إلى فرنسا لحضور الإستعراض العسكري لعيد 14 يوليوز (العيد الوطني الفرنسي) إلى جانب الرئيس جاك شيراك، الذي شاركت فيه لأول مرة فرقةٌ من الحرس الملكي. أثناء العودة إلى المغرب في الطائرة، كان جلالة الملك واقفا مع مستشاريه (ضمنهم أندري أزولاي)، فعبَّرَ لهم عن سعادته بالنجاح الذي يُحقِّقُهُ عبد الرحمن اليوسفي في حكومته، خاصة مداخيل الرخصة الثانية لاتصالات المغرب، وأن هذا عنوانٌ على مدى الثقة التي أصبح يحظى بها المغرب دوليا. في ذلك اللقاء تبَلْوَرَت فكرةُ وضع الفائض غير المنتظر (700 مليون درهم) ضمن حساب خاص بالإتفاق مع وزارة المالية، وأن لا يُدمج ضمن ميزانية التسيير. اجتمعتُ بعدها رفقة عبد الرحمان اليوسفي مع أندري أزولاي، حيث تم الإتفاق على إنشاء حساب خاص، سُمِّيَ (بعد وفاة الملك الراحل الحسن الثاني أسبوعين بعد تلك الزيارة إلى باريس)، باسمه أي «صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والإجتماعية» في عهد الملك محمد السادس. أُنجِزَتْ بفضل ذلك الصندوق كل المشاريع الكبرى التي نُفِّذَتْ على مستوى البنية التحتية بالمغرب خلال العشر سنوات التي تلت ذلك التاريخ، خاصة منها ميناء طنجة المتوسطي ومئات الكلمترات من الطرق السيارة وفك العزلة عن العالم القروي عبر مخطط كبير لتعبيد مئات الكلمترات من الطرق، ثم كهربَةُ العالم القروي وإدخال الماء الشروب إلى العالم القروي ومشروع تهيئة نهر أبي رقراق… إلخ.