أحدث الأخبار مع #فخرىكريم

مصرس
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- مصرس
العرب والأكراد .. واللغة
فى الأسبوع الماضى زرت أربيل عاصمة إقليم كردستان لمدة أربعة أيام لحضور معرض أربيل الدولى للكتاب بدعوة كريمة من فخرى كريم صاحب دار المدى التى ساهمت فى تنظيم المعرض بالمشاركة مع وزارة الثقافة بإقليم كردستان. فى هذه الزيارة كانت هناك فرصة كبيرة للتعرف على أربيل وأهلها وشوارعها وبعض آثارها وجبالها والأخيرة تتميز بجمال كبير.خلال التجوال فى الشوارع برفقة بعض الكتاب والمثقفين، فإن الانطباع العام أن غالبية الناس العاديين الذين قابلناهم مهذبون ولطفاء ومبتسمون ومرحبون.لم ألحظ فظاظة أو فهلوة فى غالبية من تعاملت معهم من أول البائعين وسائقى التاكسيات نهاية بكبار الموظفين والمسؤلين.ولا تزال لمصر مكانة كبيرة لدى كل من قابلناهم، وخلال الجلوس فى أحد المقاهى بجوار قلعة أربيل التاريخية، سمعنا صوت أم كلثوم يشدو من مذياع بالمقهى وفى مكان آخر سمعنا صوت فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ وهو ما يؤكد على القوة الناعمة للفن والثقافة.يقول الأكراد إن هناك نجوما مصريين لهم أصول كردية مثل رشدى أباظة الذى تعود أصوله إلى القوقاز الكردى وسعاد حسنى وشقيقتها نجاة من أصول كردية سورية والفنانة منى واصف.قلعة أربيل وطبقا لما يقوله الأكراد ونقلا عن ألواح أبيلا فإنها تعود للألفية الخامسة قبل الميلاد، وكانت مركزا مهما للمسيحية فى الفترة الساسانية والخلافة العباسية، وتراجع دورها الى حد ما بعد أن استولى عليها المغول عام 1258، وتخضع الآن لعمليات ترميم مستمرة، وتعيش فيها أسرة واحدة بصورة رمزية.من أشهر الشخصيات الكردية قاضى محمد موسى، وهو مؤسس أول دولة كردية فى التاريخ الحديث لكنها لم تستمر شهورا ويعتبره الأكراد بطلا أسطوريا وأعلن الدولة فى مهاباد الإيرانية عام 1946 لكن السلطات الإيرانية اعتقلته ونفذت فيه حكم الإعدام فى مارس 1947.هناك أيضا الملا مصطفى البرزانى والد مسعود برزانى زعيم الحزب الديمقراطى الكردى الحالى وجد نيشرفيان الذى يتولى رئاسة وزراء الإقليم.وكذلك جلال طالبانى أول رئيس كردى للعراق بعد إسقاط صدام حسين الذى رحل قبل سنوات وخلفه ابنه بافل.وبالطبع فإن الحزبين الأساسيين هما الوطنى الديمقراطى برئاسة آل البرازنى والاتحاد الديمقراطى بزعامة آل الطالبانى. غالبية أكراد العراق سنة وعددهم نحو 9 ملايين نسمة، ويتركزون فى محافظات الإقليم الثلاثة: أربيل والسليمانية ودهوك.والتقديرات أنهم يشكلون ما بين 17 20٪ من سكان العراق، كما يعيش حوالى 50 ألف كردى فى بغداد و50 ألفا فى الموصل و100 ألف فى مدن جنوب العراق.إقليم كردستان العراق يقع فى شمال البلاد وتحده إيران من جهة الشرق وتركيا من جهة الشمال وسوريا من جهة الغرب وعاصمته أربيل التى تنطق ب«هولير» فى اللغة الكردية.وبسبب هذا الموقع عانى الأكراد تاريخيا بسبب مخاوف كل الدول المحيطة من وجود دولة كردية مستقلة تسمى كردستان الكبرى.ومساحة الإقليم 83 ألف كيلو متر مربع واللغة الرسمية هى الكردية.وبمناسبة اللغة فإن أكثر ما يؤلم أى مواطن عربى هو تراجع اللغة العربية فى الإقليم. فعليا فإن اللغة الثانية بعد الكردية هى الإنجليزية وليست العربية، ولم يعد يجيد العربية إلا الأجيال القديمة، أما غالبية من هم تحت سن العشرين فلا يتحدثونها.السبب الفعلى هو فترات الصدام الكبرى مع صدام حسين خصوصا بعد أحداث 1991، واتهام الأكراد لصدام باستخدام الأسلحة الكيماوية فى «حلبجة» ثم الصراع السياسى مع بغداد بعد إسقاط صدام عام 2003. كل ذلك أدى إلى الابتعاد عن اللغة العربية التى يقول المسئولون إنه يتم تدريسها فى المدارس، لكن بالطبع ليست كلغة رسمية إجبارية.وكل الأمل أن تعود اللغة العربية رسمية للمدارس الكردية؛ لتكون أحد الجسور الأساسية بين الشعبين العربى والكردى، خصوصا أن الأكراد لهم دور كبير فى الثقافة العربية ولا ننسى تحديدا دور أمير الشعراء أحمد شوقى ومحمد تيمور.من مصلحة العرب والأكراد التعايش السلمى القائم على الوحدة لكن فى احترام التنوع، وعدم السماح لإسرائيل باستغلال الورقة الكردية كما حاولت وتحاول فى سوريا الآن.


المغرب اليوم
١١-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- المغرب اليوم
فى معرض أربيل للكتاب
أكثر شىء أجد نفسى ضعيفا أمامه هو كتاب جديد جيد، وأفضل الأوقات أن أتجول بين أرفف أى مكتبة جادة. ويندر أن أزور المهندس إبراهيم المعلم فى دار الشروق من دون الحصول على إصداراتها الجديدة والمتميزة. ولذلك لم أتردد فى تلبية دعوة الصديق والناشر المعروف فخرى كريم صاحب دار المدى العراقية فى حضور معرض أربيل الدولى للكتاب فى دورته السابعة عشرة. علاقتى بدار المدى قديمة، ففى سنوات الجامعة وما بعدها كانت إصدارات المدى وترجماتها لكبار أدباء أمريكا اللاتينية هى متعة المتع للعمالقة مثل جابرئيل جارسيا ماركيز وبالأخص ترجمات صالح علمانى. فى اليوم الأول لوصولنا إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراقى المتمتع بالحكم الذاتى، زرنا فخرى كريم فى منزله، وكنت فضوليًا للتعرف على مكتبته الكبرى والمتنوعة التى تنتشر فى مختلف أرجاء المنزل، وقد وجدت فيها العديد من إصدارات «الشروق» إضافة للعديد من أمهات الكتب التراثية، إضافة إلى لوحات فنية لكبار الفنانين التشكيليين. الأمسية ضمت عددا من كبار السياسيين والمثقفين منهم على سبيل المثال السياسى الفلسطينى المعروف ياسر عبد ربه الذى شغل منصب وزير الإعلام الفلسطينى مع الزعيم الراحل ياسر عرفات، والسياسى والناشر المعروف فريد زهران، وكذلك المؤرخ اللبنانى المعروف فواز طرابلس، والشاعر والناقد اللبنانى عبده وازن والروائية الفلسطينية ليانا بدر، والأديب والكاتب المصرى المعروف محمد سلماوى والروائى المستشار أشرف العشماوى والناقد الكبير الصديق سيد محمود والفنانة التشكيلية نازلى مدكور. الأمسية كانت رائعة ويمكن لك أن تتخيل اجتماع مجموعة من المثقفين والإعلاميين العرب، فالمؤكد أن الهموم والآلام والجراح واحدة، حتى لو اختلفت الانتماءات وتباينت أو حتى تصادمت الرؤى والأفكار. فى صباح اليوم التالى الأربعاء كان افتتاح معرض أربيل للكتاب فى مجمع «سامى عبدالرحمن». دخلت إلى المعرض وتجولت فى أركانه بسرعة ولفت نظرى أولا تنظيمه البسيط والمريح، ووجود مساحات واسعة أمام الأجنحة مما يتيح حرية حركة الزوار، وهى أمور أرجو أن تنال اهتمام القائمين على معرض القاهرة الدولى للكتاب فى الفترة المقبلة. الافتتاح الرسمى للمعرض تم فى العاشرة والنصف صباحا وافتتحه الزعيم الكردى المعروف مسعود البرزانى، وقد عرفت من بعض الحاضرين الأكراد أن النشاط الرسمى الأساسى لبرزانى هو افتتاح هذا المعرض ويحرص عليه بصفة دائمة سنوية إيمانا بدور الكتب. فى الافتتاح تحدث مسئولو الثقافة فى كردستان العراق وتحدث أيضا الكاتب الكبير والأديب محمد سلماوى نيابة عن الضيوف الحاضرين. سلماوى قال إن هذه الدورة تنعقد تحت شعار «العالم يتكلم كردى» بمناسبة اعتماد اللغة الكردية كإحدى لغات محركات البحث الكردية. سلماوى قال إن الثقافة العربية تتميز عن مثيلاتها بالثراء الناتج عن تفاعلها الحيوى مع الثقافات المحلية فى مختلف أنحاء الأرض العربية. ولفت النظر إلى أن الثقافة الكردية أهدتنا ليس فقط القائد صلاح الدين ناصر العرب ومحرر القدس، بل أهدتنا أعظم من ارتقى باللغة العربية إلى أسمى درجاتها أمير الشعراء أحمد شوقى، كما وهبت لنا رائد القصة القصيرة محمود تيمور وغيرهم. وأفضل ما قاله سلماوى إن الاهتمام بالثقافات الكردية والقبطية والأمازيجية وغيرها من ثقافات وطننا العربى هو إحياء لفاعلية حضارتنا العربية الشاملة وتأكيد لثرائها، ولن يكون أبدًا وسيلة لتجزئتها كما تريد بعض القوى، بل أداة للتعرض الواعى الناتج عن التنوع. فى كلمة مسعود برزانى كان مهما تأكيده على «التمسك بثقافة التعايش وقبول الآخر وحرية الرأى والدين والمذهب، وهى أسس قال إنه لن يتم المساومة عليها بأى شكل من الأشكال». برزانى حيا فخرى كريم ودار المدى على جهدهما الكبير فى إدارة وتنظيم المعرض الذى يتطور عامًا بعد عام. برزانى قال إنه يتمنى ألا ينخرط العراق فى حروب المنطقة المشتعلة خصوصا أن «هناك فى المنطقة أزمات كبيرة، وقد تحدث أزمات أكبر فى الطريق». حينما انتهى الافتتاح الرسمى الذى لم يستغرق وقتًا طويلاً تم السماح بدخول الجمهور للمعرض للزيارة والشراء. ولكى أتأكد من أن ذلك حقيقى جربت أن أشترى أحد الكتب وعنوانه: «الديانات والملل والفرق» وهو عبارة عن دراسة تاريخية، الصادر عن دار الفرات للمؤلف على عبدالرضا عوض. فى اليوم التالى التقينا مع الزعيم مسعود برزانى فى القصر الكبير فى صلاح الدين، وسألناه فى كل قضايا الساعة، وهو أمر أرجو أن أعود إليه لاحقًا.


العرب اليوم
١١-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- العرب اليوم
فى معرض أربيل للكتاب
أكثر شىء أجد نفسى ضعيفا أمامه هو كتاب جديد جيد، وأفضل الأوقات أن أتجول بين أرفف أى مكتبة جادة. ويندر أن أزور المهندس إبراهيم المعلم فى دار الشروق من دون الحصول على إصداراتها الجديدة والمتميزة. ولذلك لم أتردد فى تلبية دعوة الصديق والناشر المعروف فخرى كريم صاحب دار المدى العراقية فى حضور معرض أربيل الدولى للكتاب فى دورته السابعة عشرة. علاقتى بدار المدى قديمة، ففى سنوات الجامعة وما بعدها كانت إصدارات المدى وترجماتها لكبار أدباء أمريكا اللاتينية هى متعة المتع للعمالقة مثل جابرئيل جارسيا ماركيز وبالأخص ترجمات صالح علمانى. فى اليوم الأول لوصولنا إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراقى المتمتع بالحكم الذاتى، زرنا فخرى كريم فى منزله، وكنت فضوليًا للتعرف على مكتبته الكبرى والمتنوعة التى تنتشر فى مختلف أرجاء المنزل، وقد وجدت فيها العديد من إصدارات «الشروق» إضافة للعديد من أمهات الكتب التراثية، إضافة إلى لوحات فنية لكبار الفنانين التشكيليين. الأمسية ضمت عددا من كبار السياسيين والمثقفين منهم على سبيل المثال السياسى الفلسطينى المعروف ياسر عبد ربه الذى شغل منصب وزير الإعلام الفلسطينى مع الزعيم الراحل ياسر عرفات، والسياسى والناشر المعروف فريد زهران، وكذلك المؤرخ اللبنانى المعروف فواز طرابلس، والشاعر والناقد اللبنانى عبده وازن والروائية الفلسطينية ليانا بدر، والأديب والكاتب المصرى المعروف محمد سلماوى والروائى المستشار أشرف العشماوى والناقد الكبير الصديق سيد محمود والفنانة التشكيلية نازلى مدكور. الأمسية كانت رائعة ويمكن لك أن تتخيل اجتماع مجموعة من المثقفين والإعلاميين العرب، فالمؤكد أن الهموم والآلام والجراح واحدة، حتى لو اختلفت الانتماءات وتباينت أو حتى تصادمت الرؤى والأفكار. فى صباح اليوم التالى الأربعاء كان افتتاح معرض أربيل للكتاب فى مجمع «سامى عبدالرحمن». دخلت إلى المعرض وتجولت فى أركانه بسرعة ولفت نظرى أولا تنظيمه البسيط والمريح، ووجود مساحات واسعة أمام الأجنحة مما يتيح حرية حركة الزوار، وهى أمور أرجو أن تنال اهتمام القائمين على معرض القاهرة الدولى للكتاب فى الفترة المقبلة. الافتتاح الرسمى للمعرض تم فى العاشرة والنصف صباحا وافتتحه الزعيم الكردى المعروف مسعود البرزانى، وقد عرفت من بعض الحاضرين الأكراد أن النشاط الرسمى الأساسى لبرزانى هو افتتاح هذا المعرض ويحرص عليه بصفة دائمة سنوية إيمانا بدور الكتب. فى الافتتاح تحدث مسئولو الثقافة فى كردستان العراق وتحدث أيضا الكاتب الكبير والأديب محمد سلماوى نيابة عن الضيوف الحاضرين. سلماوى قال إن هذه الدورة تنعقد تحت شعار «العالم يتكلم كردى» بمناسبة اعتماد اللغة الكردية كإحدى لغات محركات البحث الكردية. سلماوى قال إن الثقافة العربية تتميز عن مثيلاتها بالثراء الناتج عن تفاعلها الحيوى مع الثقافات المحلية فى مختلف أنحاء الأرض العربية. ولفت النظر إلى أن الثقافة الكردية أهدتنا ليس فقط القائد صلاح الدين ناصر العرب ومحرر القدس، بل أهدتنا أعظم من ارتقى باللغة العربية إلى أسمى درجاتها أمير الشعراء أحمد شوقى، كما وهبت لنا رائد القصة القصيرة محمود تيمور وغيرهم. وأفضل ما قاله سلماوى إن الاهتمام بالثقافات الكردية والقبطية والأمازيجية وغيرها من ثقافات وطننا العربى هو إحياء لفاعلية حضارتنا العربية الشاملة وتأكيد لثرائها، ولن يكون أبدًا وسيلة لتجزئتها كما تريد بعض القوى، بل أداة للتعرض الواعى الناتج عن التنوع. فى كلمة مسعود برزانى كان مهما تأكيده على «التمسك بثقافة التعايش وقبول الآخر وحرية الرأى والدين والمذهب، وهى أسس قال إنه لن يتم المساومة عليها بأى شكل من الأشكال». برزانى حيا فخرى كريم ودار المدى على جهدهما الكبير فى إدارة وتنظيم المعرض الذى يتطور عامًا بعد عام. برزانى قال إنه يتمنى ألا ينخرط العراق فى حروب المنطقة المشتعلة خصوصا أن «هناك فى المنطقة أزمات كبيرة، وقد تحدث أزمات أكبر فى الطريق». حينما انتهى الافتتاح الرسمى الذى لم يستغرق وقتًا طويلاً تم السماح بدخول الجمهور للمعرض للزيارة والشراء. ولكى أتأكد من أن ذلك حقيقى جربت أن أشترى أحد الكتب وعنوانه: «الديانات والملل والفرق» وهو عبارة عن دراسة تاريخية، الصادر عن دار الفرات للمؤلف على عبدالرضا عوض.