أحدث الأخبار مع #فرنانداتوريس


Independent عربية
منذ 6 ساعات
- ترفيه
- Independent عربية
السينما حين تعري الطغاة وتقاوم النسيان
التأثير الكثيف الذي يصاحب المرء بعد أن يشتبك مع الذكريات له مذاق لا يمكن تحديده، ويصعب تسميته، بل يصعب الحكم عليه بأنه محفّز، أو مثير للألم. وربما هذان الإحساسان وسواهما ما يترك علاماته على من ينتهي من مشاهدة الفيلم البرازيلي "ما زلتُ هنا"، (I'm Still Here) الفائز بجائزة الأوسكار 2025 عن أفضل فيلم عالمي. قد يقول سياسي إن الفيلم يأتي في سياق "حتى لا ننسى"، وقد يرى مؤرخ أنه "محطة من تاريخ التحولات في البرازيل"، أما الشاعر فينظر إلى الأمر من زاوية "توثيق لعذابات المضطهدين، وهزائم الطغاة"، وكذلك ربما تفعل الناشطة النسوية التي ترى في شخصية (فرناندا توريس) رمزاً لإسهام النساء الخلاق في النضال ضد الديكتاتورية. وكل هؤلاء يتقاسمون الحق في تأويل الفيلم استناداً إلى ضرورة صيانة الذاكرة الفردية والجماعية من الفساد والتحلل والاجتزاء، وكذلك فضح محاولات السلطات طمس الماضي، والتنصل من مسؤوليتها عن تشويهه وتزييفه وتكدير صفو البشر. الفيلم، باللغة البرتغالية، لا يقدم نفسه باعتباره هجاءً سياسياً مباشراً لنظام العسكر الديكتاتوري، مع أن الأمر في عمقه كذلك، لكنه، وهذا أهم ما في الفيلم، يصوغ طريقة آسرة لكيفية التعبير السينمائي من خلال سبر أعماق الألم والقهر والخذلان. واختار المخرج والتر سالس أن يلجأ إلى السينما المتقشفة، إذ لا جماليات لونية بالطريقة المهندَسة التي نراها في سينما ويس أندرسون، ولا نعثر على تنقيب نفسي في دواخل الشخصيات، كما يحلو لأفلام تشارلي كوفمان أن تفعل. وحتى الانتقال عبر الأزمنة بتقنية (الفلاش باك) يتم في حدود بناء السرد السينمائي، ليكون قطعة من زمن تجري وقائعه عام 1970، خلال فترة الديكتاتورية العسكرية في البرازيل من عام 1964 إلى 1985. المخرج سالس صرح بأن الأفلام "أدوات ضد النسيان"، وأنه يعتقد أن "السينما تُعيد بناء الذاكرة"، لذا يهدف فيلمه إلى ضمان ألا ينسى أحد، وإدامة التواصل مع التاريخ. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) كتب سيناريو الفيلم موريلو هاوزر وهيتور لوريجا، وهو مستوحى من مذكرات مارسيلو روبنز بايفا الصادرة عام 2015، الذي كان والده اليساري، عضو الكونغرس، روبنز بايفا، من بين ما يُقدر بـ20 ألف شخص تعرضوا للتعذيب، وثمة من يقول إن الرقم أعلى بكثير. الفيلم غني بالتفاصيل التي تستحق الثناء، وفي التعاطي مع الأحداث نلمس نفَسَاً جديداً يبدأ من الخاص ويغوص فيه إلى أبعد حد، من خلال حكاية عائلة تتبعثر سكينتها ذات يوم أحد، حينما يلقي العسكر القبض على رب العائلة (سيلتون ميلو) البرلماني المنشق عن السلطة العسكرية، ومن ثم على زوجته وابنته ذات الـ14 سنة، يتعرض الثلاثة إلى ضغط نفسي. تخرج الأم وابنتها ويبقى الأب، ولا تعود الأسرة تعرف عن الرجل شيئاً. غلالة كثيفة جداً من الغموض والأخبار المضللة تحيط بمصير الأسرة التي تتفسخ طمأنينتها، وتضطر إلى الرحيل من المنزل بعد بيعه. وعندما يصل الزوجة نبأ وفاة زوجها تخوض، بحكمة وصلابة، في دوامة معرفة الملابسات المحيطة بالموت، ثم تبدأ في المعاناة الكبرى والأشد التي تنتهي بسقوط نظام العسكر، وإصدار الحكومة المدنية اللاحقة شهادة وفاة تستخدم دليلاً رسمياً موثقاً لفظائع الديكتاتورية التي حكمت البرازيل، ويقول شهود إنها كانت مدعومة من الولايات المتحدة. أداء الزوجة، التي أصبحت في ما بعد محامية ومرجعاً قضائياً للدفاع عن حقوق المضطهدين وأصحاب الأرض الأصليين، هو الذي رفع الفيلم إلى مصاف التتويج في المناسبات العالمية، فحصدت جائزة غولدن غلوب، وحصد الفيلم جائزة أفضل سيناريو في مهرجان البندقية، وحاز أيضاً جائزة الأوسكار 2025، مع أنه حورب بعد إصداره في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 من قبل اليمين البرازيلي المتطرف الذي يمثل امتداداً أيديولوجياً للديكتاتورية العسكرية. الفيلم ينهض على أرشيف عائلي ثري، فضلاً عن أرشيف سياسي تفصيلي عن أعوام القمع الطويلة. ويصح أن يوصف بأنه روائي وثائقي، لكن الوثائقية جاءت في حلة الاستعادة الذكية للماضي، من دون فصل بين الأزمنة. ولعل أجواء التصوير بالألوان الباهتة القليلة الجودة (وهذا مقصود) قد محت الفواصل، وجعلت المشاهد يعيش في عام 1970. أضف إلى ذلك الجهد المبهر الذي بذل من أجل إثبات أن الحياة تسير بكل عنفوانها على رغم سيارات العسكر ومعداته الثقيلة التي تجوب الشوارع بهدف بث الذعر في نفوس الناس. العائلة تلهو على شاطئ البحر برفقة الأصدقاء والبشر الكثير الذين أقبلوا على الحياة هازئين بالعسكر وبطشهم وزنازينهم. الفيلم بسِمته الهادئة وبالشحنة العاطفية الهادرة في مفاصله يعد انعطافة في تاريخ التناول السينمائي للديكتاتورية، لكنه يأتي امتداداً لأفلام عالمية لم تبدأ بفيلم شارلي شابلن "الديكتاتور العظيم" (The Great Dictator) الذي عرض للمرة الأولى في الـ15 من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1940، ويتضمن هجاءً ساخراً للنازية وهتلر، على رغم العلاقة غير المتوترة في ذلك الحين بين أميركا وألمانيا. وشهدت أميركا اللاتينية مراجعات لحقب حكم العسكر، ومن أبرز طغاة تلك القارة كان الجنرال التشيلي بينوشيه الذي قدمه المخرج التشيلي بابلو لارين عام 2023 في فيلم (El Conde) بصورة مصاص دماء يبلغ من العمر 250 سنة، إذ بعد أن تظاهر بموته، يختبئ بينوشيه (خايمي فاديل)، المعروف أيضاً باسم "أل كوندي"، في عرينه المتداعي في باتاغونيا، آملاً في الموت. ومن تشيلي إلى الأرجنتين نطل عبر فيلم "أزور" (Azor) على الأحوال السياسية العاصفة في الأرجنتين عام 1980، لنكتشف كيفية استيلاء الاستبداد على السلطة في فترة استمرت ما بين عامي 1976 و1983 حين جرى تطهير عسكري للحكومة والمدنية، مما أسفرعن قتل وتعذيب واختفاء آلاف والسيطرة الباطشة على ممتلكات الناس وأراضيها. وعن جرائم الاختفاء القسري التي ارتكبها الحكم العسكري في الأرجنتين أنجز المخرج خوان ماندلباوم فيلمه الوثائقي "مفقودنا" مدفوعاً بالرغبة الشديدة في تخليد ذكرى الضحايا، وعدم إفلات الجناة من العقاب. ولا يمكن الخروج من الأرجنتين من دون التنويه بفيلم "التاريخ الرسمي أو الحكاية الرسمية" (La historia oficial) الذي أنتج عام 1985، وأخرجه لويس بوينسو، وفاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية عام 1986. يعالج الفيلم الاختفاء القسري من خلال قصة زوجين أرجنتينيين يصطدمان بحقيقة كون ابنتهما المتبناة مختطفة، أم من أُم معتقلة سياسية. ونالت القارة السوداء حصة كبيرة من الأفلام التي هجت الأنظمة الديكتاتورية فيها، ومن أبرز تلك الأفلام "آخر ملوك اسكتلندا" (The Last King of Scotland) الذي أنتج عام 2006 والمستوحى من رواية تحمل الاسم نفسه. يجسد الفيلم، شخصية الجنرال عيدي أمين حاكم أوغندا منذ 1971 إلى 1979، وأدى هذا الدور باقتدار بليغ الممثل فوريست ويتاكر، واستحق بفضله جائزة الأوسكار لأفضل ممثل رئيس عن دوره في هذا الفيلم الذي أخرجه كيفين ماكدونالد. الطغاة منتشرون في القارات جميعها، من أوروبا إلى أميركا اللاتينية إلى أفريقيا إلى آسيا، حيث نطالع في الأخيرة نموذجاً للديكتاتورية التي ما زال يجسدها النظام في كوريا الشمالية. فعلى رغم أن فيلم "المقابلة" (The Interview) زاد من اشتعال الخلاف بين بيونغ يانغ وواشنطن، فإن أثر الفيلم، الذي أخرجه عام 2014 سيث روغن وإيفان غولدبيرغ، كان كبيراً لجهة تعريف العالم بما يجري في هذا البلد. الفيلم يتحدث في قالب كوميدي عن صحافيين يتلقيان تعليمات باغتيال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، بعد أن يتمكنا من الحصول على مقابلة معه. ما يميز الأفلام التي استُعرضت أنها مشغولة بحس جمالي فائق وبأداء تمثيلي مبهر، فنُبل القضية لا يبرر التفريط بالقيم الفنية لحساب تمرير خطاب سياسي أو أيديولوجي، ولعل هذه النقطة تشير إلى بعض الأفلام العربية التي غرقت في الإسفاف والمباشرة، فكانت بمثابة محامٍ فاشل عن قضية عادلة.


مجلة هي
٢٥-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- مجلة هي
ترشيحاتنا لأفضل الأعمال التي يمكن مشاهدتها بعد حصد صناعها معظم جوائز الموسم ونيل أعلى التقييمات
يوشك موسم جوائز صناع السينما والدراما على الانتهاء، مع اقتراب حفل الأوسكار الـ97 والذي سوف يقام في 2 مارس 2025، وسط مؤشرات قوية تتجه نحو بعض الأعمال والنجوم المتوقع أن يحصدون العديد من الجوائز في هذا الحفل، وشهدت الأسابيع الماضية حصد مجموعة محددة من الأعمال أغلب الجوائز التي أقيمت في الحفلات الأهم في نهاية 2024 وبداية 2025، وكان هناك قائمة من أسماء النجوم الذين تصدروا من خلال أفلام والسلاسل التي شاركوا فيها، والتي أيضا كان لبعضها نصيبا من الجوائز، وحصدت كذلك تقييمات مرتفعة، مما يجعلها من الأعمال التي ينصح بمشاهدتها. فيلم "The Brutalist" فاجأ فيلم "The Brutalist" الجمهور حول العالم بالنجاحات التي حققها بعد تواجده القوي في معظم حفلات توزيع الجوائز الموسم الفني، واستطاع الفيلم أن يحصد أكثر من 118 جائزة، وترشحه لـ344 جائزة أخرى، منها 10 ترشيحات أوسكار، وكان النجم إدريان برودي الفنان الأكثر توهجا في حصد الجوائز، بعدما فاز بجائزة الغولدن غلوب والبافتا، والفيلم نال تقييمات مرتفعة من قبل الجمهور، في وقت وضع النقاد تقييم وصل لـ90 نقطة، وتدور قصة العمل حول رحلة مهندس معماري وزوجته من أوروبا بعد الحرب إلى أمريكا، وهناك تتغير حياتهما بشكل كامل. فيلم "The Brutalist" مسلسل "Shogun" ينتمى مسلسل "Shogun" لفئة الأعمال الملحمية التاريخية، وتدور أحداثه في اليابان وتحديدا في القرن السابع عشر، عندما يهبط بحار إنجليزي يدعى جون بلاكثورن، ويتورط في صراع سياسي دموي، المسلسل استطاع أن يفوز بـ18 جائزة إيمي ويحقق أرقاما غير مسبوقة فيما يخص حضوره القوي في معظم الترشيحات، كما فاز صناعه أيضا في هذا الموسم بأكثر من 65 جائزة، ما بين أفضل ممثل وممثلة، المسلسل نال تقييمات مرتفعة، مما حمس صناعه لبداية تنفيذ موسم ثاني وثالث له خلال الفترة المقبلة. مسلسل "Shogun" فيلم "Anora" يعتبر فيلم "Anora" من أنجح أفلام الموسم السينمائي، كما وضع نفسه في قائمة الأعمال الأبرز التي استطاعت الحصول على أكبر عدد من الجوائز، الفيلم يعد من الأفلام ذات الميزانية المحدود التي لم تتجوز الـ6 مليون دولار، لكن حقق إيرادات تزيد عن 37 مليون دولار أمريكي، ونجح في الحصول على 6 ترشيحات لجوائز الأوسكار، كما فاز بجائزتي بافتا من 7 ترشيحات، ليصل إجمالي الجوائز التي فاز بها 126 جائزة، وتدور قصته في إطار رومانسي كوميدي درامي، حول فتاة تتغير حياتها بشكل كامل بعد زواجها من ابن رجل أعمال روسي، الفيلم نال تقييمات مرتفعة تزيد عن 91 نقطة من قبل النقاد. فيلم "Anora" فيلم "Ainda Estou Aqui" يتصدر كذلك فيلم "Ainda Estou Aqui" قائمة الأعمال السينمائية الناجحة في الفترة الأخيرة، حيث استطاع أن يحقق ما يزيد عن 40 جائزة فضلا عن ترشحه لـ3 جوائز أوسكار، وتصدرت البطلة فرناندا توريس المشهد وترشحها لمعظم جوائز الموسم، وفوزها بجائزة الغولدن غلوب لأفضل ممثلة، وتدور قصة الفيلم في إطار سيرة ذاتية خلال فترة نهاية الستينات، وبداية السبعينات حول الحياة في البرازيل، وكيف تستطع سيدة أن تواجه مجموعة من التحديات التي تسببت في تدمير أسرتها، الفيلم حاز إعجاب جماهيري ونقدي بعد عرضه لأول مرة في نوفمبر الماضي. فرناندا توريس مسلسل "True Detective: Night Country" يحمل الموسم الرابع من مسلسل "True Detective: Night Country" الذي عرض العام الماضي رحلة صعبة وتطورات جديدة للقصة التي بدأت عام 2014، واستطاع الموسم الأخير أن يحصد مجموعة ضخمة من الجوائز، تصدرتها النجمة جودي فوستر التي فازت بجائزة الغولدن غلوب عن دورها في العمل 2025، بالإضافة كذلك للفوز بالعديد من جوائز إيمي، كما بدأ صناعه في تنفيذ الموسم الخامس الذي من المنتظر أن يعرض في 2025. مسلسل "True Detective: Night Country" فيلم "Emilia Pérez" يعتبر فيلم "Emilia Pérez" من الأعمال التي أثارت موجة من الاهتمام من قبل الجمهور والنقاد حول العالم، ومنذ عرضه الأول في مهرجان كان 2024، حجز مكانة مهمة في قائمة الأفلام المرشحة دائما لحصد الجوائز، حيث حصل خلال الشهور الماضية على 102 جائزة منها جائزة البافتا أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية، فضلا عن ترشحه لـ249 جائزة أخرى، كما أنه صاحب أعلى ترشيحات في الأوسكار 2025 والتي وصلت لـ13 ترشيح، كما فازت النجمة زوي سالدانيا بالعديد من الجوائز كأفضل ممثلة مساعدة عن دورها في الفيلم التي تدور قصته في إطار موسيقي كوميدي جريمة، حول ثلاث نساء في المكسيك، كل واحدة منهن تسعى للبحث عن سعادتها. بطلة فيلم "Emilia Pérez" فيلم "Conclave" فيلم "Conclave" من أهم أفلام الموسم التي حصلت على عدد كبير من الجوائز أبرزها جائزة البافتا أفضل فيلم، كما ينافس بقوة على 8 جوائز الأوسكار، في وقت وصل إجمالي الجوائز التي حققها أكثر من 72 جائزة، بعد ترشحه لما يزيد عن 310 جائزة، كما نال أيضا تققيمات مرتفعة من قبل النقاد حول العالم. فيلم "Conclave" مسلسل "Only Murders in the Building" حمل كذلك مسلسل "Only Murders in the Building" رحلته الخاصة مع النجاح بعد عرض الموسم الرابع منه في 2024، وتواجده بقوة في قائمة أنجح المسلسلات التي تواجدت في تشريحات موسم الجوائز، المسلسل فاز بعدد من جوائز إيمي، بالإضافة لتصدره كذلك الأعمال الأبرز في حفل الغولدن غلوب الأخير، كما تواجد بقوة في تشريحات جوائز حفل SAG لعام 2025، حيث فاز المسلسل بجائزة أفضل أداء جماعي في مسلسل كوميدي. مسلسل "Only Murders in the Building" الصور من حسابات الأعمال وصناعها على انستجرام.