أحدث الأخبار مع #فرنسيس،بابا


بلد نيوز
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- بلد نيوز
تصاعد الدخان الأبيض.. هل تم اختيار بابا جديد لـ"الفاتيكان"؟
تصاعد دخان أبيض من مدخنة كنيسة 'سيستين'، اليوم الخميس، مما يشير إلى انتخاب بابا لقيادة الكنيسة الكاثوليكية، خلفا للبابا فرنسيس، بابا الفاتيكان الراحل. وبحسب وكالة 'أسوشييتد برس' الأمريكية، يعني هذا أن الفائز حصل على 89 صوتا على الأقل من أصل 133 صوتا من الكرادلة المشاركين في المجمع لانتخاب خليفة للبابا فرانسيس. وأثار انتخاب خليفة للبابا فرنسيس، سعادة بين الحاضرين في ساحة القديس بطرس، حيث انفجرت الحشود بالهتافات. إعلان الفائز من شرفة 'القديس بطرس' سيُعلن الاسم لاحقًا، عندما يُلقي أحد كبار الكرادلة كلمة "Habemus papam!"، وهي عبارة لاتينية تعني "لدينا بابا!"، من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، ثم يقرأ الكاردينال اسم ميلاد الفائز باللغة اللاتينية، ويكشف عن اسمه الذي اختاره. ومن المتوقع أن يقوم البابا الجديد بعد ذلك بظهوره العلني الأول ويقدم البركة من نفس القاعة. وفشل انتخاب خليفة لفرنسيس، في وقت سابق من اليوم، وأمس الأربعاء، حيث تصاعد الدخان في إشارة لعدم انتخاب بابا لـ"الفاتيكان". وتصاعد الدخان الأسود في الفاتيكان، مساء الأربعاء، في إشارة إلى عدم انتخاب الكرادلة الكاثوليك للبابا الجديد. واجتمع 133 كاردينالا، يبلغ متوسط أعمارهم 70 عاما، في مجمع مغلق يبدأ في كنيسة 'سيستين' لاختيار البابا الجديد، في وقت شهد فيه التمثيل الأوروبي بين الناخبين تراجعا نسبيا مقارنة بدورات سابقة. وبحسب أرقام الفاتيكان، فإن الكرادلة المشاركين في المجمع دون سن الثمانين، وهو الشرط الذي يخولهم حق التصويت، فيما يُستبعد 117 كاردينالا تخطوا هذا السن من المشاركة في عملية الانتخاب. أبرز الأسماء لتولي منصب : جان مارك أفيلين، رئيس أساقفة مرسيليا، فرنسي، 66 عاما. الكاردينال بيتر إردو، هنغاري، 72 عامًا. الكاردينال ماريو غريش، الأمين العام لسينودس الأساقفة، مالطي، 68 عاما. الكاردينال خوان خوسيه أوميلا، رئيس أساقفة برشلونة، إسباني، 79 عامًا. الكاردينال بيترو بارولين، إيطالي، دبلوماسي في الفاتيكان، 70 عامًا. الكاردينال لويس أنطونيو جوكيم تاغلي، فلبيني، 67 عامًا. الكاردينال جوزيف توبين، رئيس أساقفة نيوآرك، نيوجيرسي، أميركي، 72 عامًا. الكاردينال بيتر كودوو أبياه توركسون، غاني، مسؤول فاتيكاني، 76 عامًا. ماتيو ماريا زوبي، إيطالي، رئيس أساقفة بولونيا، 69 عامًا.


الدستور
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الدستور
الكونكلاف: كيف تتم عملية انتخاب البابا بحسب الدستور الرسولي؟
بعد ظهر أمس الأربعاء، دخل الكرادلة الناخبون إلى كابلة السكستين بالفاتيكان لاختيار واحد منهم، سيصبح البابا السابع والستين بعد المائتين، خلفًا للبابا فرنسيس، بابا الفاتيكان الذي وافته المنية في الحادي والعشرين من أبريل الماضي. اختيار بابا الفاتيكان مائة وثلاثة وثلاثون هو عدد الكرادلة الناخبين، الذين لم يبلغوا سن الثمانين، توضع بين أيديهم بطاقة مستطيلة، كُتب عليها في القسم العلوي باللغة اللاتينية Eligo in Summum Pontificem أي ما يعني "أنتخبُ حبرًا أعظم" فيما يُدون الكاردينال في القسم السفلي الاسم الذي يختاره. وذلك وفقًا لما ينص عليه الدستور الرسولي Universi Dominici Gregis الذي يعود لعام ١٩٩٦. بعدها يُختار بالقرعة ثلاثة كرادلة يقومون بعملية فرز الأصوات، وثلاثة آخرون مهمتهم أن يجمعوا البطاقات من الكرادلة الذين يواجهون صعوبة في الحركة، وثلاثة آخرون يقومون بعملية مراجعة الأصوات والتدقيق فيها. لكن قبل أن يبدأ الكرادلة الناخبون في كتابة الاسم يخرج من كابلة السكستين أمين سر مجمع الكرادلة، والمسؤول عن الاحتفالات الليتورجية الحبرية، والمسؤولون عن المراسم الاحتفالية، ليقوم آخر الكرادلة الشمامسة بإغلاق الباب، ويكرر ذلك قبل كل عملية تصويت، وفقًا للحاجة. أما عملية التصويت فتتم على هذا النحو كل كاردينال ناخب، وبعد أن يكتب اسم مرشحه، يطوي البطاقة، ويحملها – بشكل تبقى مرئية – إلى المذبح ليضعها داخل الصندوق، ويقول الجملة التالية بصوت عالٍ "ليشهد الرب المسيح، الذي سيدينني، على أن صوتي أعطي للشخص الذي أعتقد أنه يجب أن يُنتخب، وفقًا (لمشيئة) الله". وكل كاردينال ينحني أمام المذبح قبل أن يعود إلى مكانه. وفي حال وجود كرادلة عاجزين عن الحركة، يقترب منهم آخر كاردينال قام بالاقتراع، يأخذ منهم البطاقة ويضعها في الصندوق. فيما يتعلق بعملية الفرز، وبعد أن يكون جميع الكرادلة قد أدلوا بأصواتهم، يقوم واحد من الكرادلة الثلاثة الذين تم اختيارهم لهذه العملية بخضّ الصندوق لخلط البطاقات، وبعدها يقوم كاردينال آخر، بتعداد البطاقات ووضعها في طبقٍ. في حال لم يكن العدد متلائما مع عدد الكرادلة الناخبين، تُحرق البطاقات وتتم عملية تصويت ثانية. أما الكرادلة الثلاثة المولجين فرز الأصوات فيجلسون أمام المذبح. يفتح الكاردينال الأول البطاقة، يطلع على الاسم ويعطيها للكاردينال الثاني، الذي يفعل الشيء نفسه قبل أن يسلمها إلى الكاردينال الثالث الذي يقرأ الاسم بصوت عال. ويقوم جميع الكرادلة الناخبين بتدوين الأسماء على ورقة مخصصة لهذه الغاية. وبعد قراءة البطاقات يقوم أحد الكرادلة الثلاثة بإحداث ثقبٍ بواسطة إبرة وخيط في كل بطاقة، على أن يُربط الخيط جامعًا كل البطاقات. من أجل انتخاب بابا الفاتيكان يجب أن يحصل أحد الكرادلة على ثلثي أصوات الكرادلة الناخبين. فيما يتعلق بهذا الكونكلاف، ينبغي أن ينال تسعة وثمانين صوتًا، بما أن عدد الناخبين هو مائة وثلاثة وثلاثين كاردينالا. وفي حال تم انتخاب البابا أو لم يتم، يقوم الكرادلة الثلاثة، الذين تم اختيارهم بالقرعة من أجل التدقيق في عملية فرز الأصوات، بالتأكد من أن كل شيء سار بشكل نظامي. وفور انتهاء عملية التدقيق، وقبل أن يغادر الكرادلة كابلة السكستين، يتم حرق جميع البطاقات في موقدة مصنوعة من حديد الصَّب، تم استخدامها للمرة الأولى في كونكلاف العام ١٩٣٩، وهناك موقدة ثانية متصلة بها، تعود إلى العام ٢٠٠٥، تُستخدم لإحراق مواد كيميائية تُعطي لونًا للدخان الذي تُحدثه البطاقات المحروقة، لكي يخرج، باللون الأبيض أو الأسود، من المدخنة الموضوعة على سطح الكابلة. وعندما تجري جلستا تصويت، تُحرق البطاقات في ختام الجلسة الثانية. عمليات التصويت تتم يوميًا خلال جلستين قبل الظهر، وجلستين بعد الظهر. وإن لم تُحقق أي نتيجة بعد ثلاثة أيام من التصويت، تُعلق الجلسات ليوم واحد، يكرسه الكرادلة للصلاة والتأمل، وأيضا للحوار فيما بينهم. وبعد سبع عمليات تصويت، يتم تعليق الجلسات ليوم واحد في حال لم يُنتخب الحبر الأعظم. وفي حال لم يحصل أي من الكرادلة على أغلبية ثلثي الأصوات، يُطلب من الناخبين أن يختاروا واحدًا من بين الكاردينالين اللذين نالا – في الجلسات السابقة – أكبر عدد من الأصوات. وكي يُنتخب أحدهما حبرا أعظم يتعين عليه، في هذه الحالة أيضا، أن يحصل على ثلثي الأصوات. ويشارك في عملية التصويت جميع الكرادلة الناخبين، لكن لا يحق لهذين الكاردينالين الإدلاء بصوتهما. الدستور الرسولي Universi Dominici Gregis الذي صادق عليه البابا يوحنا بولس الثاني، يمنع الكرادلة الناخبين من أي تواصل مع العالم الخارجي خلال مدة الكونكلاف كلها، وحتي انتخاب الحبر الأعظم. وقد اتُخذ هذا الإجراء لمنع أي تدخل خارجي في عملية اختيار البابا الجديد. يُطلب من الكرادلة أن يتركوا هواتفهم المحمولة في بيت القديسة مارتا، حيث لا توجد أي اتصالات مع الخارج، مع العلم أن هذا البيت تم بناؤه في العام ١٩٩٦ برغبة من البابا يوحنا بولس الثاني من أجل توفير مكان لإقامة الكرادلة المشاركين في الكونكلاف.


بوابة الأهرام
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- بوابة الأهرام
وداعًا بابا الفاتيكان
تلقَّينا منذ أيام خبر نياحة قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، والمقر البابوى للكنيسة الكاثوليكية فى العالم، عن عمر ناهز 88 عامًا. وقد شغل هذا المنصب منذ عام 2013، حتى يوم نياحته فى 21 أبريل 2025. تُعَدُّ الكنيسة الكاثوليكية أكبر طائفة مسيحية فى العالم، إذ يبلغ عدد أتباعها نحو مليار ونصف المليار نسمة حول العالم. وكان اسم البابا فرنسيس الأصلي: خورخى ماريو برغوليو، وُلد فى 17 ديسمبر 1936، بمدينة بوينس آيرس فى الأرجنتين. ويُعَدُّ البابا فرنسيس أول بابا من الرهبنة اليسوعية، وأول بابا من أمريكا اللاتينية، وكذلك أول بابا من نصف الكرة الجنوبي. اشتهر البابا فرنسيس بتواضعه ومحبته للجميع، وقد ظهرت ملامح هذه الصفات منذ اللحظة الأولى لتسلّمه كرسى البابوية، حيث قرر أن ينتهج نهجًا مختلفًا عمّن سبقوه؛ فاستقبل كرادلة كنيسته بطريقة غير رسمية، واقفًا بين الحاضرين، متخليًا عن الجلوس على الكرسى البابوي. أحب الفقراء والمهمَّشين، ولُقِّب بـ«بابا الأحياء الفقيرة» بسبب خدمته الرعوية فى أحياء بوينس آيرس الفقيرة واحتضانه لهم. وتميّز بالرحمة والسعى إلى العدالة الاجتماعية. ومن أبرز الإصلاحات التى قام بها داخل الكنيسة: عمل على تعزيز دور النساء فى الفاتيكان، من خلال تعيينهن فى مناصب قيادية داخل «الكوريا الرومانية»، وهو الجهاز الإدارى للكنيسة الكاثوليكية فى روما، المسئول عن إدارة شئون الكنيسة فى العالم. وتُعَدُّ هذه الخطوة تكريمًا غير مسبوق للمرأة. سعى إلى تقليل الطابع الرسمى للبابوية، مفضّلًا الإقامة فى دار القديسة مرثا بدلًا من القصر الرسولى الفاخر. عمل على تعزيز الحوار بين الثقافات والخلفيات المختلفة، وشجّع الكنيسة على الانفتاح وتقبُّل الآخر. حارب الفساد المالي، وأقال عددًا من المسئولين فى إدارة الكنيسة بسبب شبهات فساد. أكّد ضرورة أن تكون الكنيسة نموذجًا للشفافية والنزاهة والأمانة. خفّف من صرامة بعض القوانين المتعلقة بالأحوال الشخصية، وسمح لبعض المطلقين الذين تزوّجوا مجددًا بتناول المناولة المقدسة (فريضة العشاء الرباني) داخل الكنيسة. ثانيًا: الإصلاحات الاجتماعية: . دعم الحركات الإنسانية، وسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية. دافع عن قضايا اللاجئين والمهاجرين. أسهم بشكل فعّال فى إصلاح الريف الأرجنتيني. لقد كان البابا فرنسيس قدوةً يُحتذى بها، يستحق كل تكريم. ومن أروع مواقفه الإنسانية زيارته أحد سجون الأحداث، حيث قام بغسل أقدام 12 سجينًا، مقدمًا لهم حبًا وعطاءً واتضاعًا لا يُقدَّر بثمن. أما من جهة المال، فهذا الرجل، على الرغم من مكانته الدينية والسياسية، لم يترك وراءه أى ثروة تُذكر، فلم يكن يملك سوى 100 دولار باسمه، ولا يمتلك عقارات، ولا سيارات، ولا حسابًا بنكيًا. لم تكن له أى ممتلكات شخصية، لأنه راهب يسوعى يحب الفقراء، ويعيش بينهم، ويأكل ويشرب معهم. لم يكن له خدم، وكان يرتدى جلبابًا بسيطًا، وصليبًا من الحديد، وحذاءً قديمًا. أما أثاث بيته، فكان سريرًا ومكتبًا بسيطين. لكنه ترك ثروة لا تُقدَّر بثمن: الحب والعطاء. وقد قال عنه فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب: «كان البابا فرنسيس رمزًا إنسانيًا من طراز رفيع، لم يدخر جهدًا فى خدمة رسالة الإنسانية». وقد تطورت العلاقة بين الأزهر والفاتيكان فى عهده؛ بدءًا من حضوره مؤتمر الأزهر العالمى للسلام عام 2017، مرورًا بتوقيع وثيقة الأخوّة الإنسانية التاريخية عام 2019، التى لم تكن لتخرج إلى العالم لولا النية الصادقة، رغم التحديات والصعوبات. أضِف إلى ذلك الكثير من اللقاءات والمشروعات المشتركة التى توسّعت بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية، وأسهمت فى دفع عجلة الحوار الإسلامى - المسيحي'. لقد ترك لنا قداسة البابا رسالة واضحة: قيمة الإنسان لا تُقاس بما يملكه من مال أو ممتلكات أو مركز اجتماعي، بل بما يقدّمه من حب وعطاء للناس. > الكنيسة المعمدانية ــ القاهرة


الاتحاد
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- منوعات
- الاتحاد
رحيل رمز عالمي للتسامح
رحيل رمز عالمي للتسامح بوفاة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، فقد العالم واحداً من أبرز رموز التسامح والدعوة للتعايش بين بني البشر على اختلاف دياناتهم، والذي أمضى سنواته داعياً إلى نشر المحبة والسلام وكان بحق أيقونة لتعاليم السيد المسيح خلال فترة بابويته التي استمرت 12 عاماً، رسخ خلالها مكانته رمزاً عالمياً للسلام والتسامح والعدالة الإنسانية. أقيمت الجنازة صباح السبت الماضي، وسط إجراءات أمنية مشددة، بحضور شعبي واسع ورسمي (ضم أكثر من 50 رئيس دولة وملكاً)، كما حرص عشرات الآلاف على إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على مدار ثلاثة أيام، حينما وضعوا جثمانه في تابوت مكشوف في كاتدرائية القديس بطرس، قبل أن يتم نقله إلى بازيليك سانتا ماريا ماجوري في روما، حيث ُوورى الثرى تنفيذاً لوصية البابا الراحل. والبابا الراحل الذي يحمل الرقم 266 للكنيسة الكاثوليكية، يحسب على الجناح الإصلاحي في الكنيسة، وقد شغل منصب رئيس الأساقفة في كنيسة بيونس آيرس قبل انتخابه لموقع البابوية، وكان البابا الأسبق يوحنا بولس الثاني قد منحه رتبة الكاردينالية عام 2001، حيث اختار اسم فرنسيس تأسياً بالقديس فرنسيس الأسيزي - أحد مُعلمي الكنيسة الجامعة -والذي كان معروفاً ببساطته والدفاع عن الفقراء والتعاطف مع حالة العوز التي يعيشونها. كان البابا الراحل رمزاً لمبادئ الخير، وأظهر تعاطفاً كبيراً مع ضحايا الحروب والصراعات، واستشعر الجميع صدق نواياه من واقع تجربته الشخصية المباشرة ومعاناة عائلته، فقد فر والداه من إيطاليا إلى الأرجنتين قبل مولده، هرباً من النظام الفاشي آنذاك. وسادت حالة من الحزن حول العالم، بعدما دقت أجراس الكنائس في الفاتيكان، معلنة نبأ الوفاة يوم «اثنين الفصح»، حيث سارع زعماء وقادة الدول إلى نعي الحَبر الأعظم، الذي وصفوه بـ «صوت العدالة والسلام» و«نصير للفقراء»، وداعية الحوار بين الأديان والثقافات. ونعاه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عبر منصة «إكس»، واصفاً إياه: «بالرمز العالمي للتسامح والمحبة والتضامن الإنساني ورفض الحروب، وعمل مع الإمارات لسنوات من أجل تكريس هذه القيم لمصلحة البشرية»، فيما عبر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في نعيه عن «شعور بحزن عميق لسماع وفاة قداسة البابا فرنسيس، قائد عظيم أثر تعاطفه والتزامه بالسلام على حياة لا حصر لها. وسيستمر إرثه من التواضع والوحدة بين الأديان في إلهام العديد من المجتمعات في جميع أنحاء العالم». وفي آخر ظهور علني له قبل وفاته بساعات بمناسبة عيد الفصح، قام بجولة بين المصلين في باحة القديس بطرس بسيارته، وبدا متعباً فلم يتمكّن إلا من قول بضع كلمات قصيرة، بينما تلا أحد مساعديه النص الذي أراد التوجه به إلى المصلين. ولاحقاً نشر الفاتيكان نص رسالة البابا الأخيرة، حيث بدت كهمسة سلام من قلب أنهكته الأوجاع والآلام، ما يكشف عن اهتمامه المستمر بالقضايا الإنسانية والنزاعات التي تمس الأبرياء، خاصة في مناطق الصراع، ودعا في كلمته إلى إنهاء الصراعات في جميع أنحاء العالم، وفي مقدمتها حربا أوكرانيا وغزة، وأعرب عن أسفه لما يحدث من «موت ودمار»، مما أدى إلى «وضع إنساني مأساوي ومؤسف» في القطاع الفلسطيني المحاصر. لا ننسى علاقته الوثيقة بالإمارات وزيارته التاريخية لأبوظبي في فبراير 2019، والتي توجها بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية إلى جانب فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، برعاية قيادة الإمارات، مما ساهم في ترسيخ قيم الأخوة الإنسانية والتكافل الاجتماعي القائم على مفهوم أن البشر ليسوا فقط متساوين، ولكن مترابطون فيما بينهم بشكل وثيق، كأخوة، في إطار أسرة إنسانية واحدة. لا شك أن هذه الوثيقة تعكس جانباً مهماً من شخصية البابا الراحل، وتبرز بوضوح إلى أي مدى كان اهتمامه وانشغاله بمنطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص، والتي أرهقتها إساءة المتطرفين، واستنزفتها العمليات الدموية للإرهابيين، وسوف يكون لبصمته ثمار وفوائد كبيرة على الصعيدين الإقليمي والدولي. إنني على يقين أن مبادئ البابا فرنسيس ستظل نبراساً ينير درب الإنسانية، وسوف يبقى في وجدان المنتمين إلى جميع الديانات، ليذكره التاريخ كقائد استثنائي وقامة روحية ملهمة، صاحب بصمة خالدة جسد بأفعاله وأقواله قيماً نبيلة، كما كان صوتاً للحق في وجه الظلم، ومدافعاً لا يلين عن الفقراء والمضطهدين، وصانعاً لجسور الحوار بين أتباع الديانات والثقافات.


الاتحاد
٢٦-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الاتحاد
رمز التسامح والتضامن الإنساني
رمز التسامح والتضامن الإنساني شيّع العالم بالأمس البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية الراحل، الذي نعاه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في تدوينة على حسابه بمنصة (إكس)، وقدّم فيها «خالص التعازي وعميق المواساة للكاثوليك في العالم في وفاة قداسة البابا فرنسيس». وقال سموه عنه: «كان رمزاً عالمياً للتسامح والمحبة والتضامن الإنساني ورفض الحروب، وعمل مع الإمارات لسنوات من أجل تكريس هذه القيم لمصلحة البشرية». لقد كان شريكاً في توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية مع فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال زيارة البابا التاريخية للإمارات في فبراير 2019، برعاية إماراتية سامية في صرح زايد المؤسس. وثيقة رسمت فجراً جديداً لمسيرة البشرية على دروب التفاهم والتسامح وحسن التعايش واحترام الاختلاف ورفض إقصاء الآخر. واعترافاً بهذا الجهد الإماراتي السامي، وتقديراً لدور الوثيقة التاريخية، اعتمدت الأمم المتحدة الرابع من فبراير من كل عام يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية. ومن نتاج الوثيقة وثمارها، إنشاء «بيت العائلة الإبراهيمية» في المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات، والذي يُعد تجسيداً لروح وثيقة الأخوة الإنسانية التي تحرص إمارات الخير والمحبة على ترسيخها، باعتبارها من أهم عوامل تحقيق الاستقرار والسلام والازدهار للمجتمعات البشرية. وقد أصبح «مركزاً حضارياً وإنسانياً رائداً يُجسد قيم دولة الإمارات، ومركزاً للتعلم والحوار وممارسة الشعائر الدينية»، حيث يضم ثلاث دور عبادة: مسجداً، وكنيسة، وكنيساً يهودياً. وقد أُقيم قدّاس تذكاري للبابا فرنسيس الراحل في كنيسة القديس فرنسيس الأسيزي في بيت العائلة الإبراهيمية، بحضور المئات من الحضور، بينما تابع التشييع الرسمي عبر الشاشات الملايين حول العالم، مما يعكس المكانة والتقدير الرفيع للراحل الذي نعاه زعماء العالم وقادة الأديان، الذين استحضروا تأثيره الإنساني ومواقفه التاريخية في الحوار بين الأديان وتعزيز مبادئ الأخوة الإنسانية، وتطلعات الحالمين بمستقبل أجمل خالٍ من الحروب والصراعات، مستقبل يسوده التسامح والسلام والاحترام المتبادل. وقد كان البابا الراحل من القادة الدينيين الذين عملوا بإخلاص من أجل تلك الغايات والأهداف النبيلة، يتنقل بين مناطق العالم لتحقيق تطلعات تلك المجتمعات نحو حياة بلا حروب أو صراعات. بيت العائلة الإبراهيمية، الذي استضاف القداس التذكاري للبابا الراحل، ليس مجرد مبنى، إنما شاهد حضاري من شواهد التآخي الإنساني على أرض الإمارات والمنطقة، وقد تحوّل منذ افتتاحه في الأول من مارس 2023 إلى منارة عالمية للحوار والتلاقي بين الأديان، ومصدر إلهام للأجيال.. برحيل البابا فرنسيس، فقدنا رمزاً عالمياً «عمل مع الإمارات سنوات لتكريس قيم التسامح والمحبة والتضامن الإنساني ورفض الحروب».