
الكونكلاف: كيف تتم عملية انتخاب البابا بحسب الدستور الرسولي؟
بعد ظهر أمس الأربعاء، دخل الكرادلة الناخبون إلى كابلة السكستين بالفاتيكان لاختيار واحد منهم، سيصبح البابا السابع والستين بعد المائتين، خلفًا للبابا فرنسيس، بابا الفاتيكان الذي وافته المنية في الحادي والعشرين من أبريل الماضي.
اختيار بابا الفاتيكان
مائة وثلاثة وثلاثون هو عدد الكرادلة الناخبين، الذين لم يبلغوا سن الثمانين، توضع بين أيديهم بطاقة مستطيلة، كُتب عليها في القسم العلوي باللغة اللاتينية Eligo in Summum Pontificem أي ما يعني "أنتخبُ حبرًا أعظم" فيما يُدون الكاردينال في القسم السفلي الاسم الذي يختاره. وذلك وفقًا لما ينص عليه الدستور الرسولي Universi Dominici Gregis الذي يعود لعام ١٩٩٦.
بعدها يُختار بالقرعة ثلاثة كرادلة يقومون بعملية فرز الأصوات، وثلاثة آخرون مهمتهم أن يجمعوا البطاقات من الكرادلة الذين يواجهون صعوبة في الحركة، وثلاثة آخرون يقومون بعملية مراجعة الأصوات والتدقيق فيها.
لكن قبل أن يبدأ الكرادلة الناخبون في كتابة الاسم يخرج من كابلة السكستين أمين سر مجمع الكرادلة، والمسؤول عن الاحتفالات الليتورجية الحبرية، والمسؤولون عن المراسم الاحتفالية، ليقوم آخر الكرادلة الشمامسة بإغلاق الباب، ويكرر ذلك قبل كل عملية تصويت، وفقًا للحاجة.
أما عملية التصويت فتتم على هذا النحو كل كاردينال ناخب، وبعد أن يكتب اسم مرشحه، يطوي البطاقة، ويحملها – بشكل تبقى مرئية – إلى المذبح ليضعها داخل الصندوق، ويقول الجملة التالية بصوت عالٍ "ليشهد الرب المسيح، الذي سيدينني، على أن صوتي أعطي للشخص الذي أعتقد أنه يجب أن يُنتخب، وفقًا (لمشيئة) الله".
وكل كاردينال ينحني أمام المذبح قبل أن يعود إلى مكانه. وفي حال وجود كرادلة عاجزين عن الحركة، يقترب منهم آخر كاردينال قام بالاقتراع، يأخذ منهم البطاقة ويضعها في الصندوق.
فيما يتعلق بعملية الفرز، وبعد أن يكون جميع الكرادلة قد أدلوا بأصواتهم، يقوم واحد من الكرادلة الثلاثة الذين تم اختيارهم لهذه العملية بخضّ الصندوق لخلط البطاقات، وبعدها يقوم كاردينال آخر، بتعداد البطاقات ووضعها في طبقٍ. في حال لم يكن العدد متلائما مع عدد الكرادلة الناخبين، تُحرق البطاقات وتتم عملية تصويت ثانية.
أما الكرادلة الثلاثة المولجين فرز الأصوات فيجلسون أمام المذبح. يفتح الكاردينال الأول البطاقة، يطلع على الاسم ويعطيها للكاردينال الثاني، الذي يفعل الشيء نفسه قبل أن يسلمها إلى الكاردينال الثالث الذي يقرأ الاسم بصوت عال. ويقوم جميع الكرادلة الناخبين بتدوين الأسماء على ورقة مخصصة لهذه الغاية. وبعد قراءة البطاقات يقوم أحد الكرادلة الثلاثة بإحداث ثقبٍ بواسطة إبرة وخيط في كل بطاقة، على أن يُربط الخيط جامعًا كل البطاقات.
من أجل انتخاب بابا الفاتيكان يجب أن يحصل أحد الكرادلة على ثلثي أصوات الكرادلة الناخبين. فيما يتعلق بهذا الكونكلاف، ينبغي أن ينال تسعة وثمانين صوتًا، بما أن عدد الناخبين هو مائة وثلاثة وثلاثين كاردينالا. وفي حال تم انتخاب البابا أو لم يتم، يقوم الكرادلة الثلاثة، الذين تم اختيارهم بالقرعة من أجل التدقيق في عملية فرز الأصوات، بالتأكد من أن كل شيء سار بشكل نظامي.
وفور انتهاء عملية التدقيق، وقبل أن يغادر الكرادلة كابلة السكستين، يتم حرق جميع البطاقات في موقدة مصنوعة من حديد الصَّب، تم استخدامها للمرة الأولى في كونكلاف العام ١٩٣٩، وهناك موقدة ثانية متصلة بها، تعود إلى العام ٢٠٠٥، تُستخدم لإحراق مواد كيميائية تُعطي لونًا للدخان الذي تُحدثه البطاقات المحروقة، لكي يخرج، باللون الأبيض أو الأسود، من المدخنة الموضوعة على سطح الكابلة. وعندما تجري جلستا تصويت، تُحرق البطاقات في ختام الجلسة الثانية.
عمليات التصويت تتم يوميًا خلال جلستين قبل الظهر، وجلستين بعد الظهر. وإن لم تُحقق أي نتيجة بعد ثلاثة أيام من التصويت، تُعلق الجلسات ليوم واحد، يكرسه الكرادلة للصلاة والتأمل، وأيضا للحوار فيما بينهم. وبعد سبع عمليات تصويت، يتم تعليق الجلسات ليوم واحد في حال لم يُنتخب الحبر الأعظم.
وفي حال لم يحصل أي من الكرادلة على أغلبية ثلثي الأصوات، يُطلب من الناخبين أن يختاروا واحدًا من بين الكاردينالين اللذين نالا – في الجلسات السابقة – أكبر عدد من الأصوات. وكي يُنتخب أحدهما حبرا أعظم يتعين عليه، في هذه الحالة أيضا، أن يحصل على ثلثي الأصوات. ويشارك في عملية التصويت جميع الكرادلة الناخبين، لكن لا يحق لهذين الكاردينالين الإدلاء بصوتهما.
الدستور الرسولي Universi Dominici Gregis الذي صادق عليه البابا يوحنا بولس الثاني، يمنع الكرادلة الناخبين من أي تواصل مع العالم الخارجي خلال مدة الكونكلاف كلها، وحتي انتخاب الحبر الأعظم. وقد اتُخذ هذا الإجراء لمنع أي تدخل خارجي في عملية اختيار البابا الجديد.
يُطلب من الكرادلة أن يتركوا هواتفهم المحمولة في بيت القديسة مارتا، حيث لا توجد أي اتصالات مع الخارج، مع العلم أن هذا البيت تم بناؤه في العام ١٩٩٦ برغبة من البابا يوحنا بولس الثاني من أجل توفير مكان لإقامة الكرادلة المشاركين في الكونكلاف.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الفجر
منذ 42 دقائق
- بوابة الفجر
شيخ الأزهر يعزي المستشار عدلي منصور في وفاة شقيقه
بمزيد من الرضا بقضاء الله وقدره، يتقدم فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بخالص العزاء إلى المستشار الجليل عدلي منصور، رئيس الجمهورية السابق، في وفاة شقيقه السيد/ عادل منصور، الذي انتقل إلى جوار ربه. كما يتقدم الإمام الأكبر بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أسرة الفقيد الراحل، داعيًا المولى -عز وجل- أن يرحمه رحمة واسعة، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، وينزله منازل الأبرار، ويرزق أهله وذويه الصبر والسُّلوان. ﴿إِنّا لِلَّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ﴾.


بوابة الفجر
منذ 42 دقائق
- بوابة الفجر
مفتي الجمهورية يعزي المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق في وفاة شقيقه
بمزيد من الرضا بقضاء الله، ينعى الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، السيد، عادل منصور، شقيق المستشار عدلي منصور، رئيس الجمهورية السابق، الذي انتقل إلى جوار ربه اليوم، وإذ يرفع المفتي أصدق مشاعر العزاء إلى سيادة المستشار عدلي منصور وأسرته الكريمة، فإنه يسأل الله تعالى أن يتغمَّد الفقيد بواسع رحمته، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يربط على قلوب محبيه بالصبر والرضا والسكينة، رحم الله الفقيد رحمةً واسعة، "وإنا لله وإنا إليه راجعون"


الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
الدكتور على جمعة يوضح دور الصحابة فى جمع ونشر السنة النبوية
أوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، دور الصحابة واتباع الرسول- صلى الله عليه وسلم- في جمع ونشر وتدوين السُنة النبوية، قائلًا:" إن عملية توثيق السنة النبوية الشريفة بدأت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أذن لبعض الصحابة بكتابتها مثل حديث "اكتبوا لأبي شاه"، وكان عبد الله بن عمرو بن العاص من أوائل من دوَّن السنة في صحيفة سُميت بـ"الصحيفة الصادقة". وأضاف عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، خلال بودكاست "مع نور الدين"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن مرحلة جديدة من التوثيق بدأت في عصر التابعين، حين أخذ وهب بن منبه صحيفة تحتوي على 132 حديثًا وبدأ في روايتها للتابعين، ومن أبرزهم الإمام محمد بن شهاب الزهري، أحد كبار علماء المدينة، والذي تتلمذ على أيدي الصحابة وكبار التابعين، وكان له دور محوري في حفظ السنة وتعليمها لتلاميذ عظام مثل الإمام مالك وسعيد بن أبي عروبة وابن أبي ذئب. وأشار إلى أن الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز، الذي عُرف بعدله وورعه، هو أول من أمر بتدوين السنة بشكل رسمي على مستوى الدولة، حيث أرسل إلى أبي بكر بن حزم – وكان من كبار العلماء آنذاك – يطلب منه جمع الأحاديث من العلماء وتوثيقها، إلا أن المشروع واجه صعوبات بسبب الدقة الشديدة في نقل ألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم، وتحفّظ بعض الرواة خشية التحريف أو الزيادة أو النقص. وأوضح أن الإمام الزهري، الذي كان يرى هذا الجهد، بادر من تلقاء نفسه بالمساهمة الفعالة في جمع الأحاديث، مستفيدًا من علاقاته الواسعة بعلماء المدينة وتتلمذه على أيدي الصحابة، فكان ما قام به الزهري من تدوين ممنهج وموسع بمثابة اللبنة الأساسية لمشروع توثيق السنة، وهو الذي سلّم الراية لتلاميذه من أمثال الإمام مالك، الذي دوّن "الموطأ" كأول كتاب حديث جامع وصلنا بشكل منظم.