أحدث الأخبار مع #فرنسيسبابا


بوابة ماسبيرو
منذ 4 أيام
- ترفيه
- بوابة ماسبيرو
«مجمع الكرادلة» يكشف أسرار اختيـار وتنصيب البـابا
السينما تخترق حصار الكنيسة الكاثوليكية زادت نسبة المشاهدة والبحث عن الأفلام التى تحمل أفكارا ومعانى عن البابا ومراسم التنصيب، خاصة بعدما توفى البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية.. وهناك خمسة أفلام أنتجت فى السنوات الأخيرة عن أسرار البابوية والكنيسة ومراسم التنصيب التى تجرى فى سرية تامة. أعادت هذه الأحداث إلى الأذهان الأفلام التى تعالج القضايا الكنسية، ومراسم التنصيب فى الكنيسة الكاثوليكية، مثل فيلم «شيفرة دافنشى» عام 2006 للمخرج رون هوارد.. وفيلم Doubt عام 2008 للمخرج جورج باتريكت شانيلى.. وفيلم «صمت» للمخرج مارتن سكورسيزى عام 2016.. وفيلم «مصلح أول» First Reformer للمخرج بول شرايدر عام 2017. أحدث الأفلام هما فيلما «البابوان» و»كونكلاف».. يتناول الأول قصة خيالية عن الكاردينال الألمانى الذى اصبح البابا بنديكتوس السادس عشر الذى يلعب دوره أنتونى هوبكنز، بينما يحاول إقناع الكاردينال الأرجنتينى خورخى ماريو بيرجوليو الذى خلف البابا بنديكت السادس عشروأصبح البابا فرنسيس بعد استقالة بنديكتوس. الفيلم الأحدث هو فيلم Conclave الذى نال جائزة الأوسكار هذا العام لأفضل سيناريو. وهو من إخراج إدوارد برجر، وبطولة نجوم كبار مثل راف فاينس وستان توتشى وإيزابيلا روسيلينى وجون ليثجو، الذين قدموا مزيجا ممتعا ساحرا من الطقوس والإجراءات والتصورات التى تتبع وفاة البابا مباشرة. ويقدم الفيلم أيضا الصراع الفكرى بين الليبراليين والمحافظين والتقليديين.. وقد حظى باهتمام كبير من النقاد لفكرته الجديدة التى تناولت بكل دقة إجراءات اختيار البابا والتوتر الذى يسبق عملية الاقتراع، وكيف تحافظ الكنيسة على مبادئها الدينية وعلى هيبة وقدسية المنصب من الانحراف على يدى الكرادلة المتعصبين أو هؤلاء الذين يسلكون طرقا منحرفة للوصول إلى كرسى البابوية. ويسلط الفيلم أيضا الضوء على الصراع حول جوهر الكنيسة ومعنى الإيمان وجديته، عبر مناقشات وجمل مقتضبة وسريعة لكنها تحمل مغزى عميقا لمعنى الإيمان، عبر النقاشات التى تدور بين الكرادلة خلف الكواليس والنزاع بين التقدميين الحدثيين والتقليديين.. ويكمن التحدى فى هذا الانتخاب فى إيجاد واحد من الكرادلة يحظى بتأييد ثلثى المجلس. ولذلك يعقد الاجتماع سريا حيث يعزل الكرادلة عن العالم الخارجى حتى لا يقعوا تحت تأثير الرأى العام، ومن يخالف ذلك قد يتعرض إلى الطرد من الكنيسة؛ حتى يتفق ثلثا العدد على شخص واحد يستحق المنصب. وكل مراحل التنصيب يعرضها الفيلم بتسلسل ممتع تصاحبه إثارة وشغف لمعرفة الفائز فى الانتخابات.. وينجح المخرج فى أن يجعل كل خطوات الانتخابات تبدو طبيعية حتى خطوات إحراق أوراق الاقتراع التى تحرق بعد كل تصويت والتى يشاهدها العالم الخارجى مصحوبة بدخان أسود.. بما يعنى أنهم لم يتوصلوا بعد للبابا الجديد.. أو دخان أبيض بما يعنى أنهم توصلوا إلى البابا وستبدأ بعدها إجراءات التنصيب. ويشارك فى الكونكلاف جميع الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عاماً، والبالغ عددهم حالياً 117 كاردينالا، جاءوا من مختلف القارات. وقد تم تعيين معظمهم من قبل البابا الراحل، مما قد يمنح تياره الفكرى وزناً فى عملية الانتخاب. بمجرد وصول جميع الكرادلة، تبدأ مراسم الكونكلاف.. تغلق الأبواب والشبابيك المؤدية إلى العالم الخارجى، ثم يبدأ قدّاس صباحى خاص فى كاتدرائية القديس بطرس. وفى فترة بعد الظهر، يسير الكرادلة إلى كنيسة سيستينا - الشهيرة برسومات مايكل أنجلو - ليبدأوا عملية التصويت. تُجرى أربع جولات تصويت يومياً، اثنتان صباحاً واثنتان بعد الظهر، خلال اليومين الثانى والثالث والرابع من الكونكلاف. أما اليوم الخامس فيُخصّص للصلاة والمناقشة التى يتحدث فيها كبار الكرادلة عن تصوراتهم وتخوفاتهم، مما قد يجعلهم يعيدون التفكير فى اختياراتهم.. ثم يُستأنف التصويت لسبع جولات إضافية. بعدها، تُمنح استراحة أخرى، ويُعاد تكرار النمط. الفيلم يقدم جميع الخطوات، بالإضافة إلى تأثير تلك الإجراءات والمناقشات على اختيارات الكرادلة للبابا، ويناقش المعانى السامية والمختلفة للإيمان، ويتمثل ذلك فى أربعة كرادلة فى الفيلم.. كاردينال بيللينى الذى يدفع بكل قوته لكى يغوى معارفه من الكرادلة بالمال والوعود ليحثهم على اختيار الكاردينال الأفريقى أداييمى المتهم بعلاقات نسائية وطفل غير شرعى قبيل أن يصبح كاردينالا؛ أما أهم ما جاء فى فكرة الفيلم فهو الصراع الذى كان يعيشه الكاردينال الذى كان قد طلب الاستقالة من البابا ورفض البابا قبولها وأعلن أمام الكرادلة أنه لا يسعى لكرسى البابا لكنه حريص على نزاهة الاختيار وعلى استمرار نهج البابا المنفتح والذى يدعو إلى السلام بين كل الأديان وكل أبناء الإنساسية. وتصل فكرة معاناة الكاردينال توماس لورانس عميد المجمع إلى ذروتها حين يضطر إلى كسر ختم غرفة البابا الراحل وتفتيش أوراقه لتظهر مفاجأة قلبت الموازين وأظهرت الحقيقة. نقاط الضعف فى الفيلم معظمها موجود فى الحبكة، حيث اعتمدت على عنصر المفاجأة التى تلتها أحداث ضعيفة غير منطقية، فأحداث كشف العلاقات النسائية للكاردينال الأفريقى غير منطقية، والطريقة التى حصل بها الكاردينال توماس على أوراق إدانة أحد المرشحين أيضا ضعيفة. وهناك اقحامات، مثل انفجار حقيقى من خارج كنيسة سيستينا، يشعر به من داخلها، تربك فكرة العمل خاصة أنه حدث لم يتطور ولم يحدث تأثيرا واضحا فى العمل، اللهم إلا إذا كان المخرج أتى به كرمز للانفجارات الفكرية التى حولت الكرادلة من التشتت بين المتنافسين على كرسى البابا ووجهتهم لمرشح واحد نال أكثر من ثلثى الأصوات. جماليات تسلسل الأحداث والمكان والملابس وروعة الانصياع للتعليمات عكست هيبة الكنيسة وقدسيتها.. ومن نقاط القوة أيضا التى أثرت العمل أداء الممثلين وروعة التعبيرات بالحركات الجسدية أو تغييرات ملامح الوجوه التى عكست القلق والتوتر بين حين وآخر.. أداء الممثلين الرئيسيين رائع وبسيط وفعال. قدّم رالف فاينز أداءً باهرًا فى دور الكاردينال لورانس المنهك من الحياة، والذى يمرّ بأزمة إيمانية دينية بحتة، حين يدعى لعقد اجتماع لاختيار البابا الجديد، ويعترف بتذبذبه فى جدوى الصلاة. ومن نقاط الضعف أيضا أن الفيلم سمح لرئيسة الراهبات فى المجمع، تقوم بدورها إيزابيلا روسيليني، الحق فى الشهادة فى داخل صحن المجمع، لتكشف حقيقة تلاعب أحد الكرادلة لاستبعاد منافسه من الانتخابات، وهذا لا يحدث غالبا لأن معظم الأديان تمنع المرأة من الإدلاء برأيها دون ضرورة قصوى؛ ربما لجأ المخرج لهذا المشهد ليؤكد على منهج البابا الانفتاحى الذى يدعو للإفساح للمرأة لأداء دورها فى اتخاذ القرار.. وبحضورها الطاغى تخطف إيزابيلا روسيلينى الأضواء فى كل مشهد تحضره، وتذكرنا بقدراتها التمثيلية المذهلة. الفيلم ممتع فى مجمله، ويحمل أفكارا ورموزا بسيطة تصلح للمشاهد للكبير والصغير، فالفكرة على بساطتها يمكن تأويلها لتنطبق على جميع صراعات القوى السياسية فى أى فئة تسعى لحكم أو سياسة.

مصرس
منذ 6 أيام
- سياسة
- مصرس
بطريرك الكاثوليك يلقي نظرة الوداع على البابا فرنسيس
ألقى البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، نظرة الوداع، على جثمان البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، وذلك ببازيليك القديس بطرس، بالفاتيكان. جاء ذلك بمشاركة الأنبا باسيليوس فوزي، مطران إيبارشية المنيا للأقباط الكاثوليك، والأنبا بشارة جودة، مطران إيبارشية أبوقرقاص وملوي وديرمواس للأقباط الكاثوليك.وسيشارك صباح الغد، وفد الكنيسة الكاثوليكية بمصر، برئاسة الأنبا إبراهيم إسحق، في جنازة الأب الأقدس.الفاتيكان: 50 رئيس دولة و10 ملوك يحضرون جنازة البابا فرانسيسوأعلن الفاتيكان، أن 50 رئيس دولة و10 ملوك سيحضرون جنازة البابا فرنسيس.مراسم جنازة البابا فرانسيسوأعادت كنيسة القديس بطرس فتح أبوابها، للترحيب بآلاف المصلين من جميع أنحاء العالم الذين يريدون تقديم نظرة أخيرة للبابا فرنسيس.أعداد المشاركين في العزاءووفقا لآخر إحصائية، فقد زار نحو 50 ألف شخص في اليوم الأول من جنازة البابا فرنسيس كاتدرائية القديس بطرس، لتوديع بابا الفاتيكان؛ إذ أعلن الفاتيكان أنه في اليوم الأول، بلغ إجمالي عدد الأشخاص الذين ودعوا البابا فرنسيس، نحو 48 ألفا و600 شخص، بعد انتظار دام أكثر من 4 ساعات.وأشار التقرير الرسمي الصادر عن الكرسي الرسولي إلى وجود 13 ألف شخص بين منتصف الليل ووقت الإغلاق فقط.وفي هذه الأثناء، خرقت سيدة بروتوكول الفاتيكان وسط حيرة المتواجدين والكاميرات؛ إذ شقت طريقها وسط كرادلة وأساقفة ورجال دين محليين وأجانب داخل صحن كنيسة القديس بطرس، وبعدها وقفت وألقت نظرة طويلة على النعش المسجى فيه جثمان البابا. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا


فيتو
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- فيتو
البابا فرنسيس.. ذكرى خالدة في قلوب الملايين
في الوقت الذي كان فيه الفلسطينيون ينتظرون صوت الحق وقرارات دولية تجاه المذابح وحرب الإبادة الجماعية التي ارتُكبت وما زالت تُرتكب من قبل الصهاينة تجاه الشعب الفلسطيني، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ، كان الصمت عنوانًا من قبل أغلبية دول العالم، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، التي تمدهم بكافة أسلحة الإبادة الجماعية وتسعى للتهجير القسري للفلسطينيين.. رأينا البابا فرنسيس بابا الفاتيكان قبل وفاته، يندد بجرائم الحرب والإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. لقد أُعلن وفاة بابا الفاتيكان فجر الإثنين 21 أبريل 2025، ودقت أجراس كاتدرائية القديس بطرس بعد إعلان الوفاة، لكن صداها تردد في كل أنحاء دول العالم.. البابا فرنسيس تحدثت عنه مواقفه منذ أن أتى إلى البابوية في عام 2013، سواء بشأن القضية الفلسطينية والحرب في قطاع غزة، أو بجهوده المتواصلة في تعزيز الحوار بين الأديان، وبخاصة المسيحية والإسلام. في خطابه الأول، تطرق إلى موضوعين هامين، وهما السلام في العالم وكيف يمكن إنقاذه والخروج من الحروب والاضطرابات، وشدد على أنه لا سلام في العالم إلا بالسلام مع الإسلام.. وقبل الإعلان عن وفاته بساعات قليلة، ظهر البابا في الفاتيكان وشجب وضعًا مأساويًا مخجلًا في غزة، وحذر من تنامي جو معاداة السامية الذي ينتشر في العالم. كان البابا فرنسيس صوتًا عاليًا في إدانة الوحشية الإسرائيلية، وانتقد الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وهاجم حكومة الصهيوني الأكبر نتنياهو، ودعا لوقف الحرب والسماح بوصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وكان دوما موقفه داعمًا لتحقيق السلام العادل في فلسطين على أساس حل الدولتين. البابا فرنسيس كان مدافعًا عن قيم السلام والمحبة والإيمان في العالم أجمع. إعترف بدولة فلسطين ورفع العلم الفلسطيني في حاضرة الفاتيكان، وهو رأس الكنيسة الكاثوليكية وأسقف روما، وهو مركز ذو مركزية دينية وسياسية هائلة يمتد تأثيره إلى جميع أنحاء العالم. ومن هنا ستبقى ذكراه خالدة في قلوب الملايين. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


الدستور
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- صحة
- الدستور
وباء نقص المناعة الحضارية!
• مجتمعنا فى محنة حقيقية الكل فيها مهان والكل فيها مدان لا أستثنى أحدًا • من أعراض تفشى الوباء هياج النفوس الخربة تفاعلًا مع وفاة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان • مشهد انحلال محمد رمضان لم يكن إلا مشهدًا دالًا فى سياق تفشى وباء نقص المناعة الحضارية • سلوك النخبة يعمق المشكلة ويزيد من تفشى الوباء • أصداء حادث الاعتداء الجنسى على الطفل «ياسين» بكل أبعاده كاشفة لأمراض المجتمع المصرى المزمنة لا أعرف لمن تعود حقوق الملكية الفكرية لمصطلح «المناعة الحضارية»، لكن أول مرة أسمعه وقتما ورد على لسان الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية أحمد بان، فى حوار مع «إبراهيم عيسى» فى أولى حلقات برنامجه على قناة الحرة «مُختلف عليه» منذ نحو سبع سنوات بينما شاهدته لأول مرة مؤخرًا، وجاء المصطلح ردًا من «بان» على سؤال يتعلق بأسباب نجاح الجماعات المتطرفة دائمًا فى استقطاب تلك الأعداد المهولة من الشباب وفى مقدمتهم المؤهلون علميًا طوال نصف قرنٍ مضى، حيث أوضح الباحث أن انخفاض مستويات الاهتمام بكل ما يتصل بارتقاء الفكر وتهذيب الوجدان، بداية من تردى أنظمة التعليم كافة بما يمثله كحجر أساس فى الموضوع، كله ساهم ولا يزال فى نقص المناعة الحضارية فى المجتمع، فكان ما كان. المضمون قطعًا سابق الطرح، إلا أن مصطلح «المناعة الحضارية» تعبيرًا عنه اتصل بذائقتى واستوقفنى مجازه باهتمام شديد وإعجاب أشد، حتى وجدتنى أصف حال المجتمع المصرى جميعه الآن بأنه يعانى خطر تفشى وباء نقص المناعة الحضارية، نعم فقد وصل الحال بنا إلى حد تفشى الوباء، ومن أعراض تفشى الوباء هياج النفوس الخربة تفاعلًا مع وفاة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، الرجل المشهور حتى آخر أيام عمره بإنسانيته وضميره الحى، انطلقت سهام الاستهزاء والتكفير تضرب سيرته العطرة ومواقفه المشرفة دنيا ودينًا، بل وتسب وتلعن كل من دفعته إنسانيته قبل قناعاته نحو نعيه والترحم عليه، ينسون أو يتناسون أن الله سبحانه وتعالى عزز اسميه «الرحمن الرحيم» فاختارهما ليكونا الأكثر ترددًا وتكرارًا من بين 99 اسمًا هى أسماء الله الحسنى. قبلها وطوال أسبوع الآلام كاملًا، من أحد السعف وحتى الأحد التالى عيد القيامة مرورًا بخميس العهد وسبت النور، تجددت طقوس الاستهزاء والتكفير فى مواجهة عبادات وطقوس واحتفالات الأخوة المسيحيين شركاء الوطن، ودارت عجلات الإقصاء والاستعلاء وتوزيع صكوك الجنة والنار، والمدهش أن الجموع تنتبه وتنتفض بحماس لا يأتيها أبدًا فى وقفة مراجعة مع النفس هى فى أمس الحاجة لها بكل تأكيد، حتى أن الأمر يذهب بها إلى استنكار مواقف أئمة ودعاة يمثلون الإسلام الوسطى بادروا بتهنئة الأخوة المسيحيين بعيدهم الكبير، وفى مقدمة هؤلاء فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، ويتمادى أصحاب النفوس الخربة إلى حد المساس بمكانة عيسى بن مريم أحد أنبياء الله المرسلين والحديث عنه بما لا يليق، وكأنهم لا يؤمنون به نبيًا مرسلًا! ولم يكن مشهد انحلال محمد رمضان مؤخرًا فى حفله بمهرجان كوتشيلا بالولايات المتحدة الأمريكية مرتديًا ما يخايل بدلة الرقص متشبهًا بالنساء، إلا مشهدًا دالًا فى سياق تفشى وباء نقص المناعة الحضارية، والحقيقة أن ظاهرة محمد رمضان فى مجموعها بما أتت به من أفلام ومسلسلات وأغاني ومظاهر ومفاهيم دفعت دفعًا فى اتجاه نقص مناعة المجتمع المصرى الحضارية، فقد شوه ملامح وعقول وأرواح وسلوكيات وطموحات جيل كامل عدد كبير منه الآن خارج عن السياق بشكل أو آخر، حتى مشهد عودته إلى الأضواء بوجه إنسانى فى برنامجه فى رمضان الماضى لم يأتِ إلا امتدادًا فى نفس الاتجاه، لا يفعل أو يقول إلا ما يهدر القيمة وكل قيمة، هو بخواء روحه وعقله دمية شريرة مؤذية دائمًا فى واقع الأمر. مشهد آخر دال فى سياق تفشى وباء نقص المناعة الحضارية، يتعلق بتوجهات الحكومة فى السنوات الأخيرة فى التعامل مع مزاراتنا التاريخية والأثرية، والسماح بسهولة اقتحامها مقابل إيجارات لإقامة حفلات فنية وأفراح وخيام إفطار وسحور رمضان وخلافه، ولا يختلف الأمر كثيرًا بفرم مقابر أثرية تحمل أسماء رواد هذا الوطن فى مختلف مجالاته فى إطار تطوير الطرق وإنشاء المحاور والكبارى، ولا أى اعتبار من أى نوع فى كل هذا لتاريخ أو سيرة أو هوية أو قيمة أو مثل أو قدوة، وكلنا يعلم أن آخر ما تهتم به الحكومة حتى الآن ما يتصل فى وجه أو آخر بتعزيز قيمة المعرفة أو الارتقاء بوعى المجتمع المصرى وتهذيب وجدانه، تسمع فى هذا شعارات وفقط دون أى فعل حقيقى على الأرض. أيضًا سلوك النخبة يعمق المشكلة ويزيد من تفشى الوباء، خاصة وأن منهم من يتحدث عن مفاهيم الوعى والثقافة والقوة الناعمة وغيرها بما يعزز الحواجز النفسية بينها وبين الناس، الوعى ليس حكرًا على أحد ولا يتطلب إلا اجتهادًا حقيقيًا نحو السعى له، والارتقاء بالوجدان وتهذيبه هو الآخر حق مكفول للجميع، بعيدًا عن اشتراطات الشهادات والمؤهلات ومستويات الغنى أو الفقر، خاصةً وأن طرق وقنوات رفع الوعى وتهذيب الوجدان أصبحت الآن عديدة ومتنوعة وفى حوزة الجميع على اختلاف مستوياته الاجتماعية، ولا يغيب عن ذاكرة طفولتنا مشهد قراءة الجريدة اليومية على المقاهى، كنا نشاهدها فى يد ماسح الأحذية كما هى فى يد الأفندية، ولم تكن الإذاعة إلا ونس وخلفية حياة البيوت والمقاهى يسمعها ويأخذ عنها الجميع على حدٍ سواء. ولا تختلف كثيرًا سلوكيات الوسط الثقافى فى مجموعه رغم المفترض أنه يعمل فى اتجاه تقويم آفات المجتمع، فسلوكياته هى الأخرى تعمق المشكلة وتزيد من تفشى وباء نقص المناعة الحضارية، خذ عندك مثلًا سجالاته فى الأيام الأخيرة حول فوز الروائى محمد سمير ندا بالجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» وكيف أن حدث الفرحة الغائبة منذ أن فاز بالجائزة الروائى يوسف زيدان عام 2009 تحول إلى «مطحنة» تشكيك وإقصاء وتخوين، ومعه الوسط الإعلامى فى مشهد انتخابات نقابة الصحفيين وما شاب سلوكياته من تصفية حسابات شخصية ومهنية وسياسية وغيرها وكله على حساب رسالة النقابة التاريخية كأحد أهم صروح الحريات، وفى نفس اتجاه تفشى الوباء يأتى مشهد الخلاف حول سلوكيات تغطية مناسبات النجوم والمشاهير من المندسين على المهنة فى الغالب. أما السلوك العام سواء فى واقع حياتنا اليومية الشخصية أو المهنية أو على صفحات السوشيال ميديا فحدث ولا حرج، العشوائية لا تزال تضرب الشارع المصرى فى كل اتجاه وتنتشر انتشار السرطان فى أقصى وأقسى حالاته، والأصوات الانفعالية العالية أصبحت هى السمة الأساسية سواء فى تعاملات البشر فيما بينهم أو فيما يسمعونه أو يشاهدونه أو يحتفلون به دونما أى اعتبارات لضوضاء أو ضجيج أو إزعاج، ونلحظ جميعًا تجذر دوافع هواية التحايل الدائم على القانون يومًا بعد يوم وكيف أنها تشكل ملمحًا أساسيًا من ملامح شعور المصرى بذاته، والمشهد على صفحات السوشيال ميديا مؤسف جدًا ومعبر عن تفشى الوباء فى معظم الأحوال، راجع أصداء حادث الاعتداء الجنسى على الطفل «ياسين» بكل أبعاده الكاشفة لأمراض المجتمع المصرى المزمنة. كل هذا مجرد قليل دال مؤخرًا من كثير سائد طول الوقت، مجتمعنا فى محنة حقيقية الكل فيها مهان والكل فيها مدان لا أستثنى أحدًا، فأقل تقصير أن يكتفى الواحد منا بذاته راضيًا نائيًا مترفعًا عن مواجهة تفشى وباء نقص المناعة الحضارية، معتقدًا أنها كليةً مهمة دولة أو حكومة أو هيئة أو مجتمع مدنى أو بيت أو مدرسة أو دور عبادة أو وسط أو نشاط، صحيح أنها لا بد وأن تكون بالأساس على أجندة أولويات هؤلاء، لكن كلٌ منا -وخاصةً من لم يصبهم أو يتمكن منهم الوباء بعد- مدعو ومطالب بأن يقوم بدوره على الأقل فى محيطه، تمامًا كما استجاب الجميع دونما ترتيب حرصًا على حياته وحياة أحبائه والآخرين فى مواجهة «كورونا»، فالخطر والله أجل وأعظم.


النبأ
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- النبأ
أيها العلمانيون أنتبهوا..شيخ الأزهر ليس أقل من بابا الفاتيكان!
يتمتع منصب بابا الفاتيكان بمكانة روحية ودينية كبيرة تصل إلى حد التقديس عند أكثر من مليار ونصب كاثوليكي حول العالم. وبعد وفاة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، نعى الكثير من العلمانيين في مصر والوطن العربي والعالم الإسلامي البابا فرانسيس، ووصفوه بأبو الفقراء والإنسانية في العالم، كما وصفوه بالملهم والحكيم والمدافع عن القيم العليا للإنسانية والعدالة، ورمز السلام والمحبة في العالم. في المقابل يتعرض الأزهر الشريف وشيخه لهجوم شرس ومحاولات دائمة للانتقاص من مكانته ومكانة شيخه، الذى هو امتداد لشيوخ الأزهر العظماء السابقين، كما يتعرض علماء الأزهر للهجوم للنيل من مكانتهم، من جانب بعض المحسوبين على التيار العلماني أو ما يطلقون على أنفسهم «التنويريون»، الذين يتهمون من جانب الكثير من علماء الأزهر الشريف بأنهم يسعون لهدم الدين وتحطيم ثوابته، المتمثلة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة الصحيحة والأحكام الشرعية القطعية الثبوت والدلالة في الشريعة الإسلامية، مثل المواريث والحجاب والطلاق الشفوى، وغيرها من الأحكام الشرعية. التنويريون دائما يتهمون الأزهر الشريف بتفريخ الإرهاب والتشدد والتطرف والوقوف حجر عثرة أمام تجديد الخطاب الديني وتحول مصر إلى دولة مدنية حديثة، وأنه السبب في تخلف المسلمين حول العالم، وأنه الأب الروحي لجماعات الإسلام السياسي المتشددة والمتطرفة مثل داعش والقاعدة وبوكو حرام وطالبان وغيرها من الجماعات الإرهابية، وأن زعماء هذه الجماعات من خريجي الأزهر الشريف. . كما يتعرض شيخ الأزهر للهجوم من بعض المحسوبين على التيار العلماني في مصر، وصل لحد المطالبة بإقالته من منصبه، كما سعى الكثير من المحسوبين على التيار العلماني للنيل من مكانة وهيبة الأزهر الشريف وشيخه وعلماءه، رغم أن مكانة الأزهر الدينية والروحية عند المسلمين لا تقل أهمية عن المكانة الدينية والروحية لبابا الفاتيكان عند ما يقرب من مليار ونصف كاثوليكي على مستوى العالم والهجوم على الطيب وصل لحد اتهامه بتبني أفكار داعش، بعد أن رفض تكفير تنظيم الدولة الإسلامية، ففي 2015 قال الإعلامي إبراهيم عيسى، إن «الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يؤمن بنفس الأفكار التي يؤمن بها تنظيم داعش». وأضاف «عيسى» في برنامجه «25/30»، الذي يعرض على فضائية «أون تي في»، إن «الدكتور أحمد الطيب، مثله مثل الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، وأعضاء تنظيم داعش، يؤمن بضرورة تطبيق حد الردة، وإقامة الدولة الإسلامية، ولكن هناك اختلاف واحد فقط بينهم حول التوقيت والآلية التي يتم من خلالها تحقيق هذه الأهداف». وأضاف «الاختلاف الوحيد بين الطيب وداعش، هو أن الطيب يريد تحقيق هذه الأهداف ولكن ليس الآن، وبطريقة سلمية، أما داعش فتريد تحقيقها الآن وبالقتل». إسرائيل تدخل على خط الهجوم على الأزهر وقد دخلت إسرائيل على الخط في الهجوم على الأزهر الشريف، والنيل من شيوخه وعلماءه. ففي شهر نوفمبر 2023، أصدر معهد دراسات وأبحاث الأمن القومي الإسرائيلي تقريرًا طالب فيه بـ "كبح جماح الأزهر، وتقويض سمعته دوليًا، ووقف دعمه وتمويله، بما في ذلك التلويح بالمساعدات الأميركية المقدمة لمصر"، وتزامن التصعيد ضد الأزهر مع تقارير عبرية تفيد بأن العلاقات بين القاهرة وتل أبيب في أدنى مستوياتها، بسبب تطورات الحرب على غزة. وفي سبتمبر 2024، شنت أميرة أورون، سفيرة إسرائيل السابقة لدى مصر، هجوما حادا على الأزهر الشريف وشيخه الإمام أحمد الطيب، ووجهت اتهام للمؤسسة السنية الأولى في العالم الإسلامي بأنها معادية السامية. وأضافت السفيرة الإسرائيلية خلال لقاء تلفزيوني مع قناة "i24News" الإسرائيلية، أن الأزهر الشريف يكن عداء لا مثيل له لإسرائيل، وأنه عداء في منتهى القسوة والصعوبة. وزعمت السفيرة التي شغلت منصبها في مصر من الفترة من 23 سبتمبر 2020 حتى عام 2023، أن عداء الأزهر الشريف وشيخه أحمد الطيب لإسرائيل يختلط بسمات معادة السامية، على حد زعمها. وزعمت السفيرة العبرية أن الشيخ الطيب يصدر دائما بيانات شديدة اللهجة وفي منتهى القسوة ضد إسرائيل، وأن هذه البيانات معادية للسامية أيضا. وردا على ما ذكرته أورن يؤكد مرصد الأزهر أن خطاب المظلومية المعتاد الذي يلجأ إليه المنتمين لإسرائيل في كل مناسبة يظهر فيها وجهه الدموي الحقيقي كما هو الحال في العدوان على قطاع غزة ولبنان والذي تجاوز الضحايا فيهما حاجز الـ 150 ألف ما بين شهيد وجريح ومفقود؛ أصبح لا قيمة له أمام بشاعة الجرائم المرتكبة يوميًا ضد الفلسطينيين واللبنانيين. كما يشدد المرصد على أنه كلما ضاق الخناق على المحتل المغتصب لأرض فلسطين، اشتدّت اتهاماته للشرفاء؛ لا سيما مع وجود إجماع دولي غير مسبوق على إدانة مسئولين إسرائيليين وعلى رأسهم نتنياهو بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، حتى داخل دول حليفة له أعلنت إنفاذ مذكرة الاعتقال حال وصول قادة الإرهاب إلى أراضيها. ويؤكد المرصد أن شيخ الأزهر يقف بكلمة الحق والعدل التي دعا إليها الإسلام وجميع الأديان ليواجه قوات إرهابية تجردت من كل معاني الأخلاق والإنسانية، واستباحت شتى الجرائم الوحشية؛ من قـصف للمستشفيات وتد مير المساجد والكنائس وقـتل الأطفال والنساء ومراسلي الصحف والمواطنين الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة. كما أن تشجيع الأزهر الشريف للأصوات الحرة في العالم الداعية إلى وقف المجازر ضد الضعفاء والمستضعفين في غزة ولبنان ما هي إلا دعم للحق الذي غاب منذ سنوات طويلة عن أذهان الإسرائيليين الذين سعوا في الأرض فسادًا وسفكًا للدماء، متخذين من بعض نصوصهم الدينية المتطرفة مظلة يحتمون بها ويبررون جرائمهم الإرهابية التي تركت أثرها على جميع الفلسطينيين في غزة والضفة، تارة بآليات قواتهم الإرهابية المدعومة من الغرب، وتارة أخرى بأيدي مستوطنيهم وجميعهم في الدم سواء. واختتم المرصد في بيانه: نقول إن دعم الأزهر الشريف للحق الفلسطيني الأصيل هو دعم للإنسانية التي تعاني اليوم من تحديات جمة تدفع الإنسان إلى الهاوية بفعل الحروب المستحدثة التي لم تقف على حد المواجهة المباشرة بالأسلحة بل تجاوزت إلى حروب اقتصادية وأخرى تكنولوجية تفتك بالمجتمعات وتهدد استمراريتها واستقرارها، وأن الأزهر يدرك جيدًا مفاهيم الحق والعدل والعيش المشترك التي تدعي تلك السفيرة الإسرائيلية أنه يحارب بنو جنسها عمدًا غير مدركة لحجم ما ارتكبوه من جرائم وحشية يندى لها جبين الإنسانية. أكد الإعلامي مصطفى بكري، أن هناك حملة إسرائيلية ضد شيخ الأزهر والمؤسسات الأزهرية، برعاية السفيرة الإسرائيلية السابقة لدى القاهرة، مشيرا إلى أن تل أبيب أصدرت تقريرا عن أن الأزهر مؤسسة داعمة للإرهاب وتناسى أن إسرائيل هي أساس الإرهاب. وأشار "بكري" خلال تقديم برنامجه "حقائق وأسرار" المذاع على فضائية "صدى البلد"، إلى أن شيخ الأزهر كرس كل جهده لرفض الإرهاب ونشر الوسطية، وأنه يغرس في أبنائه، وطلابه منذ السنوات الأولى للتعليم قبول التعددية. وتابع "الأزهر أصدر العديد من البيانات التي أدان فيها خطابات التحريض والكراهية التي تمارس في حق غير المسلمين، منوها عن أن هناك فارق بين المدافعين عن أوطانهم والساعين إلى تحرير أراضيهم، وبين القتلة الذين يمارسون أشد أنواع العنف والإرهاب". بابا الفاتيكان ومكانته في العالم يتمتع بابا الفاتيكان بعدة صفات وصلاحيات دينية باعتباره «الأب الروحي» عند الطائفة المسيحية الكاثوليكية، ورأس الكنيسة الكاثوليكية، ويُلقب بالعديد من الألقاب، منها: نائب المسيح في الأرض، وخليفة القديس بطرس، والحبر الأعظم للكنيسة الجامعة، وكبير أساقفة المقاطعة الرومانية، وسيد الفاتيكان، وخادم خدام الله، وصاحب القداسة، أو قداسة البابا، أو الأب الأقدس. كما يتمتع بابا الفاتيكان بسلطات سياسية وإدارية وتعليمية ودينية واسعة، إذ يُعد بمثابة ملك وحاكم لدولة الفاتيكان التي تأسست بموجب اتفاق عُرف باسم «لاتران» الذي جرى توقيعه في عام 1929 بين الكنيسة الكاثوليكية والحكومة الإيطالية، وبموجب هذا الاتفاق أصبحت الفاتيكان دولة مستقلة تتمتع بسلطة وسيادة وفق نظام حكم ملكي مطلق يترأسه البابا، واعترفت الحكومة الإيطالية بالسيادة المستقلة لدولة الفاتيكان. ويُعد قصر الفاتيكان مقر إقامة البابا داخل أسوار المدينة، ويطلق اسم «الكرسي الرسولي» على حكومة كنيسة الروم الكاثوليك التي يقودها البابا. ويُمنح البابا صلاحيات كبيرة، وسلطة لا محدودة. وعلى الصعيد السياسي، يعد البابا اليوم من أهم الشخصيات في العالم، نظرًا لتأثيره الروحي والثقافي والدبلوماسي على زهاء 1.4 مليار كاثوليكي، لا سيما بواسطة شبكة الجمعيات والمؤسسات التابعة للفاتيكان والمنتشرة في كل أنحاء العالم، إذ تقدم خدمات في مجال التعليم والرعاية الصحية والخيرية. ورغم أن الفاتيكان هي الدولة الأصغر في العالم، فإن دورها وأهميتها يتجاوزان حدودها الإقليمية ويطالان معظم الدول، فالفاتيكان هو مقر الكرسي الرسولي ومركز قيادة الكنيسة الكاثوليكية في العالم التي يتبعها نحو 1.39 مليار شخص، حسب إحصاءات الفاتيكان حتى نهاية 2022. ويقوم ما يعرف باسم الكرسي الرسولي مقام وزارة الخارجية بالنسبة للفاتيكان، وهو الاسم الدولي لما يوصف باسم "حكومة الكنيسة الكاثوليكية". ويبرز منصب البابا رئيسا لدولة وليس مجرد زعيم ديني لأكثر من مليار وربع مليار مسيحي في العالم، كما أن المركز الديني للبابا لا يمنعه إطلاقا من ممارسة السياسة، لأنها تأتي ضمن واجباته تجاه رعاياه. ويوجد أكثر من 60 سفارة بابوية موزعة على أنحاء العالم تعمل في إطار توجيهات البابا لما فيه مصلحة الكنيسة الكاثوليكية. وظهر دور الفاتيكان في منظومة السلام العالمي من خلال عدد من الملفات الهامة، منها على سبيل المثال: الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إذ يقيم الفاتيكان علاقات مع كل من السلطة الفلسطينية وإسرائيل، ويتبنى موقفًا من الصراع يقوم على تدويل القدس، وبالتالي رفض الاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل، بالإضافة إلى التأكيد على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم ضمن إطار حل الدولتين. وفي يونيو 2015، وقّع الفاتيكان اتفاقية مع السلطة الفلسطينية دعم من خلالها الفاتيكان موقفه الملتزم بحل الدولتين، وقد عُدَّت الاتفاقية بمثابة اعتراف ضمني بفلسطين كدولة. مكانة الأزهر الشريف مقابل المكانة الروحية والدينية الكبيرة التي يتمتع بها بابا الفاتيكان، يحظى الأزهر الشريف بمكانة تكاد تصل إلى حد التقديس فى قلوب وعقول ونفوس المسلمين فى شتى بقاع العالم باعتباره قلعة الدفاع عن الإسلام بمفهومه الصحيح المعتدل البعيد كل البعد عن التعصب والغلو والتشدد، وهو أعلى مؤسسة علمية إسلامية، وهو الممثل الشرعى للفكر وللفقه. والأزهر بتاريخه الممتد عبر الزمان بأكثر من ألف عام كان ومازال حامى العقيدة من الفكر المنحرف، وهو الذى يتولى قيادة العمل العلمى فى مجال الاجتهاد الفقهى وتجديد الفكر الإسلامي، وهو منارة للعلم فى العالم كله، وهو رمز الوطنية والوسطية السنية، ورجاله ينتشرون فى كل بقاع الدنيا يعلّمون الناس الدين الوسطي. وشيخ الأزهر هو الإمام الأكبر رئيس أكبر مؤسسة دينية فى مصر، يتولى رئاسة علمائه، ويشرف على شئونه الإدارية، ويحافظ على الأمن والنظام بالأزهر، وهو من المرجعيات المؤثرة فى العالم الإسلامي. كما يحظى الأزهر الشريف وشيخه الإمام الأكبر بمكانة مرموقة ومتميزة فى دول جنوب شرق اسيا وخصوصا اندونيسيا وماليزيا وتايلاند وقد لاحظنا عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى مدى الحفاوة التى استقبل بها فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب والوفد المرافق له من قبل رؤساء هذه الدول وشعوبها إذ أجريت للإمام الأكبر مراسم الاستقبال التى تجرى للملوك والرؤساء. وعقد الإمام الأكبر لقاءات مع قادة الدول الثلاث، ومع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وتم بحث مواضيع مهمة عن كيفية وقف العدوان على غزة، وكيفية مواجهة تنامى الإسلاموفوبيا وبعض المواضيع الأخرى التى تهم العالم الاسلامي. وكما يقول أحمد الصاوي، رئيس تحرير جريدة صوت الأزهر: "إن مكانة الأزهر جعلت منه صوتًا رئيسيًا لكل قضايا العالم الإسلامي"، بالاضافة إلى استضافة مكتب "الإمام الأكبر" للعديد من القادة السياسين الذين يزورون مصر من حول العالم، ليستمعوا لرؤية شيخ الأزهر فى كافة القضايا المتعلقة بالإسلام والمسلمين وللحصول على دعمه فى كافة القضايا الإنسانية التى تحتاج لتكاتف دولي، كالمساعدة فى التوعية بالجوائح والأمراض الخطيرة وتعليم الفتيات، ومشيرًا في ذات الوقت إلى أن هيئة الأزهر لم تتأثر بالأحداث السياسية، وتبتعد عن الخوض فى الأمور السياسية كطرف، فيما عدا قضايا الأمة الكبرى ذات العلاقة ببناء الاستقرار فى المجتمعات ومقاومة الاحتلال. وأوضح الصاوي أن الأزهر كان حاضرًا بالمواقف السياسية على الصعيد المحلي والعربي في مقاومة المستعمر ومجابهة المظالم على حد قوله، وكان العامة يلجأون لشيوخه لرد مظالم السلطة عنهم مؤكدًا أنه كان لشيوخ الأزهر دورًا مهمًا في بناء النهضة الحديثة منذ شاركوا فى اختيار محمد على حاكما لمصر وتثبيته، ويضيف الصاوي أن مكانة الأزهر "حاليًا.. تظهر معززة في الدستور المصري كمرجعية رئيسية في الشريعة الإسلامية للبلاد، كما يضمن له الدستور استقلاليته فى إدارة شؤونه، ويواصل دوره التعليمي عبر عشرات الآلاف من المعاهد والكليات والمراكز التابعة له فى مصر وعدد من دول العالم، وعشرات الآلاف من الطلاب الوافدين الذين يأتون من حوالى 104 دول من كافة قارات العالم. وقالت دار الإفتاء المصرية -في بيانها- إن "الأزهر الشريف قيمة وقامة، مكان ومكانة، شاهد صدق ولسان عدل على وسطية الإسلام وسماحة تشريعاته في بناء الإنسان والأوطان، وسيستمر منهجه الرشيد على يد علمائه الكرام في نشر العلم الصحيح والفهم السديد للدين، ولن تنال منه سهام التشكيك".