أحدث الأخبار مع #فريقترامب

المدن
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- المدن
"مبيعات" ترامب في الشرق الأوسط
الصحافي والمستشرق الروسي المخضرم والخبير في شؤون الطاقة Mikhail Krutikhin، والذي يتابع شؤون الشرق الأوسط منذ ما يقرب من نصف قرن، وفي مقابلة مع قناة تلفزة إلكترونية أوكرانية حول زيارة ترامب للخليج، قال إن كثافة أنباء الشرق الأوسط هذه الأيام والدهشة التي تثيرها، تجعلها تلامس حدود اللامعقول. وقد جعلته يعود إلى بدايات عمله الصحافي، حين كانت تثير دهشته أنباء المنطقة، ويعتقد أنه السبّاق للإطلاع عليها، فيسارع (كما أفعل أحياناً) إلى توزيعها على مواقع الإعلام كأنباء مثيرة للدهشة والاستغراب. وقد قدم المستشرق بهذا الكلام لتعليقه الساخر على أحد وعود ترامب عشية زيارته للخليج: تغيير تسمية الخليج الفارسي إلى الخليج العربي. ليست مهمة التبريرات التي قدمها لسخريته واستحالة تغيير التسمية، إذ أنها قد تحتمل النقاش، لكن شبّه وعد ترامب هذا بوعده الآخر بتغيير تسمية خليج المكسيك إلى الخليج الأميركي. رجل الصفقات العقارية ترامب يجيد تزيين عرضه بما هو قابل ليصدقه الشاري المحتمل، وما هو من عالم الخيال. فالمهم وقع العرض على الزبون. فقد استبق زيارته للخليج بفيض من التصريحات ومن ثم نفيها. ومن الصعب تبيان الحقيقي منها، التصريح أم نفيه، وأي منها يعكس ما ينوي القيام به فعلاً. أي منها العرض الحقيقي، وأي لتزيين العرض وتسويقه. فقد انتشرت تلميحات وتسريبات أميركية قبل الزيارة بأن ترامب قد يعترف بالدولة الفلسطينية، ثم ما لبث أن صدر تصريح ينفي ذلك. ومعظم ما يصدر عن إدارة ترامب حالياً يحتاج إلى التدقيق والتريث للتأكد ما إن كان سيصدر نفي للأمر. لكن، على الرغم من صدور نفي لاحتمال الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بقي البعض مأخوذاً بضخامة "الانعطافة" في المقاربة الأميركية للقضية الفلسطينية التي يمثلها التصريح، وأخذ يبني عليها. من المشكوك جداً أن يكون الإسرائيليون قد أخذوا على محمل الجد إمكانية اعتراف ترامب بالدولة الفلسطينية، لكنهم سارعوا إلى استغلال التلميحات، لكن ليس نفيها. وبدأوا يتحدثون عن هول ما قد يعنيه ذلك لأمن إسرائيل ووجودها. كما أخذوا يضيفون إلى التصريح كل ما تراكم في الواقع من فتور في العلاقات بين نتنياهو وترامب، ويبنون سيناريوهات، ليس أقلها تغيير مركز الثقل في السياسة الأميركية بالمنطقة من إسرائيل إلى السعودية. وما عزز مقولة تبدل المواقع هذه بين السعودية وإسرائيل، هو استثناء إسرائيل من برنامج الزيارة، واقتصارها على دول الخليج فقط. إضافة إلى ذلك، أشيع أن أجندة الزيارة لا تتضمن طرح مسألة التطبيع بين السعودية وإسرائيل. ولم تلتفت إسرائيل إلى ما أعلن عن إن عدم طرح مسألة الاعتراف هذه جاء بطلب من السعودية، تفادياً لإحراج رفضها، والتأثير السلبي على الجو العام الاحتفالي للزيارة. لكن موقع Vesty- Ynet الإسرائيلي الناطق بالروسية والتابع لمجموعة يديعوت أحرونوت، نقل في 10 الجاري عن شبكة CNN قولها، استناداً إلى مصادر في الإدارة الأميركية، إن صهر ترامب، جاريد كوشنير، لا يزال مستشاراً غير رسمي للرئيس ترامب في قضايا الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أنه لن ينضم إلى فريق ترامب في زيارته للخليج، إلا أنه شارك بنشاط في مناقشة مسألة التوقيع على اتفاقيات التسوية بين إسرائيل والدول العربية، ومن ضمنها السعودية. وتضيف الشبكة الأميركية بالقول إن أولوية ترامب في الزيارة، هي التوصل إلى عقد اتفاقيات اقتصادية مع دول الخليج التي يزورها. لكن كوشنر ومستشارين رئاسيين آخرين يخططون أيضًا بشكل خاص لهدف أكثر طموحًا: توسيع اتفاقيات إبراهيم. وتنقل عن مصادرها القول إن إدارة ترامب ليس لديها أي أوهام بشأن توقيع السعودية على التطبيع مع إسرائيل أثناء الزيارة، لكنها تعتبر المحادثات تقدماً في هذا المضمار. وترى أن السعودية ستكون آخر الدول الموقعة على اتفاقيات التطبيع، وتقول إن المفاوضات حول هذا الشأن تجري مع مروحة واسعة من الدول العربية. الموقع الإسرائيلي الآخر الناطق بالروسية Detaly نشر في 11 الجاري نصاً بعنوان "لا الحرب ولا التطبيع: السبب الرئيسي لزيارة ترامب للشرق الأوسط هو المال". استهلت الكاتبة النص بالقول إن زيارة ترامب إلى الخليج تجري في ظل عدد من القضايا الرئيسية المستعصية على الحل حتى الآن في الشرق الأوسط، ومن ضمنها حرب غزة التي تعرقل التطبيع مع السعودية، والصفقة النووية بين إيران والولايات المتحدة. لكن كل هذ القضايا تراجعت إلى الوراء أمام إمكانيات دول الخليج الاقتصادية التي يمكن أن تشرع أبوابها أمام الولايات المتحدة وأمام ترامب شخصياً. نقلت الكاتبة عن المتحدثة الصحافية باسم البيت الأبيض، في 9 الجاري، تصريحها أن الرئيس يتطلع إلى عودته التاريخية إلى الشرق الأوسط "للترويج لرؤية يتم فيها هزيمة التطرف من خلال التبادلات التجارية والثقافية". تشير الكاتبة إلى أن البيت الأبيض صرح بأن أعمال ترامب الخاصة لن تكون على أجندة الزيارة، ونفى أن يكون يستخدم نفوذه السياسي لتحقيق مكاسب شخصية. أشارت الكاتبة إلى أن ترامب ينوي طلب مبلغ تريليون دولار من السعودية لزيادة حجم الاستثمارت السعودية في الولايات المتحدة وزيادة حجم التبادل التجاري (كان ولي العهد قد وعد بمبلغ 600 ملياردولار)، وحوالى 1,4 مليار دولار من الإمارات. وذكرت بأن وزارة الخزانة الأميركية استبقت الزيارة بعدة أيام بتسهيل قواعد اجتذاب الاستثمارات الكبيرة من الحلفاء. وجاء الإجراء لتفادي اعتراض الهيئة الأميركية للاستثمارات، التي تقيّم الاستثمارات الكبيرة التي قد تضر بمصالح الأمن القومي. تقول الكاتبة إنه، بالإضافة إلى الاستثمار في الاقتصاد الأميركي، يملك ترامب وأسرته مصالحهم الاقتصادية الخاصة في الخليج. وبعد أن تستعرض العقود التي أبرمتها شركات ترامب مع الجهات الخليجية الاقتصادية المعنية، تشير إلى أن إبن ترامب، أريك، يروج في دبي لشركة للعملات المشفرة، ودعا في مؤتمر عقد مؤخراً في الدوحة لترجمة شعار "لنجعل أميركا عظيمة من جديد" مالياً. موقع ZAHAV الإسرائيلي الناطق بالروسية نقل في 10 الجاري شريط فيديو للصحافي في القناة التاسعة الإسرائيلية الناطقة بالروسية Sergey Auslender، تحدث فيه عن زيارة ترامب للخليج وعدم توقفه في إسرائيل. عنون المدون نصه بالقول "أولويات أميركية جديدة. صفقة العصر أم حكم مبرم على إسرائيل؟"، وأرفقه بآخر ثانوي طويل "ترامب لن يزور إسرائيل خلال زيارته للشرق الأوسط، وزير الدفاع الأميركي يلغي زيارته، والصفقة السعودية ستتم مع إسرائيل أو من دونها. الموقع الإسرائيلي المذكور أعلاه Detaly استبق النص الأول بآخر لهيئة التحرير في 10 الجاري للتعليق على زيارة ترامب. عنون الموقع نصه بالقول "ترامب قد يعلن الاعتراف بالدولة الفلسطينية"، وأرفقه بآخر ثانوي "تحظى زيارة الرئيس الأميركي إلى السعودية باهتمام كبير، في ظل تلميحات ترامب بأنه سيصدر "إعلاناً كبيراً" في الرياض". رأى الموقع أن خطوات ترامب الأخيرة تندرج في سياق واحد. - التخلي عن مطالبة السعودية بالتطبيع مع إسرائيل كشرط للموافقة الأميركية على المشروع السعودي للطاقة النووية السلمية. - تنازلات مماثلة لإيران، حين صرح نائب الرئيس بأن إيران قد تمتلك الطاقة النووية "لأغراض مدنية". - اتفاق منفرد مع الحوثيين في اليمن يترك إسرائيل بمفردها كلياً مع برنامجهم الصاروخي. ويرى الموقع أن إدارة ترامب تمارس حالياً ضغوطاً جدية على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق مع حماس قبل زيارة ترامب.


المركزية
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- المركزية
الشرع يغري واشنطن: برج ترامب بدمشق والتفاوض مع إسرائيل
في خطوة تهدف إلى إعادة تشكيل العلاقات مع الولايات المتحدة، كشفت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" عن مبادرات يقودها الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، تتضمن بناء "برج ترامب" في دمشق والمفاوضات مع "إسرائيل"، وذلك ضمن مساعٍ لعقد لقاء مباشر مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته المرتقبة إلى الخليج. تخفيف العقوبات تأتي هذه التحركات في إطار جهود سورية لتخفيف العقوبات الأميركية التي أثرت سلباً على الاقتصاد السوري، حيث يسعى الشرع إلى تقديم حوافز اقتصادية واستراتيجية للولايات المتحدة، بما في ذلك منحها فرصاً في قطاع الطاقة والتعاون في مكافحة النفوذ الإيراني في المنطقة. ويلعب الناشط الأميركي المؤيد لترامب، جوناثان باس، دوراً محورياً في ترتيب لقاء بين الزعيمين، معرباً عن أمله في أن يسهم هذا الاجتماع في تحسين العلاقات بين البلدين. ويستند جزء من الرهان على هذا الجهد إلى تاريخ ترامب في كسر المحرمات القديمة في السياسة الخارجية الأميركية، وقال باس إن الشرع، الذي لا يزال مصنفاً إرهابياً في الولايات المتحدة بسبب ماضيه في تنظيم القاعدة، يريد صفقة تجارية لمستقبل بلاده مشيراً إلى أن هذه الصفقة قد تشمل استغلال الطاقة والتعاون ضد إيران والتعامل مع إسرائيل. اجتماعات غير مباشرة ورغم أن اللقاء المباشر بين الشرع وترامب لم يُؤكد بعد، إلا أن مصادر أشارت إلى أن اجتماعات غير مباشرة جرت بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين في أبوظبي، برعاية إماراتية، لمناقشة قضايا أمنية وسياسية، بما في ذلك احتلال إسرائيل لتسعة تلال سورية. تجدر الإشارة إلى أن واشنطن تضع شروطاً متعددة لتخفيف العقوبات، من بينها إبعاد المقاتلين الأجانب عن المناصب العسكرية السورية، وتقديم ضمانات بعدم تهديد إسرائيل. وتكافح سوريا لتنفيذ الشروط التي وضعتها واشنطن لتخفيف العقوبات الأميركية، التي تبقي البلاد معزولة عن النظام المالي العالمي وتجعل التعافي الاقتصادي صعبا للغاية بعد 14 عاماً من الحرب الطاحنة. ولكن من الواضح أن عقد لقاء بين ترامب والشرع خلال زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة أمر غير مرجح على نطاق واسع، نظراً لجدول أعمال ترامب المزدحم، وأولوياته، والافتقار إلى التوافق داخل فريق ترامب حول كيفية التعامل مع سوريا.

المدن
١١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- المدن
الشرع يغري واشنطن: برج ترامب بدمشق والتفاوض مع إسرائيل
في خطوة تهدف إلى إعادة تشكيل العلاقات مع الولايات المتحدة، كشفت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" عن مبادرات يقودها الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، تتضمن بناء "برج ترامب" في دمشق والمفاوضات مع "إسرائيل"، وذلك ضمن مساعٍ لعقد لقاء مباشر مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته المرتقبة إلى الخليج. تخفيف العقوبات تأتي هذه التحركات في إطار جهود سورية لتخفيف العقوبات الأميركية التي أثرت سلباً على الاقتصاد السوري، حيث يسعى الشرع إلى تقديم حوافز اقتصادية واستراتيجية للولايات المتحدة، بما في ذلك منحها فرصاً في قطاع الطاقة والتعاون في مكافحة النفوذ الإيراني في المنطقة. ويلعب الناشط الأميركي المؤيد لترامب، جوناثان باس، دوراً محورياً في ترتيب لقاء بين الزعيمين، معرباً عن أمله في أن يسهم هذا الاجتماع في تحسين العلاقات بين البلدين. ويستند جزء من الرهان على هذا الجهد إلى تاريخ ترامب في كسر المحرمات القديمة في السياسة الخارجية الأميركية، وقال باس إن الشرع، الذي لا يزال مصنفاً إرهابياً في الولايات المتحدة بسبب ماضيه في تنظيم القاعدة، يريد صفقة تجارية لمستقبل بلاده مشيراً إلى أن هذه الصفقة قد تشمل استغلال الطاقة والتعاون ضد إيران والتعامل مع إسرائيل. اجتماعات غير مباشرة ورغم أن اللقاء المباشر بين الشرع وترامب لم يُؤكد بعد، إلا أن مصادر أشارت إلى أن اجتماعات غير مباشرة جرت بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين في أبوظبي، برعاية إماراتية، لمناقشة قضايا أمنية وسياسية، بما في ذلك احتلال إسرائيل لتسعة تلال سورية. تجدر الإشارة إلى أن واشنطن تضع شروطاً متعددة لتخفيف العقوبات، من بينها إبعاد المقاتلين الأجانب عن المناصب العسكرية السورية، وتقديم ضمانات بعدم تهديد إسرائيل. وتكافح سوريا لتنفيذ الشروط التي وضعتها واشنطن لتخفيف العقوبات الأميركية، التي تبقي البلاد معزولة عن النظام المالي العالمي وتجعل التعافي الاقتصادي صعبا للغاية بعد 14 عاماً من الحرب الطاحنة. ولكن من الواضح أن عقد لقاء بين ترامب والشرع خلال زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة أمر غير مرجح على نطاق واسع، نظراً لجدول أعمال ترامب المزدحم، وأولوياته، والافتقار إلى التوافق داخل فريق ترامب حول كيفية التعامل مع سوريا.


شفق نيوز
١١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- شفق نيوز
انقسام حقيقي ام مناورة؟.. خلاف أميركي اسرائيلي بشأن ايران وغزة
شفق/ تتحدث مصادر اعلامية ودبلوماسية اميركية، عن اتساع الخلافات بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بشأن عدة ملفات ابرزها الوضع في غزة والملف الايراني، لكن مراقبون قللوا من اهمية هذه الخلافات، كما اعتبروا انها جزء من "مناورة دبلوماسية" تتبعها ادارة ترامب في الشرق الأوسط. غضب اسرائيلي من ترامب ونقلت شبكة "إن بي سي نيوز" عن مسؤولين أميركيين، ان "تل ابيب نقلت استياء نتنياهو إلى المبعوث الأميركي للشرق الاوسط ستيف ويتكوف في اجتماع بالبيت الأبيض الخميس، وأن ترامب أدلى بتصريحات علنية أثارت استياء نتنياهو مرتين خلال الأسبوع الماضي وحده، حيث استاء نتنياهو من تصريح ترامب بأنه لم يقرر بعدُ السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم". كما كان نتنياهو محبطا لأسابيع من رفض ترامب دعم ضرب المنشآت النووية الإيرانية، وفوجئ بإعلان الرئيس الأميركي موافقته على إجراء محادثات مباشرة مع طهران. ونسبت "إن بي سي" لمسؤولين أميركيين أن "ترامب قرر محاولة التوصل إلى اتفاق يهدف إلى منع طهران من امتلاك سلاح نووي، لأن الإسرائيليين قلقون بشأن أي اتفاق مع إيران، فإسرائيل لا تريد أن يبرم ترامب اتفاقا يترك لإيران قدرة على تخصيب اليورانيوم". وقال دبلوماسيون أميركيون إن "فريق ترامب يتواصل بانتظام مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن المفاوضات مع إيران". وقد صرّح نتنياهو سرا حسب المسؤولين، أن "مفاوضات ترامب مع إيران مضيعة للوقت لأن طهران لن تفي بالتزامها، في حين ترى إسرائيل أن إيران ضعفت بسبب العقوبات الاقتصادية وتدهور وكلائها في المنطقة، كما ترى أن الوقت الحالي هو الأمثل لتدمير منشآت إيران النووية، وتخشى من تضييع هذه الفرصة، بينما تواصل واشنطن التفاوض". وعلى صعيد حرب غزة، نقلت "إن بي سي" عن مسؤول أميركي أن "ترامب أُحبط بسبب قرار نتنياهو شن هجوم جديد على غزة، لأنه يتعارض مع خطة الرئيس لإعادة الإعمار، معتبرا أن ترامب قال إن الهجوم الإسرائيلي الجديد على غزة جهد ضائع لأنه سيصعب خطة إعادة الإعمار". مناورة دبلوماسية وعلى صعيد ذي صلة، يرى مراقبون أن التوتر القائم لا يعكس قطيعة مؤسسية، بقدر ما يعبر عن أزمة ثقة متصاعدة في شخص نتنياهو، نتيجة مواقفه التي تعرقل جهود واشنطن في ملفات إقليمية حساسة. وقال المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز "ريكونسنس" للبحوث والدراسات، وعضو نادي الصحافة الوطني بواشنطن، عبد العزيز العنجري، في تصريحات صحفية، إن "الخلاف المتصاعد بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يعكس قطيعة بين الحليفين، بل يمثل مرحلة توتر معقّدة تُغذيها اعتبارات شخصية وتقاطعات استراتيجية، أبرزها تعطيل نتنياهو لمسار التطبيع مع السعودية، ورفضه حل الدولتين، إلى جانب خطواته التصعيدية في غزة والضفة، التي تهدد استقرار الأردن ومصر وتربك الحسابات الأمنية الأميركية التي تشكّلت على مدى عقود". وأشار العنجري إلى أن "التحالف الأميركي-الإسرائيلي لا يزال قائمًا ومتينًا، ويحظى بدعم مؤسسات كبرى، لكن ما يميّز التوتر الراهن، برأيه، هو أن شخصيات أميركية وازنة بدأت تطرح علنًا أن حكومة نتنياهو لم تعد 'حليفًا موثوقًا' للولايات المتحدة، وهو طرح بدأ يتردد داخل دوائر صنع القرار في واشنطن". وأوضح أن "تآكل الثقة يستهدف نتنياهو شخصيًا، لا إسرائيل كحليف استراتيجي"، لافتا إلى أن "التاريخ يشهد على قدرة هذا التحالف على تجاوز الخلافات المؤقتة، مستشهدًا بأزمة صفقة طائرات الأواكس عام 1981، حين أصر الرئيس رونالد ريغان على إتمام الصفقة مع السعودية رغم معارضة اللوبي الإسرائيلي.


النهار
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- النهار
ترامب 2.0: سقوط الفأس على رؤوس داخلية واستنفار في السياسة الخارجية
كان لا بد من أن يدفع ركنٌ من أركان إدارة الرئيس دونالد ترامب ثمن اللامهنية والإحراج الذي تسببت به فضيحة تسريب معلومات بشأن ضربات عسكرية ضد الحوثيين في اليمن، ومشاركة المعلومات عن طريق الخطأ مع رئيس تحرير "أتلانتيك". أول من سقط هو مستشار الأمن القومي مايك والتز- الذي أضاف اسم الصحافي عن طريق الخطأ إلى مجموعة المسؤولين الكبار في إدارة ترامب، كانت تبحث في مسائل تخصّ الأمن القومي عبر تطبيق "سيغنال". الابن المدلل لدونالد ترامب، وزير الدفاع بيت هيغسيت، يرتكب خطأ تلو الآخر بدءاً ببحث أمور عسكرية عبر تطبيق غير مؤمّن ومع زوجته وأخيه، مرشح لسقوط الفأس على رأسه عاجلاً أم آجلاً. آخرون في إدارة ترامب يستعدون لمفاجأة تنحيتهم وجزء آخر يتمنون لو يستطيعون الاستقالة. كل هذا يتزامن مع مرور مئة يوم على الرئاسة الثانية لدونالد ترامب إذ وجد الرئيس الغاضب نفسه هشّاً على الصعيد الداخلي والخارجي، لأنه لم يتمكن من تقديم اختراق أو إنجاز ملموس يتماشى مع تطلعاته ووعوده: فلا الاقتصاد بخير ولا الرسوم الجمركية التي أطلقت حرباً تجارية خطيرة. لا حرب أوكرانيا انتهت، ولا هدنة غزة تحولت إلى وقف نار. بدأت المباحثات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ثم تعثّرت. والآن، إن دونالد ترامب الذي يستفزّه الفشل وجد نفسه في حاجة الى إطلاق مدة المئة يوم المقبلة بعملية قد تكون قيصرية- وهكذا أعاد العالم إلى التأهب لمفاجآت. منذ توليه الرئاسة وبعد اختيار فريقه الوزاري، توقّع البعض منّا أن يطرأ تغيير في تشكيلة الإدارة، لأن الرئاسة الأولى لدونالد ترامب شهدت على أنه جاهز للاستغناء عن أقرب المقربين. توقع بعضنا ألاّ يدوم الملياردير إيلون ماسك في منصبه وصلاحياته الاستثنائية. بدأت عملية الاستئصال والاستبدال لأسبابٍ وجيهة وبراغماتية وهي ليست عابرة وإنما سيرافقها تغيير وتعديل في السياسات الداخلية والخارجية للمئة يوم الأولى. فريق ترامب ليس متماسكاً بل إنه يخوض معارك كبرى بسبب سياسات الرئيس الذي يؤمن بشخصنة الشؤون الدولية، لأنه يؤمن بأنه رجل مختار للقيام بمهمة إصلاح أميركا وإصلاح العالم. ذلك الاجتماع التلفزيوني لأركان إدارة ترامب في اليوم 101 من رئاسته كان مدهشاً حقاً. لا أعرف إن كان هذا ما يجري منذ عقود لدى اجتماع أركان إدارةٍ أميركية في الغرف المغلقة حين يتحدّث كل وزير- بإغداقٍ للمديح على الرئيس ورؤيويته. ما أعرفه هو أن تلك الجلسة قطعت الأنفاس بسبب تأليه الوزراء لدونالد ترامب، كما لأن هؤلاء الرجال والنساء كانوا في حضرة الرئيس بمزيج من الخوف منه والخوف من خسارة مناصبهم. مهما كان الأمر، كان المشهد غير مطمئنٍ وفيه بعض السوريالية. وراء الكواليس، هناك طبقات من الرجال والنساء داخل الحكومة الأميركية من ألمع العقول تصنع السياسات الأميركية. المشكلة في زمن الرئاسة الثانية لدونالد ترامب ليست مشكلة جديدة، وهي، أن يأتي الرئيس إلى البيت الأبيض بثقل أجندة تصوغها مؤسسات فكرية تنتمي إلى العقيدة نفسها التي ينتمي اليها الرئيس. مشروع 2025 هو العقيدة التي نفى ترامب المرشح للرئاسة انتماءه إليها، ثم بيّن أنها تسيّر قراراته كما صاغتها "هيريتيج فاونديشن". التسمية ليست مهمة، إن كانت "الدولة العميقة"، أو "المؤسسة" establishment، أو الحكومة الأميركية التي تتعدّى الإدارات المتتالية. المهم أن هناك اليوم معركة جديّة في صفوف الحكم في الولايات المتحدة، وهناك مخاوف من الاعتباطية والبهلوانية التي يُتهم دونالد ترامب بأنه يتبناها عمداً كسياسة هدفها الإرباك وعدم اليقين. استراتيجية ترامب تنطوي على الصدمة ركيزة للسياسة. تنطوي على رفع السقف لإبرام الصفقة. تنطوي على اختلاق الأزمات والتوبيخ، لكنها أيضاً تنطوي على دفع الآخرين إلى الخروج من الاسترخاء، وإلى اهتزاز الشجرة لإسقاط العفن منها. لذلك هناك شطر من الرأي العام الأميركي يعجبه ما يقوم به دونالد ترامب، إنما يخجل بالأسلوب الذي يعتمده. المؤسسة السياسية والعسكرية داخل الحكومة الأميركية تتحفظ عن اعتماد الرئيس ترامب على رجالٍ من خارج الملاك وعلى الصلاحيات الواسعة التي أعطاها لهم. لذلك، إن وزير الدفاع بيت هيغسيت ليس محبوباً لدى المؤسسة العسكرية. كذلك هناك مقاومة للصلاحيات التي أعطاها الرئيس ترامب إلى مبعوثه ستيف ويتكوف ووضعته في منصب فوق العادة. فهو رجل أعمال وليس رجل سياسة، في رأي المؤسسة السياسية. لذلك، كان لا مناص من العمل الدؤوب على "إفلاس" إيلون ماسك ليتدحرج عائداً الى "تسلا"، تاركاً وراءه "دودج" بعد السماح له بالظهور بأنه نفّذ لدونالد ترامب مهمّة تنظيف البيروقراطية الأميركية الضخمة وأتى إليها بالكفاءة. على صعيد السياسة الخارجية، توافق المؤسسة مع الرئيس على أن الصين هي المنافس الأول للعظمة الأميركية الذي يجب احتواؤه وتقليم أظافره. الاختلاف هو على التفاصيل، والشيطان في التفاصيل. قطع الأذن للانتقام من الوجه ليس قراراً استراتيجياً. لعبة "من يرمش أولاً" ليست استراتيجية تتبناها الدول الكبرى في زمن المنافسة الكبرى. الحرب التجارية لها إفرازات على الاقتصاد الأميركي، وهذا من الممنوعات لدى "المؤسسة" التي تضم رجال المال والاقتصاد والشركات الكبرى، وليس فقط المكونات العسكرية والسياسية. انخفاض نسبة الناتج المحلي الإجمالي GDP ليس مزحة. أميركا لا يعجبها استفراد السلطة التنفيذية بالقرار خصوصاً إذا كانت الرئاسة تبدو أنها تبتلع صلاحيات السلطة التشريعية والسلطة القضائية. لذلك، لن يتمكن دونالد ترامب من الانقلاب على السلطات التي وضعها الدستور الأميركي صمام أمان للولايات المتحدة الأميركية. الحملات الانتخابية شيء. والحكم شيء آخر. رغم كل ذلك، إن شطراً مهماً من الرأي العام الأميركي يؤمن بما يقوم به دونالد ترامب، لأنه يؤمن بفكرة استعادة عظمة أميركا ووضع حد لاستغلال الآخرين لها. والكلام ليس فقط عن الصين. كثيرون من الأميركيين يوافقون الرئيس ترامب على تحمّل أوروبا مسؤولياتها ونفقاتها بدلاً من الاسترخاء تقليدياً في فوائد التحالف عبر الأطلسي. كثيرون منهم يوافقون الرئيس على وضع حد للهجرة غير الشرعية التي استغلت الثقوب المتراخية كي تتهرب من دفع الضرائب، مثلاً. كثيرون منهم يدعمون التصدّي للحدود السائبة مع المكسيك مثلاً، وإن كانوا يتحفظون عن بدعة ضم كندا ولاية 51 للولايات المتحدة الأميركية. كثيرون منهم لا يرحبون بأنماط الجامعات الأميركية التي انحرفت إلى اليسارية. عندما يتعلق الأمر بالشؤون الخارجية، معظم الأميركيين ليسوا مهتمين سوى بالمسائل التي تؤثر فيهم. إسرائيل مسألة داخلية أميركية لا تتردد الأكثرية الأميركية في دعمها حتى وإن تحفّظ جزء منها عن إجراءاتها الإبادية للفلسطينيين في غزة؛ ففي الذاكرة الأميركية تعلو أصوات 7 تشرين الأول / أكتوبر وما فعلته حركة "حماس". وعندما يتعلق الأمر بإيران، لا يبالي معظم الأميركيين إن كانت إيران الدولة الوحيدة في العالم التي تعتبر أن من حقها استخدام الوكلاء والميليشيات لفرض عقيدتها التوسعية والدوس على سيادة الدول المجاورة. ما يهمهم هو ألاّ تتورط الولايات المتحدة بحرب مع إيران. ما يهمهم أيضاً هو ألاّ تمتلك إيران القنبلة النووية. دونالد ترامب يفهم ذلك، ولهذا دخل المفاوضات مع رجال الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي يده الجزرة التي يحبذها، والعصا التي سيستخدمها إذا اضطر. يدرك الرئيس الأميركي الآن أن مشروعه لأوكرانيا اصطدم بواقع اسمه فلاديمير بوتين الذي لن يتمكن من تلبية مطالبه، كما تصوّر ترامب بفكرة أنه يحترمه وبالتالي سيلبيه. لن يقبل بوتين ما يعرضه ترامب من اعتراف للرئيس الأميركي بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم، وليس اعتراف الدولة الأميركية. لن يقبل وعود رئيس، مهما احترمه ومهما ساعده. المسألة مسألة بقاء فلاديمير بوتين على رأس روسيا. دونالد ترامب أدرك أن ليس في وسعه إبرام صفقة ثنائية مع فلاديمير بوتين باستبعاد أوروبا. عدّل سياساته وبدّلها نحو أوكرانيا لأنه أدرك أن أفكاره الأولية غير قابلة للتطبيق. والآن، يريد أن يركّز بعيداً عن أوكرانيا باتجاه إيران والشرق الأوسط، خصوصاً أنه على وشك القيام بزيارة فائقة الأهمية الى دول خليجية عربية، بدءاً بالسعودية. الرسالة إلى حكام إيران يبعثها رجال ترامب عصاً وجزرة. التغيير في المناصب الرئيسية سيكون لها تأثير على كيفية التفاوض مع طهران خصوصاً أن الانقسام داخل فريق ترامب حول ماهية التفاوض وأسسه انقسام جدّي. تأجيل الجولة الرابعة من المباحثات يفيد بأن المفاوضات تتعثر مع أنها لم تنهر. رسالة وزير الدفاع الأميركي إلى طهران هذا الأسبوع أن عليها أن تتوقف عن دعم الحوثيين رسالة جديّة. فهذه حرب تشنها أميركا على الحوثيين، ولن تقبل إدارة ترامب أن تستمر في الجلوس إلى طاولة المحادثات مع إيران، فيما إيران تواجهها في الميدان عبر الحوثيين في اليمن أو غيرهم من أذرعها. فريق داخل إدارة ترامب يعارض فكرة تلبية الأجندة الإيرانية بأن تكون المحادثات درعاً تحمي إيران من استحقاقات برنامجها النووي، عبر الإطالة والمطاطية ورفض التحدّث عن الصواريخ الباليستية والوكلاء. طهران تريد مجرد الصواريخ الباليستية والوكلاء. طهران تريد مجرد "الإطار" العام فيما إدارة ترامب تريد تدوين ما يُتفق عليه بتفاصيل، وعلى الورق. المحادثات للآن مستمرة إنما المفاوضات متعثرة. الأولوية لدونالد ترامب ليست في تسويق أهمية "صُنِعَ في أميركا" واستعادة عظمة أميركا وحسب، فالعنوان الآخر الذي لعله بالأهمية ذاتها كما تسويق الاستثمار في أميركا هو: ثقوا بترامب Trust in Trump. وهنا التحدّي. فهذا رجل غير اعتيادي. لم يسبق أن تربّع رجل مثله على عرش البيت الأبيض. رجل حرص دائماً على أن يُكتب اسمه على الفنادق والأبنية بالذهبي وأن يكون على كل لسان. وهكذا كان. لقد حقق ترامب حلمه بأن يؤخذ على محمل الجد مهما بدا أنه ليس جديّاً، وها هو اسمه حقاً على كل لسان في مختلف أنحاء العالم. فلنرَ ماذا سيفعل بهذا الإنجاز مع بدء مرحلة ما بعد المئة يوم في الرئاسة. لنراقب عن كثب دونالد ترامب 2.0.