logo
#

أحدث الأخبار مع #فليكستشيسيكيدي،

الوساطة القطرية في شرقي الكونغو.. دور دبلوماسي متصاعد بين المصالح الإقليمية والتحديات الأمنية
الوساطة القطرية في شرقي الكونغو.. دور دبلوماسي متصاعد بين المصالح الإقليمية والتحديات الأمنية

الوطن الخليجية

time٢٢-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الوطن الخليجية

الوساطة القطرية في شرقي الكونغو.. دور دبلوماسي متصاعد بين المصالح الإقليمية والتحديات الأمنية

استضافت العاصمة القطرية الدوحة في 18 مارس الجاري لقاء قمة بين رئيسي رواندا، بول كاجامي، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، فليكس تشيسيكيدي، وذلك لمناقشة الأزمة المتصاعدة بين بلديهما في شرقي الكونغو. جاء هذا اللقاء بعد تأجيل مفاجئ للقمة التي كانت مقررة في ديسمبر الماضي، وبعد سلسلة من المحاولات الإقليمية الفاشلة للتوصل إلى حل وسط، كان آخرها قمة مشتركة لوزراء خارجية دول جماعة شرق إفريقيا (EAC) ومجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية (SADC) في دار السلام يومي 16 و17 مارس. بيان الدوحة: خطوة نحو بناء الثقة؟ أسفرت القمة عن بيان مشترك أكد على 'الجهود المبذولة لتهدئة الوضع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية'، مع الإشارة إلى التقدم الذي أحرزته عمليتا لواندا ونيروبي. وأشار البيان إلى التزام جميع الأطراف بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، واتفاق القادة على استمرار المناقشات في الدوحة لبناء أسس لتحقيق السلام المستدام. إلا أن البيان لم يخرج بأي التزامات سياسية أو أمنية واضحة، بل ركّز بشكل أساسي على بناء الثقة بين الطرفين. ومن اللافت أن موقف الرئاسة الرواندية بعد القمة كشف عن استمرار الخلافات الجوهرية، حيث أكدت كيجالي على ضرورة إجراء محادثات مباشرة بين كينشاسا وحركة 23 مارس المتمردة كشرط أساسي لأي تقدم في عملية السلام، وهو ما يعكس تمسك رواندا بمواقفها السابقة التي كانت ترفضها كينشاسا بشكل قاطع. المصالح القطرية في إفريقيا تأتي الوساطة القطرية في سياق استراتيجيتها لتعزيز حضورها في القارة الإفريقية، بما يتماشى مع أولويات سياستها الخارجية التي تم تكريسها بشكل مؤسسي منذ عام 2023. فبعد نجاحات متفاوتة في وساطاتها بين دول مثل إريتريا وجيبوتي (2011)، والسودان (2013)، وليبيا (2015)، والصومال وكينيا (2021)، تسعى الدوحة إلى ترسيخ دورها كلاعب محوري في حل النزاعات الإفريقية. وتتمتع قطر بعلاقات وثيقة مع كل من رواندا والكونغو الديمقراطية، حيث تمتلك استثمارات كبيرة في رواندا، لا سيما في قطاع النقل الجوي، كما تسعى لتعزيز التعاون الاقتصادي مع كينشاسا، التي زار رئيسها قطر في يناير 2025 لمناقشة فرص استثمارية. وهذا يفسر اهتمام قطر بالوساطة بين البلدين، ليس فقط لتحقيق السلام، ولكن أيضًا لتأمين مصالحها الاقتصادية في المنطقة. مستقبل الأزمة: تهدئة أم تصعيد؟ رغم التفاؤل الذي أثارته قمة الدوحة، إلا أن المعطيات الحالية لا تعكس أفقًا حقيقيًا للتهدئة. فقد انسحبت حركة 23 مارس من محادثات السلام في أنجولا بعد فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على قادتها، مما قد يدفع كينشاسا إلى التشدد في موقفها مرة أخرى. كما أن استمرار الدعم الرواندي للحركة، وفق تقارير أممية، إلى جانب دور أوغندا في زعزعة الاستقرار، يشير إلى أن الصراع قد يكون مرشحًا للتفاقم. إضافة إلى ذلك، فإن استغلال رواندا وأوغندا للموارد المعدنية في شرقي الكونغو، وبيعها عبر قنوات غير رسمية، يمثل دافعًا قويًا لاستمرار حالة عدم الاستقرار. كما أن غياب دور فاعل للاتحاد الإفريقي وتراجع نفوذه في حل الأزمة يترك المجال مفتوحًا للتدخلات الخارجية، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي قد تلعب دورًا حاسمًا إذا قررت إدارة الرئيس دونالد ترامب تقديم دعم أكبر لنظام تشيسيكيدي مقابل امتيازات اقتصادية. تشكل قمة الدوحة محاولة مهمة لكسر الجمود السياسي بين رواندا والكونغو الديمقراطية، إلا أنها لا تزال بعيدة عن تحقيق اختراق حقيقي في الأزمة. وبينما تسعى قطر إلى توظيف وساطتها لتعزيز مصالحها في إفريقيا، يبقى مستقبل الأزمة مرهونًا بمواقف اللاعبين الإقليميين والدوليين. ومع تزايد التعقيدات السياسية والميدانية، قد تتحول قمة الدوحة إلى مجرد محطة عابرة في مسار طويل من التوترات، ما لم يحدث تغيير جوهري في حسابات الأطراف الفاعلة في الصراع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store