أحدث الأخبار مع #قحطانالشعبي


المشهد العربي
١٦-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- المشهد العربي
تحليل: حول الجدل الدائر عن ثورة 14 أكتوبر الخالدة
حول الجدل الدائر عن ثورة 14 أكتوبر الخالدة ثابت حسين صالح* وسط الجدل الذي دار ويدور حول ثورة 14 أكتوبر 1963، ينبغي التأكيد على أهمية وعظمة هذه الثورة في إجبار الاحتلال البريطاني على الرحيل والتسليم باستقلال الجنوب، وفي بناء دولة نظام وقانون وتحقيق نجاحات وإنجازات مهمة لصالح شعب الجنوب لا ينكرها إلا حاقد أو جاهل. لكننا ونحن نقرا تاريخ هذه الثورة والدولة ينبغي أن تكون قراءتنا موضوعية ونقدية، وليس للإساءة (لقادة ورجال الثورة من أبائنا) بل لاخذ العبرة من الماضي للحاضر والمستقبل. الأخطاء الجسيمة التي وقعت فيها هذه الثورة كانت بسبب تغلغل وسيطرة الأفكار والسياسات المغامرة والمتشددة التي كان ورائها جهات كان هدفها زرع الفتن في الداخل وابعاد الجنوب عن محيطه الإقليمي والعربي والدولي. هذه الجهات مصدرها صراحة اليمن سواء في صورة النظام الحاكم فيها أو عناصر تسللت وتغلغلت داخل الثورة والدولة الجنوبية. في مقالات سابقة كنت قد اشرت إلى بعض التصرفات التي عكرت وعقدت من الصفو المجتمعي والمناخ السياسي والأمني. فبينما كان الرئيس قحطان الشعبي يحاول قيادة السفينة إلى شاطئ الامان كان الجناح "اليساري" المتشدد يحاول إحراق وخرق السفينة من داخلها وخلق أعداء وهميين لها في الخارج. تم افتعال مشاكل عديدة تتعلق بالسلاطين والمشائخ وبالتأميم وتسريح ضباط الجيش وموظفي التكنوقراط وتضييق الخناق على الراسمال الجنوبي والأجنبي وتطفيشه وقانون الجنسية...الخ. في 20 مارس 1968 قررت قيادة الجيش اعتقال عدد من القيادات المتشددة على رأسهم عبدالفتاح إسماعيل وسالمين وصالح مصلح ومطيع، فقام هؤلاء بحركة تمرد مضادة في 14 مايو من نفس العام في منطقة المخزن بمالحافظة الثالثة (ابين). حاول الرئيس قحطان تفويت الفرصة على المزايدين والمتشددين وأمر الجيش باطلاق سراح المعتقلين والعودة إلى ثكناته...ومحاولة التوفيق بين الاراء المتشددة والمعتدلة للوصول إلى قوانين وإجراءات متوازنة وواقعية... لكن الجناح المتشدد سارع الخطى للإنقلاب على الرئيس قحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف الشعبي فيما سماها بالخطوة التصحيحية يوم 22 يونيو 1969واعتقال الرئيس ووضعه تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته عام 1981م. التفاصيل كثيرة والدلائل دامغة...والمحطات المؤلمة عديدة، لعل اهمها إسقاط طائرة الدبلوماسيين عام 1973 التي كان على متنها خيرة رجال الدولة الجنوبية المخضرمين والمخلصين وعلى راسهم سيف الضالعي ومحمد صالح عولقي، وما تلاها من عمليات "لجنة أمن الدولة"، مرورا بالإنقلاب على سالمين نفسه وليس بآخرها أحداث يناير 86 واخطرها على الإطلاق اعلان الوحدة مع اليمن في 22 مايو 1990م. سنعود بإذن الله تعالى إلى موضوع السلاطين وقرار تشكيل اللجنة التحضيرية لمجلس شيوخ الجنوب العربي في مقال لاحق.


26 سبتمبر نيت
١٦-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- 26 سبتمبر نيت
نقد ورد على "البيض" والدكتور بن حبتور (2-2)
من عام 1967م إلى عام 1990م في عهد حكم اليساريين لجنوب الوطن وحدوا "25" مشيخة وإمارة وسلطنة في إطار دولة مركزية واحدة كانت تسمى جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وذلك من عام 1967م إلى عام 1969م ومن بعد يونيو عام 1969م سُميت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية واستطاع اليساريون الاقحاح من بعد 1969م استكمال بناء دولة نظام وقانون، دولة مهابة لا يحق لأحد فيها حمل السلاح غير الجيش والأمن صحيح أن بعض قيادات الجبهة القومية آنذاك كانوا متطرفين في تأميم ملكيات صغيرة وصحيح أنهم لم يسهلوا الإجراءات القانونية والإدارية بالشكل المطلوب لتنمية الرأسمال الوطني لكنهم لم ينهبوا أو يسرقوا أحد ولم يظلموا أي مواطن وبالنسبة للصراع الحزبي في جنوب الوطن البعض يظن أنه بدأ بعد الاستقلال عام 1967م لكن الواقع أنه بدأ في أوائل الستينات من القرن الماضي خاصة وقد وجدت مكونات انفصالية مثل الجمعية العدنية وشعارها عدن للعدنيين أو رابطة أبناء الجنوب وكان يتم تبادل السباب عبر الدوريات أو الصحف لكن الصراع الحاد بين الجبهة القومية وجبهة التحرير بدأ في 13 يناير عام 1966م عندما حاولت المخابرات المصرية الدمج القسري بين جبهة التحرير والجبهة القومية ذلك الصراع وصل إلى حد الاغتيالات المتبادلة بين الجبهتين وتوجت بحرب أهلية في أوائل شهر نوفمبر عام 1967م وكان من المؤمل أن تتعظ الأحزاب من ذاك الدرس لكنها لم تتعظ إلى اليوم.. للأسف لم يستفاد من ذاك الدرس لا في جنوب الوطن ولا في شماله وإجمالاً حول ما كتبه الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور أورد بعض الحقائق المغايرة لما قاله وتلك الحقائق وتفاصيلها درسناها في مدرسة النجمة الحمراء وهي المدرسة النموذجية الأولى في اليمن بأكملها وشبه الجزيرة أو ما عايشته خلال عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي على اعتبار أن الذي يكتب أو يتكلم من واقع معايشه حية أصدق من الذي يكتب عن بعد لما سمع أو قرأ وهذه الحقائق والأحداث أسردها باختصار على النحو التالي: الحقيقة الأولى: ما حصل في جنوب الوطن بتاريخ 22 يونيو 1969م ليس انقلاب بل هو مُسمى خطوة 22 يونيو التصحيحية المجيدة على اعتبار أنها صححت مسار حدثين قبلها هما: الأول: انقلاب 20 مارس 1968م الرجعي في زنجبار عاصمة المحافظة الثالثة حالياً محافظة أبين الحدث الثاني: حركة 14 مايو عام 1968م الثورية وهي حركة لم تنجح لكنها هيئت الظروف الملائمة لقيام خطوة 22 يونيو عام 1969م التصحيحية المجيدة لكن غلطتها الكبيرة أو الفادحة هي إبعاد ثلاثة عناصر رئيسية من هرم السلطة وهم: قحطان محمد الشعبي رئيس الجمهورية ومن كبار ساسة اليمن بأكمله وكان أول مستشار للرئيس السلال وأول أمين عام للجبهة القومية وأول رئيس للجنوب. الأستاذ فيصل عبداللطيف الشعبي رئيس مجلس الوزراء ومن كبار خبراء الاقتصاد العرب. العقيد حسين عثمان عشال القائد العام للقوات المسلحة في الشطر الجنوبي من الوطن خلال الفترة من عام 1967م إلى 1969م كان أفضل خبير عسكري في اليمن وشبه الجزيرة وبعد إبعاده بكم يوم هرب إلى شمال الوطن أما بالنسبة للأستاذ فيصل عبداللطيف فلم يثبت أحد أنه قُتل لكن شخصيات ثقاة قالوا أنه مخفي قسرياً وفي كل الحالات إخفاؤه قسرياً غير مشروع وتتحمل سلطة رفاقنا اليساريين آنذاك في عهد الرئيس سالمين المسؤولية كاملة. أما الرئيس الشهيد قحطان الشعبي فقد كان محبوساً في سجن فتح من أواخر شهر يونيو من عام 1969م إلى عام 1981م ففي تاريخ 7 يوليو من عام 1981م استشهد المناضل الرئيس قحطان الشعبي في زنزانته في سجن فتح منطقة التواهي محافظة عدن. وحول روايات وظروف استشهاده تم آنذاك تداول أربع روايات مختلفة عن أو حول استشهاده، الرواية الأولى قالوا: أنه شنق نفسه والرواية الثانية قالوا أنه مات بأكل القرع المسموم والرواية الثالثة قالوا أنه مات بحقنة سامة والرواية الرابعة قالوا أن موته بفعل فاعل وفي كل الحالات إن مقتل قحطان الشعبي جريمة من جرائم انتهاكات حقوق الإنسان التي لا تسقط بالتقادم وتتحمل سلطة رفاقنا اليساريين آنذاك في عهد الرئيس علي ناصر محمد المسؤولية الكاملة. الحقيقة الثانية: إن رواية استشهاد سالمين مع جاعم صالح محمد غير صحيحة فالذي حصل أن جاعم صالح محمد اعتقله ثلاثة 3 من رفاقنا في المطار وأرسلوا بديلاً عنه مهدي تفاريش الشعبي مع الحقيبة المفخخة لغرض قتل الرئيس أحمد الغشمي. وبالنسبة لجاعم صالح محمد كان المبعوث الأصلي للرئيس سالمين إلى الرئيس الغشمي بعد مكالمات مطولة معه من اليوم السابق وقد أخفاه رفاقنا في فله أحد المسئولين بنفس منطقة خور مكسر وفي 2 يونيو عام 1978م أودعوه سجن الفتح والدكتور يقيس الحدث والزمان والمكان وكلك نظر. الحقيقة الثالثة: خلال أيام أحداث سالمين في المحافظة الأولى كان الرفيق علي سالم البيض في إجازة في المحافظة الخامسة حالياً محافظة حضرموت. الحقيقة الرابعة: حادثة سقوط طائرة الدبلوماسيين الـ 25 ومن أبرزهم محمد صالح عولقي وفيصل شعبة ومحمد عبدالولي وآخرين الله يرحمهم، كان سببه خلل فني والطيار كان من أفضل الطيارين إقبال علي أحمد- الله يرحمه-. الحقيقة الخامسة: إن إشارة الدكتور عبدالعزيز بن حبتور إلى محاكمة علي البيض بسبب خرقه قانون الأسرة وكان مسئول كبير آنذاك دليل على قوة القانون في أيامنا وأنه لا يوجد فرق أمام القانون بين الوزير والغفير. إلى هنا أكتفي بما قلته من رد ونقد لكلام البيض والدكتور ابن حبتور الذي كان بعضه فاتر والبعض الآخر باهر ومن الكلام الباهر الذي أشار إليه الأستاذ الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور عن أو حول مجانية التعليم ومجانية التطبيب وشبه مجانية السكن حق تسهيل العمل والموقف من القضية الفلسطينية ومن روائع أسطر ابن حبتور إشادته بطيب الذكر الشهيد عبدالفتاح إسماعيل سلام الله عليه وأخيراً أسال الله العفو والعافية أنه غفوراً رحيم.