logo
#

أحدث الأخبار مع #قواتالفيرماخت

يوم الذكرى في أوكرانيا واختطاف النصر
يوم الذكرى في أوكرانيا واختطاف النصر

عمون

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • عمون

يوم الذكرى في أوكرانيا واختطاف النصر

* مقاومة التلاعب الروسي بإرث الحرب العالمية الثانية في أوكرانيا يُعدّ الثامن من مايو عطلة رسمية وهو يوم ذكرى الانتصار على النازية في الحرب العالمية الثانية. ينظر الأوكرانيون إلى هذا التاريخ والحرب العالمية الثانية من المنظور الإنساني مع التركيز على دور من حاربوا النازية. لا ينبغي أن يُربط الثامن من مايو بانتصار المنتصرين بل ينبغي أن يكون تذكيرًا بالكارثة المروعة وتحذيرًا من حلّ القضايا الدولية المعقدة عن طريق الابتزاز والإنذارات والعدوان العسكري أو الضم. كما أنه يُجسّد أهمية الحفاظ على السلام والدفاع عنه بكل الوسائل الممكنة. يُذكرنا يوم الذكرى بأن الحرب العالمية الثانية اندلعت نتيجةً للاتفاق الذي وُقّع في 23 آب 1939 بين النظامين الشموليين: النظام الاشتراكي الوطني (النازي) في ألمانيا والنظام الشيوعي في الاتحاد السوفيتي. كان لدى كلا النظامين معسكرات اعتقال، واتبعا الأيديولوجياتٍ اللاإنسانية التي بررت إبادة ملايين البشر. كانا حليفين في بداية الحرب وتقاسما بولندا. أقاما عرضًا عسكريًا مشتركًا بين النظامين السوفيتي والنازي في بريست في 22 أيلول 1939 بعد ثلاثة أسابيع من اندلاع الحرب العالمية الثانية. جلبت نهاية الحرب العالمية الثانية السلام لكن ليس الحرية للعديد من الدول الأوروبية. احتل الاتحاد السوفيتي أو سيطر على أوكرانيا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا والدول الأخرى في أوروبا الوسطى حيث استُبدل النظام الشمولي بنظام آخر. يُعد هذا اليوم تاريخًا بالغ الأهمية لأوكرانيا التي عانى شعبها من المأساة الوطنية خلال الحرب العالمية الثانية ولعب دورًا محوريًا في هزيمة هتلر. كانت أوكرانيا إحدى أبرز ساحات المعارك في الحرب العالمية الثانية حيث امتدت جبهتها عبر أراضيها مرتين: الأولى من الغرب إلى الشرق والثانية من الشرق إلى الغرب. وقد استُخدمت تكتيكات الأرض المحروقة أولًا من قِبل الجيش الأحمر المنسحب شرقًا و ثم من قِبل قوات الفيرماخت المنسحبة غربًا. ونتيجةً لذلك، تكبد الشعب الأوكراني خسائر فادحة في الأرواح ودمارًا هائلًا. خلال الحرب العالمية الثانية خسرت أوكرانيا ما يقارب 8 ملايين شخص، منهم 5 ملايين مدني و3 ملايين جندي. قاتل الأوكرانيون ببسالة وبطولة، مُظهرين تضحياتهم في جيوش متنوعة ضمن التحالف المناهض لهتلر، منهم 6 ملايين في الجيش الأحمر ومئات الآلاف في حركات المقاومة والجيوش الحليفة لبولندا والولايات المتحدة وكندا وفرنسا. كان للحرب العالمية الثانية أثرٌ بالغ على كل أسرة أوكرانية وتأثرت بها كل مدينة وقرية. لهذا السبب ترفض أوكرانيا بشدة المحاولات الروسية للتقليل من شأن دورها أو التلاعب به، مدعيةً أن لروسيا الحق الحصري في الانتصار على النازية. وقد صوّر بوتين الانتصار على النازية على أنه إنجاز روسي بحت. وفي عام ٢٠١٠ ذهب إلى حد القول إنه كان النصر من الممكن أن يتحقق بدون الأوكرانيين. لا يحق لأية دولة أن تدّعي حقوقًا حصرية في الانتصار على النازية الذي جاء ثمرة جهود جبارة لعشرات الدول ومئات الأمم التي استطاعت حشد قواها، والتعاون فيما بينها، وتوحيد مجتمعاتها وتعبئتها، والتضامن، وإعادة تنظيم حياتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بالكامل لمحاربة الشر. وبهدف الامتثال للقواعد الدولية ومنع الحروب والإبادة الجماعية وانتهاكات حقوق الإنسان والحريات، أنشأت الدول المنتصرة الأمم المتحدة. وتقديرًا لمساهمة الشعب الأوكراني في الانتصار على النازية أُدرجت أوكرانيا ضمن قائمة الأعضاء المؤسسين الـ 51 للأمم المتحدة. من غير المقبول أيضًا استخدام السلطة الأخلاقية للانتصار في الحرب العالمية الثانية لتبرير حروب العدوان والفظائع الحديثة. في عهد بوتين أصبح "النصر العظيم" في الحرب العالمية الثانية أيديولوجية لتبرير الحرب على أوكرانيا وجرائم أخرى. يصور نظام بوتين حربه الحالية ضد أوكرانيا على أنها استمرار للحرب العالمية الثانية. في الواقع الموازي الذي خلقه الحاكم الروسي، يُنظر إلى الأوكرانيين على أنهم "نازيون"، بينما يُنظر إلى الروس على أنهم "محررون". وبهذا يُبرر غزو البلد المجاور وقتل شعبه. يحاول بوتين استغلال الذكرى الثمانين للنصر على النازية لأغراض دعائية. يُفترض أن يكون ما يُسمى "موكب النصر" في التاسع من مايو تتويجًا لتمجيد النصر. وقد أطلق نظام بوتين الحملة الدعائية واسعة النطاق التي تهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية. أولًا، يسعى بوتين إلى إشراك القادة والسياسيين والوحدات العسكرية الأجنبية لإثبات وجود حلفاء له في عدوانه وأن عزلة نظامه الدولية تتآكل. ثانيًا، يسعى بوتين إلى حشد المزيد من الروس إلى خطوط المواجهة لقتل المزيد من الأوكرانيين والاستيلاء على المزيد من الأراضي الأوكرانية. ثالثًا، يسعى إلى تعزيز نظامه وتوسيع نطاق حكمه غير الشرعي. في ظل قلة الأسباب للفخر الوطني في ظل المشاكل الاقتصادية النظامية وملايين الروس الذين يعيشون تحت خط الفقر، والفساد الحكومي الذي يُهدر المليارات، والموارد الهائلة التي تُنفق على الحرب ضد أوكرانيا، يُمثل موكب التاسع من مايو ودعايته بديلًا للجماهير. في الواقع، لا علاقة للجنود الروس الذين سيسيرون عبر الساحة الحمراء في 9 مايو 2025 بالنصر على النازية. ربما يكون بعضهم قد ارتكب مجازر بحق المدنيين في أوكرانيا وسوريا والشيشان، مرتكبين أبشع الفظائع منذ الحرب العالمية الثانية. يشهد الأوكرانيون اليوم أهوالًا وجرائم مماثلة لتلك التي ارتكبها النازيون: إبادة المدن والقرى الآمنة، وحصار الموانئ، ونهب الحبوب ومصادرتها، وعمليات القتل الجماعي، وتعذيب، وإعدامات، وترحيل الأطفال، ومعسكرات التصفية ومستعمرات للأسرى. أعادت روسيا صفحات من كتب الحرب العالمية الثانية إلى عناوين وسائل الإعلام العالمية. أعادت روسيا الماضي المروع إلى الأخبار اليومية، مثبتةً مع كل جريمة جديدة أن النازية قد أُعيد إحياؤها. بغزوها على أوكرانيا هاجمت روسيا النظام العالمي الدولي الذي نشأ بعد الانتصار على النازية، وقوضت ليس فقط الاستقرار في أوروبا، بل والأمن العالمي أيضًا. بما أن الكرملين الحديث يشبه الرايخ الثالث في كل شيء، فإن نهايته يجب أن تكون هي نفسها - يجب تقديم المعتدي إلى العدالة. وكما حدث في عام ١٩٤٥، لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال العمل المشترك من قبل العالم المتحد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store