#أحدث الأخبار مع #كارتا»الجريدة٠٨-٠٣-٢٠٢٥منوعاتالجريدةما قل ودل: سرايا القدس والقسام وحماس وسرايا المهاجرين والرسول ويهود المدينةخواطر الشهر الفضيل بدأ نزول القرآن الكريم في اليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك، لينشر دين الحق هدى للعالمين، وقد حمل الدعوة إلى دين الحق والتوحيد، وعبادة الله وحده، لا شريك له، الرسول صلى الله عليه وسلم، وقلة من المؤمنين في ثورة هي الأعظم بتاريخ الثورات، وقد نادت بالمساواة بين جميع البشر، أسيادا وعبيدا، بحقوق متساوية، بمفهومها الإلهي والأعظم شأنا والأعلى قدرا والأعز مكانا والأشرف ذكرا، في إخاء إنساني جامع ومانع وشامل، يتسع للبشرية كلها، بجميع طبقاتها وأطيافها وألوانها ومذاهبها ومعتقداتها، وليست المساواة الطبقية التي نادت بها الثورة الفرنسية (1789م) التي قامت لإلغاء امتيازات النبلاء، وغيرها من ثورات برجوازية أو بروليتارية، بل ثورة إنسانية إلهية، وقد نادت بالعدل والحرية للجميع، وقام بها الجميع منكرين ذواتهم وطبقاتهم، غير مبال البعض منهم بثرواتهم التي جيشوا بها الجيوش وحرروا بها العبيد في إيمان عميق بالعقيدة الإسلامية، لإلغاء الرق من داخل الإنسان، بهذه الحقوق المتساوية، للجميع التي حفل بها الإسلام، وقد نزل قوله سبحانه وتعالى: «الذي خلقكم من نفس واحدة» (النساء:1) وقوله عز وجل: «وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة»، وقوله العلي القدير: «وظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا» (النور:12)، وقد قامت الثورة الإسلامية قبل الثورة الفرنسية بأكثر من عشرة قرون، ومع ذلك نسبت إلى الأخيرة هذه المبادئ، ولم تنسب إلى الإسلام لأننا فرطنا في نشر جوهر الدين، وهو هذه المبادئ، في الملك العضوض الذي امتد قرونا ليحكم باسم الإسلام، إلى أن سقطت الإمبراطورية العثمانية مع غيرها من إمبراطوريات في الحرب العالمية الثانية، ذلك أن الحكم الإسلامي اكتفى خلال هذه القرون، بل وقبل قيام هذه الإمبراطورية في العصرين الأموي والعباسي، بشكل الدين ومظهره في الحكم باسم الإسلام، وقد امتلأت قصور الحكام بالجواري الحسان، وكان يفترض فيهم أن يكونوا القدوة في إلغاء الرق دون جوهر الدين، ولو عني هؤلاء الحكام بنشر جوهر الدين المتمثل في هذه المبادئ، تحميها الشورى، الملزمة والتي تتسع لكل الأنظمة الديموقراطية التي لم يعرفها العالم الحديث، إلا منذ «الماجنا كارتا» في عام 1688م، ولو فعل حكامنا ذلك لأسلم العالم أجمع. سرايا القدس وسرايا المهاجرين وقد كان الربط في عنوان المقال بين سرايا القدس، والقسام وحماس، وبين سرايا المهاجرين، التي انطلقت من المدينة، وشارك فيها الرسول بنفسه، للتماثل بين هذه الأعداد القليلة للمهاجرين الذين قاموا بها، وشارك الرسول في بعضها، للإغارة على قوافل تجارة مكة، في مواجهة الأعداد الكبيرة للكفار المعهود لهم بحماية القوافل التي تزيد على عدد أفراد السرايا أعدادا مضاعفة، فضلا عن قوة وبطش قريش، واضطهادها واستبدادها بالمسلمين الذين تركوا ديارهم وأرضهم وأموالهم مهاجرين إلى المدينة مثلما الحال في بعض عشرات من أبطال طوفان الأقصى، الذين أغاروا على فرقة عسكرية إسرائيلية كاملة تحمي غلاف الحدود الإسرائيلية وغزة، وإسرائيل دولة لا تعترف بأي حدود، والسماء العربية كلها مفتوحة لعربدة الطيران الإسرائيلي، والتماثل أيضا في وحدة الهدف بين سرايا طوفان الأقصى وسرايا المهاجرين من المدينة في الإغارة على القوافل، فلم يكن هدف الطوفان القضاء على إسرائيل ورميهم في البحر من الأرض المغتصبة، كما لم يكن هدف سرايا المهاجرين قتال قريش وحربها، بل كان هدف الفريقين أن يقضوا مضاجع الصهيونية العالمية بقيادة أميركا، وقد أضاع طوفان الأقصى هيبة الاستعمار العالمي الإمبريالي الجديد، كما قضت سرايا المهاجرين مضاجع قريش الحريصة على تجارتها وأموالها في قوافلها إلى الشام، بعد أن سلبت هذه الأموال من المهاجرين، إنما كان الهدف هو الاعتراف بالحقوق المشروعة للمسلمين، في حياة كريمة على أرضهم وفي ديارهم وكفالة حق المهاجرين في نشر الدعوة الإسلامية، وإقامة شعائر الإسلام، وقد استبد حكام إسرائيل والآلة العسكرية الإسرائيلية البغيضة بالشعب الفلسطيني طوال سبعة عقود من الزمن، فسرايا القدس وحماس والقسام، وسرايا المهاجرين يجمعهم مسمى ووصف واحد في المصطلح السياسي المعاصر، وهو المقاومة الوطنية للاحتلال والاستبداد. سرايا الفريقين واليهود كما يجمع بين سرايا القدس والقسام وحماس وسرايا المهاجرين من ناحية واليهود من ناحية ثانية رابط واحد هو ما حدث في قتال، لم يأمر به الرسول صلى الله عليه وسلم سرية عبدالله بن جحش، بل أمر من عقد له لواءها بأن ينزل نخله (بين مكة والطائف)، ليستطلع أخبار قريش من قوافلها، فتشاورت السرية فيما صنعت بهم قريش وجيشها بأموالهم، فأغاروا على قافلة عمرو بن الحضرمي، ورمى أحدهم بسهم عليه فقتله، وكان ذلك في آخر شهر رجب، واستغلت قريش الفرصة بادعاء سفك الدماء في الأشهر الحرام، وأراد يهود المدينة إشعال الفتنة ولم يكن شهر رجب من الأشهر الحرام، فنزل قوله تعالى: «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّه والفتنة أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ» (سورة البقرة: الاية 217). وبعد نزول هذه الآية تبادل النبي صلى الله عليه وسلم وقريش الأسرى، ورفض طلب قريش افتداء الأسيرين من قريش في هذه القافلة، وطلب تبادلهما بأسيرين من المهاجرين هما سعد بن أبي وقاص الزهري وعتبة بن غذوان، اللذان كانا قد ذهبا يطلبان بعيراً لهما فأسرتهما قريش، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لقريش إن تقتلوهما نقتل صاحبيكم وتم تسليم أحد الأسيرين من القافلة وأسلم الآخر وبقي في المدينة. وكانت السرايا تخرج من المدينة لإشعار اليهود بأن للمسلمين من القوة ما يمكنهم من إخماد أي فتنة يسعون إليها ومن القضاء على أسبابها وجذورها، وقد اعتبرهم النبي صلى الله عليه وسلم شرا وفي زمرة المنافقين، وذلك حتى لا يستفحل أمرهم في المدينة، وهي ملاذ المسلمين وملجأهم، وليس هناك ثمة خلاف بين يهود المدينة ويهود الصهيونية العالمية سوى أن هؤلاء قد استفحل أمرهم ففعلوا ما فعلوه على أرض فلسطين التي اغتصبوها، وعلى شعبها الذي هجروه في نكبة 48، والذين مازالوا على دربهم في تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية في ظل الاغتراب العربي الذي تعيشه الأمة العربية، والذي تناولناه في مقال لنا نشر على هذه الصفحة في عدد الجريدة الصادر في 16/2/2025.
الجريدة٠٨-٠٣-٢٠٢٥منوعاتالجريدةما قل ودل: سرايا القدس والقسام وحماس وسرايا المهاجرين والرسول ويهود المدينةخواطر الشهر الفضيل بدأ نزول القرآن الكريم في اليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك، لينشر دين الحق هدى للعالمين، وقد حمل الدعوة إلى دين الحق والتوحيد، وعبادة الله وحده، لا شريك له، الرسول صلى الله عليه وسلم، وقلة من المؤمنين في ثورة هي الأعظم بتاريخ الثورات، وقد نادت بالمساواة بين جميع البشر، أسيادا وعبيدا، بحقوق متساوية، بمفهومها الإلهي والأعظم شأنا والأعلى قدرا والأعز مكانا والأشرف ذكرا، في إخاء إنساني جامع ومانع وشامل، يتسع للبشرية كلها، بجميع طبقاتها وأطيافها وألوانها ومذاهبها ومعتقداتها، وليست المساواة الطبقية التي نادت بها الثورة الفرنسية (1789م) التي قامت لإلغاء امتيازات النبلاء، وغيرها من ثورات برجوازية أو بروليتارية، بل ثورة إنسانية إلهية، وقد نادت بالعدل والحرية للجميع، وقام بها الجميع منكرين ذواتهم وطبقاتهم، غير مبال البعض منهم بثرواتهم التي جيشوا بها الجيوش وحرروا بها العبيد في إيمان عميق بالعقيدة الإسلامية، لإلغاء الرق من داخل الإنسان، بهذه الحقوق المتساوية، للجميع التي حفل بها الإسلام، وقد نزل قوله سبحانه وتعالى: «الذي خلقكم من نفس واحدة» (النساء:1) وقوله عز وجل: «وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة»، وقوله العلي القدير: «وظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا» (النور:12)، وقد قامت الثورة الإسلامية قبل الثورة الفرنسية بأكثر من عشرة قرون، ومع ذلك نسبت إلى الأخيرة هذه المبادئ، ولم تنسب إلى الإسلام لأننا فرطنا في نشر جوهر الدين، وهو هذه المبادئ، في الملك العضوض الذي امتد قرونا ليحكم باسم الإسلام، إلى أن سقطت الإمبراطورية العثمانية مع غيرها من إمبراطوريات في الحرب العالمية الثانية، ذلك أن الحكم الإسلامي اكتفى خلال هذه القرون، بل وقبل قيام هذه الإمبراطورية في العصرين الأموي والعباسي، بشكل الدين ومظهره في الحكم باسم الإسلام، وقد امتلأت قصور الحكام بالجواري الحسان، وكان يفترض فيهم أن يكونوا القدوة في إلغاء الرق دون جوهر الدين، ولو عني هؤلاء الحكام بنشر جوهر الدين المتمثل في هذه المبادئ، تحميها الشورى، الملزمة والتي تتسع لكل الأنظمة الديموقراطية التي لم يعرفها العالم الحديث، إلا منذ «الماجنا كارتا» في عام 1688م، ولو فعل حكامنا ذلك لأسلم العالم أجمع. سرايا القدس وسرايا المهاجرين وقد كان الربط في عنوان المقال بين سرايا القدس، والقسام وحماس، وبين سرايا المهاجرين، التي انطلقت من المدينة، وشارك فيها الرسول بنفسه، للتماثل بين هذه الأعداد القليلة للمهاجرين الذين قاموا بها، وشارك الرسول في بعضها، للإغارة على قوافل تجارة مكة، في مواجهة الأعداد الكبيرة للكفار المعهود لهم بحماية القوافل التي تزيد على عدد أفراد السرايا أعدادا مضاعفة، فضلا عن قوة وبطش قريش، واضطهادها واستبدادها بالمسلمين الذين تركوا ديارهم وأرضهم وأموالهم مهاجرين إلى المدينة مثلما الحال في بعض عشرات من أبطال طوفان الأقصى، الذين أغاروا على فرقة عسكرية إسرائيلية كاملة تحمي غلاف الحدود الإسرائيلية وغزة، وإسرائيل دولة لا تعترف بأي حدود، والسماء العربية كلها مفتوحة لعربدة الطيران الإسرائيلي، والتماثل أيضا في وحدة الهدف بين سرايا طوفان الأقصى وسرايا المهاجرين من المدينة في الإغارة على القوافل، فلم يكن هدف الطوفان القضاء على إسرائيل ورميهم في البحر من الأرض المغتصبة، كما لم يكن هدف سرايا المهاجرين قتال قريش وحربها، بل كان هدف الفريقين أن يقضوا مضاجع الصهيونية العالمية بقيادة أميركا، وقد أضاع طوفان الأقصى هيبة الاستعمار العالمي الإمبريالي الجديد، كما قضت سرايا المهاجرين مضاجع قريش الحريصة على تجارتها وأموالها في قوافلها إلى الشام، بعد أن سلبت هذه الأموال من المهاجرين، إنما كان الهدف هو الاعتراف بالحقوق المشروعة للمسلمين، في حياة كريمة على أرضهم وفي ديارهم وكفالة حق المهاجرين في نشر الدعوة الإسلامية، وإقامة شعائر الإسلام، وقد استبد حكام إسرائيل والآلة العسكرية الإسرائيلية البغيضة بالشعب الفلسطيني طوال سبعة عقود من الزمن، فسرايا القدس وحماس والقسام، وسرايا المهاجرين يجمعهم مسمى ووصف واحد في المصطلح السياسي المعاصر، وهو المقاومة الوطنية للاحتلال والاستبداد. سرايا الفريقين واليهود كما يجمع بين سرايا القدس والقسام وحماس وسرايا المهاجرين من ناحية واليهود من ناحية ثانية رابط واحد هو ما حدث في قتال، لم يأمر به الرسول صلى الله عليه وسلم سرية عبدالله بن جحش، بل أمر من عقد له لواءها بأن ينزل نخله (بين مكة والطائف)، ليستطلع أخبار قريش من قوافلها، فتشاورت السرية فيما صنعت بهم قريش وجيشها بأموالهم، فأغاروا على قافلة عمرو بن الحضرمي، ورمى أحدهم بسهم عليه فقتله، وكان ذلك في آخر شهر رجب، واستغلت قريش الفرصة بادعاء سفك الدماء في الأشهر الحرام، وأراد يهود المدينة إشعال الفتنة ولم يكن شهر رجب من الأشهر الحرام، فنزل قوله تعالى: «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّه والفتنة أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ» (سورة البقرة: الاية 217). وبعد نزول هذه الآية تبادل النبي صلى الله عليه وسلم وقريش الأسرى، ورفض طلب قريش افتداء الأسيرين من قريش في هذه القافلة، وطلب تبادلهما بأسيرين من المهاجرين هما سعد بن أبي وقاص الزهري وعتبة بن غذوان، اللذان كانا قد ذهبا يطلبان بعيراً لهما فأسرتهما قريش، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لقريش إن تقتلوهما نقتل صاحبيكم وتم تسليم أحد الأسيرين من القافلة وأسلم الآخر وبقي في المدينة. وكانت السرايا تخرج من المدينة لإشعار اليهود بأن للمسلمين من القوة ما يمكنهم من إخماد أي فتنة يسعون إليها ومن القضاء على أسبابها وجذورها، وقد اعتبرهم النبي صلى الله عليه وسلم شرا وفي زمرة المنافقين، وذلك حتى لا يستفحل أمرهم في المدينة، وهي ملاذ المسلمين وملجأهم، وليس هناك ثمة خلاف بين يهود المدينة ويهود الصهيونية العالمية سوى أن هؤلاء قد استفحل أمرهم ففعلوا ما فعلوه على أرض فلسطين التي اغتصبوها، وعلى شعبها الذي هجروه في نكبة 48، والذين مازالوا على دربهم في تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية في ظل الاغتراب العربي الذي تعيشه الأمة العربية، والذي تناولناه في مقال لنا نشر على هذه الصفحة في عدد الجريدة الصادر في 16/2/2025.