أحدث الأخبار مع #كارسون

صحيفة الشرق
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- صحيفة الشرق
ثمار المهارات
99 شمه عبدالله ناصر A+ A- يشير كارسون ورينكو إلى أن امتلاك الأفراد للمهارات الحياتية يمكنهم من حل المشكلات والتكيف النوعي مع الواقع والقدرة على إدراك الضغوط الحياتية وتمكنهم كذلك من التعامل مع واقع تنافسي في فرص العمل، والتغيرات الاقتصادية، والتحولات الاجتماعية، والثقافية. بدأ مقرر المهارات الحياتية والمهنية عام (2016-2017) كمنهج دراسي تجريبي ليتم تطبيقها عام (2017-2018) كمقرر ثابت في المرحلة الثانوية لمدارس البنات والبنين وقد تم اختيار معلمين ميسرين يؤمنون بأهمية هذه المادة في التغير الإيجابي المطلوب في إيجاد جيل واع. مزود بمهارات القرن الواحد والعشرين وقادر على تلبية حاجات مجتمعه، بل أنه قادر على المنافسة العالمية في شتى المجالات وهذه حقيقة حققتها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي حيث جاءت دولة قطر في المرتبة الأولى عربياً والرابعة عالمياً في جودة التعليم وذلك في مؤشر جودة التعليم العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس 2021. قامت مادة المهارات الحياتية والمهنية والبحثية بطرح وتعليم مواضيع تحقق التمايز في التعليم وتدرب على مهارات القرن الواحد والعشرين لصفوف العاشر والحادي عشر في المرحلة الثانوية ومنها التنمية الذاتية القائمة على أحدث النظريات مثل نظريات هاورد وهيرمان وجاردنر و كذلك عملية اتخاذ القرار والإرشاد الأكاديمي والتي تساعد الطالب لتحديد مساره الأكاديمي بطريقة علمية صحيحة وتم التركيز على موضوع إدارة الوقت بأفضل النظريات مثل مصفوفة إيزنهاور في ظل عمل جماعي محدد الأدوار ومتكامل المهام كما دربت هذه المادة على الإبداع باستخدام طرق التحليل والابتكار الحديثة مثل swot, scamper و دربت الطلاب على التفكير الناقد ومهاراته مثل النتيجة والسبب وقياس جميع العوامل والدوافع للسلوك وصولاً إلى المناظرات. تم تدريس المواطنة ورؤية قطر 2030 وركائزها التنموية الأربعة وأكدت على دور التطوع وساهمت مع المؤسسات للقيام بالأعمال التطوعية التي تغرس مفهوم التطوع والمواطنة ودعمت الحوار والمناقشة وتقبل الآخرين وانتقلت إلى مواضيع مهارية جديدة في الصف الحادي عشر مثل التعرف على الجامعات داخل وخارج الدولة وكيفية التقدم لها بكتابة السيرة الذاتية والمقال الشخصي والتدرب على المقابلات والتعرف على سوق العمل وما يحتاجه من وظائف ومهارات مثل حل المشكلات والتواصل الفعال والانصات وفن الإلقاء والتحدث أمام الجمهور ولم تغفل الطرق المساعدة للمذاكرة والتميز التعليمي مثل الخريطة الذهنية وطرق التدوين الإبداعي كطريقة sq3r وكورنيل وكذلك تعليم مهارات البحث العلمي وطرقه وأنواعه واحتوى المنهج على موضوع الوعي المالي من إعداد الميزانية الشخصية حتى إقامة المشاريع الصغيرة عبر عشر سنوات مضت من التدريب والعطاء. ليأتي هذا العام بالقرار الجديد الذي أثلج الصدور ووضع النقاط على الحروف والذي يثبت أن السياسات التعليمية لدينا تسير في اتجاها الصحيح والذي بدورة جعل تجربة قطر في مجال المهارات الحياتية مثالاً يحتذى به ومصدر إلهام لكثير من دول العالم حيث تقرر تعميم هذه المادة على جميع المراحل التعليمية بمواضيع تناسب المرحلة العمرية للطلاب بالإضافة إلى ما يعتبر ثمرة نتاج هذه المادة وهما مشروعان طرحا للصف الثاني عشر يعتبران من برامج التقييم بالمشروع وهما مشروع رواد المستقبل في الفصل الأول ومشروع بحث التخرج في الفصل الثاني، كم شعرت بالفخر حينما حصدنا ثمار مشروع رواد المستقبل والذي يتحدث عن ريادة الأعمال ويختتم بمشروع ريادي تجاري بمنتج تسويقي تدربت فيه الطالبات على كثير من المهارات أما مشروع التخرج فقد كان مسرحاً للإبداع وللبحوث المميزة والتي تنوعت فيه البحوث وتعددت النتاجات من بحوث وحلول علمية وفيديوهات تعليمية وتطبيقات الكترونية تم تقديمها كمجموعات وفرق عمل تتسم بمهارات القرن الواحد والعشرين والتي أظهرت التنمية المستمرة والقدرة على مواكبة التحديات بأفضل مهارات الحياة. نعم نفخر بتعليمنا وبكون طلابنا محور العملية التعليمية ونؤكد رؤيتنا وهي متعلم ريادي لتنمية مستمرة. مساحة إعلانية


نافذة على العالم
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- نافذة على العالم
أخبار العالم : "الصليب الملتوي": الرواية المفقودة التي وجّهت تحذيراً من أهوال ألمانيا النازية
الخميس 8 مايو 2025 09:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Alamy Article information Author, كلير ماك هيو Role, بي بي سي نيوز قبل 4 ساعة بعد ثمانين عاماً من يوم النصر في أوروبا وانتهاء الحرب العالمية الثانية بغزو الحلفاء لألمانيا، وسيطرة الاتحاد السوفييتي على برلين، والاستسلام غير المشروط من قبل ألمانيا في 8 مايو أيار عام 1945، لا يزال الاهتمام بما حدث قوياً. ازداد الطلب على حكايات أوروبا في زمن الحرب حينها وبشكل ملحوظ منذ نشر رواية أنتوني دوير الشعرية "كل النور الذي لا نستطيع رؤيته"، الحائزة على جائزة بوليتزر عام 2015، والتي حُوّلت لاحقاً إلى مسلسل على شبكة نتفليكس. كما وصلت قصص الحب والمعارك وفك الشفرات والمقاومة ومعسكرات الاعتقال، إلى قوائم الكتب الأكثر مبيعاً حول العالم. وبينما استقى العديد من الروائيين في هذا النوع الأدبي الفرعي ببراعة من وثائق ورسائل وروايات شهود عيان تعود إلى ثمانية عقود، فمن غير المرجح أن يشهد العالم في هذا الوقت الحالي، عملاً روائياً جديداً مستوحى من تجربة شخصية من تلك الحقبة. هذا أحد أسباب كون رواية "الصليب الملتوي" Crooked Cross، التي أعادت دار بيرسيفوني للنشر إصدارها ربيع هذا العام. واستلهمت الكاتبة، سيلفيا "سالي" كارسون، وهي شابة إنجليزية، من زياراتها لأصدقائها في بافاريا في أوائل الثلاثينيات، الكثير لكتابة رواية عن بزوغ فجر الاستبداد النازي في بلدة ألمانية صغيرة. أثبتت رواية كارسون بصيرتها الثاقبة بشأن الأهوال القادمة، ومع ذلك، بعد وفاتها المبكرة عام 1941، طواها النسيان. وقال الروائي الأمريكي الشهير إي. إل. دكتورو، مؤلف روايات "راغتايم" و"بيلي باثجيت" وغيرها من الأعمال الروائية التي تدور أحداثها في الماضي: "سيخبرك المؤرّخ بما حدث، بينما يستطيع الروائي أن يخبرك بما شعرت به". ويتمثل إنجاز كارسون في تجسيد عائلة كلوغر، المقيمة قرب الجبال جنوب ميونيخ، والتي شهدت على مدار ستة أشهر - من ليلة عيد الميلاد عام 1932 إلى ليلة منتصف الصيف عام 1933 - تحطيم حياتها. رواية "الصليب الملتوي" - يُشير عنوانها إلى "سافاستيكا"، أي رمز الصليب المعقوف الذي تبناه النازيون. ونُشرت الرواية عام 1934، بعد عام من الأحداث. ولاقت الرواية إشادات واسعة، وحوّلت كارسون روايتها إلى مسرحية عُرضت لأول مرة في مسرح برمنغهام ريبيرتوري عام 1935، ثم نُقلت إلى ويست إند بلندن بعد عامين. وأثبتت الرواية بصيرة كارسون الثاقبة بشأن الأهوال القادمة، ومع ذلك، وبعد وفاتها المبكرة عام 1941 بسبب سرطان الثدي، طواها النسيان. لكن قرار دار بيرسيفوني للنشر بإعادة إصدار رواية كارسون الآن، كان قراراً حكيماً ومرحباً به. صدر الصورة، Persephone Books التعليق على الصورة، استلهمت سيلفيا "سالي" كارسون كتابة رواية عن بزوغ فجر الاستبداد النازي في بلدة ألمانية صغيرة تبدأ أحداث القصة عندما يجتمع هانز وروزا كلوغر، وأطفالهما الثلاثة البالغين - ابنتهما ليكسا، وابناهما هلمي وإريك - لقضاء عطلة عيد الميلاد. كانت الحياة صعبة في ألمانيا خلال فترة الكساد الكبير. خُفِّض راتب السيد كلوغر، الذي كان يعمل في مكتب البريد، وابنه البكر هلمي عاطل عن العمل، ووظيفة إريك الموسمية كمدرب تزلج تتطلب منه تلبية رغبات النساء الثريات. لكن عيد الميلاد هو "وقتٌ لتحقيق السعادة الشخصية، واستكمال الدائرة السحرية لعائلتهما"، كما كتبت كارسون. كما يشارك خطيب ليكسا الوسيم والناجح، الجراح الشاب موريتز فايسمان، في جميع الاحتفالات. وبينما يتولى هلمي وليكسا تزيين شجرة عيد الميلاد – إذ كانا دائماً قريبيْن من بعضهما - تصف الرواية المشهد الاحتفالي بدقة، يخدع المشهد القارئ ليُصدق، رغم تلميحات التهديد، أن لا شيء يُمكن أن يُحطم هذه العائلة المُخلصة، المُحترمة، والمُحبة. بعد شهر، وفي يناير/ كانون الثاني 1933، عُيّن هتلر مستشاراً، وبدأ عهد ماخترغرايفونغ، كما يُطلق عليه الألمان، وهو توطيد النازية للسلطة. وفي غضون أيام، يُكافأ هلمي على ولائه المُبكر للنازيين، ووعودهم بإعادة ازدهار الأمة، بوظيفة سكرتير الحزب المحلي، وفي المقابل يُطرد موريتز، وهو من أب يهودي، من عيادة ميونيخ التي يعمل بها. مقارنات معاصرة وشخصية تُظهر كارسون تعاطفاً مع جميع شخصياتها، إلى جانب بصيرة حادة في نقاط ضعفهم. مع ذلك، يقع هلمي، الرجل الحساس وصاحب الضمير الحي، في شراك "أيديولوجية الشر". ويُحاول إقناع أخته بأنه في الواقع الجديد، يجب عليها فسخ خطوبتها وعدم رؤية موريتز مرة أخرى. تقاوم ليكسا، متمسكة بأمل أن يُطرد هتلر من الحكومة في برلين البعيدة. لكن بدلاً من ذلك، ومع اخضرار مروج الجبال في الربيع، يزداد عالم العائلة ظلمةً. إذ يترك إريك وظيفته المتواضعة للانضمام إلى مرتدي القمصان البنية، ويتجول في المدينة مرتدياً زيه وحذائه العسكري - يشعر الوالدان كلوغر بفخرٍ شديد، على الرغم من أن السيد كلوغر، المحارب القديم في الحرب العالمية الأولى، لا يزال حذراً من الانخراط بصراع دموي آخر. ويحضر هلمي المثالي تجمعاً للنازيين ويشعر بالذهول. تكتب كارسون: "لم يكن يتخيل ولم يكن لديه أي فكرة عن الدمار الذي سيسببه تحرير تلك القوة التي كان ينادي بها الآن بصوتٍ أجشّ مثل الآخرين. كان هتلر بالنسبة لهم بمثابة مُخلّص رائع، "إله". ارتسمت أذرعهم في نفس الإشارة - كانت غابة من الأذرع البنية الممتدة بأصابع تشير إلى الإله الصغير ذي الشارب الشبيه بفرشاة الأسنان. "هايل هتلر!" صدر الصورة، Alamy التعليق على الصورة، تدور أحداث رواية "الصليب الملتوي" حول عائلة كلوغر في ألمانيا خلال فترة الكساد الكبير موريتز، المُجرّد من عمله ودخله، والمُحظور حتى من استعارة الكتب من المكتبة العامة، يُصاب باليأس. ليكسا تريد قضاء أمسية جميلة، فتقنعه بأخذها إلى حفلة رقص. على المسرح المزدحم، وبينما كانا يؤديان رقصة الـ"فوكستروت" أو "رقص الصالة"، اصطدم الاثنان بالصدفة بثنائي آخر. التفت موريتز ليعتذر. "اللعنة عليك أيها اليهودي القذر! ابتعد عن الطريق"، صرخ الرجل الآخر. روت كارسون لصحيفة برادفورد أوبزرفر كيف سمعت هذه الكلمات تُلقى على الرجل اليهودي الذي رافقها في قاعة رقص أثناء عطلتها في بافاريا. وفي ليلة منتصف الصيف، عندما يتفاقم الوضع في ألمانيا، تختار ليكسا حبها لموريتز على كل الولاءات الأخرى، وتكون النتائج مدمرة. (لن أروي المزيد من التفاصيل كي لا أفسد القصة لك). الرواية تُظهر كيف يُمكن لأمة مُتحضرة أن تقع في قبضة الاستبداد. في حديثها لبرنامج "توداي" الإخباري على إذاعة بي بي سي، استشهدت فرانشيسكا بومان، المؤرخة ومديرة تحرير دار نشر بيرسيفوني، بمراجعة نُشرت في صحيفة أكتون غازيت وقت نشر الكتاب. وقالت "رواية الصليب الملتوي أكثر صدقاً من التقارير المُرسلة عبر التلغراف، إنها أكثر عدلاً من الدعاية، وأكثر إثارةً للاهتمام". ماذا ستفعل لو بدأ أحباؤك بتبني أفكار تكرهها؟ لم يرغب جميع معاصري كارسون في سماع التحذير المُضمن في رواية "الصليب الملتوي". عندما انتقلت مسرحيتها إلى مسرح لندن عام 1937، انتقدها البعض في بريطانيا باعتبارها مُعادية لألمانيا، وأصرّ مكتب اللورد تشامبرلين على إزالة كل تحية "هايل هتلر" من العرض. كان جزء كبير من المؤسسة البريطانية آنذاك يأمل في "التعايش السلمي" مع النظام المُتعطش للحرب في برلين. قد يسارع بعض القراء إلى استخلاص أوجه تشابه معاصرة، لا سيما مع صعود الشعبوية اليمينية حول العالم، وميل الشباب إلى الانجذاب للحركات المتطرفة، عندما يشعرون - كما شعر الملايين في ألمانيا في ثلاثينيات القرن الماضي - بالضياع أو السخط أو انعدام الهدف. لكن القضية الحقيقية التي تطرحها رواية الصليب الملتوي هي قضية شخصية وتتساءل: ماذا ستفعل لو بدأ أحباؤك بتبني أفكار تكرهها؟


الوسط
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الوسط
"الصليب الملتوي": الرواية المفقودة التي وجّهت تحذيراً من أهوال ألمانيا النازية
بعد ثمانين عاماً من يوم النصر في أوروبا وانتهاء الحرب العالمية الثانية بغزو الحلفاء لألمانيا، وسيطرة الاتحاد السوفييتي على برلين، والاستسلام غير المشروط من قبل ألمانيا في 8 مايو أيار عام 1945، لا يزال الاهتمام بما حدث قوياً. ازداد الطلب على حكايات أوروبا في زمن الحرب حينها وبشكل ملحوظ منذ نشر رواية أنتوني دوير الشعرية "كل النور الذي لا نستطيع رؤيته"، الحائزة على جائزة بوليتزر عام 2015، والتي حُوّلت لاحقاً إلى مسلسل على شبكة نتفليكس. كما وصلت قصص الحب والمعارك وفك الشفرات والمقاومة ومعسكرات الاعتقال، إلى قوائم الكتب الأكثر مبيعاً حول العالم. وبينما استقى العديد من الروائيين في هذا النوع الأدبي الفرعي ببراعة من وثائق ورسائل وروايات شهود عيان تعود إلى ثمانية عقود، فمن غير المرجح أن يشهد العالم في هذا الوقت الحالي، عملاً روائياً جديداً مستوحى من تجربة شخصية من تلك الحقبة. هذا أحد أسباب كون رواية "الصليب الملتوي" Crooked Cross، التي أعادت دار بيرسيفوني للنشر إصدارها ربيع هذا العام. واستلهمت الكاتبة، سيلفيا "سالي" كارسون، وهي شابة إنجليزية، من زياراتها لأصدقائها في بافاريا في أوائل الثلاثينيات، الكثير لكتابة رواية عن بزوغ فجر الاستبداد النازي في بلدة ألمانية صغيرة. أثبتت رواية كارسون بصيرتها الثاقبة بشأن الأهوال القادمة، ومع ذلك، بعد وفاتها المبكرة عام 1941، طواها النسيان. وقال الروائي الأمريكي الشهير إي. إل. دكتورو، مؤلف روايات "راغتايم" و"بيلي باثجيت" وغيرها من الأعمال الروائية التي تدور أحداثها في الماضي: "سيخبرك المؤرّخ بما حدث، بينما يستطيع الروائي أن يخبرك بما شعرت به". ويتمثل إنجاز كارسون في تجسيد عائلة كلوغر، المقيمة قرب الجبال جنوب ميونيخ، والتي شهدت على مدار ستة أشهر - من ليلة عيد الميلاد عام 1932 إلى ليلة منتصف الصيف عام 1933 - تحطيم حياتها. رواية "الصليب الملتوي" - يُشير عنوانها إلى "سافاستيكا"، أي رمز الصليب المعقوف الذي تبناه النازيون. ونُشرت الرواية عام 1934، بعد عام من الأحداث. ولاقت الرواية إشادات واسعة، وحوّلت كارسون روايتها إلى مسرحية عُرضت لأول مرة في مسرح برمنغهام ريبيرتوري عام 1935، ثم نُقلت إلى ويست إند بلندن بعد عامين. وأثبتت الرواية بصيرة كارسون الثاقبة بشأن الأهوال القادمة، ومع ذلك، وبعد وفاتها المبكرة عام 1941 بسبب سرطان الثدي، طواها النسيان. لكن قرار دار بيرسيفوني للنشر بإعادة إصدار رواية كارسون الآن، كان قراراً حكيماً ومرحباً به. تبدأ أحداث القصة عندما يجتمع هانز وروزا كلوغر، وأطفالهما الثلاثة البالغين - ابنتهما ليكسا، وابناهما هلمي وإريك - لقضاء عطلة عيد الميلاد. كانت الحياة صعبة في ألمانيا خلال فترة الكساد الكبير. خُفِّض راتب السيد كلوغر، الذي كان يعمل في مكتب البريد، وابنه البكر هلمي عاطل عن العمل، ووظيفة إريك الموسمية كمدرب تزلج تتطلب منه تلبية رغبات النساء الثريات. لكن عيد الميلاد هو "وقتٌ لتحقيق السعادة الشخصية، واستكمال الدائرة السحرية لعائلتهما"، كما كتبت كارسون. كما يشارك خطيب ليكسا الوسيم والناجح، الجراح الشاب موريتز فايسمان، في جميع الاحتفالات. وبينما يتولى هلمي وليكسا تزيين شجرة عيد الميلاد – إذ كانا دائماً قريبيْن من بعضهما - تصف الرواية المشهد الاحتفالي بدقة، يخدع المشهد القارئ ليُصدق، رغم تلميحات التهديد، أن لا شيء يُمكن أن يُحطم هذه العائلة المُخلصة، المُحترمة، والمُحبة. بعد شهر، وفي يناير/ كانون الثاني 1933، عُيّن هتلر مستشاراً، وبدأ عهد ماخترغرايفونغ، كما يُطلق عليه الألمان، وهو توطيد النازية للسلطة. وفي غضون أيام، يُكافأ هلمي على ولائه المُبكر للنازيين، ووعودهم بإعادة ازدهار الأمة، بوظيفة سكرتير الحزب المحلي، وفي المقابل يُطرد موريتز، وهو من أب يهودي، من عيادة ميونيخ التي يعمل بها. مقارنات معاصرة وشخصية تُظهر كارسون تعاطفاً مع جميع شخصياتها، إلى جانب بصيرة حادة في نقاط ضعفهم. مع ذلك، يقع هلمي، الرجل الحساس وصاحب الضمير الحي، في شراك "أيديولوجية الشر". ويُحاول إقناع أخته بأنه في الواقع الجديد، يجب عليها فسخ خطوبتها وعدم رؤية موريتز مرة أخرى. تقاوم ليكسا، متمسكة بأمل أن يُطرد هتلر من الحكومة في برلين البعيدة. لكن بدلاً من ذلك، ومع اخضرار مروج الجبال في الربيع، يزداد عالم العائلة ظلمةً. إذ يترك إريك وظيفته المتواضعة للانضمام إلى مرتدي القمصان البنية، ويتجول في المدينة مرتدياً زيه وحذائه العسكري - يشعر الوالدان كلوغر بفخرٍ شديد، على الرغم من أن السيد كلوغر، المحارب القديم في الحرب العالمية الأولى، لا يزال حذراً من الانخراط بصراع دموي آخر. ويحضر هلمي المثالي تجمعاً للنازيين ويشعر بالذهول. تكتب كارسون: "لم يكن يتخيل ولم يكن لديه أي فكرة عن الدمار الذي سيسببه تحرير تلك القوة التي كان ينادي بها الآن بصوتٍ أجشّ مثل الآخرين. كان هتلر بالنسبة لهم بمثابة مُخلّص رائع، "إله". ارتسمت أذرعهم في نفس الإشارة - كانت غابة من الأذرع البنية الممتدة بأصابع تشير إلى الإله الصغير ذي الشارب الشبيه بفرشاة الأسنان. "هايل هتلر!" موريتز، المُجرّد من عمله ودخله، والمُحظور حتى من استعارة الكتب من المكتبة العامة، يُصاب باليأس. ليكسا تريد قضاء أمسية جميلة، فتقنعه بأخذها إلى حفلة رقص. على المسرح المزدحم، وبينما كانا يؤديان رقصة الـ"فوكستروت" أو "رقص الصالة"، اصطدم الاثنان بالصدفة بثنائي آخر. التفت موريتز ليعتذر. "اللعنة عليك أيها اليهودي القذر! ابتعد عن الطريق"، صرخ الرجل الآخر. روت كارسون لصحيفة برادفورد أوبزرفر كيف سمعت هذه الكلمات تُلقى على الرجل اليهودي الذي رافقها في قاعة رقص أثناء عطلتها في بافاريا. وفي ليلة منتصف الصيف، عندما يتفاقم الوضع في ألمانيا، تختار ليكسا حبها لموريتز على كل الولاءات الأخرى، وتكون النتائج مدمرة. (لن أروي المزيد من التفاصيل كي لا أفسد القصة لك). الرواية تُظهر كيف يُمكن لأمة مُتحضرة أن تقع في قبضة الاستبداد. في حديثها لبرنامج "توداي" الإخباري على إذاعة بي بي سي، استشهدت فرانشيسكا بومان، المؤرخة ومديرة تحرير دار نشر بيرسيفوني، بمراجعة نُشرت في صحيفة أكتون غازيت وقت نشر الكتاب. وقالت "رواية الصليب الملتوي أكثر صدقاً من التقارير المُرسلة عبر التلغراف، إنها أكثر عدلاً من الدعاية، وأكثر إثارةً للاهتمام". ماذا ستفعل لو بدأ أحباؤك بتبني أفكار تكرهها؟ لم يرغب جميع معاصري كارسون في سماع التحذير المُضمن في رواية "الصليب الملتوي". عندما انتقلت مسرحيتها إلى مسرح لندن عام 1937، انتقدها البعض في بريطانيا باعتبارها مُعادية لألمانيا، وأصرّ مكتب اللورد تشامبرلين على إزالة كل تحية "هايل هتلر" من العرض. كان جزء كبير من المؤسسة البريطانية آنذاك يأمل في "التعايش السلمي" مع النظام المُتعطش للحرب في برلين. قد يسارع بعض القراء إلى استخلاص أوجه تشابه معاصرة، لا سيما مع صعود الشعبوية اليمينية حول العالم، وميل الشباب إلى الانجذاب للحركات المتطرفة، عندما يشعرون - كما شعر الملايين في ألمانيا في ثلاثينيات القرن الماضي - بالضياع أو السخط أو انعدام الهدف. لكن القضية الحقيقية التي تطرحها رواية الصليب الملتوي هي قضية شخصية وتتساءل: ماذا ستفعل لو بدأ أحباؤك بتبني أفكار تكرهها؟ والآن، وبعد أن عادت قصة عائلة كلوغر المأساوية إلى الواجهة، أثبتت أنها تستحق مكانةً دائمةً في أدب الحرب العالمية الثانية.


شفق نيوز
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- شفق نيوز
"الصليب الملتوي": الرواية المفقودة التي وجّهت تحذيراً من أهوال ألمانيا النازية
بعد ثمانين عاماً من يوم النصر في أوروبا وانتهاء الحرب العالمية الثانية بغزو الحلفاء لألمانيا، وسيطرة الاتحاد السوفييتي على برلين، والاستسلام غير المشروط من قبل ألمانيا في 8 مايو أيار عام 1945، لا يزال الاهتمام بما حدث قوياً. ازداد الطلب على حكايات أوروبا في زمن الحرب حينها وبشكل ملحوظ منذ نشر رواية أنتوني دوير الشعرية "كل النور الذي لا نستطيع رؤيته"، الحائزة على جائزة بوليتزر عام 2015، والتي حُوّلت لاحقاً إلى مسلسل على شبكة نتفليكس. كما وصلت قصص الحب والمعارك وفك الشفرات والمقاومة ومعسكرات الاعتقال، إلى قوائم الكتب الأكثر مبيعاً حول العالم. وبينما استقى العديد من الروائيين في هذا النوع الأدبي الفرعي ببراعة من وثائق ورسائل وروايات شهود عيان تعود إلى ثمانية عقود، فمن غير المرجح أن يشهد العالم في هذا الوقت الحالي، عملاً روائياً جديداً مستوحى من تجربة شخصية من تلك الحقبة. هذا أحد أسباب كون رواية "الصليب الملتوي" Crooked Cross، التي أعادت دار بيرسيفوني للنشر إصدارها ربيع هذا العام. واستلهمت الكاتبة، سيلفيا "سالي" كارسون، وهي شابة إنجليزية، من زياراتها لأصدقائها في بافاريا في أوائل الثلاثينيات، الكثير لكتابة رواية عن بزوغ فجر الاستبداد النازي في بلدة ألمانية صغيرة. أثبتت رواية كارسون بصيرتها الثاقبة بشأن الأهوال القادمة، ومع ذلك، بعد وفاتها المبكرة عام 1941، طواها النسيان. وقال الروائي الأمريكي الشهير إي. إل. دكتورو، مؤلف روايات "راغتايم" و"بيلي باثجيت" وغيرها من الأعمال الروائية التي تدور أحداثها في الماضي: "سيخبرك المؤرّخ بما حدث، بينما يستطيع الروائي أن يخبرك بما شعرت به". ويتمثل إنجاز كارسون في تجسيد عائلة كلوغر، المقيمة قرب الجبال جنوب ميونيخ، والتي شهدت على مدار ستة أشهر - من ليلة عيد الميلاد عام 1932 إلى ليلة منتصف الصيف عام 1933 - تحطيم حياتها. رواية "الصليب الملتوي" - يُشير عنوانها إلى "سافاستيكا"، أي رمز الصليب المعقوف الذي تبناه النازيون. ونُشرت الرواية عام 1934، بعد عام من الأحداث. ولاقت الرواية إشادات واسعة، وحوّلت كارسون روايتها إلى مسرحية عُرضت لأول مرة في مسرح برمنغهام ريبيرتوري عام 1935، ثم نُقلت إلى ويست إند بلندن بعد عامين. وأثبتت الرواية بصيرة كارسون الثاقبة بشأن الأهوال القادمة، ومع ذلك، وبعد وفاتها المبكرة عام 1941 بسبب سرطان الثدي، طواها النسيان. لكن قرار دار بيرسيفوني للنشر بإعادة إصدار رواية كارسون الآن، كان قراراً حكيماً ومرحباً به. تبدأ أحداث القصة عندما يجتمع هانز وروزا كلوغر، وأطفالهما الثلاثة البالغين - ابنتهما ليكسا، وابناهما هلمي وإريك - لقضاء عطلة عيد الميلاد. كانت الحياة صعبة في ألمانيا خلال فترة الكساد الكبير. خُفِّض راتب السيد كلوغر، الذي كان يعمل في مكتب البريد، وابنه البكر هلمي عاطل عن العمل، ووظيفة إريك الموسمية كمدرب تزلج تتطلب منه تلبية رغبات النساء الثريات. لكن عيد الميلاد هو "وقتٌ لتحقيق السعادة الشخصية، واستكمال الدائرة السحرية لعائلتهما"، كما كتبت كارسون. كما يشارك خطيب ليكسا الوسيم والناجح، الجراح الشاب موريتز فايسمان، في جميع الاحتفالات. وبينما يتولى هلمي وليكسا تزيين شجرة عيد الميلاد – إذ كانا دائماً قريبيْن من بعضهما - تصف الرواية المشهد الاحتفالي بدقة، يخدع المشهد القارئ ليُصدق، رغم تلميحات التهديد، أن لا شيء يُمكن أن يُحطم هذه العائلة المُخلصة، المُحترمة، والمُحبة. بعد شهر، وفي يناير/ كانون الثاني 1933، عُيّن هتلر مستشاراً، وبدأ عهد ماخترغرايفونغ، كما يُطلق عليه الألمان، وهو توطيد النازية للسلطة. وفي غضون أيام، يُكافأ هلمي على ولائه المُبكر للنازيين، ووعودهم بإعادة ازدهار الأمة، بوظيفة سكرتير الحزب المحلي، وفي المقابل يُطرد موريتز، وهو من أب يهودي، من عيادة ميونيخ التي يعمل بها. مقارنات معاصرة وشخصية تُظهر كارسون تعاطفاً مع جميع شخصياتها، إلى جانب بصيرة حادة في نقاط ضعفهم. مع ذلك، يقع هلمي، الرجل الحساس وصاحب الضمير الحي، في شراك "أيديولوجية الشر". ويُحاول إقناع أخته بأنه في الواقع الجديد، يجب عليها فسخ خطوبتها وعدم رؤية موريتز مرة أخرى. تقاوم ليكسا، متمسكة بأمل أن يُطرد هتلر من الحكومة في برلين البعيدة. لكن بدلاً من ذلك، ومع اخضرار مروج الجبال في الربيع، يزداد عالم العائلة ظلمةً. إذ يترك إريك وظيفته المتواضعة للانضمام إلى مرتدي القمصان البنية، ويتجول في المدينة مرتدياً زيه وحذائه العسكري - يشعر الوالدان كلوغر بفخرٍ شديد، على الرغم من أن السيد كلوغر، المحارب القديم في الحرب العالمية الأولى، لا يزال حذراً من الانخراط بصراع دموي آخر. ويحضر هلمي المثالي تجمعاً للنازيين ويشعر بالذهول. تكتب كارسون: "لم يكن يتخيل ولم يكن لديه أي فكرة عن الدمار الذي سيسببه تحرير تلك القوة التي كان ينادي بها الآن بصوتٍ أجشّ مثل الآخرين. كان هتلر بالنسبة لهم بمثابة مُخلّص رائع، "إله". ارتسمت أذرعهم في نفس الإشارة - كانت غابة من الأذرع البنية الممتدة بأصابع تشير إلى الإله الصغير ذي الشارب الشبيه بفرشاة الأسنان. "هايل هتلر!" موريتز، المُجرّد من عمله ودخله، والمُحظور حتى من استعارة الكتب من المكتبة العامة، يُصاب باليأس. ليكسا تريد قضاء أمسية جميلة، فتقنعه بأخذها إلى حفلة رقص. على المسرح المزدحم، وبينما كانا يؤديان رقصة الـ"فوكستروت" أو "رقص الصالة"، اصطدم الاثنان بالصدفة بثنائي آخر. التفت موريتز ليعتذر. "اللعنة عليك أيها اليهودي القذر! ابتعد عن الطريق"، صرخ الرجل الآخر. روت كارسون لصحيفة برادفورد أوبزرفر كيف سمعت هذه الكلمات تُلقى على الرجل اليهودي الذي رافقها في قاعة رقص أثناء عطلتها في بافاريا. وفي ليلة منتصف الصيف، عندما يتفاقم الوضع في ألمانيا، تختار ليكسا حبها لموريتز على كل الولاءات الأخرى، وتكون النتائج مدمرة. (لن أروي المزيد من التفاصيل كي لا أفسد القصة لك). الرواية تُظهر كيف يُمكن لأمة مُتحضرة أن تقع في قبضة الاستبداد. في حديثها لبرنامج "توداي" الإخباري على إذاعة بي بي سي، استشهدت فرانشيسكا بومان، المؤرخة ومديرة تحرير دار نشر بيرسيفوني، بمراجعة نُشرت في صحيفة أكتون غازيت وقت نشر الكتاب. وقالت "رواية الصليب الملتوي أكثر صدقاً من التقارير المُرسلة عبر التلغراف، إنها أكثر عدلاً من الدعاية، وأكثر إثارةً للاهتمام". ماذا ستفعل لو بدأ أحباؤك بتبني أفكار تكرهها؟ لم يرغب جميع معاصري كارسون في سماع التحذير المُضمن في رواية "الصليب الملتوي". عندما انتقلت مسرحيتها إلى مسرح لندن عام 1937، انتقدها البعض في بريطانيا باعتبارها مُعادية لألمانيا، وأصرّ مكتب اللورد تشامبرلين على إزالة كل تحية "هايل هتلر" من العرض. كان جزء كبير من المؤسسة البريطانية آنذاك يأمل في "التعايش السلمي" مع النظام المُتعطش للحرب في برلين. قد يسارع بعض القراء إلى استخلاص أوجه تشابه معاصرة، لا سيما مع صعود الشعبوية اليمينية حول العالم، وميل الشباب إلى الانجذاب للحركات المتطرفة، عندما يشعرون - كما شعر الملايين في ألمانيا في ثلاثينيات القرن الماضي - بالضياع أو السخط أو انعدام الهدف. لكن القضية الحقيقية التي تطرحها رواية الصليب الملتوي هي قضية شخصية وتتساءل: ماذا ستفعل لو بدأ أحباؤك بتبني أفكار تكرهها؟ والآن، وبعد أن عادت قصة عائلة كلوغر المأساوية إلى الواجهة، أثبتت أنها تستحق مكانةً دائمةً في أدب الحرب العالمية الثانية.


الرأي
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- صحة
- الرأي
هل المشي يبني العضلات ويحرق الدهون الزائدة؟
صحيح أن رياضة المشي ليست أحدث الصيحات في مجال الصحة والرشاقة، لكن هناك كثيرين ما زالوا يؤمنون بأنها تحقق نتائج ملموسة سواء على صعيد تخليق وبناء العضلات أو من جهة إحراق الدهون الزائدة. ولكن ما عدد مرات المشي أسبوعياً؟ وما المدة المناسبة في كل مرة؟ وما مسافة المشي التي يمكن أن تحقق الفائدة المرجوة؟ يقول الخبراء في دراسة بحثية حول معدلات المشاركة العالمية في الرياضة، إن المشي هو النشاط البدني الأكثر شعبية بين البالغين في أربع من أصل ست مناطق بما في ذلك الأميركتين ومنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط ومنطقة جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ - وهو أمر رائع ولكن هل المشي ذو فائدة فعلية لصحتنا العامة فعلياً؟ • ماذا يحدث لأجسامنا عندما نمشي؟ يقول البروفيسور برايان كارسون، عالم وظائف الأعضاء في جامعة ليمريك الأيرلندية: «من منظور فسيولوجي، المشي نشاط لكامل الجسم». ويضيف «عندما نمشي، نستخدم عضلاتنا لدفع أنفسنا وهو الأمر الذي يزيد من إنفاقنا للطاقة، وبالتالي يزيد من متطلبات التمثيل الغذائي الموضوعة على عضلاتنا والجسم ككل». وكما هو الحال مع أي تمرين بدني، تتسارع وتيرة تنفسنا من أجل توصيل المزيد من الأكسجين إلى عضلاتنا خلال المشي. ولكن، لأن المشي هو حالة ثابتة نسبياً -أي ليس مرهقاً للغاية- فمن غير المرجح أن نلهث ما لم يكن هناك ضغط إضافي، كما هو الحال عندما نمشي صعوداً أو بوتيرة أسرع. وهناك أيضاً تأثير عصبي يصبح دماغنا وجهازنا العصبي خلال المشي أكثر نشاطاً عندما نستقبل ونعالج المعلومات الحسية من البيئة المحيطة بنا ومن الحركة نفسها، بينما نقدم في الوقت نفسه ناتجاً تحفيزياً للعضلات في تسلسل منسق لمساعدتنا على التحرك بطلاقة. وتوصلت دراسة سابقة أجريت في جامعة ستانفورد في العام 2014 إلى أن المشي يوفر فرصة كبيرة للتفكير الإبداعي أثناء النشاط وبعده، مع زيادة بنسبة 80 في المئة في الإبداع تم قياسها في اختبارات التفكير مقارنة بالجلوس. ولكي يحدث كل هذا، يسحب جسمنا العناصر الغذائية من أنسجة العضلات والدهون والكبد من أجل تحويلها إلى طاقة. • كيف يساعدنا المشي أيضاً؟ يضيف كارسون: «ومن المثير للاهتمام أن السرعة التي نسير بها لها تأثير، حيث يؤدي المشي الأسرع إلى نتائج صحية أفضل مثل مؤشرات الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب والوفيات القلبية الوعائية». لكن السؤال الآن هو، هل المشي يبني العضلات أم لا؟ اتضح أن هذا الأمر ليس صحيحاً - على الرغم من أن البروفيسور كارسون يشير إلى أنه في دراسة تم خلالها تخفيض عدد الخطوات إلى أقل من 1500 خطوة في اليوم، رأى المشاركون انخفاضات كبيرة في كتلة العضلات الهزيلة في الساق وانخفض تخليق البروتين العضلي بنسبة 28 في المئة، حتى بعد تناول وجبة غنية بالبروتين. ومع ذلك، وجدت دراسة أخرى أن بعض المشي كان أفضل من الجلوس طوال اليوم. وتشير دراسة ثالثة إلى أن المشي المكثف مع ممارسة تدريبات المقاومة البدنية يكونان أكثر فعالية بكثير في الحفاظ على كتلة العضلات. أما بالنسبة إلى ما إذا كان المشي يمكن أن يبني العضلات بالفعل، فإن المشي مع حمل أثقال -المشي لمسافات طويلة أكثر كثافة مع ارتداء سترة أو حقيبة ظهر مثلاً- يمكن أن يزيد من الكتلة العضلية ولكن بدرجة طفيفة. • ماذا عن إحراق الدهون؟ في حين أن المشي ليس له سوى تأثير ضئيل على مساعدتك في بناء كتلة العضلات، إلا أن تأثيره على فقدان الوزن أكثر وضوحاً بعض الشيء. فعندما يتعلق الأمر بالمشي مع حمل أثقال، وجدت دراسة أجريت في العام 2020 أن تحميل الوزن يقلل من كتلة الدهون ووزن الجسم، على سبيل المثال. والشيء الأساسي هو أن نتائجك على صعيد إحراق الدهون ستعتمد على حجم الجهد الذي تبذله خلال المشي.