logo
#

أحدث الأخبار مع #كاشكوش

إعادة التفكير في التاريخ.. وإعادة تأسيس السردية الوطنية
إعادة التفكير في التاريخ.. وإعادة تأسيس السردية الوطنية

time١٠-٠٤-٢٠٢٥

  • علوم

إعادة التفكير في التاريخ.. وإعادة تأسيس السردية الوطنية

لقد قلبت الاكتشافات الأركيولوجية في السنوات الأخيرة – من جبل إيغود إلى واد بهت، ومن كاش كوش إلى مستحاثات الأطلس – السرد التقليدي لتاريخ المغرب. تدعونا هذه الاكتشافات إلى إعادة التفكير في بلدنا، لا كأرض استقبلت متأخرة حضارات وافدة، بل كأحد المواطن الأولى للإنسانية. وهذا الرجوع إلى الأصل ليس حنينًا إلى الماضي، بل هو بداية مشروع استرجاع ثقافي واستشراف حداثي. ينبغي القطع مع الفكرة التي ترى أن المغرب لم يتصل بالحضارة إلا مع قدوم الفينيقيين، وكأن هذا البلد العريق ظل ساكنًا، بلا تاريخ، إلى أن جاءه بحارة أجانب ليخطوه في كتاب الحضارات. وكأن هذه الأرض انتظرت في صمت أن تطرق الحضارة بابها. هذه الصورة التي طالما روجت في المقررات المدرسية والخطابات الرسمية، باتت اليوم مرفوضة من قِبَل علوم الآثار والأنثروبولوجيا والباليوأنثروبولوجيا. وهي مرفوضة أيضًا، في العمق، من قِبَل الذاكرة الكامنة لشعب لم يتوقف قط عن الوجود، والخلق، والتوريث. لقد كشفت اكتشافات جبل إيغود، قرب اليوسفية، عن بقايا إنسان عاقل تعود إلى 320 ألف سنة – وهي الأقدم عالميًا. وهكذا يصبح المغرب من المواطن الأصلية للإنسانية، إلى جانب شرق إفريقيا، فيعاد رسم خريطة التاريخ البشري. ليس على الهامش، بل في المركز. وفي واد بهت، غير بعيد عن الرباط، كشفت آثار مجتمع فلاحي معقد، من أواخر العصر الحجري الحديث، عن تنظيم مستقر وهيكلة واضحة، تمثل منعطفا حاسما في مسار الإنسان. أما في كاش كوش، قرب تطوان، فقد تم إثبات الاستيطان منذ سنة 2200 قبل الميلاد، أي قبل أي وجود فينيقي، وذلك بمساكن منظمة وتبادلات مع ثقافات مجاورة. أما في جبال الأطلس، فإن مستحاثات الديناصورات والآثار الطبيعية تحفر لتربتنا موضعا في الذاكرة الكونية. هذه المعطيات لم تعد مجرد روايات، بل حقائق علمية مثبتة. لا تدخل في باب الدعاية، بل في صلب المعرفة الرصينة. وتستوجب نتيجة واضحة: المغرب بلد ولد مع الإنسانية. لم يكن أرضا تنتظر التمدن، بل موطنا تم فيه تصور الإنسان، وتشكيله، واستقراره. هذا الواقع يدعونا إلى مساءلة السرد الوطني كما شيد عبر الزمن. فقد بني، في كثير من الأحيان، على رؤية مجزأة، تقصي الفترات ما قبل الإسلامية إلى الهامش، وكأنها لا تنتمي إلى العالم نفسه. غير أن هذا الماضي ليس مجرد خلفية أثرية، بل هو نسيج حي، وهوية تأسيسية، ومصدر استمرار. ينبغي هنا استعادة حقيقة تاريخية كثيرا ما تم تمييعها: المغرب لم يكن في الأصل شعبا سامي الثقافة. بل تأسس على قاعدة أمازيغية قديمة، ضاربة الجذور في هذه الأرض. وبعدها، أغنى التفاعل مع الحضارات السامية – وخصوصًا الإسلام واللغة العربية – روحه، دون أن يمحو أساسه. إن الاعتراف بهذه الأسبقية التاريخية لا يعني نفي الإسهام العربي، ولا إنكار الهويات التي يعيشها اليوم جزء كبير من المغاربة. بل هو، بالعكس، إقرار بأن فرادتنا تنبع من قدرتنا على الاستقبال، والامتزاج، وبناء وحدة من التعدد. وهذا الرجوع إلى الأصل لا قيمة له إن لم يكن منصبا على مشروع مستقبلي. ليس القصد منه تقديس الماضي، ولا الاحتماء بنقاء مزعوم. بل هو إعادة بناء سيادة ثقافية قائمة على معرفة الذات. سيادة متجذرة، لا إقصائية، بل مستقلة. سيادة مطمئنة، متجذرة، قادرة على استشراف الآتي. تلك السيادة لا تبنى إلا من خلال إعادة الاعتبار للتنوع كمرتكز للوحدة. ففي مغرب التعدد، فإن التنوع اللغوي والثقافي والجهوي ليس مشكلةً يراد حلها، بل كنز يجب تنظيمه. فالوحدة الوطنية لا تقوم على التنميط، بل على الاعتراف المتبادل. ولن نستطيع بناء عيشٍ مشتركٍ صلبٍ ومشروعٍ ودائم، إلا إذا اعترفنا فعليًا بجميع مكونات تاريخنا. ومن هذا المنطلق، ينبغي إعادة كتابة مقرراتنا الدراسية. ليس ذلك مجرد فعل رمزي، بل هو ضرورة استراتيجية ملحة. ما دام أبناؤنا يتعلمون أن تاريخهم يبدأ مع 'الآخر'، فسيبقون أسرى تبعية رمزية. نحن بحاجة إلى بيداغوجيا تاريخية تعيد للمغرب عمقه، وتعقيده، وفرادته. بيداغوجيا تعلم أن هذا البلد ساهم، منذ بداياته، في صناعة التاريخ الإنساني، ولم يتوقف قط عن رسم مصيره بنفسه. ويجب أن ينعكس هذا العمل الاسترجاعي على علاقتنا بالحداثة. لمغرب يستطيع، ويجب عليه، أن يصير دولة حديثة، عادلة وفعالة، لكن هذه الحداثة لا ينبغي أن تكون نسخا. بل يجب أن تكون أمينة لذاكرتنا الجماعية، لجغرافيتنا البشرية، لثقافتنا السياسية. لا يتعلق الأمر بإحياء تقليد جامد، بل بإبداع حداثة صادقة مع ذاتها. نحن لا نحتاج إلى قومية ضيقة، بل إلى وطنية واعية، متجذرة، معتزة. إلى سيادة ثقافية تمكن المغرب من أن يكون سيد سرده، وسيد تنميته، وسيد مستقبله. في زمن تعيد فيه القوى الكبرى تأكيد هوياتها، وتتفتت السرديات، ينبغي لنا أن نقترح سردية مغربية عميقة، منفتحة، منتظمة، تربط الماضي بالحاضر، وتمنح المستقبل عمودا فقريا. نعم، المغرب لا يبدأ مع الفينيقيين. إنه يبدأ مع الإنسانية. والمطلوب منا أن نجعل من هذه الحقيقة قوة نبنى بها.

اكتشاف مستوطنة في المغرب يعيد كتابة تاريخ شمال إفريقيا
اكتشاف مستوطنة في المغرب يعيد كتابة تاريخ شمال إفريقيا

سواليف احمد الزعبي

time١٣-٠٣-٢٠٢٥

  • علوم
  • سواليف احمد الزعبي

اكتشاف مستوطنة في المغرب يعيد كتابة تاريخ شمال إفريقيا

#سواليف اكتشف #علماء #الآثار في #المغرب بقايا #مستوطنة يعود تاريخها إلى 4200 عام، أي قبل وصول #الفينيقيين إلى المنطقة، وهو اكتشاف مفاجئ، لأن المنطقة كانت تعد غير مأهولة في ذلك الوقت. وعرف الفينيقيون باستيطانهم #شمال_إفريقيا وحروبهم لاحقا ضد روما، لكن #الحفريات الجديدة في موقع 'كاش كوش' الأثري تكشف أن شمال غرب المغرب كان مأهولا قبل وصول الفينيقيين بنحو 800 عام. وتتحدى هذه الاكتشافات 'فكرة أن شمال غرب إفريقيا كان أرضا بلا سكان قبل وصول الفينيقيين'، كما كتب فريق البحث في الدراسة التي نشرتها مؤخرا مجلة 'أنتيكويتي'. كما تشير الحفريات إلى أن الفينيقيين لم يستولوا على الموقع فحسب، بل اندمجت ثقافتهم مع الثقافة المحلية. فقد بنى السكان القدماء منازل باستخدام مزيج من الأساليب المعمارية الفينيقية والمحلية. وأقدم دليل على الاستيطان في 'كاش كوش' يعود إلى الفترة بين 2200 و2000 قبل الميلاد، حيث عثر الباحثون على ثلاث قطع من الفخار وعظم بقرة وحجر مشظى قد يكون جزءا من أداة حجرية. ومع ذلك، لا يعرف ما إذا كانت هناك مستوطنة دائمة في ذلك الوقت، كما أوضح حمزة بن عطية، الباحث في جامعة برشلونة والمؤلف الرئيسي للدراسة. وبدأت مرحلة جديدة من الاستيطان البشري في الموقع نحو 1300 قبل الميلاد، عندما عاد البشر إلى 'كاش كوش' وحولوها إلى مستوطنة مزدهرة. واكتشف علماء الآثار بقايا منازل بنيت بتقنية تعرف باسم 'البناء بالخشب والطين'، حيث تستخدم إطارات خشبية تملأ بمواد طينية. وقد ساهم تنوع المحاصيل الزراعية، مثل الشعير والقمح والفاصوليا والبازلاء، في ازدهار الموقع. كما عثر على أكثر من 8000 عظمة حيوانية، ما يشير إلى تربية الماشية والأغنام والماعز. وتغير الموقع حوالي 800 قبل الميلاد، مع وصول الفينيقيين. وظهرت الفخاريات الفينيقية، وتطورت هندسة المنازل لتصبح مبنية على قواعد حجرية، وهي تقنية فينيقية. وهذا يشير إلى حدوث 'تمازج' بين الثقافة المحلية والفينيقية، كما كتب الفريق في الدراسة. وتم التخلي عن 'كاش كوش' حوالي 600 قبل الميلاد دون أي دليل على عنف أو غزو. وفي تلك الفترة، كانت قرطاج، الواقعة في تونس، تزداد قوة، ما قد يكون جعلها مركز جذب للسكان الذين تركوا مواقع مثل 'كاش كوش'. ولكن، أدى توسع قرطاج إلى صراعات مع القوى الأخرى في المنطقة ودخلت لاحقا في سلسلة حروب مع الجمهورية الرومانية أدت إلى تدميرها عام 146 قبل الميلاد. ومع توسع روما في البحر المتوسط، سيطرت على المدن الفينيقية في المنطقة، ما أدى إلى نهاية الوجود الفينيقي كقوة مستقلة في المنطقة.

أنظار العالم تتجه نحو المغرب.. اكتشاف قرية ما قبل التاريخ ضواحي تطوان
أنظار العالم تتجه نحو المغرب.. اكتشاف قرية ما قبل التاريخ ضواحي تطوان

تليكسبريس

time١٩-٠٢-٢٠٢٥

  • علوم
  • تليكسبريس

أنظار العالم تتجه نحو المغرب.. اكتشاف قرية ما قبل التاريخ ضواحي تطوان

تمكن فريق بحث أثري يشرف عليه عالم الآثار المغربي يوسف بوكبوط، الأستاذ بالمعهد المغربي لعلوم الآثار والتراث، من اكتشاف أول قرية ما قبل تاريخية من العصر البرونزي في المغرب الكبير قبل وصول الفينيقيين، ومن المنتظر أن يخلق هذا الاكتشاف العلمي غير المسبوق، المنشور في المجلة العلمية الإنجليزية العالمية 'Antiquity' ثورة في المعطيات العلمية المتعلقة بتاريخ المغرب وشمال إفريقيا. ذلك انه وعلى عكس الاعتقاد السائد بأن المجتمعات الأمازيغية القديمة بشمال إفريقيا لم تكن متطورة كثيرا قبل وصول التجار الفينيقيين المشارقة، فإن هذا البحث كشف عن وجود مجتمعات محلية نشيطة تمارس الزراعة وتربية الماشية ولها علاقات تجارية وتلاقحات ثقافية بمجتمعات حوض البحر الأبيض المتوسط والصحراء الكبرى. وأشارت المجلة إلى أن هذا الاكتشاف سيغير النظرة السائدة عن المستوى الحضاري للسكان المحليين لشمال إفريقيا ومدى مساهمتهم في بناء الحضارة وانتشارها، ومدى انفتاحهم على كل ما يدور في محيطهم الإقليمي والقاري، وذلك في الفترات المتأخرة لما قبل التاريخ، وتحديدا خلال فترة استعمال معدني النحاس والبرونز، والتي تؤرخ بـ4400 إلى 2900 سنة مضت، وسيبرز هذا الاكتشاف المزيد من المعطيات التي همشت في السابق، والتي من شأنها أن تعيد كتابة التاريخ المغاربي انطلاقا من الداخل، وليس عبر نظارات أجنبية. وتتناول المقالة الاكتشافات التي تمت في موقع 'كاش كوش' ظهر المودن (وادي لاو) والتي تشهد على الاستيطان البشري بين 2200 و600 قبل الميلاد، وتقع قرية كاش كوش على نتوء صخري ، وتحتل موقعا استراتيجيا بالقرب من مضيق جبل طارق، وكان من شأن هذا المكان أن يسمح لسكان المنطقة بالسيطرة على ممر بين البحر الأبيض المتوسط وجبال الريف، وبالتالي تسهيل التبادل التجاري والثقافي مع المناطق الأخرى. وقد أتاحت الحفريات تحديد ثلاث مراحل من الاستيطان البشري، وهي المرحلة الأولى 2200-2000 قبل الميلاد، وتتوافق هذه المرحلة مع المرحلة الانتقالية بين العصر النحاسي والعصر البرونزي، إذ تم العثور على بقايا قليلة، مما يشير إلى استيطان محدود، وتشمل الأشياء النادرة التي تم اكتشافها شظايا فخارية وأحجار الصوان وعظام الماشية. أما المرحلة الثانية التي تتعلق بالفترة 1300-900 قبل الميلاد، وخلال هذه الفترة أصبح الموقع قرية زراعية مستقرة، مع منازل من الطوب اللبن وحفر محفورة في الصخر لتخزين المنتجات الزراعية، ويعتمد الاقتصاد على الزراعة (القمح والشعير والبقوليات) والثروة الحيوانية (الخنازير والأبقار). وتوجد أيضا روابط مع شبه الجزيرة الأيبيرية ومناطق أخرى في البحر الأبيض المتوسط، كما يتضح من اكتشاف قطعة معدنية برونزية. أما المرحلة الثالثة، فتخص القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، وتتزامن هذه المرحلة، التي تتوافق مع الفترة التي يطلق عليها الآن اسم الموريتانية الأولى، مع وصول الفينيقيين إلى المنطقة وتأسيس ليكسوس. وكشفت التحاليل الأثرية النباتية عن وجود القمح والشعير والفاصوليا والحمص، مما يدل على ممارسة الزراعة المتطورة منذ المرحلة الثانية. وخلال المرحلة الثالثة، ظهرت محاصيل جديدة، وخاصة الكروم وأشجار الزيتون، مما يشير إلى التأثير المتوسطي، وكانت تربية الماشية متنوعة أيضًا: حيث كانت الأغنام والماعز هي المسيطرة، ولكن الخنازير والأبقار كانت موجودة أيضًا، وقد تم التعرف على آثار صناعة الجلود والحرف اليدوية الأخرى، مما يدل على وجود مجتمع منظم جيدًا ومكتف ذاتيا.

تطوان: كاش كوش.. أول قرية من عصر البرونز في شمال إفريقيا قبل الفينيقيين
تطوان: كاش كوش.. أول قرية من عصر البرونز في شمال إفريقيا قبل الفينيقيين

يا بلادي

time١٨-٠٢-٢٠٢٥

  • علوم
  • يا بلادي

تطوان: كاش كوش.. أول قرية من عصر البرونز في شمال إفريقيا قبل الفينيقيين

DR يعتبر إقليم تطوان اليوم مرجعا تاريخيا بالغ الأهمية، حيث يوفر معلومات جديدة تُسهم في إثراء معرفتنا بتاريخ شمال إفريقيا القديم. في موقع "كاش كوش" قرب وادي لاو، تم اكتشاف ما يُعتقد أنه أول قرية ما قبل تاريخية في المنطقة، تعود إلى فترة ما قبل الفينيقيين. وفقا لدراسة نُشرت في المجلة العلمية "أنتيكويتي"، يعود تاريخ الوجود البشري في الموقع إلى فترات تمتد بين 2200 و2000 قبل الميلاد، وصولا إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد. أُجريت الدراسة تحت إشراف البروفيسور يوسف بوكبوط، عالم الآثار المغربي والأستاذ الجامعي بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث. وقد قدّم الفريق البحثي أدلة علمية تساهم في تصحيح بعض المفاهيم التاريخية المتعلقة بتطور المجتمعات في شمال إفريقيا قبل وصول الفينيقيين. أسلوب حياة مستقر ومنظم تشير الاكتشافات المعمارية في الموقع إلى نمط حياة مستقر وتنظيم اجتماعي محكم، يعتمد على أنشطة اقتصادية محلية. ورغم تفاوت درجات حفظ البقايا المكتشفة، فقد تمكنت الحفريات من تحديد ثلاث فترات زمنية هامة. وفقًا للدراسة، تمتد الفترة الأولى من عام 2200 إلى 2000 قبل الميلاد، بينما تغطي الفترة الثانية الفترة ما بين 1300 و900 قبل الميلاد، أما الفترة الثالثة فتعود إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد. وفقًا للتواريخ المحددة، شهدت الفترة الثانية ظهور مستوطنات منظمة تزامنت مع أنشطة زراعية مكثفة. أما المرحلة الثالثة فتمتعت بميزة دخول عناصر ثقافية خارجية، مثل الفينيقيين، حيث ظهرت أدوات حديدية وفخار مميز. تشير بعض الأدلة الأخرى في الموقع إلى مستوى عال من التنظيم الاجتماعي لدى السكان في تلك الحقبة، حيث تم تخزين الطعام واستخدام طرق متقدمة للحفاظ عليه. أظهرت التحليلات التي قام بها الباحثون أن سكان الموقع كانوا يعتمدون بشكل رئيسي على الزراعة، خصوصا زراعة الحبوب والبقوليات، بالإضافة إلى تطوير زراعة الزيتون. كما اهتموا بتربية الأغنام والماعز، في حين كانت تربية الخنازير أقل شيوعا. دراسة أولى يمكن أن تؤدي إلى أبحاث معمقة دراسة أولية تمهد لبحوث أعمق بينما يبرز الباحثون الطابع الفريد لهذا الاكتشاف، فإنهم يشيرون إلى أن نتائج هذه الدراسة الأولية تعتمد على البيانات العلمية المتاحة حاليا، والتي تظل محدودة فيما يتعلق بعصر البرونز. ويؤكدون أن جمع مزيد من البيانات سيساهم في "تقديم تقييم أكثر شمولا لمدى انتشار هذه المستوطنة في الألفية الثانية قبل الميلاد". ومع ذلك، يضيفون "وجود كاش كوش يشير إلى مشهد أكثر تعقيدا لا يزال بحاجة إلى المزيد من الاكتشاف." يدعو الباحثون إلى تكثيف الدراسات حول الألفية الثالثة قبل الميلاد، باعتبارها حلقة وصل بين العصر الحجري الحديث في شمال غرب المغرب، الذي تم تحديده في وادي بهت، وعصر البرونز الذي بدأ يتكشف الآن في كاش كوش. وتعد هذه الأبحاث ضرورية لفهم أعمق لهذه الحقبة التاريخية. يؤكد الباحثون على أن نشر "البيانات المتعلقة بهذا الموقع الفريد" من شأنه أن "يحفز الاهتمام ويشجع على مزيد من البحث" في "فترة حاسمة ظلّت مهملة لفترة طويلة".

اكتشاف أول قرية من العصر البرونزي بالمغرب الكبير قبل وصول الفينيقيين
اكتشاف أول قرية من العصر البرونزي بالمغرب الكبير قبل وصول الفينيقيين

صوت لبنان

time١٨-٠٢-٢٠٢٥

  • علوم
  • صوت لبنان

اكتشاف أول قرية من العصر البرونزي بالمغرب الكبير قبل وصول الفينيقيين

العربية بعد الاكتشافات الأركيولوجية الاستثنائية لمركب زراعي ما قبل تاريخي، الأقدم والأكبر في إفريقيا، في قرية واد بهت، في إقليم الخميسات، في وسط المغرب. كشف فريق البحث الأثري، الذي يشرف عليه عالم الآثار المغربي، يوسف بوكبوط، الأستاذ الجامعي في المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع لوزارة الثقافة المغربي، عن فتح علمي جديد. فهذا الاكتشاف العلمي، غير المسبوق، وفق بيتن مكتوب توصل به مراسل العربية في المغرب، سيخلق ثورة في المعطيات العلمية المتعلقة بتاريخ المغرب وشمال إفريقيا.ويرى باحثون مغاربة في علم الآثار، أنه عكس الاعتقاد السائد بأن المجتمعات الأمازيغية القديمة في شمال إفريقيا لم تكن متطورة، قبل وصول التجار الفينيقيين من شرق البحر الأبيض المتوسط. كشف هذا البحث الأركيولوجي الجديد، عن وجود مجتمعات محلية نشيطة تمارس الزراعة وتربية الماشية، ولها علاقات تجارية، وتلاقحات ثقافية مع مجتمعات حوض البحر الأبيض المتوسط والصحراء الكبرى. ويرى القائمون على هذا الاكتشاف الاركيولوجي الجديد في المغرب، أن المعطيات الجديدة ستغير معطيات تاريخية عن المستوى الحضاري للسكان المحليين لشمال إفريقيا، وأيضا مساهمتهم في بناء الحضارة وانتشارها، ودرجة انفتاحهم على كل ما يدور في محيطهم الإقليمي والقاري؛ في الفترات الزمنية المتأخرة لما قبل التاريخ، وتحديدا خلال فترة استعمال معادن النحاس والبرونز، والتي تؤرخ بـ 4400 إلى 2900 سنة مضت.ويراهن باحثون مغاربة على إعادة كتابة التاريخ المغاربي، انطلاقا من الداخل، وليس عبر نظارات أجنبية. فهذه الاكتشافات تبرز الدور المحوري الذي لعبه المغرب، وفق فريق العلماء الأركيولوجيين المغاربة، في الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط. وتتركز الاكتشافات الأركيولوجية، في موقع كاش كوش ظهر المودن، في منطقة اسمها وادي لاو في شمال المغرب، والتي تشهد على الاستيطان البشري بين 2200 و600 قبل الميلاد. وتتواجد قرية كاش كوش على نتوء صخري، يطل على الحوض السفلي لواد لاو، وتحتل موقعًا استراتيجيًا بالقرب من مضيق جبل طارق، في البحر الأبيض المتوسط. فالاكتشافات الأخيرة في موقع ظهر المودن، في شمال المغرب، بحسب باحثين مغاربة، تفند مقولات تاريخية تقليدية تتحدث عن أن شمال إفريقيا كانت ضعيفة التطور قبل وصول الفينيقيين، ليثبت هذا الموقع أن السكان المحليين كانوا يتمتعون بالفعل باقتصاد زراعي متقدم، وحافظوا على التجارة مع العالم المتوسطي قبل هذه الفترة بكثير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store