#أحدث الأخبار مع #كحزب«الوطنيينالأحرار»،وكالة نيوز٠٦-٠٥-٢٠٢٥سياسةوكالة نيوز«التغييريّون» لم يمرّوا من هنا!🗞️ ندى أيوب – الأخبار أوّل أمس، سجّلت كلّ القوى السياسية حضورها في العملية الانتخابية، بما فيها تلك التي ينسى المرء وجودها أحياناً، كحزب «الوطنيين الأحرار»، قبل أن تعيد الانتخابات البلدية استنهاضها من كبوتها، فتتحالف وتربح. المفارقة أنّ قوى «التغيير»، التي سطع نجمها في السنوات الست الماضية، وشكّلت «علامة فارقة» في انتخابات 2022 النيابية، كانت الغائب الأكبر عن الاستحقاق البلدي، إذ دعمت لوائح لم تتمكّن من الفوز أو حتى إحداث خرقٍ. تهيّب «التغييريون» المعركة البلدية وابتعدوا عن خوضها بالمباشر، وآثروا عدم مواجهة لوائح الأحزاب التقليدية علناً، فدعموا لوائح في بعض بلدات محافظة جبل لبنان «من تحت الطاولة». وفي الكثير من البلدات تبخّروا، وكأنّهم «لم يمرّوا من هنا»، لا في أيامٍ تشرينية، ولا جولاتٍ نيابية. وحيث ولدت لائحة «تغييرية» صرف، كما في الغبيري (حصراً)، جاءت النتائج لتعكس أنّ حجم وجودهم في أقصى درجاته لا يتعدّى الأصوات الـ359 التي نالها المرشح الأول على لائحة «الغبيري بتجمعنا» مقابل 6196 صوتاً نالها المرشح الأخير على لائحة «التنمية والوفاء». في الشويفات، لم تتمكّن لائحة «نبض الشويفات» المدعومة من جمعيات ما يُسمى بـ«المجتمع المدني»، والنائب مارك ضو بشكل غير علني، من إحداث خرقٍ في لائحة «الشويفات تواكب» التي تحالف فيها وليد جنبلاط وطلال إرسلان. بل تفاوتت الأصوات بشكلٍ كبير بين اللائحتين، حيث رَاوحت الأصوات التي نالها مرشحو لائحة «الشويفات تواكب» بين 3894 و2353 صوتاً. بينما كان أعلى رقم سجّلته «نبض الشويفات» 1760 صوتاً، وأدنى رقمٍ فيها اقتصر على صوتين فقط! في دير القمر، لم تكن اللائحة التي دعمتها النائبة نجاة عون لتفوز لولا أنها في الأصل تشكّلت بالتحالف بين التيار الوطني الحر والكتائب و«الوطنيين الأحرار». وفي بلدة رشميا قضاء عاليه، خسرت أيضاً اللائحة المؤلّفة من محسوبين على «الجو التغييري» بالتحالف مع مرشّحين من العائلات، لصالح لائحة «القوات اللبنانية». على هذا النحو ارتسم وضع «القوى البديلة» في محافظة جبل لبنان، أيّ من الرميلة إلى المدفون ساحلاً، وصعوداً نحو الباروك وعين دارة والمروج والعاقورة. قوى «التغيير» التي شكّلت «علامة فارقة» في انتخابات 2022 النيابية هي الغائب الأكبر عن الاستحقاق البلدي الابتعاد عن الصراعات العائليّة ومحاولات الدعم الخفية في بعض الأماكن، كل ذلك دلّ على رغبةٍ في الوقوف على الحياد، أو في منطقةٍ رمادية، لا تستعدي أي قسمٍ من العائلات، انطلاقاً من حساباتٍ ترتبط بالانتخابات النيابية المقبلة. فضلاً عن عامل آخر أساسي، هو أنّ نجم نواب «التغيير» لم يكن ليبرز، إلا نتيجة الاستفادة من لحظة سياسية بعد انتفاضة 17 تشرين، وتوق اللبنانيين إلى تغيير حقيقي في نظام حكم الأقلية المطبق على البلد، عبر اختبار نموذجٍ مختلف في الحكم عن ذلك الذي أرسته قوى السلطة التقليدية. كما أنّ وصول معظم هؤلاء النواب (ما عدا قلة) إلى الندوة البرلمانية لم يكن نتيجة امتلاكهم لبرامج عمل ورؤية إصلاحية، بقدر استخدامهم لأدوات السلطة نفسها في التعبئة، فكان الخطاب السياسي التحريضي، والشعارات الفضفاضة، سلاحهم لجذب الأصوات حينها. ولذلك بالضرورة سيعجزون عن استحقاقٍ فيه تماس مباشر مع قضايا المواطنين اليومية وهمومهم واحتياجاتهم، التي لم يقاربوها بشكلٍ جديّ عندما طرحوا أنفسهم نواباً. المفارقة، أن عدم الاندفاع تجاه الانتخابات البلدية حالياً، هو سير بعكس التجربة. فالمرة الأولى التي خاض فيها مريدو التغيير معركة بوجه الأحزاب التقليدية، كانت في انتخابات بلدية في بيروت عام 2016، حيث منحت «بيروت مدينتي» الناخبين فرصتهم الأولى في تاريخ لبنان، للاقتراع للوائح خارج السلطة. يومها سبقت «بيروت مدينتي» معظم من وصلوا إلى الندوة البرلمانية باسم «التغيير»، في تجربة بلدية كانت مُلهمة، إذ حصدت مجموعة من الخبراء والناشطين أكثر من ثلث الأصوات في بيروت، في وجه 14 حزباً وممثّلاً عن الطوائف على رأسهم رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، وهو في قمّة زعامته. فيما لائحة «بيروت مدينتي» التي أُعلن عنها قبل أيام، على موعدٍ مع اختبارٍ حقيقي في هذا الاستحقاق، بعد الأجواء التي تسرّبت عن خلافات داخلية بين طبّاخيها.
وكالة نيوز٠٦-٠٥-٢٠٢٥سياسةوكالة نيوز«التغييريّون» لم يمرّوا من هنا!🗞️ ندى أيوب – الأخبار أوّل أمس، سجّلت كلّ القوى السياسية حضورها في العملية الانتخابية، بما فيها تلك التي ينسى المرء وجودها أحياناً، كحزب «الوطنيين الأحرار»، قبل أن تعيد الانتخابات البلدية استنهاضها من كبوتها، فتتحالف وتربح. المفارقة أنّ قوى «التغيير»، التي سطع نجمها في السنوات الست الماضية، وشكّلت «علامة فارقة» في انتخابات 2022 النيابية، كانت الغائب الأكبر عن الاستحقاق البلدي، إذ دعمت لوائح لم تتمكّن من الفوز أو حتى إحداث خرقٍ. تهيّب «التغييريون» المعركة البلدية وابتعدوا عن خوضها بالمباشر، وآثروا عدم مواجهة لوائح الأحزاب التقليدية علناً، فدعموا لوائح في بعض بلدات محافظة جبل لبنان «من تحت الطاولة». وفي الكثير من البلدات تبخّروا، وكأنّهم «لم يمرّوا من هنا»، لا في أيامٍ تشرينية، ولا جولاتٍ نيابية. وحيث ولدت لائحة «تغييرية» صرف، كما في الغبيري (حصراً)، جاءت النتائج لتعكس أنّ حجم وجودهم في أقصى درجاته لا يتعدّى الأصوات الـ359 التي نالها المرشح الأول على لائحة «الغبيري بتجمعنا» مقابل 6196 صوتاً نالها المرشح الأخير على لائحة «التنمية والوفاء». في الشويفات، لم تتمكّن لائحة «نبض الشويفات» المدعومة من جمعيات ما يُسمى بـ«المجتمع المدني»، والنائب مارك ضو بشكل غير علني، من إحداث خرقٍ في لائحة «الشويفات تواكب» التي تحالف فيها وليد جنبلاط وطلال إرسلان. بل تفاوتت الأصوات بشكلٍ كبير بين اللائحتين، حيث رَاوحت الأصوات التي نالها مرشحو لائحة «الشويفات تواكب» بين 3894 و2353 صوتاً. بينما كان أعلى رقم سجّلته «نبض الشويفات» 1760 صوتاً، وأدنى رقمٍ فيها اقتصر على صوتين فقط! في دير القمر، لم تكن اللائحة التي دعمتها النائبة نجاة عون لتفوز لولا أنها في الأصل تشكّلت بالتحالف بين التيار الوطني الحر والكتائب و«الوطنيين الأحرار». وفي بلدة رشميا قضاء عاليه، خسرت أيضاً اللائحة المؤلّفة من محسوبين على «الجو التغييري» بالتحالف مع مرشّحين من العائلات، لصالح لائحة «القوات اللبنانية». على هذا النحو ارتسم وضع «القوى البديلة» في محافظة جبل لبنان، أيّ من الرميلة إلى المدفون ساحلاً، وصعوداً نحو الباروك وعين دارة والمروج والعاقورة. قوى «التغيير» التي شكّلت «علامة فارقة» في انتخابات 2022 النيابية هي الغائب الأكبر عن الاستحقاق البلدي الابتعاد عن الصراعات العائليّة ومحاولات الدعم الخفية في بعض الأماكن، كل ذلك دلّ على رغبةٍ في الوقوف على الحياد، أو في منطقةٍ رمادية، لا تستعدي أي قسمٍ من العائلات، انطلاقاً من حساباتٍ ترتبط بالانتخابات النيابية المقبلة. فضلاً عن عامل آخر أساسي، هو أنّ نجم نواب «التغيير» لم يكن ليبرز، إلا نتيجة الاستفادة من لحظة سياسية بعد انتفاضة 17 تشرين، وتوق اللبنانيين إلى تغيير حقيقي في نظام حكم الأقلية المطبق على البلد، عبر اختبار نموذجٍ مختلف في الحكم عن ذلك الذي أرسته قوى السلطة التقليدية. كما أنّ وصول معظم هؤلاء النواب (ما عدا قلة) إلى الندوة البرلمانية لم يكن نتيجة امتلاكهم لبرامج عمل ورؤية إصلاحية، بقدر استخدامهم لأدوات السلطة نفسها في التعبئة، فكان الخطاب السياسي التحريضي، والشعارات الفضفاضة، سلاحهم لجذب الأصوات حينها. ولذلك بالضرورة سيعجزون عن استحقاقٍ فيه تماس مباشر مع قضايا المواطنين اليومية وهمومهم واحتياجاتهم، التي لم يقاربوها بشكلٍ جديّ عندما طرحوا أنفسهم نواباً. المفارقة، أن عدم الاندفاع تجاه الانتخابات البلدية حالياً، هو سير بعكس التجربة. فالمرة الأولى التي خاض فيها مريدو التغيير معركة بوجه الأحزاب التقليدية، كانت في انتخابات بلدية في بيروت عام 2016، حيث منحت «بيروت مدينتي» الناخبين فرصتهم الأولى في تاريخ لبنان، للاقتراع للوائح خارج السلطة. يومها سبقت «بيروت مدينتي» معظم من وصلوا إلى الندوة البرلمانية باسم «التغيير»، في تجربة بلدية كانت مُلهمة، إذ حصدت مجموعة من الخبراء والناشطين أكثر من ثلث الأصوات في بيروت، في وجه 14 حزباً وممثّلاً عن الطوائف على رأسهم رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، وهو في قمّة زعامته. فيما لائحة «بيروت مدينتي» التي أُعلن عنها قبل أيام، على موعدٍ مع اختبارٍ حقيقي في هذا الاستحقاق، بعد الأجواء التي تسرّبت عن خلافات داخلية بين طبّاخيها.