logo
«التغييريّون» لم يمرّوا من هنا!

«التغييريّون» لم يمرّوا من هنا!

وكالة نيوز٠٦-٠٥-٢٠٢٥

🗞️ ندى أيوب – الأخبار
أوّل أمس، سجّلت كلّ القوى السياسية حضورها في العملية الانتخابية، بما فيها تلك التي ينسى المرء وجودها أحياناً، كحزب «الوطنيين الأحرار»، قبل أن تعيد الانتخابات البلدية استنهاضها من كبوتها، فتتحالف وتربح. المفارقة أنّ قوى «التغيير»، التي سطع نجمها في السنوات الست الماضية، وشكّلت «علامة فارقة» في انتخابات 2022 النيابية، كانت الغائب الأكبر عن الاستحقاق البلدي، إذ دعمت لوائح لم تتمكّن من الفوز أو حتى إحداث خرقٍ.
تهيّب «التغييريون» المعركة البلدية وابتعدوا عن خوضها بالمباشر، وآثروا عدم مواجهة لوائح الأحزاب التقليدية علناً، فدعموا لوائح في بعض بلدات محافظة جبل لبنان «من تحت الطاولة». وفي الكثير من البلدات تبخّروا، وكأنّهم «لم يمرّوا من هنا»، لا في أيامٍ تشرينية، ولا جولاتٍ نيابية. وحيث ولدت لائحة «تغييرية» صرف، كما في الغبيري (حصراً)، جاءت النتائج لتعكس أنّ حجم وجودهم في أقصى درجاته لا يتعدّى الأصوات الـ359 التي نالها المرشح الأول على لائحة «الغبيري بتجمعنا» مقابل 6196 صوتاً نالها المرشح الأخير على لائحة «التنمية والوفاء».
في الشويفات، لم تتمكّن لائحة «نبض الشويفات» المدعومة من جمعيات ما يُسمى بـ«المجتمع المدني»، والنائب مارك ضو بشكل غير علني، من إحداث خرقٍ في لائحة «الشويفات تواكب» التي تحالف فيها وليد جنبلاط وطلال إرسلان. بل تفاوتت الأصوات بشكلٍ كبير بين اللائحتين، حيث رَاوحت الأصوات التي نالها مرشحو لائحة «الشويفات تواكب» بين 3894 و2353 صوتاً. بينما كان أعلى رقم سجّلته «نبض الشويفات» 1760 صوتاً، وأدنى رقمٍ فيها اقتصر على صوتين فقط!
في دير القمر، لم تكن اللائحة التي دعمتها النائبة نجاة عون لتفوز لولا أنها في الأصل تشكّلت بالتحالف بين التيار الوطني الحر والكتائب و«الوطنيين الأحرار». وفي بلدة رشميا قضاء عاليه، خسرت أيضاً اللائحة المؤلّفة من محسوبين على «الجو التغييري» بالتحالف مع مرشّحين من العائلات، لصالح لائحة «القوات اللبنانية». على هذا النحو ارتسم وضع «القوى البديلة» في محافظة جبل لبنان، أيّ من الرميلة إلى المدفون ساحلاً، وصعوداً نحو الباروك وعين دارة والمروج والعاقورة.
قوى «التغيير» التي شكّلت «علامة فارقة» في انتخابات 2022 النيابية هي الغائب الأكبر عن الاستحقاق البلدي
الابتعاد عن الصراعات العائليّة ومحاولات الدعم الخفية في بعض الأماكن، كل ذلك دلّ على رغبةٍ في الوقوف على الحياد، أو في منطقةٍ رمادية، لا تستعدي أي قسمٍ من العائلات، انطلاقاً من حساباتٍ ترتبط بالانتخابات النيابية المقبلة. فضلاً عن عامل آخر أساسي، هو أنّ نجم نواب «التغيير» لم يكن ليبرز، إلا نتيجة الاستفادة من لحظة سياسية بعد انتفاضة 17 تشرين، وتوق اللبنانيين إلى تغيير حقيقي في نظام حكم الأقلية المطبق على البلد، عبر اختبار نموذجٍ مختلف في الحكم عن ذلك الذي أرسته قوى السلطة التقليدية.
كما أنّ وصول معظم هؤلاء النواب (ما عدا قلة) إلى الندوة البرلمانية لم يكن نتيجة امتلاكهم لبرامج عمل ورؤية إصلاحية، بقدر استخدامهم لأدوات السلطة نفسها في التعبئة، فكان الخطاب السياسي التحريضي، والشعارات الفضفاضة، سلاحهم لجذب الأصوات حينها. ولذلك بالضرورة سيعجزون عن استحقاقٍ فيه تماس مباشر مع قضايا المواطنين اليومية وهمومهم واحتياجاتهم، التي لم يقاربوها بشكلٍ جديّ عندما طرحوا أنفسهم نواباً.
المفارقة، أن عدم الاندفاع تجاه الانتخابات البلدية حالياً، هو سير بعكس التجربة. فالمرة الأولى التي خاض فيها مريدو التغيير معركة بوجه الأحزاب التقليدية، كانت في انتخابات بلدية في بيروت عام 2016، حيث منحت «بيروت مدينتي» الناخبين فرصتهم الأولى في تاريخ لبنان، للاقتراع للوائح خارج السلطة. يومها سبقت «بيروت مدينتي» معظم من وصلوا إلى الندوة البرلمانية باسم «التغيير»، في تجربة بلدية كانت مُلهمة، إذ حصدت مجموعة من الخبراء والناشطين أكثر من ثلث الأصوات في بيروت، في وجه 14 حزباً وممثّلاً عن الطوائف على رأسهم رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، وهو في قمّة زعامته. فيما لائحة «بيروت مدينتي» التي أُعلن عنها قبل أيام، على موعدٍ مع اختبارٍ حقيقي في هذا الاستحقاق، بعد الأجواء التي تسرّبت عن خلافات داخلية بين طبّاخيها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«التغييريّون» لم يمرّوا من هنا!
«التغييريّون» لم يمرّوا من هنا!

وكالة نيوز

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • وكالة نيوز

«التغييريّون» لم يمرّوا من هنا!

🗞️ ندى أيوب – الأخبار أوّل أمس، سجّلت كلّ القوى السياسية حضورها في العملية الانتخابية، بما فيها تلك التي ينسى المرء وجودها أحياناً، كحزب «الوطنيين الأحرار»، قبل أن تعيد الانتخابات البلدية استنهاضها من كبوتها، فتتحالف وتربح. المفارقة أنّ قوى «التغيير»، التي سطع نجمها في السنوات الست الماضية، وشكّلت «علامة فارقة» في انتخابات 2022 النيابية، كانت الغائب الأكبر عن الاستحقاق البلدي، إذ دعمت لوائح لم تتمكّن من الفوز أو حتى إحداث خرقٍ. تهيّب «التغييريون» المعركة البلدية وابتعدوا عن خوضها بالمباشر، وآثروا عدم مواجهة لوائح الأحزاب التقليدية علناً، فدعموا لوائح في بعض بلدات محافظة جبل لبنان «من تحت الطاولة». وفي الكثير من البلدات تبخّروا، وكأنّهم «لم يمرّوا من هنا»، لا في أيامٍ تشرينية، ولا جولاتٍ نيابية. وحيث ولدت لائحة «تغييرية» صرف، كما في الغبيري (حصراً)، جاءت النتائج لتعكس أنّ حجم وجودهم في أقصى درجاته لا يتعدّى الأصوات الـ359 التي نالها المرشح الأول على لائحة «الغبيري بتجمعنا» مقابل 6196 صوتاً نالها المرشح الأخير على لائحة «التنمية والوفاء». في الشويفات، لم تتمكّن لائحة «نبض الشويفات» المدعومة من جمعيات ما يُسمى بـ«المجتمع المدني»، والنائب مارك ضو بشكل غير علني، من إحداث خرقٍ في لائحة «الشويفات تواكب» التي تحالف فيها وليد جنبلاط وطلال إرسلان. بل تفاوتت الأصوات بشكلٍ كبير بين اللائحتين، حيث رَاوحت الأصوات التي نالها مرشحو لائحة «الشويفات تواكب» بين 3894 و2353 صوتاً. بينما كان أعلى رقم سجّلته «نبض الشويفات» 1760 صوتاً، وأدنى رقمٍ فيها اقتصر على صوتين فقط! في دير القمر، لم تكن اللائحة التي دعمتها النائبة نجاة عون لتفوز لولا أنها في الأصل تشكّلت بالتحالف بين التيار الوطني الحر والكتائب و«الوطنيين الأحرار». وفي بلدة رشميا قضاء عاليه، خسرت أيضاً اللائحة المؤلّفة من محسوبين على «الجو التغييري» بالتحالف مع مرشّحين من العائلات، لصالح لائحة «القوات اللبنانية». على هذا النحو ارتسم وضع «القوى البديلة» في محافظة جبل لبنان، أيّ من الرميلة إلى المدفون ساحلاً، وصعوداً نحو الباروك وعين دارة والمروج والعاقورة. قوى «التغيير» التي شكّلت «علامة فارقة» في انتخابات 2022 النيابية هي الغائب الأكبر عن الاستحقاق البلدي الابتعاد عن الصراعات العائليّة ومحاولات الدعم الخفية في بعض الأماكن، كل ذلك دلّ على رغبةٍ في الوقوف على الحياد، أو في منطقةٍ رمادية، لا تستعدي أي قسمٍ من العائلات، انطلاقاً من حساباتٍ ترتبط بالانتخابات النيابية المقبلة. فضلاً عن عامل آخر أساسي، هو أنّ نجم نواب «التغيير» لم يكن ليبرز، إلا نتيجة الاستفادة من لحظة سياسية بعد انتفاضة 17 تشرين، وتوق اللبنانيين إلى تغيير حقيقي في نظام حكم الأقلية المطبق على البلد، عبر اختبار نموذجٍ مختلف في الحكم عن ذلك الذي أرسته قوى السلطة التقليدية. كما أنّ وصول معظم هؤلاء النواب (ما عدا قلة) إلى الندوة البرلمانية لم يكن نتيجة امتلاكهم لبرامج عمل ورؤية إصلاحية، بقدر استخدامهم لأدوات السلطة نفسها في التعبئة، فكان الخطاب السياسي التحريضي، والشعارات الفضفاضة، سلاحهم لجذب الأصوات حينها. ولذلك بالضرورة سيعجزون عن استحقاقٍ فيه تماس مباشر مع قضايا المواطنين اليومية وهمومهم واحتياجاتهم، التي لم يقاربوها بشكلٍ جديّ عندما طرحوا أنفسهم نواباً. المفارقة، أن عدم الاندفاع تجاه الانتخابات البلدية حالياً، هو سير بعكس التجربة. فالمرة الأولى التي خاض فيها مريدو التغيير معركة بوجه الأحزاب التقليدية، كانت في انتخابات بلدية في بيروت عام 2016، حيث منحت «بيروت مدينتي» الناخبين فرصتهم الأولى في تاريخ لبنان، للاقتراع للوائح خارج السلطة. يومها سبقت «بيروت مدينتي» معظم من وصلوا إلى الندوة البرلمانية باسم «التغيير»، في تجربة بلدية كانت مُلهمة، إذ حصدت مجموعة من الخبراء والناشطين أكثر من ثلث الأصوات في بيروت، في وجه 14 حزباً وممثّلاً عن الطوائف على رأسهم رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، وهو في قمّة زعامته. فيما لائحة «بيروت مدينتي» التي أُعلن عنها قبل أيام، على موعدٍ مع اختبارٍ حقيقي في هذا الاستحقاق، بعد الأجواء التي تسرّبت عن خلافات داخلية بين طبّاخيها.

«الثنائي» في الجولة الأولى: تماسُك في كل البيئات
«الثنائي» في الجولة الأولى: تماسُك في كل البيئات

وكالة نيوز

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • وكالة نيوز

«الثنائي» في الجولة الأولى: تماسُك في كل البيئات

فازت لوائح «التنمية والوفاء» المدعومة من حزب الله وحركة أمل كاملة في جميع المناطق التي شاركت فيها ضمن الجولة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية التي جرت الأحد في محافظة جبل لبنان. ورغم محدودية الثقل الديموغرافي للطائفة الشيعية في هذه المحافظة مقارنةً بمناطق الجنوب والبقاع، شكّل سلوك الناخبين الشيعة في جبل لبنان مؤشراً لافتاً على صعيد التفاعل السياسي والتنظيمي الذي اتّسم بالانضباط، وعبّر عن خيارات واضحة في قضاء بعبدا، مقابل نهج توافقي أكثر هدوءاً في قضاء عاليه. ويعتبر «الثنائي» أنه حقّق الهدف من خلال الجولة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان، وهو إرسال رسائل استقرار وتنظيم، مفادها أن الحالة الشيعية قادرة على الحفاظ على تماسكها في كل البيئات، حتى في المناطق ذات الطابع المختلط أو المنافس. وإن الثنائي لم يهدف إلى التوسّع أو خوض معارك كبرى، بل إلى تحصين مواقعه وضبط الإيقاع في ظل واقع سياسي متحوّل على المستويين المحلي والوطني، خصوصاً في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل، والحملات الإعلامية والسياسية المكثّفة التي يتعرّض لها مع بيئته. وعليه، شكّل الهدوء السمة الأبرز في تعاطي «الثنائي» مع الاستحقاق الانتخابي. فمثلاً، لم يشغّل حزب الله ماكيناته الانتخابية في بلدات الضاحية بأقصى طاقاتها كما درجت العادة في الاستحقاقات السابقة، ولم يُفعّل في الغبيري مثلاً خطة التعبئة والاستقطاب، ولا خطة النقل الخاصة بإحضار العائلات «الغبيرية» القاطنة في الجنوب والبقاع للمشاركة في الاقتراع، لأن «لا حاجة إلى تكبّد عناء الانتقال» وفق مصادر متابعة، إذ تصرَّف الحزب على قاعدة أن لا معركة في الغبيري. فاللائحة المضادة غير مكتملة ولا جدية، ولم تحظَ حتى بدعم عائلات المرشحين فيها. من هنا، أكّد حزب الله حضوره السياسي عبر فوز لوائح «التنمية والوفاء» في بلدات الضاحية الجنوبية وبعبدا والشوف، بالتزكية أو بأغلبية واضحة، بعيداً عن نِسب المشاركة التي لا تعبّر بالضرورة عن تغيّر في الأمزجة أو التوجهات السياسية، خصوصاً أن النتائج المسجّلة مع غياب المنافسة قريبة جداً من نتائج آخر انتخابات جرت عام 2016، وكانت المنافسة فيها ضد لوائح قوية ومكتملة. فيما لا يتعلّق العزوف عن المشاركة في الاقتراع بأسباب سياسية أكثر من كونه اطمئناناً مسبقاً للنتيجة بغياب التنافس. في قضاء بعبدا، حيث تتركّز الكتلة الشيعية الأساسية ضمن بلدات الغبيري وحارة حريك وبرج البراجنة وجوارها، حافظ «الثنائي» على سيطرته شبه الكاملة على المجالس البلدية، سواء عبر التزكية (برج البراجنة) أو عبر لوائح مكتملة حسمت النتائج بفوارق ساحقة (الغبيري). ولم تُسجَّل معارك جدية في هذه المناطق، بل تمحورت الحملات حول الخدمات وإدارة الأزمات البلدية. أما في البلدات المختلطة مثل الحدت والشياح وحارة حريك، فقد جرى تنسيق دقيق بين الثنائي والتيار الوطني الحر، ما أفضى إلى تحالفات محلية أتاحت توزيع المقاعد ضمن لوائح توافقية راعت التوازن الطائفي والسياسي. وفي أطراف بعبدا، حيث يوجد انتشار شيعي محدود، شارك الناخبون الشيعة بشكل نسبي في دعم لوائح قريبة من الثنائي، وفق حسابات محلية لا تمسّ بالتحالفات الكبرى. ومقارنة مع انتخابات 2016، لم تُسجّل في بعبدا تغييرات بنيوية تُذكر، بل حافظ الثنائي على حضوره السابق، مع التركيز على ضبط اللوائح الفرعية وتثبيت مواقع نفوذ في المجالس المختلطة، في سياق الحفاظ على بيئة حاضنة للنفوذ السياسي والخدماتي. وفازت لوائح الثنائي في بلدات عين الغويبة وحجولا ورأس أسطا وبشتليده وفيدار ومشان وعلمات الصوانة ولاسا وأفقا والمغيري والحصون في جبيل وكسروان، إضافة إلى الفوز بالتزكية في مزرعة السياد والمعيصرة والحصين. كما فازت لوائح «التنمية والوفاء» في بلدات الجية وجون والوردانية في الشوف. وفي قضاء عاليه، حيث الغلبة الديموغرافية للطائفة الدرزية، بقي الحضور الشيعي محدوداً، يتركّز في بعض القرى مثل شانيه وكفرمتى وكيفون وغيرها. هنا، لم يسعَ «الثنائي» إلى خوض معارك مستقلة، بل شارك عبر دعم اللوائح التي تضم حلفاء من القوى والعائلات المحلية النافذة. عموماً، ينظر حزب الله بارتياح إلى الجولة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية ويدرس نتائجها على مستوى الرسائل السياسية والشعبية، خصوصاً أنه يتوقّع أن تتكرّر هذه النتائج بشكل أكبر مع استكمال الاستحقاق البلدي في بقية المحافظات تباعاً. ويمكن اعتبار هذه الجولة بمثابة اختبار تمهيدي للانتخابات النيابية المقبلة، حيث تسعى القوى السياسية إلى تقييم أدائها واستراتيجياتها. وقد أظهرت نتائج «جولة جبل لبنان» أن «الثنائي» لا يزال يحتفظ بقاعدة شعبية قوية، ما يمنحه دفعة إيجابية نحو الاستحقاق النيابي المقبل، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة الاستجابة للتحديات القائمة لضمان استمرار هذا التأثير الإيجابي.

«الـثـنـائـي» فـي الـجـولـة الأولـى: تـمـاسُـك فـي كـل الـبـيـئـات
«الـثـنـائـي» فـي الـجـولـة الأولـى: تـمـاسُـك فـي كـل الـبـيـئـات

وكالة نيوز

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • وكالة نيوز

«الـثـنـائـي» فـي الـجـولـة الأولـى: تـمـاسُـك فـي كـل الـبـيـئـات

🖇️ حـمـزة الـخـنـسـا – الأخـبـار فازت لوائح «التنمية والوفاء» المدعومة من حزب الله وحركة أمل كاملة في جميع المناطق التي شاركت فيها ضمن الجولة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية التي جرت الأحد في محافظة جبل لبنان. ورغم محدودية الثقل الديموغرافي للطائفة الشيعية في هذه المحافظة مقارنةً بمناطق الجنوب والبقاع… شكّل سلوك الناخبين الشيعة في جبل لبنان مؤشراً لافتاً على صعيد التفاعل السياسي والتنظيمي الذي اتّسم بالانضباط. وعبّر عن خيارات واضحة في قضاء بعبدا مقابل نهج توافقي أكثر هدوءاً في قضاء عاليه. ويعتبر «الثنائي» أنه حقّق الهدف من خلال الجولة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان. وهو إرسال رسائل استقرار وتنظيم، مفادها أن الحالة الشيعية قادرة على الحفاظ على تماسكها في كل البيئات، حتى في المناطق ذات الطابع المختلط أو المنافس. وإن الثنائي لم يهدف إلى التوسّع أو خوض معارك كبرى، بل إلى تحصين مواقعه وضبط الإيقاع في ظل واقع سياسي متحوّل على المستويين المحلي والوطني. خصوصاً في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل، والحملات الإعلامية والسياسية المكثّفة التي يتعرّض لها مع بيئته. وعليه، شكّل الهدوء السمة الأبرز في تعاطي «الثنائي» مع الاستحقاق الانتخابي. فمثلاً، لم يشغّل حزب الله ماكيناته الانتخابية في بلدات الضاحية بأقصى طاقاتها كما درجت العادة في الاستحقاقات السابقة. ولم يُفعّل في الغبيري مثلاً خطة التعبئة والاستقطاب، ولا خطة النقل الخاصة بإحضار العائلات «الغبيرية» القاطنة في الجنوب والبقاع للمشاركة في الاقتراع… لأن «لا حاجة إلى تكبّد عناء الانتقال» وفق مصادر متابعة. إذ تصرَّف الحزب على قاعدة أن لا معركة في الغبيري. فاللائحة المضادة غير مكتملة ولا جدية، ولم تحظَ حتى بدعم عائلات المرشحين فيها. من هنا، أكّد حزب الله حضوره السياسي عبر فوز لوائح «التنمية والوفاء» في بلدات الضاحية الجنوبية وبعبدا والشوف، بالتزكية أو بأغلبية واضحة. بعيداً عن نِسب المشاركة التي لا تعبّر بالضرورة عن تغيّر في الأمزجة أو التوجهات السياسية. خصوصاً أن النتائج المسجّلة مع غياب المنافسة قريبة جداً من نتائج آخر انتخابات جرت عام 2016، وكانت المنافسة فيها ضد لوائح قوية ومكتملة. فيما لا يتعلّق العزوف عن المشاركة في الاقتراع بأسباب سياسية أكثر من كونه اطمئناناً مسبقاً للنتيجة بغياب التنافس. في قضاء بعبدا، حيث تتركّز الكتلة الشيعية الأساسية ضمن بلدات الغبيري وحارة حريك وبرج البراجنة وجوارها… حافظ «الثنائي» على سيطرته شبه الكاملة على المجالس البلدية، سواء عبر التزكية (برج البراجنة) أو عبر لوائح مكتملة حسمت النتائج بفوارق ساحقة (الغبيري). ولم تُسجَّل معارك جدية في هذه المناطق، بل تمحورت الحملات حول الخدمات وإدارة الأزمات البلدية. أما في البلدات المختلطة مثل الحدت والشياح وحارة حريك، فقد جرى تنسيق دقيق بين الثنائي والتيار الوطني الحر. ما أفضى إلى تحالفات محلية أتاحت توزيع المقاعد ضمن لوائح توافقية راعت التوازن الطائفي والسياسي. وفي أطراف بعبدا، حيث يوجد انتشار شيعي محدود، شارك الناخبون الشيعة بشكل نسبي في دعم لوائح قريبة من الثنائي، وفق حسابات محلية لا تمسّ بالتحالفات الكبرى. ومقارنة مع انتخابات 2016، لم تُسجّل في بعبدا تغييرات بنيوية تُذكر، بل حافظ الثنائي على حضوره السابق. مع التركيز على ضبط اللوائح الفرعية وتثبيت مواقع نفوذ في المجالس المختلطة، في سياق الحفاظ على بيئة حاضنة للنفوذ السياسي والخدماتي. وفازت لوائح الثنائي في بلدات عين الغويبة وحجولا ورأس أسطا وبشتليده وفيدار ومشان وعلمات الصوانة ولاسا وأفقا والمغيري والحصون في جبيل وكسروان. إضافة إلى الفوز بالتزكية في مزرعة السياد والمعيصرة والحصين. كما فازت لوائح «التنمية والوفاء» في بلدات الجية وجون والوردانية في الشوف. وفي قضاء عاليه، حيث الغلبة الديموغرافية للطائفة الدرزية، بقي الحضور الشيعي محدوداً، يتركّز في بعض القرى مثل شانيه وكفرمتى وكيفون وغيرها. هنا، لم يسعَ «الثنائي» إلى خوض معارك مستقلة، بل شارك عبر دعم اللوائح التي تضم حلفاء من القوى والعائلات المحلية النافذة. عموماً، ينظر حزب الله بارتياح إلى الجولة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية ويدرس نتائجها على مستوى الرسائل السياسية والشعبية. خصوصاً أنه يتوقّع أن تتكرّر هذه النتائج بشكل أكبر مع استكمال الاستحقاق البلدي في بقية المحافظات تباعاً. ويمكن اعتبار هذه الجولة بمثابة اختبار تمهيدي للانتخابات النيابية المقبلة. حيث تسعى القوى السياسية إلى تقييم أدائها واستراتيجياتها. وقد أظهرت نتائج «جولة جبل لبنان» أن «الثنائي» لا يزال يحتفظ بقاعدة شعبية قوية، ما يمنحه دفعة إيجابية نحو الاستحقاق النيابي المقبل. مع الأخذ في الاعتبار ضرورة الاستجابة للتحديات القائمة لضمان استمرار هذا التأثير الإيجابي. فوز الكتائب والقوات بالجدَيدة وجونية وجبيل: زمن سياسي جديد لم تكن نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في الجدَيدة وجونية وجبيل مجرد انتصارات محلية عابرة لحزبي الكتائب والقوات. هي بالنسبة إليهما 'تأكيد على أن زمناً جديداً يكتب فصوله في لبنان، ولا بد من تغيير الأسلوب في مقاربته'. يؤكدان أن الهدف الأساسي كان 'ترجمة عودة المزاج المسيحي إلى جذوره بعد سقوط الاحتلال السوري وسطوة سلاح حزب الله، وبالتالي سيتحول العمل السياسي تدريجاَ إلى تنافس على كيفية إدارة البلد ومقاربة قضاياه المختلفة. وهذا يفترض احترام التنوع والاختلاف'. اكتشف الحزبان تداخل الحسابات والنزعات والنزاعات في الانتخابات البلدية. لذلك، اكتفيا بخوضها في المدن الكبرى لرمزيتها، وانسحبا منها في البلدات والقرى. دعما أفراداً في لوائح، وأحياناً دعما لوائح من دون أن يتبنيانها علناً. وقد كان لهما في بعض مناطق جبل لبنان مرشحون حزبيون على لوائح متنافسة. لكن في عاصمة المتن الجديدة-البوشرية والسد، كما في جونية عاصمة كسروان، ومدينة جبيل عاصمة قضائها، خاضا الانتخابات بالتحالف بينهما وبين مستقلين. يؤكد النائب سليم الصايغ لـ'المدن' أن 'الكتائب اختارت المواجهة في البلدات ذات الرمزية التي لها معنى سياسياً. واخترنا عدم الانحياز إلى أي من اللوائح المتنافسة في كل البلدات والقرى، حتى التي لنا فيها مرشحون حزبيون'. ويشرح: 'كل المدن والقرى والبلدات لها حساباتها المحلية وأحياؤها وحساسياتها وحساباتها، لكن في المدن مساحات مواطنية ومدنية أرحب تُفسح المجال للتعبير عن الخيارات السياسية. من هنا جاء تحالفنا في هذه المدن مع القوات ومع مستقلين، مع كامل المراعاة للتوازنات العائلية'. هذا ما يؤكده أيضاً مصدر في القوات اللبنانية لـ'المدن'، مشيراً إلى أن 'القوات تجنبت كحزب الانخراط في الانتخابات البلدية مع تشجيع المحازبين والمناصرين على خوضها في بلداتهم وقراهم. لكن في الجديدة وجونية وجبيل، ومع تمسكنا بتمثيل العائلات والتحالف مع المستقلين، أردنا توجيه مجموعة رسائل'. يعدد بعضاً من هذه الرسائل قائلاً: 'أولاً، أردنا التأكيد أننا نعيش زمناً سياسياً جديداً يفترض أن يعكس رأي الناس وخياراتهم. ثانياً، إعطاء أهمية للعمل البلدي الإنمائي في المدن الكبرى كتمهيد للامركزية التي ستطبق حكماً بالقانون، خصوصاً أن هذه البلدات، هي بعد بيروت، أكثر من يساهم في تمويل المالية العامة وتطبيق القانون والالتزام به. من دون أن ننسى أن على البلديات الكبرى أن تقدم أيضاً نموذجاً في الحفاظ على هويتها ووجود أبنائها وتجذرهم بأرضهم مع بناء جسور وانفتاح على كل الجوار'. يؤكد المصدر أن 'التعاون مع المستقلين هو من صلب خيارات القوات في هذه المرحلة كما في المراحل المقبلة. فالتنوع وتعدد الأصوات من سمات استعادة المجتمع لحيويته، ونحن حريصون عليه طالما أن الخط السياسي والسيادي هو نفسه. بالتالي، ستكون المنافسة على المقاربات والأساليب التي تخدم الناس أكثر، وتحسّن حياتهم وتطور لبنان، ليستعيد وهج الدور والحضور'. لا يختلف راي الصايغ عن مقاربة القوات في هذا المجال. ويعطي دليلاً في 'الشراكات التي صغناها، تحديداً في البلديات الثلاث الكبرى. ونتمنى أن نثبّتها أكثر في اتحادات البلديات. نحن وعدد كبير من المستقلين نلتقي على الخيارات الوطنية الجوهرية مع تمايزات في الأسلوب وفي مقاربة عدد من القضايا. وهذا شيء صحي ومطلوب في السياسة، للتعاون في خدمة لبنان كلّ من موقعه'. ويضيف الصايغ إن الناس هي التي قادت التغيير في بلدات تجذّرت فيها منظومات الفساد والفكر المافيوي و'مين ما أخد إمي صار عمي'. والأحزاب لم تفعل سوى تأمين الإطار وحماية خيارات الناس وحريتهم في إيصال من يمثلونهم'. لا يحمّل حزبا الكتائب والقوات الانتخابات البلدية والاختيارية أبعاداً كثيرة في السياسة، كما لا ينفيانها عن البلدات الكبرى، الا أنهما لا يريان فيها مؤشراً جديّاً وحاسماً للانتخابات النيابية المقبلة. يعتبران أنهما كرّسا نهجاً جديداً وفوزاً مستحقاً حيث اختارا معاركهما. اتحادات البلديات معركتهما الآنية المقبلة، وبعدها سيفتحان ملف الاستعداد للانتخابات النيابية وموازين القوى والمشاريع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store