#أحدث الأخبار مع #كحيلانالشروق٠٧-٠٥-٢٠٢٥منوعاتالشروقالحصان الجزائري الأصيل… رفيق المقاومة وقلب الفانتازيارافق الحصان، أو العود باللهجة الجزائرية، الجزائريين في حياتهم اليومية، في أشغالهم وأعمالهم، وحتى في نضالهم ضد المستعمر، وفي مقاوماتهم من أجل استرجاع حريتهم المسلوبة.. وقد خلدت لوحات المستشرقين الخيول الجزائرية وجمالها. وقد لازمت الأحصنة الجزائرية الأمير عبد القادر والمقراني وبوبغلة ولالة نسومر، وغيرهم من أبطال الجزائر. لكن، هل سألتم أنفسكم: ما أصل الحصان الجزائري؟ وما الذي يجعله فريدا من نوعه؟ أشهر نوع من الأحصنة في الجزائر، هو الحصان البربري، أو أغمار أمازي، بالأمازيغية. وهو ينتمي إلى سلالة محلية. وفي كثير من الأحيان، كان يخلط بينه وبين حصان شمال إفريقيا. ففي ظل الإمبراطورية الرومانية، كان يطلق على كل الخيول القادمة من شمال إفريقيا، دون تمييز دقيق للسلالة، اسم إيكوس نوميديكوس، نسبة إلى المملكة النوميدية. أما عند العرب، فكان يطلق على هذا الحصان المميز، اسم البرقي. استُخدم الحصان البربري كدابة للإغارة والصيد. ووصلت أعداده بانتظام إلى أوروبا. في البداية، مع الفتوحات الإسلامية، في القرنين الثامن والتاسع، ثم كدابة ترويض كلاسيكي مشهور في العديد من البلاطات الملكية، منذ القرن الرابع عشر. وفي عهد إيالة الجزائر (1516-1830)، جرى تهجين حصان بربري بالخيول التركية والتركمانية. وقبل الاستعمار الفرنسي، كانت خيول أطراف الصحراء هي الأكثر شهرة، خاصة للأمير عبد القادر بن محيي الدين. وتُختار هذه الحيوانات على أساس قدرتها على الحرب وسباقات السرعة، ما يمنحها 'التحمل والصلابة والسرعة'. نموذجهم رقيق ونحيل إلى حد ما. بعد وصول الفرنسيين إلى الجزائر في عام 1830، الذي أدى إلى استخدام قوي للخيل البربرية كحصان للفرسان الخفيفة. في الواقع، كانت الخيول الفرنسية ثقيلة الوزن جدا، وغير ملائمة للمهام المطلوبة. لذا، اعتمد الفرنسيون تمامًا على الخيول المحلية. وأنشئ أول مستودع للخيول بهدف ضمان هذا التوريد في الأعوام 1840 و1850. ومع مرور الوقت، نظم الفرنسيون تربية الخيول في الجزائر. في عام 8511، أدى نشر كتاب 'خيول الصحراء' إلى اندفاع شديد للخيول الجزائرية في فرنسا: أمر نابليون الثالث المستودعات الفرنسية بشراء هذا النوع من الخيول. وفي عام 1866، أوصى تشارلز دي ميفراي بتأسيس حصن للخيول من نوع 'كحيلان' في الجزائر. بعد قرون، سقطت الأحصنة البربرية في غياهب النسيان في القرن العشرين، خاصة مع دخول البشرية عهد المحركات، في نهاية الثمانينيات، لاسيما بعد المؤتمر العالمي الأول، الذي عقد في الجزائر العاصمة في عام 1987، ومع إنشاء المنظمة العالمية للخيول البربرية، عاد الحديث عن هذه السلالة الاستثنائية. للحصان البربري شكل مميز. فلديه رأس محدبة، في كثير من الأحيان، وردف متدل، وذيل منخفض جدًّا. ويملك خصوصيات فريدة من نوعها. فهو يتمتع بمقاومة كبيرة وثبات. وهو متعاون جدا مع الإنسان. وقد ارتبط هذا الحصان البربري في المخيال الشعبي بالفنتازيا، على الرغم من أن غالبية خيول الفنتازيا الحديثة ليست من سلالات البربر الأصيلة. أصل الحصان البربري. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بشدة: ما أصل الحصان البربري؟ هناك من العلماء من قال إنه ينحدر من مجموعة من الخيول البرية، الناجية من العصور الجليدية. وهو ما أكده الخبراء في علم المتحجرات الحيوانية، ما بين عام 1987 إلى 2002. فمن المرجح، أن أمازيغ تلك الفترة القديمة استطاعوا ترويض الحصان البري، الذي عاش في بلادنا لعشرات الآلاف من السنين. هذه الفرضية، عززتها النقوش والآثار الموجودة على الصخور في الطاسيلي ناجر. رسوم الطاسيلي تبين أنه كان يوجد تدجين لهذه الخيول البرية، لاستعمالها في الصيد والحروب والعروض الفروسية والتجارة. فرضية أخرى تقول إن أول ذكر معروف لوجود الخيول على الأراضي الجزائرية، يتعلق بحفيد الملك المصري تحتمس الأول، وإن أصل الخيول في الجزائر هو سلالة الكحيلان العربية. ومزجت هذه السلالة لاحقًا مع سلالات الصقلاوي والشويمان. ومع ذلك، يُعتبر الحصان البربري، بدلاً من العربي، من سلالة الخيول المميزة في الجزائر. منذ القرن السابع الميلادي، كان الحصان البربري الأكثر طلبا في أوروبا، لاستعماله في الحروب والسباقات، خصوصًا بريطانيا العظمى، وانتشر أيضًا في إسبانيا وجنوب فرنسا، وأيضًا في المستعمرات الهسبانية سابقًا، بالإضافة إلى موطنه الأصلي شمال إفريقيا. فهي أرض خصبة، وتمتاز ببيئة وافرة. اختار المستعمر الفرنسي منطقة تيارت لتربية الخيول العربية والبربرية، التي كانت تشتهر بها المنطقة، منذ عهد الدولة الرستمية. وفي 23 نوفمبر 1877، أسس الفرنسيون 'حظيرة شاشاوي'، واستفادوا من خبرة سكان المنطقة لتربية خيول الحظيرة، وتطوير سلالاتها، لتصبح اليوم أهم مركز أسهم في منع انقراض هذه الأنواع من الخيول الأصيلة. بعد الحصان البربري، عرفت الجزائر تهجين سلالة محلية محضة، هي الحصان الجزائري، الذي يعد نتاج تهجين بين الخيول البربرية والخيول الفرنسية الثقيلة. ويعتبر هذا الحصان نادرا، وأعداده قليلة جدا. وبحسب آخر الإحصائيات، لا يوجد منه في الجزائر سوى 18 حصانا، منتشرا بين كل من من تيارت وسعيدة وغليزان وسطيف
الشروق٠٧-٠٥-٢٠٢٥منوعاتالشروقالحصان الجزائري الأصيل… رفيق المقاومة وقلب الفانتازيارافق الحصان، أو العود باللهجة الجزائرية، الجزائريين في حياتهم اليومية، في أشغالهم وأعمالهم، وحتى في نضالهم ضد المستعمر، وفي مقاوماتهم من أجل استرجاع حريتهم المسلوبة.. وقد خلدت لوحات المستشرقين الخيول الجزائرية وجمالها. وقد لازمت الأحصنة الجزائرية الأمير عبد القادر والمقراني وبوبغلة ولالة نسومر، وغيرهم من أبطال الجزائر. لكن، هل سألتم أنفسكم: ما أصل الحصان الجزائري؟ وما الذي يجعله فريدا من نوعه؟ أشهر نوع من الأحصنة في الجزائر، هو الحصان البربري، أو أغمار أمازي، بالأمازيغية. وهو ينتمي إلى سلالة محلية. وفي كثير من الأحيان، كان يخلط بينه وبين حصان شمال إفريقيا. ففي ظل الإمبراطورية الرومانية، كان يطلق على كل الخيول القادمة من شمال إفريقيا، دون تمييز دقيق للسلالة، اسم إيكوس نوميديكوس، نسبة إلى المملكة النوميدية. أما عند العرب، فكان يطلق على هذا الحصان المميز، اسم البرقي. استُخدم الحصان البربري كدابة للإغارة والصيد. ووصلت أعداده بانتظام إلى أوروبا. في البداية، مع الفتوحات الإسلامية، في القرنين الثامن والتاسع، ثم كدابة ترويض كلاسيكي مشهور في العديد من البلاطات الملكية، منذ القرن الرابع عشر. وفي عهد إيالة الجزائر (1516-1830)، جرى تهجين حصان بربري بالخيول التركية والتركمانية. وقبل الاستعمار الفرنسي، كانت خيول أطراف الصحراء هي الأكثر شهرة، خاصة للأمير عبد القادر بن محيي الدين. وتُختار هذه الحيوانات على أساس قدرتها على الحرب وسباقات السرعة، ما يمنحها 'التحمل والصلابة والسرعة'. نموذجهم رقيق ونحيل إلى حد ما. بعد وصول الفرنسيين إلى الجزائر في عام 1830، الذي أدى إلى استخدام قوي للخيل البربرية كحصان للفرسان الخفيفة. في الواقع، كانت الخيول الفرنسية ثقيلة الوزن جدا، وغير ملائمة للمهام المطلوبة. لذا، اعتمد الفرنسيون تمامًا على الخيول المحلية. وأنشئ أول مستودع للخيول بهدف ضمان هذا التوريد في الأعوام 1840 و1850. ومع مرور الوقت، نظم الفرنسيون تربية الخيول في الجزائر. في عام 8511، أدى نشر كتاب 'خيول الصحراء' إلى اندفاع شديد للخيول الجزائرية في فرنسا: أمر نابليون الثالث المستودعات الفرنسية بشراء هذا النوع من الخيول. وفي عام 1866، أوصى تشارلز دي ميفراي بتأسيس حصن للخيول من نوع 'كحيلان' في الجزائر. بعد قرون، سقطت الأحصنة البربرية في غياهب النسيان في القرن العشرين، خاصة مع دخول البشرية عهد المحركات، في نهاية الثمانينيات، لاسيما بعد المؤتمر العالمي الأول، الذي عقد في الجزائر العاصمة في عام 1987، ومع إنشاء المنظمة العالمية للخيول البربرية، عاد الحديث عن هذه السلالة الاستثنائية. للحصان البربري شكل مميز. فلديه رأس محدبة، في كثير من الأحيان، وردف متدل، وذيل منخفض جدًّا. ويملك خصوصيات فريدة من نوعها. فهو يتمتع بمقاومة كبيرة وثبات. وهو متعاون جدا مع الإنسان. وقد ارتبط هذا الحصان البربري في المخيال الشعبي بالفنتازيا، على الرغم من أن غالبية خيول الفنتازيا الحديثة ليست من سلالات البربر الأصيلة. أصل الحصان البربري. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بشدة: ما أصل الحصان البربري؟ هناك من العلماء من قال إنه ينحدر من مجموعة من الخيول البرية، الناجية من العصور الجليدية. وهو ما أكده الخبراء في علم المتحجرات الحيوانية، ما بين عام 1987 إلى 2002. فمن المرجح، أن أمازيغ تلك الفترة القديمة استطاعوا ترويض الحصان البري، الذي عاش في بلادنا لعشرات الآلاف من السنين. هذه الفرضية، عززتها النقوش والآثار الموجودة على الصخور في الطاسيلي ناجر. رسوم الطاسيلي تبين أنه كان يوجد تدجين لهذه الخيول البرية، لاستعمالها في الصيد والحروب والعروض الفروسية والتجارة. فرضية أخرى تقول إن أول ذكر معروف لوجود الخيول على الأراضي الجزائرية، يتعلق بحفيد الملك المصري تحتمس الأول، وإن أصل الخيول في الجزائر هو سلالة الكحيلان العربية. ومزجت هذه السلالة لاحقًا مع سلالات الصقلاوي والشويمان. ومع ذلك، يُعتبر الحصان البربري، بدلاً من العربي، من سلالة الخيول المميزة في الجزائر. منذ القرن السابع الميلادي، كان الحصان البربري الأكثر طلبا في أوروبا، لاستعماله في الحروب والسباقات، خصوصًا بريطانيا العظمى، وانتشر أيضًا في إسبانيا وجنوب فرنسا، وأيضًا في المستعمرات الهسبانية سابقًا، بالإضافة إلى موطنه الأصلي شمال إفريقيا. فهي أرض خصبة، وتمتاز ببيئة وافرة. اختار المستعمر الفرنسي منطقة تيارت لتربية الخيول العربية والبربرية، التي كانت تشتهر بها المنطقة، منذ عهد الدولة الرستمية. وفي 23 نوفمبر 1877، أسس الفرنسيون 'حظيرة شاشاوي'، واستفادوا من خبرة سكان المنطقة لتربية خيول الحظيرة، وتطوير سلالاتها، لتصبح اليوم أهم مركز أسهم في منع انقراض هذه الأنواع من الخيول الأصيلة. بعد الحصان البربري، عرفت الجزائر تهجين سلالة محلية محضة، هي الحصان الجزائري، الذي يعد نتاج تهجين بين الخيول البربرية والخيول الفرنسية الثقيلة. ويعتبر هذا الحصان نادرا، وأعداده قليلة جدا. وبحسب آخر الإحصائيات، لا يوجد منه في الجزائر سوى 18 حصانا، منتشرا بين كل من من تيارت وسعيدة وغليزان وسطيف