
الحصان الجزائري الأصيل… رفيق المقاومة وقلب الفانتازيا
رافق الحصان، أو العود باللهجة الجزائرية، الجزائريين في حياتهم اليومية، في أشغالهم وأعمالهم، وحتى في نضالهم ضد المستعمر، وفي مقاوماتهم من أجل استرجاع حريتهم المسلوبة.. وقد خلدت لوحات المستشرقين الخيول الجزائرية وجمالها. وقد لازمت الأحصنة الجزائرية الأمير عبد القادر والمقراني وبوبغلة ولالة نسومر، وغيرهم من أبطال الجزائر. لكن، هل سألتم أنفسكم: ما أصل الحصان الجزائري؟ وما الذي يجعله فريدا من نوعه؟
أشهر نوع من الأحصنة في الجزائر، هو الحصان البربري، أو أغمار أمازي، بالأمازيغية. وهو ينتمي إلى سلالة محلية. وفي كثير من الأحيان، كان يخلط بينه وبين حصان شمال إفريقيا. ففي ظل الإمبراطورية الرومانية، كان يطلق على كل الخيول القادمة من شمال إفريقيا، دون تمييز دقيق للسلالة، اسم إيكوس نوميديكوس، نسبة إلى المملكة النوميدية. أما عند العرب، فكان يطلق على هذا الحصان المميز، اسم البرقي.
استُخدم الحصان البربري كدابة للإغارة والصيد. ووصلت أعداده بانتظام إلى أوروبا. في البداية، مع الفتوحات الإسلامية، في القرنين الثامن والتاسع، ثم كدابة ترويض كلاسيكي مشهور في العديد من البلاطات الملكية، منذ القرن الرابع عشر.
وفي عهد إيالة الجزائر (1516-1830)، جرى تهجين حصان بربري بالخيول التركية والتركمانية. وقبل الاستعمار الفرنسي، كانت خيول أطراف الصحراء هي الأكثر شهرة، خاصة للأمير عبد القادر بن محيي الدين. وتُختار هذه الحيوانات على أساس قدرتها على الحرب وسباقات السرعة، ما يمنحها 'التحمل والصلابة والسرعة'. نموذجهم رقيق ونحيل إلى حد ما. بعد وصول الفرنسيين إلى الجزائر في عام 1830، الذي أدى إلى استخدام قوي للخيل البربرية كحصان للفرسان الخفيفة. في الواقع، كانت الخيول الفرنسية ثقيلة الوزن جدا، وغير ملائمة للمهام المطلوبة. لذا، اعتمد الفرنسيون تمامًا على الخيول المحلية. وأنشئ أول مستودع للخيول بهدف ضمان هذا التوريد في الأعوام 1840 و1850. ومع مرور الوقت، نظم الفرنسيون تربية الخيول في الجزائر.
في عام 8511، أدى نشر كتاب 'خيول الصحراء' إلى اندفاع شديد للخيول الجزائرية في فرنسا: أمر نابليون الثالث المستودعات الفرنسية بشراء هذا النوع من الخيول. وفي عام 1866، أوصى تشارلز دي ميفراي بتأسيس حصن للخيول من نوع 'كحيلان' في الجزائر.
بعد قرون، سقطت الأحصنة البربرية في غياهب النسيان في القرن العشرين، خاصة مع دخول البشرية عهد المحركات، في نهاية الثمانينيات، لاسيما بعد المؤتمر العالمي الأول، الذي عقد في الجزائر العاصمة في عام 1987، ومع إنشاء المنظمة العالمية للخيول البربرية، عاد الحديث عن هذه السلالة الاستثنائية. للحصان البربري شكل مميز. فلديه رأس محدبة، في كثير من الأحيان، وردف متدل، وذيل منخفض جدًّا. ويملك خصوصيات فريدة من نوعها. فهو يتمتع بمقاومة كبيرة وثبات. وهو متعاون جدا مع الإنسان. وقد ارتبط هذا الحصان البربري في المخيال الشعبي بالفنتازيا، على الرغم من أن غالبية خيول الفنتازيا الحديثة ليست من سلالات البربر الأصيلة. أصل الحصان البربري.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بشدة: ما أصل الحصان البربري؟ هناك من العلماء من قال إنه ينحدر من مجموعة من الخيول البرية، الناجية من العصور الجليدية. وهو ما أكده الخبراء في علم المتحجرات الحيوانية، ما بين عام 1987 إلى 2002. فمن المرجح، أن أمازيغ تلك الفترة القديمة استطاعوا ترويض الحصان البري، الذي عاش في بلادنا لعشرات الآلاف من السنين. هذه الفرضية، عززتها النقوش والآثار الموجودة على الصخور في الطاسيلي ناجر. رسوم الطاسيلي تبين أنه كان يوجد تدجين لهذه الخيول البرية، لاستعمالها في الصيد والحروب والعروض الفروسية والتجارة.
فرضية أخرى تقول إن أول ذكر معروف لوجود الخيول على الأراضي الجزائرية، يتعلق بحفيد الملك المصري تحتمس الأول، وإن أصل الخيول في الجزائر هو سلالة الكحيلان العربية. ومزجت هذه السلالة لاحقًا مع سلالات الصقلاوي والشويمان. ومع ذلك، يُعتبر الحصان البربري، بدلاً من العربي، من سلالة الخيول المميزة في الجزائر. منذ القرن السابع الميلادي، كان الحصان البربري الأكثر طلبا في أوروبا، لاستعماله في الحروب والسباقات، خصوصًا بريطانيا العظمى، وانتشر أيضًا في إسبانيا وجنوب فرنسا، وأيضًا في المستعمرات الهسبانية سابقًا، بالإضافة إلى موطنه الأصلي شمال إفريقيا. فهي أرض خصبة، وتمتاز ببيئة وافرة. اختار المستعمر الفرنسي منطقة تيارت لتربية الخيول العربية والبربرية، التي كانت تشتهر بها المنطقة، منذ عهد الدولة الرستمية. وفي 23 نوفمبر 1877، أسس الفرنسيون 'حظيرة شاشاوي'، واستفادوا من خبرة سكان المنطقة لتربية خيول الحظيرة، وتطوير سلالاتها، لتصبح اليوم أهم مركز أسهم في منع انقراض هذه الأنواع من الخيول الأصيلة. بعد الحصان البربري، عرفت الجزائر تهجين سلالة محلية محضة، هي الحصان الجزائري، الذي يعد نتاج تهجين بين الخيول البربرية والخيول
الفرنسية الثقيلة. ويعتبر هذا الحصان نادرا، وأعداده قليلة جدا. وبحسب آخر الإحصائيات، لا يوجد منه في الجزائر سوى 18 حصانا، منتشرا بين كل من من تيارت وسعيدة وغليزان وسطيف

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشروق
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- الشروق
الحصان الجزائري الأصيل… رفيق المقاومة وقلب الفانتازيا
رافق الحصان، أو العود باللهجة الجزائرية، الجزائريين في حياتهم اليومية، في أشغالهم وأعمالهم، وحتى في نضالهم ضد المستعمر، وفي مقاوماتهم من أجل استرجاع حريتهم المسلوبة.. وقد خلدت لوحات المستشرقين الخيول الجزائرية وجمالها. وقد لازمت الأحصنة الجزائرية الأمير عبد القادر والمقراني وبوبغلة ولالة نسومر، وغيرهم من أبطال الجزائر. لكن، هل سألتم أنفسكم: ما أصل الحصان الجزائري؟ وما الذي يجعله فريدا من نوعه؟ أشهر نوع من الأحصنة في الجزائر، هو الحصان البربري، أو أغمار أمازي، بالأمازيغية. وهو ينتمي إلى سلالة محلية. وفي كثير من الأحيان، كان يخلط بينه وبين حصان شمال إفريقيا. ففي ظل الإمبراطورية الرومانية، كان يطلق على كل الخيول القادمة من شمال إفريقيا، دون تمييز دقيق للسلالة، اسم إيكوس نوميديكوس، نسبة إلى المملكة النوميدية. أما عند العرب، فكان يطلق على هذا الحصان المميز، اسم البرقي. استُخدم الحصان البربري كدابة للإغارة والصيد. ووصلت أعداده بانتظام إلى أوروبا. في البداية، مع الفتوحات الإسلامية، في القرنين الثامن والتاسع، ثم كدابة ترويض كلاسيكي مشهور في العديد من البلاطات الملكية، منذ القرن الرابع عشر. وفي عهد إيالة الجزائر (1516-1830)، جرى تهجين حصان بربري بالخيول التركية والتركمانية. وقبل الاستعمار الفرنسي، كانت خيول أطراف الصحراء هي الأكثر شهرة، خاصة للأمير عبد القادر بن محيي الدين. وتُختار هذه الحيوانات على أساس قدرتها على الحرب وسباقات السرعة، ما يمنحها 'التحمل والصلابة والسرعة'. نموذجهم رقيق ونحيل إلى حد ما. بعد وصول الفرنسيين إلى الجزائر في عام 1830، الذي أدى إلى استخدام قوي للخيل البربرية كحصان للفرسان الخفيفة. في الواقع، كانت الخيول الفرنسية ثقيلة الوزن جدا، وغير ملائمة للمهام المطلوبة. لذا، اعتمد الفرنسيون تمامًا على الخيول المحلية. وأنشئ أول مستودع للخيول بهدف ضمان هذا التوريد في الأعوام 1840 و1850. ومع مرور الوقت، نظم الفرنسيون تربية الخيول في الجزائر. في عام 8511، أدى نشر كتاب 'خيول الصحراء' إلى اندفاع شديد للخيول الجزائرية في فرنسا: أمر نابليون الثالث المستودعات الفرنسية بشراء هذا النوع من الخيول. وفي عام 1866، أوصى تشارلز دي ميفراي بتأسيس حصن للخيول من نوع 'كحيلان' في الجزائر. بعد قرون، سقطت الأحصنة البربرية في غياهب النسيان في القرن العشرين، خاصة مع دخول البشرية عهد المحركات، في نهاية الثمانينيات، لاسيما بعد المؤتمر العالمي الأول، الذي عقد في الجزائر العاصمة في عام 1987، ومع إنشاء المنظمة العالمية للخيول البربرية، عاد الحديث عن هذه السلالة الاستثنائية. للحصان البربري شكل مميز. فلديه رأس محدبة، في كثير من الأحيان، وردف متدل، وذيل منخفض جدًّا. ويملك خصوصيات فريدة من نوعها. فهو يتمتع بمقاومة كبيرة وثبات. وهو متعاون جدا مع الإنسان. وقد ارتبط هذا الحصان البربري في المخيال الشعبي بالفنتازيا، على الرغم من أن غالبية خيول الفنتازيا الحديثة ليست من سلالات البربر الأصيلة. أصل الحصان البربري. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بشدة: ما أصل الحصان البربري؟ هناك من العلماء من قال إنه ينحدر من مجموعة من الخيول البرية، الناجية من العصور الجليدية. وهو ما أكده الخبراء في علم المتحجرات الحيوانية، ما بين عام 1987 إلى 2002. فمن المرجح، أن أمازيغ تلك الفترة القديمة استطاعوا ترويض الحصان البري، الذي عاش في بلادنا لعشرات الآلاف من السنين. هذه الفرضية، عززتها النقوش والآثار الموجودة على الصخور في الطاسيلي ناجر. رسوم الطاسيلي تبين أنه كان يوجد تدجين لهذه الخيول البرية، لاستعمالها في الصيد والحروب والعروض الفروسية والتجارة. فرضية أخرى تقول إن أول ذكر معروف لوجود الخيول على الأراضي الجزائرية، يتعلق بحفيد الملك المصري تحتمس الأول، وإن أصل الخيول في الجزائر هو سلالة الكحيلان العربية. ومزجت هذه السلالة لاحقًا مع سلالات الصقلاوي والشويمان. ومع ذلك، يُعتبر الحصان البربري، بدلاً من العربي، من سلالة الخيول المميزة في الجزائر. منذ القرن السابع الميلادي، كان الحصان البربري الأكثر طلبا في أوروبا، لاستعماله في الحروب والسباقات، خصوصًا بريطانيا العظمى، وانتشر أيضًا في إسبانيا وجنوب فرنسا، وأيضًا في المستعمرات الهسبانية سابقًا، بالإضافة إلى موطنه الأصلي شمال إفريقيا. فهي أرض خصبة، وتمتاز ببيئة وافرة. اختار المستعمر الفرنسي منطقة تيارت لتربية الخيول العربية والبربرية، التي كانت تشتهر بها المنطقة، منذ عهد الدولة الرستمية. وفي 23 نوفمبر 1877، أسس الفرنسيون 'حظيرة شاشاوي'، واستفادوا من خبرة سكان المنطقة لتربية خيول الحظيرة، وتطوير سلالاتها، لتصبح اليوم أهم مركز أسهم في منع انقراض هذه الأنواع من الخيول الأصيلة. بعد الحصان البربري، عرفت الجزائر تهجين سلالة محلية محضة، هي الحصان الجزائري، الذي يعد نتاج تهجين بين الخيول البربرية والخيول الفرنسية الثقيلة. ويعتبر هذا الحصان نادرا، وأعداده قليلة جدا. وبحسب آخر الإحصائيات، لا يوجد منه في الجزائر سوى 18 حصانا، منتشرا بين كل من من تيارت وسعيدة وغليزان وسطيف


الخبر
١٦-٠٤-٢٠٢٥
- الخبر
تجديد التفكير الديني لمواجهة تحديات العصر
يبرز سؤال تجديد الفكر الديني كضرورة ملحة لاستعادة الحيوية والفاعلية الحضارية للأمة، في خضم التحولات والتحديات المتزايدة التي تواجه العالم الإسلامي المعاصر. وإدراكا لهذه الأهمية، شكّل إحياء يوم العلم في الجزائر مناسبة سانحة للجامعة الإسلامية بقسنطينة لتسليط الضوء على هذه القضية وإرهاصاتها، من خلال تشريح فكر الشاعر الباكستاني محمد إقبال. نظمت جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية ملتقى دوليا يومي 15 و16 أفريل 2025، بمناسبة إحياء يوم العلم، تحت عنوان 'تجديد التفكير الديني في الإسلام محمد إقبال نموذجا'، والذي هدف إلى دراسة إمكانية اعتبار فكر محمد إقبال نموذجا لإصلاح المجتمعات المسلمة المعاصرة، ووضع إطار منهجي لتجديد التفكير الديني الإسلامي في السياق الحالي. وسعى الملتقى الذي أشرفت على تنظيمه كلية أصول الدين، ممثلة في مخبري البحث للدراسات الدعوية والاتصالية والدراسات العقدية ومقارنة الأديان، للإجابة على أسئلة محورية حول حدود وإمكانات نموذج إقبال في التجديد والتحديات التي قد تواجهه وكيفية تطويره لمواكبة المستجدات المعاصرة، حيث أكد المنظمون على أن الأمة الإسلامية شهدت ركودا حضاريا تفاقم مع الاستعمار، وأن سؤال نهضة الأمة كان محور اهتمام روّاد الإصلاح، مثل الأفغاني والكواكبي وابن باديس وغيرهم. وأكد مدير الجامعة، الأستاذ الدكتور السعيد دراجي، خلال إطلاق الملتقى، على أهمية هذا الموضوع باعتباره قضية مركزية تسعى للتوفيق بين الأصالة والمعاصرة والحفاظ على جوهر الإسلام مع مواكبة تطورات العصر، مضيفا أن الشاعر الباكستاني يعدّ مشروعا متكاملا لتجديد الفكر الديني وبنائه، ليكون قادرا على مواجهة تحديات العصر دون فقدان روحه. وقد شهد اليوم الأول من الملتقى، الذي ترأسه الأستاذ الدكتور محمد البشير بن طبة ونشطه كل من عميد كلية أصول الدين الأستاذ الدكتور أحمد عبدلي ورئيس اللجنة العلمية الأستاذ الدكتور عيسى بوعافية، جلستين علميتين ناقش فيهما الأساتذة والمحاضرون إشكاليات ومفاهيم وآفاق ومنطلقات التجديد الديني في الإسلام عند إقبال. وفي مداخلته حول 'مدرسة التجديد الحضاري في الفكر الإسلامي المعاصر، محمد إقبال نموذجا رائدا'، أوضح البروفسور محمد بخوش من جامعة قطر، أن محمد إقبال أسس مدرسة فكرية تقوم على التجديد الحضاري للأمة الإسلامية، مستندا إلى الفلسفة والتصوف والفكر الديني وإدراكه لتحديات عصره، مشيرا إلى أن إقبال يرى انحطاط الأمة الإسلامية ناتجا عن الجمود الفكري والروحي والتقليد الأعمى والابتعاد عن الروح الحيّة للإسلام، داعيا إلى نهضة شاملة تبدأ بتجديد الفرد المسلم باعتباره محور الحضارة. ويرى بخوش أن التجديد الحضاري لدى إقبال يتحقق بالجمع بين الإيمان والعمل، والأصالة والمعاصرة، والتمسك بالقرآن كمصدر هداية متفاعل مع الزمان والمكان. من جهته، أوضح البروفسور عبد الرزاق قسوم أن الخطاب الفكري لإقبال قد تميّز بمنهج تجديدي مزج بين الروح الإسلامية الأصيلة وروح العصر المتسارع، إذ لم يكن إقبال مجرد شاعر صوفي أو فيلسوف متأمل، حسبه، بل كان صاحب مشروع نهضوي يعيد قراءة الإسلام من زاوية عقلانية وروحية تتناسب مع تحديات العصر الحديث. وأكد المتحدث على أن المنهج التجديدي عند إقبال يقوم على أساس تجاوز الجمود الفكري والدعوة إلى إعمال العقل في فهم النصوص الدينية، دون التفريط في الثوابت، وأن الإسلام دين حيّ قادر على مواكبة التغيرات، شرط التعامل معه بروح الاجتهاد والتجديد لا التكرار والتقليد، مؤكدا أن خطاب إقبال لا يزال حيّا وملهما، لأنه لم يكن مجرد رد فعل على مشكلات عصره، بل كان استشرافا لمستقبل يحتاج فيه المسلم إلى فكر مرن، يحترم الثوابت ويجدّد في الوسائل. واعتبر المتدخلون أن محمد إقبال قامة فكرية سعت لتقديم مشروع إصلاحي يجمع بين الأصالة والحداثة، وفتح آفاق الاجتهاد وتجديد آليات التعامل مع النصوص، مع التركيز على المسؤولية الفردية والاجتماعية. وأشار هؤلاء إلى أن إشكالية تجديد الفكر الديني لا تزال ملحة في ظل التحديات المعاصرة، كالتطرف والانقسام ومحاولات تمييع القيم الإسلامية. وتناولت النقاشات في هذا الملتقى الذي شهد مشاركة أساتذة وعلماء من قطر، فرنسا، تونس وجامعات جزائرية، أربعة محاور رئيسية، على رأسها دواعي ومجالات تجديد التفكير الديني، دراسة شخصية إقبال ومشروعه التجديدي، تحليل وتقييم مشروع إقبال وإمكانية تطويره، وطرق الاستفادة من فكره في مواجهة تحديات العولمة والحفاظ على الهوية الإسلامية واستشراف المستقبل. وسعى المشاركون في الملتقى إلى تبادل الأفكار حول أنجع السبل لتجديد الفكر الديني الإسلامي والاستفادة من إرث إقبال، آملين أن تساهم توصياتهم في إثراء مستقبل الفكر الإسلامي ودوره في نهضة المجتمعات المسلمة.


الخبر
٠٢-١٠-٢٠٢٤
- الخبر
وهران: وزيرة الثقافة تتفقد معالم أثرية تنتظر الترميم
تفقدت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، اليوم الخميس، بوهران معالم أثرية تنتظر الترميم منذ سنوات والتي تعرف حالة اهتراء واسعة. واستمعت الوزيرة رفقة والي وهران لشروحات مكتب الدراسات علي باشا لانجاز دراسة وأشغال استعجالية بقصر الباي بقيمة 70مليون دج. وتأسف مدير المكتب للاهتراء والتشققات المسجلة في المعلم الذي يعود للفترة العثمانية خاصة منطقة الديوان الذي يعرف تساقط السقف وركائز البناية وكذا غرفة المفضلة. وحدد مكتب الدراسات قيمة الأشغال الاستعجالية لحماية ما تبقى من المعلم بـ 92مليون دج. وتوقف الوفد أمام فندق "شاطوناف" المبني على أرضية المعلم الأثري منذ الثمانينيات من القرن الماضي وقامت مصالح الولاية بتشييد جدار ثالث بين قصر الباي والفندق، في انتظار إيجاد حل للفندق ذي 21 طابقا. وزارت الوزيرة كذلك ورشة مسجد الباشا الواقع أسفل قصر الباي الذي يتكون من مؤذنة ثمانية الأضلاع وحيدة من نوعها في كل المنطقة المغاربية. وقدم مدير مكتب الدراسات "فار الذهب" توضيحات حول الدراسة والأشغال الاستعجالية للمسجد وضرورة إنجاز تحليل حول أرضية البناية قبل مباشرة الأشغال وبلغت قيمة الصفقة 9ملايين دج. وطلبت الوزيرة من صاحب المكتب الإسراع في إنجاز الدراسة والأشغال حتى يتسنى لقطاعها تسجيل مشروع ترميم المسجد والحصول على القيمة المالية لإعادة الاعتبار لهذا المعلم الأثري المصنف منذ 1952. ولأول مرة في تاريخ المدينة تم فتح المخابئ التي تعود لفترة الحربين العالميتين لحماية السكان من الهجمات الجوية للطيران. وتكفل المرشد السياحي اورابح ماسينيسا بتقديم لوحة عن تاريخ إنجاز المخابئ و ضرورة توظيفها كمسارات تاريخية للحربين العالميتين الأولى والثانية. وتواصلت الزيارة في منطقة جبل مرجاجو( مولاي عبد القادر) للوقوف على آخر الروتوشات لمشروع انجاز متحف وتمثال عملاق للأمير عبد القادر فوق الجبل الذي خصصت له رئاسة الجمهورية 120 مليار سنتيم وتم اختيار مكتب الدراسات لانجاز التصاميم قبل مباشرة الأشغال. وقد حظي مجموعة من رجالات ونساء الثقافة بالتكريم من طرف الوزيرة في متحف احمد زبانة من بينهم المفكر والكاتب محمد بن زيان وشريف روان والشاعرة فاطمة الزهراء بوزادة وعائلة الراحل محمد اندولسي والشاعر الملحون طواهري الطاهر.