أحدث الأخبار مع #كمبردج


الشرق الأوسط
منذ 12 ساعات
- صحة
- الشرق الأوسط
هل يمكن للأسبرين منع عودة السرطان؟
في عالم الطب، حيث تتطلب العلاجات الحديثة ملايين الدولارات وتكنولوجيا معقدة، قد يكون من المدهش أن عقاراً بسيطاً وشائعاً، لا يتجاوز حجمه حبة العدس الصغيرة، يحمل مفتاحاً لمواجهة أحد أخطر الأمراض في العالم، وهو السرطان. لطالما عُرف الأسبرين بقدرته على تخفيف الألم، وتقليل الالتهابات، لكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أنه قد يكون أكثر من مجرد مسكن للأوجاع، بل يعد سلاحاً واعداً ضد انتشار السرطان، وانتكاسه بعد العلاج. فهل يمكن لهذا الدواء الذي لا تتجاوز تكلفته بضعة ريالات أن يغير قواعد اللعبة في محاربة الأورام؟ هذا ما يحاول العلماء في جامعة يونيفرسيتي كوليدج لندن (UCL) وجامعة كمبردج اكتشافه، من خلال دراسات سريرية وتجارب مخبرية تكشف كيف يمكن للأسبرين تعطيل بعض المسارات الجزيئية التي تساعد السرطان على الانتشار. ومع النتائج الأولية المشجعة، يبدو أن العلم يقف على أعتاب اكتشاف جديد قد يفتح باباً أمام علاجات أكثر سهولة، وأقل تكلفة لملايين المرضى حول العالم. وسوف نستعرض هنا كيف يمكن للأسبرين أن يساعد في منع انتشار السرطان، وما توصلت إليه أحدث الأبحاث حول دوره في تقليل فرص انتكاسة المرض بعد العلاج، وما إذا كان بإمكانه أن يصبح جزءاً من استراتيجية عالمية لمكافحة السرطان في المستقبل. منع عودة السرطان رغم التقدم الكبير في العلاجات الحديثة، لا يزال الانتكاس (أي عودة السرطان بعد العلاج) يُعد من أكبر التحديات في علم الأورام. فعندما يخضع المرضى للعلاج الكيميائي، أو الجراحي، قد يتبقى بعض الخلايا السرطانية غير المكتشفة، ما يزيد من خطر عودة الورم، وانتشاره إلى أعضاء حيوية مثل الرئتين، أو الكبد. وهذا لا يؤثر فقط على فرص النجاة، بل يُعقد أيضاً خيارات العلاج، ويجعلها أقل فعالية مقارنة بالعلاج الأولي. لكن التبعات لا تقتصر على التأثيرات الطبية فقط، إذ إن عودة السرطان تحمل أعباءً نفسية، واقتصادية، واجتماعية هائلة على المرضى، وعائلاتهم. - التبعات الصحية: مع كل انتكاسة، يصبح الجسم أكثر إرهاقاً نتيجة العلاج، وقد تتراجع فعالية العلاجات المتاحة، ما يزيد من خطر المضاعفات الحادة، وتدهور الصحة العامة. كما أن بعض أنواع السرطان تصبح أكثر عدوانية عند عودتها، ما يقلل من فرص السيطرة عليها. - التبعات النفسية والاجتماعية: تشخيص السرطان وحده يُمثل صدمة نفسية للمرضى، وأسرهم، فما بالنا بتكراره؟ يشعر العديد من المرضى بالإحباط، والقلق، والاكتئاب عند انتكاس المرض، مما يؤثر على جودة حياتهم، وقدرتهم على ممارسة حياتهم اليومية. كما أن المرض قد يؤدي إلى فقدان القدرة على العمل، ما يؤثر على الاستقلالية المالية، والدور الاجتماعي للمريض. علاوة على ذلك، فإن التكرار المستمر للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي يؤدي إلى إضعاف الجهاز المناعي، ما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، والأمراض المصاحبة. وقد يعاني المرضى الذين يواجهون انتكاسة متكررة أيضاً من تلف في الأعضاء الداخلية، مثل الكبد، أو الكلى، بسبب الآثار الجانبية السامة للعلاجات القوية. مع مرور الوقت، يصبح التحكم في الألم وإدارة الأعراض أكثر تعقيداً، ما يستلزم جرعات أعلى من المسكنات، والمثبطات المناعية التي قد تؤثر سلباً على نوعية الحياة. كما أن الآثار الجانبية للأدوية، مثل التعب المزمن، وفقدان الشهية، واضطرابات النوم، قد تجعل المرضى أقل قدرة على تحمل العلاجات المستقبلية. إضافةً إلى ذلك، قد يضطر الأطباء إلى تجربة خيارات علاجية أكثر عدوانية، مثل العلاجات المناعية، أو المستهدفة، والتي رغم فعاليتها قد تحمل مضاعفات غير متوقعة، وتؤثر على التوازن الكيميائي في الجسم. لهذا السبب، فإن البحث عن طرق جديدة لمنع انتكاسة السرطان، مثل استخدام الأسبرين، أصبح أولوية طبية لإنقاذ حياة المرضى، وتحسين جودة حياتهم. - التبعات الاقتصادية: تكلفة علاج السرطان مرتفعة، وعند انتكاس المريض تتضاعف التكاليف بسبب الحاجة إلى علاجات أكثر تعقيداً، مثل العلاجات المناعية، والعلاجات المستهدفة، فضلاً عن نفقات المستشفيات، والمتابعة المستمرة. هذه الأعباء المالية قد تُنهك المرضى، وعائلاتهم، بل وحتى أنظمة الرعاية الصحية، خصوصاً في البلدان ذات الموارد المحدودة. لذلك، أصبح البحث عن استراتيجيات فعالة لمنع عودة السرطان أولوية قصوى في الأبحاث الطبية، ليس فقط لتحسين فرص النجاة، ولكن أيضاً لتخفيف المعاناة الجسدية، والنفسية، وتقليل الأعباء الاقتصادية، والاجتماعية. وهنا يأتي دور الدراسة التي سوف نتطرق إليها في هذا المقال، والتي تهدف إلى تحديد المرضى الذين يمكن أن يستفيدوا من وسائل منع انتكاسات السرطان، مع التركيز على الأسبرين كونه أحد العلاجات المحتملة التي قد توفر حلاً بسيطاً وفعالاً لمشكلة طبية معقدة. دراسات حديثة • دراسة سريرية. في إطار سعي العلماء المستمر لفهم آليات انتشار المرض، وإيجاد حلول فعالة لمنع عودته بعد العلاج، يجري فريق بحثي بقيادة البروفسورة روث لانغلي (Ruth Langley) من (UCL) تجربة سريرية تهدف إلى تقييم تأثير الأسبرين في تقليل خطر عودة السرطان في مراحله المبكرة. تعتمد هذه الدراسة (Langley et al...2025) التي نشرت في 5 مارس (آذار) 2025، في مجلة «Nature»، على فرضية تدعمها نتائج بحثية حديثة تشير إلى أن الأسبرين، إلى جانب خصائصه المعروفة في تخفيف الألم وخفض الالتهابات، قد يلعب دوراً في تعزيز استجابة الجهاز المناعي ضد الخلايا السرطانية المنتشرة، وبالتالي تقليل فرص انتكاسة المرض بعد العلاج الأولي. وبينما يبحث الفريق الطبي في تأثير الأسبرين على المرضى، وجد علماء آخرون أدلة تدعم هذه الفرضية من خلال التجارب المخبرية على الفئران. • دراسة كمبردج. حيث كشفت دراسة حديثة أجريت في جامعة كمبردج عن آلية جديدة قد تفسر كيفية تأثير الأسبرين على انتشار السرطان. وفي هذه الدراسة، قام الباحثون بفحص 810 جينات في الفئران وحددوا15 جيناً لها تأثير مباشر على انتشار الخلايا السرطانية. ومن بين هذه الجينات، اكتشف العلماء أن الجين المسؤول عن إنتاج بروتين (ARHGEF1) يلعب دوراً رئيساً في تعزيز قدرة السرطان على الانتشار إلى أعضاء حيوية مثل الرئتين، والكبد. كانت هذه الدراسة تتركز على دور الأسبرين في تعطيل المسار الجيني المرتبط بالسرطان، وكانت المفاجأة في اكتشاف أن بروتين (ARHGEF1) يقوم بتثبيط نوع من الخلايا المناعية يسمى «الخلايا التائية «(T cells)، وهي الخلايا المسؤولة عن التعرف على الخلايا السرطانية المنتشرة، وقتلها. ولكن ما لم يكن متوقعاً هو أن تنشيط هذا البروتين يرتبط بعامل تخثر الدم المعروف باسم «ثرمبوكسانA2 (Thromboxane A2 (TXA2))» والذي تفرزه الصفائح الدموية في الدم. وهنا يأتي دور الأسبرين، حيث من المعروف أنه يقلل من إنتاج (TXA2)، ما يؤدي إلى تعطيل هذا المسار الجيني الذي يُضعف الجهاز المناعي، وبالتالي تقليل قدرة السرطان على الانتشار. وعند إعطاء الفئران المصابة بالسرطان جرعات من الأسبرين، وجد الباحثون أن معدل انتشار السرطان إلى الأعضاء الأخرى قد انخفض بشكل ملحوظ مقارنة بالفئران التي لم تتلقَ الأسبرين. ونشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة «Nature»، بتمويل من مجلس البحوث الطبية البريطاني(MRC)، ومؤسسة «Wellcome Trust». ووصف الدكتور جي يانغ (Jie Yang)، الباحث في جامعة كمبردج والمشارك في الدراسة، هذه النتائج بأنها «لحظة يوريكا (Eureka Moment)»، إشارة إلى أنها لحظة الإلهام، أو الاختراق الفكري، التي سوف تغير طريقة فهمنا لهذا الموضوع، وأضاف أن هذا الاكتشاف لم يكن متوقعاً، لكنه فتح أمامنا طريقاً جديداً لفهم كيفية تأثير الأسبرين على الخلايا السرطانية. يساعد في منع انتشار المرض بتعطيل بروتين يؤثر على جهاز المناعة تطبيقات عملية هل يمكن للأسبرين أن يصبح علاجاً وقائياً؟ رغم أن هذه النتائج مشجعة، فإنها لا تعني أن الجميع يجب أن يبدأ في تناول الأسبرين يومياً، حيث تحذر البروفسورة لانغلي من أن الأسبرين قد يسبب آثاراً جانبية خطيرة لدى بعض الأشخاص، بما في ذلك: النزيف الداخلي، والتقرحات في المعدة. لذلك، تؤكد لانغلي على ضرورة تحديد الفئات التي يمكن أن تستفيد من العلاج بالأسبرين بشكل آمن، حيث إن هذا الاكتشاف سيساعد على تفسير نتائج التجارب السريرية الجارية، وتحديد المرضى الأكثر استفادة من الأسبرين بعد تشخيص السرطان. هل يصبح الأسبرين علاجاً عالمياً منخفض التكلفة؟ في حال أكدت التجارب السريرية فعالية الأسبرين في منع انتشار السرطان أو عودته، فقد يمثل ذلك اختراقاً طبياً في مجال علاج السرطان، حيث يمكن أن يكون الأسبرين بديلاً منخفض التكلفة للعلاجات البيولوجية المعقدة والمكلفة. يأمل الباحثون في أن توفر هذه الدراسات استراتيجيات علاجية أكثر سهولة للوصول، خاصة في البلدان التي لا تتوفر فيها علاجات السرطان الحديثة بشكل كافٍ. إذا كنت تفكر في تناول الأسبرين كإجراء وقائي، فيجب أخذ الاستشارة الطبية المتخصصة من طبيبك، أولاً، وعدم تناول الأسبرين بانتظام دون استشارة طبية بسبب مخاطره المحتملة. وإذا أثبتت الدراسات السريرية فعالية الأسبرين، فقد يصبح هذا العقار الشائع جزءاً من استراتيجية عالمية لمكافحة انتشار السرطان، مما قد يفتح الباب أمام خيارات علاجية أكثر سهولة وأقل تكلفة! • استشاري طب المجتمع


البيان
١٣-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- البيان
أساتذة بجامعة هارفارد يقاضون إدارة ترامب لمراجعة تمويل يبلغ 9 مليارات دولار
رفع أساتذة بجامعة هارفارد الأمريكية دعوى قضائية لمنع إدارة الرئيس دونالد ترامب من مراجعة عقود ومنح اتحادية بما يقرب من تسعة مليارات دولار في إطار حملة على ما تقول إنه معاداة للسامية في الجامعات. وقال الأساتذة في دعوى قضائية أمام محكمة اتحادية في بوسطن إن الإدارة تحاول تقويض الحرية الأكاديمية وحرية التعبير في حرم الجامعة على نحو غير قانوني. ولم ترد وزارة العدل الأمريكية، التي تدافع عن سياسات الإدارة أمام المحكمة، على طلب للتعليق. وأحجمت جامعة هارفارد ومقرها كمبردج بولاية ماساتشوستس عن التعليق. وشهدت العديد من جامعات النخبة، بما في ذلك جامعة هارفارد، تهديدات بوقف تمويلها الاتحادي من إدارة الرئيس دونالد ترامب بسبب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي، فضلا عن قضايا أخرى مثل برامج التنوع والمساواة والشمول وسياسات المتحولين جنسيا. وقالت وزارتا التعليم والصحة والخدمات الإنسانية الأمريكيتان إلى جانب إدارة الخدمات العامة في 31 مارس إن عقودا بين جامعة هارفارد والشركات التابعة لها والحكومة الاتحادية بقيمة 255.6 مليون دولار قيد المراجعة، إلى جانب تعهدات بمنح للعديد من السنوات بقيمة 8.7 مليار دولار.


الوئام
١٢-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الوئام
9 مليارات دولار تضع هارفارد في مواجهة قضائية مع إدارة ترمب
رفع أساتذة بجامعة هارفارد الأمريكية دعوى قضائية لمنع إدارة الرئيس دونالد ترمب من مراجعة عقود ومنح اتحادية بما يقرب من تسعة مليارات دولار في إطار حملة على ما تقول إنه معاداة للسامية في الجامعات. وقال الأساتذة في دعوى قضائية أمس الجمعة أمام محكمة اتحادية في بوسطن إن الإدارة تحاول تقويض الحرية الأكاديمية وحرية التعبير في حرم الجامعة على نحو غير قانوني. ولم ترد وزارة العدل الأمريكية، التي تدافع عن سياسات الإدارة أمام المحكمة، على طلب للتعليق اليوم، وأحجمت جامعة هارفارد ومقرها كمبردج بولاية ماساتشوستس عن التعليق. وشهدت العديد من جامعات النخبة، بما في ذلك جامعة هارفارد، تهديدات بوقف تمويلها الاتحادي من إدارة الرئيس دونالد ترمب بسبب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي، فضلاً عن قضايا أخرى مثل برامج التنوع والمساواة والشمول وسياسات المتحولين جنسيًا. وقالت وزارتا التعليم والصحة والخدمات الإنسانية الأمريكيتان إلى جانب إدارة الخدمات العامة في 31 مارس إن عقودًا بين جامعة هارفارد والشركات التابعة لها والحكومة الاتحادية بقيمة 255.6 مليون دولار قيد المراجعة، إلى جانب تعهدات بمنح للعديد من السنوات بقيمة 8.7 مليار دولار.


بوابة الأهرام
١١-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- بوابة الأهرام
المادة ٢٨ المثيرة للجدل
أعلن د. مصطفى مدبولي في مؤتمره الصحفي عقب اجتماع مجلس الوزراء مؤخرًا أنَّه من الوارد وجود فترة انتقالية عند تطبيق نظام البكالوريا الجديد، مع عدم إلزام الطالب باختيار هذا النظام، وقال إنَّ من يريد اختيار النظام الحالي فيمكن له ذلك، أو يمكنه اختيار النظام الجديد (البكالوريا) خلال فترة انتقالية لتقييم الأمر. وحَسَنًا فعل رئيس مجلس الوزراء بإعلانه عن وجود فترة تجريبية، فهذا هو الأسلوب العلمي القائم على التجريب المحدود قبل التعميم. ما ذكره رئيس الوزراء يُمثِّل خطوةً مهمة، وتعني أنه استمع للملاحظات خارج الإطار الذي صممته الوزارة لاستطلاع الآراء، وهو إطار يمكن وصفه بأنه "سابق التحديد"، كما يعكس ذلك التزام د. مصطفى مدبولي بالمنهج العلمي، خاصةً أن التغييرات في النظم التعليمية يجب أن تتم تدريجيًّا على هامش النظام القائم، ولا أن تكون مفاجئة. هذه الرسالة من مجلس الوزراء تُشكِّل موقفًا ايجابيًا مهمًا للحد من ظاهرة التغيير الفردي السريع والمفاجئ، وهي ظاهرة تتكرر في نظامنا التعليمي، لا سيما في مرحلة الثانوية العامة؛ لذا، ينبغي التعامل بإيجابية مع ما طرحه رئيس الوزراء، وبدء طرح الأسئلة المهمة مثل: متى سيتم عرض التعديلات المقترحة على النظامين (الحالي والجديد) على مجلس النواب؟ إذ إن تعديل نظم الدراسة في الثانوية العامة على وجه الخصوص يستلزم إجراءً تشريعيًّا لقانون التعليم. ويجب إن نشير بداية إلى أن فتح فرص متعددة لأداء الامتحان -كما في المشروع المقترح- أمرٌ محمودٌ، يفضله الرأي العلمي التربوي؛ حيث إن الفرصة الوحيدة والمطلقة لم تصبح من النظم التربوية المعمول بها، وتكاد تكون انتهت تعليميًا فى أغلب الشهادات لصالح تعدد فرص دخول الامتحان، وهو ما تطبقه معظم الأنظمة التعليمية عالميًّا، بما في ذلك الشهادات الأجنبية داخل مصر والمسموح لها أيضًا بالتقدم لمكتب التنسيق بالجامعات، وكان هذا هو جوهر المشروع الذي طرحته وزارة التعليم السابقة، وناقشه مجلس الوزراء في منتصف العام الماضي، وكان قد قُدِّم للجنة التعليم بالحوار الوطني قبلها، ويقضي باقتباس تجربة مدارس النيل التي تطبق نظام كمبردج الإنجليزي، إذن فكرة التقسيم والعامين، وتعدد مراتٍ أداء الامتحان بالمشروع نفسه خطوةٌ تقدميةٌ تربويّةٌ تساهم في الحد من رعب امتحان الفرصة الوحيدة، وتخفف من حدة الطوارئ المجتمعية والأسرية وقت الامتحانات.. ومن هنا، ولأهمية الموضوع نطرح عدة تساؤلات تختص بقانون (١٣٩) التعليمى لسنة ١٩٨١ وتحديدًا المادة ٢٨ منه؛ حيث تُختصّ المادة بالثانوية العامة، وهي مادة شهدت تعديلاتٍ عديدةً خلال الخمسين عامًا الماضية منذ إقرار القانون. ففي تسعينيات القرن الماضي، جرى تعديلان: أحدهما لتحسين النظام، والآخر بعده لإلغاء التحسين والاكتفاء بالعامين الدراسيين! ثم جاء التعديل الساري حاليًّا، والذي تزامن مع فترة حكم برلمان وحكومة الإخوان؛ حيث طُرح تعديلٌ سياسيٌّ لتعديل المادة نفسها المتعلقة بالانتخابات وتحصينها، وذلك في إطار الإعلان الدستوري ٢٠١١، المعروفة بـ"غزوة الصناديق". ولاحقًا فى نفس التوقيت، قُدِّم تعديلٌ مماثلٌ للمادة ٢٨، جعل الثانوية العامة على عامٍ واحدٍ بدلًا من عامين، ليتناسب مع أجندةٍ سياسيةٍ لهم. وبعدما وافق وزير التعليم آنذاك عليها، لكنه عاد مرة أخرى وطلب إعادة المداولة، وهو ما لم يتم؟ وأُغلقت المادة للنقاش، واكتُشف أنَّه في التعديل وقتها تم إضافة أنَّ امتحان الثانوية العامة يُجرى على مرحلةٍ واحدةٍ في نهاية الصف الثالث، وإضافة أنها شهادة منتهية؛ بمعنى أنها تؤهل لسوق العمل مباشرة مثل؛ الدبلوم الفني مع أن الطلاب بالثانوية العامة لا يدرسون إلا مواد علمية نظرية أكاديمية! فهل يقصد باقتراح الحكومة الحالي تعديل المادة ٢٨؛ للسماح بتطبيق النظامين (القديم والجديد) معًا؟ أم سيقتصر التعديل على نظامٍ واحدٍ؟ وما مدة المرحلة الانتقالية المزمع تطبيقها؟ وكيف سيتم ضمان تكافؤ الفرص بين طلاب النظامين عند تحديد أعداد المقبولين بالجامعات؟ وبالتمعن في المادة ٢٨ تبرز ملاحظةٌ جديدةٌ تتعلق بجزئها الأخير، الذي ينص على أنَّ طلاب القسم العلمي يدرسون المواد العلمية، وطلاب القسم الأدبي يدرسون المواد الأدبية، لكن التعديل الأخير قبل شهور فقط -المتمثل في إعادة هيكلة المرحلة الثانوية- خفض موادّ دراسيةً أساسية في القسم الأدبي تحت ذريعة التخفيض والدمج، بينما أقرَّ تدريس مادة الرياضيات والإحصاء لطلاب القسم الأدبي، بينما ألغيت دراسة بعض مواد العلوم الإنسانية والاجتماعية أساس القسم الأدبى! كما يتضمنه الجزء الأخير من المادة ٢٨، وهنا أتساءل: أليست الرياضيات وفروعها مادة علمية؟ بدليل أن هذه المادة أساسية، وحكر على طلاب القسم العلمي بشعبتيه، وهي كثيرًا ما كانت السبب لهروب الطلاب للدراسة بالأدبي، وهم كثر -على رأي "الست أم كلثوم"، ونحن نحتفل بذكرى وفاتها الخمسين هذه الأيام؟ وقد يُفهم أيضًا من هذا أنَّ القسم الأدبي سيفتح أبوابًا جديدةً أمام طلابه، ربما لدخول تخصصاتٍ علميةٍ، وهو أمرٌ إيجابيٌ إن وُضعت ضوابطُ تضمن الجدية الأكاديمية. فقبل المضي في التعديلات المقترحة، ينبغي دراسة المادة ٢٨ بكاملها -الجزئين الأول والأخير- خاصةً في ظل الأحكام القضائية الأخيرة التي أوقفت قراراتٍ وزاريةً أخيرة، قد تعرقل استقرار العملية التعليمية. لذا، أتمنى أن يُعقَد حوارٌ وطنيٌّ تعليميٌّ برعاية رئيس الوزراء نفسه، وأن يُكلَّف الحوار الوطني بتنظيمه، ليكون أشمل وأكثر فاعلية.