logo
#

أحدث الأخبار مع #كورالىفارجيت

«The Substance»..فيلم دموى يفضـح هوس هوليوود بعمليات التجميل
«The Substance»..فيلم دموى يفضـح هوس هوليوود بعمليات التجميل

بوابة ماسبيرو

time٢٠-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • بوابة ماسبيرو

«The Substance»..فيلم دموى يفضـح هوس هوليوود بعمليات التجميل

رسائل الفرنسية كورالى فارجيت على جسدى امرأة واحدة رفضت الممثلة السابقة، ومقدمة البرامج الجميلة، الاعتراف بانها كبرت سنا، ولم تعد تصلح ان تقوم بما اعتادت عليه منذ سنوات، وتبعا لرغبة رئيس القناة بتجديد دماء البرامج بضخ دماء شابة جديدة واستبعاد العواجيز، فلجأت الى حلها السحري لتعيش اطول فترة في لباس الشباب كي تداري تجاعيدها. هذا ما يحدث دائما فى الميديا وعالم المشاهير الذين تستهويهم الكاميرا، فتمر الأيام والسنوات وعيونهم متسمرة على عدساتها، ولا يلتفتون حولهم إلا بعد أن يفاجأوا بأنهم مستبعدون لصالح دماء جديدة وهو ما ظهر فى فيلم The Substance ، أو المادة. إليزابيث (ديَمى مور) ممثلة سابقة، تحوّلت إلى مقدّمة تمارين رياضية لبرنامج تلفزيونى، يشرف عليه المنتج المنفّذ هارفى (دينيس كوايد)، يرمز للمجتمع الجاهل الذى لا ينظر الى المرأة إلا من خلال جسدها ورشاقتها وجمالها، خاصة فى مجال الموضة والفن. فى البداية نرى كيف كانت إليزابيث تتلوى أمام الكاميرا، لتقدم استعراضا جيدا وتستحوذ على إعجاب المشاهدين، فتؤدى التمارين بتلقائية وتحرك كل عضلات جسمها، ساعديها وقدميها، لكنها تكتشف أنها لم تعد كما كانت، وأن هارفى يبحث عن ممثلة بديلة أجمل وأصغر، فتعود إليزابيث إلى منزلها محطمة وحيدة تحتضن الفراغ. تلجأ إليزابيث إلى مادة سحرية مجهولة تُباع بشكل غير قانونى، تحقنها فتستنسخ نسخة صغيرة السن جميلة، تخرج من ظهرها، نسخة اسمها «سو» تتمكن من تحقيق أحلام إليزابيث فى الاستمرار فى العمل وتحقيق إنجازات بجمالها ورشاقتها، فتسند إلى «سو» العديد من الأعمال وتتطور مهنيا. وهذا التطور يجعلها تكسر القواعد، وتتمرد على قوانين المادة السحرية التى تطلب التبادل بين النسختين (الكبيرة والشابة) كل أسبوع، وعندما ترى سو أن إنجازاتها ستضيع منها تأتى بأفعال انانية متهورة، تؤثر على حالة إليزابيث الجسدية، فيتدهور شكلها وتلين عظامها، وكأن الرسالة «افعل ما تريد فى شبابك، فسترى نتيجته فى شيبتك». سرعان ما تكتشف إليزابيث الآثار الجانبية المرعبة لتلك المادة، ويتحول الصراع بين الجسدين الى صراع وجودى، تحاول إليزابيث فى شيخوختها البقاء على ما تبقى لها من صحة وجمال، بينما تحاول سو الاستحواذ على كل ما يمكن من صحة وجمال، لتبقى فترة أطول ولو على حساب نصفها الآخر. يصعب على المشاهد أن ينصف طرفا على حساب الآخر.. فالصراع الوجودى موجود فى الحياة، والاحتفاظ بالجمال والشباب الدائم أصبح هوسا يكتسح هوليوود وغيرها من أوساط النساء والشهرة، وقدمته المخرجة بوضوح منذ مشهد الافتتاح، حين احتفلت البطلة النجمة إليزابيث بنجمة هوليوود، ثم ذبول هذه النجمة حتى داستها الأحذية بلا رحمة. كان واضحا من أول ربع ساعة أن المشاهد يتابع الفيلم بانتباه وحرص، حتى مع تزايد العنف والدم فى النصف الأول من الفيلم. أما النصف الثانى فيجعل بعض المشاهدين يمتعضون ويشمئزون، بالإضافة الى تغيير شكل إليزابيث وتدهور شكلها، حتى تحولت إلى مسخ مخيف ومشوه، وهو ما ساعد على توضيح قوة الصراع، بالإضافة الى وجود الممرات الطويلة المؤدية إلى الاستوديوهات، التى يسودها اللون الأحمر فى الأرضية والحوائط. الفيلم لا يترك مجالا للتأويل، بعيدا عن معاناة المرأة، ويقدم العنف النفسى الذى تتعرض له المرأة، خاصة التى تعمل أمام الكاميرا، وتحتاج وجها جميلا ورشاقة، فهو إدانة لهوس هوليوود بالشباب. تؤكد المخرجة الفرنسية كورالى فارجيت على اهتمامها بقضايا المرأة وتفكيرها النسوى، الذى بدأته بفيلمها الأول «انتقام» عام 2017، وكان يحكى عن انتقام امرأة من ثلاثة رجال استدرجوها واعتدوا عليها، وحاولوا التخلص منها، فانتقمت منهم شر انتقام.. وكان «انتقام» بمثابة بطاقة تعريف بهوية تفكير وانتماء فارجيت، ونال إعجاب النقاد الذين قالوا عنه إن به توازنا بين الحدث والإيقاع، وذوقا بصريا دمويا صادما، لكن ليس بشكل مفرط، وهو ما قيل عن فيلمها الثانى «المادة» الذى برعت فيه أيضا باستخدام ألوان معبرة عن كل مرحلة وكل جسد، فالألوان المبهجة فى بداية التحول كانت تصاحب سو معظم الوقت، ثم تتحول تدريجيا، حتى يسود لون الدم، وتتحول الشاشة الى القتامة المقززة التى تجعل المشاهد يمتعض، كامتعاضه من الواقع المزرى للمرأة، ويرتفع مستوى الخطر الذى يكاد يقضى على الجسدين. يتطلب من الجسدين (إليزابيث وسو) الكثير من العرى الذى تستعرضان فيه جمال جسديهما، دون أى مشاهد جنسية، فإليزابيث ليست لديها حياة جنسية، وحتى عندما تحاول أن تبدأ علاقة بعد الخمسين فإنها تتردد لانعدام ثقتها بقدراتها، بينما تستمتع «سو» بحياة ملؤها الطمأنينة، ورغم عزوفها عن ممارسة الجنس فإنها تستمتع بكونها مرغوبة. يؤخذ على المخرج التطويل فى أحداث النهاية، التى تركت المشاهد فى حيرة، بعد شعوره بالتقزز من مشاهد إليزابيث العجوز ومشاهد الصراعات الدموية المتكررة، الصادمة للمشاهد، رغم جدية القصة وتنوع المشاعر، وتخبطها من الخوف من الشيخوخة والوحدة التى تفاجئ المشاهير، بعد أن يخبو نجمهم فيعانون من انعدام الأمان. أداء ديمى مور كان رائعا، استحقت عنه الترشيح للأوسكار، فكان تعبيرها عن إحساسها بالوحدة، وغضبها وخوفها من النبذ الاجتماعي، حال الاستغناء عنها، فى مقابل إحساسها بالندم من استعمالها المادة السحرية، والتفكير فى التراجع، وكيف يمكن لممثلة اعتادت على عمليات التجميل للحفاظ على شكل جسدها، أن تتراجع عنها لأنها قد تودى بحياتهما معا، أو أن تحاول إحداهما قتل الأخرى . «The Substance» عرض لأول مرة فى مهرجان كان السينمائى عام 2024 ضمن المسابقة الرسمية، وحازت كورالى فارجيت على جائزة أفضل سيناريو، وحقق نجاحاً تجارياً كبيراً، إذ بلغت إيراداته ما بين 77 و82 مليون دولار، فى حين بلغت ميزانيته 18 مليون دولار، ليصبح الفيلم الأعلى ربحاً فى تاريخ منصة موباى. كما حصد إشادات نقدية ايجابية بسبب فكرته الفريدة وأسلوبه السينمائى الاستثنائي، ونال العديد من الجوائز، من بينها جائزة أفضل ماكياج وتصفيف شعر، وترشح لجائزة أفضل فيلم فى جوائز الأوسكار الـ97. كما فازت ديمى مور بجوائز الجولدن جلوب، وجائزة اختيار النقاد، وجائزة نقابة ممثلى الشاشة، إضافةً إلى ترشحها لجائزة أوسكار أفضل ممثلة. وقيل فى حيثيات الترشح لجائزة أفضل فيلم فى الأوسكار «اعتمد الفيلم على لغة بصرية مفرطة فى الواقعية، وقدم مشاهد مرعبة ومقززة لتحول البشر وسعيهم خلف الشهرة، خاصةً فى الجزء الأخير الذى يتحول إلى كابوس دموى، وقد جسدت ديمى مور شخصية إليزابيث بتميز لافت، وأظهرت معاناة امرأة تكافح للحفاظ على هويتها وسط عالم لا يرحم».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store