logo
#

أحدث الأخبار مع #لاريكينغلايف

اليكم 'السر' وراء حب ترامب للرسوم الجمركية!
اليكم 'السر' وراء حب ترامب للرسوم الجمركية!

المدى

time٠٣-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • المدى

اليكم 'السر' وراء حب ترامب للرسوم الجمركية!

عندما تدهورت ثروات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في التسعينيات، واحتاج إلى زيادة أمواله بسرعة، كان عليه أن يبتكر طرقاً جديدة لجذب الاستثمارات. وبناءً على ذلك، أبحر بيخته الفاخر 'ترامب برنسيس' البالغ طوله 282 قدماً (85 متراً) إلى آسيا، في محاولة لاستقطاب الأثرياء اليابانيين. لم تكن هذه المرة الأولى التي يبحث فيها ترامب عن مشترين أو مقرضين يابانيين لمشاريعه. فقد ظل طوال الوقت يتطلع إلى اليابان ويشعر بقلق من هيمنتها الاقتصادية المتزايدة على الأسواق العالمية. في عالم العقارات الشرس في نيويورك، كان ترامب يراقب عن كثب في ثمانينيات القرن الماضي موجة شراء طوكيو للعقارات الأميركية الشهيرة، ومنها مركز روكفلر. ومن هنا، نشأت نظرته للعالم بشأن التجارة وعلاقات الولايات المتحدة مع حلفائها، حيث بدأ تعلقه بالرسوم الجمركية باعتبارها أداة فعالة للتفاوض التجاري. تقول نائبة الرئيس التنفيذي السابقة في منظمة ترامب، باربرا ريس: 'كان لديه استياء شديد تجاه اليابان'، موضحة أنه كان يرى في رجال الأعمال اليابانيين عباقرة. في أواخر الثمانينيات، في وقت لم يكن فيه ترامب قد طرح اسمه بعد كمرشح رئاسي، ظهر في برنامج 'لاري كينغ لايف' على قناة سي إن إن ليعبر عن استيائه من سياسة الولايات المتحدة التجارية. ومن هنا بدأ ترامب في التشكيك علنًا في سياسات بلاده التجارية، واصفًا إياها بأنها تخدم مصالح حلفاء الولايات المتحدة على حسابها. وفي إحدى المقابلات مع أوبرا وينفري، قال ترامب: 'لن أقبل بتجارة حرة عندما تقوم اليابان بملء الأسواق الأميركية بمنتجاتها، بينما تجعل من المستحيل ممارسة الأعمال التجارية في اليابان.' ويعود هذا الاستياء إلى صناعة الإلكترونيات الاستهلاكية والسيارات، حيث كانت اليابان تشكل منافسة شرسة للصناعة الأميركية. في عام 1987، وبالتزامن مع ظهور كتابه 'فن الصفقة'، بدأ ترامب في اتخاذ موقف هجومي ضد سياسات التجارة الأميركية، فكتب رسالة مفتوحة نشرت في ثلاث صحف أميركية كبرى تحت عنوان 'لا يوجد شيء خاطئ في سياسة الدفاع الخارجية الأميركية لا يمكن علاجه بقليل من الشجاعة.' في تلك الرسالة، ادعى ترامب أن الدول مثل اليابان كانت تستغل الولايات المتحدة لعقود، مستفيدة من حماية عسكرية أميركية رخيصة تكمن في الدفاع عن نفسها. وقال ترامب في رسالته: 'اليابانيون، الذين لا يواجهون عوائق تكاليف الدفاع، بنوا اقتصاداً قويًا وحيويًا مع فوائض غير مسبوقة.' وكان يرى أن الحل يكمن في فرض الرسوم الجمركية على هذه الدول. هذا الموقف عُدَّ في وقت لاحق بمثابة مقدمة لفلسفته السياسية التي تقوم على فرض الضرائب والرسوم الجمركية على الحلفاء الغنيين. ويعتقد ترامب أن هذه السياسات ستكون مفيدة لمصالح الولايات المتحدة في سياق الاقتصاد العالمي المتنافس. وفي مقابلات لاحقة، أكد ترامب أنه سيضغط على حلفاء بلاده لتقديم 'نصيبهم العادل' في العلاقات التجارية. ويعتقد أن فرض الرسوم الجمركية ليس فقط وسيلة لتوليد الإيرادات ولكن أيضًا أداة فعالة لتهديد الدول الأخرى إذا لم تستجب للمطالب التجارية. وقد أشار المفاوض التجاري السابق كلايد بريستويتز إلى أن ترامب لم يقدم حلاً عمليًا لمشاكل التجارة، بل اعتمد على الاستعراض السياسي من خلال فرض الرسوم الجمركية، معتبراً إياها أسلوبًا للظهور بمظهر القوي في السياسة العالمية. ومع مرور الوقت، هُدِّئت المخاوف بشأن صعود اليابان، وأصبحت اليابان اليوم حليفة للولايات المتحدة، في حين أن الصين أصبحت المنافس الأبرز في مجال التجارة الدولية. وعلى الرغم من تقلبات السياسة العالمية، بقي ترامب متمسكًا بأفكاره التجارية، مدافعًا عن فكرة أن التجارة العادلة هي التي تضمن فرصًا متكافئة لجميع الأطراف. وعلى الرغم من الدعم الذي حصل عليه ترامب من بعض الجمهوريين، إلا أن آرائه عن التجارة الحرة ما تزال مثار جدل بين الاقتصاديين والسياسيين، إذ يرى البعض أن هذه السياسات قد تضر بالاقتصاد الأميركي على المدى الطويل، خاصة فيما يتعلق بتهديدات زيادة الرسوم الجمركية.

كيف أشعلت اليابان شرارة حب ترامب للرسوم الجمركية الذي دام 40 عاماً؟
كيف أشعلت اليابان شرارة حب ترامب للرسوم الجمركية الذي دام 40 عاماً؟

الأيام

time٠٣-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • الأيام

كيف أشعلت اليابان شرارة حب ترامب للرسوم الجمركية الذي دام 40 عاماً؟

Getty Images دونالد ترامب وزوجته إيفانا ينزلان من يخته في نيويورك عام 1988 عندما تدهورت ثروات، دونالد ترامب، في التسعينيات واحتاج إلى زيادة أمواله بسرعة، أبحر بيخته الفاخر "ترامب برنسيس" البالغ طوله 282 قدماً (85 متراً) إلى آسيا، على أمل أن يجذب أثرياء اليابان. ولم تكن تلك المرة الأولى التي يبحث فيها رجل الأعمال عن مشترين أو مقرضين يابانيين لمشاريعه. في عالم العقارات الشرس في نيويورك، كان ترامب يشاهد عن قرب من ناطحة سحابه في الجادة الخامسة، موجة شراء قادتها طوكيو في الثمانينيات، حين استحوذت على علامات تجارية وعقارات أمريكية شهيرة، بينها مركز روكفلر. عندها، تشكلت نظرته للعالم بشأن التجارة وعلاقات الولايات المتحدة مع حلفائها، وبدأ تعلقه بالرسوم الجمركية، وهي ضريبة على الواردات. وتقول نائبة الرئيس التنفيذي السابقة في منظمة ترامب، باربرا ريس: "كان لديه استياء شديد تجاه اليابان". وتضيف أنه كان يشاهد بغيرة كيف كان يُنظر إلى رجال الأعمال اليابانيين على أنهم عباقرة. وتوضح أنه كان يشعر بأن الولايات المتحدة لم تحصل على ما يكفي لقاء مساعدة حليفتها اليابان في الدفاع العسكري. واشتكى ترامب، مرارا، من مواجهته صعوبات في إبرام صفقات مع مجموعات كبيرة من رجال الأعمال اليابانيين، وقال: "سئمت من مشاهدة دول أخرى تستغلّ الولايات المتحدة". كان من الممكن أن يكون اقتباس ترامب هذا مأخوذا من عام 2016، لكنه في الواقع من أواخر الثمانينيات عندما ظهر في برنامج لاري كينغ لايف على قناة سي إن إن، في وقت طرح اسمه لأول مرة كمرشح رئاسي محتمل. وبعد مشاركته فلسفته التجارية في كتابه الصادر عام 1987 بعنوان "فن الصفقة"، شن ترامب هجوما على سياسات الولايات المتحدة التجارية في مقابلات عامة. وفي مقابلة مع أوبرا وينفري في برنامج "أوبرا شو"، قال ترامب إنه سيتعامل مع السياسة الخارجية بشكل مختلف من خلال جعل حلفاء البلاد "يدفعون نصيبهم العادل". وأضاف أنه لا توجد تجارة حرة عندما "تغرق" اليابان السوق الأمريكية بمنتجاتها، لكنها تجعل "من المستحيل ممارسة أعمال تجارية" هناك. Getty Images دونالد ترامب وزوجته إيفانا في برنامج أوبرا وينفري في أبريل 1988 وتقول جينيفر ميلر، أستاذة التاريخ المشاركة في كلية دارتموث، إن آخرين شاركوا ترامب مخاوفه بشأن الاقتصاد في ذلك الوقت. وقدمت اليابان منافسة للصناعة الأمريكية خصوصاً في مجال الإلكترونيات الاستهلاكية والسيارات. ومع إغلاق مصانع في الولايات المتحدة، ودخول علامات تجارية يابانية جديدة إلى السوق، كان المحللون يتحدثون عن تفوق اليابان على الولايات المتحدة باعتبارها الاقتصاد الرائد في العالم. وتقول ميلر: "إن ترامب بات رمزا لكثير من الناس الذين كانوا يشككون في القيادة الأمريكية في النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وما إذا كان يخدم مصالحها". وقبل ظهوره مع أوبرا، أنفق ترامب نحو 100 ألف دولار لنشر "رسالة مفتوحة" في إعلانات على صفحة كاملة في ثلاث صحف أمريكية رئيسية. وكان عنوان الرسالة: "لا يوجد شيء خاطئ في سياسة الدفاع الخارجية الأمريكية لا يمكن علاجه بقليل من الشجاعة". وقال في الرسالة إن اليابان ودولا أخرى كانت تستغل الولايات المتحدة لعقود. ويدعي أن "اليابانيين، الذين لا توجد أمامهم عوائق تتعلق بالتكاليف الضخمة للدفاع عن أنفسهم (طالما أن الولايات المتحدة سوف تفعل ذلك مجاناً)، بنوا اقتصادا قويا وحيوياً مع فوائض غير مسبوقة". ويعتقد ترامب أن الحل الواضح هو "فرض الضرائب" على هذه الدول الغنية. وكتب أن "العالم يضحك على ساسة الولايات المتحدة بينما نحمي سفناً لا نملكها، وهي تحمل نفطاً لا نحتاجه، ومتوجهة إلى حلفاء لن يساعدونا". وبحسب ميلر، فإن الإعلان كان بمثابة مقدمة قوية لرؤية ترامب في السياسة الخارجية. واستند الإعلان إلى الاعتقاد بأن الحلفاء مستغلون، وأن النهج الليبرالي الدولي الذي هيمن منذ الحرب العالمية الثانية كان ضعيفاً وأحمقاً في عالم تنافسي. والحل، حسب رأيه، يكمن في سياسة تجارية أكثر عدوانية وحمائية. ميلر تقول: "أعتقد أن هذا أحد الأسباب التي تجعله يحب الرسوم الجمركية، ليس لأنها تتماشى مع أيديولوجيته القائمة على المعاملات فقط، بل أيضاً مع إحساسه لنفسه، المرتكزة بعمق على كونه رجل صفقات ناجحاً". وتضيف "كما أن الرسوم الجمركية يمكن التهديد بها، ويمكن فرضها على دولة أخرى." ترأس كلايد بريستويتز، المفاوضات مع اليابان، أثناء إدارة ريغان بصفته مستشاراً لوزير التجارة. وقال بريستويتز الذي كان منتقداً لسياسات التجارة الحرة منذ فترة طويلة، إنه لا أحد جاد فكرياً كان منتمياً لترامب أو لنهجه المبسط في ذلك الوقت. وقال إن الرئيس لم يقدم حلاً حقيقياً للمشاكل التي أثارها. ورأى أن "الرسوم الجمركية نوع من الاستعراض الذي يمكنك من خلاله القول: انظروا ماذا فعلت، لقد ضربت هؤلاء ... وهكذا يمكنك أن تبدو كشخص قاسٍ. لكن مدى فعاليتها هو أمر مفتوح للنقاش". ويعتقد بريستويتز أن المشكلة الحقيقية آنذاك والآن، أن الولايات المتحدة لا تملك سياسة تصنيع استراتيجية، رغم شكواها من التجارة غير العادلة. وهدأت المخاوف بشأن صعود اليابان بمرور الوقت، والآن أصبحت الدولة الآسيوية حليفة للولايات المتحدة. لكن الصين هي المنافس الشرس للولايات المتحدة في قطاع الشركات. واستقبل ترامب رئيس الوزراء الياباني في المكتب البيضاوي باعتباره أحد أول زواره الأجانب. Getty Images ترامب ورئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا لكن فلسفة دونالد ترامب لا تزال كما كانت عندما كان مطورا عقاريا شابا، ولا يزال يؤمن بقوة التعرفات كأداة للضغط على الدول الأخرى لفتح أسواقها وتقليل العجز التجاري. يقول مايكل سترين، المختص الاقتصادي في معهد أميركان إنتربرايز المحافظ، إنه "يقول هذا طوال الوقت لأي شخص يستمع إليه كلما سأله أحد، وهذا صحيح منذ 40 عاما. ومن باب الإنصاف له، فأنت تعلم أن هذه طريقة طبيعية جداً للنظر إلى التجارة الدولية". ويقول إن الطلاب غالبا ما يشاركون ترامب تفكيره الذي يبدو لهم بديهيا بشأن الاقتصاد، وأحد التحديات الكبرى التي يواجهها الأساتذة هو إقناعهم بأن فهمهم خاطئ. ويوضح سترين أنه على الرغم من سيطرة ترامب على الحزب بموقفه الذي قلب عقوداً من تبني الجمهوريين للتجارة الحرة، فإنه لا يعتقد أنه نجح في إقناع المشرعين المتشككين وقادة الأعمال والاقتصاديين. لكن نقاط الخلاف تظل قائمة، وهي آراءه بأن الواردات الأجنبية سيئة، وأن حجم العجز التجاري هو مقياس مفيد لنجاح السياسة، أو أن الحالة المثالية للاقتصاد الأمريكي استيراد سلع لا يمكن تصنيعها في الولايات المتحدة فقط. ويعتقد سترين أن التهديدات بزيادة الرسوم الجمركية على حلفاء الولايات المتحدة ستؤدي إلى تقليص الاستثمار وإضعاف التحالفات الدولية. ويعتقد جوزيف لافورجنا، كبير الاقتصاديين في المجلس الاقتصادي الوطني، خلال ولاية ترامب الأولى، أن التركيز على التعرفات الجمركية كان ضيقاً للغاية ولم تكن هناك محاولات كافية لفهم الصورة الكبيرة لما يحاول ترامب تحقيقه. ويقول إن الرئيس يريد تحفيز الصناعة المحلية، وخصوصاً التصنيع عالي التقنية. ويشرح أن الإدارة تشعر أنها تستطيع تشجيع المزيد من الشركات على القدوم إلى الولايات المتحدة باستخدام التعرفات، إلى جانب إلغاء القيود، وطاقة أرخص ثمنا، وخفض الضرائب على الشركات، إذا أقرها الكونغرس. ويضيف: "أعتقد أن الرئيس ترامب يفهم شيئاً مهما للغاية، كونه رجل أعمال ورجل معاملات، وهو أن التجارة الحرة رائعة من الناحية النظرية، لكن في العالم الحقيقي تحتاج إلى التجارة العادلة وهذا يعني تكافؤ الفرص". ويراهن على أن ترامب على حق. إذ إن قلة من الجمهوريين عارضوا الرئيس علناً لأنه يطالب بالولاء لأجندته. ومع ذلك، فإن بعض الذين التزموا الصمت يفهمون أن ناخبيهم يمكن أن يتأثروا بارتفاع الأسعار، ويأملون أن يتمكنوا من إقناع ترامب بعدم متابعة تعريفاته المحببة.

"حبٌ دام 40 عاماً"... "سرٌ" وراء عشق ترامب للرسوم الجمركية!
"حبٌ دام 40 عاماً"... "سرٌ" وراء عشق ترامب للرسوم الجمركية!

ليبانون ديبايت

time٠٣-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • ليبانون ديبايت

"حبٌ دام 40 عاماً"... "سرٌ" وراء عشق ترامب للرسوم الجمركية!

عندما تدهورت ثروات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في التسعينيات، واحتاج إلى زيادة أمواله بسرعة، كان عليه أن يبتكر طرقاً جديدة لجذب الاستثمارات. وبناءً على ذلك، أبحر بيخته الفاخر "ترامب برنسيس" البالغ طوله 282 قدماً (85 متراً) إلى آسيا، في محاولة لاستقطاب الأثرياء اليابانيين. لم تكن هذه المرة الأولى التي يبحث فيها ترامب عن مشترين أو مقرضين يابانيين لمشاريعه. فقد ظل طوال الوقت يتطلع إلى اليابان ويشعر بقلق من هيمنتها الاقتصادية المتزايدة على الأسواق العالمية. في عالم العقارات الشرس في نيويورك، كان ترامب يراقب عن كثب في ثمانينيات القرن الماضي موجة شراء طوكيو للعقارات الأميركية الشهيرة، ومنها مركز روكفلر. ومن هنا، نشأت نظرته للعالم بشأن التجارة وعلاقات الولايات المتحدة مع حلفائها، حيث بدأ تعلقه بالرسوم الجمركية باعتبارها أداة فعالة للتفاوض التجاري. تقول نائبة الرئيس التنفيذي السابقة في منظمة ترامب، باربرا ريس: "كان لديه استياء شديد تجاه اليابان"، موضحة أنه كان يرى في رجال الأعمال اليابانيين عباقرة. في أواخر الثمانينيات، في وقت لم يكن فيه ترامب قد طرح اسمه بعد كمرشح رئاسي، ظهر في برنامج "لاري كينغ لايف" على قناة سي إن إن ليعبر عن استيائه من سياسة الولايات المتحدة التجارية. ومن هنا بدأ ترامب في التشكيك علنًا في سياسات بلاده التجارية، واصفًا إياها بأنها تخدم مصالح حلفاء الولايات المتحدة على حسابها. وفي إحدى المقابلات مع أوبرا وينفري، قال ترامب: "لن أقبل بتجارة حرة عندما تقوم اليابان بملء الأسواق الأميركية بمنتجاتها، بينما تجعل من المستحيل ممارسة الأعمال التجارية في اليابان." ويعود هذا الاستياء إلى صناعة الإلكترونيات الاستهلاكية والسيارات، حيث كانت اليابان تشكل منافسة شرسة للصناعة الأميركية. في عام 1987، وبالتزامن مع ظهور كتابه "فن الصفقة"، بدأ ترامب في اتخاذ موقف هجومي ضد سياسات التجارة الأميركية، فكتب رسالة مفتوحة نشرت في ثلاث صحف أميركية كبرى تحت عنوان "لا يوجد شيء خاطئ في سياسة الدفاع الخارجية الأميركية لا يمكن علاجه بقليل من الشجاعة." في تلك الرسالة، ادعى ترامب أن الدول مثل اليابان كانت تستغل الولايات المتحدة لعقود، مستفيدة من حماية عسكرية أميركية رخيصة تكمن في الدفاع عن نفسها. وقال ترامب في رسالته: "اليابانيون، الذين لا يواجهون عوائق تكاليف الدفاع، بنوا اقتصاداً قويًا وحيويًا مع فوائض غير مسبوقة." وكان يرى أن الحل يكمن في فرض الرسوم الجمركية على هذه الدول. هذا الموقف عُدَّ في وقت لاحق بمثابة مقدمة لفلسفته السياسية التي تقوم على فرض الضرائب والرسوم الجمركية على الحلفاء الغنيين. ويعتقد ترامب أن هذه السياسات ستكون مفيدة لمصالح الولايات المتحدة في سياق الاقتصاد العالمي المتنافس. وفي مقابلات لاحقة، أكد ترامب أنه سيضغط على حلفاء بلاده لتقديم "نصيبهم العادل" في العلاقات التجارية. ويعتقد أن فرض الرسوم الجمركية ليس فقط وسيلة لتوليد الإيرادات ولكن أيضًا أداة فعالة لتهديد الدول الأخرى إذا لم تستجب للمطالب التجارية. وقد أشار المفاوض التجاري السابق كلايد بريستويتز إلى أن ترامب لم يقدم حلاً عمليًا لمشاكل التجارة، بل اعتمد على الاستعراض السياسي من خلال فرض الرسوم الجمركية، معتبراً إياها أسلوبًا للظهور بمظهر القوي في السياسة العالمية. ومع مرور الوقت، هُدِّئت المخاوف بشأن صعود اليابان، وأصبحت اليابان اليوم حليفة للولايات المتحدة، في حين أن الصين أصبحت المنافس الأبرز في مجال التجارة الدولية. وعلى الرغم من تقلبات السياسة العالمية، بقي ترامب متمسكًا بأفكاره التجارية، مدافعًا عن فكرة أن التجارة العادلة هي التي تضمن فرصًا متكافئة لجميع الأطراف. وعلى الرغم من الدعم الذي حصل عليه ترامب من بعض الجمهوريين، إلا أن آرائه عن التجارة الحرة ما تزال مثار جدل بين الاقتصاديين والسياسيين، إذ يرى البعض أن هذه السياسات قد تضر بالاقتصاد الأميركي على المدى الطويل، خاصة فيما يتعلق بتهديدات زيادة الرسوم الجمركية.

كيف أشعلت اليابان شرارة حب ترامب للرسوم الجمركية الذي دام 40 عاماً؟
كيف أشعلت اليابان شرارة حب ترامب للرسوم الجمركية الذي دام 40 عاماً؟

مصراوي

time٠٣-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • مصراوي

كيف أشعلت اليابان شرارة حب ترامب للرسوم الجمركية الذي دام 40 عاماً؟

عندما تدهورت ثروات، دونالد ترامب، في التسعينيات واحتاج إلى زيادة أمواله بسرعة، أبحر بيخته الفاخر "ترامب برنسيس" البالغ طوله 282 قدماً (85 متراً) إلى آسيا، على أمل أن يجذب أثرياء اليابان. ولم تكن تلك المرة الأولى التي يبحث فيها رجل الأعمال عن مشترين أو مقرضين يابانيين لمشاريعه. في عالم العقارات الشرس في نيويورك، كان ترامب يشاهد عن قرب من ناطحة سحابه في الجادة الخامسة، موجة شراء قادتها طوكيو في الثمانينيات، حين استحوذت على علامات تجارية وعقارات أمريكية شهيرة، بينها مركز روكفلر. عندها، تشكلت نظرته للعالم بشأن التجارة وعلاقات الولايات المتحدة مع حلفائها، وبدأ تعلقه بالرسوم الجمركية، وهي ضريبة على الواردات. وتقول نائبة الرئيس التنفيذي السابقة في منظمة ترامب، باربرا ريس: "كان لديه استياء شديد تجاه اليابان". وتضيف أنه كان يشاهد بغيرة كيف كان يُنظر إلى رجال الأعمال اليابانيين على أنهم عباقرة. وتوضح أنه كان يشعر بأن الولايات المتحدة لم تحصل على ما يكفي لقاء مساعدة حليفتها اليابان في الدفاع العسكري. واشتكى ترامب، مراراً، من مواجهته صعوبات في إبرام صفقات مع مجموعات كبيرة من رجال الأعمال اليابانيين، وقال: "سئمت من مشاهدة دول أخرى تستغلّ الولايات المتحدة". كان من الممكن أن يكون اقتباس ترامب هذا مأخوذاً من عام 2016، لكنه في الواقع من أواخر الثمانينيات عندما ظهر في برنامج لاري كينغ لايف على قناة سي إن إن، في وقت طرح اسمه لأول مرة كمرشح رئاسي محتمل. وبعد مشاركته فلسفته التجارية في كتابه الصادر عام 1987 بعنوان "فن الصفقة"، شن ترامب هجوماً على سياسات الولايات المتحدة التجارية في مقابلات عامة. وفي مقابلة مع أوبرا وينفري في برنامج "أوبرا شو"، قال ترامب إنه سيتعامل مع السياسة الخارجية بشكل مختلف من خلال جعل حلفاء البلاد "يدفعون نصيبهم العادل". وأضاف أنه لا توجد تجارة حرة عندما "تُغرق" اليابان السوق الأمريكية بمنتجاتها، لكنها تجعل "من المستحيل ممارسة أعمال تجارية" هناك. وتقول جينيفر ميلر، أستاذة التاريخ المشاركة في كلية دارتموث، إن آخرين شاركوا ترامب مخاوفه بشأن الاقتصاد في ذلك الوقت. وأطلقت اليابان منافَسةً للصناعة الأمريكية خصوصاً في مجال الإلكترونيات الاستهلاكية والسيارات. ومع إغلاق مصانع في الولايات المتحدة، ودخول علامات تجارية يابانية جديدة إلى السوق، كان المحللون يتحدثون عن تفوق اليابان على الولايات المتحدة باعتبارها الاقتصاد الرائد في العالم. وتقول ميلر: "إن ترامب بات رمزاً لكثير من الناس الذين كانوا يشككون في القيادة الأمريكية للنظام الدولي، وما إذا كان ذلك يخدم مصالحها". وقبل ظهوره مع أوبرا، أنفق ترامب نحو 100 ألف دولار لنشر "رسالة مفتوحة" في إعلانات على صفحة كاملة في ثلاث صحف أمريكية رئيسية. كان عنوان الرسالة: "لا يوجد شيء خاطئ في سياسة الدفاع الخارجية الأمريكية لا يمكن علاجه بقليل من الشجاعة". وقال في الرسالة إن اليابان ودولاً أخرى كانت تستغل الولايات المتحدة لعقود. ويدّعي أن "اليابانيين، الذين لا توجد أمامهم عوائق تتعلق بالتكاليف الضخمة للدفاع عن أنفسهم (طالما أن الولايات المتحدة سوف تفعل ذلك مجاناً)، بنوا اقتصاداً قوياً وحيوياً مع فوائض غير مسبوقة". ويعتقد ترامب أن الحل الواضح هو "فرض الضرائب" على هذه الدول الغنية. وكتب أن "العالم يضحك على ساسة الولايات المتحدة بينما نحمي سفناً لا نملكها، وهي تحمل نفطاً لا نحتاجه، ومتوجهة إلى حلفاء لن يساعدونا". وبحسب ميلر، فإن الإعلان كان بمثابة مقدمة قوية لرؤية ترامب في السياسة الخارجية. واستند الإعلان إلى الاعتقاد بأن الحلفاء مستغلون، وأن النهج الليبرالي الدولي الذي هيمن منذ الحرب العالمية الثانية كان ضعيفاً وأحمق في عالم تنافسي. والحل، حسب رأيه، يكمن في سياسة تجارية أكثر عدوانية وحمائية. تقول ميلر: "أعتقد أن هذا أحد الأسباب التي تجعله يحب الرسوم الجمركية، ليس لأنها تتماشى مع أيديولوجيته القائمة على المعاملات فقط، بل أيضاً مع إحساسه بنفسه، المرتكز بعمق على كونه رجل صفقات ناجحاً". وتضيف "كما أن الرسوم الجمركية يمكن التهديد بها، ويمكن فرضها على دولة أخرى". ترأَّس كلايد بريستويتز، المفاوضات مع اليابان، أثناء إدارة ريغان بصفته مستشاراً لوزير التجارة. وقال بريستويتز الذي كان منتقداً لسياسات التجارة الحرة منذ فترة طويلة، إنه لا أحد جاد فكرياً كان منتمياً لترامب أو لنهجه المبسَّط في ذلك الوقت. وقال إن الرئيس لم يقدم حلاً حقيقياً للمشاكل التي أثارها. ورأى أن "الرسوم الجمركية نوع من الاستعراض الذي يمكنك من خلاله القول: انظروا ماذا فعلت، لقد ضربت هؤلاء... وهكذا يمكنك أن تبدو كشخص قاسٍ. لكن مدى فعاليتها هو أمر مفتوح للنقاش". ويعتقد بريستويتز أن المشكلة الحقيقية آنذاك والآن، أن الولايات المتحدة لا تملك سياسة تصنيع استراتيجية، رغم شكواها من التجارة غير العادلة. وهدأت المخاوف بشأن صعود اليابان بمرور الوقت، والآن أصبحت الدولة الآسيوية حليفة للولايات المتحدة. لكن الصين هي المنافس الشرس للولايات المتحدة في قطاع الشركات. واستقبل ترامب رئيس الوزراء الياباني في المكتب البيضاوي باعتباره أحد أول زواره الأجانب. لكن فلسفة دونالد ترامب لا تزال كما كانت عندما كان مطوّراً عقارياً شاباً، ولا يزال يؤمن بقوة الرسوم الجمركية كأداة للضغط على الدول الأخرى لفتح أسواقها وتقليل العجز التجاري. يقول مايكل سترين، المختص الاقتصادي في معهد أمريكان إنتربرايز المحافظ، إنه "يقول هذا طوال الوقت لأي شخص يستمع إليه كلما سأله أحد، وهذا صحيح منذ 40 عاماً. ومن باب الإنصاف له، فأنت تعلم أن هذه طريقة طبيعية جداً للنظر إلى التجارة الدولية". ويقول إن الطلاب غالباً ما يشاركون ترامب تفكيره الذي يبدو لهم بديهياً بشأن الاقتصاد، وأحد التحديات الكبرى التي يواجهها الأساتذة هو إقناعهم بأن فهمهم خاطئ. ويوضح سترين أنه على الرغم من سيطرة ترامب على الحزب بموقفه الذي قلب عقوداً من تبني الجمهوريين للتجارة الحرة، فإنه لا يعتقد أنه نجح في إقناع المشرّعين المتشككين وقادة الأعمال والاقتصاديين. لكن نقاط الخلاف تظل قائمة، وهي آراؤه بأن الواردات الأجنبية سيئة، وأن حجم العجز التجاري هو مقياس مفيد لنجاح السياسة، أو أن الحالة المثالية للاقتصاد الأمريكي هي أن تستورد فقط السلع التي لا يمكن تصنيعها في الولايات المتحدة. ويعتقد سترين أن التهديدات بزيادة الرسوم الجمركية على حلفاء الولايات المتحدة ستؤدي إلى تقليص الاستثمار وإضعاف التحالفات الدولية. ويعتقد جوزيف لافورجنا، كبير الاقتصاديين في المجلس الاقتصادي الوطني، خلال ولاية ترامب الأولى، أن التركيز على الرسوم الجمركية كان ضيقاً للغاية ولم تكن هناك محاولات كافية لفهم الصورة الكبيرة لما يحاول ترامب تحقيقه. ويقول إن الرئيس يريد تحفيز الصناعة المحلية، وخصوصاً التصنيع عالي التقنية. ويشرح أن الإدارة تشعر أنها تستطيع تشجيع المزيد من الشركات على القدوم إلى الولايات المتحدة باستخدام هذه الرسوم، إلى جانب إلغاء القيود، وطاقة أرخص ثمناً، وخفض الضرائب على الشركات، إذا أقرها الكونغرس. ويضيف: "أعتقد أن الرئيس ترامب يفهم شيئاً مهماً للغاية، كونه رجل أعمال ورجل معاملات، وهو أن التجارة الحرة رائعة من الناحية النظرية، لكن في العالم الحقيقي تحتاج إلى التجارة العادلة وهذا يعني تكافؤ الفرص". ويراهن على أن ترامب على حق. إذ إن قلة من الجمهوريين عارضوا الرئيس علناً لأنه يطالب بالولاء لأجندته. ومع ذلك، فإن بعض الذين التزموا الصمت يفهمون أن ناخبيهم يمكن أن يتأثروا بارتفاع الأسعار، ويأملون أن يتمكنوا من إقناع ترامب بعدم متابعة تعريفاته المحببة.

كيف أشعلت اليابان شرارة حب ترامب للرسوم الجمركية الذي دام 40 عاماً؟ #عاجل
كيف أشعلت اليابان شرارة حب ترامب للرسوم الجمركية الذي دام 40 عاماً؟ #عاجل

سيدر نيوز

time٠٣-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • سيدر نيوز

كيف أشعلت اليابان شرارة حب ترامب للرسوم الجمركية الذي دام 40 عاماً؟ #عاجل

عندما تدهورت ثروات، دونالد ترامب، في التسعينيات واحتاج إلى زيادة أمواله بسرعة، أبحر بيخته الفاخر 'ترامب برنسيس' البالغ طوله 282 قدماً (85 متراً) إلى آسيا، على أمل أن يجذب أثرياء اليابان. ولم تكن تلك المرة الأولى التي يبحث فيها رجل الأعمال عن مشترين أو مقرضين يابانيين لمشاريعه. في عالم العقارات الشرس في نيويورك، كان ترامب يشاهد عن قرب من ناطحة سحابه في الجادة الخامسة، موجة شراء قادتها طوكيو في الثمانينيات، حين استحوذت على علامات تجارية وعقارات أمريكية شهيرة، بينها مركز روكفلر. عندها، تشكلت نظرته للعالم بشأن التجارة وعلاقات الولايات المتحدة مع حلفائها، وبدأ تعلقه بالرسوم الجمركية، وهي ضريبة على الواردات. وتقول نائبة الرئيس التنفيذي السابقة في منظمة ترامب، باربرا ريس: 'كان لديه استياء شديد تجاه اليابان'. وتضيف أنه كان يشاهد بغيرة كيف كان يُنظر إلى رجال الأعمال اليابانيين على أنهم عباقرة. وتوضح أنه كان يشعر بأن الولايات المتحدة لم تحصل على ما يكفي لقاء مساعدة حليفتها اليابان في الدفاع العسكري. ما مدى تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على المستهلكين الأمريكيين؟ واشتكى ترامب، مراراً، من مواجهته صعوبات في إبرام صفقات مع مجموعات كبيرة من رجال الأعمال اليابانيين، وقال: 'سئمت من مشاهدة دول أخرى تستغلّ الولايات المتحدة'. كان من الممكن أن يكون اقتباس ترامب هذا مأخوذاً من عام 2016، لكنه في الواقع من أواخر الثمانينيات عندما ظهر في برنامج لاري كينغ لايف على قناة سي إن إن، في وقت طرح اسمه لأول مرة كمرشح رئاسي محتمل. وبعد مشاركته فلسفته التجارية في كتابه الصادر عام 1987 بعنوان 'فن الصفقة'، شن ترامب هجوماً على سياسات الولايات المتحدة التجارية في مقابلات عامة. وفي مقابلة مع أوبرا وينفري في برنامج 'أوبرا شو'، قال ترامب إنه سيتعامل مع السياسة الخارجية بشكل مختلف من خلال جعل حلفاء البلاد 'يدفعون نصيبهم العادل'. وأضاف أنه لا توجد تجارة حرة عندما 'تغرق' اليابان السوق الأمريكية بمنتجاتها، لكنها تجعل 'من المستحيل ممارسة أعمال تجارية' هناك. وتقول جينيفر ميلر، أستاذة التاريخ المشاركة في كلية دارتموث، إن آخرين شاركوا ترامب مخاوفه بشأن الاقتصاد في ذلك الوقت. وقدمت اليابان منافسة للصناعة الأمريكية خصوصاً في مجال الإلكترونيات الاستهلاكية والسيارات. ومع إغلاق مصانع في الولايات المتحدة، ودخول علامات تجارية يابانية جديدة إلى السوق، كان المحللون يتحدثون عن تفوق اليابان على الولايات المتحدة باعتبارها الاقتصاد الرائد في العالم. وتقول ميلر: 'إن ترامب بات رمزاً لكثير من الناس الذين كانوا يشككون في القيادة الأمريكية في النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وما إذا كان يخدم مصالحها'. وقبل ظهوره مع أوبرا، أنفق ترامب نحو 100 ألف دولار لنشر 'رسالة مفتوحة' في إعلانات على صفحة كاملة في ثلاث صحف أمريكية رئيسية. وكان عنوان الرسالة: 'لا يوجد شيء خاطئ في سياسة الدفاع الخارجية الأمريكية لا يمكن علاجه بقليل من الشجاعة'. وقال في الرسالة إن اليابان ودولاً أخرى كانت تستغل الولايات المتحدة لعقود. ويدعي أن 'اليابانيين، الذين لا توجد أمامهم عوائق تتعلق بالتكاليف الضخمة للدفاع عن أنفسهم (طالما أن الولايات المتحدة سوف تفعل ذلك مجاناً)، بنوا اقتصاداً قوياً وحيوياً مع فوائض غير مسبوقة'. ويعتقد ترامب أن الحل الواضح هو 'فرض الضرائب' على هذه الدول الغنية. وكتب أن 'العالم يضحك على ساسة الولايات المتحدة بينما نحمي سفناً لا نملكها، وهي تحمل نفطاً لا نحتاجه، ومتوجهة إلى حلفاء لن يساعدونا'. وبحسب ميلر، فإن الإعلان كان بمثابة مقدمة قوية لرؤية ترامب في السياسة الخارجية. واستند الإعلان إلى الاعتقاد بأن الحلفاء مستغلون، وأن النهج الليبرالي الدولي الذي هيمن منذ الحرب العالمية الثانية كان ضعيفاً وأحمقاً في عالم تنافسي. والحل، حسب رأيه، يكمن في سياسة تجارية أكثر عدوانية وحمائية. ميلر تقول: 'أعتقد أن هذا أحد الأسباب التي تجعله يحب الرسوم الجمركية، ليس لأنها تتماشى مع أيديولوجيته القائمة على المعاملات فقط، بل أيضاً مع إحساسه لنفسه، المرتكزة بعمق على كونه رجل صفقات ناجحاً'. وتضيف 'كما أن الرسوم الجمركية يمكن التهديد بها، ويمكن فرضها على دولة أخرى.' ترأس كلايد بريستويتز، المفاوضات مع اليابان، أثناء إدارة ريغان بصفته مستشاراً لوزير التجارة. وقال بريستويتز الذي كان منتقداً لسياسات التجارة الحرة منذ فترة طويلة، إنه لا أحد جاد فكرياً كان منتمياً لترامب أو لنهجه المبسط في ذلك الوقت. وقال إن الرئيس لم يقدم حلاً حقيقياً للمشاكل التي أثارها. ورأى أن 'الرسوم الجمركية نوع من الاستعراض الذي يمكنك من خلاله القول: انظروا ماذا فعلت، لقد ضربت هؤلاء … وهكذا يمكنك أن تبدو كشخص قاسٍ. لكن مدى فعاليتها هو أمر مفتوح للنقاش'. ويعتقد بريستويتز أن المشكلة الحقيقية آنذاك والآن، أن الولايات المتحدة لا تملك سياسة تصنيع استراتيجية، رغم شكواها من التجارة غير العادلة. وهدأت المخاوف بشأن صعود اليابان بمرور الوقت، والآن أصبحت الدولة الآسيوية حليفة للولايات المتحدة. لكن الصين هي المنافس الشرس للولايات المتحدة في قطاع الشركات. واستقبل ترامب رئيس الوزراء الياباني في المكتب البيضاوي باعتباره أحد أول زواره الأجانب. لكن فلسفة دونالد ترامب لا تزال كما كانت عندما كان مطوراً عقارياً شاباً، ولا يزال يؤمن بقوة التعرفات كأداة للضغط على الدول الأخرى لفتح أسواقها وتقليل العجز التجاري. يقول مايكل سترين، المختص الاقتصادي في معهد أميركان إنتربرايز المحافظ، إنه 'يقول هذا طوال الوقت لأي شخص يستمع إليه كلما سأله أحد، وهذا صحيح منذ 40 عاماً. ومن باب الإنصاف له، فأنت تعلم أن هذه طريقة طبيعية جداً للنظر إلى التجارة الدولية'. ويقول إن الطلاب غالباً ما يشاركون ترامب تفكيره الذي يبدو لهم بديهياً بشأن الاقتصاد، وأحد التحديات الكبرى التي يواجهها الأساتذة هو إقناعهم بأن فهمهم خاطئ. ويوضح سترين أنه على الرغم من سيطرة ترامب على الحزب بموقفه الذي قلب عقوداً من تبني الجمهوريين للتجارة الحرة، فإنه لا يعتقد أنه نجح في إقناع المشرعين المتشككين وقادة الأعمال والاقتصاديين. لكن نقاط الخلاف تظل قائمة، وهي آراءه بأن الواردات الأجنبية سيئة، وأن حجم العجز التجاري هو مقياس مفيد لنجاح السياسة، أو أن الحالة المثالية للاقتصاد الأمريكي استيراد سلع لا يمكن تصنيعها في الولايات المتحدة فقط. ويعتقد سترين أن التهديدات بزيادة الرسوم الجمركية على حلفاء الولايات المتحدة ستؤدي إلى تقليص الاستثمار وإضعاف التحالفات الدولية. ويعتقد جوزيف لافورجنا، كبير الاقتصاديين في المجلس الاقتصادي الوطني، خلال ولاية ترامب الأولى، أن التركيز على التعرفات الجمركية كان ضيقاً للغاية ولم تكن هناك محاولات كافية لفهم الصورة الكبيرة لما يحاول ترامب تحقيقه. ويقول إن الرئيس يريد تحفيز الصناعة المحلية، وخصوصاً التصنيع عالي التقنية. ويشرح أن الإدارة تشعر أنها تستطيع تشجيع المزيد من الشركات على القدوم إلى الولايات المتحدة باستخدام التعرفات، إلى جانب إلغاء القيود، وطاقة أرخص ثمناً، وخفض الضرائب على الشركات، إذا أقرها الكونغرس. ويضيف: 'أعتقد أن الرئيس ترامب يفهم شيئاً مهماً للغاية، كونه رجل أعمال ورجل معاملات، وهو أن التجارة الحرة رائعة من الناحية النظرية، لكن في العالم الحقيقي تحتاج إلى التجارة العادلة وهذا يعني تكافؤ الفرص'. ويراهن على أن ترامب على حق. إذ إن قلة من الجمهوريين عارضوا الرئيس علناً لأنه يطالب بالولاء لأجندته. ومع ذلك، فإن بعض الذين التزموا الصمت يفهمون أن ناخبيهم يمكن أن يتأثروا بارتفاع الأسعار، ويأملون أن يتمكنوا من إقناع ترامب بعدم متابعة تعريفاته المحببة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store