#أحدث الأخبار مع #لانا_ويلسونالجزيرة١٢-٠٥-٢٠٢٥ترفيهالجزيرة'انظر في عيني'.. عرافون غلبت عليهم الوحدة والذكريات القاسيةتروي الطبيبة -وقد ناهزت الخمسين- قصة مروعة عن تجربة مرت بها في بداية مسارها المهني، حين شهدت آخر لحظات حياة طفلة أصابها إطلاق نار عشوائي، فحين وصلت إلى قسم الطوارئ بالمستشفى، حملت الطبيبة جزءا من دماغها الذي كاد يسقط من رأسها بسبب الرصاص، ثم ماتت بين يديها. بدت الطبيبة في المشهد الافتتاحي من الفيلم كأنها تفتح قلبها في جلسة علاج نفسي محترفة، بيد أن جليستها على الطرف الآخر من الطاولة هي عرّافة ممن يزعمون أنهم يستطيعون التواصل مع الموتى، ونقل حوارات معهم من وراء الموت إلى الأحياء في عصرنا الحالي. كانت تتمنى أن تعرف ما تفكر فيه تلك الطفلة اليوم، وهي رغبة تعكس بوضوح فداحة تلك الحادثة عليها، وصعوبة التعايش معها، مع أنها حدثت منذ سنين كثيرة. فيلم 'انظر في عيني' (Look into my Eyes) الوثائقي، الذي أخرجته 'لانا ويلسون' (2024)، يقارب عالم العرّافين وقارئي الطالع، وقد اختيرت مدينة نيويورك، لكونها حاضرة عالمية تجمع خليطا متنوعا من البشر، يختلفون في هواجسهم وأحلامهم وخوفهم من المستقبل والحياة. يركز الفيلم على جماعة من المنجمين، ويرافق بعضهم إلى منازلهم، ويتقرب منهم إلى درجات حميمية كبيرة، تكشف خوالجهم وحيرتهم أمام ما يجري في العالم، بل إنهم بدوا أحيانا أشد حيرة وضياعا من زبائنهم. آمال في حضرة المنجمين يتنقل الفيلم في ثلثه الأول بين حوارات يجريها أمريكيون عاديون مع عرافين يتعاملون معهم، وتميزت تلك المشاهد بجودتها التقنية العالية من تصوير وإضاءة، كانا يقتربان مما يُنجز في الأستوديوهات التلفزيونية المحترفة. كانت تلك الجودة التقنية مهمة لنقل كل همسة أو حركة للجسد بدقة عالية، من المنجمين أو من ينشدون المساعدة على حد سواء، وسيبني الفيلم على تلك المشاهد نصفه الآخر، وهو الجزء الذي سيخرج في مجمله من أسر الحوارات المباشرة، ويتنقل إلى بيوت العرافين. تختلف قصص من يطلبون التواصل مع الموتى، فمنهم فتاة آسيوية تريد أن تتواصل مع أهلها الحقيقيين في الصين، الذين قرروا -لأسباب لا تعرفها- أن يتخلوا عن تربيتها، ومنحوها لأبوين أمريكيين في مدينة نيويورك، والمفارقة أن المنجم الذي تقابله هو أيضا طفل متبنى من آسيا، وسينسج ذلك وشائج واضحة بينهما. وإلى جانب الباحثين عن التواصل مع البشر الموتى، هناك من يريد أن يتواصل مع الحيوانات، ومنها ما هو حي وما قد نفق، ولهم عرّافون متخصصون في التواصل معها، منهم امرأة سيركز عليها الفيلم كثيرا، وينقل حياتها التي هيمنت عليها الوحدة والانعزال عن المجتمع من حولها، وهي تروي أنها حولت حبها للحيوانات إلى وظيفة، وبدأت تساعد أصحاب حيوانات يتمنون التواصل مع كائناتهم اللطيفة. وحدة وفشل مهني في بيوت العرافين لم يكن معروفا بعد الثلث الأول من الفيلم أي وجهة سيتخذ، فهل يواصل أسلوب المراقبة الذي بدأ به، أم يحقق في قضية التواصل مع الموتى ذاتها، ليعلم هل تقوم على أسس عقلية أو علمية، أم هي محض أكاذيب وادعاءات غير حقيقية. وتأتي التحويلة الأولى في الفيلم عندما يتنقل فجأة إلى بيت أحد المنجمين، فنراه في محيطه الطبيعي، يمارس حياته العادية. عندما يصل الفيلم إلى العراف الشاب، نجده يتدرب على أداء دور تمثيلي صغير ينوي تقديمه، فهو ممثل هاوٍ يحاول منذ سنوات أن يصل للنجاح المهني في مجال التمثيل، وهو يعيش في شقة صغيرة متواضعة، وقد بدا حائرا أمام حياته، وما زال يطارد حلمه في التمثيل، لكن الظروف الاقتصادية أجبرته على البحث عن أعمال أخرى، فقادته المصادفات إلى العمل منجما. يتنقل الفيلم بعدها إلى بيوت المنجمين الذين ظهروا في الجزء الأول، ولا تختلف ظروف حياتهم عن حياة المنجم الشاب ذي الأصل الآسيوي، ومنهم ممثل ومغنٍّ آخر يزوره الفيلم في شقته الصغيرة الفائضة بالأغراض. يحاول هذا الرجل منذ سنوات تحقيق النجاح في مجال الفن، لكنه لم يحقق نجاحات تذكر، بل إن طموحه صار محدودا كثيرا، ويقتصر على الغناء مجانا في مقاهي نيويورك، لإرضاء رغبته الكبيرة في الأداء الفني أمام الجمهور. وفي هذا الجزء من الفيلم، نتعرف على قصة المنجمة المختصة بالحيوانات، وهي تعيش وحيدة مثل كثير من شخصيات الفيلم، وتعاني من ذكريات طفولتها الصعبة، وحياتها السابقة التي جعلتها منطوية كثيرا، بل كانت تخاف من العالم الخارجي، ولا تكاد تتقاطع مع هذا العالم. ويعود جزء من انعزالها إلى رفضها ما يجري في العالم الرأسمالي، وعدم مبالاته بمن يحملون قيما مختلفة متعارضة، وقد اتخذت اتصالها بالحيوانات مهنة لها، فأصبحت عرّافة مختصة بالتواصل مع الحيوانات. هل هذه ادعاءات أو طاقة مخفية؟ في مشهد وحيد له طبيعة نقدية حول مصداقية المنجمين في الفيلم، كان العراف الشاب يسأل فتاة تجلس أمامه هل تعرف امرأة بمواصفات معينة كان يراها، وحين قالت إنها لا تعرفها، بدا الارتباك واضحا عليه، وقد حاول الضغط بعدها مرارا حتى تتذكر، فلما أصرت الفتاة على الرفض، قرر وقف الجلسة، واعتذر بأن الاتصال بعالم الأرواح متعذر له ذلك اليوم، وأنه مضطر للتوقف. وهي الحادثة الوحيدة في الفيلم التي تنطوي على نقد مبطن لادعاءات المنجمين، ذلك أن الفيلم لم يبدُ مهتما كثيرا بهذا الجانب، بل اختار أن يركز على البشر الذين وراء هذه الظاهرة، وعلى خوالجهم وحياتهم، والظروف التي قادتهم إلى طلب المساعدة، واهتم كثيرا بمن يوفرون هذه الخدمة أيضا. هذا الخيار الموضوعي أبعد الفيلم كثيرا عن فئة الفيلم الاستقصائي التحقيقي، وذلك ما كان متوقعا من فيلم يتناول ظاهرة جدلية، يحيطها كثير من الشكوك والريبة، مثل التنجيم. وعندما بدأ الفيلم فعليا بمناقشة ظاهرة التواصل مع الأرواح والموتى، كان قد انقضى أكثر من نصفه، حيث بدأ بعض العرافين في الفيلم بالحديث عما يفعلونه، ووصفته إحداهن بأنه بحث عن الطاقة، وهو في حد ذاته يعد وصفا مبهما، وزادت هذه العرّافة من إبهام ما كانت تقوله، بأنها لا تعرف كيف تصل إلى الطاقة لكنها تحاول كل مرة أن تعثر على طاقة خاصة وهي التي تقودها إلى التواصل مع أرواح راحلة لعبت أدوار مهمة في حياة زبائنها. مجتمع صغير من عرّافين تثقلهم الوحدة يفتح بعض المنجمين في الفيلم قلوبهم للمخرجة، إلى درجات كبيرة من الصدق والمكاشفة، منهم منجم خمسيني يعاني كثيرا من غياب أخيه، الذي مات بسبب جرعة مخدرات زائدة، ويقول إن سبب اتجاهه لهذا العمل هو حزنه وعدم تقبله لرحيل أخيه الشاب. وقد مر الفيلم على قصص أخرى، بعضها مؤثر كثيرا عن الوحدة والانعزال وتجارب الطفولة المؤلمة، وهي التي يبدو أنها دفعت عددا من الشخصيات للابتعاد عن العالم الواقعي الذي نعيشه، والبحث في عالم الماورائيات عن الأمان الذي تفتقده في حياتها الفعلية. وفي مشهد طويل مؤثر في الفيلم، جمعت المخرجة معظم المنجمين في الفيلم في مكان واحد، وجعلتهم يتواصلون مع أرواح بعض الذين مروا بهم في حياتهم، وقد بدا الصدق والتأثر واضحا على الجميع، وهو ما يمكن أن يشكك أكثر المرتابين بموضوع التنجيم، ويدفعهم لطرح أسئلة عن 'الطاقة' التي يتحدثون عنها كثيرا، فهل نحن البشر ما زلنا عاجزين عن فهم كل أسرار الكون من حولنا؟ اختارت المخرجة المقاربة الإنسانية لموضوع التنجيم النادر الحضور في السينما الوثائقية، ولم تكن غاية الفيلم استغلال شعبية الموضوع وأخذه إلى وجهات مثيرة كان يمكن أن تصل إليها بسهولة، بل حافظ على التزامه بالطبيعة الحميمية الإنسانية التي سعى إليها، والتي وازنت في الاهتمام بين قصص من يبحثون عن تواصل مع الموتى، وبين المنجمين أنفسهم.
الجزيرة١٢-٠٥-٢٠٢٥ترفيهالجزيرة'انظر في عيني'.. عرافون غلبت عليهم الوحدة والذكريات القاسيةتروي الطبيبة -وقد ناهزت الخمسين- قصة مروعة عن تجربة مرت بها في بداية مسارها المهني، حين شهدت آخر لحظات حياة طفلة أصابها إطلاق نار عشوائي، فحين وصلت إلى قسم الطوارئ بالمستشفى، حملت الطبيبة جزءا من دماغها الذي كاد يسقط من رأسها بسبب الرصاص، ثم ماتت بين يديها. بدت الطبيبة في المشهد الافتتاحي من الفيلم كأنها تفتح قلبها في جلسة علاج نفسي محترفة، بيد أن جليستها على الطرف الآخر من الطاولة هي عرّافة ممن يزعمون أنهم يستطيعون التواصل مع الموتى، ونقل حوارات معهم من وراء الموت إلى الأحياء في عصرنا الحالي. كانت تتمنى أن تعرف ما تفكر فيه تلك الطفلة اليوم، وهي رغبة تعكس بوضوح فداحة تلك الحادثة عليها، وصعوبة التعايش معها، مع أنها حدثت منذ سنين كثيرة. فيلم 'انظر في عيني' (Look into my Eyes) الوثائقي، الذي أخرجته 'لانا ويلسون' (2024)، يقارب عالم العرّافين وقارئي الطالع، وقد اختيرت مدينة نيويورك، لكونها حاضرة عالمية تجمع خليطا متنوعا من البشر، يختلفون في هواجسهم وأحلامهم وخوفهم من المستقبل والحياة. يركز الفيلم على جماعة من المنجمين، ويرافق بعضهم إلى منازلهم، ويتقرب منهم إلى درجات حميمية كبيرة، تكشف خوالجهم وحيرتهم أمام ما يجري في العالم، بل إنهم بدوا أحيانا أشد حيرة وضياعا من زبائنهم. آمال في حضرة المنجمين يتنقل الفيلم في ثلثه الأول بين حوارات يجريها أمريكيون عاديون مع عرافين يتعاملون معهم، وتميزت تلك المشاهد بجودتها التقنية العالية من تصوير وإضاءة، كانا يقتربان مما يُنجز في الأستوديوهات التلفزيونية المحترفة. كانت تلك الجودة التقنية مهمة لنقل كل همسة أو حركة للجسد بدقة عالية، من المنجمين أو من ينشدون المساعدة على حد سواء، وسيبني الفيلم على تلك المشاهد نصفه الآخر، وهو الجزء الذي سيخرج في مجمله من أسر الحوارات المباشرة، ويتنقل إلى بيوت العرافين. تختلف قصص من يطلبون التواصل مع الموتى، فمنهم فتاة آسيوية تريد أن تتواصل مع أهلها الحقيقيين في الصين، الذين قرروا -لأسباب لا تعرفها- أن يتخلوا عن تربيتها، ومنحوها لأبوين أمريكيين في مدينة نيويورك، والمفارقة أن المنجم الذي تقابله هو أيضا طفل متبنى من آسيا، وسينسج ذلك وشائج واضحة بينهما. وإلى جانب الباحثين عن التواصل مع البشر الموتى، هناك من يريد أن يتواصل مع الحيوانات، ومنها ما هو حي وما قد نفق، ولهم عرّافون متخصصون في التواصل معها، منهم امرأة سيركز عليها الفيلم كثيرا، وينقل حياتها التي هيمنت عليها الوحدة والانعزال عن المجتمع من حولها، وهي تروي أنها حولت حبها للحيوانات إلى وظيفة، وبدأت تساعد أصحاب حيوانات يتمنون التواصل مع كائناتهم اللطيفة. وحدة وفشل مهني في بيوت العرافين لم يكن معروفا بعد الثلث الأول من الفيلم أي وجهة سيتخذ، فهل يواصل أسلوب المراقبة الذي بدأ به، أم يحقق في قضية التواصل مع الموتى ذاتها، ليعلم هل تقوم على أسس عقلية أو علمية، أم هي محض أكاذيب وادعاءات غير حقيقية. وتأتي التحويلة الأولى في الفيلم عندما يتنقل فجأة إلى بيت أحد المنجمين، فنراه في محيطه الطبيعي، يمارس حياته العادية. عندما يصل الفيلم إلى العراف الشاب، نجده يتدرب على أداء دور تمثيلي صغير ينوي تقديمه، فهو ممثل هاوٍ يحاول منذ سنوات أن يصل للنجاح المهني في مجال التمثيل، وهو يعيش في شقة صغيرة متواضعة، وقد بدا حائرا أمام حياته، وما زال يطارد حلمه في التمثيل، لكن الظروف الاقتصادية أجبرته على البحث عن أعمال أخرى، فقادته المصادفات إلى العمل منجما. يتنقل الفيلم بعدها إلى بيوت المنجمين الذين ظهروا في الجزء الأول، ولا تختلف ظروف حياتهم عن حياة المنجم الشاب ذي الأصل الآسيوي، ومنهم ممثل ومغنٍّ آخر يزوره الفيلم في شقته الصغيرة الفائضة بالأغراض. يحاول هذا الرجل منذ سنوات تحقيق النجاح في مجال الفن، لكنه لم يحقق نجاحات تذكر، بل إن طموحه صار محدودا كثيرا، ويقتصر على الغناء مجانا في مقاهي نيويورك، لإرضاء رغبته الكبيرة في الأداء الفني أمام الجمهور. وفي هذا الجزء من الفيلم، نتعرف على قصة المنجمة المختصة بالحيوانات، وهي تعيش وحيدة مثل كثير من شخصيات الفيلم، وتعاني من ذكريات طفولتها الصعبة، وحياتها السابقة التي جعلتها منطوية كثيرا، بل كانت تخاف من العالم الخارجي، ولا تكاد تتقاطع مع هذا العالم. ويعود جزء من انعزالها إلى رفضها ما يجري في العالم الرأسمالي، وعدم مبالاته بمن يحملون قيما مختلفة متعارضة، وقد اتخذت اتصالها بالحيوانات مهنة لها، فأصبحت عرّافة مختصة بالتواصل مع الحيوانات. هل هذه ادعاءات أو طاقة مخفية؟ في مشهد وحيد له طبيعة نقدية حول مصداقية المنجمين في الفيلم، كان العراف الشاب يسأل فتاة تجلس أمامه هل تعرف امرأة بمواصفات معينة كان يراها، وحين قالت إنها لا تعرفها، بدا الارتباك واضحا عليه، وقد حاول الضغط بعدها مرارا حتى تتذكر، فلما أصرت الفتاة على الرفض، قرر وقف الجلسة، واعتذر بأن الاتصال بعالم الأرواح متعذر له ذلك اليوم، وأنه مضطر للتوقف. وهي الحادثة الوحيدة في الفيلم التي تنطوي على نقد مبطن لادعاءات المنجمين، ذلك أن الفيلم لم يبدُ مهتما كثيرا بهذا الجانب، بل اختار أن يركز على البشر الذين وراء هذه الظاهرة، وعلى خوالجهم وحياتهم، والظروف التي قادتهم إلى طلب المساعدة، واهتم كثيرا بمن يوفرون هذه الخدمة أيضا. هذا الخيار الموضوعي أبعد الفيلم كثيرا عن فئة الفيلم الاستقصائي التحقيقي، وذلك ما كان متوقعا من فيلم يتناول ظاهرة جدلية، يحيطها كثير من الشكوك والريبة، مثل التنجيم. وعندما بدأ الفيلم فعليا بمناقشة ظاهرة التواصل مع الأرواح والموتى، كان قد انقضى أكثر من نصفه، حيث بدأ بعض العرافين في الفيلم بالحديث عما يفعلونه، ووصفته إحداهن بأنه بحث عن الطاقة، وهو في حد ذاته يعد وصفا مبهما، وزادت هذه العرّافة من إبهام ما كانت تقوله، بأنها لا تعرف كيف تصل إلى الطاقة لكنها تحاول كل مرة أن تعثر على طاقة خاصة وهي التي تقودها إلى التواصل مع أرواح راحلة لعبت أدوار مهمة في حياة زبائنها. مجتمع صغير من عرّافين تثقلهم الوحدة يفتح بعض المنجمين في الفيلم قلوبهم للمخرجة، إلى درجات كبيرة من الصدق والمكاشفة، منهم منجم خمسيني يعاني كثيرا من غياب أخيه، الذي مات بسبب جرعة مخدرات زائدة، ويقول إن سبب اتجاهه لهذا العمل هو حزنه وعدم تقبله لرحيل أخيه الشاب. وقد مر الفيلم على قصص أخرى، بعضها مؤثر كثيرا عن الوحدة والانعزال وتجارب الطفولة المؤلمة، وهي التي يبدو أنها دفعت عددا من الشخصيات للابتعاد عن العالم الواقعي الذي نعيشه، والبحث في عالم الماورائيات عن الأمان الذي تفتقده في حياتها الفعلية. وفي مشهد طويل مؤثر في الفيلم، جمعت المخرجة معظم المنجمين في الفيلم في مكان واحد، وجعلتهم يتواصلون مع أرواح بعض الذين مروا بهم في حياتهم، وقد بدا الصدق والتأثر واضحا على الجميع، وهو ما يمكن أن يشكك أكثر المرتابين بموضوع التنجيم، ويدفعهم لطرح أسئلة عن 'الطاقة' التي يتحدثون عنها كثيرا، فهل نحن البشر ما زلنا عاجزين عن فهم كل أسرار الكون من حولنا؟ اختارت المخرجة المقاربة الإنسانية لموضوع التنجيم النادر الحضور في السينما الوثائقية، ولم تكن غاية الفيلم استغلال شعبية الموضوع وأخذه إلى وجهات مثيرة كان يمكن أن تصل إليها بسهولة، بل حافظ على التزامه بالطبيعة الحميمية الإنسانية التي سعى إليها، والتي وازنت في الاهتمام بين قصص من يبحثون عن تواصل مع الموتى، وبين المنجمين أنفسهم.