logo
#

أحدث الأخبار مع #لفنسنتفانغوخ،

ماذا تكشف لوحات فان غوخ النادرة بشأن اضطرابه الداخلي؟
ماذا تكشف لوحات فان غوخ النادرة بشأن اضطرابه الداخلي؟

النهار

time٢٠-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • النهار

ماذا تكشف لوحات فان غوخ النادرة بشأن اضطرابه الداخلي؟

يعرض معرض كورتولد في لندن لوحتين لفنسنت فان غوخ، رسمهما خلال واحدة من أكثر الفترات اضطراباً في حياته، وذلك في أول خروج لهما من سويسرا منذ أكثر من قرن. تحمل اللوحتان عنوان "جناح المستشفى في آرل" و"فناء المستشفى في آرل"، وكلاهما رسم عام 1889، وتقدّمان لمحة نادرة عن حياة الفنان أثناء تعافيه بعد أن قطع أذنه في 23 كانون الأول/ديسمبر 1888. أثارت هذه الفترة الكثير من التكهنات بين مؤرخي الفن حول الحالة الذهنية لفان غوخ في ذلك الوقت، وطُرحت العديد من الأسباب المحتملة لانهياره النفسي على مدار السنوات. هل أصيب بالاضطراب بسبب خطوبة شقيقه ثيو، كما ورد في رسالة تلقاها في ذلك اليوم؟ أم أنه كان يحاول إسكات الهلوسات السمعية التي وصفها بأنها "لا تُحتمل"؟ أم أنه كان يعاني أعراض انسحاب الكحول؟ كان العام الذي سبق الحادثة عاماً حافلاً بالإنتاج الفني؛ فقد رسم فان غوخ العديد من أشهر لوحاته بعد انتقاله إلى مدينة آرل جنوب فرنسا في شباط/فبراير 1888. ومع ذلك، شهدت تلك الفترة أيضاً تدهور علاقته مع زميله الفنان بول غوغان، بالإضافة إلى نوبات متكررة من الذهان انتهت بفعل التشويه الذاتي لأذنه، وهو الحدث الذي لم يتذكره بعد وقوعه. في اليوم التالي، 24 كانون الأول/ديسمبر، أُدخل فان غوخ إلى مستشفى "أوتيل ديو سان إيسبري"، حيث مكث في البداية لمدّة أسبوعين، ثم خضع لفترات علاج أخرى لاحقاً. وفي أيار/مايو، قرر إدخال نفسه طوعاً إلى مستشفى للأمراض النفسية في سان ريمي دي بروفانس، حيث بقي لمدة عام كامل. خلال فترة التعافي الأولى قبل انتقاله إلى سان ريمي، رسم فان غوخ بعض البورتريهات الذاتية، وصوراً لطبيبه وأصدقائه، بالإضافة إلى لوحات عدّة للطبيعة الصامتة ومشاهد للطبيعة المحلية. "جناح في مستشفى آرل" (1889) بريشة فان غوخ. كما أنجز لوحتين لمحيطه داخل المستشفى، وهما فريدتان في تقديمهما نظرة على تجربته أثناء العلاج. كان من المهم شخصيّاً للفنان أن يواصل العمل أثناء علاجه، وقد أعرب عن إحباطه في رسالة إلى شقيقته فيليمين قائلاً: "لم تكن حياتي هادئة بما يكفي، كل هذه الانتكاسات والمضايقات والتغييرات تعني أنني لا أتطور بشكل عضوي وكامل في مسيرتي الفنية". إحدى هاتين اللوحتين، "جناح المستشفى في آرل"، تصوّر الجناح الذي أقام فيه فان غوخ داخل مستشفى "أوتيل ديو سان إيسبري"، وقد رسمها بين منتصف وأواخر نيسان/أبريل 1889. تُظهر اللوحة الممرّ الطويل المبطّن بالأسرّة، ويبالغ فان غوخ في تمديد المساحة، مما يجعل الأرضية تبدو وكأنها تميل إلى الأعلى، وهو أسلوب معروف لديه لإحداث تأثير بصري غير مستقر، وفق ما أورد تقرير لـ" آرت نت". يركّز المشهد الرئيسي في مقدمة اللوحة على مجموعة من الرجال متجمعين حول موقد، بينما تقترب راهبتان ممرضتان من الخلف. ولكن هذا الجزء من التكوين أُضيف لاحقاً عندما أعاد فان غوخ العمل على اللوحة بعد ستة أشهر، في تشرين الأول/أكتوبر. هناك كرسي فارغ في الجانب الأيسر، وهو صدى لعملين آخرين من عام 1888، أحدهما كرسي فان غوخ المعروض في المعرض الوطني بلندن، والآخر غرفة نومه في آرل الموجودة في متحف فان غوخ بأمستردام. بُني مستشفى "أوتيل ديو سان إيسبري" عام 1573، وكان يحتوي على أروقة على الطراز القوطي وحديقة مزهرة لفتت انتباه فان غوخ بعد دخوله المستشفى، وفق "آرت نت". وعلى الرغم من أنّ "فناء المستشفى في آرل" تصور مشهداً خارجيّاً على عكس جناح المستشفى، إلا أنّ المساحة المسوّرة تمنح إحساساً مماثلاً بالاحتواء. ويمكن رؤية راهبة تمشي على أطراف الحديقة، بينما يتجمّع المرضى الآخرون في الشرفات العلوية. في رسالة إلى شقيقته فيليمين، وصف فان غوخ فناء المستشفى في آرل بأنه مليء بـ"الخضرة الربيعية"، لكنه أشار أيضاً إلى دلالة قاتمة، كاتباً: "ثلاثة جذوع أشجار داكنة وحزينة تمرّ عبر اللوحة كالأفاعي، وفي المقدّمة أربعة شجيرات داكنة وكئيبة". ومن اللافت أن فان غوخ لم يرسل هاتين اللوحتين إلى شقيقه ثيو كما كان يفعل عادةً، بل أخذها معه عند انتقاله إلى مستشفى سان ريمي في أيار/مايو. وقد تكهن القيمون على معرض كورتولد بأنّ الفنان ربما كان يأمل في تزيين غرفته الجديدة هناك، أو إظهار للأطباء أنه سُمح له بمواصلة الرسم أثناء إقامته في المستشفى. انفصلت اللوحتان عن بعضهما عام 1894، ثم اجتمعتا مجدّداً عام 1925 عندما اشترى أوسكار راينهارت لوحة الجناح، بعد أن كان قد اقتنى الفناء قبل ذلك بثلاث سنوات. لم تُعرض هاتان اللوحتان على المستوى الدولي قط، ولم تغادرا سويسرا منذ أكثر من قرن. لكن نظراً لأعمال الترميم التي تُجرى حاليّاً في متحف "Am Römerholz" في مدينة فينترتور قرب زيورخ، تتاح الآن فرصة نادرة لرؤيتهما في بيئة جديدة. وبالنسبة لهاتين اللوحتين على وجه التحديد، قد لا يكون هناك موقع أكثر ملاءمة من كورتولد في لندن، حيث تعرضان بجوار لوحة بورتريه ذاتي مع أذن مضمدة (1889)، التي رسمها فان غوخ قبل أشهر قليلة بينما كان لا يزال يتعافى من إصابته. تنضم هاتان اللوحتان إلى العديد من الأعمال الفنية البارزة من مجموعة أوسكار راينهارت، التي تضم أعمالاً لفنانين مثل غويا ورينوار ومونيه وسيزان، ضمن معرض "من غويا إلى الانطباعية"، الذي يستمر في كورتولد حتى 26 أيار/مايو. وعلى الرغم من أنّ المعرض صغير، إلا أنه مليء بالنوادر الفنية والتاريخية. فعلى سبيل المثال، تحتوي إحدى الجدران المجاورة على نصف مشهد لمقهى رسمه مانيه عام 1878، بينما النصف الآخر معروض على بعد مسافة قصيرة في المعرض الوطني بلندن. وبعد انتهاء معرض كورتولد، سيتم لم شمل العملين موقتاً. كما يُعرض بجوار لوحة مانيه بورتريه لبيكاسو يعود لعام 1901، من بدايات مرحلته الزرقاء، حيث كشفت أبحاث حديثة أجراها فريق ترميم كورتولد عن وجود لوحة مخفية لامرأة غامضة تحت سطح اللوحة، مما يثبت أن بيكاسو أعاد استخدام قماش قديم لإنجاز هذا العمل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store