logo
#

أحدث الأخبار مع #لقيصر

يكتفي بثوبين ولا يستخدم الليموزين البابوية.. هكذا عاش بابا الفاتيكان حياته
يكتفي بثوبين ولا يستخدم الليموزين البابوية.. هكذا عاش بابا الفاتيكان حياته

الجزيرة

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الجزيرة

يكتفي بثوبين ولا يستخدم الليموزين البابوية.. هكذا عاش بابا الفاتيكان حياته

في كتاب صغير الحجم، عميق المعنى، قارب بابا الفاتيكان فرانشيسكو، الذي وافته المنية الأحد الماضي، بين الإسلام والمسيحية بدءًا من عنوانه الدال "اسم الله هو الرحمة"، إذ إن "الرحمة" هي القيمة المركزية، أو المقصد الجوهري للإسلام، بينما القيمة المركزية للمسيحية هي "المحبة". وطرح البابا الرحمة بوصفها إطارًا أوسع للاستيعاب والتعايش وقبول الآخر، ومسألة قابلة للتنفيذ أو التحول إلى إجراءات وتصرفات لدى الناس، تغوص إلى أعماق اجتماعية بعيدة تصل إلى درجة أن يلتزم الإنسان بأن يكون رحيمًا حتى تجاه من يكرههم أو ينبذهم أو ينفر منهم لأسباب متعددة. بهذا التصور جاء فرانشيسكو إلى البابوية ومعه تجربة حياتية تمنحه أصالة ومصداقية تتمثل في "لاهوت التحرير" في أميركا اللاتينية، التي يعد الرجل واحدًا من رموزها، وهي منحى في المسيحية نقلها في الغرب من تواطؤ طويل مع السلطة الزمنية تحت لافتة "الحق الإلهي للملوك"، ومن ابتعاد عن الشأن العام وفق مبدأ "اعطِ ما لقيصر لقيصر وما لله لله"، إلى انخراط في المشكلات الاجتماعية عبر الانتصار للمظلومين والمحرومين والمهمشين وضحايا الاستبداد السياسي. ساهم تنوع الخبرة الشخصية لفرانشيسكو في تعميق رؤيته الإنسانية، فهو الابن البكر بين خمسة أبناء، فر والداه من وطنهما إيطاليا هربًا من ويلات الفاشية، وعمل حارسًا لملهي ليلي، وعامل نظافة، ثم عاملًا في مصنع، وأكمل دراسته في مجال الكيمياء، وبعدها درس الفلسفة والأدب وعلم النفس، واقترب من الناشطة السياسية إستير باليسترينو التي ناهضت الحكم العسكري في الأرجنتين، وتعرضت للتعذيب، وقتلت ولم يعثر على جثتها. وشغف فرانشيسكو في شبابه برقص التانجو، وشجع أحد الأندية الأرجنتينية المحلية لكرة القدم، وجرب المرض المزمن إثر نوبة التهاب حاد أدى إلى استئصال جزء من رئته، ثم عانى من آلام مزمنة في ركبته اليمنى اعتبرها "موتًا للجسد". حين تولى فرانشيسكو البابوية كان الحوار الحضاري بين الشرق والغرب يعاني من عيوب شتى تمثلت في اختلاط الأدوار بين المسائل العقدية والفكرية والاستقطاب السياسي والسجال العقائدي والمذهبي والاستسلام للصور النمطية المغلوطة والمتوارثة والثاوية في طبقات التاريخ الاجتماعي والثقافي عن "الآخر"، ما خلق تصادمًا بين القوى السياسية والاقتصادية النافذة في مختلف الحضارات، لبس لبوس "الصراع الحضاري"، بينما الحضارات في طبيعتها في حالة تراكم وتلاقح. كما كان الحوار الحضاري محصورًا في إطار مختلف النخب الثقافية والسياسية، وتغلب عليه اللغة والتوجهات الاستعلائية، التي تنطلق من أن هناك أطرافًا أقوى وأكثر تحضرًا من الأخرى المتحاورة معها. الأخطر من هذا أن البابا السابق بنديكت، كان قد أعاد الكنيسة الكاثوليكية لتسير في ركاب المشروعات السياسية النازعة إلى تصورات تبتعد كثيرًا عن جوهر المسيحية الذي يقوم على مبدأ "المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرة"، نظرًا لارتباط هذه التصورات بالتوحش الرأسمالي، وتبني الغرب فكرة "صراع الحضارات" التي عبر عنها الأميركي صامويل هنتنغتون في كتاب شهير، كتب بمداد القوة المهيمنة على السياسة في الغرب، وتسعى إلى تسيّد العالم المعاصر، حتى ولو بالقوة المادية الجبارة، عسكرية كانت أم اقتصادية. رفع البابا فرانشيسكو شعار "كفى حروبًا، كفى عنفًا!"، وتبنى هذه الرؤية حتى أيامه الأخيرة، ما يدل عليه ظهوره في الأسبوع الأول من ديسمبر الماضي/ كانون الأول ، أمام لوحة صممها فلسطينيان عنوانها: "ميلاد بيت لحم 2024″، رمت إلى بث التعاطف مع الذين "يعانون من مأساة الحرب في الأرض المقدسة وأجزاء أخرى من العالم"، حسب ما صرح به البابا نفسه، الذي حافظ على علاقة طيبة مع أهل الشرق، غير مقتصر على المسيحيين منهم فقط. كان فرانشيسكو هو أول بابا يزور دولًا في شبه الجزيرة العربية، حيث مهد الإسلام ومكان انطلاقه، ووقع وثيقة "الإخوة الإنسانية" مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ولم يُقصر تواصله على السُنة، وهم الأغلبية بين المسلمين، بل التقى أيضًا بقيادات من الطائفة الشيعية في العراق عام 2021، في الوقت نفسه واصل اهتمامه بالمسيحيين العرب، الذين كان يراهم "همزة الوصل بين الشرق والغرب"، والتعبير الأعمق عن بيئة المسيحية الأولى، ولذا فإن بقاءهم في مكانهم، بغض النظر عن مذاهبهم أو طوائفهم، هو نعمة لمسيحيي العالم أجمعين، ولم يكن هذا بغريب على رجل تعاون مع طوائف الأنجليكان واللوثريين والميثوديين في الغرب. هذه التوجهات هي التي حكمت "دبلوماسية الفاتيكان" في فترة بابوبة فرانشيسكو، التي قامت على مبدأ أخلاقي راسخ يقول: "إما نحن أخوة أو أعداء.. لا يوجد خيار ثالث"، ما أعطى انفتاح الكاثوليكية على الإسلام مددًا قويًا، تجاوز ما أقرته وثيقة "نوسترا أيتاتي" أي "في عصرنا"، التي تم بمقتضاها الكف عن تكفير أتباع الديانات الأخرى، كما كان يحدث على مدار أكثر من ألفي عام. أبدى فرانشيسكو إصرارًا على توجهه هذا حين حضر إلى القاهرة عام 2017 ملبيًا دعوة من شيخ الأزهر، ومجلس حكماء المسلمين، لمؤتمر موسع ناقش قضايا التفاهم والحوار والمواطنة، ومواجهة التطرف والتعصب لدى بعض أتباع الأديان، وحين صلى في سبيل أن يعود السلام والسكينة إلى ربوع سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، ونُقل هنا عنه قوله: "أصلي كي يعيش الشعب السوري في سلام وأمن على أرضه الحبيبة.. في البلاد التي عانت من سنوات كثيرة من الحرب"، فيما كان قد صلى من أجل أن تنتهي الحرب في لبنان وغزة، ودعا المجتمع الدولي لبذل أقصى جهد في سبيل "إيقاف هذا التصعيد الرهيب وغير المقبول." أدان غارة جوية إسرائيلية قتل فيها سبعة أطفال من عائلة واحدة في شمال قطاع غزة، ووصفها بأنها "قاسية"، وكان يتصل باستمرار وبشكل شخصي مباشرة بالمسؤولين عن الطائفة المسيحية في غزة خلال الحرب الإسرائيلية، وقد زار بعد عام واحد من توليه البابوية فلسطين، والأردن، وإسرائيل، وجمع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، ونظيره الفلسطيني محمود عباس في صلاة من أجل السلام عام 2014. على المنوال نفسه بذل جهدًا في طي صفحة العداء بين الولايات المتحدة وكوبا، وزار في عام 2023 جنوب السودان، وناشد القادة هناك من أجل إنهاء الصراع، ودعا إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا واصفًا إياها بـ "الحرب العبثية والشرسة". وبالتوازي مع السعي إلى التآخي مع أتباع الأديان الأخرى، وعلى رأسها الإسلام، لم يتخلّ البابا فرانشيسكو، الذي عرف بالزهد والتقشف، عن صورته كقديس فقير، وقت أن كان الكاردينال برغوليو في إحدى كنائس العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، ولحظة اختياره اسم فرانشيسكو، اقتداء بالقديس فرانشيسكو الأسيزي الذي تخلى عن ثروته لصالح الفقراء والمعدمين، وكان ينادي بالرفق بالحيوان. طوال إيمانه بأن الإنجيل يدعو إلى الانحياز للمحرومين، رفض فرانشيسكو الجلوس على كرسي مذهب، أو حمل صولجانات من ذهب، وقضى حياته يبدل في ثوبين فقط، لم يضع عليهما مجوهرات كغيره، وعاش في شقة بجانب الفاتيكان، وتخلى عن استخدام عربات الليموزين البابوية، وشارك الكرادلة في رحلاتهم بالحافلة، وكان يختار السفر بالطائرة في الدرجة الاقتصادية غالبًا، وكان يقول دومًا: "آه، كم أودّ أن تكون الكنيسة فقيرة ومن أجل الفقراء"، كما دأب في عظاته على الدفاع بشدة عن العدالة الاجتماعية، وانتقد الحكومات التي تتقاعس عن الاهتمام بالفئات الأشد فقرًا في المجتمع. كان البابا واعيًا للسياقات التي تكرس الظلم، وهي في نظره تتمثل في تسلط الدكتاتوريات، والتدين الفاسد، والتظالم الاجتماعي، والانحياز الجهوي، والصراعات المذهبية، لذا نجده، وإلى جانب لقائه قيادات شيعية في العراق، يلتقي رأس الكنيسة الأرثوذكسية في العالم البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية بمصر، في شهر أبريل/ نيسان 2017 لمواساته في ضحايا تفجيرين استهدفا كنيستين في شمال مصر، وهو في كل هذا كان منحازًا أكثر لـ "الإنسانية"، التي رأى أن المشتركات التي تجمعها أكبر بكثير من أسباب الفرقة والصراع. إعلان وقد انعكست رؤيته التي بناها على مهل، من النص الديني والتفاعل مع الناس، على تصوره وانحيازه إلى حقوق الإنسان وعلى رأسها الحق في الحياة، حيث رفض الفقر والإجهاض، واختزال دور المرأة إلى مجرد أداة لمتعة الرجل، ووصف المثلية بأنها "محاولة للنيل من مخطط الله". وأيام جائحة كوفيد دعا إلى توفير اللقاح للجميع دون تمييز، وجعل الكنيسة في خدمة الشعب بعيدًا عن الكهنوت المتبتل، وقال هنا: "علينا أن نحذر من مرض روحي يصيب الكنيسة عندما تنغلق على ذاتها .. لو كان عليّ أن أختار بين كنيسة جريحة تخرج إلى العالم، وكنيسة مريضة منغلقة على ذاتها، لاخترت الأولى." سيكون من حظ العالم أن يبني بابا الفاتيكان القادم على ما انتهى إليها البابا فرانشيسكو، وحبذا لو فتح حوارًا عالميًا تكون فيه المؤسسات الدينية الكبرى حاضرة تتنبى قضايا مثل: الاستشراق المنصف، وتهذيب علاقات السوق، واحترام الثقافات الفرعية كطريق آمن إلى تنوع إنساني خلاق، وإنقاذ الديمقراطية من النزوع الفاشي الذي يتمدد داخل الديمقراطيات الراسخة، وتقليم الأظفار الشريرة للعولمة، ومواجهة العنف المنظم، وتوظيف العلم في خدمة الإنسانية. لكن المؤشرات الأولية حتى الآن تقول إن هذا لا يعدو كونه تفكيرًا بالتمني.

بداية خيانة المسيح وتسليمه.. أبرز أحداث ثلاثاء البصخة المقدسة بأسبوع الآلام
بداية خيانة المسيح وتسليمه.. أبرز أحداث ثلاثاء البصخة المقدسة بأسبوع الآلام

اليوم السابع

time١٥-٠٤-٢٠٢٥

  • منوعات
  • اليوم السابع

بداية خيانة المسيح وتسليمه.. أبرز أحداث ثلاثاء البصخة المقدسة بأسبوع الآلام

يمثل ثلاثاء البصخة - حسب النصوص الإنجيلية - ثالث أيام أسبوع الآلام المقدس فى التقويم المسيحى، وهو يومًا حاسمًا يسبق مباشرة ذروة آلام السيد المسيح وصلبه وقيامته المجيدة، يأتي هذا اليوم بعد يوم الاثنين الذي شهد تطهير الهيكل ولعن شجرة التين غير المثمرة، ويحمل في طياته مجموعة من الأحداث والتعاليم الهامة التي تكشف عن جوانب مختلفة من شخصية المسيح وسلطانه الإلهي، بالإضافة إلى إعلانات نبوية عن مستقبله القريب وخيانة يهوذا. ونستعرض في هذا التقرير أبرز الأحداث التي وردت في الأناجيل المقدسة حول ثلاثاء البصخة، مسلطًا الضوء على أهميتها الروحية واللاهوتية. التساؤل عن السلطان بعد تطهير الهيكل في اليوم السابق، عاد المسيح إلى الهيكل حيث واجهه رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب متسائلين عن السلطان الذي به يفعل هذه الأشياء، وأجابهم المسيح بمثل الابنين الذى يوضح رفضهم لإرادة الله بينما قبلها الخطاة والعشارون ثم قدم لهم مثل الكرامين القتلة الذي تنبأ برفضهم للمسيح وقتله، وتحويل الملكوت إلى أمة أخرى، وأضاف مثل وليمة العرس الذي يوضح دعوة الأمم للإيمان بعد رفض اليهود وحاول الفريسيون والهيرودسيون الإيقاع به بسؤال حول جواز دفع الجزية لقيصر، فأجابهم بحكمة "أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" وحاول الصدوقيون إنكار القيامة بسؤال معقد حول امرأة تزوجت بسبعة إخوة، فأجابهم يسوع مؤكدًا حقيقة القيامة وطبيعة الحياة الأبدية وفى الوقت نفسه، اجتمع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب في دار رئيس الكهنة قيافا وتآمروا على المسيح لكي يمسكوه بمكر ويقتلوه. خيانة يهوذا الإسخريوطى وذهب يهوذا الإسخريوطي، أحد تلاميذ يسوع الاثني عشر، إلى رؤساء الكهنة وعرض عليهم أن يسلمه مقابل مبلغ من المال، فوافقوا على ثلاثين من الفضة، على الرغم من أن الاتفاق النهائي قد يكون تم في وقت لاحق، إلا أن بداية هذه الخيانة غالبًا ما تُنسب إلى ثلاثاء البصخة.

هكذا شوهت "ظواهر" طارئة نبل الرسالة الإعلامية وجعلتها مسخا قوامه التشهير والابتزاز
هكذا شوهت "ظواهر" طارئة نبل الرسالة الإعلامية وجعلتها مسخا قوامه التشهير والابتزاز

الجريدة 24

time٢٢-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الجريدة 24

هكذا شوهت "ظواهر" طارئة نبل الرسالة الإعلامية وجعلتها مسخا قوامه التشهير والابتزاز

سمير الحيفوفي في ظل الزخم الذي ولَّدته الثورة الرقمية، فقد مفهوم الإعلام القائم على الإخبار والإفهام كما كان سائدا في وقت سابق في المغرب البوصلة، وتاه معه الرأي العام، بعدما تطاولت "ظواهر" طارئة على مشهد اختلط فيه الحابل بالنابل، فكان أن انقسم إلى صحفيين تتلمذوا على مدارس تقدس الخبر، وبين مارقين يفترون على التعبير ويشوهون ملامحه، وهم يتجاوزن كل الخطوط ويدكون القوانين والأعراف والقيم والأخلاقيات دكا بجهلهم وجهالتهم. وهكذا برزت "ظواهر" تنسب نفسها قسرا إلى الإعلام، وتشوه رسالته المقدسة قهرا، في حل من أي تعهدات أو مواثيق، بعدما وجدوا في العالم الرقمي، مطية يدخلون بها على بيوتات الناس، ليطلقوا الكلام على عواهنه، يهرفون بما لا يعرفون، ولا يلتزمون أدنى قواعد الحيادية، وغايتهم ليست تشكيل رأي عام أو رص الصفوف بقدر ما تنحاز إلى التربح من ريع الرقمنة، وإن تفتت عضد الناس وأوهنوا الوطن، كانعكاس لما يقترفونه، فإنهم لا يبالون بذلك. وفجأة أصبح المشهد الإعلامي منقسما بين معشر الصحفيين وعشيرة المارقين، فكما أن الأوائل يزاولون الحرفة بتجرد وموضوعية، وتحت قيود القوانين والضوابط التي تحترم الرأي والرأي الآخر، وتدع للقاريء أو المتتبع، المساحة اللازمة لتشكيل رأيه، كل حسب ما نهل منه واعتبارا لتنشئته الاجتماعية، بينما الآخرون، يتلقفون المواضيع ويزجون بالذاتية فيها، يأدلجون ويمررون رسائلهم المسمومة، بلا حسيب ولا رقيب، في استغلال صارخ منهم للفوضى التي أصبحت سيدة الموقف وتعم العالم الرقمي. وإذ يتحرى إعلاميو التكوين والصحفيون الذين هم بالسليقة يؤمنون بمقولة "ما لله لله وما لقيصر لقيصر"، فإن المارقين تراهم متربصين ومتلونين يتحولون من أقصى اليمين على أقصى الشمال يمجدون كل ما يخالف القانون وسلطته ويزدرون النبل المفترض في الصحفيين والإعلاميين عموما، حتى حادت الثورة الرقمية عن مسارها، عن سبق إصرار من الطارئين الجدد، وفقدت السيطرة على مفهوم الإخبار والإفهام، ليصبح مسخا متمثلا في التعرض للأعراض والتشهير والابتزاز، ومجالا لترويج الأخبار الزائفة. ومع مرور الوقت تحول الاستثناء إلى قاعدة، فأصبح المارقون هم من يتسيدون المشهد ويبسطون هيمنتهم عليه، يسممون العقول، ويرمون بخزعبلاتهم على مرأى ومسامع الجميع، بعدما جعلوا من الإعلام عموما والصحافة خصوصا، رهينة مكبلة تحت أقدامهم، يدوسونها، ويدنسون رسالتهما المقدسة، في انتهاك صارخ لكل الأعراف، وفي تقعيد سافر لفوضى لا تخدم إلا النفوس المريضة التي تتدثر وراء متراس الإعلام والصحافة، لتقضي ما تراه يتماشى وفق أهوائها وينسجم وتصفية حساباتها الفردانية. ولقد بلغ الوضع مبلغا، بعدما فُسِح المجال، للمارقين، وجرى التطبيع مع ما يعيثونه من فوضى وتسيب، فكان أن نبتت المواقع الإلكترونية والقنوات الـ"يوتيوبية" مثل الفطر، وانتشرت الميكروفونات وأصبح الجميع صحفيا، بلا صفة، وبلا تكوين، يؤتون سلوكيات تجعل الصحفيين الحقيقيين، ممن تشربوا قواعد واساسيات العمل الصحفي، وممن يعرفون المحاذير ويؤمنون بأن الرسالة الإعلامية سلاح ذو حدين، يربؤون بأنفسهم أن يكون ضمن مشهد يبعث على التقزز، والاشمئزاز. ولأن الطبيعة لا تحب الفراغ، مثل الفراغ الذي خلفه تقاعس المؤسسات المعنية في ترتيب المشهد الإعلامي وتصويبه، فقد أصبح الوضع شائنا، لكنه أيضا ينذر بالأسوأ إذا ما ترك الحبل على الغارب، ولم تجفف منابع الفوضى وتجتث من المشهد الإعلامي المغربي، الشوائب التي لا تقيم وزنا للقيم ولنبل الرسالة الإعلامية، وتشوه مفهوم الإخبار والإفهام ليصبح معوجا وعاكسا للأخبار الزائفة وللتشهير والابتزاز وتصريف العداوات والضغائن، بما يضرب في الصميم الأمن الإعلامي للمغاربة قاطبة، ويجعلهم في مهب نزوات مرضى لا يبغون للوطن ولا للمواطنين خيرا، ولا يهم إلا أن يربوا حساباتهم من الـ"أدسنس". أي نعم الآن أصبح الأمن الإعلامي للمغاربة مهددا قبل أي وقت مضى، لكن الأوان لم يفت بعد، وتطهير المشهد الإعلامي من جديد يمر وجوبا عبر إعمال القانون وجعله سيدا على الجميع، مثلما هو يسري على الصحفيين، وإذ لا يفقه المارقون أنه أيضا يسري عليهم، فإن في الزجر ما قد يفيد ويسد الطريق أمام المتهافتين على التربح من بيع الكلام بلا قيود، ومن تسويق الترهات، دون إيلاء الاهتمام للسر السحري والذي هو ليس كل ما يعرف يقال، إلا بعد التبين والتدقيق، وعدم مصادرة حق الآخر في الدفاع عن نفسه، لكن الطارؤون لا يفقهون ذلك لو يعلمون. شارك المقال

عون: نحن لا نرتبط إلّا بلبنان لكنّنا نعم مع الفرنكوفونية
عون: نحن لا نرتبط إلّا بلبنان لكنّنا نعم مع الفرنكوفونية

ليبانون 24

time٢٠-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • ليبانون 24

عون: نحن لا نرتبط إلّا بلبنان لكنّنا نعم مع الفرنكوفونية

اعتبر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في اليوم العالمي للفرنكوفونية أنّنا "نحن لا نرتبط إلّا بلبنان لكنّنا نعم مع الفرنكوفونية التي هي مسألة انتماء إلى حضارة والتي تعني أن تكون مع العقل في مواجهة الجنون". وقال: "يوم وجهتم إليّ الدعوة لرعايةِ هذا النهار، قفزَ إلى ذهني سؤالان اثنان: لماذا وبماذا نحتفل؟ والأهم، ماذا يعني أن نكونَ فرنكوفونيين؟! وسرعان ما جاءتني الأجوبة، من كل لحظةٍ من حياتنا ، وكلِ لفظةٍ من كلامنا". أضاف:" أن نكونَ فرنكوفونيين، ليست مسألةَ لغة. ونحن، كشعبٍ وجماعاتٍ في هذه الأرض، تنقّلنا بين لغاتٍ عدة عبر تاريخِنا. من اللغات الكنعانية الآرامية إلى اللغة العربية ، عبر قرون طويلة. وفي حقباتٍ مختلفة، كانت لنا لغةٌ أم، أو لغةٌ محكية، ولغةٌ أخرى للتدوين أو الكتابة، ولغة ثالثة للعلم أو الثقافة أو البحث... كما ليست الفرنكوفونية قطعاً، مسألةَ ارتباطٍ ببلدٍ آخر. فنحنُ لا نرتبطُ إلا بلبنان. منذُ ذكرتْه الكتبُ المقدسة، وحتى نهايةِ الكون... لكننا نعم فرنكوفونيون. وهذه قضيةٌ أبعدُ وأعمقُ وأسمى. هي مسألةُ انتماءٍ إلى ثقافةٍ وحضارة. إلى منظومةِ قيم. بل منظومة فكرية كاملة". وقال:" أن تكونَ فرنكوفونياً، يعني أن تكونَ مع العقلِ بمواجهةِ كلِ جنون. مثلَ ديكارت. ومع الجمالياتِ، ضد البشاعة. مثلَ بول فاليري. وأن تكونَ مع المواطنِ لا مع الحاكم ، كما في "شرعةِ حقوقِه" الأولى". أكمل:" أن تكون فرنكوفونياً، فهذا يعني كمواطنٍ، أن تكونَ مع سيادةِ دولتِك المطلقة الدائمة وغيرِ القابلة للتجزئة، وفق مبدأ بودين (Bodin). ومع "روحِ القوانين"، لمكافحةِ استبدادِ أيِ سلطة، كما مونتسكيو. وأن تكونَ مع إرادةِ الشعبِ المؤسِسة للعقدِ الاجتماعي، كما روسو. وأن تكونَ مع حريةِ التفكيرِ والتعبيرِ مثل فولتير...". استطرد:" أن نكونَ فرنكوفونيين، يعني أن نكونَ مؤمنين ... وعلمانيين ... في الوقتِ نفسِه. فنُعطيَ ما لله لله ... وما لقيصر لقيصر. على قاعدةِ أنْ "من شاءَ فليؤمن ومن شاءَ فليكفُر". وأنّ لنا كلَ الحقِ، في أن نكونَ مختلفين في كلِ شيء. لكنْ أن نظلَّ متساوين في كلِ شيء". وتابع:" أما عربياً، فأن تكون فرنكوفونياً، يعني أن تكونَ مع حقوقِ العرب وقضايا العرب. كما جاهر الكبير ديغول سنة 1967. وكما استمرَّ عالمُه مؤمناً بحقوقِنا وقضايانا. يبقى أخيراً: ماذا يعني أن تكونَ فرنكوفونياً حيالَ لبنان ؟! بكل بساطة، يعني أن تؤمنَ مع لامارتين، بأنّ لبنانَ ليس مجردَ بلد. بل "معبدٌ، حيثُ الأرزُ أعمدةٌ حية، تسنُدُ سماءَه".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store