logo
#

أحدث الأخبار مع #للأمةالعربية

د. حازم الحجازين يكتب: معركة الكرامة .. ملحمة الصمود الأردني في وجه الأطماع الصهيونية
د. حازم الحجازين يكتب: معركة الكرامة .. ملحمة الصمود الأردني في وجه الأطماع الصهيونية

سرايا الإخبارية

time٢٢-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • سرايا الإخبارية

د. حازم الحجازين يكتب: معركة الكرامة .. ملحمة الصمود الأردني في وجه الأطماع الصهيونية

بقلم : د. حازم الحجازين شهد التاريخ العربي الحديث العديد من المواجهات المصيرية التي شكلت محطات فاصلة في الصراع العربي-الإسرائيلي، ومن أبرزها معركة الكرامة التي وقعت في 21 مارس 1968، حيث مثلت نقطة تحول استراتيجية أعادت للأمة العربية روح الصمود بعد نكسة 1967. لم تكن هذه المعركة مجرد اشتباك عسكري عابر، بل كانت مواجهة جسدت مبدأ التوازن الاستراتيجي وأكدت أن الإرادة الوطنية قادرة على إحداث تغيير حقيقي في موازين القوى. في أعقاب النكسة، حاولت إسرائيل فرض هيمنة إقليمية على المنطقة، واستغلت ضعف الجيوش العربية لإرسال رسائل ردع إلى القوى المناوئة لها. كان الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى تحقيق عدة أهداف من الهجوم على منطقة الكرامة، أبرزها تحطيم القوى الفدائية التي بدأت تتخذ من الأردن منطلقًا لعملياتها العسكرية، بالإضافة إلى اختبار قدرة الردع الأردني وإرسال رسالة تهديد لدول الطوق العربي. لكن القيادة الأردنية، بقيادة الملك الحسين بن طلال، كانت مدركة لحجم الخطر الذي يهدد سيادة الأردن واستقلاله، ولذلك استعد الجيش العربي الأردني للمواجهة بروح قتالية عالية، مستخدمًا تكتيكات عسكرية قائمة على حرب الاستنزاف والتحصينات الدفاعية الذكية التي مكنته من قلب موازين المعركة لصالحه. مع بزوغ فجر 21 مارس 1968، شنت القوات الإسرائيلية هجومًا واسعًا بمشاركة حوالي 15 ألف جندي مدعومين بأكثر من 200 دبابة ومئات الآليات المدرعة، في محاولة لاجتياح منطقة الكرامة الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الأردن. لكن ما لم يكن في حسبان القيادة الإسرائيلية هو حجم المقاومة الأردنية التي تصدت ببسالة لهذا الزحف العسكري. رغم الفارق الكبير في التسليح، تمكن الجيش الأردني، بفضل التكتيكات الدفاعية المحسوبة، من تكبيد العدو خسائر فادحة، حيث تم تدمير أكثر من 88 آلية إسرائيلية وإسقاط عدة طائرات، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى الانسحاب تحت وطأة الضربات المركزة. كانت هذه أول مرة يضطر فيها الجيش الإسرائيلي إلى الانسحاب من أرض المعركة دون تحقيق أهدافه، ما شكل ضربة موجعة لنظرية الأمن الإسرائيلي التي كانت تستند إلى تفوقه العسكري المطلق. لم تقتصر نتائج معركة الكرامة على البعد العسكري فقط، بل كان لها تداعيات سياسية مهمة، حيث أعادت الثقة للجيوش العربية وأثبتت أن الاحتلال الإسرائيلي ليس قوة لا تقهر، مما مهد لاحقًا لإعادة بناء الجيوش العربية وتعزيز استراتيجياتها العسكرية. كما أنها عززت المكانة السياسية للأردن، وأكدت دوره المحوري في الصراع العربي-الإسرائيلي. إضافة إلى ذلك، شكلت المعركة تحولًا في الفكر العسكري العربي، إذ أدركت القيادات العربية ضرورة تبني أساليب الحروب غير التقليدية لمواجهة الاحتلال، وهو ما تجلى لاحقًا في العديد من المواجهات بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي. لا تزال معركة الكرامة حتى يومنا هذا رمزًا خالدًا في التاريخ العربي، إذ أثبتت أن الإرادة السياسية المصحوبة بالتخطيط العسكري الدقيق يمكنها التصدي لأقوى الجيوش. لقد جسدت هذه المعركة مفهوم السيادة الوطنية ورفض الإملاءات الخارجية، مؤكدة أن وحدة الصف والإعداد الجيد هما مفتاح النصر في أي مواجهة قادم بهذا، تظل معركة الكرامة شاهدًا على قدرة الشعوب في الدفاع عن كرامتها، وتجسد درسًا سياسيًا وعسكريًا لأجيال قادمة، مفاده أن التفوق لا يكون بالسلاح وحده، بل بالعزيمة والإصرار. المصادر والمراجع 1. الملك الحسين بن طلال، "مهنتي كملك"، دار نشر جامعة أكسفورد، 1999. 2. مركز الدراسات الاستراتيجية – الجامعة الأردنية، "معركة الكرامة: التحليل العسكري والسياسي"، عمان، 2005. 3. شمعون بيريز، "الشرق الأوسط الجديد"، دار الشروق، 1994. 4. المؤرخ محمود شيت خطاب، "الكرامة: أول انتصار عربي بعد النكسة"، بيروت، 1970.

من معركة الكرامة إلى اليوم.. الدروس التي لا تُنسى بين عَهدَي الملك الحسين و الملك عبدالله الثاني
من معركة الكرامة إلى اليوم.. الدروس التي لا تُنسى بين عَهدَي الملك الحسين و الملك عبدالله الثاني

الانباط اليومية

time٢٠-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الانباط اليومية

من معركة الكرامة إلى اليوم.. الدروس التي لا تُنسى بين عَهدَي الملك الحسين و الملك عبدالله الثاني

الأنباط - في الحادي والعشرين من آذار عام 1968، سطر الجيش العربي الأردني ملحمةً بطولية في معركة الكرامة، حيث تصدى ببسالةٍ لمحاولة قوات الاحتلال الإسرائيلي اجتياح الأراضي الأردنية، وأجبرها على التراجع تاركةً وراءها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. لم تكن الكرامة مجرد معركةٍ عسكرية، بل كانت لحظةً فارقةً أكدت على قدرة الأردن على الدفاع عن سيادته، وأعادت للأمة العربية ثقتها بنفسها بعد نكسة 1967. واليوم، بعد أكثر من خمسة عقود على الكرامة، لا يزال الأردن متمسكًا بنفس القيم والمبادئ التي جسدتها تلك المعركة، بقيادة هاشمية حكيمة بدأت مع الملك الحسين بن طلال، واستمرت مع جلالة الملك عبدالله الثاني. إن قراءة أحداث الكرامة وما تلاها من مواقف وطنية، تكشف عن دروسٍ عميقةٍ لا تزال ترسم مسيرة الدولة الأردنية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية. الملك الحسين ومعركة الكرامة: إرادة لا تلين لقد كان الملك الحسين بن طلال، رحمه الله، قائدًا استثنائيًا في أصعب المراحل التي مرت بها الأمة العربية. بعد نكسة 1967، راهن البعض على أن الأردن لن يكون قادرًا على الصمود أمام آلة الحرب الإسرائيلية، لكن إرادة الجيش العربي الأردني، وقيادة الحسين الحازمة، قلبت الموازين في الكرامة. رفض الملك الحسين أي مساومة على سيادة الأردن، ووجه رسالةً واضحةً للعالم بأن هذا البلد الصغير في حجمه، الكبير في عزيمته، لن يقبل بأي اعتداء على أرضه. وقد أرسى الحسين نهجًا قوامه الصمود والاستعداد الدائم للدفاع عن الأرض والكرامة، وهو النهج الذي سار عليه الأردن في كل مواجهاته مع التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية. الملك عبدالله الثاني واستمرار النهج الوطني حين تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني الراية، كان يدرك تمامًا أن الأردن لا يزال مستهدفًا من قوى إقليمية ودولية، لكنه، كما كان والده، لم يساوم يومًا على سيادة الأردن أو على حقه في اتخاذ قراراته الوطنية المستقلة. في السنوات الأخيرة، شهد الأردن ضغوطًا سياسية واقتصادية غير مسبوقة، لكنه ظل صامدًا، مستندًا إلى إرث الكرامة وإرادة الأردنيين الذين لا يقبلون التنازل عن حقوقهم. ومثلما كان الملك الحسين يقود المواجهة في الميدان، نجد اليوم الملك عبدالله الثاني يقود معارك دبلوماسية لا تقل أهمية عن المواجهات العسكرية، سواء في الدفاع عن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، أو في التصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية، أو في حماية الأردن من تداعيات الصراعات الإقليمية. الدروس المستفادة: الصمود والوحدة والقرار المستقل * الصمود مهما كانت التحديات: كما أثبت الأردن في الكرامة أنه قادر على الدفاع عن نفسه، يواصل اليوم رفض أي إملاءات سياسية أو ضغوط تستهدف استقلال قراره الوطني. * الوحدة الوطنية أساس القوة: كانت وحدة الجيش والشعب عاملاً حاسمًا في انتصار الكرامة، وهي اليوم الدرع الحامي للأردن في مواجهة الأزمات الاقتصادية والسياسية. * القرار المستقل فوق كل اعتبار: سواء في الحرب أو السياسة، لا يقبل الأردن إلا باتخاذ قراراته بما يخدم مصلحته الوطنية، بعيدًا عن أي ضغوط أو إملاءات خارجية. من معركة الكرامة إلى اليوم، لم يكن الأردن يومًا تابعًا أو خاضعًا، بل كان دائمًا في طليعة المدافعين عن القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. ومع استمرار التحديات، يظل الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الواعي، صامدًا على خط الدفاع الأول عن كرامته وسيادته، تمامًا كما فعل في الكرامة عام 1968.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store