أحدث الأخبار مع #للحربالعالميةالأولى،


تحيا مصر
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- تحيا مصر
مجلس الأمن الروسي يصف تصريحات ترامب حول دور أمريكا في الحرب العالمية الثانية بـ«الهراء المصطنع»
أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وموسكو توتراً متزايداً، وسط محاولات لإيجاد حلول للصراع المستمر في أوكرانيا. نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف تصريحات ترامب تثير الجدل: في منشور له على منصة تروث سوشيال، ادعى ترامب أن الولايات المتحدة قدمت أكبر مساهمة في تحقيق النصر في الحرب العالمية الثانية، مشيداً بقوتها وشجاعتها وبراعتها العسكرية. كما أعلن ترامب عن نيته إعادة تسمية يوم 8 مايو بيوم النصر للحرب العالمية الثانية، و11 نوفمبر بيوم النصر للحرب العالمية الأولى، مما أثار انتقادات واسعة من قبل المؤرخين والمحللين. رد مجلس الأمن الروسي: هراء مصطنع رداً على تصريحات ترامب، كتب ميدفيديف على منصة "في. كيه" الروسية: "قال ترامب مؤخراً إن الولايات المتحدة قدمت أكبر مساهمة في النصر في الحرب العالمية الثانية هذا مجرد هراء مصطنع". وأشار إلى أن الشعب السوفيتي ضحى بـ27 مليون شخص في سبيل القضاء على الفاشية، مؤكداً أن يوم النصر في روسيا سيبقى في 9 مايو. الكرملين يعبر عن استيائه: من جانبه، وصف المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، تصريحات ترامب بأنها لا تتوافق مع البيانات التاريخية، مشيراً إلى أن الحرب دارت رحاها على الأراضي الأوروبية والآسيوية، وليس على الأراضي الأمريكية. وأضاف المتحدث باسم الكرملين أن الاتحاد السوفيتي تحمل العبء الأكبر في الحرب، حيث فقد أكثر من 27 مليون شخص. انتقادات دولية لتصريحات ترامب: لم تقتصر الانتقادات على روسيا فقط، بل أعربت شخصيات بارزة في المملكة المتحدة عن استيائها من تصريحات ترامب. ووصف الجنرال البريطاني المتقاعد، اللورد دانات، تصريحات ترامب بأنها تحريف للتاريخ، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة انضمت للحرب بعد الهجوم على بيرل هاربور في عام 1941، وأن بريطانيا كانت تقاتل بمفردها ضد ألمانيا النازية في عام 1940. تسلط هذه التصريحات الضوء على التوترات المستمرة بين الولايات المتحدة وروسيا، وتثير تساؤلات حول كيفية تعامل القادة مع التاريخ واستخدامه في الخطابات السياسية. في ظل هذه التصريحات المتبادلة، يبقى السؤال مفتوحاً حول تأثيرها على العلاقات الدولية والسعي لتحقيق السلام في مناطق النزاع.


النهار
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- النهار
الناس «العاديون» في الحرب
إن الحديث عن "الإنسان العادي" في التاريخ يُعدّ مسألة معاصرة. كانت الأنساق التاريخية في الكتابة والبحث دائماً مشغولةً بكتابة تاريخ الدول والملوك والرُسل والمشاهير، ومنذ سنواتٍ أصبحت مفتونة بتاريخ الأشخاص "العاديين" أو الذين كان دورهم الوحيد في التاريخ أنهم عاشوا حياةً غير مرئيةٍ لباحثين عن الأمجاد. في هذا السياق يتنزل كتاب "الناس العاديون في الحرب العظمى؛ المراسلات والقصص والشهادات"، الذي صدر عن منشورات دار العلوم الإنسانية، تحت إشراف أجنيس ستوكاردت وكورين جوميلا وشانتال ويونيت، مدفوعاً بالوثائق والأرشيفات التي كُشف عنها خلال الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى، والتي يغطي جزء كبير منها أرشيفات الناس العاديين. ماذا يقول الرجال والنساء الذين شهدوا الحرب العظمى عنها؟ ماذا يكتب بعضهم لبعض؟ من خلال كمّ هائلٍ من الرسائل، ومذكرات حرب، والمذكرات الشخصية، والوصايا، والتسجيلات الصوتية النادرة، يستكشف المساهمون في هذا العمل الأصداء المتعددة لأصوات الناس العاديين. ذلك أن الحرب العظمى تمثل لحظة رئيسية لفهم ووصف الناس العاديين، وممارساتهم اللغوية، ووجودهم، وذاتيتهم. من كلمات الحنان إلى همسات التمرّد، ومن سرد الحياة اليومية إلى الرغبات الأخيرة، ومن أمل النصر إلى قصة الانتظار الجماعي، يعبّر الكاتب عن نفاد الصبر من أجل "انتهائها" واستئناف مسار حياة هؤلاء الأفراد. ذلك أن وجود هذه الآثار المكتوبة يسمح للمؤرخين أخيراً بالتفكير في كتابة تاريخ أكثر مساواة بين الفئات المهيمنة والمهيمن عليها. كانت الحرب العالمية الأولى، في تأثيرها المفرط على جميع قطاعات الناس في أوروبا، مناسبة لاكتشاف أصوات الناس العاديين، الذين استفادوا من تحولات القرن التاسع عشر الفكرية والاجتماعية. في عام 1914، كانت آثار قوانين المدارس الجمهورية في فرنسا ملموسة في كل مكان. فقد كان لدى الجميع، إلى حدّ ما، القدرة على التعبير عن أنفسهم من خلال الكتابة، واستخدموا ذلك على نطاق أوسع منذ أن أدى إنشاء الدولة نظام الختم البريدي في فترة الحرب. لقد كان وضعاً غير مسبوق على الإطلاق: ملايين الرجال والنساء من جميع الأعمار والظروف، ولكن أيضاً الأطفال، الذين انقلبت حياتهم رأساً على عقب إن لم تكن دُمّرت بسبب الحرب، أخذوا أقلامهم وتبادلوا ملايين الرسائل والبطاقات البريدية على جانبي خط النار، وهي طريقة لملء الفجوات التي حفرتها المعارك، بسبب الانفصال والغيابات التي لا نهاية لها. وبالإضافة إلى حجمها وديناميكيتها، كانت لهذه السوق العملاقة من الكلمات خصوصية فريدة تتمثل في أنه لأول مرة في التاريخ وعلى هذا النطاق لم تعد الكتابة عن الحرب مقتصرة كما كانت في السابق على نخبة من المثقفين ينتمون للدوائر الأكثر ثراءً وهيمنة. كانت الحرب العظمى بمثابة حرب جماهيرية إلى حدّ ما، الأمر الذي كان له الأثر الكبير في توليد العديد من الشهادات والمذكرات الشخصية التي تكمل، إن لم تكن تنافس، تلك التي تنتجها النخب. ولكن هذا لم يؤدِّ إلى أخذ هذه الأصوات العادية في الاعتبار، في الكتابة التاريخية أو في التمثل العام لتلك الحقبة. في الواقع، ظلت معظم هذه الوثائق بعيدة عن متناول الباحثين الراغبين في كتابة تاريخ الحرب بطريقة أخرى غير تلك التي تراها عيون وكلمات النخب لفترة طويلة. صحيح أن هذه الصعوبة تعززت بسبب حقيقة أن الناشرين فضّلوا منذ فترة طويلة شهادات الأشخاص المهمين. ومن ثم فإن القدرة على إجراء مثل هذه الدراسات تُعدّ حديثة نسبياً. ومع ذلك، فإن وجود هذه الآثار المختلفة وإمكانية الوصول إليها صار يسمح اليوم بالتفكير بجدية في استعادة تجارب الحرب المتناقضة للغاية، على الضدّ من الصورة المتجانسة والمتسلطة بشكل فاضح التي اقترحها المؤرخون الثقافيون على أساس الشهادات القادمة من الطبقات المهيمنة فقط. إن هذا العمل يغوص بنا على الفور في قلب هذا الآخر الذي أثارته عبارة "الناس العاديون" التي استخدمها مشرفو الكتاب.


نافذة على العالم
٢٧-٠٣-٢٠٢٥
- صحة
- نافذة على العالم
ثقافة : كيف أعادت الجراحة التجميلية الأمل لمصابى الحرب العالمية الأولى.. صور
الخميس 27 مارس 2025 08:00 مساءً نافذة على العالم - كانت المقاعد الزرقاء أمام مستشفى كوينز فى لندن مخصصة للرجال ذوى الوجوه المهشمة والأحلام المحطمة، كان الطلاء الملون يحذر السكان المحليين من مغبة النظر، مانعًا إياهم من مواجهة واقع الحرب المروع، ومنقذًا الشباب المشوهين بشدة من نظرة رعب أخرى، ونظرة غير مريحة أخرى. عانى الجنود الذين جلسوا على تلك المقاعد خلال سنوات الحرب العالمية الأولى وما بعدها من جروح في الوجه لم تُشاهد من قبل في الحروب، مزّق وابل من الرصاص وقذائف المعدن المتفجرة والشظايا أجساد الرجال الذين تجرأوا على الاختلاس من خنادقهم أو محاولة تفادي نيران الرشاشات، ومزقت وجوههم. شكل المحاربين شكل المحاربين القدماء المحاربون القدماء كانت السماء مليئة بشظايا الحديد، عادةً، كانت الوجوه البشرية أول ما يتعرض لهذا الحديد المحطم، إن لم يُقتل الجنود فورًا، فقد يُصاب الناجون بتشوهات مروعة، كما يقول دوران كارت، كبير أمناء المتحف والنصب التذكاري الوطني للحرب العالمية الأولى، "كانت هذه حربًا مأساوية، سقط عدد من عظام الوجنتين، ما أدى إلى غرق الوجه بالكامل، ودُمّرت الفكان تمامًا، عندما تُواجه لحمًا وعظامًا بشرية بمدافع رشاشة عيار 8 ملم، وشظايا القذائف، والشظايا، لم يكن هناك مجال للمقارنة". كما أن التحسينات في التخدير وعلاج الالتهابات جعلت من إصابات ساحة المعركة المروعة قابلة للنجاة، ومع ذلك، كانت جروح الوجه شديدة لدرجة أنها جعلت الجنود عاجزين عن الأكل أو الشرب أو حتى الكلام، وبقدر بشاعة عمليات البتر، فقد الجنود الذين فقدوا وجوههم هوياتهم أيضا، كتب جراح الحرب العالمية الأولى، فريد هودلت ألبي: "من الشائع أن يشعر الشخص غير المتكيف مع عالمه بأنه غريب عن نفسه، لا بد أن يكون الشعور بالغربة عن نفسك جحيمًا لا يطاق". لكن الأمل كان يسكن المستشفى قرب تلك المقاعد الزرقاء حيث كان الدكتور هارولد جيليس يطور تقنيات جديدة في الجراحة الترميمية، ليس فقط لاستعادة وجوه الجنود، بل ولاستعادة بعض مظاهر الحياة الطبيعية، جيليس، وهو من مواليد نيوزيلندا، انضم إلى الفيلق الطبي للجيش الملكي عند اندلاع الحرب، أرسل إلى الجبهة الغربية، حيث خدم في سيارات الإسعاف الميدانية، ودرس مع أطباء أسنان وأطباء رائدين في مجال الجراحة الترميمية. يقول كارت: "اخترعت الجراحة التجميلية قبل قرون، لكنها لم تطبق على نطاق واسع، ابتكر جراحو الترميم تقنيات جديدة لعلاج التشوهات، وكانت التخدير أفضل". عند عودته إلى إنجلترا، أقنع جيليس كبير جراحي الجيش بإنشاء جناح لإصابات الوجه داخل مستشفى كامبريدج العسكري، وبعد أن اكتظت المنشأة بأعداد غفيرة من مصابي معركة السوم، افتتح جيليس في يونيو 1917 مستشفى الملكة في ضاحية سيدكوب جنوب شرق لندن، موفرًا أكثر من 1000 سرير للمرضى الذين يحتاجون إلى عمليات ترميم للوجه، ووصل الجنود بدون ذقون أو أنوف أو عظام وجنتين أو عيون. وصل الطيارون والبحارة مصابين بحروق بالغة، عانوا جميعًا من صدمة نفسية شديدة، لدرجة أن المرايا كانت تمنع عن المرضى. كانت إحدى المشكلات التي واجهت جراحي الترميم لفترة طويلة هي ارتفاع معدلات العدوى لدى المرضى الذين خضعوا لطعوم جلدية وجروح مفتوحة. عالج جيليس هذه المشكلة بتطوير "السويقة الأنبوبية" التي استخدم فيها أنسجة المريض وجلده لضمان استمرار تدفق الدم إلى المنطقة المزروعة للمساعدة في إعادة البناء. بالنسبة لأحد البحارة الذي احترقت مقدمة وجهه في انفجار خلال معركة جوتلاند، قطع جيليس شرائح من الجلد والأنسجة الحية بعمق ربع بوصة من صدر المريض، وشكل أنبوبًا بقي متصلًا بالطرف السليم، ووضعه على وجه المريض المصاب، بتشكيل الأنبوب، حل مشكلة العدوى، وبعد أسبوعين، ترسخت الطعمة في اللحم الخام، وقطع الجراحون الأنبوب وفتحوا فتحات لأنف المريض وحلقه. في حالة الملازم ويليام سبريكلي، أخذ جيليس قطعًا من غضروف أسفل الضلع الثامن للمريض وغرسها في جبينه. تركها هناك لمدة ستة أشهر، ثم أرجحها لأسفل لبناء أنفه الجديد، وباستخدام جبيرة مستوحاة من صور ما قبل الحرب، غطاها الجراحون بجلد مأخوذ من جبين الملازم. خضع سبريكلي لعمليات جراحية متعددة، كمعظم المرضى، وقضى قرابة أربع سنوات في مستشفى كوينز. رغم انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918 ، استمر العمل داخل مستشفى كوينز لسنواتٍ تالية. أجرى المستشفى أكثر من 11 ألف عملية جراحية على أكثر من 5000 رجل حتى عام1925 . يُعدّ جيليس "أبو الجراحة التجميلية الحديثة"، وقد وثق أعماله خلال الحرب العالمية الأولى في كتابه الصادر عام 1920 بعنوان " جراحة تجميل الوجه" ، والذي تضمن صورًا لمرضاه قبل وبعد الحرب. بعد حصوله على لقب فارس عام 1930 ، واصل جيليس عمله الرائد في مجال الجراحة التجميلية على الجنود خلال الحرب العالمية الثانية ، وكان رائدًا في جراحة تغيير الجنس.


Independent عربية
١٥-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- Independent عربية
تصريحات ترمب في شأن أوكرانيا خطرة وتهدد وجودها
يعد دونالد ترمب ظاهرة سياسية استثنائية، ولا شك في أن أحداً لا يتعامل مع مسألة إحلال السلام بالطريقة التي ينتهجها الرئيس الـ47 للولايات المتحدة. فقبل أن يدخل عالم السياسة، كان رجل استعراض بمقدار ما كان رجل أعمال، واليوم يتعامل مع الدبلوماسية كما لو كانت عملاً استعراضياً. عندما دان سلفه في البيت الأبيض ودرو ويلسون - وهو الرئيس الـ28 للولايات المتحدة - "الدبلوماسية السرية" التي اعتبرها السبب الرئيس وراء للحرب العالمية الأولى، ودعا إلى "مواثيق سلام تبرم في العلن وبشفافية"، فمن المرجح أنه لم يكن يتخيل أبداً أن دونالد ترمب سيستغل التغطيات الإخبارية المتواصلة على مدار الساعة، ويحولها إلى منصة للترويج لـ"خطته" المتعلقة بوضع حد للحرب في أوكرانيا. تظل قناة "فوكس نيوز" المصدر الذي يلجأ إليه الرئيس الأميركي لمعرفة آخر المستجدات المتعلقة بالمفاوضات، ففي إحدى المقابلات وجه ترمب تحذيراً مقلقاً عندما قال إن "أوكرانيا قد لا تنجو" من الحرب ما لم تتحقق شروطاً معينة، لكنه ما لبث أن خفف لهجته في تصريحات مرتجلة للقناة نفسها على متن الطائرة الرئاسية، عندما قال إن "أوكرانيا ستبلي بلاء حسناً وكذلك وروسيا، وقد تحدث تطورات كبيرة جداً هذا الأسبوع". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) يشار إلى أن محادثات انطلقت في مدينة جدة السعودية بين مبعوثي الرئيس الأميركي وممثلين عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيما سيكون هناك وفد أوكراني في مكان قريب من قاعة الاجتماعات. في الوقت نفسه، سيبقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في العاصمة السعودية الرياض، من دون أن يشارك بصورة مباشرة في المفاوضات. إن حقيقة أن أكبر ثلاث دول منتجة للنفط في العالم [السعودية والولايات المتحدة وروسيا] قد تجد قضايا مشتركة يمكن التباحث فيها وعقد صفقات في شأنها - بصرف النظر عما قد تتفق عليه واشنطن وموسكو في شأن أوكرانيا - تعد مسألة ذات تأثير كبير في مصير هذه الدولة. فقد أوضح الرئيس ترمب أن أوكرانيا قد تضطر إلى مقايضة مواردها من المعادن الأرضية النادرة بالسلام، وأن هذه الإمكانات قد ترهن من كييف ثمناً لذلك، لكن الأسعار الفعلية للطاقة في العالم، قد يحددها قرار يتخذه المنتجون "الثلاثة الكبار" الآن. وفي حين قد تعقد اتفاقات سرية في الرياض، يبدو أن أوكرانيا ستواجه قريباً إنذاراً روسياً أميركياً يقضي بأن تحتفظ بما تبقى من أراضيها في مقابل نزع سلاحها وتبني الحياد. كثيراً ما كره الأوكرانيون التسمية الإنجليزية القديمة لبلادهم، "أوكرانيا" The Ukraine، التي تعني "الأراضي الحدودية" The Borderland. وربما قريباً قد تتقلص وتتحول إلى دولة عازلة. لعل النتيجة الأقل سوءاً لأوكرانيا اليوم، تتمثل في التوصل إلى اتفاق سلام يشبه ذلك الذي أبرمه الزعيم السوفياتي الراحل جوزف ستالين مع فنلندا قبل نحو 85 عاماً. والواقع أن الجميع يتذكرون "حرب الشتاء" بين فنلندا والاتحاد السوفياتي، أو يعتقدون أنهم يتذكرونها. إذ غزا ستالين فنلندا في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1939، بهدف استبدال حكومتها بنظام صوري مدعوم من السوفيات، بقيادة شيوعي سوفياتي من أصل فنلندي. ومع ذلك، تكبد "الجيش الأحمر" آنذاك خسائر فادحة، تشبه إلى حد كبير ما حدث لقوات بوتين في عام 2022. لقد نسي كثيرون أن الأعداد الروسية الهائلة كانت هي التي طغت في نهاية المطاف على المقاومة الفنلندية، مما سمح لستالين بالاستيلاء على أجزاء من البلاد. إلا أنه بعد عام 1945، ترك الكرملين الحرية للفنلنديين بأن يحكموا بلادهم بأنفسهم، ما دام أنهم حافظوا على الحياد. وكان مصطلح "الفنلدة" Finlandisation تعبيراً استخدم للازدراء على مدى عقود في "حلف شمال الأطلسي"، إلى حين دفع الغزو الروسي لأوكرانيا بهيلسنكي إلى التخلي عن موقفها غير المنحاز. ومع ذلك، فإن نموذج فنلندا - الدولة المستقلة والديمقراطية والقادرة على الدفاع عن نفسها - يمكن أن يكون مثالاً يحتذى لأوكرانيا مستقرة وقابلة للحياة ما بعد الحرب. قد لا يكون بوتين، الذي يجلس الآن في مكتب ستالين في الكرملين، متساهلاً كسلفه. وربما يرى أن فرض اتفاق سلام على زيلينسكي هو وسيلة لكسر التضامن الوطني الأوكراني. فحتى لو قبل الرأي العام في أوكرانيا على مضض خسارة شبه جزيرة القرم ومناطق في الجنوب الشرقي للبلاد من أجل السلام، فإن الميليشيات القومية المتشددة المنخرطة في الجيش الأوكراني، قد تقاوم - وربما حتى تنظم انقلاباً لمنع هذا الاتفاق. وقد تلعب الاضطرابات الداخلية لمصلحة الزعيم الروسي، ومن المرجح أن تقوض فرص الدعم المستقبلي من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لأوكرانيا ما بعد الحرب. ونظراً إلى الدور الكبير الذي اضطلعت به كييف في إجراءات عزل دونالد ترمب قبل أعوام، فإن الرئيس الأميركي العائد لديه دوافع شخصية لإنهاء الحرب، حتى لو جاء ذلك على حساب أوكرانيا، وبغض النظر عن الأخطار المستقبلية التي قد تواجهها، أو حتى عن تعريض موقف "حلف شمال الأطلسي" في أوروبا الشرقية للخطر، التي يشير إليها باسم "المنطقة الصعبة". لكن يبدو أن فريق الرئيس الأميركي يسعى أيضاً إلى هدف أوسع نطاقاً لا يقتصر على إعادة رسم الحدود الروسية - الأوكرانية فحسب، بل إعادة تشكيل النظام العالمي، وكما قال ترمب: "قد تحدث بعض التطورات الكبيرة جداً هذا الأسبوع".