أحدث الأخبار مع #للكويت،


بلد نيوز
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- رياضة
- بلد نيوز
الكويت يكتسح السالمية بخماسية في الدوري الكويتي
اكتسح الكويت ضيفه السالمية بنتيجة 5/صفر، اليوم الجمعة، ضمن منافسات الجولة الثالثة من المجموعة الأولى (مجموعة التتويج) ببطولة الدوري الكويتي لكرة القدم. مباراة الكويت والسالمية ورفع الكويت رصيده إلى 54 نقطة في المركز الأول، فيما تجمد رصيد السالمية عند 32 نقطة في المركز الرابع. وتقدم الكويت عن طريق جاسم مرهون في الدقيقة 12، وأضاف يحيى جبران الهدف الثاني من ضربة جزاء في الدقيقة 21. وبعد ذلك بثلاث دقائق سجل طه ياسين الخنيسي الهدف الثالث للكويت، فيما أضاف عمر عبد الفتاح عموري الهدف الرابع في الدقيقة 47. وفي الدقيقة 88 اختتم أحمد الظفيري خماسية الكويت ليحقق فريقه فوزا كبيرا في المباراة.


الدستور
٢٣-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- الدستور
تحديات وفرصة تاريخية أمام قمة القاهرة
شكرًا لمن ألقى حجرًا في بحيرة الوحدة العربية الراكدة، فحرَّك أمواجها.. شكرًا للظروف التي وحدت شعوب المنطقة على كلمة سواء، في وجه غاصب محتل للأرض الفلسطينية، وآخر يريد أن يفرض إرادته على الشرق الأوسط، وكأن مَنْ بها أنعام تُساق إلى مرابطها.. وكل ذلك، لأن العالم العربي لم يعد يتحدث لغة واحدة منذ 1979، تحت تأثير حدثين: الأول، اتفاقية كامب ديفيد، وما تمخض عنها من شرخ في الصف العربي، وقيام جبهة الصمود والتصدي وعزل مصر.. والثاني، الثورة الإيرانية، وما استتبعها من حرب بين العراق وإيران، أثرت بشكل سلبي على العالم العربي، وتوزَّع حولها، وضاعف من الأمر وفاقمه، اجتياح جيوش صدام للكويت، مما أنهى عمليًا النظام العربي.. ومنذ ذلك الحين، لم ينهض هذا النظام، ولم تثبت التنظيمات الإقليمية التي تأسست قبل ذلك؛ منها مجلس التعاون العربي، بين مصر، والعراق، والأردن، واليمن، وانتهى عمليًا مع اجتياح الكويت سنة 1990.. وقام اتحاد المغرب العربي، الذي انتهي عمليًا، مع فرض المغرب التأشيرة على المواطنين الجزائريين سنة 1994، وإغلاق الحدود البرية من قِبل الجزائر.. ولم يصمد أمام عاصفة التشرذم، إلا مجلس التعاون لدول الخليج العربية الست. نحن الآن على أعتاب مرحلة، تحاول واشنطن أن تُعلن فيها، أنه لا شيء يمكن أن يقع مستقبلًا في المنطقة خارج الولايات المتحدة، أو ضد توجهها، أو في تعارض مع مصالحها.. إنه الزمن الثالث للولايات المتحدة، بعد الزمن الأول، في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وما اصطُلِح عليه بـ (السلم الأمريكي)، والذي دشنته الولايات المتحدة بحلف (كينسي)، على ظهر الباخرة التي تحمل هذا الاسم في فبراير 1945، أي قبل ثمانين سنة بالضبط من الآن.. والزمن الثاني عقِب حرب الخليج الثانية، ورفع الولايات المتحدة شعار النظام العالمي الجديد، والدمقرطة وحقوق الإنسان، قبل أن يعصف الحادي عشر من سبتمبر بتلك الرؤى، بانخراط الولايات المتحدة في المنطقة، بالحرب على الإرهاب.. ويبدأ زمن ثالث، في أعقاب الإعلان عن وقف الحرب في غزة، لن يمثل قطيعة مع سياسة الولايات المتحدة في المنطقة، ومنها ضمان أمن إسرائيل، وتفعيل إطار إبراهام، والتعاون مع الدول العربية الحليفة في المنطقة، بل يتجاوز هذا التطور دور الولايات المتحدة في المنطقة، إلى العالم بأسره. ستظل الولايات المتحدة قُطب الرحى، عسكريًا، وإستراتيجيًا.. وستشهد ولاية ترامب الثانية، تحولًا إستراتيجيًا في العلاقات الدولية، ينبني في جزء كبير على نتائج الحرب على غزة.. ومن الوارد جدًا، في ظل ما تحقق من وقف إطلاق النار، برعاية أمريكية، أن يؤثر على مسار الحرب الروسية ـ الأوكرانية، في أفق وضع حد لها.. ستنثني كل من روسيا والصين، إلى قضايا إستراتيجية محلية، في محيطهم.. إقليم الدونباس بالنسبة لروسيا، وتايوان بالنسبة للصين.. ستعيد القوتان حساباتهما في اتجاه تخفيض تطلعاتهما ومطامحهما.. ومن النتائج الكبرى للحرب على غزة، تحييد الدور الإيراني في المنطقة، وضعف أذرعها في لبنان، أولًا، وهو ما سينعكس على الأذرع الأخرى في العراق واليمن.. التحول الناجم عن الحرب على غزة، يؤشر على نهاية الحقبة الإيرانية في المنطقة، التي أثرت فيها إستراتيجيًا منذ اندلاع الثورة الإيرانية، إذ كانت سببًا غير مباشر في الحرب الإيرانية ـ العراقية، وفي تقوية الاتجاهات الإسلامية، وتغيير الثقافة السياسية في المنطقة، وفي تفعيل المكونات الشيعية في الشرق الأوسط، بل التغلغل حتى في المناطق التي لم يكن فيها تواجد شيعي، في العالم العربي، وفي إفريقيا. التغيير الذي طال الدور الإيراني، في خضم الحرب على غزة، هو ما انعكس على وضع سوريا، فمكّنها من أن تتخلص من الثقل الإيراني الجاثم عليها، وأداته حزب الله.. التغيير الحاصل جراء الحرب على غزة ومضاعفاتها، من شأنه أن يهيئ الأرضية لنظام عربي جديد، تكون سوريا مدخله وبؤرته. ومثلما قالت باحثة فرنسية، فإن التحول الذي وقع في سوريا، هو شبيه بالتحول الذي وقع بسقوط جدار برلين، من حيث تأثيره على أوروبا الشرقية.. من شأن تغيير السلطة في سوريا، أن يؤثر على العالم العربي كافة.. ولا يمكن أن يقارَن التغيير الذي وقع في سوريا، بأي تغيير للسلطة في العالم العربي في خضم الربيع العربي، في كل من تونس ومصر وليبيا.. فليس هناك سابقة، يمكن أن يُبنى عليها التحول الذي وقع في سوريا، ولن تَعرف المآل الذي عرفته الدول التي شملها التغيير في أعقاب الربيع العربي.. لتبقى احتمالات النجاح أكبر من احتمالات الفشل، بسبب حجم المعاناة والدمار الذي عرفته سوريا، مما لا يجعل من خيار للسوريين أيًّا كانت مشاربهم، إلا تضميد جراحهم، وإعادة البناء، وعودة المُهجرين.. ودول الجوار، التي ليس من مصلحتها أن يترك الأمر على الغارب،. والدول الأوروبية التي مسّها لهيب المأساة السورية، من خلال حجم الهجرة ومأساويتها. لقد كشفت إسرائيل أن غايتها ليست السلام، وإنما الاستسلام، عبر تنميط العالم العربي، سياسيًا وثقافيًا، في وضع متدني، والإجهاز النهائي على القضية الفلسطينية، ونقل مسئوليات إسرائيل فيما يخصّ الشعب الفلسطيني وتناقضاتها إلى دور الجوار، بل إلى دول العالم العربي، برمته.. لذلك، فإن الجميع نظروا إلى اللقاء الودي بالرياض، بين مصر والسعودية والإمارات وقطر والأردن، ومعهم البحرين والكويت، على أنه مدخلًا لنظام عربي جديد، بعد أن انتهي هذا النظام عمليًا منذ 1979، في أعقاب توقيع اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل في كامب ديفيد، وعندما عاد، كان هشًا لاحياة فيه بالمعنى الضروري لأمة عربية موحدة.. ومع هذا، فإن الظروف الآن سانحة لإرساء نظام عربي جديد، يتكلم بلسان واحد حول قضايا مصيرية، أو ما كان يسمى سابقًا بوحدة الصف وتنقية الأجواء، ويأخذ بقواعد عامة لتدبير الاختلاف، أو ما كان يسمى برأب الصّدع، وليس من الضروري استعمال نفس التعابير التي أضحت جوفاء، ولا لغة البيانات، ولا اللاءات، بل مقاربة براجماتية، تعمل وفق الأدوات الدبلوماسية، وتُبقي باب الحوار مفتوحًا، بعد أن ظل العالم العربي موزَّعا بين قوى إقليمية، وأسهم هذا الوضع في تعميق الفُرقة، وفي إضعافه. نقول أن الظروف سانحة، أمام تواري القوى الإقليمية تلك، من أجل إرساء نظام عربي جديد.. الأولوية فيه، هي اتخاذ موقف حاسم من خطة ترامب حول تهجير سكان غزة، بالطرق الدبلوماسية، عبر التذكير بالقواعد الدولية التي تتعارض مع ما يُلوَّح به من تهجير قسري، وبالقرارات الأممية ذات الصلة حول وضع غزة والضفة الغربية، بدءًا من القرار 242، وباتفاقية أوسلو، ومرجعيتها القائمة على الأرض مقابل السلام، وبالمبادرة العربية التي تبنتها القمة العربية في بيروت 2002، وأقرت حل الدولتين.. مع التذكير بدور الولايات المتحدة، منذ مؤتمر مدريد 1991، بأن تكون (وسيطًا نزيهًا)، من أجل حل عادل ودائم وشامل للنزاع العربي الإسرائيلي، وجوهره القضية الفلسطينية. ومما لاشك فيه، أن مخرجات قمة الرياض، التي لم يصدر بشأنها بيان، ستكون أرضية لقمّة القاهرة، ومن المستحسن تشكيل لجنة تتكون من وزراء خارجية هذه الدول الخمس، لعرض مقتضيات المؤتمر لدى الأمين العام للأمم المتحدة، والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، والاتحاد الأوروبي، وقد يضاف إليها كل من الهند، والبرازيل، أسوة بما تمخضت عنه قمة فاس 1982، والتي تبنت مخطط الملك فهد بن عبد العزيز، عاهل المملكة العربية السعودية، وانبثقت عنها لجنة سباعية على مستوى وزراء الخارجية، قدّمت محتوى المشروع للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.. ومن المهم إسناد نتائج القمة الخماسية بموقف موحد، من قِبل منظمة التضامن الإسلامي، على مستوى وزراء الخارجية في مرحلة أولى.. وبديهي أن تكون هذه القمة قد تضمنت خططًا من أجل تعمير غزة دون تهجير سكانها، مع الدعوة لمؤتمر دولي، ترعاه الأمم المتحدة بهذا الشأن، يتسق فيه الإعمار مع الإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. وتظل أوراق دبلوماسية أخرى، في الحالة القصوى، إن أعرضت الولايات المتحدة عن مواقف الدول العربية، وتمادت في تجاهلها، وهي التلويح بتجميد اتفاق كامب ديفيد، ومعاهدة وادي عربة، واتفاقات إبراهام.. وفي جميع الحالات، ينبغي العمل وفق الأدوات الدبلوماسية، فلا يفيد التلويح بغيرها.. ولا حاجة للتذكير بأن سيناريو التهجير، هو وقود للكارثة، ليس على مستوى المنطقة أو العالم العربي، بل على مستوى العلاقات الدولية، بفتح فصل شنيع ومُروع لصدام الحضارات، واستشراء العنف والكراهية، وعدم الثقة. ●●● إن البند الأكثر إلحاحًا وتحديًا في جدول أعمال القمة، هو إيجاد قوة بديلة تحل محل حماس كحكومة في غزة، بالإضافة إلى أن إسرائيل سوف تثبت أنها عقبة رئيسية، نظرًا لرفض بنيامين نتنياهو بشكل قاطع قبول الدولة الفلسطينية وسيادتها.. لذلك، فإن أي خطة بديلة تستبعد حماس تمامًا، لا تملك إلا فرصة ضئيلة للغاية للنجاح.. فقد تتخلى الحركة عن حكم غزة في مقابل إعادة الإعمار، ولكنها لن تختفي ببساطة.. فخلافًا لما حدث عام 1982، عندما طُردت منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات من لبنان إلى تونس، بعد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب البلاد، تقاتل حماس على أرضها.. ولا تزال المذبحة التي أُرتكبت ضد اللاجئين الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا بعد رحيل منظمة التحرير الفلسطينية حية في الذاكرة الفلسطينية.. ولن تقبل حماس أي خطة من شأنها أن تؤدي إلى نهاية فلسطين، كما يتخيلها أجيال عديدة من المنفيين الفلسطينيين في مختلف أنحاء العالم، وأهل غزة الذين تحملوا أكثر من خمسة عشر شهرًا من المذابح. ويجب أن يكون معلومًا يالضرورة، إن الخطة العربية البديلة في غزة، مدفوعة بالرغبة في التخفيف من حدة زعزعة استقرار العديد من الأنظمة العربية، لأن الإخلاء القسري للفلسطينيين، من شأنه أن يؤدي حتمًا إلى انتشار حماس ومقاتليها والإسلام السياسي ـ وخصوصًا جماعة الإخوان المسلمين ـ في البلدان التي كانت تعمل على قمع الحد من هذه الإيديولوجية.. ولا تريد أي من الأنظمة العربية أن ترى مقاتلي حماس ومجتمعاتهم الممتدة يعيشون في بلدانها.. فأيديولوجية الإخوان المسلمين تدعو إلى الحكم وفقًا لمفهومهم عن الإسلام، ولكنها في الوقت نفسه تتحدث عن الديمقراطية.. إنها حركة عالمية تجتذب العديد من الشباب، الذين يطمحون إلى نوع من الحكم الديمقراطي الإسلامي، وفقًا لتفسيرهم الخاص للإسلام والديمقراطية. وعلاوة على ذلك، إذا أُجبر الفلسطينيون على مغادرة أراضيهم بشكل جماعي، فإنه يُخشى رد فعل الجمهور وتصويره القادة العرب على أنهم من (باع فلسطين). لأن المواطنين العرب لديهم تضامن أكبر مع الفلسطينيين.. ولكن، ما زال من غير الواضح كيف ستبدو إدارة غزة.. فعلى الرغم من الدمار، لا تستطيع الدول العربية أن تقرر مصير غزة بنجاح، دون التعامل مع الفلسطينيين أنفسهم.. وفي حين وقعت العديد من الدول العربية بالفعل اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، فإن أيًا منها لم يجلب السلام.. بل إن العكس هو ما حدث بالفعل، لسبب بسيط.. فقد تم تهميش الفلسطينيين أنفسهم.. ولن يؤدي إلا اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين يضمن قيام الدولة الفلسطينية وسيادتها، إلى سلام دائم.. وسوف تمر الصحوة العربية دون تهيئة الظروف لهذا السلام، إذا لم تجلس جميع الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حماس، على طاولة المفاوضات. ●●● وتنصرف الإرادة المصرية بالإجمال إلى تثبيت الفلسطينيين على أرضهم، واعتبارهم أصلًا طبوجرافيا لا يختلف عن وديان غزة أو تلال الضفة الغربية. أى أنها ترفض التهجير من بابه، عنوانًا ومَتنا، وسواء كان المطروح أن يُزاح الناس إلى سيناء وشرقىّ نهر الأردن، أو أن يُمرّرهم الاحتلال من موانيه ومطاراته إلى منافٍ فى أقاصى الأرض.. وعليه؛ فقد جاء اللقاء الودي بين الزعماء في الرياض، وقد قُطِع الشوط الأصعب فى المُطاردة التى لا تخلو من نزقٍ وعدم استيعاب من الولايات المتحدة لجوهر الصراع.. ولم يعد الحديث مُثارًا تقريبًا عن خطّة ترامب والتداول فى تفاصيلها؛ إنما عن مُقترح بديلٍ يترقبه البيت الأبيض، وسيُجادل فيه بالضرورة، لكن لن يكون بمقدوره الزعم بأن تصوّره السالف يلقى قبولًا، أو أنه يجأر وحيدًا بالحل فى فراغٍ عميم. عناوين المُقاربة المصرية معروفة بالبديهة؛ إذ لا تخرج عن تثبيت الغزيّين فى أماكنهم وصياغة برنامج زمنى للتعافى المبكر وإعادة الإعمار، مع إنتاج إدارة مدنية فلسطينية تتعهد اليوم التالى، وتُشرف على مسار الإنقاذ والتأهيل الذى لن يكون قصيرًا أو يسيرًا فى كل الأحوال.. وفى التفاصيل، يُمكن أن يشتمل الطرح على تجهيز مناطق آمنة لاحتواء المتضررين من دمار الحرب، ثم تقسيم القطاع إلى نطاقات تتوزع فيها المهام بمنطق زمنى أو نوعى، بحيث تتدرج العملية المُتوقع لها أن تستغرق عدّة سنوات، بتقديم حلول مبتكرة وسريعة للمجموع السكّانى العام، جنبًا إلى جنب مع إرساء وترقية معالم المشروع الإحيائى فى مراحله المتلاحقة. جاءت القمة الرياض مبكرًا عن النسخة العمومية الطارئة، لأغراض سياسية واقتصادية واضحة.. بمعنى أنها ليست تقسيمًا لحالة الإجماع لدى الكُتلة العربية، بل أقرب إلى التمهيد المبكر، يتبعه انتشار القوات على نطاق أوسع، وقد يؤازره لاحقًا سياق أكثر اتساعًا عبر منظمة التعاون الإسلامى، بجانب ما يُدار فى القنوات الدبلوماسية، تجاه بناء سياق عالمى مُساند للقضية أولًا، وللخطة العقلانية المُعدّة من داخل فضاء الصراع. وتنبع فلسفة لقاء الرياض؛ من الاتصال المباشر بالهم الفلسطينى وما يُطرح من جهة الإدارة الأمريكية، كحال مصر والأردن، بجانب الصلة الوثيقة لقطر مع حركة حماس، وما تلعبه من أدوار ضمن الوساطة الدائرة بشأن وقف إطلاق النار، ثم ثِقَل الرياض وأبو ظبى المادى والمعنوى، من جهة علاقاتهما مع واشنطن، ومصالحها الاستراتيجية معهما، وقدرتهما على حشد الجهود المطلوبة لتمويل خطة التعافى والإنعاش باهظة التكلفة فى القطاع.. والرسالة، أن المَعنيِّين المباشرين يرفضون الطرح الأمريكى، ويقدّمون البديل، ولديهم من وسائل تفعيله وضمان تحققه عمليًا ما يكفى للاطمئنان إلى الخطة المُقترحة.. والحاضنة العربية مطلوبة لاعتبارات استراتيجية وجيوسياسية؛ لكنها تُكمل العناصر الأساسية الركينة فى مشهد الاعتراض والاستبدال، وبدلًا من أن يلتحق الجميع بالقافلة كأنهم ينزلون الحلبة أمام ترامب، ستكون الصورة أقرب إلى أنهم يُفاضلون بين تصوّرين، ويدعمون الأوفق منهما. ويترك الفاصل الزمنى مع القمة العربية الطارئة؛ هامشًا للإدارة الأمريكية، أن تُقلّب الصورة على الوجوه كها، وأن تُعيد حساباتها بين ما تعده منافع فى أطروحة التهجير، وما تحمله لها رياح الرفض من نُذر خطر ومصابيح حمراء، لا تتصل بمصالح واشنطن الحيوية فحسب؛ بل تنفتح على خيارات عدة تمس السلم والاستقرار فى المنطقة، وتنعكس سلبًا على إسرائيل نفسها؛ من حيث تتوهم أنها تُعززها بالخيارات القصوى، وتُسلمها مفاتيح الشرق الأوسط مرة وإلى الأبد. وكل ما فات، لا يعنى أن الرئيس الأمريكي الجمهورى المُعبأ بنشوة الفوز إلى الآن، والمأخوذ بحالة أفلام الغرب الأمريكى وبطولات رُعاة البقر، أو استعاراته الإلهامية من توسعات ويليام ماكينلى، وجنون ريتشارد نيكسون فى مفاوضاته، سيتراجع سريعًا عن خياله الذى يتوهم فيه طاقة إبداعية خلاّقة لتصفية صراع وجودى عتيق؛ لكنه سيصطدم لا محالة بجدار صُلب، لن يكون سهلًا ثقبه أو القفز عليه، فضلًا على ما وراء ذلك من إشارات تتصادم مع منطقه النفعى بصيغة الصفقات التجارية المُربحة، ولن يحتاج وقتًا طويلًا قبل اكتشاف منافع كل صفقة ومساوئها.. وهنا، يصح القول إن خطة التهجير وُلِدت ميتة، انطلاقًا من صلابة الغزيين واستمساكهم بالوطن الضائع دون ارتضاء بديل عنه، ثم الحسم القاطع من الدولة المصرية، وقد كانت سبّاقة فى إثارة المسألة وتفنيدها منذ اندلاع الحرب، وجددت الرفض مع تجديد الدعايات، وجمدت زيارة رئاسية متوقعة لواشنطن؛ طالما ظل الملف مطروحًا ضمن أجندة الأعمال. حفظ الله مصر والأمة العربية من كيد الكائدين.. آمين.


البيان
١٨-٠٢-٢٠٢٥
- رياضة
- البيان
«كأس خليجي لقدامى اللاعبين» بالكويت جاهزة لانطلاقة منافسات النسخة الأولى
أكدت اللجنة المنظمة لبطولة كأس الخليج الأولى لقدامى لاعبي كرة القدم التي تستضيفها الكويت خلال الفترة من 22 حتى 26 فبراير الجاري، اكتمال كل الاستعدادات للمنافسات التي ستقام على استاد جابر المبارك بنادي الصليبيخات، ومن المقرر أن يصل وفد منتخبنا الوطني غداً الخميس للكويت استعداداً لخوض البطولة، التي يستهلها بمواجهة المنتخب القطري ضمن منافسات المجموعة الأولى، التي تضم أيضاً منتخبي الكويت وعمان. وبدأت الوفود المشاركة في الوصول للكويت، حيث وصل المنتخبان اليمني والسعودي، بينما سيصل اليوم المنتخب العماني والقطري والعراقي، تتبعها بقية المنتخبات بغد غد الجمعة. من جانبه، أكد الدكتور صالح المجروب، مدير البطولة الأمين العام للاتحاد الكويتي بالتكليف، جاهزية جميع اللجان لاستضافة البطولة، إضافة إلى اعتماد ملاعب التدريب، مشيراً إلى أن تنظيم البطولة جاء بمبادرة من عبدالرحمن المطيري، وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب في الكويت، خلال منافسات خليجي 26، بإقامة بطولة تنافسية لقدامى اللاعبين الذين سبق لهم المشاركة في البطولات الخليجية، على أن تتزامن إقامتها مع الاحتفالات الوطنية لدولة الكويت، مبيناً أن مثل هذه البطولات الهدف منها زيادة التلاحم بين الأشقاء في الخليج، بحضور جماهيري كبير بمختلف الميول على أرض الصداقة والسلام مجدداً، لا سيما أن مجلس إدارة اتحاد الكرة الكويتي برئاسة الشيخ أحمد اليوسف، حرص على دعم البطولة لخروجها بأفضل صورة ممكنة، وهو ما يؤكد قدرة دولة الكويت على استضافة كبرى البطولات الرياضية. على جانب آخر، ينتظر الجهازان الفني والإداري لمنتخب الكويت بقيادة محمد إبراهيم، التقارير الطبية النهائية من الدكتور عبدالمجيد البناي حول مصير بعض اللاعبين الذين تعرضوا للإصابات العضلية، ونتج عن ذلك استبعاد خالد أحمد خلف بسبب إصابته برشح في الركبة، ومن المتوقع انضمام فيصل العدواني، لاعب النصر، وصالح الشيخ، لاعب وسط القادسية، خاصة أن لجنة قدامى اللاعبين بالاتحاد الخليجي حددت غداً الخميس موعداً أخيراً للاستقرار على القوائم النهائية للمنتخبات المشاركة في البطولة.


الجزيرة
٠٩-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- الجزيرة
لماذا الحاجة إلى قمة عربية طارئة الآن؟
التطوُّرات التي عرفها العالم العربي في غضون الشهرين المنصرمين مفصلية؛ منها أولًا سقوط نظام بشار في سوريا، وتوقف الحرب على غزة، والعودة إلى الطبيعة الاعتيادية في لبنان بانتخاب رئيس، وهي تحولات تشرع أبواب الأمل، ولكن تظل غيوم مطلة، في الوقت ذاته، يمكن أن تُعطّل الأمل، وتُدخل المنطقة في دوامة من الاهتزازات والتخبط، ومنها تصريح الرئيس الأميركي ترامب الذي لوّح فيه "بتنظيف" غزة، أي إجلاء الفلسطينيين منها. وهو تصريح ينبغي أن يُحمل محمل الجِد، وقد كرره بمناسبة زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض، من أجل أن تضع الولايات المتحدة يدها على القطاع، لزمن طويل الأمد. قبل هذا التصريح بدا أن للعالم العربي فرصة ذهبية، لكي يرسي نظامًا عربيًا جديدًا، يكون فيه مالكًا لأمره، يقف على الحد الأدنى من قواعد التعاون البيني والجماعي والتضامن وتدبير الاختلافات. والحال، أن العالم العربي لم يعد يتحدث لغة واحدة منذ 1979، تحت تأثير حدثين مفصلَين: الأول: هو اتفاقية كامب ديفيد، وما تمخض عنها من شرخ في "الصف العربي"، وقيام جبهة الصمود والتصدي وعزل مصر. والثاني: هو الثورة الإيرانية، وما استتبعها من حرب ما بين العراق وإيران، أثرت بشكل سلبي على العالم العربي، وتوزَّع حولها، وضاعف من الأمر وفاقمه اجتياح جيوش صدام للكويت، مما أنهى عمليًا النظام العربي. لم ينهض النظام العربي منذ ذلك الحين، والتنظيمات الإقليمية التي تأسست قبل ذلك لم تثبت؛ منها مجلس التعاون العربي، ما بين مصر، والعراق، والأردن، واليمن، وانتهى عمليًا مع اجتياح الكويت سنة 1990. وقام "اتحاد المغرب العربي"، الذي انتهي عمليًا، مع فرض المغرب التأشيرة على المواطنين الجزائريين سنة 1994، وإغلاق الحدود البرية من قِبل الجزائر. السياق الجديد يفتح فرصًا جديدة، مع ما عرفته سوريا من انتقال سلس، وآفاق مصالحة داخلية ومع محيطها. من شأن سوريا، أن تكون بوابة نظام عربي جديد من غير تدخل أطراف إقليمية، أو من دون أن يُحجَب الدور العربي في تدبير المنطقة. ولكن الخطورة تظل قائمة ألا يقوم نظام عربي بديل، ويبقى التشرذم جاثمًا، مع ما لوّح به الرئيس الأميركي بشأن تفريغ قطاع غزة من ساكنته، أو "تطهيره"، والضغط على مصر والأردن كي يقبلا "استقبال" الفلسطينيين من غزة، بدعوى أن الولايات المتحدة ساعدت هذين البلدين، وينبغي أن يقبلا العرض الأميركي. وبالمقابل، يمكن أن يفهم إمكانية التضييق عليهما، من خلال توقيف المساعدات المالية والعسكرية، والتعاون الأمني، وشتى صنوف الضغوط. ليس "التنظيف"، إلا صورة محينة لفكرة قديمة وهي الترانسفير، وهي تعود إلى أوليات الصهيونية، منذ بن غوريون، كشف عنها من يسمون بالمؤرخين الجدد، وتم التراجع عنها، في ظل المتغيرات الدولية، وانبعثت في خطاب اليمين المتطرف الإسرائيلي، ويعتبر قانون القومية لسنة 2018، أحد عناصرها، وفق قاعدة "شعب واحد، دولة واحدة، لغة واحدة، ولا مكان لأقلية". ولم يُخفِ اليمين مراميه فيما يخصّ الضفة الغربية، من خلال تكثيف المستوطنات، ووسمها بيهودا والسامرة، واستغل وضع الحرب على غزة ليتحلل علنًا من الالتزامات التي أبرمها منذ أوسلو التي من شأنها أن تنتهي إلى حل الدولتين، وظهر في خضم الحرب، ما سُمي بخطة الجنرالات، أي إخلاء غزة، وأعلن جاريد كوشنر صهر الرئيس في محاضرة له بهارفارد في ربيع السنة الماضية، أن الواجهة البحرية لغزة، لها مؤهلات جمة، من شأنها أن تجعل منها دبي أو سنغافورة ثانية، بإخلائها وإعادة إعمارها. خيار إفراغ غزة من ساكنته صورة جديدة لنكبة جديدة، ستقضي على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، والالتفاف على حقوقه، بصفة نهائية، إذ كيف يمكن الحديث عن شعب، من غير أرض. سينسف الإفراغ إمكانية قيام عربي، وسُيدخل المنطقة برمتها في دوامة اهتزازات، لن تؤثر على سكينة مجتمعاتها فحسب، بل من شأنها أن تنقل التوتر خارج المنطقة، في فصول مروعة لصدام الحضارات والإرهاب، والعداء. نعلم أن النكبة الأولى غيرت من الثقافة السياسية في المنطقة، إذ كانت أحد الأسباب التي دفعت الجيش إلى الواجهة في كثير من البلدان، وتمت تصفية الخصوم جسديًا، أي أنها شرّعت للإرهاب، وأجهضت مد الليبرالية العربية، سياسيًا، من خلال وقف تجارب تمثيلية (مصر، العراق، سوريا)، وثقافيًا من خلال الدفع باتجاهات انكفائية وتقويض التوجه الكوني الذي كانت الثقافة العربية تقدمه حينها. ويمكن تصور الانعكاسات المحتلمة لنكبة جديدة. سيكون من العبث بناء نظام عربي جديد، مع الترانسفير، أو مصالحة مع الذات، أو مع الآخر. من غير المجدي، أمام تلويح الولايات المتحدة بضغوطات أن تقف الدول الحليفة لها، وحدها. ولذلك لا بد من قمة عربية طارئة، للحديث بلسان واحد، حول النازلة، وحول الوضع الإقليمي بصفة عامة. ومثلما نهضت دول الاتحاد الأوروبي، بشكل جماعي ضد رغبة الرئيس الأميركي وضع اليد على غرينلاند، فينبغي للعالم العربي، أن يتحدث بلسان واحد، حول قرار مصيري، من شأنه أن يدخل العالم العربي في دوامة اهتزازات، لن تقف تأثيراتها على المنطقة. لقد عبرت الدول الوازنة والمؤثرة في العالم العربي عن شجبها قرار "التنظيف"، على مستوى وزراء الخارجية، وهي المملكة العربية السعودية، ومصر، وقطر، والإمارات، ويتوجب قمة عربية طارئة، لتدارس المستجدات الإقليمية والدولية، والتنسيق على مستوى دول الطوق، والدولة المعنية، للحديث بلسان واحد. لم تفتأ الإدارة الأميركية، اللعب على ما تنسبه من تصريحات للمسؤولين العرب، مما من شأنه أن يثير البلبلة، وينسف إمكانية موقف موحد. ومن جهة أخرى، على الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، أن تخرج عن صمتها، لما هو استفراد بالقرار الدولي، والتحلل من القانون الدولي، وإضفاء الشرعية على منطق القوة. نعم هناك حاجة ملحة لإعمار غزة، ويتوجب انعقاد مؤتمر دولي لهذا الغرض، وأن يقترن إعادة الإعمار مع حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. فتاريخ المنطقة هو تاريخ الفرص الضائعة، ولا ينبغي أن تفلت الفرصة السانحة، بوضع حد لـ"حلم"، من شأنه أن يُحوِّل المنطقة إلى كابوس.