أحدث الأخبار مع #لمنظمةبيدينو


الجزيرة
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الجزيرة
بذكرى النكبة.. إغراق القدس بأعلام إسرائيل ومستوطنون يتوعدون الأقصى
في اليوم الخامس من شهر مايو/أيار حسب التقويم العبري، يحتفل الإسرائيليون كلّ عام بما يسمى بـ"يوم الاستقلال" ويغرقون شوارع القدس بالأعلام الإسرائيلية. وفي هذا التاريخ من عام 1948، وقبل يوم واحد من انتهاء الاحتلال البريطاني لفلسطين، أعلن رئيس مجلس الشعب ديفيد بن غوريون آنذاك عن إقامة دولة إسرائيل ، وقرأ وثيقة استقلالها، ووقّع الحضور عليها خلال احتفال أُقيم بمتحف "تل أبيب". ويرتبط هذا اليوم بذكرى نكبة الشعب الفلسطيني لأن دولة الاحتلال أُقيمت بعد تهجير الفلسطينيين من مدنهم وقراهم وأراضيهم، وباتوا مشتتين داخل وطنهم وخارجه ويحملون صفة "لاجئين". وفي السنوات الأخيرة أيضا، بات الاحتفال بـ"يوم الاستقلال" الإسرائيلي يرتبط ب المسجد الأقصى ، مع إصرار جماعات المعبد المتطرفة على إقحام هذا المقدس في كافة المناسبات الوطنية، لا الدينية فقط. مناسبة لانتهاك الأقصى وتدلل الأرقام في العامين الأخيرين على أن هذه المناسبة أُدرجت على قائمة الاقتحامات الجماعية لأولى القبلتين، وحسب إحصائيات دائرة الأوقاف الإسلامية اقتحم المسجد في هذه المناسبة من العام الماضي 526 متطرفا ومتطرفة، بزيادة بلغت 11% عن عام 2023 الذي سبقه والذي اقتحم الأقصى فيه 474 مستوطنا. وشهدت الساحات انتهاكات عدة، أبرزها رفع العلم الإسرائيلي، وترديد النشيد الوطني (هاتيكفا)، وتنفيذ طقس السجود الملحمي (وهو طقس ديني يعني الانبطاح الكامل واستواء الجسد على الأرض ببسط اليدين والقدمين والوجه بالكامل)، وأداء الصلوات التوراتية، وينتظر المسجد هذا العام الانتهاكات ذاتها مع نيّة الجماعات المتطرفة التلويح بالأعلام بشكل جماعي. وتصادف هذه المناسبة هذا العام يوم الخميس الأول من مايو/أيار، وبدأت منظمات ونشطاء جماعات المعبد بحثّ أنصارهم على اقتحام المسجد الأقصى ورفع العلم فيه، ونشر الرئيس التنفيذي لمنظمة "بيدينو" المتطرفة توم نيساني تصميما يُظهر مصلى قبّة الصخرة المشرفة وحولها عشرات الأعلام الإسرائيلية، وكتب "برأيي أهم مكان للتلويح بعلم إسرائيل في يوم الاستقلال القادم هو على جبل الهيكل (المسمى التوراتي للمسجد الأقصى)". تشويه متعمد وعلى صفحة المنظمة ذاتها على موقع فيسبوك نُشرت صورة للافتة ضخمة رُفعت في طريق "أيالون" السريع في تل أبيب ظهرت فيها القبّة الذهبية وعلم إسرائيلي يغطي نصفها وكُتب عليها "في يوم الاستقلال يُرفرف العلم في جبل الهيكل". ولا يكتفي هؤلاء المتطرفون بآلاف الأعلام الإسرائيلية التي شوّهت الفضاء العام في القدس، بل تتعمد بلدية الاحتلال نشرها في كافة الشوارع الرئيسية في شرقي وغربي المدينة بما في ذلك محيط البلدة القديمة. ولاحظ سكان حي رأس العمود (أحد أحياء بلدة سلوان) النشر المبتذل للأعلام أمام سور القدس من الناحية الشرقية، الذي تظهر من خلفه قبّتا المسجد الأقصى الذهبية والرصاصية. "مجابهة الاقتحام بشد الرحال" ومن المتوقع أن ينجح المستوطنون المقتحمون للمسجد الأقصى في رفع العلم الإسرائيلي داخل الساحات هذا العام، وذلك على ضوء تمكنهم من تحقيق ذلك في هذه المناسبة خلال العامين المنصرمين. خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري قال للجزيرة نت، معقّبا على دعوات الجماعات المتطرفة لرفع العلم داخل الأقصى، إن هذه الجماعات تستغل المناسبات المتعددة من أجل الانقضاض على الأقصى، مضيفا أن "الذكرى التي يحيونها بالنسبة لنا هي ذكرى أليمة". وتطرق صبري إلى ارتفاع وتيرة اقتحامات المسجد منذ اندلاع الحرب الأخيرة على غزة، معتبرا ذلك "عدوانا واستباحة واستفزازا لمشاعر المسلمين"، ويجب مجابهة ذلك بشدّ الرحال، وهو النداء القائم إلى يوم القيامة والذي وجهه الرسول محمد صلّى الله عليه وخاطب به "كل مسلم يستطيع الوصول للأقصى لإعماره والدفاع عنه". أعمال عدوانية وختم خطيب الأقصى حديثه للجزيرة نت بالقول إن الأخطار زادت بحق الأقصى، والجماعات اليهودية قامت بتصرفات لم تقم بها سابقا كالصلوات التلمودية والانبطاح الملحمي ورفع الأعلام وغير ذلك، وكل ذلك "أعمال عدوانية تجاوزية لا يحق لهم أن يقوموا بها لمسجد قرره الله أن يكون للمسلمين من فوق سبع سماوات". أما المحامي المقدسي بلال محفوظ فقال إن فكرة الاقتحامات بحد ذاتها خطيرة وتشكل تهديدا للأمن والسلم المقدسي بشكل خاص، بسبب ردود الفعل على امتهان كرامة المسلم الدينية في المسجد الأقصى الذي يعتبر واحدا من أهم ثلاثة مساجد في العالم. ووصف المحامي المقدسي تكثيف الدعوات لاقتحام الأقصى يوم الخميس المقبل بـ"الاستفزاز وفرض السيادة من خلال رفع الأعلام" خاصة أن المناسبة وطنية ولا علاقة لها بـ"الهيكل المزعوم". وتهدف جماعات المعبد من خلال هذه الدعوات لتكريس فكرة الاقتحامات الجماعية للأقصى، وجعلها أمرا واقعا في كافة المناسبات اليهودية.


الجزيرة
٢٣-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الجزيرة
عودة بن غفير للحكومة تفتح شهية جماعات الهيكل لمزيد من المكاسب في الأقصى
تزامنا مع الحديث عن عودة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى منصبه، طالبت جماعات الهيكل المتطرفة بفتح المسجد الأقصى أمام الاقتحامات في العشر الأواخر من رمضان وخلال عيد الفطر، خلافا للسياسة القائمة منذ سنوات بمنع الاقتحامات خلال تلك الفترة للحيلولة دون تفجر الأوضاع. وجاء على موقع "المصدر الأول" الإخباري الإسرائيلي أن هؤلاء يرون في هذا الإجراء "استسلاما للأعداء" خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 التي أطلق عليها اسم " طوفان الأقصى". وورد على الموقع ذاته على لسان عضو الكنيست السابق رئيس حزب "زيهوت" (الهويّة) موشيه فيغلين أن إغلاق الحكومة الإسرائيلية للمسجد الأقصى أمام اليهود خلال شهر رمضان، في حرب تُصوّر هذا المكان هدفا لها، يُشير إلى ضعف مُذهل للحكومة وانعدام تام في فهم جوهر هذه الحرب". وتابع فيغلين أنه "لو كان الوزير بن غفير قد فهم هذه القضية على أنها جوهر الحرب، كما وصفها العدو نفسه، أعتقد أنه كان عليه أن يشترط رفع الحظر عن زيارة اليهود لجبل الهيكل لعودته إلى الحكومة". الإغلاق "مكافأة للإرهابيين" أما الرئيس التنفيذي لمنظمة "بيدينو" المتطرفة توم نيساني فعبّر من خلال صفحته على فيسبوك عن استيائه من إغلاق الأقصى بوجه المتطرفين، كما صرح للموقع الإخباري ذاته أن "الحكومة الإسرائيلية أغلقت جبل الهيكل أمام الهجرة اليهودية وقدّمت مكافأة للإرهابيين بمناسبة رمضان.. لا يوجد سبب واضح للقيام بشيء من هذا القبيل لأن الوضع هادئ بشكل عام، ولا توجد أعمال شغب أو فوضى". وأضاف: "كان بإمكان بن غفير أن يشترط منع إغلاق جبل الهيكل أمام اليهود مقابل العودة إلى منصبه كما فعل في قضايا أخرى لأنه يفكر بطريقة مختلفة ولا يخشى التعبير عن رأيه، لكنه الآن أصبح من المناسب له الاختباء وراء حقيقة أنه لم يعد إلى منصبه بعد". عضو الكنيست السابق يهودا غليك -الذي يعتبر أحد أبرز المقتحمين للمسجد الأقصى- قال "يجب على الحكومة والشرطة أن تبذلا كل ما في وسعهما لتقليل أيام إغلاق الجبل أمام الزوار اليهود وإيجاد طرق لفتحه أمام اليهود وغيرهم، حتى ولو لساعات أقصر، ولا شك أن هناك ساعات كثيرة حتى في هذه الأيام لا يكون فيها عدد المسلمين على الجبل كبيرا، ولا يوجد ما يمنع من إعطاء إمكانية الصعود". أما أساف فريد، وهو أحد قادة جماعات الهيكل فنشر على صفحته في موقع فيسبوك صورة لآلاف المصلين الذين يؤدون صلاة التراويح أمام المصلى القبلي قبل أيام وكتب "إغلاق المسجد الأقصى أمام اليهود في الأسبوعين القادمين بسبب ضعفنا الوطني". وأضاف: "في السنوات الأخيرة أدخل العرب عادة جديدة تتمثل في التجمع في جبل الهيكل خلال الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان، وهذا بالطبع يدفع الشرطة إلى إغلاق الجبل أمام اليهود للحفاظ على سلامتهم.. طريقة أنيقة للتهرب من العنصرية الإسلامية، التي يصاب عقلها بالجنون عند رؤية يهودي، ولكن قبل أن تلوموا الحكومة انظروا جيدا إلى الصورة المرفقة، وفكروا ماذا سيحدث لو ظهرت صورة لليهود على جبل الهيكل مرة واحدة فقط في السنة.. في النهاية الأمر بين أيدينا". موسم الفصح القادم هو الأخطر وفي تعليقه على ردود الفعل هذه؛ قال الأكاديمي ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة السابق بالمسجد الأقصى عبد الله معروف إن مطالبة جماعات المعبد المتطرفة لبن غفير بفتح المسجد الأقصى للاقتحامات في العشر الأواخر من رمضان تشير إلى النية الحقيقية لهذه الجماعات بتحويل المسجد إلى مقدس يهودي متكامل من دون أي اعتبار للوجود الإسلامي. وأضاف معروف في حديثه للجزيرة أن بن غفير لم يستلم وزارته بشكل رسمي حتى اللحظة، وربما كان هذا سبب عدم قدرته الحالية على اتخاذ هذا القرار، وفي الحقيقة لا أظن أن بإمكانه في الوقت الحالي اتخاذه خاصة بعد مضي 3 أيام على بدء إغلاق الأقصى في وجه الاقتحامات. ويرجع معروف ذلك إلى التعقيدات التي طرحتها المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية "غالي بهاراف ميارا" بخصوص إعادة تسليمه وزارة الأمن القومي واعتبارها أن بن غفير لا يجوز له استلام نفس الوزارة، وبالتالي فإن إعادة استلامها مسألة تحتاج إلى نجاح نتنياهو في تحديه للمستشارة القضائية في هذا المجال وضمن مجالات أخرى. ومع بدء توارد الأخبار حول نية نتنياهو الانقلاب على المستشارة القضائية وإقالتها بالفعل خلال الساعات القادمة، "فإن سعي جماعات المعبد سيواجهه تأخر بن غفير في استلام وزارته، وبالتالي تأخره في اتخاذ هذا الإجراء في الوقت الحالي، إضافة إلى الضغوطات الكبيرة على حكومة نتنياهو من القضاء والشارع كما نرى منذ يومين"، وفق معروف. ورغم ضعف إمكانية تحقق مطلب جماعات الهيكل المتطرفة الحالي إلا أن معروف أشار إلى ضرورة الالتفات إلى أن أي تطور يمكن أن يتخذه بن غفير -في حال اكتمال تسلمه وزارة الأمن القومي- في موضوع المسجد الأقصى وطبيعة الاقتحامات سيتعلق بالضرورة بالموسم القادم بعد رمضان مباشرة، وهو موسم عيد الفصح الأخطر على هذا المقدس، وبالتالي فإن المعركة لم تنتهِ الآن في العشر الأواخر من رمضان، وإنما تتواصل بل وتتطور في الأسابيع القادمة. يذكر أن جماعات الهيكل المتطرفة فُتحت شهيتها لتحقيق مكاسب جديدة منذ تولي إيتمار بن غفير حقيبة وزارة الأمن القومي، بل وتمكنت من تحقيق مكاسب جديدة بالفعل كونه هو المسؤول عن الشرطة التي ترافق المتطرفين أثناء اقتحامهم. ومن خلال تعليمات مباشرة منه أطلقت الشرطة يد المستوطنين في أولى القبلتين، وأصبحوا يتصرفون في ساحاته كما لو أنه كنيس يهودي بالفعل. ومنذ اندلاع الحرب الأخير في أكتوبر/تشرين الأول عام 2023 اقتحم الوزير المتطرف ساحات المسجد الأقصى 4 مرات، و7 مرات منذ توليه منصبه في يناير/كانون الثاني من عام 2023. وفي 26 أغسطس/آب من العام المنصرم أعلن بن غفير خلال حديث إذاعي أنه ينوي بناء كنيس داخل المسجد الأقصى، وقال حينها إن سياسته "تسمح بالصلاة في جبل الهيكل، وإن هناك قانونا متساويا بين اليهود والمسلمين" ولو فعل كل ما أراد في المسجد منذ فترة طويلة "لكان علم إسرائيل قد رفع هناك".