أحدث الأخبار مع #لوكليرك


يا بلادي
منذ يوم واحد
- منوعات
- يا بلادي
الخبز.. تاريخ عريق وتقاليد متجددة في الثقافة المغربية
أكثر من مجرد إعداد غذائي يومي، يمثل الخبز تجسيدًا لتراكم التقاليد، وانتقال المهارات، واستدامة أنماط الحياة القديمة. في المغرب، تتنوع أنواعه حسب المناطق، غير أن الشكل الأكثر شيوعًا يتمثل في مزج دقيق الحبوب المطحونة بالخميرة والملح والماء، وأحيانًا بزيت الزيتون. في تراث الطبخ الأمازيغي، يُجسّد ما يُعرف بـ"التافرنوت" عادة عريقة توارثتها الأجيال، تقوم على عجن عجينة بمكونات بسيطة، ثم طهيها في فرن طيني. ويُرافق هذا الخبز جميع الأطباق، ويُقدّم في وجبات الإفطار والوجبات الخفيفة. على مدى قرون، ظل يُقاسم في إطار عائلي، غالبًا مع زيت الأركان أو العسل أو الأملو، وهو مربى تقليدي مصنوع من اللوز. ورغم صعوبة تحديد تاريخ دقيق لدخول الخبز التقليدي إلى العادات الغذائية المغربية، فإن العديد من الروايات التاريخية تُجمع على أن هذا النوع من الإعداد كان مشتركًا بين حضارات قديمة عديدة. ففي عصور ما قبل التاريخ، بدأت بالفعل ممارسات تُؤسس لفكرة مزج الماء بالحبوب للحصول على طعام مغذٍّ. وقد كشفت الاكتشافات الأثرية عن أولى دلائل وجود الدقيق خلال العصر الحجري القديم الأعلى، قبل نحو 30,000 سنة، حيث استُخدم لاحقًا لصنع خبز غير مخمّر. أما في العصر الحجري الحديث، قبل حوالي 10,000 سنة، فقد أصبح الدقيق أكثر شيوعًا، بعد استغلال القمح والشعير في منطقتي بلاد الرافدين ووادي النيل. عملية متطورة لدى الحضارات القديمة مع تطور الزراعة، أصبح إعداد الخبز أكثر انتشارًا بين الشعوب القديمة. وقد تميزت الحضارات الأولى (3400 - 3200 ق.م) بظهور تقنيات تخمير تعتمد على الاحتفاظ بجزء من عجينة اليوم السابق لاستخدامها كخميرة. وقد أثبتت الاكتشافات في بومبي أن هذه الممارسة كانت شائعة في اليونان القديمة. أما في مصر القديمة (3150 - 31 ق.م)، فقد عرف إعداد الخبز تطورًا لافتًا، إذ بات يُعدّ علامة اجتماعية، عبر طهو الحبوب في شكل عصائد كثيفة. لهذا السبب، تربط العديد من المصادر التاريخية تقليد الخبز بهذه المنطقة، كما يشير المؤرخ الغذائي بيير لوكليرك، الباحث في وحدة البحوث الانتقالية بجامعة لييج. في مقابلة بعنوان "الأساطير الكبرى في فن الطبخ: تاريخ الخبز" (2018)، يعود الباحث إلى أصول الخبز المخمر، متناولًا أسطورة تقول إن فلاحة مصرية نسيت عجينتها في زاوية الغرفة، لتكتشف لاحقًا أنها قد تخمّرت. يشير لوكليرك إلى أن هذه الرواية روج لها عالم الاجتماع الفرنسي لويس بوردو في القرن التاسع عشر، في كتابه "تاريخ التغذية" (1894)، حيث يؤكد أن الفلاحين الأوائل اخترعوا المطحنة التي سمحت بسحق الحبوب يدويًا لإنتاج دقيق يُستهلك كعصيدة. ووصفها بأنها "بسيطة وسريعة" ولكن "غير شهية، تُثقل المعدة وتخمدها". وبحسب لوكليرك، فإن الخبز المخمر هو اختراع يعود إلى نحو 4000 سنة. ويضيف أن آدم موريزيو، عالم النبات البولندي، أعاد إحياء هذه القصة في كتابه المرجعي "تاريخ التغذية النباتية" (1932)، الذي ظل مرجعًا لخمسين سنة. غير أن المؤرخ يرى أن هذه السردية تبسيطية، وتعتمد على مجموعة من الأساطير. ويفكك لوكليرك "أسطورة التطور الخطي" من العصيدة إلى الفطيرة، وصولًا إلى الخبز المخمر، باعتباره ذروة حضارية. ويؤكد أنه من المرجح أن تكون الفطيرة قد سبقت العصيدة، وأن هذه الأخيرة كانت تُفضّل أحيانًا رغم توفر القمح القابل للخبز، كما في موقع تشاتال هويوك النيوليتي في الأناضول. ويضيف: "النظريات التي تُرجع الاكتشافات إلى الصدفة تُصوّر أسلافنا ككائنات سلبية، تتطور بفعل الحوادث وحدها، وهو تصور خاطئ. فقد كان للنساء والرجال في العصور الحجرية خيال وقدرة على التوقع. المنتجات كانت ثمرة تطورات تكنولوجية وزراعية وثقافية تراكمت ببطء". تقاليد متجذّرة في ثقافة الطبخ يشير لوكليرك إلى أنه رغم محدودية الأدلة الأثرية، فإن من المرجّح أن الخبز بالخميرة ظهر قبل نحو 6000 سنة، مع تزايد استخدام قوالب الخَبز في منطقة الشرق الأوسط. لكنه يؤكد أن هذا التطور لم يُلغِ باقي أشكال تحضير الحبوب، إذ استمرّ الخبز والعصيدة والفطائر في التعايش، سواء في أوروبا النيوليتية أو في الحضارات الميسوبوتامية والمصرية. وتفسر هذه القراءة التنوع الكبير في طرق إعداد العجين ومزج الحبوب في التقاليد المحلية. ففي منطقة البحر الأبيض المتوسط، تتميز عدة مناطق بعاداتها الخاصة، مثل "التافرنوت" في المغرب. وفي أوروبا، تطورت المهارات الخبزية حتى العصور المسيحية الوسطى، حيث أصبح الخبز أيضًا رمزًا لمكانة اجتماعية. وفي بعض التقاليد الأوروبية، كان يُستخدم الخبز الجاف كصحن يمتص الطعام (trencher)، يؤكل أو يُعطى بعد انتهاء الوجبة، قبل تعميم استعمال الأواني الخشبية. وفي الضفة الجنوبية للمتوسط، سُجل تمييز واضح بين "الخبز الأبيض" و"الخبز الأسود"، كما يشير محمد هوبايدة، أستاذ التاريخ بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة. في كتابه "المغرب النباتي - الزراعة والأغذية في المغرب قبل الاستعمار" (منشورات الفنك، 2017)، خصص الباحث فصلاً لتقاليد الخبز، في بلد عُرف تاريخيًا بوفرة إنتاجه من الحبوب. ويُوضح أن استهلاك خبز الشعير أو ما يُعرف بـ"الخبز الكامل" كان سائدًا لدى عامة الناس، فيما خُصّص خبز القمح لاحقًا للنخبة. ورغم اختلاف الأذواق والثقافات، فإن مذاق الخبز المعجون والمخبوز في الفرن ظلّ يجتذب عشاقه. وفي هذا السياق، يورد هوبايدة شهادة جورج هوست، قنصل الدنمارك بالرباط في القرن الثامن عشر، الذي وصف الخبز الأبيض المغربي سنة 1799 بأنه "الأفضل في العالم". ويُحلل الباحث أيضًا اختلاف أنواع العجين، المخمّرة منها وغير المخمّرة، بين المدن والقرى. ويُلاحظ أن الخبز التقليدي المصنوع من الدقيق الصناعي لم ينتشر على نطاق واسع إلا في منتصف القرن العشرين. وراء هذه العادة الغذائية، شكّل الخبز – بجذوره التاريخية والإقليمية – محركًا لعدد من الحِرَف، من الأفران الحيّة، إلى المطاحن، ثم المخابز الحديثة. ومع التحولات الاقتصادية والاجتماعية والصناعية، حافظ الخبز دائمًا على مكانة مميزة في العادات الغذائية اليومية.


دفاع العرب
١٤-٠٢-٢٠٢٥
- أعمال
- دفاع العرب
'سافران' تفتتح مشروع مشترك جديد في أبوظبي لخدمة القوات المسلحة الإماراتية
افتتح فرانك سودو، الرئيس التنفيذي لشركة Safran Electronics & Defense، وفاضل الكعبي، الرئيس التنفيذي لشركة International Golden Group (IGG)، المقر الجديد لمشروعهما المشترك 'رؤية للإلكترونيات البصرية والملاحة' في مدينة توزان الصناعية بأبوظبي، الإمارات العربية المتحدة. يمثل هذا المشروع المشترك، ثمرة تعاون طويل الأمد بين الشركتين، لاعباً رئيسياً جديداً في الإمارات، حيث يهدف إلى إنشاء مركز امتياز متخصص في البحث والتطوير وتصنيع المعدات العسكرية الحيوية، مع التركيز على الأنظمة البصرية المحمولة جواً وبراً وبحراً، بالإضافة إلى الملاحة بالقصور الذاتي. 'يمثل الافتتاح الرسمي لموقع 'رؤية للإلكترونيات البصرية والملاحة' خطوة حاسمة في شراكتنا الاستراتيجية مع International Golden Group'، صرّح سودو، مضيفاً أن هذا المركز يعكس التزامهم بتوفير حلول متطورة ودعم محلي للقوات المسلحة الإماراتية، والمساهمة في تعزيز السيادة والتفوق العملياتي للشركاء الإقليميين، ودعم التنمية الاقتصادية المحلية، وتوسيع القاعدة الصناعية الدفاعية للبلاد. يغطي الموقع أكثر من 800 متر مربع، ويضم مرافق حديثة وقابلة للتطوير، بما في ذلك غرف نظيفة ومعدات صناعية متطورة. سيخلق فرص عمل ذات مهارات عالية، مما يساعد على تحفيز التنمية الاقتصادية المحلية وتعزيز القاعدة الصناعية الدفاعية للبلاد. تقدم 'رؤية' حالياً دعماً محلياً وصيانة متعمقة لأنظمة الرؤية المستخدمة حالياً من قبل الجيش الإماراتي على دبابات لوكليرك والمركبات المدرعة الأخرى. من خلال 'رؤية'، تؤسس Safran Electronics & Defense وجوداً محلياً قوياً وتطور استراتيجية شاملة لنقل التكنولوجيا، تماشياً مع أهداف رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030. تستند هذه المبادرة إلى التاريخ المشترك والخبرة المجمعة لـ Safran و IGG لتلبية احتياجات القوات المسلحة الإماراتية وأعضاء آخرين في مجلس التعاون الخليجي.