logo
#

أحدث الأخبار مع #ليزاأندروز

'جبال الأبلاش' بين الحقيقة والأسطورة.. عندما تتحوّل الطبيعة إلى رعب على تيك توك
'جبال الأبلاش' بين الحقيقة والأسطورة.. عندما تتحوّل الطبيعة إلى رعب على تيك توك

العالم24

timeمنذ 7 أيام

  • علوم
  • العالم24

'جبال الأبلاش' بين الحقيقة والأسطورة.. عندما تتحوّل الطبيعة إلى رعب على تيك توك

في عمق شرق الولايات المتحدة، تمتد جبال الأبلاش على مدى أكثر من 2400 كيلومتر، حاملةً معها قرونًا من التاريخ، الغموض، والعزلة. هذه السلسلة الجبلية التي كانت ذات يوم حاجزًا جغرافيًا في وجه التوسع الاستعماري، أضحت اليوم محور اهتمام رقمي واسع، بعدما اجتاحت تطبيق تيك توك موجة من الفيديوهات التي تصوّرها كمسرح للأرواح الهائمة، والأصوات المجهولة، والمخلوقات التي لا يجب النظر إليها أو الرد على ندائها. تحذيرات غريبة، وسلوكيات موثّقة من قبل سكان مزعومين للمنطقة، تفيد بأنهم يحرصون على إغلاق الأبواب والنوافذ مع الغروب، ويتجاهلون أي نداء يسمعونه ليلًا، وكأنهم يعيشون في عالمٍ موازٍ تحكمه قوانين الرعب والصمت. لكن هذه الظاهرة ليست فقط وليدة الخرافة، بل يبدو أن الذكاء الاصطناعي قد لعب دورًا محوريًا في صياغة ملامح هذا الرعب الرقمي. تحقيق أجرته مجلة 'Wired' سنة 2024 كشف أن عددًا كبيرًا من الفيديوهات المتداولة قد تم توليده عبر أدوات متطورة مثل Midjourney وRunway ML، وهي تقنيات قادرة على خلق مشاهد ومؤثرات بصرية واقعية بدرجة تصعب على العين المجردة تمييزها عن الحقيقة. الأمر لا يتوقف عند المؤثرات البصرية، بل يشمل أيضًا تلاعبًا بالصوت والإضاءة والزوايا، ما يخلق بيئة مثالية لنشر الهلع الجماعي على نطاق واسع. الخبير الرقمي 'بن كولمان' أوضح في تصريح لـBBC أن المحتوى المنتشر يعكس تماهيًا بين الترفيه والخداع، وأن معظم المستخدمين لا يملكون المهارات التقنية اللازمة لتمييز الفيديو الحقيقي من المُفبرك. على الجانب النفسي، يرى مختصون أن ما يحصل يدخل في خانة ما يُعرف بـ'الهلع الجماعي الرقمي'، وهو نمط سلوكي يُولد حين تتكرر القصص المخيفة ضمن بيئة افتراضية مشبعة بالتفاعل والضجر. البروفيسورة 'ليزا أندروز' من جامعة ييل أكدت أن البشر يجدون نوعًا من المتعة النفسية في استهلاك هذا النوع من المحتوى، خاصة حين يكون مرتبطًا بمكان جغرافي حقيقي وغامض، ما يمنحه مصداقية زائفة ويزيد من تأثيره العاطفي. لكن، ماذا عن السكان الفعليين لجبال الأبلاش؟ هل يعيشون فعلًا في ظل هذه المخاوف اليومية؟ شهادات محلية نقلتها 'واشنطن بوست' أظهرت جانبًا مختلفًا من القصة. فالسكان بالفعل يغلقون النوافذ ليلاً، لكن ليس خوفًا من الأشباح، بل من الحيوانات البرية المنتشرة في الغابات مثل الذئاب والدببة. بعضهم أبدى استياءه من الزائرين الفضوليين الذين يأتون لتصوير فيديوهات 'رعب'، معتبرين أنهم يساهمون في تشويه صورة منطقتهم وتحويلها إلى مجرد مادة للتسلية الرقمية. وسط هذا التشابك بين الواقع والخيال، تبقى جبال الأبلاش رمزًا للغموض العتيق الذي وجد له حياة جديدة في عالم التيك توك. سلسلة جبلية كانت لعقود رمزًا للطبيعة والانعزال، أصبحت اليوم مختبرًا للأساطير الرقمية، ومنصة يتقاطع فيها الذكاء الاصطناعي، الرغبة في الشهرة، والحنين إلى الخوف البدائي. هي قصة جديدة من قصص عصرنا، حيث تتحوّل الجبال إلى شاشات، والخرافة إلى ترند، والحقيقة… إلى سؤال معلّق في ضباب الغابة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store