logo
#

أحدث الأخبار مع #ماركس

الذهب يقفز لأعلى مستوى في أسبوع مع تراجع الدولار
الذهب يقفز لأعلى مستوى في أسبوع مع تراجع الدولار

البلاد البحرينية

timeمنذ 5 أيام

  • أعمال
  • البلاد البحرينية

الذهب يقفز لأعلى مستوى في أسبوع مع تراجع الدولار

سجلت أسعار الذهب، صباح اليوم الأربعاء، ارتفاعًا ملحوظًا لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من أسبوع، مدفوعة بانخفاض قيمة الدولار الأمريكي وتصاعد المخاوف بشأن الوضع المالي في الولايات المتحدة، في ظل الجدل الدائر في الكونغرس حول مشروع قانون ضريبي شامل. ارتفاع في الأسعار بدعم من تراجع الدولار بلغ سعر الذهب الفوري 3305.39 دولارًا للأوقية بزيادة قدرها 0.5%، وذلك بحلول الساعة 04:08 بتوقيت غرينتش. كما صعدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.7% لتصل إلى 3307.30 دولارًا. ويأتي هذا الارتفاع في ظل تراجع مؤشر الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته منذ 7 مايو، مما عزز جاذبية الذهب بالنسبة للمستثمرين الأجانب. خفض التصنيف وارتباك تشريعي يدعمان الذهب أوضح المحلل إدوارد ماير من شركة "ماركس" أن خسارة مؤشر الدولار لأكثر من نقطة خلال الـ 24 ساعة الماضية تعود إلى خفض التصنيف الائتماني من وكالة "موديز" إلى جانب الشكوك المستمرة بشأن مشروع القانون الضريبي الذي يروج له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأضاف أن هذه العوامل عززت الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا في أوقات عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي. في محاولة لتعزيز أجندته الداخلية، حث ترامب زملاءه الجمهوريين على دعم مشروع قانون ضريبي واسع النطاق، إلا أن الانقسامات داخل الحزب الجمهوري لا تزال قائمة، مما يهدد بإفشال الخطة في مراحلها النهائية. آفاق مستقبلية إيجابية للذهب من جانبه، توقع تيم ووترر، كبير محللي السوق في شركة KCM Trade، استمرار الاتجاه الصعودي للذهب على المدى المتوسط والطويل، مشيرًا إلى أن أي أخبار إيجابية حول اتفاقيات تجارية عالمية قد تعيق وصول الذهب إلى مستوى 3500 دولار للأوقية. قال ألبرتو موسالم، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، إن تقليص التوترات التجارية العالمية يمكن أن يُعزز من متانة سوق العمل ويُبقي التضخم في مساره نحو تحقيق هدف البنك المركزي البالغ 2%. تباين في أداء المعادن الأخرى تراجع البلاديوم بنسبة 1.2% ليسجل 1001.41 دولارًا للأوقية، رغم أنه لامس في وقت سابق أعلى مستوى له منذ 4 فبراير. وعلّق المتداول المستقل تاي وونغ على الأمر بقوله: "تحول شركة هوندا إلى السيارات الهجينة بدلاً من الكهربائية بالكامل يعتبر خبرًا إيجابيًا للبلاديوم". أما الفضة، فانخفضت بنسبة 0.1% إلى 33.03 دولارًا للأوقية، في حين هبط البلاتين بنسبة 0.7% إلى 1046.70 دولارًا. تم نشر هذا المقال على موقع

الهيمنة الرأسمالية الأمريكية في طورها الفاشي: الطبقة الحاكمة دون قناع
الهيمنة الرأسمالية الأمريكية في طورها الفاشي: الطبقة الحاكمة دون قناع

قاسيون

time١٨-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • قاسيون

الهيمنة الرأسمالية الأمريكية في طورها الفاشي: الطبقة الحاكمة دون قناع

وفقاً للأيديولوجيا السائدة، فإنّ مَصالِح الأثرياء التي تحكم السوق لا تحكم الدولة - وهو فصل ضروري لمفهوم الديمقراطية الليبرالية. غير أنّ هذه الأيديولوجيا الحاكمة باتت اليوم تنهار في وجه الأزمة البنيوية للرأسمالية الأمريكية والعالمية، وانحدار الدولة الليبرالية-الديمقراطية نفسها، مما أدى إلى انقسامات عميقة في صفوف الطبقة الحاكمة، وصعود شكل جديد من الهيمنة الرأسمالية العلنية على الدولة تتجسّد في إدارة يمينية ميّالة إلى الفاشية. عودة ترامب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية لا تعني بطبيعة الحال أنّ الطبقة الأوليغارشية الرأسمالية قد أصبحت فجأة ذات نفوذ سياسي طاغٍ، فهذه الحقيقة قائمة منذ زمن بعيد. غير أنّ البيئة السياسية برمتها، ولا سيما منذ الأزمة المالية لعام 2008، أخذت تنزاح نحو اليمين، بينما باتت الأوليغارشية تمارس تأثيراً مباشراً متزايداً على الدولة. فأصبح أحد أجنحة الطبقة الرأسمالية الأمريكية يسيطر علناً على جهاز الدولة الأيديولوجي في ظل إدارة ميّالة إلى الفاشية، حيث لم يعد للمؤسسة النيوليبرالية التي أدارت الدولة لعقود إلا دور الشريك الثانوي. والهدف من هذا التحوّل هو إعادة هيكلة ارتجاعية للولايات المتحدة في وضعية حرب دائمة، ناتجة عن تراجع الهيمنة الأمريكية وعدم استقرار الرأسمالية الأمريكية، وحاجة طبقة رأسمالية أكثر تركيزاً إلى فرض سيطرة مركزية أكبر على الدولة. في سنوات الحرب الباردة التي تلت الحرب العالمية الثانية، سعى حُماة النظام الليبرالي-الديمقراطي في الأوساط الأكاديمية والإعلامية إلى التقليل من دور مُلّاك الصناعة والمال في الاقتصاد الأمريكي، مدّعين أنهم أزيحوا بفعل «الثورة الإدارية» أو حُدَّت سلطتهم عبر «قوى موازِنة». وفقاً لهذا التصوّر، فإنّ المال والعمال، المالكون والمديرون، كانوا يكبح بعضهم بعضاً. وفي نسخة أكثر تطوراً من هذا الطرح، تمت إذابة مفهوم الطبقة الرأسمالية المهيمنة في ظل الرأسمالية الاحتكارية ضمن فئة ضبابية تُعرف بـ«الأغنياء من أصحاب الشركات». وزُعم أنّ الديمقراطية الأمريكية نتاج تفاعل جماعات تعددية، أو أحياناً تُدار عبر «نخبة القوة». فلا وجود لطبقة حاكمة تمارس الهيمنة في كل من الاقتصاد والسياسة. وحتى لو افترضنا وجود طبقة رأسمالية مهيمنة اقتصادياً، فهي لا تحكم الدولة، التي يُفترض أن تكون مستقلة. وقد رُوّج لهذا التصور في مجمل الأدبيات التعددية الكلاسيكية، على امتداد الطيف من المحافظ إلى الليبرالي. كانت جميع هذه المؤلفات تهدف إلى الإيحاء بأنّ السياسة الأمريكية لا تهيمن عليها طبقة رأسمالية تحكم الأنظمة الاقتصادية والسياسية، بل تهيمن عليها نخب تعددية أو تكنوقراطية. في هذا السياق، تم الترويج لفكرة أن السياسيين ليسوا أكثر من رواد أعمال سياسيين يتنافسون على أصوات الناخبين، تماماً كما يتنافس رواد الأعمال الاقتصاديون في السوق الحرة، ضمن نظام يُعرف «بالقيادة التنافسية». الدولة ككيان مستقل كان موقف ماركس من هذا السؤال معقداً، لكنه لم يَحِد أبداً عن الاعتقاد بأنّ الدولة في المجتمع الرأسمالي تحكمها الطبقة الرأسمالية، مع اعترافه بتنوّع الشروط التاريخية التي تُعدّل من هذا الحكم. ففي «البيان الشيوعي»، كتب ماركس وإنجلس أنّ «السلطة التنفيذية للدولة الحديثة ليست سوى لجنة لإدارة الشؤون المشتركة للبرجوازية». ما يشير إلى أنّ الدولة - أو جناحها التنفيذي - تمتلك استقلالاً نسبياً يتجاوز مصالح الرأسماليين كأفراد، لكنها تبقى مسؤولة عن إدارة المصالح العامة للطبقة ككل. جرى منذ زمن بعيد فهم أنّ الطبقة الرأسمالية تمتلك العديد من الوسائل لتؤدي دور «الطبقة الحاكمة» من خلال الدولة، حتى في ظل نظام ديمقراطي ليبرالي. فمن ناحية، يأخذ ذلك شكل استثمار مباشر في الجهاز السياسي عبر آليات مختلفة، مثل السيطرة الاقتصادية والسياسية على الأحزاب، واحتلال الرأسماليين وممثليهم لمناصب مفصلية في الهيكل القيادي السياسي. تمتلك المصالح الرأسمالية في أمريكا القدرة على التأثير الحاسم في نتائج الانتخابات. إلا أنّ قوة الرأسمال تتجاوز الانتخابات نفسها. فالسيطرة على البنك المركزي—وبالتالي على المعروض النقدي، وأسعار الفائدة، وتنظيم النظام المالي—هي بالأساس في يد البنوك. ومن ناحية أخرى، تتحكم الطبقة الرأسمالية في الدولة بطرق غير مباشرة من خلال قوتها الطبقية-الاقتصادية الهائلة خارج الدولة، بما في ذلك الضغوط المالية المباشرة، والضغط من خلال مجموعات الضغط والتمويل لمراكز الأبحاث، و«باب التدوير» بين صناع القرار في الحكومة وكبار رجال الأعمال، والتحكم بجهاز الثقافة ووسائل الإعلام. في مواجهة «اليسار الأوروبي»، استمرّت الأفكار التجريبية والنظرية بالتقولب لتشكّل صورة حقيقية عن بنى السلطة. كان ما كتبه الاقتصادي السوفييتي منشكوف بين عامي 1962 و1963، ونُشر بالإنكليزية عام 1969 تحت عنوان «المليونيرات والمديرون» من أهم ما كتب. كان منشِكوف جزءاً من برنامج تبادل علمي بين الاتحاد السوفييتي وأمريكا عام 1962، وقام بزيارة رؤساء ومديري كبرى الشركات والبنوك الأمريكية، بما في ذلك هنري فورد الثاني، وهنري مورغن، وديفيد روكفلر. قدّم منشِكوف تحليلاً دقيقاً لبنية السيطرة المالية على الشركات الأمريكية، وشرح كيف أن الجماعة الحاكمة أو الطبقة الحاكمة تتكوّن من الأوليغارشية المالية وليس من المديرين التنفيذيين. فرغم وجود «تحالف مليونيري-إداري»، ورغم وجود تقسيم للعمل داخل الطبقة الحاكمة نفسها، إلا أنّ «الأوليغارشية المالية، أي الجماعة التي تستند قوتها الاقتصادية إلى السيطرة على كتل هائلة من رأس المال الوهمي... والتي تشكل أساس جميع التكتلات المالية الكبرى»، هي من تهيمن في الواقع. وأضاف أنّ سلطة الأوليغارشية المالية كانت في تزايد مستمر. وتابع: «قد يبدو أنّ الهيمنة السياسية للأوليغارشية المالية باتت مضمونة بالكامل، لكن الحال ليس كذلك. إنّ آلة الدولة في الرأسمالية المعاصرة ضخمة ومعقدة. السيطرة على جزء منها لا تعني السيطرة على الجهاز بأكمله. تملك الأوليغارشية المالية آلة الدعاية، ويمكنها رشوة السياسيين والمسؤولين في المركز والأطراف، لكنها لا تستطيع رشوة الشعب، الذي، على الرغم من كل القيود المفروضة على (الديمقراطية) البورجوازية، ما زال ينتخب الهيئة التشريعية. لا يملك الشعب الكثير من الخيارات، لكن دون إلغاء الإجراءات الديمقراطية شكلياً، لا تستطيع الأوليغارشية المالية أن تحمي نفسها بالكامل من الحوادث غير المرغوبة». ديناميكية السلطة والأزمة حدث نمو هائل في قطاع التكنولوجيا العالية خلال التسعينيات، مدفوعاً بعملية الرقمنة الشاملة للاقتصاد وبظهور احتكارات تكنولوجية جديدة. وكان الأثر التراكمي لهذه التحوّلات هو تركّز غير مسبوق في رأس المال والثروة والسلطة المالية. فحتى مع تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي، تضاعفت ثروات الأثرياء بشكل كبير: الأثرياء ازدادوا غنى، والفقراء ازدادوا فقراً، بينما تدهورت ديناميات الاقتصاد الأمريكي الذي دخل القرن الحادي والعشرين مثقلاً بالتناقضات البنيوية. ومع ازدياد اعتماد الاقتصاد الاحتكاري-الرأسمالي في دول المركز على التوسع المالي، وبروز مطالبات مالية على الثروة أكبر من القدرة الإنتاجية الفعلية، بات النظام لا أكثر ظلماً فقط، بل أشد هشاشة أيضاً. فالأسواق المالية بطبيعتها غير مستقرة، إذ تعتمد على دورات الائتمان وتقلباتها. وكلما ازداد اعتماد الاقتصاد على التمويل، في ظل ركود الإنتاج، ارتفعت مستويات الخطر. ولم يكن الرد على ذلك سوى زيادة استنزاف الطبقة العاملة وضخ أموال ضخمة من الدولة إلى الرأسمال، غالباً عبر البنوك المركزية. خلّفت الأزمة المالية الكبرى آثاراً طويلة المدى على الأوليغارشية المالية الأمريكية وعلى النظام السياسي برمّته، مما أدى إلى تحوّلات كبيرة في بنى السلطة داخل المجتمع. وقد بدا واضحاً، عقب انهيار بنك «ليمان براذرز» في أيلول/سبتمبر 2008، أنّ النظام المالي يتجه نحو «انهيار هائل»، وهو ما أدخل الطبقة الرأسمالية ومعظم المجتمع في حالة من الصدمة، وسرعان ما امتدت الأزمة إلى مختلف أنحاء العالم. لكنّ الأكثر رعباً بالنسبة للطبقة الرأسمالية الأمريكية في خضم الأزمة المالية، لم يكن فقط الانهيار الداخلي، بل أيضاً الأداء المفاجئ للاقتصاد الصيني. ففي حين كانت أمريكا وأوروبا واليابان تغرق في الركود، بالكاد تأثر الاقتصاد الصيني، ثم سرعان ما عاود النمو بوتيرة قاربت العشرة بالمئة. والرسالة كانت واضحة: الهيمنة الاقتصادية الأمريكية تتآكل بسرعة أمام صعود الصين، ما يشكّل تهديداً للهيمنة المالية للدولار وللقوة الإمبريالية لرأسمالية الاحتكار المالي الأمريكية. بدأت موجة اليمين المتطرف تأخذ شكلاً واضحاً في إطلاق شرارة ما سيُعرف لاحقاً باسم «حركة حزب الشاي». على الرغم من أن حزب الشاي لم يكن حركة شعبية حقيقية، بل صناعة إعلامية محافظة، إلا أنّه أظهر أنّ لحظة تاريخية قد حانت يمكن فيها لأقسام من رأس المال الاحتكاري-المالي الأمريكي أن تعبئ الطبقة الوسطى الدنيا البيضاء، وهي الطبقة الأكثر قومية وعنصرية وذكورية ورجعية في المجتمع الأمريكي. تتكوّن هذه الطبقة الوسطى الدنيا من مدراء منخفضي الرتبة، وأصحاب المشاريع الصغيرة، ومزارعين ريفيين يمتلكون مساحات محدودة، ومسيحيين إنجيليين بيض، وما شابه ذلك. وهذه الفئة تحتل موقعاً طبقياً متناقضاً في البنية الاجتماعية الرأسمالية: فدخلها يفوق في العادة مستوى الدخل الوسطي للمجتمع، لكنها تبقى أدنى من الطبقة الوسطى العليا أو النخبة المهنية-الإدارية، مع مستويات تعليم متوسطة أو منخفضة، وغالباً ما تتماهى أيديولوجياً مع النخب الاقتصادية الكبرى. ويطغى على وعيها الطبقي ما وصفه كثير من علماء الاجتماع بـ«الخوف من السقوط» إلى صفوف الطبقة العاملة. تاريخياً، تنشأ الأنظمة الفاشية حين تشعر الطبقة الرأسمالية بأنها مهددة بشكل وجودي، وحين تصبح الديمقراطية الليبرالية عاجزة عن التعامل مع التناقضات السياسية-الاقتصادية والإمبريالية الأساسية في المجتمع. وغالباً ما تعتمد هذه الأنظمة على تعبئة الطبقة الوسطى الدنيا، إلى جانب بعض الفئات من الطبقة العاملة. وليس أكثر دلالة من اختيار ترامب عضواً سابقاً في حزب الشاي مدعوماً من شبكة كوك، هو مايك بنس من إنديانا، ليكون نائبه عام 2016. وفي عام 2025، عيّن ماركو روبيو، أحد رموز حزب الشاي، وزيراً للخارجية. وقد قال ترامب عن حركة حزب الشاي: «هؤلاء الناس لا يزالون موجودين. لم تتغير آراؤهم. حزب الشاي لا يزال قائماً—لكن اسمه أصبح اليوم: لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً». في الأنظمة الفاشية الكلاسيكية في إيطاليا وألمانيا، ارتبطت الخصخصة بزيادة مهام الدولة القمعية وتصعيد النزعة العسكرية والإمبريالية. وعلى هذا النحو، شكّلت النيوليبرالية الأساس الذي انطلقت منه الفاشية الجديدة، حيث نشأ تحالف عضوي بينهما يُهيمن اليوم على الدولة ووسائل الإعلام، ويتجذّر في أعلى طبقات الرأسمالية الاحتكارية. اليوم، لم يعد بالإمكان إنكار وجود حكم مباشر من قِبل شريحة نافذة من الطبقة الحاكمة الأمريكية. الحقيقة اليوم أنّ ما يجري لم يعد مجرد صراع طبقي، بل حرب طبقية شاملة. أدّى تركّز الفائض العالمي في يد الطبقة الاحتكارية-المالية الأمريكية إلى خلق أوليغارشية مالية لا مثيل لها، وأصبح هؤلاء الأوليغارشيون في حاجة ماسّة إلى الدولة. ويبرز هذا بشكل خاص في قطاع التكنولوجيا المتقدمة، الذي يعتمد اعتماداً كبيراً على الإنفاق العسكري الأمريكي والتكنولوجيا المستمدة من الصناعات العسكرية، سواء من حيث الأرباح أو من حيث التفوق التكنولوجي نفسه. جاء دعم ترامب، في المقام الأول، من مليارديرات خارج بورصة الأسهم، أي أولئك الذين لا يبنون ثرواتهم على شركات مدرجة تخضع للتنظيم الحكومي، بل على رؤوس أموال خاصة «private equity»، ومنهم أيضاً شركات النفط الكبرى. من المهم التنويه إلى أنّ دعم ترامب من الطبقة الرأسمالية لم يأتِ أساساً من الشركات الست الكبرى في عالم التكنولوجيا—أبل، أمازون، ألفابت، ميتا، مايكروسوفت، إنفيديا—بل من تكتلات «وادي السيليكون» الخاصة، وشركات الأسهم الخاصة، وصناعات النفط. فرغم كونه مليارديراً، يبقى ترامب مجرّد واجهة لتحوّل سياسي-اقتصادي عميق يجري خلف الكواليس، تتحكّم به قوى طبقية فعلية تستخدمه كرمز لحركتها. كتب الصحفي والاقتصادي الاسكتلندي وعضو البرلمان السابق جورج كيريفان أنّ ترامب «شعبويّ، لكنه لا يعدو أن يكون تمثيلاً لحقائق طبقية فعلية». في عام 2021، قدرت مجلة فوربس صافي ثروة أعضاء حكومة بايدن بـ118 مليون دولار. أما حكومة ترامب في 2025، فتضم 13 مليارديراً، وتصل ثروتهم الإجمالية—بحسب منظمة Public Citizen—إلى ما يقارب 460 مليار دولار، منها وحدها 400 مليار دولار تخص إيلون ماسك. حتى دون احتساب ماسك، فإنّ ما تملكه حكومة ترامب الجديدة من ثروات يتجاوز بعشرات المرات ما امتلكته حكومته الأولى (3.2 مليار دولار). في عام 2016، وكما أشار الكاتب دوغ هينوود، كان كبار الرأسماليين الأمريكيين ينظرون إلى ترامب بريبة، ويعتبرونه خطراً غير مضمون النتائج. أما في عام 2025، فقد تحوّل حكم ترامب إلى نظام يحكمه المليارديرات بشكل مباشر، وهو ما يُمثّل انزياحاً عميقاً في نمط الحكم الأمريكي. فسياسات ترامب اليمينية المتطرفة أدت إلى أن يحتل أفراد من قائمة «فوربس 400» لأغنى الأمريكيين مواقع مفصلية في السلطة، مع نية صريحة لإعادة هيكلة النظام السياسي الأمريكي برمّته من الداخل. ما نشهده اليوم ليس مجرد تكرار لولاية ترامب الأولى، بل هو تحوّل نوعي نحو فاشية أمريكية واضحة المعالم، حيث تتجسد فيها الهيمنة الطبقية دون قناع، من خلال تحالف طبقي مباشر بين أقل من واحد في المئة من السكان—الطبقة الرأسمالية فائقة الثراء—وبين قاعدة اجتماعية متماسكة تتكوّن أساساً من الطبقة الوسطى الدنيا البيضاء، التي تشكّل القاعدة الجماهيرية لحركة ترامب. ما نشهده هو دولة يمينية تنزع إلى الفاشية، يقودها «رئيس إمبراطوري» تجاوز بالفعل الحدود الدستورية التقليدية. السؤال الآن: إلى أي مدى يمكن لهذا التحوّل أن يستمر؟ وهل سيُطبع ويُشرعن ضمن النظام الأمريكي القائم؟ هذا مرهون بجانبين متقابلين: من جهة، مدى قدرة تحالف الطبقة الحاكمة مع حركة «لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً» على فرض هيمنته، ومن جهة أخرى، صمود الحركات الشعبية من الأسفل في ما أسماه أنطونيو غرامشي «الصراع من أجل الهيمنة». أفضى تخلي اليسار الغربي منذ عقود عن مفهوم «الطبقة الحاكمة» إلى عجز تحليلي عن فهم الواقع السياسي كما هو، وأضعف إمكانية بناء استراتيجية فعالة لمواجهة سيطرة رأس المال في زمن الأزمة البنيوية للرأسمالية. لكن كيف يمكن خوض هذا النضال؟ حين واجه فلاديمير لينين واقع «أرستقراطية العمال» داخل الطبقات العاملة في دول المركز الرأسمالي، والتي تحالفت مع الإمبريالية، كان جوابه: التوجّه إلى عمق الطبقة العاملة وأوسعها، محلياً وعالمياً، أي إلى أولئك الذين «لا يملكون ما يخسرونه سوى قيودهم»، كما كتب في «الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية». إنّ نضال اليوم، في ظل الانحدار نحو الفاشية، ليس نضالاً إصلاحياً عادياً، بل هو معركة شاملة ضد نظام طبقي مغلق، يزداد عنفاً وتركيزاً، ويخوض حرباً صريحة على الجميع باسم «استعادة العظمة». ومعه، لا بد من صراع جماهيري يتجاوز وهم الحياد السياسي للدولة، ويكشف بوضوح طبيعة النظام: دولة احتكارية تحكمها أقلية مالية-تكنولوجية تستخدم القومية والشعبوية ستاراً لاستبدادها الجديد.

تختار FDA منتقدي المعززات Covid ليكونوا مسؤوليًا جديدًا للقاحات اللقاحات الجديدة
تختار FDA منتقدي المعززات Covid ليكونوا مسؤوليًا جديدًا للقاحات اللقاحات الجديدة

وكالة نيوز

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • وكالة نيوز

تختار FDA منتقدي المعززات Covid ليكونوا مسؤوليًا جديدًا للقاحات اللقاحات الجديدة

ال إدارة الغذاء والدواء أعلنت يوم الثلاثاء أنها اختارت رئيسًا جديدًا لمركزه متهم بموافقات اللقاحات ومنتجات البيولوجيا الأخرى: الدكتور فيناي براساد ، وهو ناقد صوتي لتحركات الوكالة إلى Greenlight لقاح Covid-19 التعزيز. الدكتور بيتر ماركس ، الذي شغل منصب مدير مركز تقييم البيولوجيا والبحث في إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) ولعب دورًا رئيسيًا في إطلاق سرعة الاعوجاج-جهود إدارة ترامب لتسريع تطور اللقاحات خلال جائحة Covid-19. يعمل المركز مع القائم بأعمال مدير منذ ماركس غادرت إدارة الأغذية والعقاقير في مارس. 'الدكتور براساد يجلب هذا النوع من الصرامة العلمية والاستقلال والشفافية التي نحتاجها في CBER – خطوة مهمة إلى الأمام' ، مفوض FDA الدكتور مارتن ماكاري نشر على x يوم الثلاثاء. براساد لديه انتقد منذ فترة طويلة إن إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) لمنحها ترخيص استخدام الطوارئ لعمليات تعزيز لقاح Covid-19 ، قائلة في العام الماضي أن ماركس كانت 'إما غير مؤهلة أو فاسدة لتوضيح الداعم دون بيانات سريرية وعشوائية'. بعد ماركس كان أجبر على الخروج بواسطة وزير الصحة والخدمات الإنسانية روبرت ف. كينيدي جونيور ، براساد تسمى العلامات 'أحد أكثر المنظمين خطورة ، مؤيدين للوقاية في القرن الحادي والعشرين' و 'أكاديمية متواضعة' قبل الانضمام إلى الحكومة. 'يمكنك استبدال بيتر ماركس بدمية bobblehead التي تختم فقط الموافقة وستحصل على نفس النتيجة في إدارة الأغذية والعقاقير مع رسوم إدارية أقل' ، براساد نشر في 20 مارس ، تم إطاحة ماركس في الأسبوع السابق. براساد ، أستاذ في قسم علم الأوبئة والإحصاء الحيوي في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو. ينضم إلى الوكالة في وقت تقول FDA إنها تنظر إليها ما إذا كان سيوافق على التحديثات السنوية على لقاحات Covid-19 هذا الخريف ، كجزء من عملية روتينية كانت من المقرر أن تبدأ الشهر المقبل. لقد طرح المسؤولون إمكانية طلب تجارب عشوائية جديدة قبل الموافقة على التحديثات المستقبلية لقطات كوفيد. قبل أسبوع ، براساد قال دعم فكرة التجارب السريرية العشوائية الجديدة قبل الموافقة على تحديثات Covid Shot ، ووصفها بأنها 'سخيفة' بأن الولايات المتحدة كانت لا تزال تقدم لقاحات كوفيد للأطفال الصغار والتحذير من أن تغييرات الإجهاد قد تؤدي إلى تغييرات في الفعالية والسلامة. وكتب 'بدون تجارب ، إنها مسألة وقت فقط قبل أن توافق إدارة الأغذية والعقاقير على اللقاح الذي يسبب بعض النتائج السيئة مثل الخدار الناجم عن اللقاح. نما التالية ببراساد خلال جائحة Covid-19 ، حيث انتقد تدابير مثل ولايات اللقاح ودعا لقاح Moderna ليتم حظرها في الرجال أقل من 40. خلال الوباء ، كان المتهم إلى جانب Makary والدكتور تريسي Høeg من كونه مصممًا بارزًا للمعلومات الخاطئة حول لقاحات Covid-19. يعمل Høeg الآن مع إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) كمساعد خاص لـ Makary ، وحل محل ممثل الوكالة في مراكز مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية من ممارسات التحصين. في رسالة بريد إلكتروني إلى الموظفين المشتركة مع CBS News ، قال Makary إن براساد 'يجلب مجموعة كبيرة من المهارات والطاقة والكفاءة إلى إدارة الأغذية والعقاقير ، وأنا أعلم أنه يتوق إلى البدء في غمر نفسه في العمل المهم لـ CBER والوكالة ككل.' كما أثنى ماكاري على 'تاريخ براساد الطويل والمتميز في الطب'.

ميلاد كارل ماركس.. كيف كانت طفولته
ميلاد كارل ماركس.. كيف كانت طفولته

اليوم السابع

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • اليوم السابع

ميلاد كارل ماركس.. كيف كانت طفولته

تمر اليوم ذكرى ميلاد المفكر الشهير كارل ماركس ، إذ ولد في مثل هذا اليوم 5 مايو عام 1818، في مقاطعة الراين بألمانيا، وهو عالم اجتماع ومؤرخ واقتصادي نشر واستطاع أن يملأ الدنيا بأفكاره ونسبت إليه " الماركسية"، نشر مع فريدريك إنجلز عام 1848 بيان الحزب الشيوعى المعروف باسم البيان الشيوعي ، وهو الكتيب الأكثر شهرة في تاريخ الحركة الاشتراكية كما أنه كان مؤلف كتاب رأس المال وتشكل هذه الكتابات وغيرها لماركس وإنجلز أساس جسد الفكر والاعتقاد المعروف بالماركسية. تم تعميد كارل عندما كان عمره ست سنوات وعلى الرغم من أن كارل في شبابه كان متأثرًا بالدين بدرجة أقل من تأثره بالسياسات الاجتماعية النقدية والراديكالية في بعض الأحيان للتنوير إلا أن خلفيته اليهودية عرّضته للتحيز والتمييز الذي ربما أدى به إلى التشكيك في دور الدين في المجتمع وساهم في رغبته للتغيير الاجتماعي وفقا لموسوعة بريتانيكا. تلقى ماركس تعليمه من 1830 إلى 1835 في المدرسة الثانوية في ترير بألمانيا وأظهرت كتابات ماركس خلال هذه الفترة روح الإخلاص المسيحي والتوق إلى التضحية بالنفس من أجل البشرية وفي أكتوبر 1835 التحق بجامعة بون وكانت الدورات التي حضرها حصرية في العلوم الإنسانية، في مواضيع مثل الأساطير اليونانية والرومانية وتاريخ الفن. شارك في الأنشطة الطلابية المعتادة، وخاض مبارزة، وقضى يومًا في السجن لكونه في حالة سكر وعدم انتظام، ترأس نادي تافرن ، الذي كان على خلاف مع الجمعيات الطلابية الأرستقراطية وانضم إلى نادي الشعراء الذي ضم بعض النشطاء السياسيين وكانت الثقافة الطلابية المتمردة سياسياً بالفعل جزءًا من الحياة في بون، تم القبض على العديد من الطلاب، وكان البعض منهم يتعرضون للطرد في عهد ماركس، ولا سيما نتيجة محاولة الطلاب تعطيل جلسة البرلمان الفيدرالي في فرانكفورت، غادر ماركس بون بعد عام، وفي أكتوبر 1836 التحق بجامعة برلين لدراسة القانون والفلسفة. كانت تجربة ماركس الحاسمة في برلين هي تقديمه لفلسفة هيجل على الرغم من أنه في البداية شعر بالاشمئزاز تجاه مذاهب هيجل وقد كتب لوالده:"من انزعاج شديد من الاضطرار إلى صنع صنم لوجه أبغضه". كان الضغط الهيجلي في الثقافة الطلابية الثورية قوياً، وانضم ماركس إلى مجتمع يسمى نادي الأطباء، والذي شارك أعضاؤه بشكل مكثف في الحركة الأدبية والفلسفية الجديدة وبدأ الهيجليين الشباب بالتحرك نحو الإلحاد وتحدثوا أيضًا عن العمل السياسي. في يناير 1842، بدأ ماركس في المساهمة في صحيفة تأسست حديثًا في كولونيا، وهي Rheinische Zeitung وقد أدان الرقابة باعتبارها شرًا أخلاقيًا وتحدث كثيرا عن حرية الصحافة. بعد أربعة أشهر من زواجه انتقل اإلى باريس التي كانت آنذاك مركز الفكر الاشتراكي والطوائف التي سميت الشيوعية وهناك أصبح ماركس ثوريًا وشيوعيًا وبدأ في الارتباط بالمجتمعات الشيوعية للعمال الفرنسيين والألمان وكانت أفكارهم، في رأيه، "فجّة تمامًا وغير ذكية"، لكن شخصيتهم حركته حيث كان يقول: "أخوّة الإنسان ليست مجرد عبارة بل هي حقيقة من حقائق الحياة" كتب عام 1844 ؛ المخطوطات الاقتصادية والفلسفية ولم تُنشر هذه المخطوطات منذ حوالي 100 عام ، لكنها مؤثرة لأنها تُظهر الخلفية الإنسانية لنظريات ماركس التاريخية والاقتصادية اللاحقة التى رسخها فى كتبه الشهيرة فيما بعد.

"بين الفلسفة والسياسة".. كيف صنع كارل ماركس فكرًا غيّر العالم؟
"بين الفلسفة والسياسة".. كيف صنع كارل ماركس فكرًا غيّر العالم؟

الدستور

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الدستور

"بين الفلسفة والسياسة".. كيف صنع كارل ماركس فكرًا غيّر العالم؟

في مثل هذا اليوم وتحديدا 5 مايو لعام 1818، وُلد كارل ماركس في مدينة ترير الألمانية، ليصبح أحد أكثر المفكرين تأثيرًا في التاريخ الحديث، فلم يكن "ماركس" مجرد فيلسوف أو اقتصادي، بل كان ثوريا حمل في كتبه ومقالاته نداءً لتحرير الإنسان من الاستغلال، واضعا أسس نظرية ما زالت تُلهب الجدل وتثير الإعجاب أو النفور حتى يومنا هذا؛ "الماركسية". من ترير إلى برلين: ميلاد العقل المتمرّد نشأ كارل ماركس في أسرة يهودية تحوّلت للمسيحية لأسباب اجتماعية، لكنه لم يكن يومًا أسيرًا لعقيدة أو طائفة، فقد تأثّر منذ صغره بأفكار التنوير ونزعة الشك، وشرع في دراسة القانون والفلسفة متنقلا من بون إلى برلين، حيث التقى بفكر هيجل، ثم تمرّد عليه لاحقًا، وانضم إلى "الهيجليين الشباب"، لكنه كان يبحث عن فلسفة لا تكتفي بتفسير العالم بل تغيّره. في تلك الأجواء، تشكّل وعيه السياسي، وبدأت بذور نقده للرأسمالية تنمو، خاصة بعد قراءته لأعمال لودفيج فيورباخ، الذي أزاح الروح لصالح المادة، فقرر "ماركس" أن يجمع بين جدلية هيجل ومادية فيورباخ ليبدأ مشروعه الفكري الثوري. الصحفي المنفي.. الباحث عن الحقيقة في عيون الفقراء في عام 1842، تولّى كارل ماركس رئاسة تحرير صحيفة "الراينيشه تسايتونج"، وهناك بدأ يصطدم بقوة مع الرقابة البروسية بسبب مقالاته الجريئة عن الفقر والحرية والعدالة، ومع إغلاق الصحيفة، بدأ رحلة المنافي التي شكّلت مسيرته: من باريس إلى بروكسل، ثم إلى لندن التي قضى فيها بقية حياته. في باريس، بدأ "ماركس" أول احتكاك مباشر بالحركات العمالية والشيوعية، وهناك كتب أولى مخطوطاته الفلسفية الاقتصادية، ليعلن أن جوهر الإنسان لا يتحقق إلا في عمله، وأن الرأسمالية تغترب بالإنسان عن نفسه. ماركس وإنجلز... رفيقا الفكر والثورة التقى كارل ماركس عام 1844 برفيقه الفكري والسياسي فريدريك إنجلز، فبدأ تحالف فكري قلّ نظيره في التاريخ. معًا، كتبا في عام 1848 كتيّبًا صغيرًا سيُغيّر العالم: البيان الشيوعي، الذي صدّر بجملة لا تُنسى: "إن تاريخ كل المجتمعات حتى يومنا هذا هو تاريخ صراعات الطبقات". لم يكن البيان مجرد دعوة ثورية، بل خلاصة نظرية في فهم آليات التاريخ والاقتصاد والمجتمع. ومع اشتعال الثورات الأوروبية في العام نفسه، شارك ماركس بفعالية في ألمانيا، لكن الهزيمة أعادته إلى المنفى. سنوات العزلة... وولادة "رأس المال" استقر كارل ماركس في لندن منذ 1849، وعاش سنوات من الفقر المدقع، مات خلالها بعض أبنائه جوعًا ومرضًا، لكنه لم يتخل عن مشروعه الفكري، وبدعم دائم من إنجلز، بدأ في كتابة مؤلفه الأضخم: "رأس المال"، الذي نُشر جزءه الأول عام 1867، بينما ظل الجزءان الثاني والثالث حبيسي أوراقه حتى نشرهما إنجلز بعد وفاته. في هذا العمل، حلّل "ماركس" آليات النظام الرأسمالي، كاشفًا التناقض بين العمل ورأس المال، ومبينًا كيف تؤدي علاقات الإنتاج إلى تراكم الثروة لدى القلة وتفقير الأغلبية. اعتبر ماركس أن التغيير لا يأتي من الأخلاق أو الأمنيات، بل من حتميات مادية وتاريخية تنبع من تطور قوى الإنتاج. ماركس الأممي... وقصة كومونة باريس في ستينيات القرن التاسع عشر، عاد "ماركس" إلى النشاط السياسي من خلال تأسيس الأممية الأولى (1864)، حيث صاغ بيانها التأسيسي، ودعا إلى وحدة الطبقة العاملة على مستوى العالم، وعندما اندلعت ثورة كومونة باريس عام 1871، وقف إلى جانبها، وكتب مدافعًا عنها في عمله الشهير "الحرب الأهلية في فرنسا". رأى في الكومونة أول نموذج لدكتاتورية البروليتاريا، أي حكم الطبقة العاملة، بديلا عن استبداد البرجوازية. رحيل كارل ماركس توفي كارل ماركس في لندن يوم 14 مارس 1883، ولم يحضر جنازته سوى أقل من 20 شخصا، ولكن الرجل الذي مات معدما، ترك وراءه أفكارا غيّرت وجه القرن العشرين، وكانت وراء تأسيس حركات، وثورات، وأحزاب، ودول.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store