منذ 18 ساعات
إبر التنحيف تغزو الصيف... لكن ما خفي كان أعظم!
مع اقتراب فصل الصيف، يبدأ السباق المحموم نحو الجسم المثالي، وتنتشر الحميات والبرامج المكثفة، وتزداد شعبية حلول فقدان الوزن السريعة. ما بين إبر التنحيف التي تحظى بشهرة واسعة، والعلاجات التجميلية غير الجراحية، والعمليات الجراحية الكبرى، يجد كثيرون أنفسهم في حيرة: أي طريقة تناسبني؟ وأي خيار فعّال وآمن على المدى الطويل؟
إبر التنحيف: فاعلية مدهشة ولكن بشروط
توضح اختصاصية التغذية ماريا مزهر أن "الكثير من الناس يلجأون إلى إبر التنحيف مثل Ozempic وMounjaro التي تحتوي على مادة tirzepatide وSaxenda، خصوصاً في فصل الصيف الذي يشهد اهتماماً متزايداً بالمظهر الخارجي". تنتمي هذه الأدوية إلى فئة منشطات مستقبلاتGLP-1، وهو هرمون يعمل على تقليل الشهية من خلال آليات متعددة:
يبطئ عملية إفراغ المعدة، مما يُطيل شعور الشبع.
يؤثر على مراكز الشهية في الدماغ، فيقلل الرغبة في تناول الطعام.
يحفّز إفراز الإنسولين بعد الوجبات، ويساعد على تنظيم مستوى السكر في الدم.
يقلل من إنتاج الكبد للجلوكوز، مما يساهم في ضبط السكري من النوع الثاني.
وتشير مزهر إلى أن "هذه الأدوية يمكن أن تساعد على فقدان ما بين 10 إلى 20% من الوزن، دون الحاجة إلى مجهود شاق؛ وهذا ما يجعلها مغرية لكثيرين". كما أن استخدامها الأساسي لعلاج داء السكري من النوع الثاني جعلها خيارًا طبيًا موثوقًا، وبديلًا غير جراحيّ للّذين لا يرغبون في الخضوع لعمليات كبرى.
لكن لا يخلو الأمر من سلبيات، وَفق ما تحذّر مزهر: "قد يعاني البعض من آثار جانبية مثل الغثيان، التقيّؤ، الإمساك، وآلام في المعدة. كذلك هذه الأدوية غير مناسبة للأطفال، الحوامل، ومن يعانون حالات صحيّة معيّنة". كذلك، فإن تكلفتها المرتفعة تمثل عائقًا أمام شريحة كبيرة من الناس، ويظلّ نجاحها مرتبطًا بمدى الالتزام بنمط غذائي صحي ونشاط بدني منتظم. فبمجرد التوقف عن العلاج، قد يعود الوزن المفقود سريعًا.
البدائل غير الجراحية: تحسين مظهر لا إنقاص وزن
أما بالنسبة إلى الذين لا يفضّلون الأدوية أو الجراحة، فيبرز خيار تجميد الدهون (Fat Freezing) كحل غير جراحيّ شائع. هذه التقنية لا تحتاج إلى تخدير أو شقوق جراحية، وتُعدّ أكثر أمانًا من العمليات. ومع ذلك، تؤكّد مزهر أن "هذه الطرق لا تهدف إلى فقدان الوزن الحقيقي، بل إلى تحسين مظهر الجسم من خلال تكسير الدهون في مناطق محدّدة فقط". وتتطلب هذه التقنيات عادةً عدة جلسات، وقد تسبّب تورّمات موقتة بعد الجلسات، لكنّها تظلّ خيارًا مقبولًا لتحسين الشكل العام وليس لتغيير الوزن الكلي.
العمليات الجراحية: نتائج سريعة ومخاطر كامنة
من الخيارات الجذرية في فقدان الوزن، نجد العمليات الجراحية مثل تكميم المعدة، تحويل المسار، وشد البطن، والتي تضمن نتائج كبيرة في فترة قصيرة. لكن هذه الخيارات تأتي مع ثمنها، بحسب مزهر: "رغم فاعلية هذه العمليات، فإنها تحمل مخاطر مرتبطة بالتخدير والجراحة، وتحتاج إلى فترة نقاهة طويلة، كما لا تضمن عدم استعادة الوزن لاحقًا إذا لم يُغيّر الشخص نمط حياته".
الخلاصة: لا حلول سحرية، بل نمط حياة مستداماً
من كل ما سبق، يتضح أن فقدان الوزن ليس مسألة "خيار سهل وسريع"، بل رحلة متكاملة تتطلب توازنًا بين التغذية، والنشاط، والوعي الشخصي. توصي ماريا مزهر في ختام حديثها بأن "الحل الأمثل هو اتباع نمط حياة صحي، متوازن ومستدام، يشمل تغذية سليمة ونشاطًا بدنيًا منتظمًا، لأن أغلبية الوسائل الأخرى، سواء كانت أدوية أو جراحات، هي حلول موقتة، وقد لا تناسب الجميع".