#أحدث الأخبار مع #ماعندوشالشرق الجزائرية٠٤-٠٥-٢٠٢٥سياسةالشرق الجزائريةرسائل يومية الى القادة السياسيين (قواعد في السياسة): الحلقة الأولىبعض القادة لا يُهيئ لهم الوقت للقراءة في تاريخ ومهارات صنع الفعل السياسي، ولهذا فبعضهم يعيد (اختراع الدولاب من جديد)؛ بمعنى أنه يُجرب بلا خبرة، منطلقاً مما ندعوه الصفحة البيضاء (Tabula Rasa)، ولهذا تكثر الأخطاء وتتكرر. وهنا سنعرض على حلقات بعضاً من خبرة السياسة وممارساتها. وهذا لا يكون فيه استصغار لأحد. فأول دروس السياسة أن يبقى صدر السياسي منفتحًا على التعلم، استجابة لما تقتضيه القاعدة الشهيرة: (وحدهم الموتى هم الذين لا يتعلمون)، وأن يتجنب القائد باعتباره حكيما ً العُصاب الذي يربط التعلم بالطفولة وخبرات المدرسة السيئة حيث كان التعلم قسرًا، فالحكيم هو الذي يبقى يتعلم. (ويا بردها على الكبد من عالِم يقول لا أدري وهو يدري). وسنقدم هنا بعضاً من خبرتنا التي نسجنا بعضها في كتابنا المخصص للقادة (القواعد النفسية للسلطة): الواقع (أي الموجودات) هو الذي يتحكم في السياسة. وليس الأحلام وليس الرغبات. وأول دروس السياسة إذا أردنا أن تتحكم بالواقع، علينا الانصياع له؛ ولا يعني هذا الاستسلام لكل ما في الواقع، ولكن البداية تكون بالاعتراف بهذا الواقع والتعامل معه لتجاوزه؛ فشرط التجاوز التحقق، كما يقول الفيلسوف الألماني هيغل. بمعنى أننا عندما نكون مهزومين؛ لا ينبغي أن نُقنع نفسنا والآخرين بأننا منتصرون، أو إننا في وضع مقبول. لنعترف بالهزيمة ولا نستسلم لها، ولنعلم أن أول دروس السياسة : (أن علينا أن نُجبر الظروف المتحجرة على الرقص بأن نُغني لها لحنها ذاته). بنفس الوقت لا نجلد ذاتنا والآخرين، وبعلمٍ أن (الكرّة للضواري)، وبذات الوقت، كيف نطبق القاعدة الشهيرة في العمل السياسي: (تعلم كيف تُهزَم)؛ أي كيف تقع واقفاً. ذلك أن الصراع جولات، لذا فإن الكرّة تكون عندما نهيئ الواقع لكي يكون أفضل. ألف باء السياسة: ميزان القوى. ولا يجوز توقع أي تغيير أو نيل لمكتسبات خارج ميزان القوى. (واللي ماعندوش ما يلزموش)، لذا فإنه يستوجب أن يُسعى إلى تغيير موازين القوى بحيث تصبح أقوى وأفضل. والقاعدة هنا: أن نبني القوة بصمت ولا نتفاخر بها، ولا نعلن عنها بشكل مبكر والأفضل ألا نُعلن عنها أصلاً، لأننا نُعرضها بالإعلان المبكر إلى ما يسمى (fire back effect)؛ أي (أثر الاحتراق المبكر)، إذ أن أمرين يحرقان القوة والفكرة: الإعلان عنها قبل نضوجها، أو استخدامها في غير وقتها وفي غير مكانها وزمانها! ودون الإلتفات إلى ميزان القوى. وعندما نصل إلى القوة الملائمة، وقتها لا يجب علينا أن نستخدمها مباشرة؛ فقط يمكننا أن نُلوّح بها؛ لأن ثلث القوة يذهب عندما تستخدمها. إن جزءاً كبيراً من قيمة القوة (رهبتها وهيبتها). وعندما نُخيّر بين استخدام القوة وبين استخدام الدبلوماسية، لا يجب أن نتردد للحظة في استخدام الدبلوماسية، فهي الأقوى، ذلك أن استخدام القوة يكشفها، ويعرضها إلى القانون الأول في الفيزياء: (لكل فعل رد فعل)، ويصبح استخدام القوة (سجالاً)، وفي هذه الحالة لا تكون القوة ذات (رهبة)؛ لأن ما نستطيع أن نتعامل معه ونرد عليه، لا يكون مثلما ذاك الذين نتعامل معه كمجهول، لا نعرفه ونخشى تكاليفه. قاعدة مهمة في معاملات القوة، لا يجوز عند الاضطرار لاستخدامها الذهاب بعيداً في استخدامها؛ لأن ذلك يضعف القدرات اللاحقة. فقط يمكننا استخدامها بالتقسيط، ولكن لا يجب أن نتردد في توجيه الضربات القوية؛ لأن (الضربة التي لا تقتل تقوّي). ولا تجب المبالغة في استخدام القوة إلى اللانهاية، ولتترك لخصمنا منفذًا وحيداً يمر منه عبرنا؛ لأننا إذا لم نترك له ذلك المنفذ سيستميت، بينما وجود المنفذ يشكِّل في العامل النفسي فرصة له للهروب، سيختارها بدلاً من القتال حتى الموت! ففي الاعتبارات النفسية يفضل البشر حب الحياة على تعشّق الموت. وبكلمة بعلم النفس: (تفضيل ال Biophilia على ال Necrophilia). ولنتذكر أنه: لا يجب أن يُكسر الخصم بشكل كامل، فهذا ممنوع في العمل السياسي؛ ذلك أن قاعدة: رابح/رابح هي الوصفة الأساسية التي تمنع الصراع الاستنزافي. بينما قاعدة رابح/خاسر وصفة لحرب قادمة؛ لأن الخاسر سيحاول الانتقام من جديد باستعادة ميزان القوى والكرّة من جديد. بينما قاعدة خاسر/ خاسر فهي قاعدة الحروب العنيدة التي لا يتوقف أصحابها؛ إما على أمل النصر الكامل أو بسبب العناد الشخصي أحياناً، أو لعدم امتلاك المرونة الكافية والبراغماتية التي تقدم بعض التنازلات للوصول إلى تخفيض الصراع إلى أدنى درجاته أو الذهاب به إلى الغياهب. إن ميزان القوى هو الذي يحدد القدرة على (المنح /والمنع) وهو الذي يعطي الدبلوماسية أدواتها. لا شيءَ نهائيٌ في السياسة؛ لأن الأحداث تتحرك بشكل ديناميكي. الثابت الوحيد في السياسة هو المتغير. لذا علينا الصبر والعمل التدريجي لتغيير الوقائع. ولكن الأهم هو أن نكون مستعدين عندما تتغير تلك الوقائع من خارج حساباتنا، لاستثمار تلك المتغيرات، وبحيث لا نكون مجرد متلقين بفاعلية سلبية (passive).
الشرق الجزائرية٠٤-٠٥-٢٠٢٥سياسةالشرق الجزائريةرسائل يومية الى القادة السياسيين (قواعد في السياسة): الحلقة الأولىبعض القادة لا يُهيئ لهم الوقت للقراءة في تاريخ ومهارات صنع الفعل السياسي، ولهذا فبعضهم يعيد (اختراع الدولاب من جديد)؛ بمعنى أنه يُجرب بلا خبرة، منطلقاً مما ندعوه الصفحة البيضاء (Tabula Rasa)، ولهذا تكثر الأخطاء وتتكرر. وهنا سنعرض على حلقات بعضاً من خبرة السياسة وممارساتها. وهذا لا يكون فيه استصغار لأحد. فأول دروس السياسة أن يبقى صدر السياسي منفتحًا على التعلم، استجابة لما تقتضيه القاعدة الشهيرة: (وحدهم الموتى هم الذين لا يتعلمون)، وأن يتجنب القائد باعتباره حكيما ً العُصاب الذي يربط التعلم بالطفولة وخبرات المدرسة السيئة حيث كان التعلم قسرًا، فالحكيم هو الذي يبقى يتعلم. (ويا بردها على الكبد من عالِم يقول لا أدري وهو يدري). وسنقدم هنا بعضاً من خبرتنا التي نسجنا بعضها في كتابنا المخصص للقادة (القواعد النفسية للسلطة): الواقع (أي الموجودات) هو الذي يتحكم في السياسة. وليس الأحلام وليس الرغبات. وأول دروس السياسة إذا أردنا أن تتحكم بالواقع، علينا الانصياع له؛ ولا يعني هذا الاستسلام لكل ما في الواقع، ولكن البداية تكون بالاعتراف بهذا الواقع والتعامل معه لتجاوزه؛ فشرط التجاوز التحقق، كما يقول الفيلسوف الألماني هيغل. بمعنى أننا عندما نكون مهزومين؛ لا ينبغي أن نُقنع نفسنا والآخرين بأننا منتصرون، أو إننا في وضع مقبول. لنعترف بالهزيمة ولا نستسلم لها، ولنعلم أن أول دروس السياسة : (أن علينا أن نُجبر الظروف المتحجرة على الرقص بأن نُغني لها لحنها ذاته). بنفس الوقت لا نجلد ذاتنا والآخرين، وبعلمٍ أن (الكرّة للضواري)، وبذات الوقت، كيف نطبق القاعدة الشهيرة في العمل السياسي: (تعلم كيف تُهزَم)؛ أي كيف تقع واقفاً. ذلك أن الصراع جولات، لذا فإن الكرّة تكون عندما نهيئ الواقع لكي يكون أفضل. ألف باء السياسة: ميزان القوى. ولا يجوز توقع أي تغيير أو نيل لمكتسبات خارج ميزان القوى. (واللي ماعندوش ما يلزموش)، لذا فإنه يستوجب أن يُسعى إلى تغيير موازين القوى بحيث تصبح أقوى وأفضل. والقاعدة هنا: أن نبني القوة بصمت ولا نتفاخر بها، ولا نعلن عنها بشكل مبكر والأفضل ألا نُعلن عنها أصلاً، لأننا نُعرضها بالإعلان المبكر إلى ما يسمى (fire back effect)؛ أي (أثر الاحتراق المبكر)، إذ أن أمرين يحرقان القوة والفكرة: الإعلان عنها قبل نضوجها، أو استخدامها في غير وقتها وفي غير مكانها وزمانها! ودون الإلتفات إلى ميزان القوى. وعندما نصل إلى القوة الملائمة، وقتها لا يجب علينا أن نستخدمها مباشرة؛ فقط يمكننا أن نُلوّح بها؛ لأن ثلث القوة يذهب عندما تستخدمها. إن جزءاً كبيراً من قيمة القوة (رهبتها وهيبتها). وعندما نُخيّر بين استخدام القوة وبين استخدام الدبلوماسية، لا يجب أن نتردد للحظة في استخدام الدبلوماسية، فهي الأقوى، ذلك أن استخدام القوة يكشفها، ويعرضها إلى القانون الأول في الفيزياء: (لكل فعل رد فعل)، ويصبح استخدام القوة (سجالاً)، وفي هذه الحالة لا تكون القوة ذات (رهبة)؛ لأن ما نستطيع أن نتعامل معه ونرد عليه، لا يكون مثلما ذاك الذين نتعامل معه كمجهول، لا نعرفه ونخشى تكاليفه. قاعدة مهمة في معاملات القوة، لا يجوز عند الاضطرار لاستخدامها الذهاب بعيداً في استخدامها؛ لأن ذلك يضعف القدرات اللاحقة. فقط يمكننا استخدامها بالتقسيط، ولكن لا يجب أن نتردد في توجيه الضربات القوية؛ لأن (الضربة التي لا تقتل تقوّي). ولا تجب المبالغة في استخدام القوة إلى اللانهاية، ولتترك لخصمنا منفذًا وحيداً يمر منه عبرنا؛ لأننا إذا لم نترك له ذلك المنفذ سيستميت، بينما وجود المنفذ يشكِّل في العامل النفسي فرصة له للهروب، سيختارها بدلاً من القتال حتى الموت! ففي الاعتبارات النفسية يفضل البشر حب الحياة على تعشّق الموت. وبكلمة بعلم النفس: (تفضيل ال Biophilia على ال Necrophilia). ولنتذكر أنه: لا يجب أن يُكسر الخصم بشكل كامل، فهذا ممنوع في العمل السياسي؛ ذلك أن قاعدة: رابح/رابح هي الوصفة الأساسية التي تمنع الصراع الاستنزافي. بينما قاعدة رابح/خاسر وصفة لحرب قادمة؛ لأن الخاسر سيحاول الانتقام من جديد باستعادة ميزان القوى والكرّة من جديد. بينما قاعدة خاسر/ خاسر فهي قاعدة الحروب العنيدة التي لا يتوقف أصحابها؛ إما على أمل النصر الكامل أو بسبب العناد الشخصي أحياناً، أو لعدم امتلاك المرونة الكافية والبراغماتية التي تقدم بعض التنازلات للوصول إلى تخفيض الصراع إلى أدنى درجاته أو الذهاب به إلى الغياهب. إن ميزان القوى هو الذي يحدد القدرة على (المنح /والمنع) وهو الذي يعطي الدبلوماسية أدواتها. لا شيءَ نهائيٌ في السياسة؛ لأن الأحداث تتحرك بشكل ديناميكي. الثابت الوحيد في السياسة هو المتغير. لذا علينا الصبر والعمل التدريجي لتغيير الوقائع. ولكن الأهم هو أن نكون مستعدين عندما تتغير تلك الوقائع من خارج حساباتنا، لاستثمار تلك المتغيرات، وبحيث لا نكون مجرد متلقين بفاعلية سلبية (passive).