#أحدث الأخبار مع #مايكلإنزليخت،ارابيان بيزنس٣١-٠٣-٢٠٢٥ترفيهارابيان بيزنس'مفارقة العمل الجاد'.. لماذا يستمتع الناس بالقيام بالأشياء الصعبة؟بينما يهرب البعض من التحديات بطبيعتهم، هناك آخرون يسعون إليها عمدًا، بل ويختارون المشروعات التي يتجنبها الجميع، فيما يطلق عليه ' مفارقة العمل الجاد '، متحمسين لمواجهة المشكلات المعقدة دون خوف. لكن الدافع الحقيقي وراء 'مفارقة العمل الجاد'، لا يرتبط بالمال، بل بشيء أعمق متجذر في عقولنا، وفقًا لما أوردته ' ذا أتلانتيك '. مفارقة العمل الجاد: تقدير التحديات بسبب صعوبتها يقدم سباق كومرادز ماراثون ، في جنوب أفريقيا، مثالًا بارزًا على 'مفارقة العمل الجاد'، إذ يمتد السباق لمسافة 88 كيلومترًا ويُفرض على المشاركين إنهاؤه في غضون 12 ساعة كحد أقصى. خلال الثواني الأخيرة من السباق، يصبح الفشل في عبور خط النهاية أكثر من مجرد خسارة ميدالية، فهو يمحو اسم المتسابق بالكامل من سجل المشاركين. ورغم هذه القسوة، يشارك في السباق نحو 20 ألف عداء سنويًا، ويفشل أربعة آلاف منهم في إكماله. لماذا ننجذب إلى التحديات؟ هذا السلوك يعكس ما يُطلق عليه عالم النفس، مايكل إنزليخت، مصطلح 'مفارقة العمل الجاد'، والتي تشير إلى ميل غير منطقي لتقدير التجارب بسبب صعوبتها الهائلة، وليس على الرغم منها. أي ' مفارقة العمل الجاد '، هي أن التحدي نفسه يصبح دافعًا، حيث يجد الأفراد قيمة ومعنى في مواجهة المصاعب بدلًا من تجنبها. هذا التوجه قد يفسر لماذا يسعى البعض إلى المهام الصعبة، ويتطوعون لمشروعات شاقة.. فبالنسبة لهم، الجهد ليس عائقًا، بل جزءًا من المكافأة نفسها. اقتصاديات الجهد: لماذا نختار الطريق الصعب؟ لطالما نظرت النظريات الاقتصادية التقليدية، إلى الجهد المفرط، باعتباره عنصرًا سلبيًا. فمنذ أن افترض 'آدم سميث'، عام 1776، أن 'المشقة والمتاعب تقللان من القيمة التي نستمدها من النتيجة'، وحتى قانون تقليل الجهد الذي صاغه 'كلارك هل'، بعد قرن تقريبًا، ظل الاعتقاد السائد بأن البشر – وحتى الحيوانات – يفضلون دائمًا الطريق الأقل جهدًا، طالما أن النتيجة النهائية متساوية. رغم هذا التصور، يظهر سلوكنا الفعلي شيئًا مختلفًا يؤكد 'مفارقة العمل الجاد'.. ففي ظاهرة موثقة تُعرف بـ 'تأثير إيكيا'، وُجد أن الأشخاص يقدرون الأثاث بدرجة أكبر عندما يتكبدون عناء تجميعه بأنفسهم، حتى لو كان مطابقًا تمامًا لأثاث جاهز. لكن هذا النمط لا يقتصر على الأثاث السويدي فقط، بل يمتد إلى مجالات حياتنا اليومية: نختار تسلق الجبال، رغم توفر التلفريك. نكافح لحل ألغاز ألعاب الفيديو رغم أن الإجابات متاحة بمجرد بحث سريع على غوغل. نشارك في سباقات الماراثون، رغم أنه يمكننا ببساطة عدم القيام بذلك. لماذا ننجذب إلى 'مفارقة العمل الجاد'؟ يبدو أن المشقة في حد ذاتها تضيف قيمة إلى التجربة، إذ نشعر برضا أعمق عندما ننجز شيئًا تطلب منا جهدًا شخصيًا. بعبارة أخرى، ما نكافح من أجله، نقدّره أكثر. ما السبب؟ يُفسر بحث عالم النفس مايكل إنزليخت، هذا الميل من خلال عدة آليات نفسية متشابكة، من أبرزها: • الفجوة التجريبية بين المشقة والإنجاز كلما كانت المهمة أكثر صعوبة، زاد الشعور بالفخر والمتعة عند إتمامها، حيث أن الجهد المبذول يجعل الإنجاز أكثر إشباعًا. • التدريب على الاستمتاع بالتحديات نتعلم بشكل غير واعٍ ربط العمل الشاق، بالنشوة التي نشعر بها بعد النجاح، مما يجعلنا نبحث عن تحديات جديدة بدلًا من تجنبها. قد تبدو 'مفارقة العمل الجاد'، فكرة غير بديهية، لكنها تفتح منظورًا جديدًا حول إدارة فرق العمل. وبدلاً من تجنب التحديات أو تخفيفها، يمكن للقادة توظيفها كعوامل تحفيزية عبر: إعادة تأطير المشقة: بدلاً من الاعتذار عن وجود التحديات، يمكن إبراز دورها في تطوير المهارات، وتعزيز الشعور بالإنجاز. تحويل الجهد إلى مكافأة: عندما يُنظر إلى الصعوبات على أنها جزء أساسي من النمو، وليس مجرد عقبات، يصبح الإنجاز أكثر إرضاءً. تعزيز الحافز الداخلي: عندما يدرك الأفراد أن القيمة الحقيقية تكمن في تجاوز الصعوبات، وليس تفاديها، يصبح لديهم دافع حقيقي لمواصلة التقدم. باختصار، لا يكمن النجاح في سهولة الطريق، بل في قيمة الرحلة نفسها.
ارابيان بيزنس٣١-٠٣-٢٠٢٥ترفيهارابيان بيزنس'مفارقة العمل الجاد'.. لماذا يستمتع الناس بالقيام بالأشياء الصعبة؟بينما يهرب البعض من التحديات بطبيعتهم، هناك آخرون يسعون إليها عمدًا، بل ويختارون المشروعات التي يتجنبها الجميع، فيما يطلق عليه ' مفارقة العمل الجاد '، متحمسين لمواجهة المشكلات المعقدة دون خوف. لكن الدافع الحقيقي وراء 'مفارقة العمل الجاد'، لا يرتبط بالمال، بل بشيء أعمق متجذر في عقولنا، وفقًا لما أوردته ' ذا أتلانتيك '. مفارقة العمل الجاد: تقدير التحديات بسبب صعوبتها يقدم سباق كومرادز ماراثون ، في جنوب أفريقيا، مثالًا بارزًا على 'مفارقة العمل الجاد'، إذ يمتد السباق لمسافة 88 كيلومترًا ويُفرض على المشاركين إنهاؤه في غضون 12 ساعة كحد أقصى. خلال الثواني الأخيرة من السباق، يصبح الفشل في عبور خط النهاية أكثر من مجرد خسارة ميدالية، فهو يمحو اسم المتسابق بالكامل من سجل المشاركين. ورغم هذه القسوة، يشارك في السباق نحو 20 ألف عداء سنويًا، ويفشل أربعة آلاف منهم في إكماله. لماذا ننجذب إلى التحديات؟ هذا السلوك يعكس ما يُطلق عليه عالم النفس، مايكل إنزليخت، مصطلح 'مفارقة العمل الجاد'، والتي تشير إلى ميل غير منطقي لتقدير التجارب بسبب صعوبتها الهائلة، وليس على الرغم منها. أي ' مفارقة العمل الجاد '، هي أن التحدي نفسه يصبح دافعًا، حيث يجد الأفراد قيمة ومعنى في مواجهة المصاعب بدلًا من تجنبها. هذا التوجه قد يفسر لماذا يسعى البعض إلى المهام الصعبة، ويتطوعون لمشروعات شاقة.. فبالنسبة لهم، الجهد ليس عائقًا، بل جزءًا من المكافأة نفسها. اقتصاديات الجهد: لماذا نختار الطريق الصعب؟ لطالما نظرت النظريات الاقتصادية التقليدية، إلى الجهد المفرط، باعتباره عنصرًا سلبيًا. فمنذ أن افترض 'آدم سميث'، عام 1776، أن 'المشقة والمتاعب تقللان من القيمة التي نستمدها من النتيجة'، وحتى قانون تقليل الجهد الذي صاغه 'كلارك هل'، بعد قرن تقريبًا، ظل الاعتقاد السائد بأن البشر – وحتى الحيوانات – يفضلون دائمًا الطريق الأقل جهدًا، طالما أن النتيجة النهائية متساوية. رغم هذا التصور، يظهر سلوكنا الفعلي شيئًا مختلفًا يؤكد 'مفارقة العمل الجاد'.. ففي ظاهرة موثقة تُعرف بـ 'تأثير إيكيا'، وُجد أن الأشخاص يقدرون الأثاث بدرجة أكبر عندما يتكبدون عناء تجميعه بأنفسهم، حتى لو كان مطابقًا تمامًا لأثاث جاهز. لكن هذا النمط لا يقتصر على الأثاث السويدي فقط، بل يمتد إلى مجالات حياتنا اليومية: نختار تسلق الجبال، رغم توفر التلفريك. نكافح لحل ألغاز ألعاب الفيديو رغم أن الإجابات متاحة بمجرد بحث سريع على غوغل. نشارك في سباقات الماراثون، رغم أنه يمكننا ببساطة عدم القيام بذلك. لماذا ننجذب إلى 'مفارقة العمل الجاد'؟ يبدو أن المشقة في حد ذاتها تضيف قيمة إلى التجربة، إذ نشعر برضا أعمق عندما ننجز شيئًا تطلب منا جهدًا شخصيًا. بعبارة أخرى، ما نكافح من أجله، نقدّره أكثر. ما السبب؟ يُفسر بحث عالم النفس مايكل إنزليخت، هذا الميل من خلال عدة آليات نفسية متشابكة، من أبرزها: • الفجوة التجريبية بين المشقة والإنجاز كلما كانت المهمة أكثر صعوبة، زاد الشعور بالفخر والمتعة عند إتمامها، حيث أن الجهد المبذول يجعل الإنجاز أكثر إشباعًا. • التدريب على الاستمتاع بالتحديات نتعلم بشكل غير واعٍ ربط العمل الشاق، بالنشوة التي نشعر بها بعد النجاح، مما يجعلنا نبحث عن تحديات جديدة بدلًا من تجنبها. قد تبدو 'مفارقة العمل الجاد'، فكرة غير بديهية، لكنها تفتح منظورًا جديدًا حول إدارة فرق العمل. وبدلاً من تجنب التحديات أو تخفيفها، يمكن للقادة توظيفها كعوامل تحفيزية عبر: إعادة تأطير المشقة: بدلاً من الاعتذار عن وجود التحديات، يمكن إبراز دورها في تطوير المهارات، وتعزيز الشعور بالإنجاز. تحويل الجهد إلى مكافأة: عندما يُنظر إلى الصعوبات على أنها جزء أساسي من النمو، وليس مجرد عقبات، يصبح الإنجاز أكثر إرضاءً. تعزيز الحافز الداخلي: عندما يدرك الأفراد أن القيمة الحقيقية تكمن في تجاوز الصعوبات، وليس تفاديها، يصبح لديهم دافع حقيقي لمواصلة التقدم. باختصار، لا يكمن النجاح في سهولة الطريق، بل في قيمة الرحلة نفسها.