logo
#

أحدث الأخبار مع #متاهةالعزلة

من هو أُكتافيو باث الفائز بنوبل؟.. إليكم نظرة على أعماله
من هو أُكتافيو باث الفائز بنوبل؟.. إليكم نظرة على أعماله

الدستور

time١٩-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الدستور

من هو أُكتافيو باث الفائز بنوبل؟.. إليكم نظرة على أعماله

بمناسبة ذكرى وفاته.. في مثل هذا اليوم وتحديدا 19 أبريل لعام 1998، رحل عن عالمنا الأديب والمفكر والدبلوماسي المكسيكي أكتافيو باث، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا وفكريًا خُطّت سطوره بشغف الشعر، وعمق الفلسفة. اشتهر أكتافيو باث بمناهضته الصريحة للفاشية، كما عمل دبلوماسيًا لبلاده في عدد من الدول، وهو ما أتاح له تواصلًا مباشرًا مع ثقافات متعددة أثرت رؤيته الأدبية والفكرية، لم يكن باث مجرد شاعر، بل مفكر موسوعي كتب في النقد، التاريخ، السياسة، والفن، والدين، وكرّس قلمه لاستكشاف النفس البشرية ومواجهة التناقضات الكبرى التي تعصف بالعالم الحديث. بدايات أكتافيو باث مع الأدب بدأ أكتافيو باث كتابة الشعر مبكرًا، إذ نشر أولى قصائده وهو في السابعة عشرة من عمره، وكان لقاؤه بالشاعر التشيلي بابلو نيرودا محطة مفصلية في مسيرته؛ حيث شجعه الأخير على زيارة إسبانيا لحضور مؤتمر الأدباء في فالنسيا عام 1936، حيث كانت الحرب الأهلية الإسبانية في ذروتها، تلك التجربة شكّلت وعيه السياسي المبكر، وربطت بين الكلمة والالتزام. التحق أكتافيو باث بالسلك الدبلوماسي عام 1945، واستمر فيه حتى 1968، حيث خدم في كل من فرنسا وسويسرا والهند واليابان، وكان على صلة وثيقة بكبار المثقفين في تلك البلدان، إلا أن ما رسّخ صورته كضمير ثقافي حيّ هو استقالته من منصبه احتجاجًا على استخدام السلطات المكسيكية العنف لقمع مظاهرات الطلبة عام 1968، والتي راح ضحيتها نحو 300 طالب، بعد هذا الموقف، تفرّغ باث للكتابة والعمل الصحفي، وكرّس حياته للإبداع الحر. وشكلت رحلات باث المتعددة عاملًا أساسيًا في تكوين شخصيته الأدبية والفكرية، ففي عام 1944 حصل على منحة دراسية بالولايات المتحدة، وهناك تعمق في الشعر الإنكليزي وتأثر بأعمال شعراء مثل ت. س. إليوت، وإزرا باوند، ووالِس ستيفنز، وقد أثمرت هذه المرحلة عن مجموعته الشعرية "الحرية بضمانة الكلمة" (1949)، والتي تميزت بقصائد طويلة تنهل من روح القصّ، وتستخدم لغة محادثة حميمة. لكن الأثر الأعمق في تلك الفترة كان تأليفه لكتاب "متاهة العزلة" (1950)، الذي يُعد واحدًا من أبرز الدراسات التأملية في الثقافة المكسيكية. هذا الكتاب لا يكتفي بالنبش في الطقوس والعادات الموروثة من حضارة الأزتيك، بل يغوص في أعماق الروح المكسيكية، محللًا الشعور بالوحدة والغربة التي تميّز الذات المكسيكية في سياقها التاريخي والاجتماعي. أما إقامته في فرنسا (1946-1951)، فقد أدخلته إلى قلب التجربة السريالية، التي وجد فيها ملاذًا جماليًا وروحيًا، فالسريالية بالنسبة لباث ليست مجرد حركة فنية، بل تمردًا وجوديًا يهدف إلى تحطيم القيم البالية، وإعادة تشكيل العالم وفقًا لرغبة الإنسان في الحب والحرية، وقد تجلى هذا التوجه في أعماله مثل "نسر أم شمس؟" (1951)، و"فصل العنف" (1958)، و"سلمندرة" (1962)، حيث تفيض القصائد بفوضى الصور، واستغراق الذات، والرؤية الهذيانية للواقع، وكسر الحواجز التي يفترضها العقل. وفي عام 1952، حين انتقل إلى اليابان، اكتشف باث فن الـهايكو، القصائد اليابانية القصيرة التي تمتاز بالتركيز والدقة وعمق الصورة. وقد تأثر بها باث بشدة، وكتب مقطوعات هايكو ضمن مجموعته "بذور من أجل نشيد" (1954). لكن التأثير الأكثر عمقًا في مسيرته الفكرية جاء خلال عمله سفيرًا في الهند بين عامي 1962 و1968، حيث انفتح على الفلسفة الشرقية، لاسيما البوذية، التي تسربت إلى شعره مفاهيم مثل الانسجام مع الطبيعة، تجاوز الذات، البحث عن الحقيقة الداخلية، وتمجيد الصمت والتأمل. وقد بدت هذه النزعة الروحية بوضوح في ديوانه "أبيض" (1967) و"السفح الشرقي" (1971). تجربة أكتافيو باث الشعرية لم تكن تجربة أكتافيو باث الشعرية بمعزل عن تأملاته النقدية، فقد أثارت مجموعتاه "الحرية بضمانة الكلمة" و"متاهة العزلة" اهتمام الأوساط النقدية، وبلغ هذا الاهتمام ذروته بعد صدور كتابيه "القوس والقيثارة" (1956)، و"حجر الشمس" (1957)، في الأول، قدّم تأملاته حول ماهية الشعر ووظيفته، وفي الثاني عبّر عن رؤيته للزمن والحب واللغة في قصيدة طويلة تُعد من أبرز إنجازاته. مؤلفات أكتافيو باث من بين أبرز مؤلفاته: متاهة العزلة (1950)، الحرية بضمانة الكلمة (1949)، نسر أم شمس؟ (1951)، فصل العنف (1958)، سلمندرة (1962)، أبيض (1967)، القوس والقيثارة (1956)، حجر الشمس (1957)، الصوت الآخر: الشعر ونهاية القرن (1990). كما كتب باث دراسات هامة في الترجمة، البنيوية، الفن الحديث، من بينها: كلود ليفي-شتراوس أو مأدبة إيسوب الجديدة (1967)، مارسيل دوشامب أو حصن النقاء (1968)، الترجمة: الأدب والحرفية (1971)، أبناء الوحل (1974)، ودراسة عن الشاعرة الراهبة خوانا إينيس دي لا كروث، وظل باث يعمل في المجلة الثقافية التي أسسها بنفسه "بويلتا" (المنعطف) حتى وفاته. لقد تُرجمت أعماله الشعرية والنثرية إلى العديد من اللغات، من بينها العربية، لتُشكّل جسورًا جديدة بين الحضارات، ولتخلّد اسم أوكتافيو باث كواحد من أعظم أدباء القرن العشرين، الذين لم يكتبوا فقط عن أوطانهم، بل كتبوا عن الإنسان في جوهره، بكل ما يحمله من وحدةٍ، وحب، وحيرة، وأمل. أكتافيو باث وجائزة نوبل نال أكتافيو باث عدة جوائز، ومن بينها جائزة الشعر الكبرى الدولية من بيت الشعر العالمي في بروكسل، ثم توالت الجوائز، ومنها: جائزة ثيربانتس، كبرى الجوائز الأدبية في عالم اللغة الإسبانية، عام 1981، جائزة ت. س. إليوت من الولايات المتحدة عام 1987، وأخيرًا، جائزة نوبل للآداب عام 1990، ليكون أول مكسيكي، وخامس أديب من أمريكا اللاتينية يفوز بها. ولم تفز أي من أعماله منفردة بجائزة نوبل، بل كُرِّم مجمل نتاجه الأدبي، الذي تميّز، كما قالت الأكاديمية السويدية، بـ"آفاقه الثقافية الرحبة، وتوهجه العاطفي، وطاقة إنسانية لا تخبو".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store