منذ يوم واحد
توصياتخمسة كتب يوصي متعب الشمري بقراءتها
في هذه الزاوية سيأخذنا المترجم والكاتب السعودي متعب الشمري الذي رفد المكتبة العربية بخمسة عشر كتابًا ما بين الترجمة والتأليف، ونشرت له العديد من المقالات والترجمات في عدد من الدوريات السعودية والعربية، شارك في كثير من الفعاليات الأدبية والمنتديات المحلية والدولية إلى عوالم القراءة والرواية من خلال ما اطلع عليه مؤخراً ويوصي القراء بقراءتها.
شخصيات حية من الأغاني (محمد المنسي قنديل)
يقرّر الروائي المصري محمد المنسي قنديل تقديم أهل العشق والشعر والفن دونًا عن شخصيات «أغاني الأصفهاني» الأخرى من قادة وفرسان في حكايات ممزوجة بالحب والجنون والرغبة. وقد عمل الكاتب على تقديم هذه الحكايات بأسلوبه العذب الذي لا يخلو من إثارة، كما اعتدناه في رواياته، حيث تشدك كل حكاية حتى النهاية لمعرفة مصير أبطالها من الشعراء والعشاق، ابتداء بامرئ القيس، ومرورًا بجليلة «حرب البسوس» والخنساء وتأبط شرًا وقيس بن الملوّح ووضاح اليمن والفرزدق وبشار وغيرهم. كتاب ممتع إلى حد الغرابة.
ذبابة في الحساء (تشارلز سيميك)
أصدقكم القول إنني قرأت سيرة الشاعر الأميركي/ الصربي الكبير قبل أن أطلع على أشعاره حتى. إنها سيرة خرجت من رحم الحرب العالمية الثانية، حيث تساءل الكاتب: «هل صحيح أن المرء يتلّبسه الحنين للأهوال عندما يتقدم في العمر؟ أنا أشتاق إلى ظهيرة من أغسطس ما بعد الحرب. أنا وأمي وأخي تحت تهديد السلاح نمشي على أقدامنا من سجن إلى آخر.» سيرة يستعيد فيها سيميك صوت طفولته في مدينة بلغراد، ليبدأ بسرد ذكرياته حتى وصوله للولايات المتحدة. ولا ننسى هنا أن ننوّه بالدور الكبير الذي لعبته الترجمة الرشيقة من قبل الكاتبة والشاعرة د. إيمان مرسال في زيادة ألق السيرة ومتعتها.
ابن سينا أو الطريق إلى أصفهان (جيلبرت سينويه)
هي أول ما قرأت من أعمال الفرنسي سينويه، صاحب الثيمات والأجواء المشرقية الساحرة، قديمها وجديدها. إنها رواية تاريخية مذهلة عن حياة عبقري الطب ابن سينا، أحد أعظم علماء عصره في الطب والفلسفة واللاهوت والفلك، وفي العشق والمجون كذلك. رواية أجرى فيها سينويه نصّها على لسان تلميذ ابن سينا وتابعه أبو عبيد الجوزجاني الذي صاحبه في حله وترحاله، والذي وصف لنا «ما تعرض إليه معلمه من ظلم الملوك وسطوة الأمراء وتعب الجسد في مرام النفس الكبيرة». ورغم قراءاتي للعديد من أعمال سينويه (الغزيرة أصلًا)، إلا أن هذه الرواية لم تتزحزح عن المركز الأول، وغالبًا ما أوصي بقراءتها.
حفلة التيس (ماريو بارغاس يوسا)
تعد هذه الرواية أهم ما أبدعه الكاتب البيروفي الحائز على جائزة نوبل للأدب 2010، والذي رحل عن دنيانا قبل شهرين تقريبًا، بل إنها تنافس بالفعل «مئة عام من العزلة» على إمارة الرواية اللاتينية، بحسب الكثير من النقاد. إنها رواية مليئة بالمؤامرات والدسائس والأنظمة السياسية، مما يجعل الكثيرين يصنفونها ضمن الأدب السياسي، ولكنها أيضًا رواية نفسية بامتياز؛ حيث تظهر علاقة الديكتاتور «التيس»، وهذا لقبه، بشعبه وكيف كان يصرّف أمورهم ويحكمهم بقبضة من فولاذ؛ علاقة هذا الشعب بحاكمهم المستبد تروخيو، الذي كان يذلهم ويهينهم إلى أقصى درجة.
جدار بين ظلمتين (بلقيس شرارة ورفعة الجادرجي)
كتاب في السيرة الذاتية تناوب على كتابة أجزائه الروائية العراقية بلقيس شرارة وزوجها المهندس المعماري رفعت الجادرجي يحكيان فيه الأزمة التي مرّا بها حينما اعتقل الزوج لعشرين شهرًا. قرأته منذ صدوره عام 2003، وأجزم أن كل من اطلع عليه شارك الزوجين تلك الأزمة وتوتراتها والظلمة بدلالة معنيين (ظلام الليل والظلم والجور) في إشارة إلى سلطوية النظام وانتقاص حق الإنسان الأمر الذي يجعل معيشة أفراد المجتمع ظلمة شديدة العتمة والبؤس. كتاب جدير بالقراءة يجمع ما بين أدب السجون ووقائع الحياة المريرة.