#أحدث الأخبار مع #مجلة_برين_ميديسينالشرق السعوديةمنذ 13 ساعاتصحةالشرق السعوديةهل يحتوي الدماغ البشري على مواد بلاستيكية دقيقة؟ دراسة تجيبأظهرت مجموعة من الأبحاث المنشورة في عدد مايو من مجلة "برين ميديسين" (Brain Medicine) أدلة متزايدة على أن جزيئات البلاستيك الدقيقة الموجودة في الأغذية المعالجة قد تتراكم في أدمغة البشر، وربما تساهم في ارتفاع المعدلات العالمية للاكتئاب والخرف واضطرابات الصحة العقلية الأخرى. وتقدم هذه الدراسات التحليل الأكثر شمولاً حتى الآن للطرق المتعددة والمترابطة التي قد تؤثر بها هذه الجسيمات البلاستيكية الدقيقة على صحة الدماغ من خلال مسارات بيولوجية متعددة مترابطة. تصوَّر غلاف المجلة لشهر مايو 2025 دماغاً بشرياً مرصَّعاً بجزيئات بلاستيكية دقيقة ملونة، بجانب ملعقة بلاستيكية، وهو تعبير مرئي صادم عن الاكتشاف الرئيسي الذي يشير إلى احتواء الأدمغة البشرية على ما يعادل "ملعقة" من المواد البلاستيكية الدقيقة. البلاستيك في الجسم البشري وتستكشف 3 أوراق بحثية جديدة هذه القضية بالتفصيل، إلى جانب تعليق علمي سبق نشره إلكترونياً حول إزالة الجسيمات البلاستيكية من الجسم البشري. طرح الباحثون فرضية جديدة تربط بين استهلاك الأغذية المعالجة، والتعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة ونتائج الصحة العقلية. فكيف وصل البلاستيك إلى أدمغتنا؟ توجد الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في كل مكان حولنا، في الهواء والماء والطعام. وأشارت تقديرات إلى أن البشر يستهلكون ما بين 10 إلى 40 مليون طن من هذه الجسيمات سنوياً، مع توقعات بتضاعف هذه الكمية بحلول عام 2040. تأثير الجسيمات البلاستيكية وعلى الرغم من أن الأبحاث بشأن تأثير الجسيمات البلاستيكية على البشر لا تزال في مراحلها المبكرة، فإن الدراسات المخبرية والحيوانية تشير إلى أن التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة يمكن أن يؤدي إلى سلسلة من الآثار الصحية الخطيرة، حيث تسبب الإجهاد التأكسدي نتيجة اختلال التوازن بين الجذور الحرة ومضادات الأكسدة، مما يؤدي إلى تلف الخلايا، كما تحفز التهابات مزمنة في الأنسجة والأعضاء. وبالتوازي، تُضعف هذه الجسيمات وظائف الجهاز المناعي، ما يزيد قابلية الجسم للعدوى والأمراض. ومع استمرار التعرض، يظهر تلف في الأعضاء مثل الكبد والكلى، واضطرابات في التمثيل الغذائي تؤثر على معالجة الطاقة والعناصر الغذائية. أما الأثر الأكثر إثارة للقلق فهو تسرب هذه الجسيمات إلى الدماغ، حيث تساهم في زيادة خطر الأمراض العصبية مثل الخرف، من خلال التسبب في التهابات عصبية، وتراكم البروتينات السامة التي تدمر الخلايا العصبية مع الزمن. على سبيل المثال، وجدت دراسة سابقة أن الأشخاص الذين تحتوي لويحات الشرايين لديهم على جسيمات بلاستيكية كانوا أكثر عُرضة للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. كما أظهرت دراسة أخرى أن براز مرضى التهاب الأمعاء يحتوي على كمية أكبر من الجسيمات البلاستيكية مقارنة بالأصحاء. وأكدت بعض الدراسات على التركيز العالي للجسيمات البلاستيكية في الدماغ، خاصة تلك الأصغر من 200 نانومتر والمصنوعة من البولي إيثيلين. وفي تجارب على الأسماك، تسببت الجسيمات النانوية البلاستيكية في انخفاض النشاط الحركي والقدرة على الصيد، أما في الفئران، فقد أدى التعرض للبلاستيك لمدة 8 أسابيع إلى ضعف في الذاكرة والتهابات عصبية. تقليل مخاطر الجسيمات البلاستيكية في ظل الانتشار الواسع للجسيمات البلاستيكية في البيئة المحيطة، يصبح التخلص الكامل من التعرض لها أمراً مستحيلاً، لكن تظل هناك إجراءات عملية يمكن اتباعها لتقليل المخاطر الصحية الناتجة عنها. من أهم هذه الإجراءات التحول من المياه المعبأة في زجاجات بلاستيكية إلى مياه الصنبور، إذ يساهم هذا التغيير البسيط في خفض كمية الجسيمات البلاستيكية المستهلَكة من 90 ألف إلى 4 آلاف جسيم سنوياً. كما ينبغي تجنب استخدام الأواني البلاستيكية في تسخين الطعام، وخاصة في أفران الميكروويف، لأن الحرارة العالية تسبب انطلاق مليارات الجسيمات الدقيقة من هذه المواد. وأوصى الخبراء أيضاً بالتقليل من تناول الأغذية المعالجة اصطناعياً، مثل قطع الدجاج الجاهزة، والتي تحتوي على تركيزات أعلى بكثير من الجسيمات البلاستيكية مقارنة بالأطعمة الطازجة. ومن الإجراءات الوقائية المهمة استبدال العبوات البلاستيكية بأخرى زجاجية، أو معدنية لتخزين الأغذية، بالإضافة إلى استخدام فلاتر هواء عالية الكفاءة (HEPA) التي تزيل ما يصل إلى 99.97% من الجسيمات العالقة في الهواء، بما فيها الجسيمات البلاستيكية. وقال المؤلف الرئيسي لإحدى الدراسات، نيكولاس فابيانو، الباحث في جامعة "أوتاوا"، إن الأغذية المعالجة تشكل أكثر من 50% من السعرات الحرارية المستهلكة في بعض الدول، وهي تحتوي على تركيزات أعلى بكثير من الجسيمات البلاستيكية مقارنة بالأغذية الطبيعية، مع إمكانية عبور هذه الجسيمات للحاجز الدموي الدماغي والتراكم بكميات مقلقة. الأغذية المعالجة والمشكلات العقلية وكشفت البيانات عن علاقة مثيرة للقلق بين استهلاك الأغذية المعالجة والمشكلات العقلية، إذ تزيد مخاطر الاكتئاب بنسبة 22%، والقلق بنسبة 48%، واضطرابات النوم بنسبة 41% لدى مستهلكي هذه الأغذية. وتكمن الخطورة في أن الأغذية المعالجة مثل قطع الدجاج الجاهزة تحتوي على 30 ضعفاً من الجسيمات البلاستيكية مقارنة بلحوم الدجاج الطازجة. كما وجدت دراسات حديثة في "نيتشر ميديسين" (Nature Medicine) تركيزات أعلى بثلاث إلى خمس مرات من الجسيمات البلاستيكية في أدمغة المصابين بالخرف. وأشار الباحثون إلى تشابه آليات الضرر الناتجة عن الأغذية المعالجة والجسيمات البلاستيكية، إذ تؤثر كلتاهما على الالتهاب، والإجهاد التأكسدي، ووظائف الميتوكوندريا، وأنظمة الناقلات العصبية. ودعا العلماء إلى تطوير مؤشر غذائي لقياس التعرض للجسيمات البلاستيكية من خلال الطعام. وفي مسار موازٍ، بحثت دراسة أخرى إمكانية استخدام "تقنية الفصادة العلاجية" (فصل مكونات معينة من الدم بهدف علاج أمراض محددة)، لإزالة الجسيمات البلاستيكية من الدورة الدموية، رغم الحاجة إلى مزيد من الأبحاث في هذا المجال. وأكد الباحثون ضرورة خفض استهلاك الأغذية المعالجة، مع تطوير طرق أفضل للكشف عن الجسيمات البلاستيكية وإزالتها من الجسم البشري. أما فيما يتعلق بإمكانية التخلص من الجسيمات البلاستيكية المتراكمة في الجسم، فإن الأدلة العلمية الحالية لا تزال غير كافية لتأكيد وجود طرق فعالة لذلك. ولفتت بعض الدراسات الأولية إلى أن التعرق قد يكون وسيلة لإخراج بعض المركبات البلاستيكية، مثل "ثنائي الفينول أ"، لكن الأمر يحتاج إلى مزيد من البحث لفهم آليات التخلص من هذه المواد بشكل كامل. وذكرت الدراسة أنه يجب أن تركز الأبحاث العلمية على عدة محاور رئيسية، منها تحديد المستويات الآمنة للتعرض للجسيمات البلاستيكية، ودراسة العلاقة بين التعرض المزمن لهذه المواد والإصابة بالأمراض المزمنة مثل الخرف والاضطرابات الهرمونية. كما يُعد تطوير طرق أكثر دقة لرصد وتتبع الجسيمات البلاستيكية في أنسجة الجسم البشري من الأولويات البحثية الملحة؛ لفهم التأثيرات الصحية لهذه المواد بشكل أفضل.
الشرق السعوديةمنذ 13 ساعاتصحةالشرق السعوديةهل يحتوي الدماغ البشري على مواد بلاستيكية دقيقة؟ دراسة تجيبأظهرت مجموعة من الأبحاث المنشورة في عدد مايو من مجلة "برين ميديسين" (Brain Medicine) أدلة متزايدة على أن جزيئات البلاستيك الدقيقة الموجودة في الأغذية المعالجة قد تتراكم في أدمغة البشر، وربما تساهم في ارتفاع المعدلات العالمية للاكتئاب والخرف واضطرابات الصحة العقلية الأخرى. وتقدم هذه الدراسات التحليل الأكثر شمولاً حتى الآن للطرق المتعددة والمترابطة التي قد تؤثر بها هذه الجسيمات البلاستيكية الدقيقة على صحة الدماغ من خلال مسارات بيولوجية متعددة مترابطة. تصوَّر غلاف المجلة لشهر مايو 2025 دماغاً بشرياً مرصَّعاً بجزيئات بلاستيكية دقيقة ملونة، بجانب ملعقة بلاستيكية، وهو تعبير مرئي صادم عن الاكتشاف الرئيسي الذي يشير إلى احتواء الأدمغة البشرية على ما يعادل "ملعقة" من المواد البلاستيكية الدقيقة. البلاستيك في الجسم البشري وتستكشف 3 أوراق بحثية جديدة هذه القضية بالتفصيل، إلى جانب تعليق علمي سبق نشره إلكترونياً حول إزالة الجسيمات البلاستيكية من الجسم البشري. طرح الباحثون فرضية جديدة تربط بين استهلاك الأغذية المعالجة، والتعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة ونتائج الصحة العقلية. فكيف وصل البلاستيك إلى أدمغتنا؟ توجد الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في كل مكان حولنا، في الهواء والماء والطعام. وأشارت تقديرات إلى أن البشر يستهلكون ما بين 10 إلى 40 مليون طن من هذه الجسيمات سنوياً، مع توقعات بتضاعف هذه الكمية بحلول عام 2040. تأثير الجسيمات البلاستيكية وعلى الرغم من أن الأبحاث بشأن تأثير الجسيمات البلاستيكية على البشر لا تزال في مراحلها المبكرة، فإن الدراسات المخبرية والحيوانية تشير إلى أن التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة يمكن أن يؤدي إلى سلسلة من الآثار الصحية الخطيرة، حيث تسبب الإجهاد التأكسدي نتيجة اختلال التوازن بين الجذور الحرة ومضادات الأكسدة، مما يؤدي إلى تلف الخلايا، كما تحفز التهابات مزمنة في الأنسجة والأعضاء. وبالتوازي، تُضعف هذه الجسيمات وظائف الجهاز المناعي، ما يزيد قابلية الجسم للعدوى والأمراض. ومع استمرار التعرض، يظهر تلف في الأعضاء مثل الكبد والكلى، واضطرابات في التمثيل الغذائي تؤثر على معالجة الطاقة والعناصر الغذائية. أما الأثر الأكثر إثارة للقلق فهو تسرب هذه الجسيمات إلى الدماغ، حيث تساهم في زيادة خطر الأمراض العصبية مثل الخرف، من خلال التسبب في التهابات عصبية، وتراكم البروتينات السامة التي تدمر الخلايا العصبية مع الزمن. على سبيل المثال، وجدت دراسة سابقة أن الأشخاص الذين تحتوي لويحات الشرايين لديهم على جسيمات بلاستيكية كانوا أكثر عُرضة للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. كما أظهرت دراسة أخرى أن براز مرضى التهاب الأمعاء يحتوي على كمية أكبر من الجسيمات البلاستيكية مقارنة بالأصحاء. وأكدت بعض الدراسات على التركيز العالي للجسيمات البلاستيكية في الدماغ، خاصة تلك الأصغر من 200 نانومتر والمصنوعة من البولي إيثيلين. وفي تجارب على الأسماك، تسببت الجسيمات النانوية البلاستيكية في انخفاض النشاط الحركي والقدرة على الصيد، أما في الفئران، فقد أدى التعرض للبلاستيك لمدة 8 أسابيع إلى ضعف في الذاكرة والتهابات عصبية. تقليل مخاطر الجسيمات البلاستيكية في ظل الانتشار الواسع للجسيمات البلاستيكية في البيئة المحيطة، يصبح التخلص الكامل من التعرض لها أمراً مستحيلاً، لكن تظل هناك إجراءات عملية يمكن اتباعها لتقليل المخاطر الصحية الناتجة عنها. من أهم هذه الإجراءات التحول من المياه المعبأة في زجاجات بلاستيكية إلى مياه الصنبور، إذ يساهم هذا التغيير البسيط في خفض كمية الجسيمات البلاستيكية المستهلَكة من 90 ألف إلى 4 آلاف جسيم سنوياً. كما ينبغي تجنب استخدام الأواني البلاستيكية في تسخين الطعام، وخاصة في أفران الميكروويف، لأن الحرارة العالية تسبب انطلاق مليارات الجسيمات الدقيقة من هذه المواد. وأوصى الخبراء أيضاً بالتقليل من تناول الأغذية المعالجة اصطناعياً، مثل قطع الدجاج الجاهزة، والتي تحتوي على تركيزات أعلى بكثير من الجسيمات البلاستيكية مقارنة بالأطعمة الطازجة. ومن الإجراءات الوقائية المهمة استبدال العبوات البلاستيكية بأخرى زجاجية، أو معدنية لتخزين الأغذية، بالإضافة إلى استخدام فلاتر هواء عالية الكفاءة (HEPA) التي تزيل ما يصل إلى 99.97% من الجسيمات العالقة في الهواء، بما فيها الجسيمات البلاستيكية. وقال المؤلف الرئيسي لإحدى الدراسات، نيكولاس فابيانو، الباحث في جامعة "أوتاوا"، إن الأغذية المعالجة تشكل أكثر من 50% من السعرات الحرارية المستهلكة في بعض الدول، وهي تحتوي على تركيزات أعلى بكثير من الجسيمات البلاستيكية مقارنة بالأغذية الطبيعية، مع إمكانية عبور هذه الجسيمات للحاجز الدموي الدماغي والتراكم بكميات مقلقة. الأغذية المعالجة والمشكلات العقلية وكشفت البيانات عن علاقة مثيرة للقلق بين استهلاك الأغذية المعالجة والمشكلات العقلية، إذ تزيد مخاطر الاكتئاب بنسبة 22%، والقلق بنسبة 48%، واضطرابات النوم بنسبة 41% لدى مستهلكي هذه الأغذية. وتكمن الخطورة في أن الأغذية المعالجة مثل قطع الدجاج الجاهزة تحتوي على 30 ضعفاً من الجسيمات البلاستيكية مقارنة بلحوم الدجاج الطازجة. كما وجدت دراسات حديثة في "نيتشر ميديسين" (Nature Medicine) تركيزات أعلى بثلاث إلى خمس مرات من الجسيمات البلاستيكية في أدمغة المصابين بالخرف. وأشار الباحثون إلى تشابه آليات الضرر الناتجة عن الأغذية المعالجة والجسيمات البلاستيكية، إذ تؤثر كلتاهما على الالتهاب، والإجهاد التأكسدي، ووظائف الميتوكوندريا، وأنظمة الناقلات العصبية. ودعا العلماء إلى تطوير مؤشر غذائي لقياس التعرض للجسيمات البلاستيكية من خلال الطعام. وفي مسار موازٍ، بحثت دراسة أخرى إمكانية استخدام "تقنية الفصادة العلاجية" (فصل مكونات معينة من الدم بهدف علاج أمراض محددة)، لإزالة الجسيمات البلاستيكية من الدورة الدموية، رغم الحاجة إلى مزيد من الأبحاث في هذا المجال. وأكد الباحثون ضرورة خفض استهلاك الأغذية المعالجة، مع تطوير طرق أفضل للكشف عن الجسيمات البلاستيكية وإزالتها من الجسم البشري. أما فيما يتعلق بإمكانية التخلص من الجسيمات البلاستيكية المتراكمة في الجسم، فإن الأدلة العلمية الحالية لا تزال غير كافية لتأكيد وجود طرق فعالة لذلك. ولفتت بعض الدراسات الأولية إلى أن التعرق قد يكون وسيلة لإخراج بعض المركبات البلاستيكية، مثل "ثنائي الفينول أ"، لكن الأمر يحتاج إلى مزيد من البحث لفهم آليات التخلص من هذه المواد بشكل كامل. وذكرت الدراسة أنه يجب أن تركز الأبحاث العلمية على عدة محاور رئيسية، منها تحديد المستويات الآمنة للتعرض للجسيمات البلاستيكية، ودراسة العلاقة بين التعرض المزمن لهذه المواد والإصابة بالأمراض المزمنة مثل الخرف والاضطرابات الهرمونية. كما يُعد تطوير طرق أكثر دقة لرصد وتتبع الجسيمات البلاستيكية في أنسجة الجسم البشري من الأولويات البحثية الملحة؛ لفهم التأثيرات الصحية لهذه المواد بشكل أفضل.