logo
#

أحدث الأخبار مع #محمدالتوم،

حياة قاسية للعائدين إلى الخرطوم.. انهيار الخدمات وغلاء فاحش
حياة قاسية للعائدين إلى الخرطوم.. انهيار الخدمات وغلاء فاحش

العربي الجديد

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • العربي الجديد

حياة قاسية للعائدين إلى الخرطوم.. انهيار الخدمات وغلاء فاحش

يعيش السودانيون أوضاعاً معيشية وإنسانية قاسية بولاية الخرطوم، لاسيما النازحون الذين عادوا مؤخراً إلى منازلهم خلال الشهرين الماضيين. وواجه العائدون نقصاً حاداً في الخدمات الأساسية في ظل انعدام الكهرباء والمياه وانقطاع شبكات الاتصالات. وكان الناطق باسم الشرطة العميد فتح الرحمن محمد التوم، أعلن، مؤخراً، أن ولاية الخرطوم تشهد يومياً عودة ستة آلاف شخص مع توقعات بتضاعف الأعداد خلال الفترة المقبلة. وتوقع مراقبون أن تشهد الأسواق ارتفاعات جديدة في السلع، تزامناً مع الاستهدافات الجديدة لقوات الدعم السريع للمرافق الحيوية في شرق وشمال السودان، ما يزيد من أخطار نقل السلع في وقت شهد فيه عدد من وسائل المواصلات زيادات مفاجئة خلال الأيام الأخيرة. يقول مواطنون عادوا حديثاً إلى ولاية الخرطوم لـ"العربي الجديد" إنه "من شبه المستحيلة البقاء في ظل هذه الأوضاع، حيث انعدام تام للحركة التجارية وفقدان العمل وزيادة البطالة، في وقت غطت فيه الحشائش المتسلقة معظم واجهات المباني والمحال التجارية على الشوارع الرئيسية في الخرطوم، مع بقايا لافتات مهشمة بسبب المعارك الضارية بين الجيش ومليشيا الدعم السريع قبل تحرير الخرطوم". يروي المواطن عزت التوم لـ"العربي الجديد" أن المدينة تخلو من كل شيء إلا أمل العودة للحياة الطبيعية، وسط معاناة مضاعفة للحصول على المياه والكهرباء. ويقول التوم إن "العودة تبدو صعبة للكثيرين، خاصة أن خدمات الاتصالات غير متوفرة ومعظم المواطنين بلا عمل، ويعيشون في ظروف معقدة وفقر مدقع". اقتصاد عربي التحديثات الحية الحرب تفاقم معيشة عمال السودان... وهضم حقوق الليبيين ويخبر حمزة الضي من سكان مدينة بحري "العربي الجديد" بأن "الحركة في المدينة شبه طبيعية في بعض المناطق، بينما تخلو الشوارع من المارة باستثناء تجمعات طفيفة لبعض الشباب الذين يقومون بأعمال حفريات في محاولة للحصول على مياه". ونشرت الجهات الرسمية في الخرطوم تقريراً حول التخريب الكبير الذي طاول كابلات الكهرباء وسرقة واسعة للنحاس، ما عطل أمر إعادة الكهرباء للمواطنين، وتسبب في انعدام المياه، حيث ارتفع سعر برميل المياه، رغم أن الحكومة توفر شاحنات مياه كبيرة إلى بعض الأحياء أملاً في تخفيف المعاناة. ورغم عدم الاستقرار إلا أن بعض خطوط المواصلات بدأت في العمل تدريجياً، حيث يقول محمد زين، سائق حافلة، إن "العمل محدود في أوقات معينة لعدم وجود الركاب، بالإضافة إلى انعدام الكاش لدى المواطنين"، موضحاً أن الحياة تتوقف عند الرابعة مساء. كثير من المواطنين يؤكدون أن أسعار النقل تبدو مكلفة، حيث تتراوح قيمتها بين ألفين إلى ثلاثة آلاف جنيه (الدولار = 2700 جنيه في السوق السوداء). ورغم عودة بعض الباعة الجائلين إلى الأسواق إلا أنهم يشكون من قلة الحركة. يقول أحد الباعة إن "الخرطوم بدأت تشهد حركة محدودة مع عودة طفيفة للمواطنين". ويعتمد بائعو الأطعمة والعصائر والقهوة في دخلهم على سائقي الحافلات. وأفاد البائع في حديثه لـ"العربي الجديد" بأن دخله اليومي لا يتعدى 15 ألف جنيه، بينما كان يجني أضعاف هذا المبلغ في السابق. ويبين أنه "إذا استطاعت الجهات الرسمية استعادة المياه والكهرباء فسوف تعود المنطقة لطبيعتها في أقرب وقت"، مضيفاً "أتلقى اتصالات من المعارف والأصدقاء يستفسرون عن عودة المياه والكهرباء، ما يؤكد أن عودة المواطن مرتبطة بتوفير الخدمات الأساسية"، مشيراً إلى أن المياه يجلبها المواطنون من النيل حيث يباع غالون المياه بـ500 جنيه. اقتصاد عربي التحديثات الحية ذهب السودان.. ثروة عُرضة للنهب ووقود للحرب يقول التاجر أحمد آدم لـ"العربي الجديد" إن "السلع الاستهلاكية مثل الخضر والفاكهة استقرت أسعارها بسبب وفرتها من إنتاج المزارع القريبة في شمال "م درمان". وأضاف "الطماطم والبطاطس من أكثر أصناف المحاصيل الزراعية في متناول اليد بالنسبة للمواطنين، بينما اللحوم تشهد ندرة بسبب تعطل عجلة الإنتاج، ما أدى إلى زيادة سعرها بنسبة 60%". وتشهد الأسواق وبعض المحال التجارية التي افتتحت مؤخراً ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية وصل إلى نسبة 400%، في وقت يعاني فيه آلاف المواطنين من نفاد المدخرات المالية بسبب توقف الأعمال اليومية. يقول المواطن عثمان محمود، الذي يسكن جنوب الخرطوم، إنه ليس بمقدور سكان العاصمة مجاراة الأسعار المرتفعة لعدم وجود مصادر رزق بسبب الحرب. وأوضح أن عمليات النهب للمحال التجارية ما زالت مستمرة، الأمر الذي ساهم في ندرة السلع والاحتياجات الأساسية، خاصة السكر والزيت والبصل والدقيق والأرز. وخلفت الحرب معاناة جديدة ومأساة حقيقية، فقد انتشرت أمراض سوء التغذية والملاريا بشكل مقلق مع انعدام لأصناف الأدوية وارتفاع أسعار بعضها، حيث توقفت معظم المستشفيات والمراكز الصحية والصيدليات عن العمل، ما أدى إلى فقدان السكان للرعاية الصحية الأولية، مع تفشي الأوبئة بسبب الحرب، وانتشار كبير للجثث في الطرقات العامة والمنازل. وقال بيان سابق أصدرته غرفة طوارئ جنوب الخرطوم إن المنطقة تشهد أوضاعاً إنسانية متدهورة تتفاقم يوماً بعد يوم، حيث يعاني السكان من أزمات صحية خانقة، وانفلات أمني خطير، وتدهور في سبل العيش، ما يستوجب تدخلاً عاجلاً لإنقاذ الأرواح وتخفيف معاناة المواطنين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store