
حياة قاسية للعائدين إلى الخرطوم.. انهيار الخدمات وغلاء فاحش
يعيش
السودانيون
أوضاعاً معيشية وإنسانية قاسية بولاية الخرطوم، لاسيما
النازحون
الذين عادوا مؤخراً إلى منازلهم خلال الشهرين الماضيين. وواجه العائدون نقصاً حاداً في الخدمات الأساسية في ظل انعدام الكهرباء والمياه وانقطاع شبكات الاتصالات. وكان الناطق باسم الشرطة العميد فتح الرحمن محمد التوم، أعلن، مؤخراً، أن ولاية الخرطوم تشهد يومياً عودة ستة آلاف شخص مع توقعات بتضاعف الأعداد خلال الفترة المقبلة.
وتوقع مراقبون أن تشهد الأسواق ارتفاعات جديدة في السلع، تزامناً مع الاستهدافات الجديدة لقوات الدعم السريع للمرافق الحيوية في شرق وشمال السودان، ما يزيد من أخطار نقل السلع في وقت شهد فيه عدد من وسائل المواصلات زيادات مفاجئة خلال الأيام الأخيرة.
يقول مواطنون عادوا حديثاً إلى ولاية الخرطوم لـ"العربي الجديد" إنه "من شبه المستحيلة البقاء في ظل هذه الأوضاع، حيث انعدام تام للحركة التجارية وفقدان العمل وزيادة البطالة، في وقت غطت فيه الحشائش المتسلقة معظم واجهات المباني والمحال التجارية على الشوارع الرئيسية في الخرطوم، مع بقايا لافتات مهشمة بسبب المعارك الضارية بين الجيش ومليشيا الدعم السريع قبل تحرير الخرطوم".
يروي المواطن عزت التوم لـ"العربي الجديد" أن المدينة تخلو من كل شيء إلا أمل العودة للحياة الطبيعية، وسط معاناة مضاعفة للحصول على المياه والكهرباء. ويقول التوم إن "العودة تبدو صعبة للكثيرين، خاصة أن خدمات الاتصالات غير متوفرة ومعظم المواطنين بلا عمل، ويعيشون في ظروف معقدة وفقر مدقع".
اقتصاد عربي
التحديثات الحية
الحرب تفاقم معيشة عمال السودان... وهضم حقوق الليبيين
ويخبر حمزة الضي من سكان مدينة بحري "العربي الجديد" بأن "الحركة في المدينة شبه طبيعية في بعض المناطق، بينما تخلو الشوارع من المارة باستثناء تجمعات طفيفة لبعض الشباب الذين يقومون بأعمال حفريات في محاولة للحصول على مياه". ونشرت الجهات الرسمية في الخرطوم تقريراً حول التخريب الكبير الذي طاول كابلات الكهرباء وسرقة واسعة للنحاس، ما عطل أمر إعادة الكهرباء للمواطنين، وتسبب في انعدام المياه، حيث ارتفع سعر برميل المياه، رغم أن الحكومة توفر شاحنات مياه كبيرة إلى بعض الأحياء أملاً في تخفيف المعاناة.
ورغم عدم الاستقرار إلا أن بعض خطوط المواصلات بدأت في العمل تدريجياً، حيث يقول محمد زين، سائق حافلة، إن "العمل محدود في أوقات معينة لعدم وجود الركاب، بالإضافة إلى انعدام الكاش لدى المواطنين"، موضحاً أن الحياة تتوقف عند الرابعة مساء.
كثير من المواطنين يؤكدون أن أسعار النقل تبدو مكلفة، حيث تتراوح قيمتها بين ألفين إلى ثلاثة آلاف جنيه (الدولار = 2700 جنيه في السوق السوداء).
ورغم عودة بعض الباعة الجائلين إلى الأسواق إلا أنهم يشكون من قلة الحركة. يقول أحد الباعة إن "الخرطوم بدأت تشهد حركة محدودة مع عودة طفيفة للمواطنين". ويعتمد بائعو الأطعمة والعصائر والقهوة في دخلهم على سائقي الحافلات. وأفاد البائع في حديثه لـ"العربي الجديد" بأن دخله اليومي لا يتعدى 15 ألف جنيه، بينما كان يجني أضعاف هذا المبلغ في السابق.
ويبين أنه "إذا استطاعت الجهات الرسمية استعادة المياه والكهرباء فسوف تعود المنطقة لطبيعتها في أقرب وقت"، مضيفاً "أتلقى اتصالات من المعارف والأصدقاء يستفسرون عن عودة المياه والكهرباء، ما يؤكد أن عودة المواطن مرتبطة بتوفير الخدمات الأساسية"، مشيراً إلى أن المياه يجلبها المواطنون من النيل حيث يباع غالون المياه بـ500 جنيه.
اقتصاد عربي
التحديثات الحية
ذهب السودان.. ثروة عُرضة للنهب ووقود للحرب
يقول التاجر أحمد آدم لـ"العربي الجديد" إن "السلع الاستهلاكية مثل الخضر والفاكهة استقرت أسعارها بسبب وفرتها من إنتاج المزارع القريبة في شمال "م درمان". وأضاف "الطماطم والبطاطس من أكثر أصناف المحاصيل الزراعية في متناول اليد بالنسبة للمواطنين، بينما اللحوم تشهد ندرة بسبب تعطل عجلة الإنتاج، ما أدى إلى زيادة سعرها بنسبة 60%".
وتشهد الأسواق وبعض المحال التجارية التي افتتحت مؤخراً ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية وصل إلى نسبة 400%، في وقت يعاني فيه آلاف المواطنين من نفاد المدخرات المالية بسبب توقف الأعمال اليومية. يقول المواطن عثمان محمود، الذي يسكن جنوب الخرطوم، إنه ليس بمقدور سكان العاصمة مجاراة الأسعار المرتفعة لعدم وجود مصادر رزق بسبب الحرب. وأوضح أن عمليات النهب للمحال التجارية ما زالت مستمرة، الأمر الذي ساهم في ندرة السلع والاحتياجات الأساسية، خاصة السكر والزيت والبصل والدقيق والأرز.
وخلفت الحرب معاناة جديدة ومأساة حقيقية، فقد انتشرت أمراض سوء التغذية والملاريا بشكل مقلق مع انعدام لأصناف الأدوية وارتفاع أسعار بعضها، حيث توقفت معظم المستشفيات والمراكز الصحية والصيدليات عن العمل، ما أدى إلى فقدان السكان للرعاية الصحية الأولية، مع تفشي الأوبئة بسبب الحرب، وانتشار كبير للجثث في الطرقات العامة والمنازل. وقال بيان سابق أصدرته غرفة طوارئ جنوب الخرطوم إن المنطقة تشهد أوضاعاً إنسانية متدهورة تتفاقم يوماً بعد يوم، حيث يعاني السكان من أزمات صحية خانقة، وانفلات أمني خطير، وتدهور في سبل العيش، ما يستوجب تدخلاً عاجلاً لإنقاذ الأرواح وتخفيف معاناة المواطنين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 7 ساعات
- العربي الجديد
الأسواق اليوم: صعود الذهب والنفط وسط ضعف الدولار وتهديدات إسرائيل لإيران
صعد الذهب، اليوم الأربعاء، إلى أعلى مستوياته في أسبوع، مع ضعف الدولار وسعي المستثمرين إلى الملاذ الآمن، وسط حالة من عدم اليقين المالي في الولايات المتحدة، حيث يناقش الكونغرس مشروعاً شاملاً للضرائب. يأتي هذا في الوقت الذي ارتفع فيه سعر النفط بعد تهديدات إسرائيل بضرب منشآت نووية في إيران . وذكرت شبكة "سي أن أن"، أمس الثلاثاء، نقلاً عن مسؤولين أميركيين مطلعين، أنّ معلومات مخابرات جديدة حصلت عليها الولايات المتحدة، تشير إلى أن إسرائيل تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية. وأضافت الشبكة الإخبارية نقلاً عن المسؤولين أنه لم يتضح ما إذا كان قادة إسرائيل اتخذوا قراراً نهائياً. وعقدت الولايات المتحدة وإيران عدة جولات من المحادثات هذا العام حول البرنامج النووي الإيراني، وأعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض عقوبات أشد على صادرات النفط الخام الإيرانية لإجبار طهران على التخلي عن طموحاتها النووية. ورغم هذه المحادثات، أدلى مسؤولون أميركيون والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بتعليقات أمس تشير إلى أن الجانبين لا يزالان بعيدين عن التوصل إلى حل. وفي الشأن المالي الأميركي، ضغط ترامب، أمس الثلاثاء، على رفاقه الجمهوريين في الكونغرس لتوحيد صفوفهم خلف مشروع قانون شامل لخفض الضرائب سيؤدي إلى رفع الدين العام الأميركي، لكنه فشل على ما يبدو في إقناع مجموعة من الرافضين الذين لا يزال بإمكانهم عرقلة المشروع. اقتصاد دولي التحديثات الحية قنبلة الديون الأميركية: خفض التصنيف الائتماني يرفع مخاوف الأسواق صعود الذهب وفي أسواق المعادن النفيسة، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1% إلى 3319.51 دولاراً للأوقية بحلول الساعة 06.41 بتوقيت غرينتش، بعد أن سجل أعلى مستوى له منذ 12 مايو/ أيار في وقت سابق من الجلسة. وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3% إلى 3295.80 دولاراً. وتراجع الدولار إلى أدنى مستوى له منذ الثامن من مايو/ أيار، مما يجعل الذهب المسعر بالدولار أرخص لحائزي العملات الأجنبية. وقال إدوارد مائير المحلل في شركة ماريكس "خسر مؤشر الدولار العام أكثر من نقطة كاملة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية مع استمرار تصنيف موديز الائتماني بالإضافة إلى الشكوك حول مشروع قانون الضرائب الذي قدمه (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب في تقويض الدولار". وقال تيم ووترير كبير محللي السوق في "كي سي إم" "من المرجح أن يشهد الذهب مزيداً من الارتفاع على المدى المتوسط إلى الطويل، على الرغم من أنه إذا ظهرت أي عناوين إيجابية لصفقات تجارية، فقد يكون ذلك عقبة أمام الذهب في محاولة استعادة مستوى 3500 دولار". ويميل الذهب، الذي يعتبر ملاذا آمنا في حالات الضبابية السياسية والاقتصادية، إلى الانتعاش في ظل أسعار الفائدة المنخفضة. وقال تيم ووترر كبير محللي السوق في كيه.سي.إم تريد: "من المرجح أن يشهد الذهب مزيدا من الارتفاع في الأجلين المتوسط إلى الطويل، لكن إذا ظهرت أي أخبار رئيسية إيجابية عن صفقات تجارية، فقد يكون ذلك عقبة أمام الذهب في محاولة استعادة مستوى 3500 دولار". وأما ما يخص المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.2% إلى 33.14 دولاراً للأونصة، ونزل البلاتين 1% إلى 1043.35 دولاراً، بينما انخفض البلاديوم بنسبة 0.8% إلى 1005.11 دولاراً، وحقق في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوى له منذ الرابع من فبراير/ شباط. وقال تاي وونج، وهو تاجر معادن مستقل: "البلاديوم متعطش للأخبار الجيدة... وتحرك هوندا بشكل أكبر نحو السيارات الهجينة وليس الكهربائية هو سبب وجيه". ويستخدم مصنعو السيارات كلا من البلاتين والبلاديوم في تقليل انبعاثات العوادم . ارتفاع النفط وفي أسواق الطاقة، قفزت أسعار النفط بأكثر من 1%، اليوم الأربعاء، متأثرة بمخاوف تتعلق بتعطل الإمدادات من الشرق الأوسط بعدما ذكرت شبكة "سي أن أن" أنّ إسرائيل تجهز لتوجيه ضربة إلى منشآت نووية إيرانية. وبحلول الساعة 06.30 بتوقيت غرينتش، زادت العقود الآجلة لخام برنت لشهر يوليو/ تموز 68 سنتاً أو 1.04% إلى 66.06 دولاراً للبرميل. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي لشهر يوليو 70 سنتاً أو 1.1% مسجلة 62.73 دولاراً. وقال خبراء استراتيجيات السلع في "آي إن جي" اليوم "مثل هذا التصعيد لن يعرض الإمدادات الإيرانية للخطر فحسب، بل سيعرض أجزاء كبيرة من المنطقة للخطر أيضاً". وإيران ثالث أكبر منتج بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، وربما يؤدي أي هجوم إسرائيلي إلى تعطل إمداداتها من الخام. اقتصاد عربي التحديثات الحية منتدى قطر يكشف ملامح تحولات الاقتصاد العالمي... تعرف عليها وهناك أيضاً مخاوف من احتمال رد إيران، في حال مهاجمتها، بمنع تدفقات ناقلات النفط عبر مضيق هرمز بالخليج الذي تصدر من خلاله السعودية والكويت والعراق والإمارات النفط الخام والوقود. وقال محللو آي.إن.جي "هناك محادثات نووية غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، والتي، في حال نجاحها، ربما تدفع السوق إلى الارتفاع بقدر أكبر. ومع ذلك، يبدو أنّ هذه المحادثات تفقد زخمها". ورغم ذلك، ظهرت بوادر على زيادة الإمدادات. وذكرت مصادر بالسوق نقلاً عن أرقام معهد البترول الأميركي، أمس الثلاثاء، أنّ مخزونات النفط الخام بالولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي بينما انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير. وقالت المصادر إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للخام في العالم، ارتفعت بمقدار 2.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 16 مايو/ أيار. ويترقب المستثمرون أيضاً بيانات مخزونات النفط الأميركية الحكومية الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة في وقت لاحق اليوم الأربعاء. وكشف مصدر في القطاع عن أنّ إنتاج كازاخستان من النفط زاد 2% في مايو، وهي زيادة تتحدى ضغوط تحالف "أوبك+" لخفض إنتاجها. هبوط الدولار وفي أسواق العملات، انخفض الدولار، اليوم الأربعاء، مواصلاً تراجعه الذي استمر يومين أمام العملات الرئيسية الأخرى، إذ لم يتمكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب من إقناع الجمهوريين الرافضين بدعم مشروع قانون الضرائب الشامل الذي طرحه. ويتوخى المتعاملون أيضاً الحذر من احتمال سعي المسؤولين الأميركيين لإضعاف الدولار في اجتماعات وزراء مالية مجموعة السبع المنعقدة حالياً في كندا. وهذا الأسبوع، تباطأت التطورات بشكل كبير في حرب الرسوم الجمركية العالمية التي يشنها ترامب، والتي أدت إلى تأرجح العملات بشكل كبير في الأشهر القليلة الماضية، حتى مع اقتراب نهاية مهلة التسعين يوماً التي تشهد تعليقاً لرسوم جمركية على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة من دون إبرام اتفاقيات تجارية جديدة. وفي حين لا تزال الأسواق متفائلة بأن البيت الأبيض حريص على عودة التدفق التجاري على أساس مستدام، يبدو أن المحادثات مع الحليفتين المقربتين طوكيو وسيول فقدت زخمها. ومع تضافر كل ذلك، ظل الدولار تحت الضغط. وكتب محللو بنك الكومنولث الأسترالي في مذكرة "لا نعتبر أن الدولار، والأصول الأميركية عموماً، في بداية دوامة من الانهيار". واستطردوا "مع ذلك، نتوقع أن يضعف الدولار مجدداً في عام 2026 بمجرد تلاشي الضبابية المحيطة بالرسوم الجمركية وانخفاض أسعار الفائدة الذي سيدعم انتعاش الاقتصاد العالمي". ويقول محللون إنّ مشروع قانون ترامب الضريبي سيضيف ما بين ثلاثة وخمسة تريليونات دولار إلى ديون البلاد. ويؤثر تضخم الديون والخلافات التجارية وضعف الثقة على الأصول الأميركية. وكتب محللو "غولدمان ساكس"، في مذكرة بحثية، "معدلات الرسوم الجمركية الآن أقل، ولكنها ليست منخفضة، ويمكن قول الشيء نفسه عن مخاطر الركود في الولايات المتحدة". اقتصاد دولي التحديثات الحية الصين تكثف شراء الذهب رغم الأسعار القياسية وأضافوا "لا تزال الولايات المتحدة تواجه أسوأ مزيج بين النمو والتضخم بين الاقتصادات الرئيسية، وبينما يشق مشروع القانون المالي طريقه بالكونغرس، فإن تراجع التفوق الأميركي يُثبت، حرفياً، أنه مكلف في وقت يشهد احتياجات تمويل كبيرة". وتابعوا "يفتح هذا مسارات أوسع لضعف الدولار ومنحنى أكثر انحداراً لسندات الخزانة الأميركية". وتراجع الدولار 0.55% إلى 143.715 يناً بحلول الساعة 05.20 بتوقيت غرينتش، ونزل 0.67% إلى 0.8222 فرنك سويسري. وارتفع اليورو 0.42% إلى 1.1332 دولار، في حين زاد الجنيه الإسترليني 0.3% إلى 1.34315 دولار. وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية، 0.38% إلى 99.59، مواصلاً انخفاضاً بلغ 1.3%على مدار يومين. (رويترز، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ يوم واحد
- العربي الجديد
الأسواق اليوم.. تراجع الدولار والنفط وصعود الذهب
تأثرت الأسواق العالمية، اليوم الاثنين، بعدد من العوامل الجيوسياسية والمالية والتجارية، وهو ما انعكس على أسعار الذهب التي عاودت الصعود، بينما تراجع الدولار ومؤشر بورصة طوكيو، و أسعار النفط . وخفضت وكالة موديز التصنيف الائتماني السيادي الأعلى لأميركا درجة واحدة يوم الجمعة، وهي آخر وكالة من وكالات التصنيف الرئيسية التي تخفض تصنيف البلاد، مشيرة إلى مخاوف إزاء تراكم ديون البلاد البالغة 36 تريليون دولار. وقال وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، في مقابلات تلفزيونية، أمس الأحد، إن الرئيس دونالد ترامب سيفرض رسوما جمركية بالمعدل الذي هدد به الشهر الماضي على الشركاء التجاريين الذين لا يتفاوضون "بحسن نية". وفي الوقت نفسه، يواجه ترامب مقاومة داخل حزبه للمضي قدما في مشروع قانون شامل لخفض الضرائب من شأنه أن يضيف ما يقدر بنحو ثلاثة إلى خمسة تريليونات دولار إلى ديون البلاد على مدى العقد المقبل. تراجع الدولار وفي أسواق العملات، قلص الدولار مكاسبه التي حققها على مدار أربعة أسابيع في بداية التعاملات الآسيوية، إذ استوعبت الأسواق التخفيض المفاجئ للتصنيف الائتماني للحكومة الأميركية فيما نالت الخلافات التجارية المستمرة من ثقة المتعاملين. وانخفض مؤشر الدولار 0.7%، ووصل إلى 144.66 ينا يابانيا. وتراجع 0.2% أمام الفرنك السويسري، وهو ملاذ آمن آخر. وكان الدولار قد ارتفع 0.6% مقابل العملات الرئيسية الأخرى الأسبوع الماضي، بعد تهدئة المخاوف من حدوث ركود عالمي، في أعقاب التوصل إلى هدنة تجارية مؤقتة بين الولايات المتحدة والصين. لكن البيانات الاقتصادية أشارت إلى ارتفاع أسعار الواردات وتراجع ثقة المستهلكين. وقالت مهجابين زمان، رئيس قسم أبحاث العملات الأجنبية في "إيه إن زد": "ربما يكون التركيز على مخاطر النمو الأميركي وأجندة سياسات الإدارة الأميركية قد أثار الشكوك في وضع الولايات المتحدة باعتبارها ملاذاً آمناً". وقال كينيث بروكس، رئيس أبحاث الشركات للعملات وأسعار الفائدة لدى سوسييتيه جنرال "يأتي هذا في وقت حرج للإدارة الأميركية، إذ تسعى للحصول على إقرار الميزانية من الكونغرس بحلول أوائل يوليو/ تموز. ويثير هذا مزيدا من التساؤلات المنطقية حول العجز، ووضع سندات الخزانة الأميركية والدولار بوصفها ملاذات آمنة". اقتصاد دولي التحديثات الحية سكوت بيسنت ينتقد خفض موديز التصنيف الائتماني لأميركا وارتفع الدولار الأسترالي 0.1% إلى 0.6409 دولار بعد ثلاثة أيام من الخسائر. وتتوقع الأسواق خفض سعر الفائدة النقدية لبنك الاحتياط الأسترالي البالغة 4.10% بمقدار ربع نقطة مئوية غدا الثلاثاء. واستقر اليورو عند 1.1247 دولار، مرتفعا بنسبة 0.73%. وجرى تداول الجنيه الإسترليني عند 1.33 دولار، مرتفعا بنسبة 0.6%، بينما ارتفع الدولار النيوزيلندي 0.25% إلى 0.5894 دولار. صعود الذهب وفي أسواق المعادن النفيسة، قفزت أسعار الذهب اليوم، مع تراجع الدولار وتجدد التوترات التجارية، وهو ما عزز الطلب على الذهب باعتباره ملاذا آمنا. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.8% إلى 3228.47 دولاراً للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 06.32 بتوقيت غرينتش. وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.4% إلى 3232.10 دولاراً. كان الذهب قد انخفض بأكثر من اثنين بالمائة يوم الجمعة، مسجلا أسوأ أسبوع له منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وسط تزايد الإقبال على المخاطرة نتيجة للاتفاقية التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وانخفض مؤشر الدولار 0.5% اليوم الاثنين، مما جعل الذهب المسعر بالدولار أرخص بالنسبة لحاملي العملات الأجنبية. وقال تيم ووترر كبير محللي السوق لدى "كيه سي إم تريد" إن "تخفيض وكالة موديز التصنيف الائتماني للولايات المتحدة وما صاحبه من تراجع في المخاطر من جانب السوق أعاد بعض الزخم إلى سعر الذهب". والذهب أداة تحوط من الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية وينتعش في ظل انخفاض أسعار الفائدة. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.6% إلى 32.46 دولارا للأوقية. وصعد البلاتين 0.6% إلى 993.9 دولارا، وزاد البلاديوم 0.6% إلى 966.43 دولارا. خسائر النفط وفي أسواق الطاقة، تراجعت أسعار النفط، اليوم الاثنين، متأثرةً بخفض وكالة موديز للتصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة، وأظهرت بيانات رسمية تباطؤ وتيرة الناتج الصناعي ومبيعات التجزئة في الصين. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 51 سنتا إلى 65.36 دولاراً للبرميل بما يعادل 0.8% بحلول الساعة 06.30 بتوقيت غرينتش. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 45 سنتاً أو ما يعادل 0.6% إلى 62.04 دولاراً. وارتفع كلا الخامين بأكثر من واحد بالمائة الأسبوع الماضي، بعد أن اتفقت الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين ومستهلكين للنفط في العالم، على تهدئة الحرب التجارية بينهما لمدة 90 يوماً سيخفضان خلالها الرسوم الجمركية بشكل كبير. طاقة التحديثات الحية انخفاض إنتاج أوبك من النفط في إبريل رغم قرار زيادة الإمدادات وقالت بريانكا ساشديفا كبيرة محلّلي السوق في شركة فيليب نوفا إنّ تخفيض تصنيف موديز يثير تساؤلات حول آفاق الاقتصاد الأميركي، وتشير بيانات الصين إلى أن أي انتعاش اقتصادي سيواجه تحديات كبيرة، وأظهرت البيانات الرسمية في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، تباطؤ نمو الناتج الصناعي في إبريل/ نيسان، وإن كان لا يزال أفضل من توقعات الاقتصاديين. وقال محللون من بنك "إيه إن زد" في مذكرة "أي مؤشر سلبي قد يضعف المعنويات التي عززتها هدنة الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية الصينية". وساهمت حالة الضبابية بشأن نتائج المحادثات النووية بين أميركا وإيران في استقرار أسعار النفط. وقال المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، أمس الأحد، إن أي اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران يجب أن يتضمن عدم تخصيب اليورانيوم، وهو تصريح سرعان ما أثار انتقادات من طهران. وقال توني سيكامور محلل السوق لدى "آي جي": "تنعقد آمال كبيرة على تلك المحادثات". وأضاف "من الناحية الواقعية، ليس من المرجح أن توافق إيران طواعية على التخلي سلميا عن طموحاتها النووية التي أكدت مرارا وتكرارا أنها غير قابلة للتفاوض. علاوة على ذلك بعد انهيار وكلائها الذين شكلوا في الماضي حاجزا بينها وبين إسرائيل". وفي أوروبا تصاعدت حدة التوتر بين إستونيا وروسيا، بعد أن احتجزت موسكو ناقلة نفط مملوكة لشركة يونانية، أمس الأحد، بعد أن غادرت ميناء في إستونيا على بحر البلطيق. وفي الولايات المتحدة خفض المنتجون عدد منصات النفط العاملة بمقدار منصة واحدة إلى 473 الأسبوع الماضي، وهو أدنى مستوى منذ يناير/ كانون الثاني. هبوط مؤشر بورصة طوكيو وفي أسواق الأسهم، هبط المؤشر نيكي الياباني، اليوم الاثنين، بعد أن أثار تخفيض وكالة موديز تصنيف الولايات المتحدة الائتماني المخاوف من عملية بيع مكثفة للأصول الأميركية وهو ما أدى إلى ارتفاع قيمة الين. وبحلول الساعة 00.29، تراجع المؤشر نيكي 0.6% إلى 37521.86 نقطة، في حين هبط المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.3% إلى 2732.22 نقطة. اقتصاد دولي التحديثات الحية ترامب يضغط لخفض العجز التجاري مع اليابان.. وطوكيو تعد باستثمارات وقال شوتارو ياسودا، محلل السوق لدى "توكاي طوكيو" للأبحاث: "السوق حذرة بشأن تأثير خفض موديز التصنيف الائتماني للولايات المتحدة. إنهم قلقون من أن يؤدي ذلك إلى عمليات بيع مكثفة للأصول الأميركية". وأضاف "كان توقيت خفض التصنيف الائتماني سيئا. فقد جاء في وقت عوضت فيه أسواق الأسهم المحلية خسائرها من الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب". وقال شويتشي أريساوا، المدير العام لقسم أبحاث الاستثمار لدى "إيواي كوزمو" للأوراق المالية، في إشارة إلى توقعات بعمليات بيع للأصول الأميركية: "إذا بِيعَ الدولار، فسيدفع ذلك الين للارتفاع، وهو أمر سيئ للمصدرين اليابانيين". وانخفضت أسهم شركة فاست ريتيلنغ، الشركة الأم للعلامة التجارية يونيكلو، بنحو واحد بالمائة، لتسبب أكبر انخفاض في المؤشر نيكي. وتراجعت أسهم أدفانتست وطوكيو إلكترون المرتبطة بالرقائق الإلكترونية بنسبة 1.35% و0.87% على التوالي. وفي أوروبا، فتحت الأسهم على انخفاض اليوم الاثنين، لتقطع سلسلة من المكاسب استمرت خمسة أسابيع، مع تأثر معنويات المستثمرين بالخفض المفاجئ للتصنيف الائتماني للولايات المتحدة والبيانات الاقتصادية الضعيفة من الصين. وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.5% بحلول الساعة 07.25 بتوقيت غرينتش، متراجعاً من أعلى مستوى في سبعة أسابيع الذي لامسه يوم الجمعة. أسواق التحديثات الحية أوروبا ترى في صعود اليورو مقابل الدولار فرصة وليس تهديداً وانخفضت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية بأكثر من واحد بالمئة، وزادت عوائد سندات الخزانة الأميركية الأطول أجلاً بعد أن خفَضت وكالة موديز التصنيف الائتماني للولايات المتحدة مشيرة إلى مخاوف بشأن تزايد ديون البلاد البالغة 36 تريليون دولار، كما ارتفعت عوائد السندات الحكومية في منطقة اليورو. وفي الوقت نفسه، انخفضت أسهم شركات السلع الفاخرة بعد أن جاءت بيانات مبيعات التجزئة لشهر إبريل/ نيسان من الصين دون التوقعات. وهبطت أسهم إيرميس الفرنسية وبربري البريطانية ومونكلر الإيطالية بنحو 2% نظراً لاعتماد هذه الشركات الأوروبية للسلع الفاخرة على الصين سوقاً كبيرة لمنتجاتها. وارتفع سهم بنك بي.إن.بي باريبا 2.4% بعد أن أعلن البنك الفرنسي عن خطة إعادة شراء أسهم بقيمة 1.08 مليار يورو (1.21 مليار دولار). وهبط سهم فولكسفاغن 3.1% مع تداول سهم شركة صناعة السيارات الألمانية بدون الحق في توزيعات الأرباح. (الدولار = 0.89 يورو) (رويترز، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ يوم واحد
- العربي الجديد
بنك ثري متعدد الأنشطة داخل بيت نوال الدجوي
تتداخل الخيوط والأبعاد وتتلخبط الأوراق في قضية سرقة ما يزيد عن 300 مليون جنيه، أي نحو ستة ملايين دولار، من أموال د. نوال الدجوي رئيسة مجلس أمناء جامعة 6 أكتوبر للعلوم الحديثة والفنون MSA من داخل مسكنها، ما بين ما هو إنساني وأمني وقضائي ومالي ومصرفي، بل وسياسي، إذ إن السيدة نوال من القيادات البارزة بحزب "مستقبل وطن" الحاكم ورئيس لجنة التعليم قبل الجامعي في أمانة الحزب وواحدة من أبرز رواد التعليم في مصر لسنوات طويلة، ولديها سمعة متميزة في هذا المجال. لكن ما يلفت النظر هنا في سرقة هذا المبلغ الضخم هو أن بيت د. نوال الدجوي أو "ماما نوال"، كما يُطلق عليها، تحول إلى ما يشبه بنكاً ثرياً لكن بلا موظفين وعملاء، بنك تتوافر به كل أنواع العملات والمعادن والخزن الحديدية والشيكات المصرفية وفق وسائل إعلام ومواقع مصرية أسهبت في سرد تفاصيل السرقة، وإن كان هذا البنك لا يتعامل مع مودعين ومستثمرين، ولا يتلقى ودائع أو يمنح قروض، بل يمول ذاتياً من الأرباح الرأسمالية التي تحصل عليها السيدة من مشروعاتها واستثماراتها الخاصة والمتنوعة. فوفقاً لما تلقته الأجهزة الأمنية من معلومات فإن المبالغ المسروقة توزعت ما بين سيولة نقدية بالعملة المحلية بقيمة 50 مليون جنيه، وسيولة بالعملات الأجنبية منها ثلاثة ملايين دولار، و350 ألف إسترليني، بالإضافة إلى المعادن النفيسة فقد ضمت قائمة المسروقات 15 كيلوغراماً من الذهب، هذا ما كُشف حتى الآن. وإذا كان من المنطقي أن يدخر تاجر جملة في سوق السادس من أكتوبر أو العبور مبلغاً مالياً ضخماً في بيته بسبب طبيعة عمله التي تحتاج إلى سيولة نقدية حالة لسداد قيمة التعاقدات اليومية التي يبرمها، فمن غير المنطقي أن تدخر رئيسة جامعة خاصة عريقة وثرية هي نوال الدجوي كل هذه الأموال في بيتها، وأن تعزف سياسية مصرية مرموقة عن التعامل مع القطاع المصرفي في المحافظة على أموالها الشخصية واستثمارها بشكل آمن. علماً بأن المبلغ المسروق قد يمثل جزءاً صغيراً من ثروتها حيث أن لديها استثمارات ضخمة في مجال التعليم، ومن الرواد الذين استثمروا مبكراً في أنشطة التعليم الخاص والمدارس والجامعات والمستشفيات. موقف التحديثات الحية إسرائيل تبتز مصر وتقطع عنها الغاز... ما رد فعل القاهرة؟ ولا نعرف ما الذي دفعها إلى ادخار كل هذه الأموال في بيتها على الرغم من زيادة المخاطر واحتمالية تعرضها للسرقة وهو ما حدث بالفعل، إلا إذا كان الهدف هو المحافظة على أموالها من الملاحقة القانونية، خاصة أن هناك أكثر من 20 قضية متداولة في درجات تقاضٍ مختلفة منذ أكثر من ثلاث سنوات، على خلفية نزاعات متشابكة تتعلق بإرث العائلة، وأن معظم تلك الدعاوي مقامة من أحفادها الثلاثة الذين يسعون للحصول على نصيبهم من الثروة في وجود الجدة. حالة رئيس الجامعة الخاصة والثرية نوال الدجوي ليست فريدة من نوعها، فقد كشفت وقائع مختلفة عن تعرض عدد من رجال الأعمال المصريين لسرقة أموال ونهب سيولة نقدية كبيرة من داخل مسكنهم الخاص، وكذا احتفاظ ملايين المصريين بسيولة ضخمة بالجنيه المصري واستثمارها لدى شركات توظيف الأموال والتسويق الإلكتروني التي مارست عليهم جرائم النصب والاحتيال. وكذا استثمارها لدى ما يعرف بظاهرة "المستريح" التي انتشرت في مصر في السنوات الأخيرة وخسر المصريون فيها مليارات الجنيهات. وهذا ما يجعلنا نطرح هذا السؤال: لماذا يحتفظ بعض رجال الأعمال في مصر وكبار الأثرياء بسيولة نقدية ضخمة خارج القطاع الصرفي ولا يتعامل هؤلاء مع البنوك، لا أظن أن الأمر يرجع لأسباب دينية، إذ إن هناك بنوكاً إسلامية عدة يمكن التعامل معها، كما أن البنوك التقليدية لديها مئات الفروع والنوافذ الإسلامية. والغريب أن هذا العزوف يحدث على الرغم من أن البنوك تدفع أسعار فائدة عالية سواء على العملة المحلية أو حتى العملات الأجنبية، وأن لديها من الخزن الحديدية ما يكفي لتخزين عشرات الأطنان من الذهب، وليس 15 كيلوغراماً سُرقت من منزل نوال الدجوي، كما أن البنوك تمنح عائداً مرتفعاً على الأموال المودعة لديها بسبب التضخم المرتفع ومحاولة إبعاد المدخرين عن ظاهرة "الدولرة" واكتناز أموالهم بالدولار والنقد الأجنبي. موقف التحديثات الحية البنزين المغشوش في مصر من النفي والمزاعم إلى الاعتراف والتعويض هل قضية نوال الدجوي هي بمثابة إدانة لبعض المصرفيين أصحاب الياقات البيضاء الذين يفضلون استثمار أموال البنوك في أدوات لا تجلب "وجع الدماغ" وليس بها أي نوع أو درجة من درجات المخاطرة ولا تحتاج أي مجهود في تشغيلها، وفشل للقطاع المصرفي الذي لم يستطع توفير الفرص الاستثمارية المناسبة لتعبئة أموال المجتمع وتنميتها، بل وحمايتها من مخاطر الجرائم المالية وتأكل العملة المحلية المتواصل التي فقدت الجزء الأكبر من قيمتها خلال السنوات الأخيرة بسبب التضخم الجامح والإفراط في الاستدانة الخارجية، بل راح القطاع يركز على إقراض الحكومة والاستثمار في أدوات الدين باعتبارها الأكثر ربحية وضماناً من وجهة نظره، وأكبر دليل على ذلك ما كشفته المراكز المالية لمعظم البنوك واستثماراتها الضخمة في أذون وسندات الحكومة وأن معظم أرباحها ناتج عن هذا النوع من الاستثمار.