منذ 8 ساعات
'بين فخامة ودولة ومعالي ضاع القرار وتاهت الدولة''قصة مواطن ضلّ طريقه في متاهات الدولة'
بقلم / محمد علي رشيد النعماني .
لم يكن يطمح بالكثير كان فقط يريد أن يعرف من المسؤول من الذي اتخذ القرار أو لم يتخذه من تسبب بانقطاع الكهرباء عن المدينة في عزّ الصيف؟ بدأ رحلته من وزارة الكهرباء فقيل له 'نحن بانتظار توجيه معالي الوزير.' ذهب إلى مكتب الوزير فأحالوه إلى دولة رئيس الوزراء وحين قصد رئاسة الحكومة كان الجواب 'الموضوع رُفع لفخامة الرئيس وهو صاحب القرار النهائي.' ومن هنا بدأت 'الحكاية' حكاية مواطن بسيط دخل دون أن يدري إلى متاهة الدولة وظلّ يطارد قراراً لا يريد أن يظهر ومسؤولًا لا يريد أن يسأله أحد .
الرئيس موجود نعم والدليل أن له خطاباً سنوياً مهيباً لا أحد يعرف من كتبه يبتسم للكاميرات يحيّي الشعب ثم يختفي خلف 'جدول أعمال رئاسي' ثابت لم يتغير منذ سنوات وفي كل مرة تقع فيها أزمة يصدر مكتبه توجيهاً عاجلاً بـ'تشكيل لجنة عليا' وغالباً ما يرأس اللجنة دولة رئيس الوزراء ويشارك فيها معالي الوزير المختص وتُستكمل بأعضاء خبراء في الصمت والمماطلة .
دولة رئيس الوزراء سيد اللجان ومهندس التأجيل رآه المواطن في أكثر من مناسبة لا ليشرح الأزمة بل ليؤكد بثقة أن 'الحكومة تتابع عن كثب والنتائج قيد التحليل.' تحليلٌ لا أحد يراه ونتائج لا أحد يلمسها .
أي مشروع وطني يحتاج إذناً من رئاسة الحكومة لكن لا إذن يُمنح دون موافقة اللجنة الفنية التي يرأسها معالي الوزير
الذي لا يتحرك دون توجيه رئاسي وهكذا دار المواطن في حلقة مغلقة بينما كانت البلاد تدور في دوامة أوسع.
المواطن كان يأمل أن يسمع من معالي الوزير شيئاً مختلفاً
لكنه وجد خطابات مكرّرة تبدأ بـ'نحن بصدد' وتنتهي بـ'نُعدّ رؤية استراتيجية شاملة' كل شيء مؤجل: الصرف، التعيين، المعالجات، وحتى الأعذار وفي أحد المؤتمرات انقطعت الكهرباء بينما كان الوزير يتحدث عن تطوير الخدمة فقيل للمواطن 'هذا دليل على حجم التحدي!' ولم يعرف إن كان ما سمعه سخرية أم سياسة سأل المواطن: من يعطّل القرار؟
الجواب: الوزير ينتظر توجيه رئيس الوزراء رئيس الوزراء ينتظر الرئيس الرئيس ينتظر اللجنة واللجنة لم تجتمع بعد!
وعند هذه النقطة بدأ المواطن يشك هل هذه دولة؟ أم مشهد عبثي لمجموعة مهرجين ؟
عندها بدأ المواطن يدرك أن فخامة، ودولة، ومعالي ليسوا دائمًا من يقررون إنهم واجهة لسلطة أعمق تعمل من خلف الستار تُعيّن، تُعطّل، تُسيّر دون مساءلة تُحافظ على الشكليات وتُدير الوقائع وفق منطق 'لا قرار' إنها الدولة العميقة التي تعمل خلف الكواليس ببدلة فاخرة وربطة عنق والخلاصة بلسان المواطن 'لا تبحثوا عن القرار في بياناتهم بل في صمتهم ففي بلد تُدار فيه الدولة على إيقاع اجتمعنا بلا نتيجة تصبح الألقاب ديكوراً والمناصب واجهة ويبقى الكرسي هو الشيء الوحيد الحقيقي'
اقرأ المزيد...
السفير الإيراني لدى مليشيات الحوثي على رأس قائمة المطلوبين
21 يونيو، 2025 ( 12:30 صباحًا )
ما علاقة اليد اليسرى بنجاح أثرياء العالم؟
20 يونيو، 2025 ( 11:30 مساءً )