logo
#

أحدث الأخبار مع #محمدكاملمصطفى،

"الذراعان اللتان أعادتا لنا العزة والكرامة".. حكاية البطل محمد كامل مصطفى في معركة شدوان
"الذراعان اللتان أعادتا لنا العزة والكرامة".. حكاية البطل محمد كامل مصطفى في معركة شدوان

البوابة

timeمنذ 2 أيام

  • سياسة
  • البوابة

"الذراعان اللتان أعادتا لنا العزة والكرامة".. حكاية البطل محمد كامل مصطفى في معركة شدوان

في صبيحة يوم بارد من يناير عام 1970، تحديدًا في الثاني والعشرين منه، كانت جزيرة شدوان الهادئة على موعد مع أشرس معارك الاستبسال في تاريخ مصر الحديث، في قلب هذه الملحمة البطولية، وقف رقيب بحري متطوع، محمد كامل مصطفى، حفيد قاسم أمين، ليخط بدمائه الزكية أروع صفحات الفداء والتضحية. من الفيوم إلى الغردقة: جذور البطولة على الرغم من أن أصوله تعود إلى محافظة الفيوم، إلا أن محمد كامل مصطفى اختار الغردقة موطنًا له منذ عشرات السنين، ولا تزال أسرته تقيم في حي العرب بالمدينة. وقد كان القدر يدفع بهذا الرجل الشجاع ليكون جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الغردقة، وأن يدفن جزءًا من جسده في أرضها التي عشقها. معركة شدوان: بطولة وصمود في وجه العدوان كان محمد كامل مصطفى أحد أفراد الكتيبة الباسلة التابعة لسلاح البحرية، والتي تولت مهمة الدفاع عن جزيرة شدوان ضد الهجوم الإسرائيلي، يروي البطل، قبل رحيله في أبريل 2006، تفاصيل تلك المعركة التي لا تُنسى: إنزال قوات معادية على الجزيرة من جهة الشمال في الساعة السابعة صباحًا من يوم الجمعة 22 يناير 1970، تم إنزال قوات معادية على الجزيرة من جهة الشمال. حاول العدو، الذي بلغ تعداده حوالي 1500 فرد، إقناع القوات المصرية بالتسليم عبر مكبرات الصوت. لكن تعليمات الاشتباك كانت واضحة من القاعدة البحرية المصرية. كنا حوالي 170 مقاتلاً من القوات البحرية والمهندسين وقوات خاصة من الكتيبة 83 صاعقة برية، مسلحين بأسلحة خفيفة مثل البنادق الآلية والجرانوف وبنادق القناصة والـ "آر بي جي والقنابل اليدوية، بالإضافة إلى الأسلحة الشخصية من الطبنجات والرشاشات. "شعارنا" النصر أو الشهادة بدأت المعركة، واشتبكنا مع العدو بشدة، مكبدين إياه خسائر فادحة، وذلك بفضل استبسال قواتنا الذي لا مثيل له. بعد هزيمة 1967، أصبح شعارنا "النصر أو الشهادة، ولا تفريط في شبر واحد من أرض مصر". قامت القوات الجوية المصرية بتوفير مظلة جوية فوق الجزيرة ومدينة الغردقة لقطع وصول تعزيزات العدو. بدأ المقاتلون المصريون يستشهدون واحدًا تلو الآخر بعد نفاذ الذخيرة لدينا، قام العدو بعملية إنزال جوي لقواته على الجزيرة، واستمر القصف الجوي حتى الساعة الثالثة عصرًا. بدأ المقاتلون المصريون يستشهدون واحدًا تلو الآخر، حتى تضاءل عددنا تدريجيًا بسبب القصف الإسرائيلي بقذائف تزن ألف رطل. في الخامسة عصرًا، بدأ العدو في السيطرة على الجزيرة وبناء مواقع وتحصينات عليها. وفي اليوم التالي للمعركة، وصلت تعزيزات للقوات المصرية عبارة عن طوربيدين بحريين، بقيادة الشهيد حسني حماد، الذي استشهد في مياه البحر قرب الجزيرة، واستشهد جميع أفراد الطاقمين. ضرب سفينة التموين المصرية التي حاولت الاقتراب من الجزيرة كما تم ضرب سفينة التموين المصرية التي حاولت الاقتراب من الجزيرة. ومع حلول الظلام، حاولت القوات المصرية إرسال قوات إنزال على الجزيرة، لكن محاولتها لم تنجح. في الخامسة صباح اليوم التالي، ومع أول ضوء، بدأ الطيران المصري بقصف القوات المصرية والإسرائيلية معًا. بفضل معرفتنا الكاملة بالأماكن والخنادق على الجزيرة، تمكنا من الاختباء بعد استشهاد أغلب القوات. وفي جنح الليل، بدأت القوات الإسرائيلية بنقل جثث ضحاياها من أرض الجزيرة، وبدأ العدو بتلغيم الأرض والجثث معًا. اصطدم بلغم زرعه العدو بالقرب من الفنار كنت حينها متواجدًا على الجزء المتبقي من الفنار، ومعي مدفعي الرشاش الذي كنت أقاتل به. فجأة، اصطدمت بلغم زرعه العدو بالقرب من الفنار، فطرت إلى الأعلى وشعرت برعشة في جسدي، وإذا بي اصطدم بالأرض. أول كلمة نطقت بها كانت الشهادة، وانتظرت حتى أموت، لكنني لم أنل شرف الشهادة. أصبحت جسدي في مكان منخفض، وحاول زملائي النزول لي، فمنعتهم لأن الأرض كانت كلها ألغامًا، وفضلت أن أظل مكاني حتى لو انفجر بي لغم آخر. وجدت نفسي في حفرة، وعيني لم تبصر شيئًا، وصفير شديد في أذني، ورائحة البارود تملأ أنفي. حاولت أن أقف ووضعت يدي على الأرض فلم أجد يدي، وحاولت أن أرفع يدي الأخرى لأتحسس بها على وجهي فوجدتها تلتوي هي والذراع الشمال. وطلب من زملائه أن يطلقوا عليه النار حتى لا يحملهم معاناة حمله قام زملائي بوضعي على بطانية، وطلبت منهم أن يطلقوا علي النار حتى لا أحملهم مشقة حملي في تلك الظروف، لكن زملائي رفضوا وقالوا: أنت بخير ولا يهم، سوف نحملك على أكتافنا. بعد ساعات، وصلت إلى الجزيرة مركب صيد على متنها أفراد من المقاومة الشعبية، كانوا ينقلون الإمدادات والأفراد أثناء المعركة، بقيادة أحمد جاد الله ومعه علي مرزوق وسيد أحمد، وهم من أبناء الغردقة. حملوني إلى المدينة على مركبهم. وصلنا إلى الشاطئ، وتم نقلي إلى مستشفى صغير حيث تم قطع يدي، ودُفنت بمقابر الشهداء، ويدي الأخرى مدفونة في أرض جزيرة شدوان. تم إرسالي في إرسالية طبية بالطائرة إلى مطار ألماظة، وبعد ذلك تم توزيع الجرحى على المستشفيات العسكرية بالقاهرة، كما تم علاجي في مستشفى المعادي وكوبري القبة والحلمية والمستشفى التأهيلي بالعجوزة. وسافرت إلى الخارج للعلاج. أنور السادات يقبل ما تبقى من ذراعي، قائلا: يدك إعادة لنا العزة والكرامة قبل سفري، التقيت بالرئيس الراحل أنور السادات، الذي قام بتقبيل ما تبقى من ذراعي وقال لي: 'إن يدك اللتين فقدتهما أعادتا لنا العزة والكرامة'. وكان هذا أغلى وسام على صدري. ولحبي الشديد لأرض البحر الأحمر، عدت بعد سنوات إلى مدينة الغردقة، تلك المدينة الغالية على قلبي ومدفون في أرضها جزء من جسدي، لأعيش ما تبقى لي من عمري في صحبة زملائي الأبطال الصيادين الذين شاركت معهم في معركة الشرف والكرامة، معركة شدوان". رحل بطل وذكراه خالده رحل البطل محمد كامل مصطفى في شهر أبريل من عام 2006، تاركًا خلفه إرثًا من البطولة والفداء، وشهادة حية على عظمة الروح المصرية التي لا تقهر. تبقى قصته محفورة في ذاكرة الوطن، ويداه المبتورتان رمزًا للعزة والكرامة التي استعادها المصريون بدمائهم وتضحياتهم. FB_IMG_1747900277711 FB_IMG_1747900274047

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store